المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما رأيكم في : جولات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



شكري وتقديري
05-10-2008, 12:58 PM
هذا موضوع معروض عليكم لإبداء الرأي في إستمراره من عدمه .

يقوم الموضوع على التجوال في أمهات الكتب العربية لنتعلم منها :

1. تحري الكتابة العربية السليمة ، فكلما قرأنا ما هو فصيح اللفظ والأسلوب قويت لغتنا .

2. لنتواصل مع جواهر الكتب العربية فلعلنا نخرج منها بأفكار نستثمرها للطرح والتداول .

3. كلما كان مثلك عالي المنزلة في الكتابة كلما طلبت الأعلى منه .

4. وصلا للحاضر بالماضي إستعدادا لمستقبل لغوي قوي لا يهاب لغة قادمة ولا أخرى هاجمة .


فما رأيكم دام فضلكم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الجني
05-10-2008, 01:07 PM
دربحي الكورة و احنا بنركض وراها

موضوع مبتكر كباقي مواضيعك

عاشق الشهادة
05-10-2008, 01:19 PM
مبدعه دوم يالغاليه وشهادتي فيج مجرووووحه وانتي عارفه نظرتي بمواضيعج:) ...

شكري وتقديري
05-10-2008, 01:20 PM
دربحي الكورة و احنا بنركض وراها

موضوع مبتكر كباقي مواضيعك

العفو أخي الفاضل

الموضوع موضوع الجميع إن نال إتفاق وإجماع الأغلبية

شاكرة لك تقديرك

شكري وتقديري
05-10-2008, 01:24 PM
مبدعه دوم يالغاليه وشهادتي فيج مجرووووحه وانتي عارفه نظرتي بمواضيعج:) ...

جزاك الله خيرا أخي الكريم

وبارك لك في صاحب الصورة وجعله من أبناء الصلاح والفلاح

وزادك من تواقيعك المتميزة

ابن المنتدى
05-10-2008, 01:28 PM
وهل تفتكري انه في حد عنده وقت يطالع الكتب انا متابع مواضيعك الرائعة وبالتوفيق
وموضوع جميل مثل باقي مواضيعك

شكري وتقديري
05-10-2008, 01:39 PM
وهل تفتكري انه في حد عنده وقت يطالع الكتب انا متابع مواضيعك الرائعة وبالتوفيق
وموضوع جميل مثل باقي مواضيعك

أخي أو إبني : إبن المنتدى

إقتنص من وقتك بضع دقائق للقراءة المفيدة وستجد أنك وقعت على كنز

أشكرك على مرورك الطيب

ابن المنتدى
05-10-2008, 01:52 PM
أخي أو إبني : إبن المنتدى

إقتنص من وقتك بضع دقائق للقراءة المفيدة وستجد أنك وقعت على كنز

أشكرك على مرورك الطيب



ان شاء الله يا ماما

شكري وتقديري
05-10-2008, 10:49 PM
الموضوع بدون تأييد الأغلبية لن يتنامى

barod
05-10-2008, 11:37 PM
موضوع جميل ولكن بعد الكمبيوتر صارت المطالعه بالكتب قليله جدا وصعبه بعض الشي

شكري وتقديري
06-10-2008, 12:11 AM
موضوع جميل ولكن بعد الكمبيوتر صارت المطالعه بالكتب قليله جدا وصعبه بعض الشي

هذا صحيح ولكنك لن تجد كل شيء عبر المطالعة الإلكترونية

كما أن الكمبيوتر لا يمكن أن يتواجد في كل الأماكن

عاشق الشهادة
06-10-2008, 02:30 AM
جزاك الله خيرا أخي الكريم

وبارك لك في صاحب الصورة وجعله من أبناء الصلاح والفلاح

وزادك من تواقيعك المتميزة


تسلمين يالغاليه وهذا من طيب اصلج :)

شكري وتقديري
06-10-2008, 01:28 PM
تسلمين يالغاليه وهذا من طيب اصلج :)

شكرا لك على مرورك

Ghost
06-10-2008, 01:32 PM
الكتاب خير جليس وانيس

شكري وتقديري
06-10-2008, 01:34 PM
الكتاب خير جليس وانيس

مدها لا هانت

Ghost
06-10-2008, 01:44 PM
مدها لا هانت

:discuss::discuss::discuss::discuss::discuss::disc uss:

الجني
06-10-2008, 02:36 PM
سوف ابدأ و الله المسهّل

قصة اليمامتان التي أوردها مصطفى صادق الرافعي في وحي القلم

جاء في تاريخ الواقدي أن المقوقس عظيم القبط في مصر زوّج بنته
أرمانوسة من قسطنطين بن هرقل وجهزها بأموالها حشما لتسير إليه
حتى يبنى عليها في مدينة قيسارية فخرجت إلى بلبيس (محافظة الشرقية
في مصر حاليا) وأقامت بها وجاء عمرو بن العاص إلى بلبيس،
فحاصرها حصارا شديدا وقتل من بها وقتل منهم زهاء ألف فارس وانهزم
من بقي إلا المقوقس وأخذت أرمانوسة وجميع مالها وأخذ كل ما كان
للقبط في بلبيس فأحب عمرو بن العاص ملاطفة المقوقس فسير إليه ابنته
مكرمه في جميع مالها مع قيس بن أبي العاص السهمي فسر بقدومها
وكانت لأرمانوسة وصيفة مولدة تسمى مارية ذات جمال ودلال وكانت
مارية هذه تعتنق الديانة المسيحية وقد اتخذها المقوقس وصيفة لابنته
وهو كان واليا وبطريركا على مصر من قبل هرقل وكان من عجائب صنع
الله إن الفتح الإسلامي جاء في عهده فجعل قلب هذا الرجل مفتاح القفل القبطي

