المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خربشات ظاهرية: (1) نصيحة.. لا ..فضيحة {!}



الظاهري
30-09-2008, 08:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

من ذا الذي يَسلمُ من الخطأ و التقصيـر..

الجواب: لا أحد..

فالخطأ واردٌ على الجميع..

لكنّ السؤالَ -الذي يسدحُ نفسهُ كما يقآل- كيف العـلاج..

كيف نصـلحُ الخطأ ..؟

من السبلِ لإصلاح الأخطـاء بذلُ النصيحة, رغبة في الإصـلاح و التقويم,

لا (الإسقاط) و (التحطيم)!

وتأمل عبآرتي جيدًا..

لعلك تسأل و تقول ما هي النصيحة؟

يقول الإمام الخطابي عليه رحمة الله في النصيحة: من وجيزة الأسماء, و

مختصرِ الكلام, ليسَ في كلامِ العرب كلمة مفردة يستوفى بها العبارة

عن معنى هذه الكلمة..., قيلَ: هي مأخوذةٌ من "نصح الرجلُ ثوبه":

إذا خاطه, فشبهوا فعلَ الناصح فيما يتحراه من صلاحِ المنصوح له

بما يسدده من خلل الثوب.

وقيلَ: مأخوذةٌ من "نصحت العسل" إذا صفيتُه من الشمع, لأن

الناصحَ أخلص لصاحبه.

يقول الخطابي: النصيحةُ كلمة جامعة معناها: حيازة الحظ للمنصوح له.

وهي باختصار: إخلاص الرأي من الغش وإيثارُ مصلحته, وهي من

القلبِ للمنصوحِ كائنًا من كان. انتهى بتصرفٍ.

هذه هي النصيحة, وتلكم هي معانيها, فهل استشعرت أخي الكريم

عندَ نصحِكَ هذه المعاني.. فسددت خلله و قومتَ زلته و حزت له

الحظ, وأخلصت له القصد..

تأمل نفسك.. فأنت أدرى و أعلم!

ذكر الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمة الله عليه في رسالته " الفرقُ بين

النصيحة و التعيير" أمورًا ينبغي للناصح أن يعتني بها, منها:

• أن يكون الناصحُ مخبرًا بعيبِ صاحبه (ليتجنبه) لا ليعيره, فإن

التعييرَ بالذنبِ قبيحٌ مذموم.

قال الفضيل بن عياض: "المؤمن يَستر ويَنصح, و الفاجر يهتك و يعيير"

• الأصل في النصيحة أن تكون سرًا, قال بعضهم " من أمرَ أخاه على رؤوس الملأ فقد عيّره "

قال الشافعي رحمه الله:
تعمدني بنصحِكَ في انفرادِ :: وجـبني النصحَ فــي الجماعـة

فإن النصحَ عند النــاسِ:: نوعٌ من التوبيخِ لا أرضى استماعه

وذلك لأن الناصح ليسَ غرضه إظهار العيوبِ و ابرازها, وإنما

قصده إزالتها و دفعها.

• ينبغي على الناصحِ ألا يتبع عورات المسلمين و مخازيهم, فمن

تتبع عورات المسلمين, تتبع الله عورته, و من تتبع الله عورته فضحه و

لو في جوفِ بيته.

• على الناصحِ ألا يظهر الشماتة بمن ابتلي من المسلمين و الصالحين,

بل يدعوا ربه السلامة و العافية, فإن العافية لا يعادلها شيء

"من عوفي فليحمد الله", وجاء في الحديث " لا تظهر الشماتة

بأخيك فيعافيه الله و يبتليك".

ولأن هذا الفعل ينافي النصيحة و محبة الخير للمسلمين.

• من الناسِ من يظهر النصح ويبديه, فيظهرُ الأمر في قالبِ النصح

والإشفاق, وفي باطنه التعييرُ و الأذى, مراده غرضٌ فاسد, و هوىً

كاسد, كحالِ أهل النفاق الذين اتخذوا مسجدًا إضرارًا للمؤمنين و

موالاة للمحاربين لله و رسوله.

