محمد لشيب
13-10-2008, 09:19 AM
أنفاق وجسور ووعود في الانتظار:
بطء ممل في تنفيذ مشاريع طريق الدوحة السـريع
إعداد وتصوير: محمد لشيب - العرب (http://alarab.com.qa/details.php?docId=59046&issueNo=294&secId=16)
http://shots.ikbis.com/image/139607/big_screen/mzckgx+HT0e3aIDIuSlBH__.jpg (http://shots.ikbis.com/image/139607/mzckgx+HT0e3aIDIuSlBH__.jpg)
http://shots.ikbis.com/image/139608/big_screen/mzckgx+HT0e3aIDMuSlBH__.jpg (http://shots.ikbis.com/image/139608/mzckgx+HT0e3aIDMuSlBH__.jpg)
متى ينتهي كابوس زحمة شوارع الدوحة؟
متى تنتهي المشاريع المفتوحة؟
متى نتخلص من كارثة الإغلاقات والتحويلات..؟
عبارات يرددها كل من كتب الله عليه امتلاك سيارة في قطر، وقدر عليه تجرع معاناة التنقل اليومي عبر شوارع الدوحة ودروبها، لدرجة غدا معها حلم المواطنين والمقيمين الكبير هو عودة الحياة إلى طبيعيتها واستعادة الشوارع لسلاسة المرور فيها، بل إن عددا منهم يتمنون بكل حرارة أن لا تعود «أشغال» لحفر الطرق بعد افتتاحها من جديد!!
«العرب» قامت بزيارة ميدانية لمشاريع هيئة الأشغال العامة «أشغال» ضمن مشروع طريق الدوحة السريع الذي تشهد كثير من مقاطعه تعثرا وتأخرا كبيرين، ووقفت على معاناة الجمهور جراء ذلك.
أنفاق تنتظر..
كانت بداية الجولة من مكان تنفيذ مشروع نفق وتقاطع الريان الذي يعد أبرز المشاريع الضخمة التي تميز طريق الدوحة السريع الذي يمتد على مسافة 6 كيلومترات، مع طرق فرعية بطول 5 كيلومترات في مجموعها، وذلك بتكلفة إجمالية تصل إلى مليار ريال.
ويعد طريق الدوحة السريع من أهم مشاريع الخطة الخمسية لهيئة «أشغال». وكانت الهيئة قد شرعت قبل مدة في إنجاز مراحله الأولى التي لا زالت تشهد كثيرا من التأخير، من أبرزها نفق عمر بن الخطاب، والذي كان من المنتظر افتتاحه في فبراير الماضي، في حين أن القائمين عليه يؤكدون أنه تم إنجاز %95 من المقاطع الإنشائية للمشروع، المتعلقة بالأعمال الخرسانية الخاصة بالجسر والنفق وشبكة البنية التحتية من كهرباء وماء وصرف صحي، في حين لم يتم بعد الشروع في تشييد مقاطع الطرق والإسفلت ونصب الأعمدة الكهربائية والقيام بالأعمال التجميلية.
الأمر ذاته ينطبق على نفقي السد والسوادن وتقاطع الجوعان، حيث لم تتجاوز أعمال الحفر والخرسانة مراحلها الأولى، في الوقت الذي يشكل فيه جسر السودان الحديدي المؤقت الممر الوحيد للعابرين في اتجاه إشارات الوعب، مما يشكل عبئا كبيرا يتسبب في اختناقات مرورية دائمة، وإن كانت «أشغال» باشرت في ألآونة الأخيرة في إزالته، لكنها عوضته بتحويله جديدة على طريق الوعب.
وتشير أرقام ومعطيات الخطة الخمسية إلى أن هذه المشاريع من المفروض أن تكون في مراحلها الأخيرة، إن لم يكن قد افتتحت، مثل مشروع الدائري الرابع الذي ينص آخر تمديد معتمد للعقد المبرم بين «أشغال» والشركة المنفذة على تاريخ نوفمبر 2007 كموعد للتسليم. أما الدائري الخامس «مادماك» فقد حددت الخطة الخمسية موعد افتتاحه في ديسمبر 2007، بينما كان موعد الانتهاء من تقاطع الجيدة ونفق السودان في مايو 2008.
