محمد لشيب
02-10-2008, 11:09 AM
محمد لشيب - صحيفة العرب (http://alarab.com.qa/details.php?docId=57663&issueNo=282&secId=16)
2008-10-01
تجدهم زرافات ووحداناً، وقد تجمعوا صبيحة يوم العيد على ضفاف الكورنيش، بعدما لفظتهم الحدائق العامة والمجمعات التجارية التي رفعت في وجههم لافتة كتب عليها بحروف بارزة: «يرجى الانتباه المجمع اليوم مخصص للعائلات فقط»، فلم يكن من ملجأ لهم سوى فضاء الكورنيش الرحب، كما ساهم انخفاض درجة الحرارة نسبياً ليهبوا إلى ظلال نخيله الوارفة من كل حدب وصوب، خاصة من المناطق الصناعية المجاورة للدوحة، جاؤوا بالعشرات والمئات على شكل مجموعات، شباب من مختلف الأعمار والأجناس، تغلب عليهم الانتماءات الآسيوية، تقلهم في بعض الأحيان وسائل نقل جماعية اتفقوا مع أصحابها بشكل مسبق على نقلهم سرا إلى قلب الدوحة، تخفيا من عناصر الحراسة التي تشدد على منع العزاب من التواجد في أماكن العائلات.
حديقة للعائلات.. فأين حديقتنا؟
وقد اغتنم بعض منهم فرصة عدم تواجد أفراد الشركة الأمنية المكلفة بحراسة مداخل حديقة الرميلة (البدع) ليسترقوا لحظات ينعموا فيها بقسط من الاستجمام والراحة والاستلقاء تحت ظلال أشجارها، أو التقاط صور تذكارية يباهوا بها أصدقاءهم في دولهم الأصيلة عندما يتواصلون معهم عبر مقاهي الإنترنت، لينقلوا إليهم تفاصيل يوم سعيد قضوه في الخضرة والظلال، مقابل 365 يوما يقضونها بين الغبار وحرارة الشمس الحارقة.
إلا أنها سعادة ما تلبث أن تنطفئ بسرعة البرق، عندما يلمح صاحبنا أحد حراس الحديقة قاصدا إياه يشير عليه بمغادرتها، لتبدأ بعدها «معركة البقاء» في جولات من الكر والفر بين الحراس والمراقبين من جهة، وبين أفواج الشباب العزاب الذين حجوا بالمئات لحديقة الرميلة صبيحة أول أيام العيد.
يقول راجان لقد جئت أنا ورفاقي في العمل لنقضي وقتا سعيدا خلال عطلتنا اليوم، ونتنفس بعض الهواء النقي ونستمتع بالخضرة ونستريح من عناء سنة كاملة من العمل الشاق والمضني، لكننا نفاجأ بالكل يطاردنا، فالحديقة خاصة بالعائلات، ونحن نحترم ذلك، وبناء عليه جئنا في الصباح الباكر لأن العائلات لا تقصدها إلا في المساء مع اعتدال حالة الجو. ويضيف صديقه: حتى الكورنيش لم يعد لنا حق المكوث فيه، فرجال الحراسة يطاردوننا ويطلبون منا الانتقال من مكان إلى مكان، فإلى أين نذهب؟ وأين نقضي عطلتنا؟
وقد اشتكى عدد من الشباب الذين التقتهم «العرب» خلال زيارتها الميدانية لحديقة الرميلة والكورنيش وحديقة الشيراتون من عدم وجود بديل يقصدونه لقضاء فترات استجمام قرب المنطقة الصناعية وأماكن عملهم أو سكنهم، مما يضطر أعدادا كبيرة من العمالة الوافدة إلى اغتنام فرصة عطلة العيد للتوجه إلى مركز المدينة والأماكن العامة كالكورنيش وحديقة الرميلة والمجمعات التجارية الكبرى لهذا الغرض.
وأكد يوسف آغارا أنه يضطر رفقة أصحابه لولوج حديقة الرميلة في ظل عدم وجود بديل آخر، مشيراً إلى أنهم يعملون على احترام حرمة العائلات، ولا يقومون بأية مخالفات تذكر.
