مغروور قطر
02-10-2008, 01:12 AM
الصناديق السيادية الخليجية تتحضر للانقضاض على الأصول الأميركية... في الوقت المناسب
الأسواق الأميركية تأمل في أن تملأ الصناديق السيادية جعبتها
|إعداد كارولين أسمر|
تستعد الصناديق السيادية للانقضاض على الاصول الاميركية المتوترة، بعد أن ساهمت خطة الانقاذ الاميركية في التخفيف من حدة التوتر التي أصابت الاسواق المالية، كما يرى أحد أهم الوسطاء الماليين في منطقة الخليج.
ويعتبر رئيس مجلس ادارة بنك انفستكورب غاري لونغ، وهو أحد البنوك الخليجية التي تستثمر عائدات النفط لعدد كبير من مستثمري القطاع الخاص ومؤسسات دول مجلس التعاون في الاسواق الغربية عبر قنوات متعددة، أن مستثمري القطاع الخاص والصناديق السيادية يأخذون موقفاً مغايراً من «الذوبان» الذي يشهده «وول ستريت» اليوم.
وفي حين أن أثرياء القطاع الخاص «مصدمون» من حجم الكارثة التي تضرب النظام المالي الاميركي، ما يجعلهم أكثر حذراً وتحفظاً جراء ذلك، نجد أن المؤسسات بما فيها الصناديق السيادية، تبحث جاهدة عن الفرص المناسبة.
وتابع لونغ أن المؤسسات الاستثمارية تعلم أنه بعد فترة الاضطراب التي تشهدها الاسواق، ستصل الى وقت تصبح فيه الفرص فيها «أكثر من عظيمة»، لذلك فهي في حال ترقب دائم لعدم إضاعة تلك الفرصة عندما يحين وقتها. بالمقابل، أشار لونغ الى أنه من الصعب «اخفاء هوية المستثمر» عندما يكون من القطاع الخاص.فكل الاسواق محاصرة وتخضع للاستجواب والمساءلات من أسواق البورصة المحلية الى العقارية. لذلك فإن المؤسسات الاستثمارية الخاصة قدتصبح أكثر تحفظاً في ما يخص ملاحقة العوائد المرتفعة.
ولقد كان واضحاً جداً «الهدوء والترقب» اللذان سيطرا على الصناديق السيادية الشرق أوسطية والخليجية في الاسابيع القليلة الماضية، في ما يخص الاسواق المالية الاميركية، على عكس ردة فعلها طيلة العام الماضي عندما أسرعت هذه الصناديق لانقاذ الاسواق العالمية المدمرة بسبب الآزمات المالية المتتابعة التي عصفت بالاسواق المالية.
وقد أعلنت الهيئة العامة للاستثمار الكويتية،التي تواجه الكثير من الضغوطات المحلية، الاسبوع الماضي نتائج استثماراتها في الخارج ومنها خسارة 270 مليون دولار من استثمارها في «سيتي بنك»، وعدم تحقيق أي ربح أو خسارة من وجودها في «ميريل لينش» الذي بيع الى «بنك أوف أميركا». مع العلم أن الهيئة قد ضخت نحو 5 مليارات دولار في هذين المصرفين في يناير الماضي.ووفقاً لبعض مصرفيي الخليج، فإن جولات المؤسسات الاميركية بحثاً عن رؤوس الاموال في المنطقة الخليجية الغنية بالثروات النفطية قد باءت بالفشل ولاقت رفضاً واضحاً. فالصناديق السيادية لن تتدخل لانقاذ بنوك متعثرة، خصوصاً في وقت تخضع فيه هذه الصناديق الى ضغوطات محلية في بلدها الام لحشد طاقاتها وانعاش هبوط أسعار الاسهم والنفط في أسواقها المالية المحلية التي تعاني بدورها من تداعيات الازمة المالية.
فيما يشير بعض المقربين من قيادات الصناديق السيادية الخليجية، الى أنه بالرغم من ابتعاد هذه الصناديق عن الظهور بمظهر «الفارس الابيض»، الا أنها في الوقت نفسه لا تقف على الحياد أو الهامش. فالكل يهرع للتعامل مع الازمة وهي متناولة من الجهات كافة، وما ان تحدد خطوطها الرئيسية، سيتطلب الامر سنوات لاعادة التوازن للاسواق، وستكون الاصول متوافرة بتقييمات منطقية ومقبولة أكثر مما هي عليه الآن. «فإن قمت بالشراء اليوم، فقد تكون فرصة مثيرة للاهتمام ولا تعوض» كما اعتبر أحد المقربين من هيئة الاستثمار القطرية.
وفي هذه الاثناء، توقع لونغ أن تقوم الصناديق السيادية بالتعاون مع شركات الاستثمار الخاص،بالاستثمار في الاسواق الاميركية المتأزمة. وقد قام أحد الصناديق الخليجية هذا العام بالدخول كشريك مع «انفستكورب» بمبلغ مليار دولار لشراء الديون المتوسطة المتعلقة بالعقارات التجارية الاميركية. «ولطالما كانت أكبر صناديق الثروة السيادية تنفذ أكثر استثماراتها دائماً من خلال الوسطاء وبطريقة غير مباشرة» على حد قول لونغ.