• ينبغي للناصح أن ينزل الناس منازلهم , فالنصيحة للعالِم تختلف

عن غيره, وكذا السلطان, و في الحديث " من أراد أن ينصح لذي

سلطان فلا يبده علانية ، ولكن يأخذ بيده فيخلوا به ، فإن قبل منه

فذاك ، وإلا كان قد أدى الذي عليه ", فليست النصيحة إليه ببث

العيوب و المثالب امام العامة, و من على رؤوس المنابر.

أخيرًا..

حصول النصيحة و بذلها سبيل لعزّ الأمة و تكاملها, وينبغي للمنصوح

(له) أن يتقبل النصح, و يسعى في استدراك الخطأ, ويشد من أزر

أخيه الناصح, فإن المحبة الصادقة هي التي دفعته لذلك و إلا لم يبالي

بكَ كما فعلَ غيره.

والحمد لله على كل حال..

أبوعلي الظاهري

الخير كله
30-09-2008, 08:11 PM
شكرا يا بو علي ...انا مره سمعت احد المشايخ يقول ان احد الحكماء لا يفارق شخص قابله حتى يساله (بماذا تنصحني)...وانا احب ان ينصحني من يحبني ..ولكن السوال ؟؟؟هل كل من ينصحك يحبك احيانا احسها تاتي على شكل ................

GULFSUN
30-09-2008, 09:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

من ذا الذي يَسلمُ من الخطأ و التقصيـر..

الجواب: لا أحد..

فالخطأ واردٌ على الجميع..

لكنّ السؤالَ -الذي يسدحُ نفسهُ كما يقآل- كيف العـلاج..

كيف نصـلحُ الخطأ ..؟

من السبلِ لإصلاح الأخطـاء بذلُ النصيحة, رغبة في الإصـلاح و التقويم,

لا (الإسقاط) و (التحطيم)!

وتأمل عبآرتي جيدًا..

لعلك تسأل و تقول ما هي النصيحة؟

يقول الإمام الخطابي عليه رحمة الله في النصيحة: من وجيزة الأسماء, و

مختصرِ الكلام, ليسَ في كلامِ العرب كلمة مفردة يستوفى بها العبارة

عن معنى هذه الكلمة..., قيلَ: هي مأخوذةٌ من "نصح الرجلُ ثوبه":

إذا خاطه, فشبهوا فعلَ الناصح فيما يتحراه من صلاحِ المنصوح له

بما يسدده من خلل الثوب.

وقيلَ: مأخوذةٌ من "نصحت العسل" إذا صفيتُه من الشمع, لأن

الناصحَ أخلص لصاحبه.

يقول الخطابي: النصيحةُ كلمة جامعة معناها: حيازة الحظ للمنصوح له.

وهي باختصار: إخلاص الرأي من الغش وإيثارُ مصلحته, وهي من

القلبِ للمنصوحِ كائنًا من كان. انتهى بتصرفٍ.

هذه هي النصيحة, وتلكم هي معانيها, فهل استشعرت أخي الكريم

عندَ نصحِكَ هذه المعاني.. فسددت خلله و قومتَ زلته و حزت له

الحظ, وأخلصت له القصد..

تأمل نفسك.. فأنت أدرى و أعلم!

ذكر الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمة الله عليه في رسالته " الفرقُ بين

النصيحة و التعيير" أمورًا ينبغي للناصح أن يعتني بها, منها:

• أن يكون الناصحُ مخبرًا بعيبِ صاحبه (ليتجنبه) لا ليعيره, فإن

التعييرَ بالذنبِ قبيحٌ مذموم.

قال الفضيل بن عياض: "المؤمن يَستر ويَنصح, و الفاجر يهتك و يعيير"

• الأصل في النصيحة أن تكون سرًا, قال بعضهم " من أمرَ أخاه على رؤوس الملأ فقد عيّره "

قال الشافعي رحمه الله:
تعمدني بنصحِكَ في انفرادِ :: وجـبني النصحَ فــي الجماعـة

فإن النصحَ عند النــاسِ:: نوعٌ من التوبيخِ لا أرضى استماعه

وذلك لأن الناصح ليسَ غرضه إظهار العيوبِ و ابرازها, وإنما

قصده إزالتها و دفعها.

• ينبغي على الناصحِ ألا يتبع عورات المسلمين و مخازيهم, فمن

تتبع عورات المسلمين, تتبع الله عورته, و من تتبع الله عورته فضحه و

لو في جوفِ بيته.

