المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مملكة الموتى!!!! كل شيئ عن ما يحدث في مشرحة حمد الطبية



Golden_men
12-10-2008, 02:46 PM
كثير منا يسمع عن المشرحة أو الطب الشرعي لكن لا أحد يعرف كيف يتم العمل..
جريدة العرب دخلت للمكلة الموتى ونقلت لكم التفاصيل التالية:


المشرحة».. «المصير» الذي ينفر منه الأحياء
«العرب» ترصد حكايا مفزعة وطــرائــــف غريبــــــة من «مملكـــة الموتــــــــى»

الدوحة - تحقيق: إسماعيل طلاي
«أنصحك أن ترى جثة ميت ليزداد يقينك وإيمانك..»، قالها الموظف الفلسطيني الشاب أشرف شرف، الذي التحق بمشرحة مستشفى حمد حديثا، وهو الذي دفعته الصدفة وحدها إلى العمل في قسم حفظ الجثث.. ظل يلح علي بقبول التحدي، تحدي رؤية جثة هامدة لأول مرة.. محاولا أن يزيل عني لحظة الخوف والتردد التي تسكن بداخلي.. شعور بالخوف، يقابله خوف آخر أكبر.. الخوف من تهمة «الجبن».. وضمير مهني يضايقني بسؤال آخر: كيف يمكن لك أن تجري تحقيقا عن عالم الأموات في المشرحة، دونما ترى جثة هامدة؟!!.
صراع داخلي لبضع دقائق، وبالكاد حسمت أمري وأحكمت أنفاسي استعدادا لرؤية المنظر، باغتني الطبيب وهو يزيل الستار الأبيض من وجه الرجل الفلبيني الذي انطفأت روحه قبل يوم فقط.. ليس هينا أن أستعيد الشعور لحظتها.. كان ذلك أشبه بزلزال عنيف هز أطرافي.. شعرت بدوار يلف رأسي ورغبة في الهروب من المشرحة فورا، لحظة أزال الطبيب الستار عن جثة العامل الفلبيني.. سبحان الله.. رجل حي بشعره ولحيته، لا يحرك ساكنا.. ثم جثة ثانية..عامل سيرلانكي أكل الدود ما تبقى من أحشائه بعد أن وافته المنية فجأة في مكان معزول ولم يلتفت له أحد إلا بعد أسبوعين من رحيله..!
لا أذكر كم مرة حوقلت وأنا أشاهد الرأس مفصولا عن الجثة.. بالمقابل، هدوء غريب كان يسكن الطبيب الشرعي ومساعده، لم يهزهم قيد أنملة هول المنظر..!
«هكذا سيزداد إيمانك» قال مساعد الطبيب مجددا.. قبل أن يلوح بابتسامته، محاولا التخفيف من روعي..»لا عليك، هكذا الحال في أول مرة».. وبالكاد استعدت أنفاسي، دخل الدكتور العراقي الغرفة مخاطبا: هان، هل رأيت الجثة؟! رددت عليه ببضع كلمات استخرجتها بصعوبة..»نعم رأيتها وأريد أن أخرج لدقائق لأستعيد هدوء نفسي».. فقاطعني: «طيب، ما رأيك أن تحضر معي غدا جثة تشريح جسد صبي؟».. انتفضت في وجهه بأدب، معلنا رفضي القاطع فورا، كمن دعاني لارتكاب جريمة..!
لم تكن هذه حلقة من مسلسل «إكس فايلز» أو حلقات «الفريد هيتشكوك».. إنه عالم الأموات الذي دخلته «العرب» بمصلحة قسم الجثث بمستشفى حمد العام حيث لا حركة كثيفة، ولا طوابير.. ستة موظفين فقط حكوا لـ «العرب» قصصا غريبة عن عالم الأموات.

أطباء لا يعرفون المشرحة..!

