المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " جود السوق ولا جود البضاعة "



سمرقند
12-10-2008, 12:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

كل عام وانتم بالف خير

قرات قصة جميلة ل د.أنس بن فيصل الحجي أكاديمي وخبير في شؤون المال النفط

وهي تنطوي على شرح مبسَّط جداً لأزمة المال الأمريكية


قال تعالى
وأحل الله البيع وحرم الربا

يعيش 'سعيد أبو الحزن' مع عائلته في شقة مستأجرة وراتبه ينتهي دائما قبل
نهاية الشهر. حلم سعيد أن يمتلك بيتاً في 'أمرستان'، ويتخلص من الشقة التي
يستأجرها بمبلغ 700 دولار شهرياً. ذات يوم فوجئ سعيد بأن زميله في العمل،
نبهان السَهيان، اشترى بيتاً بالتقسيط. ما فاجأ سعيد هو أن راتبه الشهري هو
راتب نبهان نفسه، وكلاهما لا يمكنهما بأي شكل من الأشكال شراء سيارة مستعملة
بالتقسيط، فكيف ببيت؟ لم يستطع سعيد أن يكتم مفاجأته فصارح نبهان بالأمر،
فأخبره نبهان أنه يمكنه هو أيضاً أن يشتري بيتا مثله، وأعطاه رقم تلفون
المكتب العقاري الذي اشترى البيت عن طريقه
لم يصدق سعيد كلام نبهان، لكن رغبته في تملك بيت حرمته النوم تلك الليلة،
وكان أول ما قام به في اليوم التالي هو الاتصال بالمكتب العقاري للتأكد من
كلام نبهان، ففوجئ بالاهتمام الشديد، وبإصرار الموظفة 'سهام نصابين' على أن
يقوم هو وزوجته بزيارة المكتب بأسرع وقت ممكن. وشرحت سهام لسعيد أنه لا
يمكنه الحصول على أي قرض من أي بنك بسبب انخفاض راتبه من جهة، ولأنه لا يملك
من متاع الدنيا شيئا ليرهنه من جهة أخرى. ولكنها ستساعده على الحصول على
قرض، ولكن بمعدلات فائدة عالية
ولأن سهام تحب مساعدة 'العمال والكادحين' أمثال سعيد فإنها ستساعده أكثر عن
طريق تخفيض أسعار الفائدة في الفترة الأولى حتى يقف سعيد على رجليه.. كل هذه
التفاصيل لم تكن مهمة لسعيد. المهم ألا تتجاوز الدفعات 700 دولار شهريا
*******
باختصار، اشترى سعيد بيتاً في شارع 'البؤساء' دفعاته الشهرية تساوي ما كان
يدفعه إيجاراً للشقة. كان سعيد يرقص فرحاً عندما يتحدث عن هذا الحدث العظيم في
حياته.. فكل دفعة شهرية تعني أنه يتملك جزءا من البيت، وهذه الدفعة هي التي
كان يدفعها إيجارا في الماضي. أما البنك، بنك التسليف الشعبي، فقد وافق على
إعطائه أسعار فائدة منخفضة، دعما منه 'لحصول كل مواطن على بيت'، وهي العبارة
التي ذكرها رئيس البلد، نايم بن صاحي، في خطابه السنوي في مجلس رؤساء
العشائر
مع استمرار أسعار البيوت في الارتفاع، ازدادت فرحة سعيد، فسعر بيته الآن
أعلى من الثمن الذي دفعه، ويمكنه الآن بيع البيت وتحقيق أرباح مجزية. وتأكد
سعيد من هذا عندما اتصل ابن عمه سحلول ليخبره بأنه نظرا لارتفاع قيمة بيته
