Golden_men
09-10-2008, 12:45 AM
شاب من البرازيل تحدى الصعاب وتسلق اعلى قمة في افريقية وثبت علم قطر الخير عليها وينوي تثبيت اكبر علم على القطب الجنوبي ليدون اسم قطر في كتاب غينيس لكن هذا المغامر لم يلقى الدعم من اي جهة كانت رغم أنه يرفع في علم قطر الخير عاليا ليرفرف فوق الرؤوس
بعد رفعه فوق قمة كلمنجارو المغامر فرناندو يطمح لتثبيت علم قطر في القطب الجنوبي
الدوحة - ياسين بن لمنور
لا يتعدى عمره 35 سنة، عاش متنقلاً بين 9 بلدان أوروبية، لكنه مكث بقطر 9 سنوات، وتعلق بأرضها الطيبة وبشعبها المضياف، أراد أن يرد الجميل، لكن بطريقته الخاصة.
اهتدى لفكرة تسلق القمم السبع الأعلى في العالم، وتثبيت علم قطر عند كل قمة، لم يثنه في ذلك لا غياب التمويل والرعاية ولا مرض والدته.
حضّر ما يلزمه من معدات ونحوها، وأقلع عن التدخين، وتمكن في الـثامن من أغسطس تثبيت علم قطر فوق قمة كلمنجارو الأفريقية.
وبعد أول مغامرة ناجحة، فضَّل المغامر «البرازيلولبناني» فرناندو دي غواما، أن ينقل كل شيء عنها للقراء عبر صحيفة «العرب» التي زارها في أمسية رمضانية وكله عزم على الانطلاق في مغامرة ثانية لتثبيت علم قطر في القطب الجنوبي.
كيف كانت المغامرة؟
المغامرة كانت على مدة 9 أيام بدأنا بكعب كلمنجارو بمنطقة أروشا وصعدنا من أروشا إلى جبل كلمنجارو من طريق اسمه الشيرة وهي منطقة بها أطول طريق يؤدي إلى كلمنجارو من الميل الشمالية، وتصعد على عدة مراحل تبدأ من 2600 متر فوق الأرض و تصعد إلى 3900 متر ثم ننزل إلى 2400 متر، ثم نصعد من جديد إلى 5200 متر، وفي النهاية أكيد نصل إلى قمة كلمنجارو، والمقسمة إلى قمتين الأولى تسمى ستيلا بيك والثانية تسمى أورو وقمة الأورو هي أعلى قمة على ارتفاع 5896 متر..الرحلة كانت جد ممتازة ودامت 9 أيام.. تصور 9 أيام دون اتصال بالحياة اليومية.. يعني بدون تليفونات ولا لاب توب ولا تكنولوجيا..تجد نفسك أنت والطبيعة فقط.. لا توجد حتى حمامات، والماء المستعمل قليل جداً بالكاد يكفي لغسل وجهك أو أسنانك، كانت أيام مشوقة ورحلات جد رائعة انطلقنا بفريق يضم 12 فرداً، ولم يصمد إلا 5 أفراد فقط، خاصة والجو كان باردا جدا فدرجة الحرارة لم ترتفع عن 10 تحت الصفر.
باقي الأفراد انسحبوا أم ماذا جرى لهم؟
نعم تعرضوا لمشاكل صحية، لأنه على علو 3000 متر واجهتهم مشاكل كالدوار والصداع القوي والقيء، ومنهم من لم يستطع التنفس، وصلت حتى إلى تعرض البعض منهم لحالات إغماء.
هل كان معكم فريق طبي؟
ليس معنا فريق طبي.. لكن عندما يتعرض أحد الأفراد لأي مشكلة يتم إنزاله حالاً بواسطة حمالات، وبمجرد نزوله على ارتفاع 500 متر من مكانه يحس بالارتياح، ويساعدنا في ذلك أجسامنا التي على قدر صعودنا تفرز كريات دم حمراء أكثر، يعني دم سميك يساعدك على المقاومة، و كنا يوميا إذا أردنا النوم على ارتفاع 2800متر نصعد لارتفاع 3200 متر ثم نعود إلى النوم على ارتفاع 2800 متر، وفي هذه الفترة التي نقوم فيها بالصعود والنزول يقوم الدم بإفراز الكريات الحمراء التي تقوم بمساعدة الجسم على تحمل تغير الهواء.
ما هي جنسية أفراد الرحلة؟
من أميريكا، وكندا، وأستراليا وهولندا وكنت الوحيد الذي يمثل قطر.
هل لقاؤكم كان صدفة أم أن العملية كانت منظمة مسبقاً؟
لا بل كانت منظمة حيث استغرق تنظيمها مدة 6 أشهر، وكان معنا أناس ساعدوا الفريق في حمل الأمتعة للصعود إلى فوق، أما بالنسبة لي، فطريقتي تركزت على الاعتماد على النفس لحمل أمتعتي، فقمت بحمل 15 كلغ من المعدات على ظهري والمتمثلة في الثياب وأشياء مبدئية كفرشاة أسنان صغيرة، حاولت حمل ما قل لمساعدتي خلال هذه الأيام الـ 9 لأن الرحلة كلما ارتفعت كانت أصعب.
وهل كل هذه المعدات أنتم من قمتم بتجهيزها؟
نعم.. لكن بالنسبة للأكل كان هناك حمالون يقومون بحمله، وهم من كانوا يحملون لنا الأمتعة والخيم إلا أني قمت بالاعتماد على نفسي حتى يتعود جسمي على التمارين القاسية على العلو
أفراد المجموعة التي رافقتك هل متمرسون..يعني متعودون على تسلق القمم أم كانوا مثلك لأول مرة يقومون فيها بهذه التجربة؟
كان من بينهم متمرسون في تسلق القمم وكان هناك ثلاثة منهم من حاولوا التسلق من قبل، ولم يصلوا لتعرضهم لمشاكل صحية، وكان هناك شخص واحد مبتدئ مثلي، وهو الذي تمكن من الوصول معي إلى الآخر بالإضافة إلى مواطنة أمريكية.