ولما نزل عمرو ( رضي الله عنه ) بجيشه على بلبيس جزعت مارية جزعا
شديدا إذ كان الروم قد ارجفوا أن هؤلاء العرب قوم جياع ينفضهم الجدب على
البلاد نفض الرمال على الأعين في الريح العاصف وأنهم جراد إنساني لا يغزو
إلا لبطنه وأنهم أغلاظ الأكباد كالإبل التي يمتطونها وأن النساء عندهم كالدواب
يرتبطن على خسف وأنهم لا عهد لهم ولا وفاء , ثقلت مطامعهم وخفت أمانتهم
وأن قائدهم عمرو بن العاص كان جزارا بالجاهلية فما تدعه روح الجزار
ولا طبيعته وقد جاء بأربعة ألاف سالخ من أخلاط الناس وشذاذهم لا أربعة ألاف
مقاتل من جيش له نظام هذا ماكان يرجفونه الروم في قلوبهم , وتوهمت مارية
أوهامها وكانت شاعرة قد درست هي وأرمانوسة أدب اليونان وفلسفتهم وكان
لها خيال مشبوب متوقد يشعرها كل عاطفة أكبر مما هي ويضاعف الأشياء في
نفسها وينزع إلى طبيعتة المؤنثة فيبالغ في تهويل الحزن خاصة ويجعل من بعض
الألفاظ وقودا على الدم
ومن ذلك أستطير قلب مارية وأفزعتها الوساوس فجعلت تندب نفسها وصنعت
في ذلك شعرا هذه ترجمته

جاءكـ أربعة ألاف جزار أيتها الشاة المسكــينة

ستذوق كل شعرة منك الم الذبح قبل أن تذبحي

جاءكـ أربعة آلاف خاطف أيتها العذراء المسكينة

ستموتين أربعة آلاف ميتة قبل الموت !

يا إلهي قوّ هذه العذراء لتتزوج الموت قبل أن يتزوجها العربي


وذهبت تتلو شعرها على أرمانوسة في صوت حزين يتوجع فضحكت أرمانوسة

وقالت : أنتي واهمة يا مارية أنسيت أن أبي قد أهدى إلى نبيهم بنت من قبيلتنا
( تقصد مارية القبطية ) فكانت عنده في مملكة بعضها السماء وبعضها القلب
لقد اخبرني أبي أنها قالت له أن هؤلاء المسلمين هم العقل الجديد الذي سيضع
في العالم تميزه بين الحق والباطل وأن نبيهم أطهر من السحابة في سمائها
وإنهم جميعا ينبعثون من حدود دينهم وفضائلة لامن حدود أنفسهم وشهواتها
وإذا سلوا السيف سلوه بقانون وإذا اغمدوه اغمدوه بقانون وقالت عن
النساء: لأن تخاف المرآة على عفتها من أبيها أقرب من أن تخاف عليها من
أصحاب هذا النبي فإنهم جميعا في واجبات القلب وواجبات العقل ويكاد الضمير
الإسلامي في الرجل منهم يكون حاملا سلاحا يضرب صاحبة إذا همّ بمخالفته ,
وقال أبي: أن هذا الدين سيندفع بأخلاقه في العالم اندفاع العصارة الحية في الشجرة
الجرداء طبيعة تعمل في طبيعة فليس يمضي غير بعيد حتى تخضر الدنيا وترمي ظلالها

فاستروحت مارية واطمأنت باطمئنان أرمانوسة


وقالت مارية : فلا ضير علينا إذا فتحوا البلد ولا يكون ما نستضر به ؟

قالت أرمانوسة : لا ضير يا مارية ولا يكون ما نحب لأنفسنا فالمسلمون ليسوا
كهؤلاء العلوج من الروم , أنهم يفهمون متاع الدنيا بفكرة الحرص عليه والحاجة
إلى حلاله وحرامه ويفهمون متاع الدنيا بفكرة الاستغناء عنه والتميز بين حلاله
وحرامه فهم الإنسانيون الرحماء المتعففون

قالت مارية : إن هذا لعجيب ! فقد مات سقراط وةأفلاطون وأرسطو وغيرهم
من الفلاسفة الحكماء وما استطاعوا أن يؤدبوا بحكمتهم وفلسفتهم إلا الكتب
التي كتبوها ! فلم يخرجوا للدنيا جماعة تامة الإنسانية فضلا عن أمة ، فكيف
استطاع نبيهم الأمي أن يخرج هذه الأمة ؟

قالت أرمانوسة : إن ظهور الحقيقة من هذا الرجل الأمّي هو تنبيه إلى الحقيقة
بنفسها ، وبرهان قاطع أنها في مظهرها الإلهي
قالت مارية : إذا كانت هذه الأمة الإسلامية كما قلت منبعثة هذا الانبعاث ليس
فيها إلا الشعور بذاتيتها العالية فما بعد ذلك دليل أن الدين هو شعور الإنسان
بسمو ذاتيته ، وهذه نهاية النهايات في الفلسفة والحكمة
قالت أرمانوسة : وما بعد ذلك دليل أنكـ تتهيئين أن تكوني مسلمة يا مارية !