حركية كثيفة كان تعج بها كواليس مستشفى حمد في يوم صيفي حار، وطوابير في كل مكان بين من جاء لإجراء فحص طبي، أو زيارة قريب له.. ويندر أن تجد جناحا معينا فارغا، أو قسما معينا لا يقف أمامه عشرة أشخاص على الأقل.
أكثر من شخص سألناه عن مكان المشرحة، وكانت الأجوبة متشابهة.. كلمة أو كلمتين أو إيماءة، أو مجرد هزة رأس خفيفة إلى الأعلى.. ليكون الجواب: لا أعرف.. لا علم لي.. اسأل في الاستعلامات. بينما ارتسمت علامات الاستغراب لدى البعض!
وسرعان ما يزداد العجب حينما تعجز عن إيجاد جواب لدى أطباء بالمستشفى!.. عدد ممن التقينا به أكدوا أنهم لا يعرفون مكان المشرحة.. ربما يعرفون كل أقسام المستشفى.. لكن ما بال المشرحة؟.. فمن يرغب في السؤال عن مكان الجثث.. إلا من ابتلي بمصاب جلل..
كانت علامات الاستغراب والتقزز تطاردني من أول وهلة قررت فيها أن أجري تحقيقا في قسم حفظ الجثث.. بدءا بزملائي الصحافيين أنفسهم.. بعضهم قال لي: ما بالك، ألم تجد ما تفعل! وآخر قال: أعوذ بالله.. يا أخي اكتب عن الأفراح، عن أشياء جميلة، ما بالك تبحث عما تنكد به حياتك.. وحياة القراء!
قلة من يرغب في «النكد».. فنشرات الأخبار لا تلبث تذيقنا ما يكفي من «وجبات الأخبار المسممة» والمثيرة للضجر، فلا عجب إذا أن ينفر الكل من المشرحة، أو يجهل أو حتى يتجاهل أطباء مكان تواجد المشرحة!
صديقي المصور أبوبكر كان يعرف المشرحة، فأحد أقاربه يعمل هناك.. لكنه نسي في أي طابق هي، فهو بالكاد يدخل يوميا ليوصل أحد أقاربه، ثم يهم بالمغادرة سريعا.. كنا نقترب تدريجيا من باب المشرحة، حينما سألته: أمستعد للدخول ورؤية الجثث؟ فرد جازما بمزيج من الهندية والعربية.. «أنا ممكن يدخل، بس أنا ما يشوف جثة..أستغفر الله.. أنا يشوف قبل واحد قريب.. أوف.. صعب كثير».. قالها أبوبكر ضاحكا، وهو يحذرني سلفا مما ينتظرني!

سكوت.. أنتم تقتربون من مملكة الأموات

شيئا فشيئا، بدأ الطريق نحو المشرحة يخلو من الأطباء والمرضى والزوار.. لا عجب، فقد اقتربنا من حيث ينفر الكل.. إنها المشرحة أخيرا.. لا من لافتة ضخمة تشير إليها.. ولا طوابير أمام الباب.. ولا حاجة لرجل أمن أو سكرتير أو استحضار إذن الدخول على بعد أمتار، كما قد تجده في باقي الأجنحة!
هدوء.. صمت يعمر المكان.. وشيئا فشيئا بدأ يختلجني شعور غريب بالهيبة والخشوع.. قشعريرة تملأ ثنايا جسدي.. شخص، اثنان، ثلاثة، أربعة.. خمسة.. ستة.. وفقط! المكان نظيف، ولا تشتم فيه رائحة الجثث، ولا من ضجيج أو شكاوى.. مكتب مديره الدكتور محمد أحمد عبد الرزاق، إلى جنب المشرحة.. مكتب صغير جدا، ومتواضع، قد لا يحتاج الدكتور لأرائك فخمة، ومكيفات من آخر طراز.. فضيوف الدكتور ليسوا كثيرين كزملائه في باقي الأجنحة بالتأكيد!
بمدخل المشرحة، وقف ثلاثة أشخاص، آسيويان وفلسطيني.. ورابع يعمل سائقا بالمشرحة لنقل الجثث.. ستة أشخاص، هم كل طاقمها.. حسبتهم للمرة الأولى مساعدي إدارة.. قبل أن يطلعوني على هوياتهم.. نحن موظفو المشرحة، نساعد الدكتور عبدالرزاق.
قاعة انتظار بها قرابة عشرين كرسيا جهزت حديثا.. ومكتب صغير يقف خلفه الموظفون الثلاثة، يداومون يوميا بين قاعة تشريح الجثث أو خلف جهاز الكومبيوتر يدونون يوميا أسماء المتوفين، وعدد الجثث التي تصل قبيل تسليم تصريح بالوفاة لذوي الميت.