عند الوصول إلى القمة قمت بتثبيت علم قطر كيف كان شعورك عند وصولك إلى القمة وعند تثبيتك للعلم.. فالهدف تحقق؟
أول ما تبدأ مراحل المغامرة تبدأها بالليل يعني عند منتصف الليل ووصلنا للقمة عند الساعة السابعة و55 دقيقة صباحا في الثامن من أغسطس وكنا متشوقون للوصول إلى القمة فعندما تصل إلى القمة تستطيع رؤية طلوع الشمس فتحس بقوة الله، وجمال الطبيعة..يعني رؤية طلوع الشمس على ارتفاع 5800 متر يجعلك ترى كل الطبيعة الممتعة المحيطة بك..
ترى الأرض كيف تبرق.. يعني جمال خارق لا تستطيع وصفه بكلمة واحدة.. جمال يولد لديك إحساسا داخليا بحب الطبيعة وقوة الله.
طبعا كنت الوحيد الذي يمثل دولة عربية، وكنت على مدى 9 أيام أتكلم معهم عن قطر، ولماذا أنا برازيلي لبناني أمثل قطر، وكيف وصلت إلى هذه الدولة؟ ومكان عيشي بها، فالكل استحسن فكرة تمثيلي لدولة هي ليست دولتي، وأكيد عند رفعي للعلم أحسست بالفخر لأني أقدم هذا الإنجاز لقطر التي مكثت بها 9 سنوات كاملة.
هل التعامل مع رفاقك لغوياً كان عادياً؟
طبعا وساعدني في ذلك إتقاني لـ 4 لغات، العربية والفرنسية والإنجليزية والبرازيلية (البرتغالية)، والتعامل كان عاديا؛ حيث لم تصادفني أية صعوبات والحمد لله.
قبل الصعود إلى القمة كنتم وصلتم إلى تنزانيا، كيف كان شعور أهل تنزانيا وتعاملهم معكم ونظرتهم إليكم؟
(يتأثر)..تنزانيا لسوء الحظ بلد فقير جدا وكانت أول معاملة لي مع بلد بهذه الدرجة من الفقر، فعند وصولي لهذا البلد اندهشت للكيفية التي يعيش بها هذا العالم!! الأطفال يخرجون من المدارس حفاة؛ لأنهم لا يملكون ثمن شراء حذاء، وحتى الذين يملكون الثمن لايلبسون أحذية كالتي نلبسها، بل يصنعونها من الدواليب، رغم أن الحذاء الواحد يكلف ما قيمته 2 ريال قطري! كما لا يتوفر لديهم حتى ثمن الأكل؛ حيث يسترزقون من الطبيعة.
شخصيا أحسست بإحباط وأسف شديد لهذه المشاهد إلى درجة أن كراسات الأولاد بالمدارس خفيفة جداً في الوزن، هناك حتى من يمحو دفتره عند نهاية السنة ليمنحه لأخيه السنة المقبلة..لسوء الحظ أن هذه المشاهد رغم رؤيتي لها عبر التلفزيون إلا أن مشاهدتها في الواقع تختلف كثيرا، وهناك قابلت قبيلة «الماساي» وهي القبيلة الوحيدة التي تعيش الحياة الطبيعية يعني مساكن بدون كهرباء انعدام التكنولوجيا يعيشون في خيم مصنوعة بالقش والطين يقومون بصناعتها بأنفسهم ويختلط الرجال والنساء عند النوم يعني حياة جد بدائية، ملابسهم عبارة عن لفافات من القماش الأحمر، وجاءني البعض منهم للاستفسار: كيف أني أمثل قطر لأني كنت أحمل علم قطر معي، وتهاطلت علي الأسئلة بخصوص موقع قطر، وما يخص هذا البلد، ولماذا أقوم بتمثيله، ومن أين أتيت؛ لأنهم ظنوا أني قطري، لكن لم أستطع أن أشرح لهم فقد واجهتني مشاكل في اللغة معهم، لكن ظهرت على محياهم الفرحة، والسعادة؛ لأني جئت لتمثيل بلد جديد عنهم في موطنهم.
لكن قبل صعودك إلى الجبل التقيت بالتنزانيين وشاهدت كل مشاهد الفقر والبؤس، فهل أثرت في نفسيتك تلك المشاهد قبل إقدامك على المغامرة؟
نعم شخصياً تأثرت، وانزعجت كثيراً لتلك المشاهد؛ لأننا قبل صعودنا إلى الجبل كنا مقيمين بفندق خمس نجوم يعني كنت أدفع 250 دولار ثمن الليلة الواحدة بهذا الفندق وتكلفة التلميذ الواحد بالمدرسة تبلغ 100 دولار سنوياً. فرغم أني كنت أحلم بالنوم في الطبيعة أو في الصحراء، لكني استحسنت النوم بالفندق بمجرد تخميني بأن ثمن هذه الليلة قد يساعد تلميذين في الالتحاق بالمدرسة و قد اضطررت نفسي إلى التفكير بهذه الطريقة حتى أتمكن من الصعود إلى القمة والرجوع بنفسية مرتاحة تتطلبها هذه المغامرة بمعنى التركيز التام على صحتي وتنفسي والعرق المتصبب مني وكمية الماء التي أستهلكها.