بمقدار عشرة آلاف دولار فقد استطاع الحصول على قرض قدره 30 ألف دولار من
البنك مقابل رهن جزء من البيت. وأخبره أنه سينفق المبلغ على الإجازة التي
كان يحلم بها في جزر الواق واق، وسيجري بعض التصليحات في البيت. أما الباقي
فإنه سيستخدمه كدفعة أولية لشراء سيارة جديدة
*******
القانون لا يحمي المغفلين
إلا أن صاحبنا سعيد أبو الحزن وزميله نبهان السهيان لم يقرآ العقد والكلام
الصغير المطبوع في أسفل الصفحات. فهناك فقرة تقول إن أسعار الفائدة متغيرة
وليست ثابتة. هذه الأسعار تكون منخفضة في البداية ثم ترتفع مع الزمن. وهناك
فقرة تقول إن أسعار الفائدة سترتفع كلما رفع البنك المركزي أسعار الفائدة
وهناك فقرة أخرى تقول إنه إذا تأخر عن دفع أي دفعة فإن أسعار الفائدة تتضاعف
بنحو ثلاث مرات
والأهم من ذلك فقرة أخرى تقول إن المدفوعات الشهرية خلال السنوات الثلاث
الأولى تذهب كلها لسداد الفوائد. هذا يعني أن المدفوعات لا تذهب إلى ملكية
جزء من البيت، إلا بعد مرور ثلاث سنوات
بعد أشهر رفع البنك المركزي أسعار الفائدة فارتفعت الدفعات الشهرية ثم
ارتفعت مرة أخرى بعد مرور عام كما نص العقد. وعندما وصل المبلغ إلى 950
دولاراً تأخر سعيد في دفع الدفعة الشهرية، فارتفعت الدفعات مباشرة إلى 1200
دولار شهريا. ولأنه لا يستطيع دفعها تراكمت عقوبات إضافية وفوائد على
التأخير وأصبح سعيد بين خيارين، إما إطعام عائلته وإما دفع الدفعات الشهرية،
فاختار الأول، وتوقف عن الدفع
في العمل اكتشف سعيد أن زميله نبهان قد طُرد من بيته وعاد ليعيش مع أمه
مؤقتا، واكتشف أيضاً أن قصته هي قصة عديد من زملائه فقرر أن يبقى في البيت
حتى تأتي الشرطة بأمر الإخلاء. مئات الألوف من 'أمرستان' عانوا المشكلة
نفسها، التي أدت في النهاية إلى انهيار أسواق العقار
*******
أرباح البنك.. الذي قدم قرضا لسعيد.. يجب أن تقتصر على صافي الفوائد التي
يحققها من هذا القرض، ولكن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد. قام البنك ببيع
القرض على شكل سندات لمستثمرين، بعضهم من دول الخليج، وأخذ عمولة ورسوم
خدمات منهم. هذا يعني أن البنك كسب كل ما يمكن أن يحصل عليه من عمولات وحول
المخاطرة إلى المستثمرين
المستثمرون الآن يملكون سندات مدعومة بعقارات، ويحصلون على عوائد مصدرها
مدفوعات سعيد ونبهان الشهرية. هذا يعني أنه لو أفلس سعيد أو نبهان فإنه يمكن
أخذ البيت وبيعه لدعم السندات. ولكن هؤلاء المستثمرين رهنوا هذه السندات،
على اعتبار أنها أصول، مقابل ديون جديدة للاستثمار في شراء مزيد من السندات
نعم، استخدموا ديونا للحصول على مزيد من الديون! المشكلة أن البنوك تساهلت
كثيرا في الأمر لدرجة أنه يمكن استدانة 30 ضعف كمية الرهن
باختصار، سعيد يعتقد أن البيت بيته، والبنك يرى أن البيت ملكه أيضاً.