مشاريع منتهية مغلقة
ولم يعد أمر التأخر قاصرا على المشاريع المفتوحة، بل إن عددا من الجسور والأنفاق المنتهية تشهد تأخرا في فتحها، كما هو شأن نفق العسيري الذي تم إغلاقه بسبب بروز بعض العيوب في إنجازه، ورفضت هيئة الأشغال العامة استلامه بشكل نهائي من الشركة المنفذة، حتى يتم إصلاح العيوب وحل الأمور الخلافية التعاقدية بين الهيئة والشركة، ومن المتوقع أن يتم إعادة فتح النفق أمام حركة المرور خلال هذا الشهر، مما سيخفف كثيرا من الضغط في حركة السير الذي تحمله سكان ومرتادو منطقة العسيري والهلال التي تشهد تركزا كبيرا لعدد من المدارس.
أما تقاطع أم لخبا (اللاندمارك) فقد حاز على انتقادات كبيرة منذ اللحظة الأولى لافتتاحه، حيث عبر عدد من مستعمليه عن عدم رضاهم على تصميمه الفني، خاصة فكرة تنفيذ تقاطع بإشارات ضوئية داخل النفق، وهو ما اعتبرته «أشغال» تصميما حديثا هو الأول من نوعه على مستوى الدولة، في الوقت الذي اعتبره الجمهور خطأ فادحا تسبب في الكثير من حوادث السير داخل النفق.
صبراً آل الدوحة.. فإن موعدكم..؟؟؟
وأمام هذا التعثر الكبير في إنجاز المشاريع تتكرس المعاناة، التي تعد الزحمة المرورية والاختناقات أبرز مظاهرها وسماتها.
كما رصدت «العرب» خلال جولتها الميدانية أشكالا أخرى من معاناة المواطنين والمقيمين المجاورين لهذه المشاريع، فالحفريات تحاصرهم من
كل جانب، لدرجة يتعذر معها وصولهم إلى بيوتهم بأمان، ولم تسلم من ذلك
حتى بعض المؤسسات كمركز
الإبداع الشعبي ومساجد المنطقة التي أصبحت محاصرة بالأتربة والصخور والحفريات.
ويحكي أحمد أبوسلمان أنه أصبح يجد صعوبة بالغة في الوصول إلى مسجد عمر بن الخطاب، بعدما كان بابه على مرمى حجر من منزله، ويشتكي أبو سلمان، الذي يطل بيته على حفريات النفق، من التأخر الحاصل في المشروع، وهو ما يعني بالنسبة له مزيدا من التحمل والصبر على الغبار وأصوات الآلات وضجيجها وعدم وجود مسالك آمنة توصله لبيته وتحمي أبناءه من مخاطر الحفريات.
ويقول يوسف حلمي إن طول مدة المشاريع وتأخر إنجازها تسبب لهم في صور عديدة من المعاناة التي لا يمكن تصورها.
وأشار إلى أن الحفريات الكثيرة والمنتشرة بالطرق الفرعية المؤدية لمنازلهم تسببت للعديد منهم في أعطال بالسيارات، وتساءل عن من يعوضهم عن هذه الأضرار؟ لكنه عاد وقال: لم يعد همنا ما يحصل لنا وما نتكبده من خسائر، بل إن همنا وحلمنا الكبير هو أن نرى هذه المشاريع وقد ذهبت بغير رجعة..
وفي مقابل هذه الصرخات والشكاوى والتظلمات، تقوم «أشغال» عند افتتاح كل مشروع من خلال وسائل الإعلام المختلفة بحث الناس على الصبر ودعوتهم للمزيد من التحمل، والاعتذار لهم عند كل إغلاق أو تحويل مرور أو افتتاح مشروع عن الإزعاجات والأضرار الناتجة عن تنفيذ المشاريع، كما أنها ابتكرت لهذه الغرض شخصية اعتبارية أسمتها «شغول»، وذلك بغرض التواصل مع الأطفال للتعريف بطبيعة عمل الهيئة واختصاصاتها، وتنمية الوعي لدى الرأي العام نحو مشاريع الهيئة، بل إنها لجأت في بعض أعداد مجلتها الدورية إلى الاستعانة بالفقهاء والخطباء واستكتابهم في موضوع الصبر والتحمل وغيرها..