جهود أمنية:
وقد عبر عمال الشركة الأمنية المكلفة بحراسة حديقة الرميلة لـ «العرب» عن معاناتهم الشديدة صبيحة يوم العيد، وهو الأمر المتوقع فيما يليه من الأيام، جراء محاولة العزاب دخول الحديقة، وأكدوا على أن عدم توفر الحديقة على سور وأبواب يعقد من مهمتهم ويضعهم في اصطدام دائم مع الشباب لمحاولة إقناعهم باحترام قانون الحديقة المعلق على لوحات ضخمة وبلغات مختلفة.
كما اشتكى بعضهم من قلة عددهم، مما يلقي عليهم عبئا كبيرا، مشيدين بالدور التي تقوم به دوريات الشرطة ورجال المرور في مساعدتهم على تصريف العزاب إلى أماكن أخرى.
وقد أسهمت دوريات رجال الأمن والمرور و «لخويا» التي انتشرت منذ ساعات الصباح الأولى على كافة الدوارات والتقاطعات الرئيسية في تسهيل حركة المرور تفاديا للازدحام والاختناقات، ورغماً عن الجهود المكثفة التي تم بذلها خاصة في الشوارع القريبة من الأماكن العامة، فقد شهدت داورات حديقتي الرميلة والكورنيش وسيتي سنتر ازدحاماً كبيراً خاصة في ساعات المساء.
أول وجبة غذاء:
وعلى الجانب الآخر من الكورنيش حيث حديقة الرميلة افترشت العديد من الأسر عشب الحديقة لتناول الغداء في الهواء الطلق، بل إن منهم من جاء إلى الحديقة في ساعات مبكرة رغم الارتفاع الذي تشهده حرارة الطقس وموجة الغبار الخفيف التي تجتاح الدوحة، إلا ذلك لم يمنع العديد من الأسر من اختيار الحدائق العامة كمتنفس لتخليد فرحة العيد، في الوقت الذي اختار فيه آخرون المجمعات التجارية لذلك.
وقد أكدت عائلات ممن التقت «العرب» أن فرحة العيد تكتسي طابعا ونكهة خاصة في الحدائق والمتنزهات، حيث مشاركة الأطفال الفرحة باللعب والجري حتى ساعات متأخرة من الليل.
وتشكل فضاءات حديقة الرميلة وحديقة الشيراتون وحديقة المتحف وحديقة دحل الحمام المكان المفضلة لتجمع الأسر لقضاء أجمل الأوقات واللحظات، خاصة مع غروب الشمس والاعتدال النسبي للطقس، حيث ازداد توافد المواطنين والمقيمين مما أضفى على المكان مسحة جمالية بديعة.
ويعتبر أبوياسر الهلالي أن الحدائق توفر بالنسبة لمختلف العائلات في يوم العيد فرصة سانحة للتواصل الإنساني فيما بينها، وتحقق المقصود من مثل هذه المناسبات الدينية العظيمة، حيث يسهل التعارف والتقارب بين الناس والأسر والعائلات، التي تخرج بشكل جماعي للحديقة، ويتبادلون التحايا والأطعمة، كما أن الوضع في الحديقة يشعرك حقيقة بجو العيد والفرحة والسعادة، كما أن توفر الألعاب للأطفال وقرب القرية التراثية يجعل من حديقة الرميلة المقصد الأول للعائلات.
وفي الوقت الذي يفضل فيه عبدالحميد منتصر حديقة دحل الحمام نظرا لتميزها بحسن تنظيمها وجودة مرافقها، إلا أنه يتفق مع أبوياسر في كون الخروج للطبيعة يشكل فرصة ذهبية لتخليد مناسبة العيد في جو عائلي متميز. وعلى الرغم من أن هذا التجمعات تكون بشكل أسبوعي إلا أنها يوم العيد يكون لها طعم خاص، حيث يتم الإعداد لها بشكل جيد، كما تنشط في الحديقة العديد من الفعاليات خاصة تلك المتعلقة بالأطفال مما يدخل البهجة على قلوبهم.