فاستضحكتا معا

قال الراوي : وانهزم الروم عن بلبيس وارتدوا إلى المقوقس وكانت كلمات أرمانوسة
في مارية سكنت فكرها وتمددت فيه طيلة مدة الحصار الذي بلغ نحو شهر
ومن طبيعة الكلام إذا أثــّر في النفس أن ينتظم في مثل الحقائق الصغيرة التي تلقى
للحفظ فكان كلام أرمانوسة قد اعتمل في عقل مارية
فلما أراد عمرو بن العاص توجيه أرمانوسة إلى أبيها وانتهى ذلك إلى مارية

قالت لها مارية : لا يجمل بمن كانت مثلك يا أرمانوسة في شرفها وعقلها أن تكون
كالأخيذة تتوجه حيث يسار بها والرأي أن تبدئي هذا القائد قبل أن يبدأك فأرسلي إليه
فأعلميه أنكِ راجعة إلى أبيك واسأليه أن يصحبك بعض رجاله فتكوني الآمرة حتى
وأنتي واقعة في الأسر وتصنعي صنع بنات الملوك


قالت أرمانوسة : فلا أجد لذلك خيرا منك في لسانك ودهائك
فاذهبي إليه من قبلي وسيصحبك الراهب ( شطا ) وخذي معك كوكبه من فرساننا


قالت مارية : وهي تقص على سيدتها بعد أن أدّت الرسالة ورجعت من عند عمرو
( رضي الله عنه ): لقد أديت رسالتك يا أرمانوسة .. وقد قال لي عمرو كيف ظن
سيدتك بنا ؟
قلت ظنها بفعل رجل كريم يأمره اثنان كرمه ودينه


فقال عمرو : أبلغيها أن نبينا علية السلام
قال ( استوصوا بالقبط خيرا فأن لهم فيكم صهرا وذمة )
وأعلميها إننا لسنا على غارة نغيرها بل على نفوس نغيرها

قالت أرمانوسة فصفيه لي يا مارية ؟


قالت مارية : كان آتيا في جماعة من فرسانه على خيولهم العراب كأنها شياطين
تحمل شياطين من جنس آخر فلما صار بحيث أتبينه أومأ إليه الترجمان وهو
وردان مولاة فنظرت فإذا هو على فرس كميت أحمّ لم يخلص للأسود ولا للأحمر


فقطعت ارمانوسه عليها وقالت : ما سألتك عن صفة جواده


قالت مارية : أما سلاحه ..


قالت أرمانوسة : ولا سلاحه صفيه كيف رأيتِه هو


قالت مارية : رأيته قصير القامة علامة قوة وصلابة.. وافر الهامة علامة
عقل وإرادة .. أدعج العينين ........


فضحكت أرمانوسة وقالت : علامة ماذا ؟


قالت مارية : أبلج يشرق وجهه كأن فيه لألاء الذهب على الضوء.. اجتمعت
فيه القوة حتى لتكاد عيناه تأمران بنظرهما أمرا .. داهية كتب دهاؤه على جبهته
العريضة يجعل فيها معنى يأخذ من يراه وكلما حاولت أن أتفرس في وجهه رأيت
وجهة لا يفسره إلا تكرار النظر إليه ..


وتضرجت وجنتاها فكان ذلك حديث بينها وبين عيني أرمانوسة


وقالت أرمانوسة : كذلك كل لذة لا يفسرها للنفس إلا تكرارها


فغضت مارية من طرفها وقالت هو والله ما وصفت وإني ما ملأت عيني منه وقد
كدت أنكر أنه إنسان لما اعتراني من هيبته


قالت ارمانوسه : من هيبته أم عينيه الدعجاوين...؟

رجعت بنت المقوقس إلى أبيها في صحبة قيس
فلما كانوا في الطريق وجبت صلاة الظهر , فنزل قيس يصلي بمن معه والفتاتان
تنظران , فلما صاحوا : " الله اكبر"
ارتعش قلب مارية وسألت الراهب ( شطا )
ماذا يقولون ؟
قال الراهب ( شطا ) : أن هذه كلمة يدخلون بها في صلاتهم , كأنما يخاطبون بها
الزمن أنهم الساعة في وقت ليس منه ولا من دنياهم , وكأنهم يعلنون أنهم بين يدي
من هو أكبر من الوجود , فإذا أعلنوا انصرافهم عن الوقت ونزاع الوقت وشهوات
الوقت فذلك هو دخولهم في الصلاة , كـأنهم يمحون الدنيا من النفس ساعة
أو بعض ساعة

قالت مارية: ما أجمل هذه الفطرة ! لقد تعبت الكتب لتجعل أهل الدنيا يستقرون
ساعة في سكينة الله عليهم فما أفلحت

قال الراهب شطا: ولكن هؤلاء المسلمين متى فتحت عليهم الدنيا وافتتنوا
بها وانغمسوا فيها, فستكون هذه الصلاة بعينها ليس فيها ذلك الخشوع

قالت مارية: وهل تفتح عليهم الدنيا, وهل لهم قواد كثيرون كعمرو ؟
قال الراهب ( شطا ): كيف لا تفتح الدنيا على قوم لا يحاربون الأمم بل
يحاربون ما فيها من الظلم والكفر والرذيلة

قالت مارية: والله لكأننا ثلاثتنا على دين عمرو....
وانتهى قيس من الصلاة وأقبل يترحل
فلما حاذى مارية وكانت ما تزال في أحلام قلبها

قالت مارية : للراهب شطا: سله: ما أربهم من هذه الحرب, وهل في سياستهم
أن يكون القائد الذي يفتح بلدا حاكما على هذه البلد.... ؟ واسأله كيف يصنع
( عمرو) بهذه القلة التي معه والروم لا يحصى لها عدد؟
وأساله إذا اخفق عمرو فمن عسى أن يستبدلوه منه ؟
وهل هو أكبر قوادهم ؟
أو فيهم من هو اكبر منه ؟