فصبرا آل الدوحة، فإن موعدكم صبح الطرق السريعة والأنفاق والجسور العملاقة.. أليس الصبح بقريب؟؟؟
ننتظر التأكيد من «أشغال»؟
بطء ممل في تنفيذ مشاريع طريق الدوحة السـريع
إعداد وتصوير: محمد لشيب - العرب (http://alarab.com.qa/details.php?docId=59046&issueNo=294&secId=16)
http://shots.ikbis.com/image/139607/big_screen/mzckgx+HT0e3aIDIuSlBH__.jpg (http://shots.ikbis.com/image/139607/mzckgx+HT0e3aIDIuSlBH__.jpg)
http://shots.ikbis.com/image/139608/big_screen/mzckgx+HT0e3aIDMuSlBH__.jpg (http://shots.ikbis.com/image/139608/mzckgx+HT0e3aIDMuSlBH__.jpg)
متى ينتهي كابوس زحمة شوارع الدوحة؟
متى تنتهي المشاريع المفتوحة؟
متى نتخلص من كارثة الإغلاقات والتحويلات..؟
عبارات يرددها كل من كتب الله عليه امتلاك سيارة في قطر، وقدر عليه تجرع معاناة التنقل اليومي عبر شوارع الدوحة ودروبها، لدرجة غدا معها حلم المواطنين والمقيمين الكبير هو عودة الحياة إلى طبيعيتها واستعادة الشوارع لسلاسة المرور فيها، بل إن عددا منهم يتمنون بكل حرارة أن لا تعود «أشغال» لحفر الطرق بعد افتتاحها من جديد!!
«العرب» قامت بزيارة ميدانية لمشاريع هيئة الأشغال العامة «أشغال» ضمن مشروع طريق الدوحة السريع الذي تشهد كثير من مقاطعه تعثرا وتأخرا كبيرين، ووقفت على معاناة الجمهور جراء ذلك.
أنفاق تنتظر..
كانت بداية الجولة من مكان تنفيذ مشروع نفق وتقاطع الريان الذي يعد أبرز المشاريع الضخمة التي تميز طريق الدوحة السريع الذي يمتد على مسافة 6 كيلومترات، مع طرق فرعية بطول 5 كيلومترات في مجموعها، وذلك بتكلفة إجمالية تصل إلى مليار ريال.
ويعد طريق الدوحة السريع من أهم مشاريع الخطة الخمسية لهيئة «أشغال». وكانت الهيئة قد شرعت قبل مدة في إنجاز مراحله الأولى التي لا زالت تشهد كثيرا من التأخير، من أبرزها نفق عمر بن الخطاب، والذي كان من المنتظر افتتاحه في فبراير الماضي، في حين أن القائمين عليه يؤكدون أنه تم إنجاز %95 من المقاطع الإنشائية للمشروع، المتعلقة بالأعمال الخرسانية الخاصة بالجسر والنفق وشبكة البنية التحتية من كهرباء وماء وصرف صحي، في حين لم يتم بعد الشروع في تشييد مقاطع الطرق والإسفلت ونصب الأعمدة الكهربائية والقيام بالأعمال التجميلية.
الأمر ذاته ينطبق على نفقي السد والسوادن وتقاطع الجوعان، حيث لم تتجاوز أعمال الحفر والخرسانة مراحلها الأولى، في الوقت الذي يشكل فيه جسر السودان الحديدي المؤقت الممر الوحيد للعابرين في اتجاه إشارات الوعب، مما يشكل عبئا كبيرا يتسبب في اختناقات مرورية دائمة، وإن كانت «أشغال» باشرت في ألآونة الأخيرة في إزالته، لكنها عوضته بتحويله جديدة على طريق الوعب.
وتشير أرقام ومعطيات الخطة الخمسية إلى أن هذه المشاريع من المفروض أن تكون في مراحلها الأخيرة، إن لم يكن قد افتتحت، مثل مشروع الدائري الرابع الذي ينص آخر تمديد معتمد للعقد المبرم بين «أشغال» والشركة المنفذة على تاريخ نوفمبر 2007 كموعد للتسليم. أما الدائري الخامس «مادماك» فقد حددت الخطة الخمسية موعد افتتاحه في ديسمبر 2007، بينما كان موعد الانتهاء من تقاطع الجيدة ونفق السودان في مايو 2008.
