بنـ الدحيل ـت
03-10-2008, 07:15 PM
ها هو شهر الخير قد قوضت خيامه ،
وتصرمت أيامه ، فحق لنا أن نحزن على فراقه ،
وأن نذرف الدموع عند وداعه .
وكيف لا نحزن على فراقه ونحن لا ندري
هل ندرك غيره أم لا ؟
كيف لا تجري دموعنا على رحيله ؟
ونحن لا ندري هل رفع لنا فيه عمل صالح أم لا ؟
وهل ازددنا فيه قرباً من ربنا أم لا ؟
كيف لا نحزن عليه وهو شهر الرحمات ،
وتكفير السيئات ، وإقالة العثرات ؟! .
يمضى رمضان بعد أن أحسن فيه أقوام وأساء آخرون ،
يمضى وهو شاهد لنا أو علينا ،
شاهد للمشمر بصيامه وقيامه وبره وإحسانه ،
وشاهد على المقصر بغفلته وإعراضه ونسيانه .
رمضان سوق قام ثم انفض ،
ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر ،
فلله كم سجد فيه من ساجد ؟
وكم ذكر فيه من ذاكر ؟
وكم شكر فيه من شاكر ؟
وكم خشع فيه من خاشع ؟
وكم فرّط فيه من مفرِّط ؟
وكم عصى فيه من عاص ؟ .
ارتحل شهر الصوم ،
فما أسعد نفوس الفائزين ،
وما ألذ عيش المقبولين ،
وما أذل نفوس العصاة المذنبين ،
وما أقبح حال المسيئين المفرطين .
لابد من وقفة محاسبة جادة
ننظر فيها ماذا قدمنا في شهرنا من عمل ؟
وما هي الفوائد التي استفدناها منه ؟
وما هي الأمور التي قصرنا فيها ؟
فمن كان محسناً فليحمد الله
وليزدد إحسانا وليسأل الله الثبات
والقبول والغفران ،
ومن كان مقصراً
فليتب إلى مولاه قبل حلول الأجل .
تذكر أيها الصائم
وأنت تودع شهرك سرعة مرور الأيام ،
وانقضاء الأعوام ،
فإن في مرورها وسرعتها عبرة للمعتبرين ،
وعظة للمتعظين قال عز وجل:
{ يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار }
(النور 44) ،
بالأمس القريب كنا نتلقى التهاني بقدومه
ونسأل الله بلوغه ،
واليوم نودعه بكل أسىً ،
ونتلقى التعازي برحيله ،
فما أسرع مرور الليالي والأيام ،
وكر الشهور والأعوام .
والعمر فرصة لا تمنح للإنسان إلا مرة واحدة ،
فإذا ما ذهبت هذه الفرصة وولت ،
فهيهات أن تعود مرة أخرى ،
فاغتنم أيام عمرك قبل فوات الأوان
ما دمت في زمن الإمكان ،
قال عمر بن عبد العزيز :
" إن الليل والنهار يعملان فيك ، فاعمل أنت فيهما " ،
وقال ابن مسعود رضي الله عنه :
"ما ندمت على شيء ندمي على يوم
غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي " .
وتذكر دائماً أن العبرة بالخواتيم ،
فاجعل ختام شهرك الاستغفار والتوبة ،
فإن الاستغفار ختام الأعمال الصالحة ،
وقد قال عز وجل لنبيه
- صلى الله عليه وسلم- في آخر عمره :
{إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس
يدخلون في دين الله أفواجاً فسبح بحمد
ربك واستغفره إنه كان تواباً }
(سورة النصر) ،
وأمر سبحانه الحجيج بعد قضاء مناسكهم
وانتهاء أعمال حجهم بالاستغفار
فقال جل وعلا :
{ ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم }
(البقرة 199) .
كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم
يجتهدون في إتمام العمل وإتقانه
ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله
ويخافون من رده ،
كما وصف الله عباده المؤمنين بأنهم :
{يؤتون ما آتوا وقلوبهم
وجلة أنهم إلى ربهم راجعون }
( المؤمنون 60) ،
فهل شغلك أخي الصائم هذا الهاجس
وأنت تودع شهرك ، قال علي رضي الله عنه :
" كونوا لقبول العمل أشد اهتماماً منكم بالعمل ،
ألم تسمعوا إلى قول الحق عز وجل :
{إنما يتقبل الله من المتقين }
( المائدة 27) ،
وكان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان :
" ياليت شعري من هذا المقبول
منَّا فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه ،
أيها المقبول هنيئاً لك ،
أيها المردود جبر الله مصيبتك " .
اللهم لك الحمد أن بلغتنا شهر رمضان ،
اللهم تقبل منا الصيام والقيام ،
وأحسن لنا الختام ،
اللهم اجبر كسرنا على فراق شهرنا ،
وأعده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ،
واجعله شاهداً لنا لا علينا ،
اللهم اجعلنا فيه من عتقائك من النار ،
واجعلنا فيه من المقبولين الفائزين.