ولكن قيس أسرع دونما أن يجيبها وكأن لسان حاله يقول : لسنا في هذا


وفتحت مصر صلحا بين عمر والقبط، وولى الروم مصعدين إلى الإسكندرية ,
وكانت مارية في ذلك تستقريء وتسأل عن أخبار الفاتح عمرو
وتطوف منها على أطلال من شخص بعيد ,
وقد كان عمرو من نفسها كمملكة الحصينة من فاتح لا يملك إلا حبة أن يأخذها ,
وجعلت تذوي وشحب لونها وبدأت تنظر نظرة التائهة :
وبان عليها أثر الروح الظمأى ,
وأحاطها اليأس بجوه الذي يحرق الدم
وبدأت مجروحة المعاني إذ كان يتقاتل في نفسها الشعوران العدوّان
شعور أنها عاشقة( لعمرو ) , وشعور أنها يائسة !
ورق لها قلب أرمانوسة , وكانت هي تتعلق فتى رومانيا أيضا :
فسهرتا ذات ليلة تديران الرأي في رسالة تحملها مارية من قبلها إلى عمرو كي
تصل إليه , فإذا وصلت بلغت بعينها رسالة نفسها
واستقر الأمر أن يكون مضمون ألرسالة السؤال عن مارية القبطية وخبرها
ونسلها وما يتعلق بها مما يطول الأخبار به إذا كان السؤال من امرأة عن امرأة
فلما أصبحتا وقبل الشروع بكتابة الرسالة
وقع إليها أن عمرو قد سار إلى الإسكندرية لقتال الروم ,
وشاع خبر عن عمرو هزَّ من مارية الوجدان وأصاب منها مقتل
أن عمرو لما أمر بفسطاطه أن يقوّض أصابوا يمامة قد باضت في أعلاه ,
فأخبروه فقال ( قد تحرّمت في جوارنا , أقروا الفسطاط حتى تطير فراخها فأقروه )
ولم يمض غير طويل حتى قضت مارية نحبها قبل إن تكتحل عينها برؤية عمرو

حفظت أرمانوسة عن مارية هذا الشعر الرفيع الذي يفيض عذوبة ورقة بالرغم
من أنه لا يندرج تحت مسمى الشعر لا وزنا ولا قافية
لكن الإيقاع المدهش والروح الشعرية المتوهجة يسلكه إلى مصاف القصائد
الشعرية المتميزة
وقد أسمته .. نشيد اليمامة

على فسطاط الأمير يمامة جاثمة تحضن بيضها
تركها الأمير تصنع الحياة وذهب يصنع الموت
هي كأسعد امرأة ترى وتلمس أحلامها
إن سعادة المرأة أولها وأخرها بعض حقائق صغيرة كهذا البيض


على فسطاط الأمير يمامة جاثمة تحضن بيضها
لو سئلت عن البيض لقالت: هذا كنزي
هي كأهنأ امرأة, ملكت ملكها من الحياة ولم تفتقر
هل أكلف الوجود شيئا كثيرا إذا كلفته رجلا واحدا أحبه


على فسطاط الأمير يمامة جاثمة تحضن بيضها
الشمس والقمر والنجوم
كلها أصغر في عينها من هذا البيض
هي .. كأرق امرأة , عرفت الرقة مرتين
في الحب , والولادة
هل أكلف الوجود شيئا كثيرا إذا أردت إن أكون كهذه اليمامة !


على فسطاط الأمير يمامة جاثمة تحضن بيضها
تقول اليمامة : إن الوجود يجب إن يرى بلونين في عين الأنثى
مرة حبيبا كبيرا في رجلها
ومرة حبيبا صغيرا في أولادها
كل شيء خاضع لقانونه , والأنثى لا تريد أن تخضع إلا لقانونها


أيتها اليمامة , لم تعرفي الأمير وترك لك فسطاطه !
هكذا الحظ : عدل مضاعف في ناحية , وظلم مضاعف في ناحية أخرى
احمدي الله أيتها اليمامة , أن ليس عندكم لغات وأديان
عندكم فقط الحب والطبيعة والحياة


على فسطاط الأمير يمامة جاثمة تحضن بيضها
يمامة سعيدة , ستكون في التاريخ كهدهد سليمان
نسب الهدهد إلى سليمان , وستـنـسب اليمامة إلى عمرو
واهاً .. لك يا عمرو !
ما ضرّ لو عرفت اليمامة الأخرى .... !

النهاية ..

شكري وتقديري
07-10-2008, 02:26 AM
سوف ابدأ و الله المسهّل

قصة اليمامتان التي أوردها مصطفى صادق الرافعي في وحي القلم

جاء في تاريخ الواقدي أن المقوقس عظيم القبط في مصر زوّج بنته
أرمانوسة من قسطنطين بن هرقل وجهزها بأموالها حشما لتسير إليه
حتى يبنى عليها في مدينة قيسارية فخرجت إلى بلبيس (محافظة الشرقية
في مصر حاليا) وأقامت بها وجاء عمرو بن العاص إلى بلبيس،
فحاصرها حصارا شديدا وقتل من بها وقتل منهم زهاء ألف فارس وانهزم
من بقي إلا المقوقس وأخذت أرمانوسة وجميع مالها وأخذ كل ما كان
للقبط في بلبيس فأحب عمرو بن العاص ملاطفة المقوقس فسير إليه ابنته
مكرمه في جميع مالها مع قيس بن أبي العاص السهمي فسر بقدومها
وكانت لأرمانوسة وصيفة مولدة تسمى مارية ذات جمال ودلال وكانت
مارية هذه تعتنق الديانة المسيحية وقد اتخذها المقوقس وصيفة لابنته
وهو كان واليا وبطريركا على مصر من قبل هرقل وكان من عجائب صنع
الله إن الفتح الإسلامي جاء في عهده فجعل قلب هذا الرجل مفتاح القفل القبطي

