الوعب
11-10-2008, 02:33 AM
مستثمرات خسرن 80 % من أموالهن.. ويتساءلن عن إجراءات الحماية
أزمة ثقة سادت أوساط المساهمين والمستثمرين في أعقاب تراجع السوق
تقرير - إيمان نصار:
داخل قاعة التداول بسوق الدوحة للأوراق المالية، عيون تترقب وتحبس الدمع بين جفنيها حسرة علي المبالغ الطائلة التي ذهبت مع رياح الإعصار المالي، وقلوب تتذبذب، وأعصاب تتماسك تارة وتضعف تارة أخري.. متداولون رجالاً ونساء ارتبطت نبضات قلوبهم بنبضات شاشة عرض تداول الأسهم، اتخذوا من أجهزة الحاسوب والشاشات المعروضة نافذة يطلون منها علي ما يجري من هبوط وارتفاع للأسهم.
هذه الأجواء لم تكن لتسود في قاعات سوق الدوحة لولا الأزمة المالية الحاصلة بالولايات المتحدة الأمريكية التي أبت إلا أن تمر عبر الأطلسي وتبث بسمومها علي البورصة في كفة بلدان المنطقة، فدب القلق والخوف في أوساط المساهمين والمستثمرين فكانت الضربة الموجعة التي منيت بها الأسواق المالية العربية بما فيها الخليجية التي سجلت خلال الأيام الماضية انخفاضات حادة طالت قطاعات مختلفة.
ويجمع العديد من الخبراء الاقتصاديين علي أن السبب الرئيسي الذي يقف وراء الخسارة التي لحقت بالأسواق الخليجية هو القلق والخوف من التداعيات التي ستخلفها أزمة ليمون برذرز الأمريكي علي المؤسسات والأسواق المالية العربية، إلي جانب التخوف من عدم اتخاذ إجراءات وقائية علي المستوي الرسمي من أجل إنقاذ ما تواجهه البورصة.
الراية الاقتصادية كانت قد قضت الخميس أمس الأول لحظات في القاعة النسائية بسوق الدوحة للأوراق المالية وتابعت عن قرب ما يجري، ورصدت الأجواء السائدة بين المتداولات، حيث بدت ملامح الخسائر ظاهرة علي وجوههن، كما عكست تصرفاتهن حجم القلق الذي يسيطر عليهن، حيث لا تتواني المستثمرة أم خالد عن الكشف عن خسارتها التي منيت بها جراء الإعصار المالي.
وتقول إنها تلقت ضربة قوية وموجعة، لافتة إلي أنها خسرت نحو 80% من المبلغ الذي استثمرته في البورصة منذ بدأت أسهم السوق بالتراجع.
وتطلق أم خالد صرخة من الأعماق قائلة: نحن الآن في كارثة، متسائلة من سينقذنا؟ وأين هي إجراءات حماية المستثمرين في الدوحة؟ وهل هذا الإهمال تحريض لكي ننسحب من السوق ونتجه إلي أسواق أخري؟ ليكون هذا التساؤل الأخير هو التحذير الذي دعت من خلاله أم خالد إلي سحب أموالها من السوق في حال استمر تراجع التداول وستتجه إلي دول أخري للاستثمار فيها .
ووصفت أم خالد ما يجري في سوق الدوحة بأنه عبارة عن مهزلة مشيرة بذلك إلي عدم الاكتراث بما لحق بالمستثمرين أصابهم بحالات نفسية انعكست بشكل سلبي علي حياتهم العملية والعائلية، إلي جانب أنها انعكست بشكل كبير علي مدي الثقة في السوق، كما وألقت أم خالد بالمسؤولية علي المسؤولين الذين لم يقوموا بوضع خطة لإنقاذ السوق من التراجع الذي يشهده.
وأشارت إلي أنها لاحظت غياباً لبعض الشركات القابضة عن حركة التداول، متسائلة في الوقت ذاته عن سبب هذا الغياب.
وترجع أم ناصر سبب التراجع في سوق الدوحة إلي أزمة الثقة بالسوق التي سادت أوساط المساهمين والمستثمرين في أعقاب التراجع الذي أصاب البورصة منذ أسبوع، مشيرة إلي أن الخوف والقلق تملك المتداولين جراء ما حدث فبدأوا يعرضون ويشترون بطريقة عشوائية خوفاً من الخسارة الكبيرة.
وتقدر أم ناصر خسارتها منذ اليوم الأول للتداول في بورصة الدوحة بالكبيرة لاسيما وأنها تتداول بمبالغ كبيرة في جميع القطاعات، معربة في الوقت نفسه عن أملها في أن تري السوق القطرية النور قريباً وتعود كما كانت عليه قبل الانهيار المالي الأمريكي الذي وقع في منتصف سبتمبر الماضي.
