المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما تتساقط احجار الدومينو .. هذه هى مآساة أمريكا ..!!



بوعبدالله3
27-09-2008, 03:58 AM
مقال رائع للأستاذ الكبير سهيل الدراج,,,,,,,, والفائده للجميع


سهيل الدراج - الرياض - الجمعة 26 سبتمبر 2008م - الساعة 9:20 بتوقيت نيويورك - 16:20 بتوقيت السعودية


لم يكن يوماً عادياً يوم الجمعة 14 مارس 2008م ، فقد اغلقت الاسواق المالية على انخفاض حاد وسط حالة من الذعر انتابت اسواق المال بقيادة المؤسسات المالية الامريكية ، بعد ان صعقت يومها بانخفاض بنك بيرستيرنز باكثر من 27$ في يوم واحد أو مايعادل 47% وهو اكبر انخفاض في يوم واحد يسجل في تاريخ الشركة ، وجاء ذلك الانخفاض بعد ان تقدم بيرستيرنز الى الفدرالي الامريكي طالبا العون ، وكانت هذه هى المحاولة الاخيرة بعد ان حصل البنك على قرض طارئ من بنك جي بي مورجان مقابل رهن اصول بنكية ، لكن الأسوأ ظهر يوم الأحد 16 مارس عندما اعلن عن افلاس بيرستيرنز وبيعه بمقدار 2 دولار للسهم الواحد لبنك جي بي مورجان ، وتم الاعلان عن خفض طاريء للفائدة من قبل الفدرالي لتهدئة المخاوف .. وبنك بيرستيرنز هو خامس اكبر بنك استثماري في الولايات المتحدة الامريكية ..

لم تكن حادثة بيرستيرنز عابرة ، بل كانت بداية تساقط احجار الدمينو التى بدأت فعلاً ، ولم يعد احد يعلم كم عدد احجار الدمينو التى ستسقط ..!! ولم يمضى الكثير من الوقت حتى اعلنت الحكومة الامريكية عن تأميم اكبر شركتى للاقراض السكنى في الولايات المتحدة ، وهما شركتى فاني ماي و فريدى ماك .. وبعدها افلس بنك ليمن بروذرز ( رابع اكبر بنك استثماري في امريكا ، ثم افلس بنك ميرلينج وباع نفسه طواعية لبنك أوف امريكا بقيمة 50 مليار دولار ..

لكن شركات التأمين على الدين كانت على مسافة قريبة من الكارثة ، وماهي الا ايام حتى اعلن عن تساقط شركة AIG ومبادرة الدولة بدعمها بقرض جائر قيمته 85 مليار دولار مقابل الاستحواذ على 85% من الشركة ، وبنسبة فائدة على القرض بلغت 11% ، ويتم بموجب الاتفاق السيطرة على ادارة البنك .. ومازالت شركتى AMBAC و MBIA للتأمين تنتظر دورها في لعبة الدومينو الخطيرة ..!! ..

وما هي الا ايام قلائل تلت حادثة AIG حتى تم الاعلان عن تحول اكبر بنكين استثماريين في الولايات المتحدة ( هما بنك مورجان ستانلى ، وجولدمان ساكس ) الى بنوك تجارية في خطوة استباقية قبل ان يفلسا ، وبذلك يسمح لهما بالحصول على الودائع لتوفير السيولة اللازمة في خطوة استباقية قد لاتنجح ويعقبها الافلاس ..

الحدث الأهم بعد سقوط AIG انتقل الى واشنطن وتحديدا الى الكونجرس الامريكي لدراسة خطة عاجلة قدمت من قبل الثلاثى الامريكي بوش وبرنانكي وباولسون ، لكن باولسون هذه المرة هو كاتب السيناريو ، بعد ان فشل برنانكي في لعبة خفض الفائدة الخطرة ، وبعد ان فشل في ضخ الاموال وتقديم القروض وهندسة بيع البنوك الخاسرة لجي بي مورجان ..!! وكذلك بعد ان فشل بوش في تلميع صورة الاقتصاد المتهالك كما فشل سابقاً في خداع شعبه وادخاله في حرب الارهاب وحرب العراق وحرب افغانستان ...

خطة الانقاذ تعرضت لانتقادات حادة داخل الكونجرس ، وتمت مقاومتها بشدة من قبل الجمهوريين قبل الديموقراطيين في تصلب يصعب حدوثه في مثل هذه الازمات ، وفي ذلك دلاله مهمة على فقدان الثقة في خطط الادارة الحالية الاقتصادية وبعدها عن المنطق والتخطيط السليم .. وما هي الا ساعات قليله بعد وصول المفاوضات الخاصة بخطة انقاذ النظام المالي الامريكي الى طريق مسدود ، حتى قامت السلطات الامريكية باغلاق أكبر بنك للتوفير في الولايات المتحدة ( بنك واشنطن ميوتشل ) ليسقط حجر جديد من احجار الدومينو الامريكية ..

نعم لقد افلس اكبر بنك للتوفير في الولايات المتحدة بعد ان تدافع المودعون لسحب ودائعهم بكثافة عالية خلال الاسبوعين الاخيرين مما اضطر السلطات الى اغلاقه ، وترتيب صفقة بيع اصوله وفروعه لبنك جي بي مورقان بقيمة 1.9 مليار دولار ، وحسب مصادر السلطات التنظيمية فان بنك واشنطن ميوتشوال لديه ودائع تبلغ 188 مليار دولار ، ويمتلك اصولا بقيمة 307 مليار دولار .. وبذلك يصبح واشنطن ميوتشول أكبر حادثة افلاس في التاريخ الامريكي ، متفوقاً على الرقم القياسي الذى سجله بنك ليمن برورز قبل حوالي اسبوعين ..