مشاريع منتهية مغلقة
ولم يعد أمر التأخر قاصرا على المشاريع المفتوحة، بل إن عددا من الجسور والأنفاق المنتهية تشهد تأخرا في فتحها، كما هو شأن نفق العسيري الذي تم إغلاقه بسبب بروز بعض العيوب في إنجازه، ورفضت هيئة الأشغال العامة استلامه بشكل نهائي من الشركة المنفذة، حتى يتم إصلاح العيوب وحل الأمور الخلافية التعاقدية بين الهيئة والشركة، ومن المتوقع أن يتم إعادة فتح النفق أمام حركة المرور خلال هذا الشهر، مما سيخفف كثيرا من الضغط في حركة السير الذي تحمله سكان ومرتادو منطقة العسيري والهلال التي تشهد تركزا كبيرا لعدد من المدارس.
أما تقاطع أم لخبا (اللاندمارك) فقد حاز على انتقادات كبيرة منذ اللحظة الأولى لافتتاحه، حيث عبر عدد من مستعمليه عن عدم رضاهم على تصميمه الفني، خاصة فكرة تنفيذ تقاطع بإشارات ضوئية داخل النفق، وهو ما اعتبرته «أشغال» تصميما حديثا هو الأول من نوعه على مستوى الدولة، في الوقت الذي اعتبره الجمهور خطأ فادحا تسبب في الكثير من حوادث السير داخل النفق.
صبراً آل الدوحة.. فإن موعدكم..؟؟؟
وأمام هذا التعثر الكبير في إنجاز المشاريع تتكرس المعاناة، التي تعد الزحمة المرورية والاختناقات أبرز مظاهرها وسماتها.
كما رصدت «العرب» خلال جولتها الميدانية أشكالا أخرى من معاناة المواطنين والمقيمين المجاورين لهذه المشاريع، فالحفريات تحاصرهم من
كل جانب، لدرجة يتعذر معها وصولهم إلى بيوتهم بأمان، ولم تسلم من ذلك
حتى بعض المؤسسات كمركز
الإبداع الشعبي ومساجد المنطقة التي أصبحت محاصرة بالأتربة والصخور والحفريات.
ويحكي أحمد أبوسلمان أنه أصبح يجد صعوبة بالغة في الوصول إلى مسجد عمر بن الخطاب، بعدما كان بابه على مرمى حجر من منزله، ويشتكي أبو سلمان، الذي يطل بيته على حفريات النفق، من التأخر الحاصل في المشروع، وهو ما يعني بالنسبة له مزيدا من التحمل والصبر على الغبار وأصوات الآلات وضجيجها وعدم وجود مسالك آمنة توصله لبيته وتحمي أبناءه من مخاطر الحفريات.
ويقول يوسف حلمي إن طول مدة المشاريع وتأخر إنجازها تسبب لهم في صور عديدة من المعاناة التي لا يمكن تصورها.
وأشار إلى أن الحفريات الكثيرة والمنتشرة بالطرق الفرعية المؤدية لمنازلهم تسببت للعديد منهم في أعطال بالسيارات، وتساءل عن من يعوضهم عن هذه الأضرار؟ لكنه عاد وقال: لم يعد همنا ما يحصل لنا وما نتكبده من خسائر، بل إن همنا وحلمنا الكبير هو أن نرى هذه المشاريع وقد ذهبت بغير رجعة..
وفي مقابل هذه الصرخات والشكاوى والتظلمات، تقوم «أشغال» عند افتتاح كل مشروع من خلال وسائل الإعلام المختلفة بحث الناس على الصبر ودعوتهم للمزيد من التحمل، والاعتذار لهم عند كل إغلاق أو تحويل مرور أو افتتاح مشروع عن الإزعاجات والأضرار الناتجة عن تنفيذ المشاريع، كما أنها ابتكرت لهذه الغرض شخصية اعتبارية أسمتها «شغول»، وذلك بغرض التواصل مع الأطفال للتعريف بطبيعة عمل الهيئة واختصاصاتها، وتنمية الوعي لدى الرأي العام نحو مشاريع الهيئة، بل إنها لجأت في بعض أعداد مجلتها الدورية إلى الاستعانة بالفقهاء والخطباء واستكتابهم في موضوع الصبر والتحمل وغيرها..
فصبرا آل الدوحة، فإن موعدكم صبح الطرق السريعة والأنفاق والجسور العملاقة.. أليس الصبح بقريب؟؟؟
ننتظر التأكيد من «أشغال»؟