2008-10-01
تجدهم زرافات ووحداناً، وقد تجمعوا صبيحة يوم العيد على ضفاف الكورنيش، بعدما لفظتهم الحدائق العامة والمجمعات التجارية التي رفعت في وجههم لافتة كتب عليها بحروف بارزة: «يرجى الانتباه المجمع اليوم مخصص للعائلات فقط»، فلم يكن من ملجأ لهم سوى فضاء الكورنيش الرحب، كما ساهم انخفاض درجة الحرارة نسبياً ليهبوا إلى ظلال نخيله الوارفة من كل حدب وصوب، خاصة من المناطق الصناعية المجاورة للدوحة، جاؤوا بالعشرات والمئات على شكل مجموعات، شباب من مختلف الأعمار والأجناس، تغلب عليهم الانتماءات الآسيوية، تقلهم في بعض الأحيان وسائل نقل جماعية اتفقوا مع أصحابها بشكل مسبق على نقلهم سرا إلى قلب الدوحة، تخفيا من عناصر الحراسة التي تشدد على منع العزاب من التواجد في أماكن العائلات.
حديقة للعائلات.. فأين حديقتنا؟
وقد اغتنم بعض منهم فرصة عدم تواجد أفراد الشركة الأمنية المكلفة بحراسة مداخل حديقة الرميلة (البدع) ليسترقوا لحظات ينعموا فيها بقسط من الاستجمام والراحة والاستلقاء تحت ظلال أشجارها، أو التقاط صور تذكارية يباهوا بها أصدقاءهم في دولهم الأصيلة عندما يتواصلون معهم عبر مقاهي الإنترنت، لينقلوا إليهم تفاصيل يوم سعيد قضوه في الخضرة والظلال، مقابل 365 يوما يقضونها بين الغبار وحرارة الشمس الحارقة.
إلا أنها سعادة ما تلبث أن تنطفئ بسرعة البرق، عندما يلمح صاحبنا أحد حراس الحديقة قاصدا إياه يشير عليه بمغادرتها، لتبدأ بعدها «معركة البقاء» في جولات من الكر والفر بين الحراس والمراقبين من جهة، وبين أفواج الشباب العزاب الذين حجوا بالمئات لحديقة الرميلة صبيحة أول أيام العيد.
يقول راجان لقد جئت أنا ورفاقي في العمل لنقضي وقتا سعيدا خلال عطلتنا اليوم، ونتنفس بعض الهواء النقي ونستمتع بالخضرة ونستريح من عناء سنة كاملة من العمل الشاق والمضني، لكننا نفاجأ بالكل يطاردنا، فالحديقة خاصة بالعائلات، ونحن نحترم ذلك، وبناء عليه جئنا في الصباح الباكر لأن العائلات لا تقصدها إلا في المساء مع اعتدال حالة الجو. ويضيف صديقه: حتى الكورنيش لم يعد لنا حق المكوث فيه، فرجال الحراسة يطاردوننا ويطلبون منا الانتقال من مكان إلى مكان، فإلى أين نذهب؟ وأين نقضي عطلتنا؟
وقد اشتكى عدد من الشباب الذين التقتهم «العرب» خلال زيارتها الميدانية لحديقة الرميلة والكورنيش وحديقة الشيراتون من عدم وجود بديل يقصدونه لقضاء فترات استجمام قرب المنطقة الصناعية وأماكن عملهم أو سكنهم، مما يضطر أعدادا كبيرة من العمالة الوافدة إلى اغتنام فرصة عطلة العيد للتوجه إلى مركز المدينة والأماكن العامة كالكورنيش وحديقة الرميلة والمجمعات التجارية الكبرى لهذا الغرض.
وأكد يوسف آغارا أنه يضطر رفقة أصحابه لولوج حديقة الرميلة في ظل عدم وجود بديل آخر، مشيراً إلى أنهم يعملون على احترام حرمة العائلات، ولا يقومون بأية مخالفات تذكر.
