أم الزين
17-10-2008, 08:32 PM
مجموعة من لطائف التاريخ
مرؤة و شرف نفس
حكى مرة أن الأمير عمارة بن حمزة كان في بعض الأيام جالساً في مجلس الخليفة المنصور .. و كان يوم نظره في المظالم فنهض رجل و قال : يا أمير المؤمنين أنا مظلوم ... فقال : عمارة بن حمزة اغتصب مزرعتي و ابتز ملكي و عقاراتي .... فأمره المنصور أن يقوم من موضعه و يساوي خصمه للمحاكمة فقال الأمير عمارة : يا أمير المؤمنين إن كانت الضياع و المزارع له فما أعارضه فيها و إن كانت لي فقد وهبتها له و مالي حاجة في محاكمته و مماثلته و لا أبيع مكاني الذي أكرمني به أمير المؤمنين بمزرعة و عقار فتعجب الحاضرون من علو همته و شرف نفسه و مروءته
كنز ...
كان أحد المغفلين يدق مسماراً في حائط له ، و كان وراء الحائط اسطبل لجاره فانخرق الحائط و رأى الاسطيل مملوءاً خيلاً و بغالاً فنادى زوجته فرحاً : تعالي أسرعي و انظري فقد وجدت كنزاً مملوءاً بالبهائم !!!
خياط
ذهب أحد الأشخاص إلى الخياط ليخيط له ثوباً فلما استلم الثوب وجد فيه بعض العيوب فذهب إلى الخياط
فقال له : إني وجدت في الثوب بعض العيوب فسكت برهة ثم بكى فقال الرجل للخياط : ما أردت أن أخذلك سوف آخذ الثوب بالعيوب ، قال الخياط : و الله ما لهذا بكيت ، و إنما أبكي لأني اجتهدت في خياطته و ظهرت فيه كل هذه العيوب و اجتهدت في عبادة ربي سبحانه فيا ويلي كم فيها من العيوب
جواب مسكت
شكا بعض أهل الأمصار والياً إلى المأمون فكذبهم و قال : قد صح عندي عدله فيكم و إحسانه إليكم فاستحيوا أن يردوا عليه ، فقام شيخ منهم و قال : يا أمير المؤمنين : قد عدل فينا خمسة أعوام فاجعله في مصر غير مصرنا حتى يسع عدله جميع رعيتك و تربح الدعاء الحسن ، فضحك المأمون و استحيا منهم و صرف الوالي عنهم
عجباً
دخل أعرابي بلدة فلحقه بعض كلابها فأراد أن يرميها بحجر فلم يقدر على انتزاعه من الأرض فقال غاضباً : عجباً لأهل هذه البلدة يقيدون الحجارة ويطلقون الكلاب !!!!
ما أحلى هذه الأيام
حدّث الإمام العالم الشهير سفيان الثوري رحمه الله فقال :
لو رأيتني و لي عشر سنين طولي خمسة أشبار و وجهي كالدينار و أنا كشعلة نار ، ثيابي صغار و أكمامي قصار ، و ذيلي بمقدار ، و نعلي كآذان الفار ، اختلف إلى علماء الأمصار ، كالزهري و عمرو بن دينار ، أجلس بينهم كالمسمار محبرتي كالجوزة ، و مقلمتي كالموزة ، فإذا أتيت قالوا : أوسعوا للشيخ الصغير ، ثم ضحك و قال : يا لله كم هي رائعة حياة الطفولة ... جد في الطلب و بساطة في الحياة و طهارة في المسلك
و نقاوة في السير و ترفع عن الآثام .... ما أحلى هذه الأيام
عاقبة المتكبرين
يروى أن رجلاً كان يسعى بين الصفا و المروة راكباً فرساً و بين يديه العبيد و الغلمان توسع له الطريق ضرباً فأثار بذلك غضب الناس و حملقوا في وجهه ، و كان فارع الطول واسع العينين ، و بعد سنين رآه أحد الحجاج الذين زاملوه يتكفف الناس على جسر بغداد فقال له : ألست الرجل الذي كنت تحج في سنة كذا و بين يديك العبيد و الخدم يوسعون لك الطريق ضرباً ؟
قال : بلى
قال : فما صيرك إلى ما أرى من الفقر و الذل ؟
قال : تكبرت في مكان يتواضع فيه العظماء فأذلني الله في مكان يتعالى فيه الأذلاء
حسرة
بينما كان أحد الصالحين يمشي ذات يوم من الأيام فوجد رجلاً يشوي لحماً في النار ، فبكى الرجل الصالح فقال له الشواء : ما يبكيك ؟ هل أنت محتاج للحم و لا تملك ثمنه ؟.
