مغروور قطر
08-10-2008, 01:57 AM
الكساد العظيم من الشرق إلى الغرب
خسارة بورصات الخليج 280 مليار دولار منذ أول سبتمبر
عواصم – القبس، وكالات، الاسواق نت:
استمرت الضغوط على اسواق الاسهم في دول الخليج لليوم الثالث على التوالي امس، وتشير الارقام الاولية الى ان خسائر بورصات المنطقة منذ اندلاع الازمة الكبرى اول سبتمبر تخطت حتى أمس الـ 280 مليار دولار، ففي الايام الثلاثة الماضية وحدها خسرت البورصات السبع الخليجية 120 مليار دولار.
وقد هوى المؤشر السعودي لبورصة تداول امس 7,03%، وكان اكبر الخاسرين في الخليج بورصة مسقط، التي تراجعت 7,2%، في حين تراجعت دبي 5,14%، وسوق أبوظبي 4,5%. واعترفت السعودية امس بأنها تواجه مشاكل في ادارة السيولة والسيطرة على التضخم في وقت واحد، ولكنها أضافت أنها ربما تخفض سعر الفائدة القياسي على القروض اذا اقتنعت بأن النظام المالي يفتقر الى السيولة.
وصرح فادي العجاجي الاقتصادي بمؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي) لـ «رويترز» بأن ثمة مشكلة في ادارة السيولة وتحديد مدى كفايتها، وأضاف ان المؤسسة ليست واثقة بشأن مدى تأثير السيولة على نسبة التضخم المرتفعة حاليا. وأضاف في محادثة هاتفية أنه اذا ما رأت الحكومة أن ثمة حاجة للتدخل ودعم السيولة، فانه لا يعتقد بأن ذلك سيجري عن طريق ضخ مباشر للسيولة، بل من خلال سعر الفائدة على الريبو والريبو العكسي وتأثيرهما على التحكم بالسيولة في النظام المصرفي وادارته.
وتابع: ان المؤسسة ستتدخل حين تقتنع بوجود حاجة الى السيولة، وان هذا التحرك لن يؤثر على نسبة التضخم. ولم تخفض المملكة سعر الفائدة على الريبو منذ فبراير 2007، ويبلغ حاليا 5.5 في المائة.
وخفضت المملكة سعر الريبو العكسي في الاونة الاخيرة بدلا من سعر الريبو، لتفادي رفع نسبة التضخم نتيجة الاقتداء بتحركات مجلس الاحتياطي الاتحادي الاميركي في ما يتعلق بسعر الفائدة بسبب ارتباط الريال السعودي بالدولار.
وقال العجاجي ان خسائر البورصة الفادحة تعكس القلق بشأن التأثير المحتمل للازمة المالية العالمية على الاقتصاد السعودي، الذي يعتمد الى حد كبير على النفط. وتابع ان الناس قلقون بشأن التبعات المحتملة، مضيفا أن اقتصاد المملكة اقتصاد مفتوح يتأثر بالتغيرات التي يشهدها الاقتصاد العالمي، مما يثير مخاوف المستثمرين.
بدوره، قال البنك المركزي القطري ان القطاع المالي للبلاد في امان، لكنه سيبذل كل ما في وسعه لضمان توافر سيولة كافية لدى البنوك اذا ما احتاجت لذلك.
وقال الشيخ فهد آل ثاني نائب محافظ البنك المركزي في تعليقات نشرتها وكالة الانباء الرسمية ان البنك لن يدخر وسعا لتوفير السيولة اللازمة التي تحتاج اليها البنوك اذا اقتضى الامر ذلك.
وقال ان الوضع المالي للبنوك في قطر مستقر وآمن.
دموع وتحسر
وبالعودة الى اسواق الاسهم امس، انهمرت دموع مستثمرين في دبي تعبيراً عن حسرتهم على ضياع الجزء الاكبر من اموالهم مع استمرار الخسائر الحادة في سوق الاسهم، لجلسة التداول الثالثة، ومنذ العودة من عطلة عيد الفطر المبارك.