المستثمرون يرون أن البيت نفسه ملكهم هم لأنهم يملكون السندات. وبما أنهم
رهنوا السندات، فإن البنك الذي قدم لهم القروض، بنك 'عماير جبل الجن'، يعتقد
أن هناك بيتا في مكان ما يغطي قيمة هذه السندات، إلا أن كمية الديون تبلغ
نحو 30 ضعف قيمة البيت
*******
أما سحلول، ابن عم سعيد، فقد أنفق جزءا من القرض على إجازته وإصلاح بيته، ثم
حصل على سيارة جديدة عن طريق وضع دفعة أولية قدرها ألفا دولار، وقام بنك
'فار سيتي' بتمويل الباقي. قام البنك بتحويل الدين إلى سندات وباعها إلى بنك
استثماري اسمه 'لا لي ولا لغيري'، الذي احتفظ بجزء منها، وقام ببيع الباقي
إلى صناديق تحوط وصناديق سيادية في أنحاء العالم كافة. سحلول يعتقد أنه
يمتلك السيارة، وبنك 'فار سيتي' يعتقد أنه يملك السيارة، وبنك 'لالي ولا
لغيري' يعتقد أنه يمتلك السيارة، والمستثمرون يعتقدون أنهم يملكون سندات لها
قيمة لأن هناك سيارة في مكان ما تدعمها. المشكلة أن كل هذا حصل بسبب ارتفاع
قيمة بيت سحلول، وللقارئ أن يتصور ما يمكن أن يحصل عندما تنخفض قيمة البيت،
ويطرد سحلول من عمله
*******
القصة لم تنته بعد
بما أن قيمة السندات السوقية وعوائدها تعتمد على تقييم شركات التقييم هذه
السندات بناء على قدرة المديون على الوفاء، وبما أنه ليس كل من اشترى البيوت
له القدرة نفسها على الوفاء، فإنه ليست كل السندات سواسية. فالسندات التي تم
التأكد من أن قدرة الوفاء فيها ستكون فيها أكيدة ستكسب تقدير 'أ'، وهناك
سندات أخرى ستحصل على 'ب' وبعضها سيصنف على أنه لا قيمة له بسبب العجز عن
الوفاء
لتلافي هذه المشكلة قامت البنوك بتعزيز مراكز السندات عن طريق اختراع طرق
جديدة للتأمين بحيث يقوم حامل السند بدفع رسوم تأمين شهرية كي تضمن له شركة
التأمين سداد قيمة السند إذا أفلس البنك أو صاحب البيت، الأمر الذي شجع
المستثمرين في أنحاء العالم كافة على اقتناء مزيد من هذه السندات. وهكذا
أصبح سعيد ونبهان وسحلول أبطال الاقتصاد العالمي
في النهاية، توقف سعيد عن سداد الأقساط، وكذلك فعل نبهان وسحلول وغيرهم،
ففقدت السندات قيمتها، وأفلست البنوك الاستثمارية وصناديق الاستثمار
المختلفة.. أما الذين اشتروا تأمينا على سنداتهم فإنهم حصلوا على قيمتها
كاملة، فنتج عن ذلك إفلاس شركة التأمين أي آي جي
عمليات الإفلاس أجبرت البنوك على تخفيف المخاطر عن طريق التخفيض من عمليات
الإقراض، الأمر الذي أثر في كثير من الشركات الصناعية وغيرها التي تحتاج إلى
سيولة لإتمام عملياتها اليومية، وبدأت بوادر الكساد الكبير بالظهور، الأمر
الذي أجبر حكومة أمرستان على زيادة السيولة عن طريق ضخ كميات هائلة لإنعاش
الاقتصاد الذي بدأ يترنح تحت ضغط الديون للاستثمار في الديون