الاسواق الامريكية اليوم الجمعة 26 سبتمبر تشير الى انخفاض كبير بقيادة القطاع المالي وقطاع التكنولوجيا الذى اصيب بخيبة أمل بعد نتائج غير مشجعة من الشركة التى تملك ( بلاك بيرى ) ريسرش ان موشن RIMM .. وحتى وقت اعداد هذا التقرير فان شركة واشنطن ميوتشول تفقد 93% وتتداول عند 13 سنت فقط .. وكانت شركة رسيرش ان موشن التى تمتلك جهاز الهاتف بلاك بيرى قد اعلنت يوم امس عن نتائج اقل من التوقعات وقامت بتخفيض رؤيتها للارباح للربع القادم مما دفع سهم الشركة الى فقدان 21% من قيمته بالقرب من 77.5$ ، وبذلك تكون قد فقدت حوالي نصف قيمتها خلال اقل من 4 اشهر بعد اخفاقها في ربعيين متتاليين .. وكانت بالامس شركة جنرال اليكتريك GE قد فاجأت الاسواق ايضا بتخفيض توزيعات ارباحها وتخفيض توقعاتها القادمة للارباح بسبب وحدتها المالية التى تأثرت بازمة الائتمان الامريكية ..

وهكذا سقطت احجار الدومينو في اكبر اقتصاد في العالم ، ليستيقط الجميع على حقيقة هامة وهى ان العملاق كان من ورق .. وأن النظام الرأسمالي والنظام العالمي الجديد اصبح في مهب الريح وبحاجة الى اعادة هندسة أدواته ونظرياته .. ولكن بقى ان نشير الى ان احجار الدومينو لم يسقط منها سوى القليل ولا نعلم هل هناك اتصال بين تلك الاحجار ومثيلاتها في أوروبا واسيا ..!! .. وهناك حقيقة أخرى مفادها أن الأزمة لاتزال في بدايتها ، ويحاول الجميع الان احتوائها وتطويقها قبل ان تخرج عن نطاق السيطرة ..منقول,,,,

غريب الحال
27-09-2008, 05:27 AM
مقال اكثر من رائع يابوعبدلله والله اعلم كم حجر بقي

من احجار اللعبه قابل للسقوط الظاهر ان اللعبه لسه في بديتها واحجار الدمينو

كثيره ولاكن هل باخر اللعبه يصير كش ملك الله اعلم نتابع ونشوف

شكرا لك بو عبدالله على النقل مقال جميل جدا وفي محله بارك الله فيك

بوعبدالله3
27-09-2008, 06:08 AM
اهلا بالغالي الحبيب :nice:

ردك هو الاروع والاجمل

شرفني مرورك العطر

والله يسلمنا ويحفظنا من هذه الفتن التي تبدأ بالاقتصاد وتنتهي بالحروب

وباين ان الامر اكبر من كونه مجرد لعبه كما اوضح اخونا الحبيب الاحبابي

والاخ بوبوكسنج وغيرهم . :(

عتيج الصوف
27-09-2008, 07:01 AM
ماقصرت اخوت بوعبدالله و جزاك الله خير ,,,وهذا موضوع وجدته عن الأزمة وتداعياتها ,,وبها من الخفايا الكثير ويحكي عن تداعيات حتى تقديم 700 مليار في المستقبل ,,والاستثمارات في امريكا واوروبا واسبابها

المحلل المالي حميد سعيد يتحدث لـ "الشرق" حول أزمة الأسواق العالمية: الشرق الأوسط لم يستفد من فترة الازدهار الاقتصادي

حاوره فى لندن - أمير نبيل :
بعد الانهيارات التى شهدتها كبرى المؤسسات المالية الأمريكية والتى بثت الرعب في الأسواق العالمية فكانت الاستجابة السريعة على الهبوط الحاد فى أسعار الأسهم ثم توجه الحكومات نحو رسم خطط للإنقاذ ربما غير واضحة المعالم ومساعي البنوك المركزية الكبرى لضخ المليارات وتعديل خطط الاستثمار والتدخل الرقابي على نوعيات الأسهم المتداولة، كان لابد من وقفة مع أحد الخبراء الماليين الذين يرون خريطة الاقتصاد والمال العالمي، المحلل المالي حميد سعيد، أسس أكثر من بنك فى منطقة الشرق الأوسط وعمل في مجال الاستشارات الاقتصادية فى مؤسسات مالية واقتصادية دولية في حوار ل" الشرق" من لندن التى كانت من أكثر العواصم الدولية تأثرا بهذه الأزمة، حول رؤيته للوضع الحالي للنظام المالي العالمي وتوقعاته لمستقبله وتداعياته خصوصا على منطقة الشرق الأوسط.
* فى البداية كيف ترى العوامل التي قادت إلى الأزمة الحالية في أسواق المال العالمية؟