ما هي الرسالة التي أردت توجيهها إلى الشباب مثلك وخصوصا الشباب القطري من خلال تسلقك القمة؟
أنا لست بإنسان خارق مثلي مثل أي إنسان، قمت فقط بتغيير كل حياتي حتى أحقق حلمي، وهو الصعود إلى القطب الشمالي والقمم السبع بالعالم لذا رسالتي لكل العالم ولكل إنسان بأن لا يقطع الأمل في إنجاز أي شيء أو يقول غدا سأعمل كذا، أو غيري سيعمل كذا؛ لأن أي إنسان لو وضع الفكرة في رأسه، ونصب عينيه يستطيع تحقيق ما يريد إنجازه.
هل تدخن السجائر في حياتك اليومية؟
نعم كنت أدخن ثلاثة علب تقريبا يوميا، وتوقفت عن التدخين منذ سنة تقريبا، يعني منذ أن قررت تحقيق حلمي، حيث قمت برمي علبة السجائر بالمزبلة.
قبل الانطلاق في مغامرتك ألم تتلق مساعدات من جهات معينة؟
لسوء الحظ لم تكن هناك مساعدات.
يعني لا توجد حتى شركات راعية أو شيء من هذا القبيل؟
هناك شركات راعية لكن ليس ماديا؛ لأنها تكلف الكثير حيث تبلغ التكلفة الإجمالية لمثل هذه الرحلات نصف مليون دولار تقريبا، فمثلا تبلغ تكلفة التأمين لرحلة إلى القطب الشمالي عشرة آلاف دولار.
يعني تقريبا مليوني ريال قطري؟
التكلفة الإجمالية لكل الرحلات على مدى3 سنوات تكلفني مليونين ونصف مليون ريال.
وهل قمت بالدفع من مالك الخاص؟
نعم من مالي الخاص.
وهل تطمح في أن تتلقى مساعدات في المستقبل من الشركات القطرية؟
إن شاء الله أتمنى ذلك..
هل هناك جهات مثلا تناشدها لتدعمك مستقبلا؟
إن شاء الله أتمنى أن تقدم الشركات الراعية دعما ماديا لكن ما يهمني أكثر في النهاية هو تحقيق الحلم وإهداؤه لقطر.
هل يمكن أن نعرف برنامجك بالنسبة للقمم القادمة، وهل ستقوم بتثبيت العلم القطري على كل القمم؟
نعم العلم القطري سأحمله معي في كل القمم القادمة من منطلق أني أعيش بقطر منذ 9 سنوات وأهل قطر اهتموا واعتنوا بي كثيرا وهي الدولة الثامنة التي أعيش بها، لكن المجتمع القطري لفت انتباهي وأثار إعجابي من خلال الأواصر الأسرية كحب الابن لوالده وحب الأخ لأخيه والتمسك بالتقاليد والحياة العربية الأصيلة من هذه المنطلقات قررت أن أمثل قطر رغم أن نصفي برازيلي ونصفي لبناني وعشت بأوروبا.
أما بالنسبة للبرنامج ففي شهر مارس2009 لدي القطب الشمالي يعني أنطلق من قطر في أواخر شهر مارس والرحلة تبدأ في الأسبوع الأول من شهر أبريل هذه الفترة أستغلها في تعويد جسمي على التأقلم مع الظروف المناخية السائدة هناك، بعدها لدينا مدة أسبوعين مشي بالقطب الشمالي، ثم العودة إلى قطر، كذلك في شهر أغسطس هناك قمة بأوروبا، وهي قمة ألبرس بجورجيا، وهي أعلى قمة بأوروبا كانت قديماً الجبل الأبيض هي أعلى قمة لكن بعد سقوط الاتحاد السوفيتي أصبحت ألبرس أعلى قمة هذا بالنسبة لسنة 2009 بالنسبة لسنة 2010 سنبدأ بغانالي الموجودة بأميركا الشمالية وبعد ذلك أكونغاغا المتواجدة بأستراليا، وفي 2011 لدينا قمة إيفرست والقطب الجنوبي وهذه الرحلات سأقوم بها في وقت معين يعني حسب الطقس السائد في البلد المتواجدة به القمة.
يعني أنك ستكون أول عربي يتسلق القمم السبع أليس كذلك؟
نعم صحيح هناك أناس ذهبوا إلى القمم لكن لم يقوموا بالتسلق، أما بالنسبة لي شخصياً فسأقوم بتسلق القمم السبع واحدة واحدة، وسأمر حتماً بمراحل رائعة جداً ، كما يقال وأتمنى أن أكون مثالاً يحتذي به كل شخص عربي؛ لأننا قادرون على فعل ذلك يعني هي مغامرة رائعة جداً. أدعو كل شخص إلى عدم التخاذل والقيام بها؛ لأن لها دوراً كبيراً في تغيير نفسية الإنسان وإحساسه بالراحة.
هل تطمح إلى الدخول لموسوعة غينس من بوابة قطر كأول عربي سيتسلق القمم السبع؟
بحول الله الدخول إلى موسوعة غينس سيبدأ من القطب الجنوبي والمحاولة متمثلة في حمل وتثبيت أكبر علم بالقطب الجنوبي.
العلم سيكون علم قطر؟
طبعاً وسيكون أكبر علم لدولة يثبت بالقطب الجنوبي.
هل يمكننا معرفة مقاييس هذا العلم؟
إلى الآن القياس غير محدد؛ لأني سأناقش تفاصيله مع المصنع، وهو حسب الثقل؛ لأن لي الحق في حمل 10 كلغ لكن أنا بإمكاني حمل حتى 40 كلغ وراء ظهري لكن حسب التدريبات التي أقوم بها لي الحق في حمل 10كلغ، لذا التفكير منصب على المادة التي يصنع منها العلم حتى يبلغ وزنه 10كلغ وعند تحديد المقاييس سنقدم طلب لكتاب غينس حتى يمنحونا الموافقة عليه.