أما أم احمد التي تعمل في هذا المجال منذ خمس سنوات فبدت علي عكس قريناتها الأخريات فهي لم تكترث كثيراً لما يحصل للبورصة، واعتبرت أن الاسعار التي يتم التداول بها اليوم قريبة الي حد ما من الاسعار التي كانت سائدة في ذات الموسم العام الماضي علي حد قولها.
واعتبرت أم أحمد ان الأزمة الحاصلة هي ازمة عالمية، وأن ما لحق بالمؤسسات المالية والمصرفية في جميع الدول من خسارة هو أمر طبيعي، مشيرةبذلك الي أن معظم الاقتصاد العربي مرتبط بشكل كبير بالاقتصاد الأمريكي، وكذلك بالدولار الامريكي.
وإلي جانب هذا الرأي لم تخف أم احمد ان هناك خسارة كبيرة طالت الجميع، داعية جميع المتضاربين في سوق الدوحة خاصة الذين منوا بالخسارة الي الانتظار وعدم البيع الي أن يطرأ تحسن علي أوضاع البورصة.
وطالبت مستثمرة أخري لم ترغب بالافصاح عن اسمها حتي ولو بكنيتها بالعمل علي اتخاذ قوانين طارئة لهذه المرحلة الحرجة التي تمر بها الأسواق الخليجية حتي تعود الثقة من جديد للسوق وللمساهمين.
وقالت إن الكثير ممن تعرفهم أصيبوا بحالات نفسية صعبة جراء ما لحق بهم من خسائر، وأنهم فقدوا الثقة في السوق، وأعربت عن املها في أن يشهد الاسبوع الجاري تداولاً ايجابياً يقضي علي الحالة النفسية السيئة التي أصيب بها معظم المتداولين في سوق الدوحة.
وتؤكد أم راشد علي أن اتخاذ اجراءات وقائية من قبل الجهات الرسمية لانقاذ السوق القطرية أمر في غاية الأهمية، وذلك لأن ما حدث من تراجع للبورصة سيؤثر بشكل كبير علي حياة الكثيرين من سكان منطقة الخليج، التي تحظي فيها البورصات بحضور كبير من قبل المتداولين.
وأعربت عن تخوفها من أن يؤثر الإعصار المالي الامريكي بشكل أكبر علي المؤسسات المصرفية في منطقة شبه الجزيرة العربية، مطالبة في الوقت ذاته بالعمل علي تخفيض سعر الفائدة أسوة بالمؤسسات المالية الأخري.
أزمة ثقة سادت أوساط المساهمين والمستثمرين في أعقاب تراجع السوق
تقرير - إيمان نصار:
داخل قاعة التداول بسوق الدوحة للأوراق المالية، عيون تترقب وتحبس الدمع بين جفنيها حسرة علي المبالغ الطائلة التي ذهبت مع رياح الإعصار المالي، وقلوب تتذبذب، وأعصاب تتماسك تارة وتضعف تارة أخري.. متداولون رجالاً ونساء ارتبطت نبضات قلوبهم بنبضات شاشة عرض تداول الأسهم، اتخذوا من أجهزة الحاسوب والشاشات المعروضة نافذة يطلون منها علي ما يجري من هبوط وارتفاع للأسهم.
هذه الأجواء لم تكن لتسود في قاعات سوق الدوحة لولا الأزمة المالية الحاصلة بالولايات المتحدة الأمريكية التي أبت إلا أن تمر عبر الأطلسي وتبث بسمومها علي البورصة في كفة بلدان المنطقة، فدب القلق والخوف في أوساط المساهمين والمستثمرين فكانت الضربة الموجعة التي منيت بها الأسواق المالية العربية بما فيها الخليجية التي سجلت خلال الأيام الماضية انخفاضات حادة طالت قطاعات مختلفة.
ويجمع العديد من الخبراء الاقتصاديين علي أن السبب الرئيسي الذي يقف وراء الخسارة التي لحقت بالأسواق الخليجية هو القلق والخوف من التداعيات التي ستخلفها أزمة ليمون برذرز الأمريكي علي المؤسسات والأسواق المالية العربية، إلي جانب التخوف من عدم اتخاذ إجراءات وقائية علي المستوي الرسمي من أجل إنقاذ ما تواجهه البورصة.
الراية الاقتصادية كانت قد قضت الخميس أمس الأول لحظات في القاعة النسائية بسوق الدوحة للأوراق المالية وتابعت عن قرب ما يجري، ورصدت الأجواء السائدة بين المتداولات، حيث بدت ملامح الخسائر ظاهرة علي وجوههن، كما عكست تصرفاتهن حجم القلق الذي يسيطر عليهن، حيث لا تتواني المستثمرة أم خالد عن الكشف عن خسارتها التي منيت بها جراء الإعصار المالي.