قال : لا ، و إنما أبكي على ابن آدم يُدخل الحيوان النار ميتاً ، و ابن آدم يدخلها حياً !
حسن التأسي
قال أحدهم : ما شكوت من الزمان و لا برمت بحكم السماء إلا عندما حفيت قدماي و لم أستطع شراء حذاء فدخلت جامع الكوفة و أنا ضيق الصدر فرأيت رجلاً بلا رجلين فحمدت الله و شكرت نعمته علي .
علامة للعناية
سأل رجل الجاحظ كتاباً بالوصية إلى رجل فكتب له في ورقة : " كتابي إليك مع من لا أعرفه ، و لا أوجب حقه ، فإن قضيت حاجته لم أمدحك ، و إن رددته لم أذمك "
فقرأها الرجل في الطريق ففوجئ بهذا الكلام فرجع إلى الجاحظ فقال له الجاحظ : كأنك قرأت ما في الورقة ؟
قال : نعم . قال الجاحظ : لا يضيرك فإنه علامة لي إذا أردت العناية بشخص !!!
فقال الرجل : قطع الله يديك و رجليك و لعنك .
فقال الجاحظ : ما هذا ؟.
قال : هذا علامة لي إذا أردت أن أشكر أحداً !!!
رد شهادته رغم زهده
قال أبو حاتم ابن أخي بكار بن قتيبة القاضي :
قدم على عمي رجل من البصرة له علم و زهادة و نسك ، فأكرمه و قربه و أدناه و ذكر أنه كان معه في المكتب
و مضت الأيام ، فجاء في شهادة و معه شاهدان من شهود مصر ، فما قبل عمي شهادته ، فقلت لعمي : هذا رجل زاهد و أنت تعرفه !!!
قال : يا ابن أخي ما رددت شهادته إلا أنا كنا صغاراً و كنا على مائدة عليها أرز و فيه حلوى ، فنقبت الأرز بإصبعي فقال : (( أخرقتها لتغرق أهلها )) ؟ ـ الكهف 71 ـ
فقلت له : أتهزأ بكتاب الله تعالى على الطعام ؟! ثم أمسكت عن كلامه مدة ....و ما أقدر على قبوله و أنا أذكر ذلك منه .
لا تتعرضوا للأمة
هدد المندوب الفرنسي في الجزائر أيام جهادها الشيخ عبد الحميد الجزائري بإغلاق المسجد إذا لم ينقطع عن التدريس فأجابه الشيخ : لا تستطيع .... قال : و كيف ؟.
قال : إذا كنت في عرس علّمت المحتفلين
و إذا كنت في مأتم وعظت المعزين
و إذا كنت في قطار علّمت المسافرين
و إن دخلت السجن أنرت الطريق للمسجونين
و إن قتلتموني التهبت مشاعر المواطنين
و خير لكم ألا تتعرضوا للأمة في دينها و لغتها
البلاء موكل بالمنطق
اجتمع الإمام الكسائي ( عالم القراءات المشهور ) و الإمام اليزيدي عند هارون الرشيد ( رحمهم الله جميعاً ) فحضرت صلاة المغرب فقدموا الكسائي فصلى بهم المغرب فارتج عليه ( أخطأ أو نسي في الحفظ ) في قراءة سورة ( قل يا أيّها الكافرون ) ـ الكافرون 1 ـ فلما سلم من الصلاة قال اليزيدي : ما هذا قارئ و إمام أهل الكوفة يخطأ و نسى و يرتج عليه في سورة الكافرون ؟!!
فحضرت صلاة العشاء فتقدم اليزيدي فصلى بهم فارتج عليه و أخطأ و نسي في سورة ( الفاتحة ) فلما سلم قال له الكسائي :
احفظ لسانك لا تقول فتبتلى
إن البلاء موكل بالمنطق
فضل الخشية من الله
قال القاسم بن محمد : كنا نسافر مع ابن المبارك ( رحمهم الله تعالى جميعاً ) فكثيراً ما كان يخطر ببالي فأقول في نفسي : بأي شيء فضل هذا الرجل علينا حتى اشتهر في الناس هذه الشهرة ؟! إن كان يصلي ، فإنا نصلي ، و إن كان يصوم فإنا لنصوم ، و إن كان يغزو فإنا نغزو ، و إن كان يحج فإننا لنحج ؟!!
قال القاسم :
فكنا في بعض مسيرنا في طريق الشام ليلة نتعشى في بيت إذ طفئ السراج فقام بعضنا فأخذ السراج و خرج يستصبح ، فمكث هنيهة ثم جاء بالسراج فنظرت إلى وجه " ابن المبارك " و لحيته قد ابتلت من الدموع !!!