لمن يقرأ هذه القصة ويتمعن فيها يمكن ان يتبصر فيما يحصل للسوق فاسواق الخليج

اصبحت خارج التغطية

لا زال هناك من يحلل السوق فنيا ً او يحلل الاسواق بتحليل اساسي وهو ذات المكررات الارباح، وكل مرة يحدد أهداف دنيا ً للأسهم وربما يتفاخر بمدى توقع كثير من الاسهم لمستويات فنية أصبحت عبر أجزاء بينما الاسواق هي حددت أهداف حتى السحرة لم يحددوها.


فحينما يحدد المحلل هدف فني لسهم او للسوق وينزل عن المستوىالذي حدده بمقدار 50% ويعيد التحليل وينزل 20% هذا لا يسمى تحليل بل نوع من أنواع " الدجل " لأن ما يحصل بالأسواق هي " معطيات اقتصادية " لا دخل لها لا بتحليل فني او حتى تحليل اساسي مكررات ارباح.


الغاية ان هناك أزمة لا تستدعيها ولا يجول في الفكر ان يستخدم الإنسان الا " الواقع " بدون تعقيدات هندسية وحينما تسقط السقطة نبدأ نقول " أزمة " بعد ان توالت الخسائر وبعد ان كان من لا يؤمن بالأحداث الاقتصادية أصبح الآن يؤمن فيها ومن كان لا يؤمن بالأحداث السياسية أصبح اليوم يؤمن فيها.



ما أريد قوله وإن كنت قاس ٍ بعض الشيء برجاء من يؤمن بالتحليل الفني في هذه الفترة ان لا يحرج نفسه كثيرا ً بتلك الرسومات ومن يؤمن بالتحليل الاساسي ان لا يحرج نفسه كثيرا ً لأن أسعار الشركات أصبحت أقل من " 00000" ..!



الاسعار " مغرية " نعم لكن المثل يقول " جود السوق ولا جود البضاعة " ، قبل هذه الأزمة ومن سنتين وانا اتابع كل الاسواق يوميا ً وما يحدث فيها ، ما لفت نظري هو التقرير الذي صدر قبل 3 شهور عن توقع انهيار الاسواق الخليجية خلال الثلاثة الشهور القادمة، لا اعلم لماذا كان هذا التقرير الوحيد الذي لفت نظري عن بقية التقارير وكان أبرز الأسباب التي بررتها هو " ضعف السيولة " بجميع الاسواق الخليجية.



كلنا نخطىء بتقديراتنا لكن لا نصر على متابعة الخطأ ويجب علينا ان لا نكابر، وأن نكون متواضعين دوما ً في هذه الحياة المليئة بالتجارب هي ما تعلمنا يوما ً ان هذا السوق أضعف كبار المستثمرين ومن يملكون المعلومة الموثوقة فلا ندعي دوما ً نحن على " صواب " حتى لا نرتكب بحق انفسنا والآخرين ما يستدعي الضحك.



أخيرا ً المريض النفسي يحتاج لعدة جلسات حتى يتعافى والاسواق تحتاج لهذا الأمر ، نحن لسنا بمعزل على اسواق العالم ومن يظن ذلك " واهم " سيما اسعار البترول بدأت تنخفض، وهناك تجار ربما يتعرضون لخسائر في تجارتهم.

سمرقند
15-10-2008, 11:49 AM
لا تسلم عقلك دوما ً في اسواق المال احفظ هذه الجملة ويجب عليك لا تنسى الأحداث الماضية لمجرد رؤية اللون الاخضر

هذا الأمر ليس سبيل للسلبية ولكن نحتاج لبعض الوقت من الزمن لرؤية المشهد كاملا ً ..



ما وضحته سابقا هو مبعث قلق متواصل للإقتصاديين وكنت أتحدث مع الزملاء حول السندات التي تملكها الحكومة والتي للأسف لم تصرح لها ولم تتطرق لها، فهل معقول دولة كقطر وعلاقتها المتينة مع امريكا لا تملك سندات ولم تتورط صناديقها الخاصة لخسائر مما سوف يجنبها دعم " مؤقت " لكثير من المشاريع الاقتصادية

هناك تصاريح وكأننا نعيش بين أطفال مرة يقول بلعب ومرة يقول ما اعرف العب ..!

التصاريح التي تصدر من المسؤولين متناقضة بشكل واضح وكبير حتى في التصريح الأخير
بشراء 10-20% من اسهم البنوك وهو بين 11 و22 مليار وهل هو عن طريق رفع راس
المال او شراء الاسهم المتداولة
رغم ان المبلغ قليل الا انت مجبر تأجل مشروعك بسبب الأزمة الإئتمانية فالدولة سوف تغطي كثير من المراكز وسوف تدعم استثماراتها بالخارج حاليا ً ..!

والذي متوقع تساهم في دفع الفاتورة ..؟!