جهود أمنية:
وقد عبر عمال الشركة الأمنية المكلفة بحراسة حديقة الرميلة لـ «العرب» عن معاناتهم الشديدة صبيحة يوم العيد، وهو الأمر المتوقع فيما يليه من الأيام، جراء محاولة العزاب دخول الحديقة، وأكدوا على أن عدم توفر الحديقة على سور وأبواب يعقد من مهمتهم ويضعهم في اصطدام دائم مع الشباب لمحاولة إقناعهم باحترام قانون الحديقة المعلق على لوحات ضخمة وبلغات مختلفة.
كما اشتكى بعضهم من قلة عددهم، مما يلقي عليهم عبئا كبيرا، مشيدين بالدور التي تقوم به دوريات الشرطة ورجال المرور في مساعدتهم على تصريف العزاب إلى أماكن أخرى.
وقد أسهمت دوريات رجال الأمن والمرور و «لخويا» التي انتشرت منذ ساعات الصباح الأولى على كافة الدوارات والتقاطعات الرئيسية في تسهيل حركة المرور تفاديا للازدحام والاختناقات، ورغماً عن الجهود المكثفة التي تم بذلها خاصة في الشوارع القريبة من الأماكن العامة، فقد شهدت داورات حديقتي الرميلة والكورنيش وسيتي سنتر ازدحاماً كبيراً خاصة في ساعات المساء.
أول وجبة غذاء:
وعلى الجانب الآخر من الكورنيش حيث حديقة الرميلة افترشت العديد من الأسر عشب الحديقة لتناول الغداء في الهواء الطلق، بل إن منهم من جاء إلى الحديقة في ساعات مبكرة رغم الارتفاع الذي تشهده حرارة الطقس وموجة الغبار الخفيف التي تجتاح الدوحة، إلا ذلك لم يمنع العديد من الأسر من اختيار الحدائق العامة كمتنفس لتخليد فرحة العيد، في الوقت الذي اختار فيه آخرون المجمعات التجارية لذلك.
وقد أكدت عائلات ممن التقت «العرب» أن فرحة العيد تكتسي طابعا ونكهة خاصة في الحدائق والمتنزهات، حيث مشاركة الأطفال الفرحة باللعب والجري حتى ساعات متأخرة من الليل.
وتشكل فضاءات حديقة الرميلة وحديقة الشيراتون وحديقة المتحف وحديقة دحل الحمام المكان المفضلة لتجمع الأسر لقضاء أجمل الأوقات واللحظات، خاصة مع غروب الشمس والاعتدال النسبي للطقس، حيث ازداد توافد المواطنين والمقيمين مما أضفى على المكان مسحة جمالية بديعة.
ويعتبر أبوياسر الهلالي أن الحدائق توفر بالنسبة لمختلف العائلات في يوم العيد فرصة سانحة للتواصل الإنساني فيما بينها، وتحقق المقصود من مثل هذه المناسبات الدينية العظيمة، حيث يسهل التعارف والتقارب بين الناس والأسر والعائلات، التي تخرج بشكل جماعي للحديقة، ويتبادلون التحايا والأطعمة، كما أن الوضع في الحديقة يشعرك حقيقة بجو العيد والفرحة والسعادة، كما أن توفر الألعاب للأطفال وقرب القرية التراثية يجعل من حديقة الرميلة المقصد الأول للعائلات.
وفي الوقت الذي يفضل فيه عبدالحميد منتصر حديقة دحل الحمام نظرا لتميزها بحسن تنظيمها وجودة مرافقها، إلا أنه يتفق مع أبوياسر في كون الخروج للطبيعة يشكل فرصة ذهبية لتخليد مناسبة العيد في جو عائلي متميز. وعلى الرغم من أن هذا التجمعات تكون بشكل أسبوعي إلا أنها يوم العيد يكون لها طعم خاص، حيث يتم الإعداد لها بشكل جيد، كما تنشط في الحديقة العديد من الفعاليات خاصة تلك المتعلقة بالأطفال مما يدخل البهجة على قلوبهم.