لوحة.. سكين.. وماء لتقطيع جسد الميت

على خلاف ما نشاهده في الأفلام، لم يطلب منا لبس ثوب خاص قبيل الدخول إلى المشرحة، ولم تكن هناك إجراءات معقدة أو أبواب عازلة كثيرة.. باب واحد صغير فقط، تدفعه، ليخاطبك مدير المشرحة: أهلا بك في بيت الجثث!قاعة كبيرة بها أكثر من عشر ثلاجات، بعضها استقدم حديثا.. تحمل كلها أرقام معينة، تشير إلى أصحاب الجثث.. وبالجنب قاعة صغيرة..هنا تشرح الجثث، على طاولة حديدية، تضم حنفية ومرشا لغسل جسد الميت، قبيل البدء في تشريح أنحاء جسمه.
لوحة صغيرة، ومقص، وأدوات متخصصة وحديثة استوردت من الخارج، تساعد على قطع جسد الميت، وتشريحه، قبيل إعادة تخييطه..ليس في المشرحة الشيء الكثير لتراه أو تكتب عنه.. هنا يمكنك أن تكتب عن الصمت، وتؤلف كتابا عن كل جثة تراها.. وعن تفاصيل الجثث التي يعاد تخييطها بعد التشريح..
أطفال، شيوخ، وشباب في عمر الزهور كانوا يضجون حيوية، قبل أن تتوقف فيهم الروح.. وما أدراك ما الروح.. فسبحان من يحيي الأنفس بعد موتها.. وسبحان الله، كيف يتحول ذلك الشباب بعضلاته المفتولة وجسده الرياضي إلى أشبه بصخرة أو حجارة كبيرة.. ساعة تنزع منه الروح!

في البحث عن النوم.. بعد يوم غير عادي!

بالكاد كنت أشعر بخطوات قدميّ تطأ الأرض، وأنا أغادر المشرحة بعد أكثر من ساعة قضيناها في مملكة الأموات.. فبدت الطريق طويلة جدا.. شعور بالخوف.. وخشوع.. وتدبير.. وصور الجثث تذكر المرء بيوم يدخل فيه الثلاجة كحال هؤلاء..
«كيفك يا إسماعيل؟».. قالها رئيس القسم ضاحكا، قبل أن يعقب:.. يبدو أن آثار الجثث قد بدأت تظهر عليك.. لا بد أن ترتاح قليلا»..
للمرة الأولى ربما لم أشعر برغبة جامحة في الذهاب إلى البيت باكرا، ولم أكن أرغب في النوم.. تذكرت ما كنت أسمعه مذ كنت صغيرا عن عالم الأشباح، وحديث زملائي لي وهو يحذرونني.. اقرأ القرءان كثيرا قبل أن تنام الليل، حتى لا ترى أحلاما مزعجة..
لم أكن يوما أحب أفلام الرعب بتاتا.. لكني أيضا لم أكن أصدق الكثير من تلك الحكايات عن كوابيس الليل.. والأشباح.. لكني أعترف الآن: ليلتها، شعرت بخوف من النوم، فاستسلمت لجبني.. وتركت المصباح مشتعلا طول الليل.. وفضلت النوم في قاعة الضيوف الفسيحة، على غرفة النوم!