ورغم تماسك السوق نسبياً مطلع التداولات بدعم من السهم القيادي «إعمار» الا انه سرعان ما انهار من جديد عقب افتتاح بورصتي مصر والسعودية على خسائر حادة بلغت في الاولى 17% و7% في الثانية، اذ عكس «إعمار» اتجاهه الصاعد في التداولات الاولية لينزلق الى اسفل بمستوى 6 دراهم لاول مرة منذ نحو 4 سنوات، ويجرّ معه عدداً من الاسهم القيادية لخسائر اكثر فداحة.
وبلغت خسائر الاسهم الاماراتية المدرجة في سوقي دبي وابوظبي معاً امس 27 مليار درهم (الدولار يساوي 3.67 دراهم)، لترتفع خسائرها الاجمالية منذ مطلع الاسبوع الى نحو 102 مليار درهم، في 3 جلسات فقط، ومع تواصل الخسائر المؤلمة سواء في دبي او في ابوظبي، تصاعدت وتيرة المطالبات بضرورة تدخل الحكومة بشكل مباشر للحفاظ على اموال المتعاملين التي تتبخر امام اعينهم، وقال الرئيس التنفيذي لـ«شعاع» للاوراق المالية محمد علي ياسين ان المحافظ والشركات الاجنبية تقوم بتصفية مواقعها في جميع الاسواق، وذلك لتغطية مواقعها الاستثمارية في بلدانها الاصلية، التي تتعرض لأزمة مالية طاحنة، الامر الذي دفع بعض المستثمرين الى تسييل محافظهم ايضا لشعورهم بتهاوي السوق، خصوصاً بعد انباء عن انخفاض السوق السعودي 10% في بداية افتتاحه بعد اجازة عيد الفطر المبارك، واكد ياسين بحسب جريدة البيان الاماراتية، ان الوقت قد حان لتدخل الجهات الحكومية والصناديق لضخ سيولة في البنوك واسواق المال حفاظاً على النظام المالي وضمان دورة عجلة الاقتصاد المحلي، مشيرا الى ان قرار المركزي الاخير بضخ 50 مليار درهم (الدولار يساوي 3.67 دراهم) جاء في هذا الاطار ليحافظ على نسبة الاقراض بين البنوك والتي تراجعت بشكل كبير اخيراً.
خسائر في مسقط
وفي مسقط، تعمقت جراح المستثمرين في سوق الأسهم مع تراكم الخسائر الفادحة، إذ هوت بأكثر من 560 نقطة في استمرار لانعكاس مباشر للقلق العالمي من أزمة الائتمان الاميركية التي تزحف نحو أوروبا وآسيا.
وقد تراجع مؤشر مسقط 30 إلى مستويات ما قبل 14 شهرا، وهبط إلى 7141 نقطة بعد أن مني بأكبر خسارة يومية في تاريخه بنسبة 7,29% تحت ضغط الانخفاض الحاد لأغلب القطاعات وسط بيع يحرك ذعرا من مقبل اسوأ، حيث تم تداول 9,5 ملايين سهم بقيمة 7,2 ملايين ريال من تنفيذ 2700 صفقة (دولار = 0,38 ريال). وجاءت الخسائر قوية في القطاعات الثلاثة، لكن مؤشر أسهم الخدمات والتأمين تعرض لنزيف أشد وهبط مؤشرها بنسبة 7,98% وخسر مؤشر المصارف والاستثمار 7,06%، وتراجعت اسهم قطاع الصناعة بنسبة 7,73%.
هلع وذعر
إلى ذلك أصيب العديد من المستثمرين القطريين أمس بحالة من الهلع والذعر مع استمرار الهبوط الحاد وغير المسبوق الذي يواجه أسعار الأسهم في بورصة الدوحة. ونظرا لأن معظم المواطنين لديهم استثمارات في الأسهم، فقد أخذت الأزمة المالية وتداعياتها على بورصة الدوحة تسيطر على المجالس القطرية، بعد أن فقدت البورصة في يومين كل ما اكتسبته ربما في أشهر.
وبالفعل، فقد هوت تعاملات بورصة الدوحة بصورة حادة منذ انطلاق أول جلسة تداول لهذا الأسبوع يوم الأحد الماضي، حيث فقدت الأسهم أكثر من 15 مليار ريال.