وتقول إنها تلقت ضربة قوية وموجعة، لافتة إلي أنها خسرت نحو 80% من المبلغ الذي استثمرته في البورصة منذ بدأت أسهم السوق بالتراجع.
وتطلق أم خالد صرخة من الأعماق قائلة: نحن الآن في كارثة، متسائلة من سينقذنا؟ وأين هي إجراءات حماية المستثمرين في الدوحة؟ وهل هذا الإهمال تحريض لكي ننسحب من السوق ونتجه إلي أسواق أخري؟ ليكون هذا التساؤل الأخير هو التحذير الذي دعت من خلاله أم خالد إلي سحب أموالها من السوق في حال استمر تراجع التداول وستتجه إلي دول أخري للاستثمار فيها .
ووصفت أم خالد ما يجري في سوق الدوحة بأنه عبارة عن مهزلة مشيرة بذلك إلي عدم الاكتراث بما لحق بالمستثمرين أصابهم بحالات نفسية انعكست بشكل سلبي علي حياتهم العملية والعائلية، إلي جانب أنها انعكست بشكل كبير علي مدي الثقة في السوق، كما وألقت أم خالد بالمسؤولية علي المسؤولين الذين لم يقوموا بوضع خطة لإنقاذ السوق من التراجع الذي يشهده.
وأشارت إلي أنها لاحظت غياباً لبعض الشركات القابضة عن حركة التداول، متسائلة في الوقت ذاته عن سبب هذا الغياب.
وترجع أم ناصر سبب التراجع في سوق الدوحة إلي أزمة الثقة بالسوق التي سادت أوساط المساهمين والمستثمرين في أعقاب التراجع الذي أصاب البورصة منذ أسبوع، مشيرة إلي أن الخوف والقلق تملك المتداولين جراء ما حدث فبدأوا يعرضون ويشترون بطريقة عشوائية خوفاً من الخسارة الكبيرة.
وتقدر أم ناصر خسارتها منذ اليوم الأول للتداول في بورصة الدوحة بالكبيرة لاسيما وأنها تتداول بمبالغ كبيرة في جميع القطاعات، معربة في الوقت نفسه عن أملها في أن تري السوق القطرية النور قريباً وتعود كما كانت عليه قبل الانهيار المالي الأمريكي الذي وقع في منتصف سبتمبر الماضي.
أما أم احمد التي تعمل في هذا المجال منذ خمس سنوات فبدت علي عكس قريناتها الأخريات فهي لم تكترث كثيراً لما يحصل للبورصة، واعتبرت أن الاسعار التي يتم التداول بها اليوم قريبة الي حد ما من الاسعار التي كانت سائدة في ذات الموسم العام الماضي علي حد قولها.
واعتبرت أم أحمد ان الأزمة الحاصلة هي ازمة عالمية، وأن ما لحق بالمؤسسات المالية والمصرفية في جميع الدول من خسارة هو أمر طبيعي، مشيرةبذلك الي أن معظم الاقتصاد العربي مرتبط بشكل كبير بالاقتصاد الأمريكي، وكذلك بالدولار الامريكي.
وإلي جانب هذا الرأي لم تخف أم احمد ان هناك خسارة كبيرة طالت الجميع، داعية جميع المتضاربين في سوق الدوحة خاصة الذين منوا بالخسارة الي الانتظار وعدم البيع الي أن يطرأ تحسن علي أوضاع البورصة.
وطالبت مستثمرة أخري لم ترغب بالافصاح عن اسمها حتي ولو بكنيتها بالعمل علي اتخاذ قوانين طارئة لهذه المرحلة الحرجة التي تمر بها الأسواق الخليجية حتي تعود الثقة من جديد للسوق وللمساهمين.
وقالت إن الكثير ممن تعرفهم أصيبوا بحالات نفسية صعبة جراء ما لحق بهم من خسائر، وأنهم فقدوا الثقة في السوق، وأعربت عن املها في أن يشهد الاسبوع الجاري تداولاً ايجابياً يقضي علي الحالة النفسية السيئة التي أصيب بها معظم المتداولين في سوق الدوحة.
وتؤكد أم راشد علي أن اتخاذ اجراءات وقائية من قبل الجهات الرسمية لانقاذ السوق القطرية أمر في غاية الأهمية، وذلك لأن ما حدث من تراجع للبورصة سيؤثر بشكل كبير علي حياة الكثيرين من سكان منطقة الخليج، التي تحظي فيها البورصات بحضور كبير من قبل المتداولين.
وأعربت عن تخوفها من أن يؤثر الإعصار المالي الامريكي بشكل أكبر علي المؤسسات المصرفية في منطقة شبه الجزيرة العربية، مطالبة في الوقت ذاته بالعمل علي تخفيض سعر الفائدة أسوة بالمؤسسات المالية الأخري.