* أشرف شريف أصغر موظف بالمشرحة لـ «العرب»:... الصدفة.. قادتني إلى تشريح الأموات:
الدوحة - العرب

هل يمكن للصدفة أن تقودك إلى اختيار مهنة التشريح في مصلحة حفظ الجثث؟ قد يبدو مجرد السؤال ضربا من الجنون لدى البعض، لكن الشباب الفلسطيني أشرف شريف في حديثه لـ «العرب»، يجد الأمر طبيعيا، بل إنه يثير الفضول والدهشة وهو يحدثك عن مغامرته، معتبرا أن لا شيء يهز كيانه وهو يساعد الطبيب الشرعي في تشريح الجثث بمستشفى حمد.

¶ أنت أصغر موظف بالمشرحة (23 عاما)، هل اختيارك لمهنة الطب الشرعي كان بناء على دراسات علمية؟
- لا، فأنا خريج ثانوية، وتابعت دورات تدريبية خارج المهنة.

¶ كيف دخلت عالم تشريح الجثث إذا؟
- في الواقع جئت في زيارة إلى المشرحة صدفة، حيث كنت بالمستشفى لزيارة زملاء أطباء، ووجدت نفسي صدفة أمام باب المشرحة فقررت الدخول وتجولت عبر أركانها واستطلعت ظروف العمل بها، وبعد زيارات متوالية وحديث مع العاملين هنا لفترة طويلة، اقتنعت بالعمل هنا.

¶ يعني الفضول قادك إلى المهنة؟
- نعم. فليس أي شخص يأتي لزيارة المكان، وأعجبتني المهنة فاخترتها وتدربت عليها والحمد لله وفقت في ذلك.

¶ وما مجال عملك من قبل؟
- لم أكن أعمل.

¶ ألم ينتابك الخوف من العمل في تشريح الجثث؟
- أبدا، يبدو ذلك لأول وهلة، لكن ليس هناك أي خوف. ربما تبدو المهنة شيئا جديدا، وشعرت بالاستغراب في البداية لأنك تدخل مجالا جديدا، لكن لم يحدث لي انفعال نفسي أبدا، ومع مرور الوقت تتعود. بالمقابل، كانت لدي رغبة في العمل رغم تحذيرات بعض الناس.

¶ كيف كان شعورك وأنت تقف لأول مرة أمام جثة؟
- عادي، شيء جديد في حياتك ولكن تتعود عليه. أنا أساعد الطبيب وأسجل دخول وخروج الجثامين، ولكني لا أشرّح الجثث حاليا، لكني قد أفعل ذلك مستقبلا إن تابعت دراسات تخصصية.

¶ ما هي أكثر الجثث أشد وقعا على نفسك؟
- أكثر ما يؤلم هي جثث الشباب والأطفال ضحايا حوادث المرور للأسف! خاصة وأن أغلب ضحايا حوادث المرور في العشرينيات، أو أطفال ضحايا لتلك لحوادث. وأحيانا تحزن أكثر على الأم التي تأتي لتتعرف على جثة ابنها الذي فقدته بسبب تهور في السياقة! وأذكر أب توفي له ولدان في حادث مرور، وانهار أمامنا، فتذكرت وفاة صديق في حادث مرور قبل سنوات طويلة.



* محمد عبد الرزاق مدير المشرحة بمستشفى حمد لـ «العرب»:
أذهلني قطري ارتجل قصيدة معترفاً بالتسبب في مقتل ابنه:

لم يكن الدكتور محمد أحمد عبدالرزاق شخصا عنيفا أو بلا رحمة، أو ميت القلب كما يحلو للبعض وصف الطبيب الشرعي، فرغم أن الرجل دأب طيلة عشرات السنوات على تشريح آلاف الجثث بين العراق وقطر، ومرت على يديه أشلاء متعفنة، وشخصيات مرموقة وسياسية تولى شق أجسادها، إلا أن الرجل يبدو هادئا وطيبا، بل ويتحول إنسانا عاطفيا حينما يحدثك عن الأطفال الذين يبكي أمامهم ويرق لهم قلبه كلما استلم جثة أحدهم.. ويعتصر الدكتور العراقي ألما وهو يحدثك عن حزنه كلما تسلم جثة شاب في عمر الزهور، خطفه الموت بغتة بسبب حادث مرور، عادة ما يكون الأولياء سببا فيه بإهمالهم لأبنائهم، أو الترخيص لهم بالسياقة، دونما رخصة أحيانا!