في بداية المغامرة ألم يتسرب إلى نفسك بعض الشيء من الخوف؟
(يضحك) نعم بعض الشيء
حاولت الرجوع إلى الوراء؟
لا ليس لهذه الدرجة؛ لأنه لم يكن هناك شيء يدفعني إلى الرجوع إلى الوراء؛ لكوني أقدمت على الخطوة الأولى، والمتمثلة في التغيرات التي طرأت على حياتي من توقفي عن التدخين والسهر وكذلك ممارسة الرياضة يومياً والتي لم أكن أمارسها من قبل.
يعني بصراحة في أول خطوة خطوتها لم يتسرب إلى نفسك الخوف؛ لأنك لما أبلغتني وقتها بأنك مُقدم على تسلق قمة «الكليمانجارو» تسرب إلى نفسي الخوف مكانك؟
(يضحك) ما دمت وضعت الفكرة في رأسي ونصب عيني وقررت القيام بها، فلم تكن هناك أشياء تقف في طريقي للتخلي عن الفكرة، لكن المشكلة التي صادفتني في ذلك الوقت، وفي آخر يوم من المغامرة، أي يوم تسلق القمة هو خبر دخول الوالدة إلى المستشفى، وإجراء عملية قلب مفتوح لذلك أهديتها في الأخير هذا الإنجاز الذي قمت به.
وهل هي بخير الآن؟
نعم الحمد لله هي بخير الآن، لكن اختلطت علي الأمور في آخر يوم من المغامرة بين التفكير في تحقيق حلمي، والوصول إلى القمة، والتفكير في العودة إلى المنزل والاطمئنان على الوالدة.
لم يكن هناك أي اتصال؟
كان هناك اتصال واحد، وهو الإرسال الذي تلقيته في أحد المحلات قبل الصعود، والذي مفاده مرض الوالدة، وتعرضها لمشكلة قلبية والحمد لله سارت الأمور بخير.
يعني الظروف التي خضت فيها المغامرة لم تكن مواتية، ورغم ذلك لم تثن من عزيمتك، وكم صعب أن تكون في بداية الطريق وتتلقى خبراً كهذا!
نعم ظروف متوترة.. خصوصاً مرض الوالدة، لكن الحمد لله كانت لدي الإرادة لمواصلة المغامرة وتحقيق الحلم.
ألم تتسرب إليك في الطريق أي مشاكل صحية أو تعرضت لأي وعكة؟
لا والحمد لله كنت الشخص الوحيد من بين الخمسة الذين بلغوا القمة الذي لم يتناول أي أدوية خلال الطريق كأدوية تقوية الفوسفات وسيلان الدم بالجسم، وأدوية تقوية العضلات وعدم تناولي للأدوية مرده التدريبات التي قمت بها في قطر، وذلك خلال فترة الصيف التي تتميز برطوبة عالية جدا، وانخفاض نسبة الأكسجين، وكنت أقوم بتمرينات يومياً بالدراجة الهوائية على الكورنيش لذلك تعود جسمي على الركض في ظل نسبة أكسجين منخفضة، وبالتالي لم أواجه أي صعوبات صحية أو تنفسية طوال الرحلة.
حتى في عملية النزول مر كل شيء بسلام؟
لا الحمد لله صعودي ونزولي تم في ظروف جيدة حتى إنني عند بلوغي القمة أحسست بارتياح كبير.
ألا تطمح أن تكون سفيراً لإحدى التظاهرات الرياضية التي بإمكان قطر استضافتها يوماً ما ككأس العالم أو أولمبياد2020؟
هذا أكيد..لكن السؤال من المفروض أن يوجه إلى المسؤولين بقطر؟ لكن بالنسبة كطموح فإن أكبر طموح لي هو أن أكون مثَلاً يحتذي به شباب قطر وفكل شخص يعيش في قطر لكي يعيش حياة صحية عليه أن يمارس الرياضة، ويعتني بصحته؛ لأنني شخصياً بين ليلة وضحاها تغيرت حياتي 180 درجة.
لذا أتمنى أن أكون مثلاً في العالم للإيمان بهذا التغيير، وخصوصاً بقطر في ظل وجود إمكانيات هائلة للتدرب كالمسافات الطويلة سواء للركض أو السير بالدراجة أو السباحة وهذا هو طموحي بأن تساعد تجربتي الآخرين على تغيير حياتهم إلى حياة صحية، أما عن تمثيل قطر في المحافل الدولية فهذا يرجع إلى المسؤولين وهو من اختصاصهم.
أين وجد فيرناندو الوقت لتسلق القمم؟ نظراً لالتزاماتك المهنية الكثيرة، خاصة وأن هناك الكثير من الناس من يتحجج بالعمل حتى للإقلاع عن التدخين؟
يعني عملي في أغلبه مركز على المؤتمرات والفعاليات، أنا أستيقظ كل يوم على الساعة الخامسة والنصف صباحاً، وأنطلق في التمارين من الساعة السادسة إلى الساعة الثامنة، وفي الثامنة والنصف أبدأ في العمل؛ لذلك بما أني غيرت هذه الحياة وأصبحت لدي حياة صحية يعني قبل كل هذا كنت أستغرق 12 ساعة لإنجاز مشروع، الآن أصبحت أستغرق 8 ساعات؛ نتيجة أني صرت أركز، وأنتبه أكثر من السابق، أتخذ قرارات صحيحة بسرعة، أتكلم مع الناس بطريقة أحسن، وزادت درجة استيعابي، فهذه التمارين تساعدني كذلك في حياتي العملية، رغم عملي من الثامنة صباحاً إلى السادسة أو السابعة ليلا.. تقريباً 12 ساعة يومياً، ورغم ذلك أتدرب من جديد في الليل، وعند عودتي إلى المنزل يكون عندي عشاء خاص وذلك حسب التمارين التي قمت بها، وفي البيت أحياناً أعمل قليلاً أو أقوم بالمطالعة أو الخروج مع الأصدقاء لتناول الشاي أو القهوة و أنام تقريباً على الساعة العاشرة والنصف أو الحادية عشرة وبهذا أختم يومي.