وفي هذا الجانب قال المستثمر وليد الخليفي: «الفنيون والمهندسون ينقبون عن النفط والغاز، ونحن أصبحنا ننقب عن اللون الأخضر وسط سيل جارف للأحمر بات يغزو شاشات التداول في بورصة الدوحة بصورة مكررة ممجوجة ومثيرة للملل وجالبة للخسائر أيضا».
وترتسم على ملامح ووجوه كثير من المستثمرين والمتعاملين في بورصة الدوحة علامات الحيرة والحسرة على ما أصاب الأسهم من مآس، وما تكبدته من خسائر لا تطاق، بل إن العديد منهم أصبح يعاني من حالة من الشرود الذهني، ويمكن ملاحظة ذلك عن كثب في أكثر من حالة في خلال جولة سريعة داخل أروقة وردهات بورصة الدوحة.
المستثمر القطري حسين المري أحد هؤلاء، يقول: «لا أخفيك أنني أصبحت أصاب في بعض الأيام بحالة من الهلوسة، لقد خسرنا الكثير،.. اللون الأحمر ذبحنا».
وطالب المري بوقف تداولات بورصة الدوحة وإغلاقها الى حين انقشاع الأزمة، قائلا: لا أجد أي سبب يدعو الى الاستمرار في فتح مبنى البورصة والاستمرار في التداولات وحضور المستثمرين في ظل هذا الانخفاض الحاد الذي يقترب من الانهيار.
وقال مستثمر آخر إنه من المفترض إعلان بورصة الدوحة وبورصات الخليج بأكملها «مناطق منكوبة»، موضحا أن تدخل الحكومات الآن في مثل هذه الظروف القاسية التي تواجهها البورصات الخليجية بات أمرا ملحا أكثر من أي وقت مضى، بل بات واجبا وطنيا لإنقاذ البورصات وانتشالها من خسائرها المتراكمة، ووقف مزيد من حالات تكبد المستثمرين للخسائر.
واضاف المستثمر ان شريحة كبيرة من المستثمرين والمتعاملين أصبحت تحجم منذ بداية الأزمة عن المجيء الى مبنى بورصة الدوحة، لأن معظم هؤلاء يخرجون عقب نهاية جلسة التداول وقد أعياهم التعب النفسي وأصيبوا بحالة لا يمكن وصفها من «وجع القلب».
خسارة بورصات الخليج 280 مليار دولار منذ أول سبتمبر
عواصم – القبس، وكالات، الاسواق نت:
استمرت الضغوط على اسواق الاسهم في دول الخليج لليوم الثالث على التوالي امس، وتشير الارقام الاولية الى ان خسائر بورصات المنطقة منذ اندلاع الازمة الكبرى اول سبتمبر تخطت حتى أمس الـ 280 مليار دولار، ففي الايام الثلاثة الماضية وحدها خسرت البورصات السبع الخليجية 120 مليار دولار.
وقد هوى المؤشر السعودي لبورصة تداول امس 7,03%، وكان اكبر الخاسرين في الخليج بورصة مسقط، التي تراجعت 7,2%، في حين تراجعت دبي 5,14%، وسوق أبوظبي 4,5%. واعترفت السعودية امس بأنها تواجه مشاكل في ادارة السيولة والسيطرة على التضخم في وقت واحد، ولكنها أضافت أنها ربما تخفض سعر الفائدة القياسي على القروض اذا اقتنعت بأن النظام المالي يفتقر الى السيولة.
وصرح فادي العجاجي الاقتصادي بمؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي) لـ «رويترز» بأن ثمة مشكلة في ادارة السيولة وتحديد مدى كفايتها، وأضاف ان المؤسسة ليست واثقة بشأن مدى تأثير السيولة على نسبة التضخم المرتفعة حاليا. وأضاف في محادثة هاتفية أنه اذا ما رأت الحكومة أن ثمة حاجة للتدخل ودعم السيولة، فانه لا يعتقد بأن ذلك سيجري عن طريق ضخ مباشر للسيولة، بل من خلال سعر الفائدة على الريبو والريبو العكسي وتأثيرهما على التحكم بالسيولة في النظام المصرفي وادارته.
وتابع: ان المؤسسة ستتدخل حين تقتنع بوجود حاجة الى السيولة، وان هذا التحرك لن يؤثر على نسبة التضخم. ولم تخفض المملكة سعر الفائدة على الريبو منذ فبراير 2007، ويبلغ حاليا 5.5 في المائة.
