المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصناديق السيادية ستكون أكبر الخاسرين إذا استمر الانهيار



مغروور قطر
08-10-2008, 01:58 AM
الصناديق السيادية ستكون أكبر الخاسرين إذا استمر الانهيار





بورصة نيويورك بين 1929 واليوم
بقلم: إقبال لطيف
انها بالطبع عدالة طبيعية، عندما تصبح مؤسسات مثل غولدمان ساكس ومورغان ستانلي وجي بي مورغان ضحية للازمة الحالية بعد ان كانت تمد صناديق التحوط بالاموال لتلتهم «بير ستيرنز» و«ليمان برذرز» من خلال عمليات البيع على المكشوف، كما يشبه الدولار في الوقت الحالي الذهب، ويبدو كأن الولايات المتحدة قادرة على طباعة ما تريد من الدولار والاستمرار بتقييمه، وهذا ما يتحدى منطق دوران الاموال وعرض الاموال.
ومع ترقب الصناديق السيادية الصينية والروسية والهندية وصناديق الدول العربية الغنية بالنفط التي تبلغ ثروتها جميعا 3،5 تريليونات دولار، تبدو اميركا متحفزة لتحويل الدين الى اموال نقدية.
وفي حال تتابع الانهيار المالي، لن يخسر احدهم بقدر الصناديق السيادية.
فالنظام المصرفي العالمي مترابط جداً ومعتمد على بعضه، بحيث ان اي سقوط تتعرض له الولايات المتحدة ونظريتها في مزايا الاستهلاك سيقود الى ركود في الاقتصاديات النامية.
وهذه هي قوة الاقتصاد ونهايته العالمية، التي قد تكون الضرر بعينه، وحينها لن يستطيع اي بلد الانسحاب او الهروب من هذه الكارثة وشراء ديون متعثرة.
تخيل لو انه انخفضت قيمة هذه الاصول الضخمة، ستعلن البنوك التجارية عن ان اصولها تساوي الصفر.
وهنا يمكن القول ان الوقت هو افضل علاج لمواجهة انكماش الاصول الضخمة، ومن الافضل استعادة هذه الاصول وايجاد مجال لاستثمارها ومساعدة البنوك على اعادة بناء ميزانياتها العمومية.
وبالنظر الى ما يحدث، يتراءى لنا ان ما يجري هو اكثر من مجرد ازمة ثقة، فالكثير من العلل التي تنشأ من افتقاد الثقة بين المصارف، وفي حال عودتها سيقود الامر ربما الى انتعاشها.

على قيد الحياة

فكل واحد يريد للنظام العالمي ان يبقي على قيد الحياة، ففي هذا النظام ستلتقي سعادة اولئك الذين يعتقدون انهم الآن بمنأى عن الازمة.
ودون ادنى شك، ازمة تمويل الافراد هي الجذر الاساسي للمشكلة الآن في الاسواق المالية العالمية، وهذه هي العنصر الضارب الذي لحقت اضراره بالكثير من المؤسسات، اذ اصبح الجميع يتفادى الاستثمار في تلك الاصول المصرفية.
ولا يمكن القاء اللوم على هذه المصارف التي اعطت قروضا عقارية لافراد ليست لديهم قدرة على سداد الدين، وهو ما يطلق عليهم في الغرب «نينجا» اي الذين ليست لديهم وظائف ولا دخل، وما جرى يعتبر تعبيرا عن الرأسمالية وعن الجشع في النظام المصرفي العالمي.
واصبحت نتائج هذه الرهونات «بالغة العبقرية» التي صنفتها وكالات التصنيف العالمية بشكل مثير للسخرية «استثمارات ذات درجة عالية» تتعقب المصارف.
والمشكلة الاكبر التي يجب ان تواجهها المصارف هي عمليات شطب الديون بشكل عاجل.
وربما كانت المؤسسات والنظام بحاجة الى شيء من الارتياح من الأسواق ذات الفعالية العالية والتي تتراوح ما بين المعايير المحاسبية الى الوصول بدرجة أكبر إلى المتعاملين بالبيع على المكشوف.

الوهم والرأسمالية

في اشارة خفية يقال ان الرأسمالية وفرت ببساطة ملجأ للعالم المثقل بالمتاعب. اذا لم اكن مخطئاً هذا ما تحدث عنه كارل ماركس.
والعقاب الرادع الذي وقع على المساهمين بتلك المصارف نتج عنه خسارة معظم اموالهم وسمعتهم. ومع خطة الانقاذ هذه نعطيهم فرصة لاعادة بناء مساكن لأولئك الذين لم يكن بمقدورهم اصلا الحصول على منزل. وهذا ينطوي على شيء ايجابي. لكن دفعهم اكثر في هذا المأزق يعني تأميم معظم هذه المؤسسات.
ومن لديه ذرة عقل ليصدق ان جيربي مورغان، ومورغان ستانلي، او غولدمان ساكس المؤممة تحت اشراف وزارة الخزانة ستكون آخر ما توصلنا اليه في عالم الصفقات.
ان الوهم والتوسع الكبير في التقييمات مظهر واضح لجشع البشر بدءا من ازمة التوليب وصولا الى فقاعة الانترنت، انتهاء بأزمة تمويل الافراد التي تظهر اللامبالاة بالتقييمات العاقلة.
فعندما تصبح عمليات التقييم حسابية وفرضية جدا، يجب التوقف عن التعامل بها.
لكن هذا ما لم نقم به، اذ ادركنا اخيرا ان ادانة هؤلاء المصرفيين واعتبارهم جشعين امر رائع. مع ذلك، يجب ان تساعدنا الاوهام والكوارث التي حلت في إعدادنا بشكل افضل نحو الازمات المستقبلية. ومما لا شك فيه ان مثل هذا الألم الجديد الذي اصاب المصرفيين سوف يقدم قدرا محددا من الرضا. لكن الدرس الواضح الآن هو ان هذه الازمة اظهرت انه لا يمكننا تحمل الانفصال والانقسام عن بقية العالم. ففي ازدهار الولايات المتحدة يسود ازدهار الصين.