بعد رفعه فوق قمة كلمنجارو المغامر فرناندو يطمح لتثبيت علم قطر في القطب الجنوبي
الدوحة - ياسين بن لمنور
لا يتعدى عمره 35 سنة، عاش متنقلاً بين 9 بلدان أوروبية، لكنه مكث بقطر 9 سنوات، وتعلق بأرضها الطيبة وبشعبها المضياف، أراد أن يرد الجميل، لكن بطريقته الخاصة.
اهتدى لفكرة تسلق القمم السبع الأعلى في العالم، وتثبيت علم قطر عند كل قمة، لم يثنه في ذلك لا غياب التمويل والرعاية ولا مرض والدته.
حضّر ما يلزمه من معدات ونحوها، وأقلع عن التدخين، وتمكن في الـثامن من أغسطس تثبيت علم قطر فوق قمة كلمنجارو الأفريقية.
وبعد أول مغامرة ناجحة، فضَّل المغامر «البرازيلولبناني» فرناندو دي غواما، أن ينقل كل شيء عنها للقراء عبر صحيفة «العرب» التي زارها في أمسية رمضانية وكله عزم على الانطلاق في مغامرة ثانية لتثبيت علم قطر في القطب الجنوبي.
كيف كانت المغامرة؟
المغامرة كانت على مدة 9 أيام بدأنا بكعب كلمنجارو بمنطقة أروشا وصعدنا من أروشا إلى جبل كلمنجارو من طريق اسمه الشيرة وهي منطقة بها أطول طريق يؤدي إلى كلمنجارو من الميل الشمالية، وتصعد على عدة مراحل تبدأ من 2600 متر فوق الأرض و تصعد إلى 3900 متر ثم ننزل إلى 2400 متر، ثم نصعد من جديد إلى 5200 متر، وفي النهاية أكيد نصل إلى قمة كلمنجارو، والمقسمة إلى قمتين الأولى تسمى ستيلا بيك والثانية تسمى أورو وقمة الأورو هي أعلى قمة على ارتفاع 5896 متر..الرحلة كانت جد ممتازة ودامت 9 أيام.. تصور 9 أيام دون اتصال بالحياة اليومية.. يعني بدون تليفونات ولا لاب توب ولا تكنولوجيا..تجد نفسك أنت والطبيعة فقط.. لا توجد حتى حمامات، والماء المستعمل قليل جداً بالكاد يكفي لغسل وجهك أو أسنانك، كانت أيام مشوقة ورحلات جد رائعة انطلقنا بفريق يضم 12 فرداً، ولم يصمد إلا 5 أفراد فقط، خاصة والجو كان باردا جدا فدرجة الحرارة لم ترتفع عن 10 تحت الصفر.
باقي الأفراد انسحبوا أم ماذا جرى لهم؟
نعم تعرضوا لمشاكل صحية، لأنه على علو 3000 متر واجهتهم مشاكل كالدوار والصداع القوي والقيء، ومنهم من لم يستطع التنفس، وصلت حتى إلى تعرض البعض منهم لحالات إغماء.
هل كان معكم فريق طبي؟
ليس معنا فريق طبي.. لكن عندما يتعرض أحد الأفراد لأي مشكلة يتم إنزاله حالاً بواسطة حمالات، وبمجرد نزوله على ارتفاع 500 متر من مكانه يحس بالارتياح، ويساعدنا في ذلك أجسامنا التي على قدر صعودنا تفرز كريات دم حمراء أكثر، يعني دم سميك يساعدك على المقاومة، و كنا يوميا إذا أردنا النوم على ارتفاع 2800متر نصعد لارتفاع 3200 متر ثم نعود إلى النوم على ارتفاع 2800 متر، وفي هذه الفترة التي نقوم فيها بالصعود والنزول يقوم الدم بإفراز الكريات الحمراء التي تقوم بمساعدة الجسم على تحمل تغير الهواء.
ما هي جنسية أفراد الرحلة؟
من أميريكا، وكندا، وأستراليا وهولندا وكنت الوحيد الذي يمثل قطر.
هل لقاؤكم كان صدفة أم أن العملية كانت منظمة مسبقاً؟
لا بل كانت منظمة حيث استغرق تنظيمها مدة 6 أشهر، وكان معنا أناس ساعدوا الفريق في حمل الأمتعة للصعود إلى فوق، أما بالنسبة لي، فطريقتي تركزت على الاعتماد على النفس لحمل أمتعتي، فقمت بحمل 15 كلغ من المعدات على ظهري والمتمثلة في الثياب وأشياء مبدئية كفرشاة أسنان صغيرة، حاولت حمل ما قل لمساعدتي خلال هذه الأيام الـ 9 لأن الرحلة كلما ارتفعت كانت أصعب.
وهل كل هذه المعدات أنتم من قمتم بتجهيزها؟
نعم.. لكن بالنسبة للأكل كان هناك حمالون يقومون بحمله، وهم من كانوا يحملون لنا الأمتعة والخيم إلا أني قمت بالاعتماد على نفسي حتى يتعود جسمي على التمارين القاسية على العلو
أفراد المجموعة التي رافقتك هل متمرسون..يعني متعودون على تسلق القمم أم كانوا مثلك لأول مرة يقومون فيها بهذه التجربة؟
كان من بينهم متمرسون في تسلق القمم وكان هناك ثلاثة منهم من حاولوا التسلق من قبل، ولم يصلوا لتعرضهم لمشاكل صحية، وكان هناك شخص واحد مبتدئ مثلي، وهو الذي تمكن من الوصول معي إلى الآخر بالإضافة إلى مواطنة أمريكية.