- هناك عدة عوامل تسببت في الأزمة الحالية في الأسواق المالية العالمية منها العامل الجبري التاريخي وتغير الأجيال وكون هناك جيل جديد سوف يأتي، ومنها عوامل فشل النظريات الاقتصادية العالمية، فمثلما شاهدنا انهيار الجبهة الاشتراكية والاقتصاد الاشتراكي فنحن نشاهد الآن انهيار الاقتصاد الرأسمالي الذي هو النظام الاقتصادي الحر Free Enterprise Economy وهى نظرية آدم سميث الذي جاء بنظرية استخدام اليد الخفية invisible hand، بعكس النظام الاشتراكي الذي أخذ نظرية جون كينيث، Central Plan Economy، الذي تهيمن فيه الحكومة على كل شىء وتتصرف في شئون الأفراد وممتلكاتهم وهو نظام انهار بالفعل وبقى النظام الحر بمفرده.
غير أنه في النظام الحر كانت الحريات كانت أكثر من اللزوم وهو ما أدى إلى انهيار هذا النظام أيضا بسبب استخدام بعض الأساليب في المضاربات بالأسواق الكبرى التي تضم مؤسسات مثل ليمان براذرز أو إيه آى جى أو غيرهما مما تسبب في تدمير هذه الأسواق الرأسمالية.
* ولكن كيف سارت تلك الأساليب والمضاربات وأدت إلى هذه النتائج؟
- من أجل توضيح الموقف الذي حدث فان هناك ما يسمى بالمعاملات المستقبلية في الأسهم وأسواق الخيارات أوأسواق الـCDS أو Credit Default Swap، ومثال ذلك حينما تؤمن على أى شىء كبيتك أو حياتك أو غير ذلك، فاذا كان لديك استثمارات أو أصول اشتريتها ربما في بنك ليمان براذرز أو سيتي جروب أو غيرهما وأنت تخشى أن تهبط أسعار هذه الأصول وتخسر فماذا تفعل؟ انك تشتري تأمينا في شركات كبيرة وأكبرها كانت شركة AIG أو American International Group على أساس اذا هبطت أسعار الأصول فإن التأمين يعوضك عن الخسائر.
وما حدث هو أنه نظرا لعدم وجود رقابة على جشع الإنسان وطموحاته، فاذا لم تكن هناك أصول مملوكة فى بنك ليما براذرز أو سيتي جروب ولكن التأمين موجود ويخشى أصحابه من هبوط قيمة الأسهم فانهم يشترون التأمين فقط مقابل الأصل أو الأسهم التي في السيتي جروب أو جولدمان ساكس أو في شركات أخرى واذا ما هبط سعره فسوف أطلب التعويض من شركات التأمين حتى ولولم يكن مملوكا لى منذ البداية.
وكان البعض من الشركات يرى أصحابها أنهم من النخبة النابغة في الأسواق وأنهم العالمون ببواطن الأمور، فاشتروا التأمين على الشركات الصغيرة على أمل أن تنهار هذه الشركات وتفلس ثم يأخذون من التأمين.
وقد اتجهت هذه الشركات والمضاربون نحو بيع التأمين على الموجودات والاستثمارات التي في البنوك الكبرى مثل ليمان براذرز وجولدمان ساكس وسيتي جروب ومورجان ستانلى ودويتشه بنك على سبيل المثال، على أساس أنه من رابع المستحيلات أن تهبط استثمارات هذه الشركات الكبيرة ولكن ما حدث هو أن هذه الاستثمارات هى التى هبط سعرها وفي المقابل ارتفعت قيمة أسهم الشركات الصغيرة.
وبذلك فقد خسر المضارب من جانبين، فقد خسر من بيع التأمين على الشركات الكبيرة ومن شراء التأمين على الشركات الصغيرة.
ولأن السوق في البلدان الغربية فيه اتجاهان بيع وشراء ليس كما هو الحال في البلدان العربية التي هى سوق اتجاه واحد، بمعنى أنه ليس من الممكن أن تبيع شيئا لا تملكه واذا ما اشتريته يمكنك بيعه حين يصل إلى السعر الذي في ذهنك لكن اذا لم تكن تملك سهما لا يمكنك البيع في بلداننا.
أما فى أمريكا وأوربا، فهناك اتجاهان، فحتى لو لم يكن عندي شىء فانني أستطيع بيعه، ولهذا فان القانون الذي أصدروه حاليا فى بريطانيا هو منع ما يعرف بـShort Selling بمعنى اذا لم أكن أملك السهم فانه يمتنع على أن أبيعه.
* هل تعتقدون أن تدخل الحكومات يكون مفيدا فى هذه الحالة لتحقيق الإنقاذ؟
- لابد أن أشير هنا إلى أن تدخل الحكومات ربما يتسبب في حالة من الفوضى والتوتر فى الأسواق بصورة أكثر مما كانت عليه وأعتقد أنه فى كل مجتمع اذا لم تتدخل الحكومة فانها تضطر إلى البحث عن الحلول وسوف تجدها وستكون مناسبة للأسواق والمستثمرين ويسيرون عليها ويخرجون من الأزمة لكن تدخل الحكومة يزيد من الأزمة ولا يخففها.
وحاليا فان المشكلة فى الأسواق المالية فى أمريكا مثلا ان سوق القروض المصرفية مثلا مثل القروض الشخصية وقروض الرهن العقارية وغيرها فان حجم القروض بلغت نحو 47 تريليون دولار كما أن الخسائر الناجمة عن بيع وشراء الـCDS وسوق البدائل وغيرها مما يسمى بمشتقات السوق فهى في حدود 180 تريليون دولار، وحين تضخ الحكومة الأمريكية 180 مليار دولار فهى لا تمثل شيئا وليس بإمكانهاإنقاذالأسواق المالية،والسبيل الوحيد هو تغيير النظم في المعاملات.
* وفي ما يتعلق برد فعل بريطانيا ووضعها حاليا في ظل الأزمة.. كيف ترونه؟
- بريطانيا لها خسائر كبيرة في سوق الرهن العقاري لأن تقريبا 70% من الموجودات البريطانية والاستثمارات ورؤوس الأموال هى في العقارات، وتحاول الحكومة أن تخفف من سرعة الانهيار وقد بدأت هذا المسار منذ أكثر من أربع سنوات، تحاول تخفيض السرعة واذا ما رفعت يدها فان السرعة ستزيد والنظام البريطاني المالي سوف ينهار بسرعة عجيبة بسبب اعتماده على سوق القروض العقارية بهذه النسبة الكبيرة.
هناك أيضا جانب آخر هو أن البنوك البريطانية مثل HSBC وغيرها متورطة هى الأخرى في الأسواق المالية الأمريكية وهى خاسرة بدرجة كبيرة، ولهذا فان الحكومة البريطانية تحاول المساعدة وهذا لا ينطبق فقط على البنك المركزي الانجليزي بل على كل البنوك المركزية الأوربية التي تسعى جاهدة حاليا لمساعدة الحكومة الأمريكية على أساس إيقاف انهيار السوق أكثر وبهذه السرعة.
والآن فان هناك امتناعا عن بيع ال Short Selling في الأسواق، واذا رفعوا أيديهم عن هذه الأسهم كما قلت فان الأسواق ستهبط وسيكون هناك ما يطلقون عليه حمامات دم في الشوارع.
* وهل تتوقعون بذلك انهيارا أكبر على مستوى بريطانيا وأمريكا وكيف ترون المستقبل بالنسبة لهذه الدول كرد فعل للأزمة؟
- أرى أنه من واجبات الحكومات بدلا من التدخل لضخ رؤوس الأموال في النظام المالي يجب عليهم أن يقوموا باعادة تنظيم الهياكل الاقتصادية والمالية في الأسواق خصوصا البنوك والمحافظ لأن المستثمر اليوم أصبح لا يقوم بانتاج أى شىء ولا تنميته ولا إدارته ومن أجل الربح السريع هناك محافظ استثمارية يتم جمع التمويل لها مثل 500 مليون دولار وهذا الرقم مثلا على مستوى بلداننا بينما في أوربا وأمريكا فان أصغر رقم يكون ما بين اثنين إلى ثلاثة مليارات دولار ويتم استثمار المحفظة فى ليمان براذرز والأخيرة تستثمر فى إيه آى جى وكل هذه بيع وشراء أوراق بدون إدارة أى شىء أو استثمار أى شىء.
فعلى الحكومات الرقابة وتعديل الأنظمة على أساس أن المستثمر ينتج شيئا ولا تقتصر فقط على التعامل في الأوراق للربح السريع وهذه كلها أرقام وما زالت أرقاما.
* وماذا عن تأثير هذه الأزمة العالمية على منطقة الشرق الأوسط في الفترة المقبلة؟
- بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط فانني أرى أن احتياطيات الأجيال راحت هباء منثورا لأن حكوماتنا ومستثمرينا ليس لديهم أى توجه للاستثمار، فهناك أزمة احصائيات، فعلى الأقل فى بريطانيا وأمريكا، فكل أسبوع نسمع عن تطور أرقام حجم البطالة والتضخم والناتج المحلي الإجمالي وغير ذلك أما في بلداننا فليس لدينا مثل هذه الاحصائيات، وبالتالي فان المستثمر يقامر في أسواق المال، وهو يشترى الأسهم لأن صاحبه اشترى سهما ولذا أنا أشترى سهما، فليس على أساس التعاملات العلمية أو البحثية بحيث يرى الخلفية الخاصة بالشركة ماذا تنتج وكمية رأسمالها ووضع إدارتها وغير ذلك، وبالتالي فالأمر يسير بصورة غير منظمة لأن الحكومة لا تعطي اتجاهات للشعوب.
ثانيا فان الحكومات في منطقة الشرق الأوسط استثمرت ما يسمى باحتياطى الأجيال كلها في البنوك الأمريكية والشركات الاستثمارية الأمريكية كلها مستثمرة ومؤمنة في شركة AIG على سبيل المثال، ومع انهيار الأسواق الأمريكية ماذا يمكن توقعه، فقد صارت رؤوس الأموال من ضمن الخسائر الأمريكية التى ذهبت أدراج الرياح، والحكومة الأمريكية بعد فترة تعوض خسائرها لكن نحن خسرنا وانتهى الأمر ولا يمكن استرجاع أموال العرب مثلا بعد إفلاس الشركات الأمريكية الكبرى في حين أن حكومة أمريكا لديها بدائل اذا ما كانت تمكنها من استرداد أموالها بكل الوسائل خصوصا أنه حين نرى ضخ 85 مليار دولار فى AIG مقابل ماذا، أولا اشتروا ما نسبته 9ر79% من هذه الشركة، كما أن قيمة ال 85 مليار دولار كانت بشكل قرض ل AIG وعلى أساس أن تكلفة هذا القرض 5ر11% وهذا ليس بالشىء القليل.
كما أن شركة AIG لديها خسائر ولديها أرباح ولكن مشكلتها في عدم وجود سيولة لاستمرارية عملياتها والحكومة الأمريكية تحاول أخذ هذه الشركة، وتقريبا استحوذت عليها بنسبة ال 80% التى اشترتها، وشيئا فشيئا يعدلونها ويغيرون النظم الخاصة بالأجزاء الخاسرة ويبقون على الأجزاء الرابحة ويبيعون البعض ويحافظون على البعض الآخر حتى تتعدل الأمور، أما الاستثمارات العربية الموجودة فى هذه الشركة فقد انتهت.