فقلت في نفسي : بهذه الخشية فُضل هذا الرجل علينا ، و لعله حين فقد السراج فصار إلى ظلمة ذكر القيامة
السعادة في الإيمان
غاضب رجل زوجته و قال لها متوعداً :
لأشقينك
فقالت في هدوء : لا تستطيع أن تشقيني
فقال لها : و كيف ذلك ؟
فقالت : لو كانت السعادة في مال لحرمتني منه أو حلي لمنعته عني ، و لكنها في شيء لا تملكه أنت و لا الناس إنني أجد سعادتي في إيماني و إيماني في قلبي و قلبي لا سلطان لأحد عليه غير ربي
أبو علقمة و الطبيب
دخل أبو علقمة النحوي على طبيب فقال له :
أمتع الله بك ، إني أكلت من لحوم هذه الجوازل ، فطسئت طسأة فأصابني وجع ما بين الوابلة إلى دأية العنق فلم يزل يربو و ينمى حتى خالط الخلب و الشراسيف فهل عندك دواء لي ؟!!
فقال الطبيب : نعم ، خذ خربقاً و شلفقاً و شربقاً فزهزقه و زقزقه و اغسله و اشربه !!!
قال أبو علقمة : ما فهمت ما قلت !!!
قال الطبيب : و لا أنا فهمت ما قلت !!!
من ورع الإمام أبي حنيفة
رحمه الله تعالى و رضي عنه
كان بين أبي حنيفة رحمه الله و بين رجل من البصرة شركة في تجارة فبعث إليه أبو حنيفة سبعين ثوباً ثميناً و كتب إليه " إن في واحد منها عيباً و هو ثوب كذا فإذا بعته فبين العيب "
فباعها الرجل بثلاثين ألف درهم و جاء بها إلى أبي حنيفة
فقال له أبو حنيفة : هل بينت العيب ؟
قال : نسيت .... فتصدق أبو حنيفة بجميع ثمنها و لم يأخذ شيئاً .
أنت الراكب و أنا الماشي
خرج إبراهيم بن أدهم إلى الحج ماشياً ...فرآه رجل على ناقته فقال له : إلى أين يا إبراهيم ؟ قال : أريد الحج . قال : أين الراحلة فإن الطريق طويلة ؟ فقال :لي مراكب كثيرة لا تراها ... قال : ما هي ؟
قال : إذا نزلت بي مصيبة ركبت مركب الصبر
و إذا نزلت بي نعمة ركبت مركب الشكر
و إذا نزل بي القضاء ركبت مركب الرضا
فقال له الرجل : سر على بركة الله فأنت الراكب و أنا الماشي
الرضا بمر القضاء
يحكى أن رجلاً من الصالحين مر على رجل ضربه الفالج و الدود يتناثر من جنبيه و هو أعمى و مقعد و هو يقول : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً من خلقه .
فتعجب الرجل ثم قال له : يا أخي مالذي عافاك الله منه لقد رأيت جميع الأمراض و قد تزاحمت عليك
فقال له : إليك عني ... فإنه عافاني إذ أطلق لي لساناً يوحده و قلباً يعرفه و في كل وقت يذكره
الرزاق و الأكال
خرج رجل للجهاد في سبيل الله ... و ترك زوجته و أولاده و إذا ببعض النسوة من ضعاف الإيمان يقلن للزوجة : أيتها الأم المسكينة من يقوم على عيالك و يرعى أولادك إذا قدر الله على زوجك الموت و كتب له الشهادة ؟
فما كان من هذه المرأة المؤمنة إلا أن صرخت فيهن في ثقة و إيمان قائلة : إني أعرف زوجي أكالاً و لم أعرفه رزاقاً فإذا مات الأكال بقي الرزاق
ابن آدم
اشتدت حاجة فقير إلى الدراهم فقصد أحد الأغنياء و قال له : أنا أحد أقاربك . فقال له : من أي جهة ؟ فقال : من جهة آدم . فأخرج الغني من جيبه درهماً . و قال له : اذهب إلى جميع أبناء العائلة ليعطيك كل واحد كما أعطيتك فتصبح غنياً .
بقدر علمي
سئل أحد العلماء و هو على المنبر عن مسألة فقال : الله أعلم لا أدري ، فقيل له : هذا المنبر لا يرقاه الجهلاء .