ولما نزل عمرو ( رضي الله عنه ) بجيشه على بلبيس جزعت مارية جزعا
شديدا إذ كان الروم قد ارجفوا أن هؤلاء العرب قوم جياع ينفضهم الجدب على
البلاد نفض الرمال على الأعين في الريح العاصف وأنهم جراد إنساني لا يغزو
إلا لبطنه وأنهم أغلاظ الأكباد كالإبل التي يمتطونها وأن النساء عندهم كالدواب
يرتبطن على خسف وأنهم لا عهد لهم ولا وفاء , ثقلت مطامعهم وخفت أمانتهم
وأن قائدهم عمرو بن العاص كان جزارا بالجاهلية فما تدعه روح الجزار
ولا طبيعته وقد جاء بأربعة ألاف سالخ من أخلاط الناس وشذاذهم لا أربعة ألاف
مقاتل من جيش له نظام هذا ماكان يرجفونه الروم في قلوبهم , وتوهمت مارية
أوهامها وكانت شاعرة قد درست هي وأرمانوسة أدب اليونان وفلسفتهم وكان
لها خيال مشبوب متوقد يشعرها كل عاطفة أكبر مما هي ويضاعف الأشياء في
نفسها وينزع إلى طبيعتة المؤنثة فيبالغ في تهويل الحزن خاصة ويجعل من بعض
الألفاظ وقودا على الدم
ومن ذلك أستطير قلب مارية وأفزعتها الوساوس فجعلت تندب نفسها وصنعت
في ذلك شعرا هذه ترجمته

جاءكـ أربعة ألاف جزار أيتها الشاة المسكــينة

ستذوق كل شعرة منك الم الذبح قبل أن تذبحي

جاءكـ أربعة آلاف خاطف أيتها العذراء المسكينة

ستموتين أربعة آلاف ميتة قبل الموت !

يا إلهي قوّ هذه العذراء لتتزوج الموت قبل أن يتزوجها العربي


وذهبت تتلو شعرها على أرمانوسة في صوت حزين يتوجع فضحكت أرمانوسة

وقالت : أنتي واهمة يا مارية أنسيت أن أبي قد أهدى إلى نبيهم بنت من قبيلتنا
( تقصد مارية القبطية ) فكانت عنده في مملكة بعضها السماء وبعضها القلب
لقد اخبرني أبي أنها قالت له أن هؤلاء المسلمين هم العقل الجديد الذي سيضع
في العالم تميزه بين الحق والباطل وأن نبيهم أطهر من السحابة في سمائها
وإنهم جميعا ينبعثون من حدود دينهم وفضائلة لامن حدود أنفسهم وشهواتها
وإذا سلوا السيف سلوه بقانون وإذا اغمدوه اغمدوه بقانون وقالت عن
النساء: لأن تخاف المرآة على عفتها من أبيها أقرب من أن تخاف عليها من
أصحاب هذا النبي فإنهم جميعا في واجبات القلب وواجبات العقل ويكاد الضمير
الإسلامي في الرجل منهم يكون حاملا سلاحا يضرب صاحبة إذا همّ بمخالفته ,
وقال أبي: أن هذا الدين سيندفع بأخلاقه في العالم اندفاع العصارة الحية في الشجرة
الجرداء طبيعة تعمل في طبيعة فليس يمضي غير بعيد حتى تخضر الدنيا وترمي ظلالها

فاستروحت مارية واطمأنت باطمئنان أرمانوسة


وقالت مارية : فلا ضير علينا إذا فتحوا البلد ولا يكون ما نستضر به ؟

قالت أرمانوسة : لا ضير يا مارية ولا يكون ما نحب لأنفسنا فالمسلمون ليسوا
كهؤلاء العلوج من الروم , أنهم يفهمون متاع الدنيا بفكرة الحرص عليه والحاجة
إلى حلاله وحرامه ويفهمون متاع الدنيا بفكرة الاستغناء عنه والتميز بين حلاله
وحرامه فهم الإنسانيون الرحماء المتعففون

قالت مارية : إن هذا لعجيب ! فقد مات سقراط وةأفلاطون وأرسطو وغيرهم
من الفلاسفة الحكماء وما استطاعوا أن يؤدبوا بحكمتهم وفلسفتهم إلا الكتب
التي كتبوها ! فلم يخرجوا للدنيا جماعة تامة الإنسانية فضلا عن أمة ، فكيف
استطاع نبيهم الأمي أن يخرج هذه الأمة ؟

قالت أرمانوسة : إن ظهور الحقيقة من هذا الرجل الأمّي هو تنبيه إلى الحقيقة
بنفسها ، وبرهان قاطع أنها في مظهرها الإلهي
قالت مارية : إذا كانت هذه الأمة الإسلامية كما قلت منبعثة هذا الانبعاث ليس
فيها إلا الشعور بذاتيتها العالية فما بعد ذلك دليل أن الدين هو شعور الإنسان
بسمو ذاتيته ، وهذه نهاية النهايات في الفلسفة والحكمة
قالت أرمانوسة : وما بعد ذلك دليل أنكـ تتهيئين أن تكوني مسلمة يا مارية !


فاستضحكتا معا

قال الراوي : وانهزم الروم عن بلبيس وارتدوا إلى المقوقس وكانت كلمات أرمانوسة
في مارية سكنت فكرها وتمددت فيه طيلة مدة الحصار الذي بلغ نحو شهر
ومن طبيعة الكلام إذا أثــّر في النفس أن ينتظم في مثل الحقائق الصغيرة التي تلقى
للحفظ فكان كلام أرمانوسة قد اعتمل في عقل مارية
فلما أراد عمرو بن العاص توجيه أرمانوسة إلى أبيها وانتهى ذلك إلى مارية

قالت لها مارية : لا يجمل بمن كانت مثلك يا أرمانوسة في شرفها وعقلها أن تكون
كالأخيذة تتوجه حيث يسار بها والرأي أن تبدئي هذا القائد قبل أن يبدأك فأرسلي إليه
فأعلميه أنكِ راجعة إلى أبيك واسأليه أن يصحبك بعض رجاله فتكوني الآمرة حتى
وأنتي واقعة في الأسر وتصنعي صنع بنات الملوك