روسيا وسيدنا يوسف
* وكيف تتوقع المرحلة القادمة بعد انهيار الاقتصاد الحر؟
- كان هناك عالم روسي في عهد لينين الرئيس الأسبق لروسيا الشيوعية يدعى كونتراتيف أجرى دراسة على كل من الاقتصاد الحر والاقتصاد الاشتراكي، ورأى أن الاقتصاد الحر يشهد 27 سنة انتعاشا و27 سنة ركودا أى أن به حركة، وحين عاد إلى روسيا وأخبر لينين بأفضلية الاقتصاد الحر، لأن الاقتصاد الاشتراكى ثابت لا فوق ولا تحت، ورأى أن النظام الحر أفضل لأن به 27 سنة عملوا انتعاش و27 سنة ركود ولكن لينين لم يحبذ الفكرة وأعدم كونتراتيف.
وحين قرأت هذه النظرية تذكرت سورة يوسف وقصة هذا النبى الكريم عليه السلام حين فسر حلم الملك والسبع بقرات والسبع سنبلات والتي تشير إلى سنوات الازدهار والتي تليها السنوات العجاف، فقد كانت دورة الازدهار أو الركود تستمر سبع سنوات فى أيام سيدنا يوسف لكنها اليوم صارت 27 سنة وذلك بسبب تزايد عدد السكان في العالم والتكنولوجيا والتطور الحادث كما أنه في عصرنا الحالى فان الكمبيوتر يدخل في كل شىء فمن المحتمل أنه بعد فترة أن تكون زمن الدورة فى ازدياد ويصل إلى 30 أو 35 سنة ولكنها فى زمن العالم الروسي في أوائل القرن السابق كانت كل 27 سنة.
ونحن الآن في نهاية فترة ازدهار للاقتصاد الحر والتى استمرت 27 سنة ولكن مع الأسف فان بلدان الشرق الأوسط لم تستفد بأى شىء في فترة الازدهار، ولم نطبق نظرية سيدنا يوسف، فليس عندنا مصانع ولا مزارع ولا أى شىء وانما ذهبت كل أموالنا في أوراق في بنوك وشركات مثل ليمان براذرز وسيتى جروب وغيرهما وانهارت الشركات وأفلست ونحن كذلك وبدلا من أن نستثمر مثلا في مصر أو في سوريا أو لبنان أو أفريقيا أو الصومال أو السودان، كما اقترحت على تجار في الشرق الأوسط، وبدلا من شراء أوراق وأسهم وغير ذلك لماذا لا يتم التوجه إلى آسيا الوسطى مثلا لشراء الأراضي الزراعية وتزرع سكرا وأرزا لتلبية احتياجات بلادك المحلية وتوجيه الباقي للأسواق الدولية.