وخفضت المملكة سعر الريبو العكسي في الاونة الاخيرة بدلا من سعر الريبو، لتفادي رفع نسبة التضخم نتيجة الاقتداء بتحركات مجلس الاحتياطي الاتحادي الاميركي في ما يتعلق بسعر الفائدة بسبب ارتباط الريال السعودي بالدولار.
وقال العجاجي ان خسائر البورصة الفادحة تعكس القلق بشأن التأثير المحتمل للازمة المالية العالمية على الاقتصاد السعودي، الذي يعتمد الى حد كبير على النفط. وتابع ان الناس قلقون بشأن التبعات المحتملة، مضيفا أن اقتصاد المملكة اقتصاد مفتوح يتأثر بالتغيرات التي يشهدها الاقتصاد العالمي، مما يثير مخاوف المستثمرين.
بدوره، قال البنك المركزي القطري ان القطاع المالي للبلاد في امان، لكنه سيبذل كل ما في وسعه لضمان توافر سيولة كافية لدى البنوك اذا ما احتاجت لذلك.
وقال الشيخ فهد آل ثاني نائب محافظ البنك المركزي في تعليقات نشرتها وكالة الانباء الرسمية ان البنك لن يدخر وسعا لتوفير السيولة اللازمة التي تحتاج اليها البنوك اذا اقتضى الامر ذلك.
وقال ان الوضع المالي للبنوك في قطر مستقر وآمن.
دموع وتحسر
وبالعودة الى اسواق الاسهم امس، انهمرت دموع مستثمرين في دبي تعبيراً عن حسرتهم على ضياع الجزء الاكبر من اموالهم مع استمرار الخسائر الحادة في سوق الاسهم، لجلسة التداول الثالثة، ومنذ العودة من عطلة عيد الفطر المبارك.
ورغم تماسك السوق نسبياً مطلع التداولات بدعم من السهم القيادي «إعمار» الا انه سرعان ما انهار من جديد عقب افتتاح بورصتي مصر والسعودية على خسائر حادة بلغت في الاولى 17% و7% في الثانية، اذ عكس «إعمار» اتجاهه الصاعد في التداولات الاولية لينزلق الى اسفل بمستوى 6 دراهم لاول مرة منذ نحو 4 سنوات، ويجرّ معه عدداً من الاسهم القيادية لخسائر اكثر فداحة.
وبلغت خسائر الاسهم الاماراتية المدرجة في سوقي دبي وابوظبي معاً امس 27 مليار درهم (الدولار يساوي 3.67 دراهم)، لترتفع خسائرها الاجمالية منذ مطلع الاسبوع الى نحو 102 مليار درهم، في 3 جلسات فقط، ومع تواصل الخسائر المؤلمة سواء في دبي او في ابوظبي، تصاعدت وتيرة المطالبات بضرورة تدخل الحكومة بشكل مباشر للحفاظ على اموال المتعاملين التي تتبخر امام اعينهم، وقال الرئيس التنفيذي لـ«شعاع» للاوراق المالية محمد علي ياسين ان المحافظ والشركات الاجنبية تقوم بتصفية مواقعها في جميع الاسواق، وذلك لتغطية مواقعها الاستثمارية في بلدانها الاصلية، التي تتعرض لأزمة مالية طاحنة، الامر الذي دفع بعض المستثمرين الى تسييل محافظهم ايضا لشعورهم بتهاوي السوق، خصوصاً بعد انباء عن انخفاض السوق السعودي 10% في بداية افتتاحه بعد اجازة عيد الفطر المبارك، واكد ياسين بحسب جريدة البيان الاماراتية، ان الوقت قد حان لتدخل الجهات الحكومية والصناديق لضخ سيولة في البنوك واسواق المال حفاظاً على النظام المالي وضمان دورة عجلة الاقتصاد المحلي، مشيرا الى ان قرار المركزي الاخير بضخ 50 مليار درهم (الدولار يساوي 3.67 دراهم) جاء في هذا الاطار ليحافظ على نسبة الاقراض بين البنوك والتي تراجعت بشكل كبير اخيراً.