قالت أرمانوسة : فلا أجد لذلك خيرا منك في لسانك ودهائك
فاذهبي إليه من قبلي وسيصحبك الراهب ( شطا ) وخذي معك كوكبه من فرساننا


قالت مارية : وهي تقص على سيدتها بعد أن أدّت الرسالة ورجعت من عند عمرو
( رضي الله عنه ): لقد أديت رسالتك يا أرمانوسة .. وقد قال لي عمرو كيف ظن
سيدتك بنا ؟
قلت ظنها بفعل رجل كريم يأمره اثنان كرمه ودينه


فقال عمرو : أبلغيها أن نبينا علية السلام
قال ( استوصوا بالقبط خيرا فأن لهم فيكم صهرا وذمة )
وأعلميها إننا لسنا على غارة نغيرها بل على نفوس نغيرها

قالت أرمانوسة فصفيه لي يا مارية ؟


قالت مارية : كان آتيا في جماعة من فرسانه على خيولهم العراب كأنها شياطين
تحمل شياطين من جنس آخر فلما صار بحيث أتبينه أومأ إليه الترجمان وهو
وردان مولاة فنظرت فإذا هو على فرس كميت أحمّ لم يخلص للأسود ولا للأحمر


فقطعت ارمانوسه عليها وقالت : ما سألتك عن صفة جواده


قالت مارية : أما سلاحه ..


قالت أرمانوسة : ولا سلاحه صفيه كيف رأيتِه هو


قالت مارية : رأيته قصير القامة علامة قوة وصلابة.. وافر الهامة علامة
عقل وإرادة .. أدعج العينين ........


فضحكت أرمانوسة وقالت : علامة ماذا ؟


قالت مارية : أبلج يشرق وجهه كأن فيه لألاء الذهب على الضوء.. اجتمعت
فيه القوة حتى لتكاد عيناه تأمران بنظرهما أمرا .. داهية كتب دهاؤه على جبهته
العريضة يجعل فيها معنى يأخذ من يراه وكلما حاولت أن أتفرس في وجهه رأيت
وجهة لا يفسره إلا تكرار النظر إليه ..


وتضرجت وجنتاها فكان ذلك حديث بينها وبين عيني أرمانوسة


وقالت أرمانوسة : كذلك كل لذة لا يفسرها للنفس إلا تكرارها


فغضت مارية من طرفها وقالت هو والله ما وصفت وإني ما ملأت عيني منه وقد
كدت أنكر أنه إنسان لما اعتراني من هيبته


قالت ارمانوسه : من هيبته أم عينيه الدعجاوين...؟

رجعت بنت المقوقس إلى أبيها في صحبة قيس
فلما كانوا في الطريق وجبت صلاة الظهر , فنزل قيس يصلي بمن معه والفتاتان
تنظران , فلما صاحوا : " الله اكبر"
ارتعش قلب مارية وسألت الراهب ( شطا )
ماذا يقولون ؟
قال الراهب ( شطا ) : أن هذه كلمة يدخلون بها في صلاتهم , كأنما يخاطبون بها
الزمن أنهم الساعة في وقت ليس منه ولا من دنياهم , وكأنهم يعلنون أنهم بين يدي
من هو أكبر من الوجود , فإذا أعلنوا انصرافهم عن الوقت ونزاع الوقت وشهوات
الوقت فذلك هو دخولهم في الصلاة , كـأنهم يمحون الدنيا من النفس ساعة
أو بعض ساعة

قالت مارية: ما أجمل هذه الفطرة ! لقد تعبت الكتب لتجعل أهل الدنيا يستقرون
ساعة في سكينة الله عليهم فما أفلحت

قال الراهب شطا: ولكن هؤلاء المسلمين متى فتحت عليهم الدنيا وافتتنوا
بها وانغمسوا فيها, فستكون هذه الصلاة بعينها ليس فيها ذلك الخشوع

قالت مارية: وهل تفتح عليهم الدنيا, وهل لهم قواد كثيرون كعمرو ؟
قال الراهب ( شطا ): كيف لا تفتح الدنيا على قوم لا يحاربون الأمم بل
يحاربون ما فيها من الظلم والكفر والرذيلة

قالت مارية: والله لكأننا ثلاثتنا على دين عمرو....
وانتهى قيس من الصلاة وأقبل يترحل
فلما حاذى مارية وكانت ما تزال في أحلام قلبها

قالت مارية : للراهب شطا: سله: ما أربهم من هذه الحرب, وهل في سياستهم
أن يكون القائد الذي يفتح بلدا حاكما على هذه البلد.... ؟ واسأله كيف يصنع
( عمرو) بهذه القلة التي معه والروم لا يحصى لها عدد؟
وأساله إذا اخفق عمرو فمن عسى أن يستبدلوه منه ؟
وهل هو أكبر قوادهم ؟
أو فيهم من هو اكبر منه ؟