http://www.al-sharq.com/DisplayArticle.aspx?xf=2008,September,article_2008 0927_254&id=economics&sid=arabworld
جريدة الشرق---تاريخ النشر:يوم السبت ,27 سبتمبر 2008 1:43 أ.م

أبوفارس
27-09-2008, 02:10 PM
بكرة تتكشف الحقائق ويظهر المستخبي....والله يعوضنا عن استثماراتنا...وهذا درس لنا...بس السؤال كل البنوك المركزية في العالم طالبت البنوك المحلية بكشف استثماراتها في المؤسسات الاميريكة المنهارة....الا عندنا الجميع تنصل من كل شي..

naklan
27-09-2008, 04:59 PM
مشكور اخي ابوعبدالله على المقال الرائع ولكن كيف يربط بين شركاتنا الناميه باكثر من 60% معا اقتصاد يواجه ازمه ماليه وانهيارات بنوك بامريكا والفرق كبير اقتصاد مزدهر ومتطور مع اقتصاد يصارع من اجل البقاء وليس لنا اموال فيه هاذا السوال ولك التحيه والاحترام

السندان
27-09-2008, 05:14 PM
شكرا لك اخوي ابوعبدالله

بوعبدالله3
27-09-2008, 09:41 PM
اخوي الغالي عتيج الصوف تسلم على المشاركه واثراء الموضوع

ومسأله ضح 700 مليار ستكون له تداعيات سلبيه خصوصا على دافعي الضرائب

اخوي الغالي ابوفراس تسلم على المرور والمشاركه

اخوي الغالي نكلن كلامك عين الصواب بس المشكله ان لوعطست بورصة

وول ستريت اصاب الزكام بورصات العالم

اخوي الغالي السندان جزاك الله خير على المرور والمشاركه

وفي اعتقادي الازمه لازالت في بدايتها ومايخرج لنا منها الان الا غيض من فيض

والمشكله ليست مشكلة بورصات او اسواق مال

المشكله مشكلة كساد عام وعالمي

طلال المنصوري
28-09-2008, 12:16 AM
جزاك الله خير بوعبدالله ما قصرت الشيخ

بوعبدالله3
28-09-2008, 12:57 AM
جزاك الله خير بوعبدالله ما قصرت الشيخ

الله يطول عمرك يالغالي طلال المنصوري

شرفني مرورك واسعدني .

SeYaSeEe
28-09-2008, 03:32 AM
جزاك الله خير ..

وشكرا ع النقل المميز ..