¶ هل لك أن تعود بنا إلى أولى ذكرياتك مع حفظ الجثث، منذ بدأت امتهان الطب الشرعي؟
- لدي ماجستير في الطب الشرعي والقانون الجنائي. وبداياتي الأولى كانت سنة 1991، وقتها أذكر أنه كان دوما يشد انتباهي متابعة وحل قضايا الجرائم التي تحدث، وولع وشغف لمعرفة الطريقة المثلى لمساعدة القضاء في تشخيص حالات الوفيات وأسبابها، فكان هذا سببا مباشرا لدخولي تخصص الطب الشرعي، فالتحقت بالمهنة، ومن يومها أصبحت أتابع تلك القضايا، وأبحث في تشخيص أسباب الوفيات، وكيف يمكن أن تساعد كطبيب شرعي في تحقيق العدالة للقبض على الجاني وتشخيص مسببات الوفاة الحقيقية.

¶ وماذا عن أولى أيامك في المشرحة؟
- كنت مسؤولا في مؤسسة رسمية بالعراق، وأمارس مهنة الجراحة، وكنت أعيش تفاصيل الوفيات وفروقاتها باستمرار، فما كانت عائقا ولا شكلت مشكلة، لأنني تدرجت في المهنة، فلم تكن هناك صعوبة.

¶ كانت البدايات صعبة؟
- لا أخفيك سرا أنه أحيانا في القضايا البشعة، لما تكون صيغة تعامل الجاني بشعة مع الضحية تؤثر وتحز في نفسك تفاصيلها وحيثيات الجريمة، فطبيعي أن يكون هناك انفعال نفسي في قسم قضايا الجرم، ولا أحد يمكنه أن ينفي تعرضه لذلك، لكن إلى حد محدود.

¶ فيم تكمن صعوبة ومشقة مهنة الطب الشرعي؟
- أساس المهنة هو البحث عن حقيقة في مجهول، فأنت تتعامل عادة مع ضحية متوفاة أو ضحية مساء إليها، وجسدها مشوه، وحتى في قضايا الاغتصاب والقتل مثلا، فالمعلومات التي تصلك من الضحية تكاد تكون معدومة أو مضللة، لأن المتوفي لا يقدم لك معلومات أكيدة طبعا، كما أن الشخص الذي يبقى على قيد الحياة يصعب أن تحصل منه على إجابات قاطعة، لأن نفسيته لا تساعده على ذلك، ومن هنا أقول: إن تعاملك مع هذه القضايا يتطلب أن تكون لديك مصداقية عالية وتكون واضحا في كل آرائك التي على أساسها يبنى قرار المحكمة، ومن هنا تكمن صعوبة مهنة الطب الشرعي! بتعبير آخر: أنت كطبيب شرعي لا يحق لك أن تتوقع تفسيرات أو حلول، بمعنى: لا يجوز لك مطلقا أن تقول أتوقع! فالمطلوب هو أدلة قاطعة لأنك تتعامل مع هيئة المحكمة التي تطلب منك دليلا قاطعا. ولا يجوز مطلقا وضع الافتراضات، بل ما هو مطلوب منك أن ترى حقائق على جسد المصاب وتدونها بما هي عليه، ولا يجوز إضافة أي توقعات، بل نقل حقائق بكل تفاصيلها.