ولكن قيس أسرع دونما أن يجيبها وكأن لسان حاله يقول : لسنا في هذا


وفتحت مصر صلحا بين عمر والقبط، وولى الروم مصعدين إلى الإسكندرية ,
وكانت مارية في ذلك تستقريء وتسأل عن أخبار الفاتح عمرو
وتطوف منها على أطلال من شخص بعيد ,
وقد كان عمرو من نفسها كمملكة الحصينة من فاتح لا يملك إلا حبة أن يأخذها ,
وجعلت تذوي وشحب لونها وبدأت تنظر نظرة التائهة :
وبان عليها أثر الروح الظمأى ,
وأحاطها اليأس بجوه الذي يحرق الدم
وبدأت مجروحة المعاني إذ كان يتقاتل في نفسها الشعوران العدوّان
شعور أنها عاشقة( لعمرو ) , وشعور أنها يائسة !
ورق لها قلب أرمانوسة , وكانت هي تتعلق فتى رومانيا أيضا :
فسهرتا ذات ليلة تديران الرأي في رسالة تحملها مارية من قبلها إلى عمرو كي
تصل إليه , فإذا وصلت بلغت بعينها رسالة نفسها
واستقر الأمر أن يكون مضمون ألرسالة السؤال عن مارية القبطية وخبرها
ونسلها وما يتعلق بها مما يطول الأخبار به إذا كان السؤال من امرأة عن امرأة
فلما أصبحتا وقبل الشروع بكتابة الرسالة
وقع إليها أن عمرو قد سار إلى الإسكندرية لقتال الروم ,
وشاع خبر عن عمرو هزَّ من مارية الوجدان وأصاب منها مقتل
أن عمرو لما أمر بفسطاطه أن يقوّض أصابوا يمامة قد باضت في أعلاه ,
فأخبروه فقال ( قد تحرّمت في جوارنا , أقروا الفسطاط حتى تطير فراخها فأقروه )
ولم يمض غير طويل حتى قضت مارية نحبها قبل إن تكتحل عينها برؤية عمرو

حفظت أرمانوسة عن مارية هذا الشعر الرفيع الذي يفيض عذوبة ورقة بالرغم
من أنه لا يندرج تحت مسمى الشعر لا وزنا ولا قافية
لكن الإيقاع المدهش والروح الشعرية المتوهجة يسلكه إلى مصاف القصائد
الشعرية المتميزة
وقد أسمته .. نشيد اليمامة

على فسطاط الأمير يمامة جاثمة تحضن بيضها
تركها الأمير تصنع الحياة وذهب يصنع الموت
هي كأسعد امرأة ترى وتلمس أحلامها
إن سعادة المرأة أولها وأخرها بعض حقائق صغيرة كهذا البيض


على فسطاط الأمير يمامة جاثمة تحضن بيضها
لو سئلت عن البيض لقالت: هذا كنزي
هي كأهنأ امرأة, ملكت ملكها من الحياة ولم تفتقر
هل أكلف الوجود شيئا كثيرا إذا كلفته رجلا واحدا أحبه


على فسطاط الأمير يمامة جاثمة تحضن بيضها
الشمس والقمر والنجوم
كلها أصغر في عينها من هذا البيض
هي .. كأرق امرأة , عرفت الرقة مرتين
في الحب , والولادة
هل أكلف الوجود شيئا كثيرا إذا أردت إن أكون كهذه اليمامة !


على فسطاط الأمير يمامة جاثمة تحضن بيضها
تقول اليمامة : إن الوجود يجب إن يرى بلونين في عين الأنثى
مرة حبيبا كبيرا في رجلها
ومرة حبيبا صغيرا في أولادها
كل شيء خاضع لقانونه , والأنثى لا تريد أن تخضع إلا لقانونها


أيتها اليمامة , لم تعرفي الأمير وترك لك فسطاطه !
هكذا الحظ : عدل مضاعف في ناحية , وظلم مضاعف في ناحية أخرى
احمدي الله أيتها اليمامة , أن ليس عندكم لغات وأديان
عندكم فقط الحب والطبيعة والحياة


على فسطاط الأمير يمامة جاثمة تحضن بيضها
يمامة سعيدة , ستكون في التاريخ كهدهد سليمان
نسب الهدهد إلى سليمان , وستـنـسب اليمامة إلى عمرو
واهاً .. لك يا عمرو !
ما ضرّ لو عرفت اليمامة الأخرى .... !

النهاية ..

إستهلال قوي

تقبل شكري وتقديري

شكري وتقديري
07-10-2008, 02:52 AM
لكتاب البخلاء أهمية علمية حيث يكشف لنا عن نفوس

البشر وطبائعهم وسلوكهم علاوة على احتوائه على العديد من أسماء الأعلام والمشاهير

والمغمورين وكذلك أسماء البلدان والأماكن وصفات أهلها والعديد من أبيات الشعر والأحاديث

والآثار فالكتاب موسوعة علمية أدبية اجتماعية جغرافية تاريخية.

نماذج من محتوى الكتاب:



ديكة مرو البخيلة:

قال ثمامة: لم أر الديك في بلدة قط إلا وهو لافظ، يأخذ الحبة بمنقاره، ثم يلفظها قدام الدجاجة،

إلا ديكة مرو، فإني رأيت ديكة مرو تسلب الدجاج ما في مناقيرها من الحب .



طفل مرو البخيل:

عندما سمع أحمد بن رشيد حديث ديكة مرو البخيلة من ثمامة قال: كنت عند شيخ من أهل مرو.

وصبي له صغير يلعب بين يديه، فقلت له: إما عابثاً وإما ممتحناً: أطعمني من خبزكم، قال: لا

تريده هو مر، فقلت: فاسقني من مائكم، قال: لا تريده هو مالح. قلت: هات لي من كذا وكذا قال:

لا تريده هو كذا وكذا. إلى أن أعددت أصنافاً كثيرة كل ذلك يمنعنيه ويبغضه إليّ فضحك أبوه

وقال: هذا من علمه ما تسمع؟




معاذة العنبرية وشاتها الاقتصادية:

قال شيخ: لم أر في وضع الأمور مواضعها وفي توفيتها غاية حقوقها، كمعاذة العنبرية. قالوا:

وما معاذة هذه؟ قال:

ـ أهدي إليها العام، ابن عم لها أضحية، فرأيتها كئبة حزينة مفكرة مطرقة، فقلت لها: مالك يا

معاذة؟ قالت: أنا امرأة أرملة، وليس لي قيم ( أي: من يقوم بأمرها )، ولا عهد لي بتدبير لحم

الأضاحي، وقد ذهب الذين كانوا يدبرونه ويقومون بحقه، وقد خفت أن يضيع بعض هذه الشاة،

ولست أعرف وضع جميع أجزائها في أماكنها، وقد علمت أن الله لم يخلق فيها ولا في غيرها

شيئاً لا منفعة فيه. ولكن المرء يعجز لا محالة. ولست أخاف من تضييع القليل إلا أنه يجر إلى

تضييع الكثير.