الكاتب
28-09-2008, 04:40 AM
اخوي عتيج الصوف شكرا على النقل وفعلا يعتبر من افضل ما سطر في تاثرنا بهذه الازمة


ماقصرت اخوت بوعبدالله و جزاك الله خير ,,,وهذا موضوع وجدته عن الأزمة وتداعياتها ,,وبها من الخفايا الكثير ويحكي عن تداعيات حتى تقديم 700 مليار في المستقبل ,,والاستثمارات في امريكا واوروبا واسبابها

المحلل المالي حميد سعيد يتحدث لـ "الشرق" حول أزمة الأسواق العالمية: الشرق الأوسط لم يستفد من فترة الازدهار الاقتصادي

حاوره فى لندن - أمير نبيل :
بعد الانهيارات التى شهدتها كبرى المؤسسات المالية الأمريكية والتى بثت الرعب في الأسواق العالمية فكانت الاستجابة السريعة على الهبوط الحاد فى أسعار الأسهم ثم توجه الحكومات نحو رسم خطط للإنقاذ ربما غير واضحة المعالم ومساعي البنوك المركزية الكبرى لضخ المليارات وتعديل خطط الاستثمار والتدخل الرقابي على نوعيات الأسهم المتداولة، كان لابد من وقفة مع أحد الخبراء الماليين الذين يرون خريطة الاقتصاد والمال العالمي، المحلل المالي حميد سعيد، أسس أكثر من بنك فى منطقة الشرق الأوسط وعمل في مجال الاستشارات الاقتصادية فى مؤسسات مالية واقتصادية دولية في حوار ل" الشرق" من لندن التى كانت من أكثر العواصم الدولية تأثرا بهذه الأزمة، حول رؤيته للوضع الحالي للنظام المالي العالمي وتوقعاته لمستقبله وتداعياته خصوصا على منطقة الشرق الأوسط.
* فى البداية كيف ترى العوامل التي قادت إلى الأزمة الحالية في أسواق المال العالمية؟