عند الوصول إلى القمة قمت بتثبيت علم قطر كيف كان شعورك عند وصولك إلى القمة وعند تثبيتك للعلم.. فالهدف تحقق؟
أول ما تبدأ مراحل المغامرة تبدأها بالليل يعني عند منتصف الليل ووصلنا للقمة عند الساعة السابعة و55 دقيقة صباحا في الثامن من أغسطس وكنا متشوقون للوصول إلى القمة فعندما تصل إلى القمة تستطيع رؤية طلوع الشمس فتحس بقوة الله، وجمال الطبيعة..يعني رؤية طلوع الشمس على ارتفاع 5800 متر يجعلك ترى كل الطبيعة الممتعة المحيطة بك..
ترى الأرض كيف تبرق.. يعني جمال خارق لا تستطيع وصفه بكلمة واحدة.. جمال يولد لديك إحساسا داخليا بحب الطبيعة وقوة الله.
طبعا كنت الوحيد الذي يمثل دولة عربية، وكنت على مدى 9 أيام أتكلم معهم عن قطر، ولماذا أنا برازيلي لبناني أمثل قطر، وكيف وصلت إلى هذه الدولة؟ ومكان عيشي بها، فالكل استحسن فكرة تمثيلي لدولة هي ليست دولتي، وأكيد عند رفعي للعلم أحسست بالفخر لأني أقدم هذا الإنجاز لقطر التي مكثت بها 9 سنوات كاملة.
هل التعامل مع رفاقك لغوياً كان عادياً؟
طبعا وساعدني في ذلك إتقاني لـ 4 لغات، العربية والفرنسية والإنجليزية والبرازيلية (البرتغالية)، والتعامل كان عاديا؛ حيث لم تصادفني أية صعوبات والحمد لله.
قبل الصعود إلى القمة كنتم وصلتم إلى تنزانيا، كيف كان شعور أهل تنزانيا وتعاملهم معكم ونظرتهم إليكم؟
(يتأثر)..تنزانيا لسوء الحظ بلد فقير جدا وكانت أول معاملة لي مع بلد بهذه الدرجة من الفقر، فعند وصولي لهذا البلد اندهشت للكيفية التي يعيش بها هذا العالم!! الأطفال يخرجون من المدارس حفاة؛ لأنهم لا يملكون ثمن شراء حذاء، وحتى الذين يملكون الثمن لايلبسون أحذية كالتي نلبسها، بل يصنعونها من الدواليب، رغم أن الحذاء الواحد يكلف ما قيمته 2 ريال قطري! كما لا يتوفر لديهم حتى ثمن الأكل؛ حيث يسترزقون من الطبيعة.
شخصيا أحسست بإحباط وأسف شديد لهذه المشاهد إلى درجة أن كراسات الأولاد بالمدارس خفيفة جداً في الوزن، هناك حتى من يمحو دفتره عند نهاية السنة ليمنحه لأخيه السنة المقبلة..لسوء الحظ أن هذه المشاهد رغم رؤيتي لها عبر التلفزيون إلا أن مشاهدتها في الواقع تختلف كثيرا، وهناك قابلت قبيلة «الماساي» وهي القبيلة الوحيدة التي تعيش الحياة الطبيعية يعني مساكن بدون كهرباء انعدام التكنولوجيا يعيشون في خيم مصنوعة بالقش والطين يقومون بصناعتها بأنفسهم ويختلط الرجال والنساء عند النوم يعني حياة جد بدائية، ملابسهم عبارة عن لفافات من القماش الأحمر، وجاءني البعض منهم للاستفسار: كيف أني أمثل قطر لأني كنت أحمل علم قطر معي، وتهاطلت علي الأسئلة بخصوص موقع قطر، وما يخص هذا البلد، ولماذا أقوم بتمثيله، ومن أين أتيت؛ لأنهم ظنوا أني قطري، لكن لم أستطع أن أشرح لهم فقد واجهتني مشاكل في اللغة معهم، لكن ظهرت على محياهم الفرحة، والسعادة؛ لأني جئت لتمثيل بلد جديد عنهم في موطنهم.
لكن قبل صعودك إلى الجبل التقيت بالتنزانيين وشاهدت كل مشاهد الفقر والبؤس، فهل أثرت في نفسيتك تلك المشاهد قبل إقدامك على المغامرة؟
نعم شخصياً تأثرت، وانزعجت كثيراً لتلك المشاهد؛ لأننا قبل صعودنا إلى الجبل كنا مقيمين بفندق خمس نجوم يعني كنت أدفع 250 دولار ثمن الليلة الواحدة بهذا الفندق وتكلفة التلميذ الواحد بالمدرسة تبلغ 100 دولار سنوياً. فرغم أني كنت أحلم بالنوم في الطبيعة أو في الصحراء، لكني استحسنت النوم بالفندق بمجرد تخميني بأن ثمن هذه الليلة قد يساعد تلميذين في الالتحاق بالمدرسة و قد اضطررت نفسي إلى التفكير بهذه الطريقة حتى أتمكن من الصعود إلى القمة والرجوع بنفسية مرتاحة تتطلبها هذه المغامرة بمعنى التركيز التام على صحتي وتنفسي والعرق المتصبب مني وكمية الماء التي أستهلكها.
ما هي الرسالة التي أردت توجيهها إلى الشباب مثلك وخصوصا الشباب القطري من خلال تسلقك القمة؟
أنا لست بإنسان خارق مثلي مثل أي إنسان، قمت فقط بتغيير كل حياتي حتى أحقق حلمي، وهو الصعود إلى القطب الشمالي والقمم السبع بالعالم لذا رسالتي لكل العالم ولكل إنسان بأن لا يقطع الأمل في إنجاز أي شيء أو يقول غدا سأعمل كذا، أو غيري سيعمل كذا؛ لأن أي إنسان لو وضع الفكرة في رأسه، ونصب عينيه يستطيع تحقيق ما يريد إنجازه.