¶ ما هي حدود مهام التحقيق بين الطبيب الشرعي والشرطة؟
- من الناحية العملية، الطب الشرعي هو علم يربط بين القضاء والطب، وأساس وظيفة الطب الشرعي: معرفة أسباب الوفاة الحقيقية وتقريبها إلى القضاء. أما من ناحية الإصابة: فهو تحديد نوعية الإصابة ودرجتها، ودرجة العجز إن وجدت، وتفاصيل مطابقة الناحية الوراثية، أو تبعية الولد مثلا والبنت، أو إثبات حالات الاغتصاب مثلا، وتحديد درجات الإصابة، فكلها من اختصاص الطبيب الشرعي، فهو المزود الأساسي للقضاء بالمعلومات.والآن، حتى في حالات جرائم القتل، والوفيات المبهمة يستدعى الطبيب الشرعي إلى مكان الحادث لأخذ رأيه الفني والعلمي حول تفاصيل الوفاة. والطبيب الشرعي يمكنه أن يميز بين الانتحار والقتل من خلال موقع الجثة وتفاصيلها في موقع الجريمة، إضافة إلى المشاهدات التشريحية التي يتوصل إليها بعد تشريح الجثة وفحصها.

¶ وأين دور الشرطة العلمية هنا؟
- الشرطة ليست لها الخبرة العلمية لتحديدها وتقديمها إلى المحكمة، وواجباتها الأساسية تبدأ في المختبر الجنائي من أخذ البصمات، وعينات السوائل، والدم، وتحليلها، ودراسة موقع الحادث وتصويره.

¶ ما هي الحالات التي قد يستعصي فيها على الطبيب الشرعي التوصل إلى معرفة الحقيقة؟
- في حالات التفسخ والجثث المتعفنة، يعجز أحيانا الطبيب الشرعي في القول: إن سبب الوفاة ناجم عن إصابة وليس تسمما مثلا. فالكثير من السموم تحتفظ بها الجثث حتى بعد مرور السنين، فيكفي أن تأخذ عينة من التربة لتكشف عن قسم من السموم. أما الإصابات غير المصاحبة بكسور فيصعب تشخصيها في حالة التعفن الشديد.


¶ في هذا السياق، وكطبيب شرعي له باع طويل في المهنة، كيف تفسرون الغموض الذي اكتنف موت الرئيس الراحل ياسر عرفات مثلا؟
- لا تنسى أن تفاصيل الفحص وغيرها على الراحل ياسر عرفات أجريت في بلد أجنبي، فهي مبهمة بالنسبة إلينا، لأن هناك نوع من السموم وقتية، وحينما تأخذ جرعة منها يظهر سبب الوفاة على أنه توقف مفاجئ للقلب، أو ما يعرف بـ «ذبحة صدرية»، بينما الواقع أن الوفاة ناجمة عن تسمم. فيصعب أن تكشف عن السم في هذه الحالات!

¶ هذا ما يقودني لسؤالكم عن الإجراءات التي تتخذ لضمان عدم التلاعب بتقارير الطب الشرعي وتحريف الحقائق التي يتوصل إليها في طريقها إلى القضاء؟
- عادة تقارير الطب الشرعي ترفع إلى القضاء والنيابة العامة، ومراكز الشرطة المختصة، وبعد اطلاع النيابة تحال إلى المحكمة الشرعية. ولا يتم تسليم التقرير مباشرة باليد أو بالفاكس، إلا عن طريق مندوب الشرطة مباشرة، فهو الذي يأخذ التقرير بيده ويسلمه بيده، ويكون التقرير مختوما في ظرف رسمي مغلف حفاظا على السرية وعدم التلاعب.