- هناك عدة عوامل تسببت في الأزمة الحالية في الأسواق المالية العالمية منها العامل الجبري التاريخي وتغير الأجيال وكون هناك جيل جديد سوف يأتي، ومنها عوامل فشل النظريات الاقتصادية العالمية، فمثلما شاهدنا انهيار الجبهة الاشتراكية والاقتصاد الاشتراكي فنحن نشاهد الآن انهيار الاقتصاد الرأسمالي الذي هو النظام الاقتصادي الحر Free Enterprise Economy وهى نظرية آدم سميث الذي جاء بنظرية استخدام اليد الخفية invisible hand، بعكس النظام الاشتراكي الذي أخذ نظرية جون كينيث، Central Plan Economy، الذي تهيمن فيه الحكومة على كل شىء وتتصرف في شئون الأفراد وممتلكاتهم وهو نظام انهار بالفعل وبقى النظام الحر بمفرده.
غير أنه في النظام الحر كانت الحريات كانت أكثر من اللزوم وهو ما أدى إلى انهيار هذا النظام أيضا بسبب استخدام بعض الأساليب في المضاربات بالأسواق الكبرى التي تضم مؤسسات مثل ليمان براذرز أو إيه آى جى أو غيرهما مما تسبب في تدمير هذه الأسواق الرأسمالية.
* ولكن كيف سارت تلك الأساليب والمضاربات وأدت إلى هذه النتائج؟
- من أجل توضيح الموقف الذي حدث فان هناك ما يسمى بالمعاملات المستقبلية في الأسهم وأسواق الخيارات أوأسواق الـCDS أو Credit Default Swap، ومثال ذلك حينما تؤمن على أى شىء كبيتك أو حياتك أو غير ذلك، فاذا كان لديك استثمارات أو أصول اشتريتها ربما في بنك ليمان براذرز أو سيتي جروب أو غيرهما وأنت تخشى أن تهبط أسعار هذه الأصول وتخسر فماذا تفعل؟ انك تشتري تأمينا في شركات كبيرة وأكبرها كانت شركة AIG أو American International Group على أساس اذا هبطت أسعار الأصول فإن التأمين يعوضك عن الخسائر.
وما حدث هو أنه نظرا لعدم وجود رقابة على جشع الإنسان وطموحاته، فاذا لم تكن هناك أصول مملوكة فى بنك ليما براذرز أو سيتي جروب ولكن التأمين موجود ويخشى أصحابه من هبوط قيمة الأسهم فانهم يشترون التأمين فقط مقابل الأصل أو الأسهم التي في السيتي جروب أو جولدمان ساكس أو في شركات أخرى واذا ما هبط سعره فسوف أطلب التعويض من شركات التأمين حتى ولولم يكن مملوكا لى منذ البداية.
وكان البعض من الشركات يرى أصحابها أنهم من النخبة النابغة في الأسواق وأنهم العالمون ببواطن الأمور، فاشتروا التأمين على الشركات الصغيرة على أمل أن تنهار هذه الشركات وتفلس ثم يأخذون من التأمين.
وقد اتجهت هذه الشركات والمضاربون نحو بيع التأمين على الموجودات والاستثمارات التي في البنوك الكبرى مثل ليمان براذرز وجولدمان ساكس وسيتي جروب ومورجان ستانلى ودويتشه بنك على سبيل المثال، على أساس أنه من رابع المستحيلات أن تهبط استثمارات هذه الشركات الكبيرة ولكن ما حدث هو أن هذه الاستثمارات هى التى هبط سعرها وفي المقابل ارتفعت قيمة أسهم الشركات الصغيرة.
وبذلك فقد خسر المضارب من جانبين، فقد خسر من بيع التأمين على الشركات الكبيرة ومن شراء التأمين على الشركات الصغيرة.
ولأن السوق في البلدان الغربية فيه اتجاهان بيع وشراء ليس كما هو الحال في البلدان العربية التي هى سوق اتجاه واحد، بمعنى أنه ليس من الممكن أن تبيع شيئا لا تملكه واذا ما اشتريته يمكنك بيعه حين يصل إلى السعر الذي في ذهنك لكن اذا لم تكن تملك سهما لا يمكنك البيع في بلداننا.
أما فى أمريكا وأوربا، فهناك اتجاهان، فحتى لو لم يكن عندي شىء فانني أستطيع بيعه، ولهذا فان القانون الذي أصدروه حاليا فى بريطانيا هو منع ما يعرف بـShort Selling بمعنى اذا لم أكن أملك السهم فانه يمتنع على أن أبيعه.
* هل تعتقدون أن تدخل الحكومات يكون مفيدا فى هذه الحالة لتحقيق الإنقاذ؟
- لابد أن أشير هنا إلى أن تدخل الحكومات ربما يتسبب في حالة من الفوضى والتوتر فى الأسواق بصورة أكثر مما كانت عليه وأعتقد أنه فى كل مجتمع اذا لم تتدخل الحكومة فانها تضطر إلى البحث عن الحلول وسوف تجدها وستكون مناسبة للأسواق والمستثمرين ويسيرون عليها ويخرجون من الأزمة لكن تدخل الحكومة يزيد من الأزمة ولا يخففها.
وحاليا فان المشكلة فى الأسواق المالية فى أمريكا مثلا ان سوق القروض المصرفية مثلا مثل القروض الشخصية وقروض الرهن العقارية وغيرها فان حجم القروض بلغت نحو 47 تريليون دولار كما أن الخسائر الناجمة عن بيع وشراء الـCDS وسوق البدائل وغيرها مما يسمى بمشتقات السوق فهى في حدود 180 تريليون دولار، وحين تضخ الحكومة الأمريكية 180 مليار دولار فهى لا تمثل شيئا وليس بإمكانهاإنقاذالأسواق المالية،والسبيل الوحيد هو تغيير النظم في المعاملات.
* وفي ما يتعلق برد فعل بريطانيا ووضعها حاليا في ظل الأزمة.. كيف ترونه؟
- بريطانيا لها خسائر كبيرة في سوق الرهن العقاري لأن تقريبا 70% من الموجودات البريطانية والاستثمارات ورؤوس الأموال هى في العقارات، وتحاول الحكومة أن تخفف من سرعة الانهيار وقد بدأت هذا المسار منذ أكثر من أربع سنوات، تحاول تخفيض السرعة واذا ما رفعت يدها فان السرعة ستزيد والنظام البريطاني المالي سوف ينهار بسرعة عجيبة بسبب اعتماده على سوق القروض العقارية بهذه النسبة الكبيرة.
هناك أيضا جانب آخر هو أن البنوك البريطانية مثل HSBC وغيرها متورطة هى الأخرى في الأسواق المالية الأمريكية وهى خاسرة بدرجة كبيرة، ولهذا فان الحكومة البريطانية تحاول المساعدة وهذا لا ينطبق فقط على البنك المركزي الانجليزي بل على كل البنوك المركزية الأوربية التي تسعى جاهدة حاليا لمساعدة الحكومة الأمريكية على أساس إيقاف انهيار السوق أكثر وبهذه السرعة.
والآن فان هناك امتناعا عن بيع ال Short Selling في الأسواق، واذا رفعوا أيديهم عن هذه الأسهم كما قلت فان الأسواق ستهبط وسيكون هناك ما يطلقون عليه حمامات دم في الشوارع.
* وهل تتوقعون بذلك انهيارا أكبر على مستوى بريطانيا وأمريكا وكيف ترون المستقبل بالنسبة لهذه الدول كرد فعل للأزمة؟
- أرى أنه من واجبات الحكومات بدلا من التدخل لضخ رؤوس الأموال في النظام المالي يجب عليهم أن يقوموا باعادة تنظيم الهياكل الاقتصادية والمالية في الأسواق خصوصا البنوك والمحافظ لأن المستثمر اليوم أصبح لا يقوم بانتاج أى شىء ولا تنميته ولا إدارته ومن أجل الربح السريع هناك محافظ استثمارية يتم جمع التمويل لها مثل 500 مليون دولار وهذا الرقم مثلا على مستوى بلداننا بينما في أوربا وأمريكا فان أصغر رقم يكون ما بين اثنين إلى ثلاثة مليارات دولار ويتم استثمار المحفظة فى ليمان براذرز والأخيرة تستثمر فى إيه آى جى وكل هذه بيع وشراء أوراق بدون إدارة أى شىء أو استثمار أى شىء.
فعلى الحكومات الرقابة وتعديل الأنظمة على أساس أن المستثمر ينتج شيئا ولا تقتصر فقط على التعامل في الأوراق للربح السريع وهذه كلها أرقام وما زالت أرقاما.
* وماذا عن تأثير هذه الأزمة العالمية على منطقة الشرق الأوسط في الفترة المقبلة؟
- بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط فانني أرى أن احتياطيات الأجيال راحت هباء منثورا لأن حكوماتنا ومستثمرينا ليس لديهم أى توجه للاستثمار، فهناك أزمة احصائيات، فعلى الأقل فى بريطانيا وأمريكا، فكل أسبوع نسمع عن تطور أرقام حجم البطالة والتضخم والناتج المحلي الإجمالي وغير ذلك أما في بلداننا فليس لدينا مثل هذه الاحصائيات، وبالتالي فان المستثمر يقامر في أسواق المال، وهو يشترى الأسهم لأن صاحبه اشترى سهما ولذا أنا أشترى سهما، فليس على أساس التعاملات العلمية أو البحثية بحيث يرى الخلفية الخاصة بالشركة ماذا تنتج وكمية رأسمالها ووضع إدارتها وغير ذلك، وبالتالي فالأمر يسير بصورة غير منظمة لأن الحكومة لا تعطي اتجاهات للشعوب.
ثانيا فان الحكومات في منطقة الشرق الأوسط استثمرت ما يسمى باحتياطى الأجيال كلها في البنوك الأمريكية والشركات الاستثمارية الأمريكية كلها مستثمرة ومؤمنة في شركة AIG على سبيل المثال، ومع انهيار الأسواق الأمريكية ماذا يمكن توقعه، فقد صارت رؤوس الأموال من ضمن الخسائر الأمريكية التى ذهبت أدراج الرياح، والحكومة الأمريكية بعد فترة تعوض خسائرها لكن نحن خسرنا وانتهى الأمر ولا يمكن استرجاع أموال العرب مثلا بعد إفلاس الشركات الأمريكية الكبرى في حين أن حكومة أمريكا لديها بدائل اذا ما كانت تمكنها من استرداد أموالها بكل الوسائل خصوصا أنه حين نرى ضخ 85 مليار دولار فى AIG مقابل ماذا، أولا اشتروا ما نسبته 9ر79% من هذه الشركة، كما أن قيمة ال 85 مليار دولار كانت بشكل قرض ل AIG وعلى أساس أن تكلفة هذا القرض 5ر11% وهذا ليس بالشىء القليل.
كما أن شركة AIG لديها خسائر ولديها أرباح ولكن مشكلتها في عدم وجود سيولة لاستمرارية عملياتها والحكومة الأمريكية تحاول أخذ هذه الشركة، وتقريبا استحوذت عليها بنسبة ال 80% التى اشترتها، وشيئا فشيئا يعدلونها ويغيرون النظم الخاصة بالأجزاء الخاسرة ويبقون على الأجزاء الرابحة ويبيعون البعض ويحافظون على البعض الآخر حتى تتعدل الأمور، أما الاستثمارات العربية الموجودة فى هذه الشركة فقد انتهت.