وتصرمت أيامه ، فحق لنا أن نحزن على فراقه ،
وأن نذرف الدموع عند وداعه .
وكيف لا نحزن على فراقه ونحن لا ندري
هل ندرك غيره أم لا ؟
كيف لا تجري دموعنا على رحيله ؟
ونحن لا ندري هل رفع لنا فيه عمل صالح أم لا ؟
وهل ازددنا فيه قرباً من ربنا أم لا ؟
كيف لا نحزن عليه وهو شهر الرحمات ،
وتكفير السيئات ، وإقالة العثرات ؟! .
يمضى رمضان بعد أن أحسن فيه أقوام وأساء آخرون ،
يمضى وهو شاهد لنا أو علينا ،
شاهد للمشمر بصيامه وقيامه وبره وإحسانه ،
وشاهد على المقصر بغفلته وإعراضه ونسيانه .
رمضان سوق قام ثم انفض ،
ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر ،
فلله كم سجد فيه من ساجد ؟
وكم ذكر فيه من ذاكر ؟
وكم شكر فيه من شاكر ؟
وكم خشع فيه من خاشع ؟
وكم فرّط فيه من مفرِّط ؟
وكم عصى فيه من عاص ؟ .
ارتحل شهر الصوم ،
فما أسعد نفوس الفائزين ،
وما ألذ عيش المقبولين ،
وما أذل نفوس العصاة المذنبين ،
وما أقبح حال المسيئين المفرطين .
لابد من وقفة محاسبة جادة
ننظر فيها ماذا قدمنا في شهرنا من عمل ؟
وما هي الفوائد التي استفدناها منه ؟
وما هي الأمور التي قصرنا فيها ؟
فمن كان محسناً فليحمد الله
وليزدد إحسانا وليسأل الله الثبات
والقبول والغفران ،
ومن كان مقصراً
فليتب إلى مولاه قبل حلول الأجل .
تذكر أيها الصائم
وأنت تودع شهرك سرعة مرور الأيام ،
وانقضاء الأعوام ،
فإن في مرورها وسرعتها عبرة للمعتبرين ،
وعظة للمتعظين قال عز وجل:
{ يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار }
(النور 44) ،
بالأمس القريب كنا نتلقى التهاني بقدومه
ونسأل الله بلوغه ،
واليوم نودعه بكل أسىً ،
ونتلقى التعازي برحيله ،
فما أسرع مرور الليالي والأيام ،
وكر الشهور والأعوام .
والعمر فرصة لا تمنح للإنسان إلا مرة واحدة ،
فإذا ما ذهبت هذه الفرصة وولت ،
فهيهات أن تعود مرة أخرى ،
فاغتنم أيام عمرك قبل فوات الأوان
ما دمت في زمن الإمكان ،
قال عمر بن عبد العزيز :
" إن الليل والنهار يعملان فيك ، فاعمل أنت فيهما " ،
وقال ابن مسعود رضي الله عنه :
"ما ندمت على شيء ندمي على يوم
غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي " .
وتذكر دائماً أن العبرة بالخواتيم ،
فاجعل ختام شهرك الاستغفار والتوبة ،
فإن الاستغفار ختام الأعمال الصالحة ،
وقد قال عز وجل لنبيه
- صلى الله عليه وسلم- في آخر عمره :
{إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس
يدخلون في دين الله أفواجاً فسبح بحمد
ربك واستغفره إنه كان تواباً }
(سورة النصر) ،
وأمر سبحانه الحجيج بعد قضاء مناسكهم
وانتهاء أعمال حجهم بالاستغفار
فقال جل وعلا :
{ ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم }
(البقرة 199) .
كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم
يجتهدون في إتمام العمل وإتقانه
ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله
ويخافون من رده ،
كما وصف الله عباده المؤمنين بأنهم :
{يؤتون ما آتوا وقلوبهم
وجلة أنهم إلى ربهم راجعون }
( المؤمنون 60) ،
فهل شغلك أخي الصائم هذا الهاجس
وأنت تودع شهرك ، قال علي رضي الله عنه :
" كونوا لقبول العمل أشد اهتماماً منكم بالعمل ،
ألم تسمعوا إلى قول الحق عز وجل :
{إنما يتقبل الله من المتقين }
( المائدة 27) ،
وكان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان :
" ياليت شعري من هذا المقبول
منَّا فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه ،
أيها المقبول هنيئاً لك ،
أيها المردود جبر الله مصيبتك " .
اللهم لك الحمد أن بلغتنا شهر رمضان ،
اللهم تقبل منا الصيام والقيام ،
وأحسن لنا الختام ،
اللهم اجبر كسرنا على فراق شهرنا ،
وأعده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ،
واجعله شاهداً لنا لا علينا ،
اللهم اجعلنا فيه من عتقائك من النار ،
واجعلنا فيه من المقبولين الفائزين.