¶ إجمالا، ما هي أكثر الجثث تأثيرا على نفسيتك؟
- والله، عادة سواء في العراق أو قطر، يرق قلبي على الأطفال وعلى وفيات حوادث الطرق مهما كانت، لأنني أشعر أننا كلنا مسؤولون عنها، فحادث الطريق عبارة عن سيارة تشتريها بمالك وتبعث بها ابنك لتتسبب في مقتله!
فعلا، كانت وفيات الأطفال دوما تشكل ألما كبيرا على الكل، لأنه لا حول ولا قوة لهم، فهم يموتون في حادث طريق أو تسمم غذائي أو غيره، وتأتي أنت كطبيب شرعي لتقف أمام الجاني الذي هو والدا الطفل، ولكنك لا تملك أن تحاسبهما على الإهمال والتقصير الذي يؤدي إلى الوفاة! فليس هناك فقرة قانونية تجرم الأهل عن الإهمال، فأم تسير مع ابنها وتتهاون في الإمساك به وتصدمه سيارة فيهلك مثلا، أو يتناول مادة تنظيف قاتلة، فأي صيغة تعاقب بها الأهل، ومصابهم جلل، لكن على الأهل أن يتعظوا بتلك الأخطاء التي تفقدهم فلذات كبدهم.


يتبع....بقية المادة على الرابط التالي:
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=58911&issueNo=293&secId=16

اناقه
12-10-2008, 03:05 PM
لا حول ولا قوة الا بالله

اللهم احسن خاتمتنا

اللهم احسن خاتمتنا

اللهم احسن خاتمتنا

المني ما قرأت اخي العزيز .. مقال جدا مؤلم تقشعر الابدان من قوته و تفاصيله الدقيه

ولكن لا بد لنا ان نقرأ لنعلم ما يخفيه هذا العالم (( مملكة الموتى ))

لم ادخل المشرحه في حياتي سوى مرة واحده و هي عند وفاة عمتي ام جاسم رحمها الله

ورغم قوتي و عدم بكائي في هذه المواقف الا انني بكيت من هول ما رأيت اهذه ام جاسم ؟؟ لا اله الا الله

و تخليت في وهلة انه من السهل جدا ان نكون في نفس الموقف

نقلب يمينا ويسارا ساكنين دون حراك دون دفاع عن انفسنا او دون ان نصرخ في وجه من يتجرأ على لمسنا

ما اقوى هذا الانسان وقت حياته و ما اضعفه بعد مماته

اسأل الله لي ولكم دوام الصحه و العافية و حسن الخاتمة و الثواب

Golden_men
12-10-2008, 03:15 PM
فعلا التحقيق مؤثر ولايمكن تمالك النفس وأنت تسمع عن هذه المشرحة
إنها دار الحق الموت
اللهم نسألك حسن الخاتمة

روعه
12-10-2008, 07:36 PM
انا دخلت المشرحه اول مره في وفاة والدتي رحمها الله وكانت لحظة صعبه جداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
الى الآن اتذكر التفاصيل كأن المنظر امامي


الله يرحم جميع موتى المسلمين

بوحمد1
12-10-2008, 07:40 PM
جزاك الله خير واللهم احسن خاتمتي والمسلمين اجمعين

jajassim
12-10-2008, 07:53 PM
[CENTER]

ما هي أكثر الجثث أشد وقعا على نفسك؟
- أكثر ما يؤلم هي جثث الشباب والأطفال ضحايا حوادث المرور للأسف! خاصة وأن أغلب ضحايا حوادث المرور في العشرينيات، أو أطفال ضحايا لتلك لحوادث. وأحيانا تحزن أكثر على الأم التي تأتي لتتعرف على جثة ابنها الذي فقدته بسبب تهور في السياقة! وأذكر أب توفي له ولدان في حادث مرور، وانهار أمامنا، فتذكرت وفاة صديق في حادث مرور قبل سنوات طويلة.

