مغروور قطر
26-09-2008, 10:53 PM
المصارف العالمية تعيد ترتيب أولوياتها في الخليج
إعداد: إيمان عطية
دفع ارتفاع اسعار النفط ووضع دول الخليج لاستراتيجيات طموحة وكبيرة لتنويع اقتصاداتها، البنوك العالمية للاعلان عن خطط لزيادة عملياتها في المنطقة، اضافة الى ان التباطؤ الاقتصادي في الغرب قدم لهذا التوجه حافزا اضافيا وعُرف الشرق الاوسط بانه منطقة نمو حقيقية ومنطقة غنية بالنفط قادرة على ان تساعد على تعويض الخسائر في اي مكان آخر وتقديم كان منعزل ومحصن ضد الاضطرابات الحاصلة في نيويورك ولندن.
لكن من المتوقع ان تثبط دورة التراجع الاخيرة في الازمة العالمية من انشطة البنوك العالمية في الخليج، اقله على المدى القصير.
وحسبما يقول المحللون، فانه رغم ان العوامل الاساسية التي جذبت اللاعبين الاساسيين الى الخليج فلا تزال هذه العوامل موجودة، لكن انهيار ليمان براذرز وتداعيات وصدمات ذلك الانهيار ستؤدي الى حذر اكبر، وفي بعض الحالات الى اعادة تقييم الاولويات.
قيود وضغوط
يقول الرئيس التنفيذي للعمليات المصرفية والاسواق العالمية في «اتش. اس. بي. سي» للشرق الاوسط وشمال افريقيا مختار حسين «لقد كانت لديك استراتيجية وضعت في فترة النمو.. والآن تتعرض للقيود والضغوط نتيجة للظروف التي تسود العالم».
ويضيف «سينعكس ذلك على وتيرة التوسع المتوقع وجوهره لبعض منافسينا الجدد. وسيتم تطبيق معايير مختلفة بالنسبة للمؤسسات المختلفة اي بمعنى انه ستكون هناك اعادة تعديل للاستراتيجية وتحسين الاسلوب».
ويقول المصرفيون انه من المبكر جدا معرفة الى اي مدى سيكون مقدار اعادة التعديل في الاستراتيجيات، نظرا للغموض الذي لا يزال يسود الاسواق العالمية. غير ان المجالات من المرجح ان تكون قد تأثرت، تشمل تمويل المشروعات التي اصلا تعاني نتيجة لازمة الائتمان، وتأمين المخاطر بعد ان اصبح اللاعبون العالميون اكثر تحوطا ضد المخاطر ويشدون الاحزمة.
تعطيل.. وتأخير
وسيؤدي ذلك بدوره الى تعطيل العمل ببعض المشروعات وتأخير الانتهاء منها لا سيما ان بعض المصارف المحلية تعاني من شحّ السيولة.
ان يقول مسؤول تنفيذي في بنك عالمي رائد «كأي ازمة اخرى هناك مخاطر وهناك فرص، نستطيع ان نرى ونحدد الفرصة، لكن الآن عامل الخطر هو السائد، ونحذر الجميع بالقول: خذوا حذركم، دعونا ندير المخاطر بحذر وعناية اكبر».
ويضيف قائلا: ان المخاطر جاءت مصحوبة مع خفض متواصل للاقراض، مما قد يؤدي الى مزيد من المضاربات على حدوث تراجع في القطاع العقاري. كما ان هناك ترابطاً بين عمليات الانخفاض التي اصابت اسعار الصادرات مثل النفط والبتروكيماويات والصلب وأسواق الأسهم.
المكاسب تبخرت
ورغم استعادة الأسواق الاقليمية لعافيتها في الأيام الأخيرة، لكن معظم المكاسب التي تحققت في النصف الأول من العام الحالي، قد تبخرت وتبخرت معها مقولة الحصانة والانعزال عن الاضطرابات العالمية.
ويأمل مصرفي آخر بألا يعدو الأمر أكثر من مجرد «طبيعة العمل المعتادة»، ويعتقد ان أي تباطؤ يصيب المصارف الاستثمارية سيكون مدفوعا بأسواق المنطقة، اذ يقول: «هناك امران سيقودان عملية اعادة التقييم عند الناس، الأمر الأول يعتمد على ما يحدث لمستوى النشاط هنا، فاذا ما كنت بالكاد تبقي على نفسك معوما في المنطقة لتبدأ بما لديك وانخفض مستوى النشاط، عندها لن تكون قادرا على مواكبة ما يحدث. اما الأمر الثاني فيعتمد على ما يحدث عالميا، فالناس ستبحث في اولوياتها وتقرر ان تواصل الاستثمار».
متى تتضح الصورة؟
ويقول مصرفيان ان المجموعتين اللتين يعملان فيهما قد تبحثان تعيين مصرفيين كبارا دخلوا سوق العمل بعد انهيار ليمان براذرز، لكن تعيين موظفين من المستوى المتوسط سيتوقف لفترة ما حتى تتضح الصورة في الاسواق.
ويضيف احد المصرفيين «ان تركيزنا هو التشديد على اننا نفعل كل ما في وسعنا لدعم وجني الايرادات من قاعدة عملائنا الموجودة، وهو على عكس الوضع الطبيعي للأمور، حيث لا نكتفي عادة بفعل ذلك، بل نسعى لتوسيع قاعدة عملائنا من خلال استقطاب عملاء جدد».
ويتابع «انه من الصعب بالنسبة لنا ولأي بنك آخر ان نقرأ ما تريده مؤسساتنا والى أي مدى هي مستعدة للمخاطرة قبل نهاية هذا العام، الاجواء بلا ريب هي: الوقت الآن ليس وقت لعب أدوار البطولة».