هل تدخن السجائر في حياتك اليومية؟
نعم كنت أدخن ثلاثة علب تقريبا يوميا، وتوقفت عن التدخين منذ سنة تقريبا، يعني منذ أن قررت تحقيق حلمي، حيث قمت برمي علبة السجائر بالمزبلة.
قبل الانطلاق في مغامرتك ألم تتلق مساعدات من جهات معينة؟
لسوء الحظ لم تكن هناك مساعدات.
يعني لا توجد حتى شركات راعية أو شيء من هذا القبيل؟
هناك شركات راعية لكن ليس ماديا؛ لأنها تكلف الكثير حيث تبلغ التكلفة الإجمالية لمثل هذه الرحلات نصف مليون دولار تقريبا، فمثلا تبلغ تكلفة التأمين لرحلة إلى القطب الشمالي عشرة آلاف دولار.
يعني تقريبا مليوني ريال قطري؟
التكلفة الإجمالية لكل الرحلات على مدى3 سنوات تكلفني مليونين ونصف مليون ريال.
وهل قمت بالدفع من مالك الخاص؟
نعم من مالي الخاص.
وهل تطمح في أن تتلقى مساعدات في المستقبل من الشركات القطرية؟
إن شاء الله أتمنى ذلك..
هل هناك جهات مثلا تناشدها لتدعمك مستقبلا؟
إن شاء الله أتمنى أن تقدم الشركات الراعية دعما ماديا لكن ما يهمني أكثر في النهاية هو تحقيق الحلم وإهداؤه لقطر.
هل يمكن أن نعرف برنامجك بالنسبة للقمم القادمة، وهل ستقوم بتثبيت العلم القطري على كل القمم؟
نعم العلم القطري سأحمله معي في كل القمم القادمة من منطلق أني أعيش بقطر منذ 9 سنوات وأهل قطر اهتموا واعتنوا بي كثيرا وهي الدولة الثامنة التي أعيش بها، لكن المجتمع القطري لفت انتباهي وأثار إعجابي من خلال الأواصر الأسرية كحب الابن لوالده وحب الأخ لأخيه والتمسك بالتقاليد والحياة العربية الأصيلة من هذه المنطلقات قررت أن أمثل قطر رغم أن نصفي برازيلي ونصفي لبناني وعشت بأوروبا.
أما بالنسبة للبرنامج ففي شهر مارس2009 لدي القطب الشمالي يعني أنطلق من قطر في أواخر شهر مارس والرحلة تبدأ في الأسبوع الأول من شهر أبريل هذه الفترة أستغلها في تعويد جسمي على التأقلم مع الظروف المناخية السائدة هناك، بعدها لدينا مدة أسبوعين مشي بالقطب الشمالي، ثم العودة إلى قطر، كذلك في شهر أغسطس هناك قمة بأوروبا، وهي قمة ألبرس بجورجيا، وهي أعلى قمة بأوروبا كانت قديماً الجبل الأبيض هي أعلى قمة لكن بعد سقوط الاتحاد السوفيتي أصبحت ألبرس أعلى قمة هذا بالنسبة لسنة 2009 بالنسبة لسنة 2010 سنبدأ بغانالي الموجودة بأميركا الشمالية وبعد ذلك أكونغاغا المتواجدة بأستراليا، وفي 2011 لدينا قمة إيفرست والقطب الجنوبي وهذه الرحلات سأقوم بها في وقت معين يعني حسب الطقس السائد في البلد المتواجدة به القمة.
يعني أنك ستكون أول عربي يتسلق القمم السبع أليس كذلك؟
نعم صحيح هناك أناس ذهبوا إلى القمم لكن لم يقوموا بالتسلق، أما بالنسبة لي شخصياً فسأقوم بتسلق القمم السبع واحدة واحدة، وسأمر حتماً بمراحل رائعة جداً ، كما يقال وأتمنى أن أكون مثالاً يحتذي به كل شخص عربي؛ لأننا قادرون على فعل ذلك يعني هي مغامرة رائعة جداً. أدعو كل شخص إلى عدم التخاذل والقيام بها؛ لأن لها دوراً كبيراً في تغيير نفسية الإنسان وإحساسه بالراحة.
هل تطمح إلى الدخول لموسوعة غينس من بوابة قطر كأول عربي سيتسلق القمم السبع؟
بحول الله الدخول إلى موسوعة غينس سيبدأ من القطب الجنوبي والمحاولة متمثلة في حمل وتثبيت أكبر علم بالقطب الجنوبي.
العلم سيكون علم قطر؟
طبعاً وسيكون أكبر علم لدولة يثبت بالقطب الجنوبي.
هل يمكننا معرفة مقاييس هذا العلم؟
إلى الآن القياس غير محدد؛ لأني سأناقش تفاصيله مع المصنع، وهو حسب الثقل؛ لأن لي الحق في حمل 10 كلغ لكن أنا بإمكاني حمل حتى 40 كلغ وراء ظهري لكن حسب التدريبات التي أقوم بها لي الحق في حمل 10كلغ، لذا التفكير منصب على المادة التي يصنع منها العلم حتى يبلغ وزنه 10كلغ وعند تحديد المقاييس سنقدم طلب لكتاب غينس حتى يمنحونا الموافقة عليه.
في بداية المغامرة ألم يتسرب إلى نفسك بعض الشيء من الخوف؟
(يضحك) نعم بعض الشيء
حاولت الرجوع إلى الوراء؟
لا ليس لهذه الدرجة؛ لأنه لم يكن هناك شيء يدفعني إلى الرجوع إلى الوراء؛ لكوني أقدمت على الخطوة الأولى، والمتمثلة في التغيرات التي طرأت على حياتي من توقفي عن التدخين والسهر وكذلك ممارسة الرياضة يومياً والتي لم أكن أمارسها من قبل.