[/COLOR]


:omg::omg:



اللهم نسألك حسن الخاتمة ،، وجزاك الله خير ،، :shy:

لاداعي
12-10-2008, 08:15 PM
الله يرحمنا برحمته

الثاقب
12-10-2008, 08:42 PM
كفانا الله شره وشرك
اشفيك انت والشهاده لي ذاك جايب صورة السياف وانت المشرحه وبعدين معاكم ضيقتوا علينا عيشتنا
الله لا يبارك في ابليسكم
فكونا من هالسالفه

ذيبه مزاجيه
12-10-2008, 10:00 PM
الله يرحمنا برحمته و يحسن خاتمتنا ان شاء الله

انا دخلتها في اصعب موقف مر في حياتي يوم وفاة امي دخلت و في قلبي خوف من المكان مب من امي .. اما امي صج كانت متوفيه و لكن علشانها دخلت المشرحه و حبيتها على راسها و تميت لين دخلوها الثلاجه الله يرحمها ويغمد روحها الجنه آآآآآآآآمين

ويرحم موتانا وموتى المسلمين جميعا

ويارب حسن الخاتمه ان شاء الله

جزاك الله خير على الموضوع

غيمة مطر
12-10-2008, 10:27 PM
يارب اسالك حسن الخاتمه ....

دخلت المشرحه .. مره وحده ...

دخلتها عشان صديقتي الراحله الله يرحمها توفت بسبب حادث اليم .. في يوم اعلان الجامعه خبر تخرجنا ...

الله يرحمها .. والله ان شكلها مايفارق بالي ...

المشرحه .. مكان مو مخيف .. لكن له رهبه ... :(

يارب اسالك حسن الخاتمه

hxamad
12-10-2008, 11:10 PM
اللهم أحسن خاتمتنا

الزعفراني82
13-10-2008, 02:38 AM
اخوي شغال جراح سرطانات فم و جراحه فك و كسور الوجه و اغلب حالات الي يصادفها تكون شنيعه

بس من كثر ما يقعد يراوينا شغله و عملياته صار عندي شي عادي حتي اخر مره مطلع ديدان من رقبه واحد فيه سرطان بالرقبه

اول مره تحس بالغثيان بس بعدين عادي حتي اسهل من شرب شاي كرك معا بو حارب

يا الله حسن الخاتمه و الستر

شيخ الشباب
13-10-2008, 03:29 AM
الموت هيـن والبـلا وش ورا المـوت . . عند الحسـاب يهـون سهـم المنايـا

باكر نمـوت وتصبـح قبورنـا بيـوت . . عقـب القصــور بضيقـات الـزوايـــا


للشاعر / متعب التركي

!قطريـة بنت القمـر!
13-10-2008, 04:37 AM
شفت ميتين 2 بحياتي ابوي واخوي .... فلا حول ولا قوة الا بالله الواحد يتغظ من رؤية الميت ويتذكر القبر ويتذكر انه بيجيه يوم ويموت وينحط بقبر ويتصكر عليه والله موقف يوقف القلب .... يالله حسن الخاتمه يالله حسن الخاتمه ....

أحلى وسيطه
13-10-2008, 09:32 AM
اللهم ارحمنا برحمتك

قطر**
13-10-2008, 09:38 AM
لا حول ولا قوة الا بالله

book 1
13-10-2008, 09:47 AM
لا حول ولا قوة الا بالله

اللهم احسن خاتمتنا

اللهم احسن خاتمتنا

اللهم احسن خاتمتنا

غناتي1
13-10-2008, 01:04 PM
لا حول ولا قوة الا بالله

اللهم احسن خاتمتنا

وانا دخلتها يوم توفت اختي حبيبتي نوره

اللي تسمم جسمها من تأثير الأدوية الغلط عندهم

الله يرحمها 00 ويجمعنا بها في جنة الخلد

بنت^البحرين1
13-10-2008, 01:17 PM
أنا دخلت مره وحده لما توفت زوجة عمي، وعلى بالي مكان مفروش يعني لان بيحطون بني ادم فيه ..
حاطينها في كبت له درورات !!:eek5: ( هي الثلاجة طبعا)
مادري بس وعيت شفت نفسي في الاستراحه وعماتي حوالي :rolleyes2:

المواقف هذي يبي لها قلوب قوووووووية

الله يبعد عنكم وعنكم كل شر