• على الناصحِ ألا يظهر الشماتة بمن ابتلي من المسلمين و الصالحين,

بل يدعوا ربه السلامة و العافية, فإن العافية لا يعادلها شيء

"من عوفي فليحمد الله", وجاء في الحديث " لا تظهر الشماتة

بأخيك فيعافيه الله و يبتليك".

ولأن هذا الفعل ينافي النصيحة و محبة الخير للمسلمين.

• من الناسِ من يظهر النصح ويبديه, فيظهرُ الأمر في قالبِ النصح

والإشفاق, وفي باطنه التعييرُ و الأذى, مراده غرضٌ فاسد, و هوىً

كاسد, كحالِ أهل النفاق الذين اتخذوا مسجدًا إضرارًا للمؤمنين و

موالاة للمحاربين لله و رسوله.

• ينبغي للناصح أن ينزل الناس منازلهم , فالنصيحة للعالِم تختلف

عن غيره, وكذا السلطان, و في الحديث " من أراد أن ينصح لذي

سلطان فلا يبده علانية ، ولكن يأخذ بيده فيخلوا به ، فإن قبل منه

فذاك ، وإلا كان قد أدى الذي عليه ", فليست النصيحة إليه ببث

العيوب و المثالب امام العامة, و من على رؤوس المنابر.

أخيرًا..

حصول النصيحة و بذلها سبيل لعزّ الأمة و تكاملها, وينبغي للمنصوح

(له) أن يتقبل النصح, و يسعى في استدراك الخطأ, ويشد من أزر

أخيه الناصح, فإن المحبة الصادقة هي التي دفعته لذلك و إلا لم يبالي

بكَ كما فعلَ غيره.

والحمد لله على كل حال..

أبوعلي الظاهري



صراحة يابو علي ماقدرت افك الخط احس كنة ممطور ( صايدة مطر ) مبلول :)

الظاهري
06-10-2008, 11:25 PM
شكرا يا بو علي ...انا مره سمعت احد المشايخ يقول ان احد الحكماء لا يفارق شخص قابله حتى يساله (بماذا تنصحني)...وانا احب ان ينصحني من يحبني ..ولكن السوال ؟؟؟هل كل من ينصحك يحبك احيانا احسها تاتي على شكل ................

بارك الله فيكِ أختي المبروكة وجعلكِ اللهُ من المباركات

....


..ولكن السوال ؟؟؟هل كل من ينصحك يحبك احيانا احسها تاتي على شكل ................

لعلَّ ما ذكرتُهُ في سياق الموضوع فيه نوعُ اجابةٍ على سؤالكِ ..

"من الناسِ من يظهر النصح ويبديه, فيظهرُ الأمر في قالبِ النصح

والإشفاق, وفي باطنه التعييرُ و الأذى, مراده غرضٌ فاسد, و هوىً

كاسد, كحالِ أهل النفاق الذين اتخذوا مسجدًا إضرارًا للمؤمنين و

موالاة للمحاربين لله و رسوله."

الظاهري
06-10-2008, 11:26 PM
صراحة يابو علي ماقدرت افك الخط احس كنة ممطور ( صايدة مطر ) مبلول :)

أخي Gulfsun

والله ما فهمتك أخوي .. الخط فيه خلل ؟ّ!!

السامـي
06-10-2008, 11:31 PM
صراحة يابو علي ماقدرت افك الخط احس كنة ممطور ( صايدة مطر ) مبلول :)
والله و انا نفس الشيء.

الظاهري
09-10-2008, 12:08 AM
والله و انا نفس الشيء.

!!

الموضوع يحتاج فزعة@@

Affable Lady
09-10-2008, 12:27 AM
يندر الآن من ينصح لوجه الله .. ومن ينصح وفيه الصفات التي جاء به مقالك البليغ!!

جزيل الشكر لك أخي الظاهري :)

الظاهري
11-10-2008, 12:35 AM
يندر الآن من ينصح لوجه الله .. ومن ينصح وفيه الصفات التي جاء به مقالك البليغ!!

جزيل الشكر لك أخي الظاهري :)

رزقنا الله الصديق الناصح ...

بارك الله فيك أختي Affable Lady