يعني بصراحة في أول خطوة خطوتها لم يتسرب إلى نفسك الخوف؛ لأنك لما أبلغتني وقتها بأنك مُقدم على تسلق قمة «الكليمانجارو» تسرب إلى نفسي الخوف مكانك؟
(يضحك) ما دمت وضعت الفكرة في رأسي ونصب عيني وقررت القيام بها، فلم تكن هناك أشياء تقف في طريقي للتخلي عن الفكرة، لكن المشكلة التي صادفتني في ذلك الوقت، وفي آخر يوم من المغامرة، أي يوم تسلق القمة هو خبر دخول الوالدة إلى المستشفى، وإجراء عملية قلب مفتوح لذلك أهديتها في الأخير هذا الإنجاز الذي قمت به.
وهل هي بخير الآن؟
نعم الحمد لله هي بخير الآن، لكن اختلطت علي الأمور في آخر يوم من المغامرة بين التفكير في تحقيق حلمي، والوصول إلى القمة، والتفكير في العودة إلى المنزل والاطمئنان على الوالدة.
لم يكن هناك أي اتصال؟
كان هناك اتصال واحد، وهو الإرسال الذي تلقيته في أحد المحلات قبل الصعود، والذي مفاده مرض الوالدة، وتعرضها لمشكلة قلبية والحمد لله سارت الأمور بخير.
يعني الظروف التي خضت فيها المغامرة لم تكن مواتية، ورغم ذلك لم تثن من عزيمتك، وكم صعب أن تكون في بداية الطريق وتتلقى خبراً كهذا!
نعم ظروف متوترة.. خصوصاً مرض الوالدة، لكن الحمد لله كانت لدي الإرادة لمواصلة المغامرة وتحقيق الحلم.
ألم تتسرب إليك في الطريق أي مشاكل صحية أو تعرضت لأي وعكة؟
لا والحمد لله كنت الشخص الوحيد من بين الخمسة الذين بلغوا القمة الذي لم يتناول أي أدوية خلال الطريق كأدوية تقوية الفوسفات وسيلان الدم بالجسم، وأدوية تقوية العضلات وعدم تناولي للأدوية مرده التدريبات التي قمت بها في قطر، وذلك خلال فترة الصيف التي تتميز برطوبة عالية جدا، وانخفاض نسبة الأكسجين، وكنت أقوم بتمرينات يومياً بالدراجة الهوائية على الكورنيش لذلك تعود جسمي على الركض في ظل نسبة أكسجين منخفضة، وبالتالي لم أواجه أي صعوبات صحية أو تنفسية طوال الرحلة.
حتى في عملية النزول مر كل شيء بسلام؟
لا الحمد لله صعودي ونزولي تم في ظروف جيدة حتى إنني عند بلوغي القمة أحسست بارتياح كبير.
ألا تطمح أن تكون سفيراً لإحدى التظاهرات الرياضية التي بإمكان قطر استضافتها يوماً ما ككأس العالم أو أولمبياد2020؟
هذا أكيد..لكن السؤال من المفروض أن يوجه إلى المسؤولين بقطر؟ لكن بالنسبة كطموح فإن أكبر طموح لي هو أن أكون مثَلاً يحتذي به شباب قطر وفكل شخص يعيش في قطر لكي يعيش حياة صحية عليه أن يمارس الرياضة، ويعتني بصحته؛ لأنني شخصياً بين ليلة وضحاها تغيرت حياتي 180 درجة.
لذا أتمنى أن أكون مثلاً في العالم للإيمان بهذا التغيير، وخصوصاً بقطر في ظل وجود إمكانيات هائلة للتدرب كالمسافات الطويلة سواء للركض أو السير بالدراجة أو السباحة وهذا هو طموحي بأن تساعد تجربتي الآخرين على تغيير حياتهم إلى حياة صحية، أما عن تمثيل قطر في المحافل الدولية فهذا يرجع إلى المسؤولين وهو من اختصاصهم.
أين وجد فيرناندو الوقت لتسلق القمم؟ نظراً لالتزاماتك المهنية الكثيرة، خاصة وأن هناك الكثير من الناس من يتحجج بالعمل حتى للإقلاع عن التدخين؟
يعني عملي في أغلبه مركز على المؤتمرات والفعاليات، أنا أستيقظ كل يوم على الساعة الخامسة والنصف صباحاً، وأنطلق في التمارين من الساعة السادسة إلى الساعة الثامنة، وفي الثامنة والنصف أبدأ في العمل؛ لذلك بما أني غيرت هذه الحياة وأصبحت لدي حياة صحية يعني قبل كل هذا كنت أستغرق 12 ساعة لإنجاز مشروع، الآن أصبحت أستغرق 8 ساعات؛ نتيجة أني صرت أركز، وأنتبه أكثر من السابق، أتخذ قرارات صحيحة بسرعة، أتكلم مع الناس بطريقة أحسن، وزادت درجة استيعابي، فهذه التمارين تساعدني كذلك في حياتي العملية، رغم عملي من الثامنة صباحاً إلى السادسة أو السابعة ليلا.. تقريباً 12 ساعة يومياً، ورغم ذلك أتدرب من جديد في الليل، وعند عودتي إلى المنزل يكون عندي عشاء خاص وذلك حسب التمارين التي قمت بها، وفي البيت أحياناً أعمل قليلاً أو أقوم بالمطالعة أو الخروج مع الأصدقاء لتناول الشاي أو القهوة و أنام تقريباً على الساعة العاشرة والنصف أو الحادية عشرة وبهذا أختم يومي.