ـ أما القرن فالوجه فيه معروف، وهو: أن يجعل منه كالخطاف ويسمر في جذع من أجذاع

السقف فيعلق عليه الزبل ( السلة )، والكيران، وكل ما خيف عليه من الفأر والنمل والسنانير

وبنات وردان ( الصراصير )، والحيات وغير ذلك وأما المصران فإنه لأوتار المندفة، وبنا إلى

ذلك أعظم الحاجة.

وأما قحف ( العظم فوق الدماغ ) الرأس والليحان وسائر العظام فسبيله أن يكسر بعد أن يعرق،

ثم يطبخ فما ارتفع من الدسم كان للمصباح وللإدام وللعصيدة ولغير ذلك، ثم تؤخذ تلك العظام

فيوقد بها، فلم ير الناس وقوداً قط أصفى ولا أحسن لهباً منه وإذا كانت كذلك فهي أسرع للقدر

لقلة ما يخالطها من الدخان وأما الإهاب فالجلد نفسه جراب وللصوف وجوه لا تعد. وأما الفرث

( أي: الزبل ) والبحر فحطب إذا جفف عجيب.

ثم قالت: بقي الآن علينا الانتفاع بالدم، وقد علمت: أن الله عز وجل لم يحرم من الدم المسفوح

إلا أكله وشربه. وأن له مواضع يجوز فيها ولا يمنع منها وإن لم أقع على علم ذلك حتى يوضع

موضع الانتفاع به، صار كية في قلبي وقذى في عيني وهما لا يزالان يعوداني.

قال: فلم ألبث أن رأيتها قد تطلقت وتبسمت فقلت: ينبغي أن يكون قد انفتح لك باب الرأي في

الدم. قالت: أجل ذكرت أن عندي قدوراً شامية جدداً. وقد زعموا: أنه ليس شيء أزيغ ولا أزيد

في قوتها، من التلطيخ بالدم الحار الدميم، وقد استرحت الآن، إذ وقع كل شيء في موقعه.

قال: ثم لقيتها بعد ستة أشهر، فقلت لها: كيف كان قديد تلك؟ قالت: بأبي أنت! لم يجيء وقت

القديد بعد لنا في الشحم والإلية والجنوب والعظم المعرق وفي غير ذلك معاش ولكل شيء إبان.



وقيل لبخيل: قد رضيت بأن يقال: عبد الله بخيل.

قال: لا أعدمني الله هذا الاسم.

قلت: كيف؟.

قال: لا يقال فلان بخيل إلا وهو ذو مال، فسلم إلي المال، وادعني بأي اسم شئت.

شكري وتقديري
07-10-2008, 11:28 PM
من طرائف البخلاء التي وردت في كتاب البخلاء للجاحظ :

( زعم أصحابنا أن خراسانية ترافقوا في منزل ، وصبرزا على الإرتفاق بالمصباح ما أمكن

الصبر .

ثم إنهم تناهدوا تناهدوا وتخارجوا ، وأبى واحد منهم أن يعينهم ، وأن يدخل في الغرم معهم .

فكانوا إذا جاء المصباح شدّوا عينيه بمنديل ، ولا يزال ولا يزالون كذلك إلى أن يناموا ويطفئوا

المصباح ، فإذا أطفؤوه أطلقوا عينيه . )

شكري وتقديري
12-10-2008, 01:14 AM
هل يمكن تقييم الجولتين السابقتين لنقيس مدى نجاح الموضوع .

!الشايمه!
12-10-2008, 01:48 AM
دباس.......وحشتنا مواضيعج ....بقدر ما وحشتينا...:)

الجني......ياحبي لمثل هالقصص

كتاب البخلاء.......مر علي بسن 14 سنه :) عملتي رفرش لذاكرتي

فهل من مزيد.....

تحية لكم

شكري وتقديري
12-10-2008, 01:52 AM
دباس.......وحشتنا مواضيعج ....بقدر ما وحشتينا...:)

الجني......ياحبي لمثل هالقصص

كتاب البخلاء.......مر علي بسن 14 سنه :) عملتي رفرش لذاكرتي

فهل من مزيد.....

تحية لكم

وتحية وتقدير لك على مرورك ومشاعرك الطيبة

ما شاء الله هل قرأت كتاب البخلاء في سن الرابع عشر ؟؟؟؟

أتمنى أن تنقلي تجربتك هذه لشباب اليوم الذين لا يقرأون وإن قرأوا تغربوا .

شكري وتقديري
21-10-2008, 10:30 PM
هل لكم في جولة في كتاب : كليلة ودمنة ؟؟؟

عاشق الشهادة
21-10-2008, 10:32 PM
هل لكم في جولة في كتاب : كليلة ودمنة ؟؟؟




السلام عليج اختي الفاضله ,,,

انا لي في الف ليله وليله ؟؟

شكري وتقديري
21-10-2008, 10:38 PM
السلام عليج اختي الفاضله ,,,

انا لي في الف ليله وليله ؟؟

وعليكم السلام والرحمة

ممكن ولكني لدي تحفظ على بعض ما ورد في ألف ليلة وليلة .