المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الزاد الحقيقي - د. عائض القرني



OPEC
27-09-2008, 02:19 AM
الزاد الحقيقي - د. عائض القرني
الشرق الأوسط

ليس في صحراء الحياة القاحلة إلا روضة الإيمان،
وليس في ليل الدنيا الدامس، ولا في ظلامه المطبق إلا نور الإيمان.
ليس هناك من فيض دافق في عالم اليأس، ولا معين عذب في ظمأ الهواجر إلا الإيمان.

من عنده إيمان بالله فهو بإيمانه في الزنزانة أعظم سعادة من صاحب القصر، وفي فقره أغنى من صاحب الثروات،
بالإيمان تُحوّل وحشة الغار إلى مهرجان من الحب والأنس،
بالإيمان تصير من نكد العيش إلى فردوس من الأمن والرضى،
وبالإيمان يصبح الإخفاق نجاحاً، والفقر غنىً، والمصيبة نعمة، والبلية عطية، والمحنة منحة. الإيمان هو ذاك الوقود الرباني في النفس الصادقة يضيء لها متاهات الدروب، وجهالات الطرق، ومسارب السبل،
الإيمان رافد إلهي يصب على هضاب الروح، وروابي النفس بعد قحط المصيبة، وظمأ المخالفة، وجدب الانحراف، يموت الولد، ويفارق الزوج، ويخون الصديق، ويجفو القريب، ويهجر الصاحب، ويغدر الرفيق، فيبقى الإيمان عوضاً وخلفاً.
يذهب البصر، وتتردى الصحة، ويهرم الجسم، وتضعف القوة، فيأتي الإيمان عزاءً وسلوةً، وعطاءً مباركاً، وتركةً باقية.
أفٍّ على ثورة بلا إيمان، تفٍّ على منصب بلا يقين، أسفاً على جاه بلا دين.
الإيمان هو ذلك الدافع الذي يجعل صاحبه مقراً بالحقوق والواجبات، فيوفي المؤمن حقه من الاحترام، ولا يعدم الجاهل عنده قولاً سلاماً كما علم رب السلام، ويتوخى رعاية المؤمنين، وحماية المعاهدين، ويميزهم من العامة بما ميزهم الله من فضل الإيمان والدين، ويلين لهم جانبه ويحني عليهم ويلطف بهم، ويبسط لهم وجهه، ويقبل إليهم ويعطف عليهم، فقد عرف قول الله تعالى لسيد المرسلين:
«واخْفَضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِين»،
ولا يفسح لأحد منهم في التطاول بالدين، ولا الإضرار بأحد من المعاهدين والذميين، ويميزهم بالتواضع الذي هو حلية المؤمنين؛ وإذا ألبس عليه أمرٌ وأشكل، وصعب لديه مرامٌ وأعضل، اتبع قول الله تعالى:
«فَاسْألُوا أهْلَ الذِّكْرِ إنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُون»، وقوله: «فَإنْ تَنَازَعْتُمْ في شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلى اللهِ والرَّسُولِ إنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وأحْسَنُ تَأْوِيلاً».

بالإيمان اهتدينا للفضائل، وعرفنا أن من يطلب الفضائل لم يساير إلا أهلها، ولم يرافق في تلك الطريق إلا أكرم صديق من أهل المواساة، والبر وصفاء الضمائر، وصحة المودة.
بالإيمان رفعنا حوائجنا إلى من لا تختزن الحوائج دونه، فما أعطانا منها قنعنا.


اللهم ثبت قلوبنا على دينك يا رب العالمين.
آمين

بدور
28-09-2008, 12:54 AM
اللهم ثبت قلوبنا على دينك يا رب العالمين


جزاك الله خير

عنوووود
28-09-2008, 04:26 AM
جزاك الله كل خير

OPEC
29-09-2008, 02:42 AM
اللهم ثبت قلوبنا على دينك يا رب العالمين


جزاك الله خير




جزاك الله كل خير

آمين
جزاكم الله خيرا جميعا