خسائر في مسقط
وفي مسقط، تعمقت جراح المستثمرين في سوق الأسهم مع تراكم الخسائر الفادحة، إذ هوت بأكثر من 560 نقطة في استمرار لانعكاس مباشر للقلق العالمي من أزمة الائتمان الاميركية التي تزحف نحو أوروبا وآسيا.
وقد تراجع مؤشر مسقط 30 إلى مستويات ما قبل 14 شهرا، وهبط إلى 7141 نقطة بعد أن مني بأكبر خسارة يومية في تاريخه بنسبة 7,29% تحت ضغط الانخفاض الحاد لأغلب القطاعات وسط بيع يحرك ذعرا من مقبل اسوأ، حيث تم تداول 9,5 ملايين سهم بقيمة 7,2 ملايين ريال من تنفيذ 2700 صفقة (دولار = 0,38 ريال). وجاءت الخسائر قوية في القطاعات الثلاثة، لكن مؤشر أسهم الخدمات والتأمين تعرض لنزيف أشد وهبط مؤشرها بنسبة 7,98% وخسر مؤشر المصارف والاستثمار 7,06%، وتراجعت اسهم قطاع الصناعة بنسبة 7,73%.
هلع وذعر
إلى ذلك أصيب العديد من المستثمرين القطريين أمس بحالة من الهلع والذعر مع استمرار الهبوط الحاد وغير المسبوق الذي يواجه أسعار الأسهم في بورصة الدوحة. ونظرا لأن معظم المواطنين لديهم استثمارات في الأسهم، فقد أخذت الأزمة المالية وتداعياتها على بورصة الدوحة تسيطر على المجالس القطرية، بعد أن فقدت البورصة في يومين كل ما اكتسبته ربما في أشهر.
وبالفعل، فقد هوت تعاملات بورصة الدوحة بصورة حادة منذ انطلاق أول جلسة تداول لهذا الأسبوع يوم الأحد الماضي، حيث فقدت الأسهم أكثر من 15 مليار ريال.
وفي هذا الجانب قال المستثمر وليد الخليفي: «الفنيون والمهندسون ينقبون عن النفط والغاز، ونحن أصبحنا ننقب عن اللون الأخضر وسط سيل جارف للأحمر بات يغزو شاشات التداول في بورصة الدوحة بصورة مكررة ممجوجة ومثيرة للملل وجالبة للخسائر أيضا».
وترتسم على ملامح ووجوه كثير من المستثمرين والمتعاملين في بورصة الدوحة علامات الحيرة والحسرة على ما أصاب الأسهم من مآس، وما تكبدته من خسائر لا تطاق، بل إن العديد منهم أصبح يعاني من حالة من الشرود الذهني، ويمكن ملاحظة ذلك عن كثب في أكثر من حالة في خلال جولة سريعة داخل أروقة وردهات بورصة الدوحة.
المستثمر القطري حسين المري أحد هؤلاء، يقول: «لا أخفيك أنني أصبحت أصاب في بعض الأيام بحالة من الهلوسة، لقد خسرنا الكثير،.. اللون الأحمر ذبحنا».
وطالب المري بوقف تداولات بورصة الدوحة وإغلاقها الى حين انقشاع الأزمة، قائلا: لا أجد أي سبب يدعو الى الاستمرار في فتح مبنى البورصة والاستمرار في التداولات وحضور المستثمرين في ظل هذا الانخفاض الحاد الذي يقترب من الانهيار.
وقال مستثمر آخر إنه من المفترض إعلان بورصة الدوحة وبورصات الخليج بأكملها «مناطق منكوبة»، موضحا أن تدخل الحكومات الآن في مثل هذه الظروف القاسية التي تواجهها البورصات الخليجية بات أمرا ملحا أكثر من أي وقت مضى، بل بات واجبا وطنيا لإنقاذ البورصات وانتشالها من خسائرها المتراكمة، ووقف مزيد من حالات تكبد المستثمرين للخسائر.
واضاف المستثمر ان شريحة كبيرة من المستثمرين والمتعاملين أصبحت تحجم منذ بداية الأزمة عن المجيء الى مبنى بورصة الدوحة، لأن معظم هؤلاء يخرجون عقب نهاية جلسة التداول وقد أعياهم التعب النفسي وأصيبوا بحالة لا يمكن وصفها من «وجع القلب».