¶ فايننشال تايمز ¶
إعداد: إيمان عطية
دفع ارتفاع اسعار النفط ووضع دول الخليج لاستراتيجيات طموحة وكبيرة لتنويع اقتصاداتها، البنوك العالمية للاعلان عن خطط لزيادة عملياتها في المنطقة، اضافة الى ان التباطؤ الاقتصادي في الغرب قدم لهذا التوجه حافزا اضافيا وعُرف الشرق الاوسط بانه منطقة نمو حقيقية ومنطقة غنية بالنفط قادرة على ان تساعد على تعويض الخسائر في اي مكان آخر وتقديم كان منعزل ومحصن ضد الاضطرابات الحاصلة في نيويورك ولندن.
لكن من المتوقع ان تثبط دورة التراجع الاخيرة في الازمة العالمية من انشطة البنوك العالمية في الخليج، اقله على المدى القصير.
وحسبما يقول المحللون، فانه رغم ان العوامل الاساسية التي جذبت اللاعبين الاساسيين الى الخليج فلا تزال هذه العوامل موجودة، لكن انهيار ليمان براذرز وتداعيات وصدمات ذلك الانهيار ستؤدي الى حذر اكبر، وفي بعض الحالات الى اعادة تقييم الاولويات.
قيود وضغوط
يقول الرئيس التنفيذي للعمليات المصرفية والاسواق العالمية في «اتش. اس. بي. سي» للشرق الاوسط وشمال افريقيا مختار حسين «لقد كانت لديك استراتيجية وضعت في فترة النمو.. والآن تتعرض للقيود والضغوط نتيجة للظروف التي تسود العالم».
ويضيف «سينعكس ذلك على وتيرة التوسع المتوقع وجوهره لبعض منافسينا الجدد. وسيتم تطبيق معايير مختلفة بالنسبة للمؤسسات المختلفة اي بمعنى انه ستكون هناك اعادة تعديل للاستراتيجية وتحسين الاسلوب».
ويقول المصرفيون انه من المبكر جدا معرفة الى اي مدى سيكون مقدار اعادة التعديل في الاستراتيجيات، نظرا للغموض الذي لا يزال يسود الاسواق العالمية. غير ان المجالات من المرجح ان تكون قد تأثرت، تشمل تمويل المشروعات التي اصلا تعاني نتيجة لازمة الائتمان، وتأمين المخاطر بعد ان اصبح اللاعبون العالميون اكثر تحوطا ضد المخاطر ويشدون الاحزمة.
تعطيل.. وتأخير
وسيؤدي ذلك بدوره الى تعطيل العمل ببعض المشروعات وتأخير الانتهاء منها لا سيما ان بعض المصارف المحلية تعاني من شحّ السيولة.
ان يقول مسؤول تنفيذي في بنك عالمي رائد «كأي ازمة اخرى هناك مخاطر وهناك فرص، نستطيع ان نرى ونحدد الفرصة، لكن الآن عامل الخطر هو السائد، ونحذر الجميع بالقول: خذوا حذركم، دعونا ندير المخاطر بحذر وعناية اكبر».
ويضيف قائلا: ان المخاطر جاءت مصحوبة مع خفض متواصل للاقراض، مما قد يؤدي الى مزيد من المضاربات على حدوث تراجع في القطاع العقاري. كما ان هناك ترابطاً بين عمليات الانخفاض التي اصابت اسعار الصادرات مثل النفط والبتروكيماويات والصلب وأسواق الأسهم.
المكاسب تبخرت
ورغم استعادة الأسواق الاقليمية لعافيتها في الأيام الأخيرة، لكن معظم المكاسب التي تحققت في النصف الأول من العام الحالي، قد تبخرت وتبخرت معها مقولة الحصانة والانعزال عن الاضطرابات العالمية.
ويأمل مصرفي آخر بألا يعدو الأمر أكثر من مجرد «طبيعة العمل المعتادة»، ويعتقد ان أي تباطؤ يصيب المصارف الاستثمارية سيكون مدفوعا بأسواق المنطقة، اذ يقول: «هناك امران سيقودان عملية اعادة التقييم عند الناس، الأمر الأول يعتمد على ما يحدث لمستوى النشاط هنا، فاذا ما كنت بالكاد تبقي على نفسك معوما في المنطقة لتبدأ بما لديك وانخفض مستوى النشاط، عندها لن تكون قادرا على مواكبة ما يحدث. اما الأمر الثاني فيعتمد على ما يحدث عالميا، فالناس ستبحث في اولوياتها وتقرر ان تواصل الاستثمار».
متى تتضح الصورة؟
ويقول مصرفيان ان المجموعتين اللتين يعملان فيهما قد تبحثان تعيين مصرفيين كبارا دخلوا سوق العمل بعد انهيار ليمان براذرز، لكن تعيين موظفين من المستوى المتوسط سيتوقف لفترة ما حتى تتضح الصورة في الاسواق.
ويضيف احد المصرفيين «ان تركيزنا هو التشديد على اننا نفعل كل ما في وسعنا لدعم وجني الايرادات من قاعدة عملائنا الموجودة، وهو على عكس الوضع الطبيعي للأمور، حيث لا نكتفي عادة بفعل ذلك، بل نسعى لتوسيع قاعدة عملائنا من خلال استقطاب عملاء جدد».
ويتابع «انه من الصعب بالنسبة لنا ولأي بنك آخر ان نقرأ ما تريده مؤسساتنا والى أي مدى هي مستعدة للمخاطرة قبل نهاية هذا العام، الاجواء بلا ريب هي: الوقت الآن ليس وقت لعب أدوار البطولة».
¶ فايننشال تايمز ¶