روسيا وسيدنا يوسف
* وكيف تتوقع المرحلة القادمة بعد انهيار الاقتصاد الحر؟
- كان هناك عالم روسي في عهد لينين الرئيس الأسبق لروسيا الشيوعية يدعى كونتراتيف أجرى دراسة على كل من الاقتصاد الحر والاقتصاد الاشتراكي، ورأى أن الاقتصاد الحر يشهد 27 سنة انتعاشا و27 سنة ركودا أى أن به حركة، وحين عاد إلى روسيا وأخبر لينين بأفضلية الاقتصاد الحر، لأن الاقتصاد الاشتراكى ثابت لا فوق ولا تحت، ورأى أن النظام الحر أفضل لأن به 27 سنة عملوا انتعاش و27 سنة ركود ولكن لينين لم يحبذ الفكرة وأعدم كونتراتيف.
وحين قرأت هذه النظرية تذكرت سورة يوسف وقصة هذا النبى الكريم عليه السلام حين فسر حلم الملك والسبع بقرات والسبع سنبلات والتي تشير إلى سنوات الازدهار والتي تليها السنوات العجاف، فقد كانت دورة الازدهار أو الركود تستمر سبع سنوات فى أيام سيدنا يوسف لكنها اليوم صارت 27 سنة وذلك بسبب تزايد عدد السكان في العالم والتكنولوجيا والتطور الحادث كما أنه في عصرنا الحالى فان الكمبيوتر يدخل في كل شىء فمن المحتمل أنه بعد فترة أن تكون زمن الدورة فى ازدياد ويصل إلى 30 أو 35 سنة ولكنها فى زمن العالم الروسي في أوائل القرن السابق كانت كل 27 سنة.
ونحن الآن في نهاية فترة ازدهار للاقتصاد الحر والتى استمرت 27 سنة ولكن مع الأسف فان بلدان الشرق الأوسط لم تستفد بأى شىء في فترة الازدهار، ولم نطبق نظرية سيدنا يوسف، فليس عندنا مصانع ولا مزارع ولا أى شىء وانما ذهبت كل أموالنا في أوراق في بنوك وشركات مثل ليمان براذرز وسيتى جروب وغيرهما وانهارت الشركات وأفلست ونحن كذلك وبدلا من أن نستثمر مثلا في مصر أو في سوريا أو لبنان أو أفريقيا أو الصومال أو السودان، كما اقترحت على تجار في الشرق الأوسط، وبدلا من شراء أوراق وأسهم وغير ذلك لماذا لا يتم التوجه إلى آسيا الوسطى مثلا لشراء الأراضي الزراعية وتزرع سكرا وأرزا لتلبية احتياجات بلادك المحلية وتوجيه الباقي للأسواق الدولية.


http://www.al-sharq.com/DisplayArticle.aspx?xf=2008,September,article_2008 0927_254&id=economics&sid=arabworld
جريدة الشرق---تاريخ النشر:يوم السبت ,27 سبتمبر 2008 1:43 أ.م

الكاتب
28-09-2008, 04:42 AM
شكرا اخي ابا عبدالله على هذا النقل المفيد

ويا هل ترى كم حجرا رمينا في اسواقهم ؟؟؟؟؟؟؟؟
والاهم من ذلك كم حجرا تبقى لدينا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