عن «فاينناشال تايمز»
الأسواق الأميركية تأمل في أن تملأ الصناديق السيادية جعبتها
|إعداد كارولين أسمر|
تستعد الصناديق السيادية للانقضاض على الاصول الاميركية المتوترة، بعد أن ساهمت خطة الانقاذ الاميركية في التخفيف من حدة التوتر التي أصابت الاسواق المالية، كما يرى أحد أهم الوسطاء الماليين في منطقة الخليج.
ويعتبر رئيس مجلس ادارة بنك انفستكورب غاري لونغ، وهو أحد البنوك الخليجية التي تستثمر عائدات النفط لعدد كبير من مستثمري القطاع الخاص ومؤسسات دول مجلس التعاون في الاسواق الغربية عبر قنوات متعددة، أن مستثمري القطاع الخاص والصناديق السيادية يأخذون موقفاً مغايراً من «الذوبان» الذي يشهده «وول ستريت» اليوم.
وفي حين أن أثرياء القطاع الخاص «مصدمون» من حجم الكارثة التي تضرب النظام المالي الاميركي، ما يجعلهم أكثر حذراً وتحفظاً جراء ذلك، نجد أن المؤسسات بما فيها الصناديق السيادية، تبحث جاهدة عن الفرص المناسبة.
وتابع لونغ أن المؤسسات الاستثمارية تعلم أنه بعد فترة الاضطراب التي تشهدها الاسواق، ستصل الى وقت تصبح فيه الفرص فيها «أكثر من عظيمة»، لذلك فهي في حال ترقب دائم لعدم إضاعة تلك الفرصة عندما يحين وقتها. بالمقابل، أشار لونغ الى أنه من الصعب «اخفاء هوية المستثمر» عندما يكون من القطاع الخاص.فكل الاسواق محاصرة وتخضع للاستجواب والمساءلات من أسواق البورصة المحلية الى العقارية. لذلك فإن المؤسسات الاستثمارية الخاصة قدتصبح أكثر تحفظاً في ما يخص ملاحقة العوائد المرتفعة.
ولقد كان واضحاً جداً «الهدوء والترقب» اللذان سيطرا على الصناديق السيادية الشرق أوسطية والخليجية في الاسابيع القليلة الماضية، في ما يخص الاسواق المالية الاميركية، على عكس ردة فعلها طيلة العام الماضي عندما أسرعت هذه الصناديق لانقاذ الاسواق العالمية المدمرة بسبب الآزمات المالية المتتابعة التي عصفت بالاسواق المالية.
وقد أعلنت الهيئة العامة للاستثمار الكويتية،التي تواجه الكثير من الضغوطات المحلية، الاسبوع الماضي نتائج استثماراتها في الخارج ومنها خسارة 270 مليون دولار من استثمارها في «سيتي بنك»، وعدم تحقيق أي ربح أو خسارة من وجودها في «ميريل لينش» الذي بيع الى «بنك أوف أميركا». مع العلم أن الهيئة قد ضخت نحو 5 مليارات دولار في هذين المصرفين في يناير الماضي.ووفقاً لبعض مصرفيي الخليج، فإن جولات المؤسسات الاميركية بحثاً عن رؤوس الاموال في المنطقة الخليجية الغنية بالثروات النفطية قد باءت بالفشل ولاقت رفضاً واضحاً. فالصناديق السيادية لن تتدخل لانقاذ بنوك متعثرة، خصوصاً في وقت تخضع فيه هذه الصناديق الى ضغوطات محلية في بلدها الام لحشد طاقاتها وانعاش هبوط أسعار الاسهم والنفط في أسواقها المالية المحلية التي تعاني بدورها من تداعيات الازمة المالية.
فيما يشير بعض المقربين من قيادات الصناديق السيادية الخليجية، الى أنه بالرغم من ابتعاد هذه الصناديق عن الظهور بمظهر «الفارس الابيض»، الا أنها في الوقت نفسه لا تقف على الحياد أو الهامش. فالكل يهرع للتعامل مع الازمة وهي متناولة من الجهات كافة، وما ان تحدد خطوطها الرئيسية، سيتطلب الامر سنوات لاعادة التوازن للاسواق، وستكون الاصول متوافرة بتقييمات منطقية ومقبولة أكثر مما هي عليه الآن. «فإن قمت بالشراء اليوم، فقد تكون فرصة مثيرة للاهتمام ولا تعوض» كما اعتبر أحد المقربين من هيئة الاستثمار القطرية.
وفي هذه الاثناء، توقع لونغ أن تقوم الصناديق السيادية بالتعاون مع شركات الاستثمار الخاص،بالاستثمار في الاسواق الاميركية المتأزمة. وقد قام أحد الصناديق الخليجية هذا العام بالدخول كشريك مع «انفستكورب» بمبلغ مليار دولار لشراء الديون المتوسطة المتعلقة بالعقارات التجارية الاميركية. «ولطالما كانت أكبر صناديق الثروة السيادية تنفذ أكثر استثماراتها دائماً من خلال الوسطاء وبطريقة غير مباشرة» على حد قول لونغ.
عن «فاينناشال تايمز»