فقال : إنما علوت بقدر علمي و لو علوت بقدر جهلي لبلغت السماء
زقفيلم
جيء لأبي علقمة النحوي بغلام يخدمه فأراد يوماً البكور في حاجة له . فقال : يا غلام : أصفعت العتاريف ؟
فقال الغلام : زقفيلم .
فقال أبو علقمة : و ما زقفيلم ؟ فقال الغلام : و ما العتاريف . فقال : الديوك ... فسأله : و ما زقفيلم ؟ قال : لم تصح الديوك بعد !!!!
زاد الآخرة
وقف أبو الدرداء ذات يوم أمام الكعبة ثم قال لأصحابه : أليس إذا أراد أحدكم سفراً يستعد له بزاد ، قالوا : نعم . قال : فسفر الآخرة أبعد مما تسافرون فقالوا : دلنا على زاده .
قال : حجوا حجة لعظائم الأمور ، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لوحشة القبور ، و صوموا يوماً شديداً حره لطول يوم النشور .
مرؤة و شرف نفس
حكى مرة أن الأمير عمارة بن حمزة كان في بعض الأيام جالساً في مجلس الخليفة المنصور .. و كان يوم نظره في المظالم فنهض رجل و قال : يا أمير المؤمنين أنا مظلوم ... فقال : عمارة بن حمزة اغتصب مزرعتي و ابتز ملكي و عقاراتي .... فأمره المنصور أن يقوم من موضعه و يساوي خصمه للمحاكمة فقال الأمير عمارة : يا أمير المؤمنين إن كانت الضياع و المزارع له فما أعارضه فيها و إن كانت لي فقد وهبتها له و مالي حاجة في محاكمته و مماثلته و لا أبيع مكاني الذي أكرمني به أمير المؤمنين بمزرعة و عقار فتعجب الحاضرون من علو همته و شرف نفسه و مروءته
كنز ...
كان أحد المغفلين يدق مسماراً في حائط له ، و كان وراء الحائط اسطبل لجاره فانخرق الحائط و رأى الاسطيل مملوءاً خيلاً و بغالاً فنادى زوجته فرحاً : تعالي أسرعي و انظري فقد وجدت كنزاً مملوءاً بالبهائم !!!
خياط
ذهب أحد الأشخاص إلى الخياط ليخيط له ثوباً فلما استلم الثوب وجد فيه بعض العيوب فذهب إلى الخياط
فقال له : إني وجدت في الثوب بعض العيوب فسكت برهة ثم بكى فقال الرجل للخياط : ما أردت أن أخذلك سوف آخذ الثوب بالعيوب ، قال الخياط : و الله ما لهذا بكيت ، و إنما أبكي لأني اجتهدت في خياطته و ظهرت فيه كل هذه العيوب و اجتهدت في عبادة ربي سبحانه فيا ويلي كم فيها من العيوب
جواب مسكت
شكا بعض أهل الأمصار والياً إلى المأمون فكذبهم و قال : قد صح عندي عدله فيكم و إحسانه إليكم فاستحيوا أن يردوا عليه ، فقام شيخ منهم و قال : يا أمير المؤمنين : قد عدل فينا خمسة أعوام فاجعله في مصر غير مصرنا حتى يسع عدله جميع رعيتك و تربح الدعاء الحسن ، فضحك المأمون و استحيا منهم و صرف الوالي عنهم
عجباً
دخل أعرابي بلدة فلحقه بعض كلابها فأراد أن يرميها بحجر فلم يقدر على انتزاعه من الأرض فقال غاضباً : عجباً لأهل هذه البلدة يقيدون الحجارة ويطلقون الكلاب !!!!
ما أحلى هذه الأيام
حدّث الإمام العالم الشهير سفيان الثوري رحمه الله فقال :
لو رأيتني و لي عشر سنين طولي خمسة أشبار و وجهي كالدينار و أنا كشعلة نار ، ثيابي صغار و أكمامي قصار ، و ذيلي بمقدار ، و نعلي كآذان الفار ، اختلف إلى علماء الأمصار ، كالزهري و عمرو بن دينار ، أجلس بينهم كالمسمار محبرتي كالجوزة ، و مقلمتي كالموزة ، فإذا أتيت قالوا : أوسعوا للشيخ الصغير ، ثم ضحك و قال : يا لله كم هي رائعة حياة الطفولة ... جد في الطلب و بساطة في الحياة و طهارة في المسلك
و نقاوة في السير و ترفع عن الآثام .... ما أحلى هذه الأيام
عاقبة المتكبرين
يروى أن رجلاً كان يسعى بين الصفا و المروة راكباً فرساً و بين يديه العبيد و الغلمان توسع له الطريق ضرباً فأثار بذلك غضب الناس و حملقوا في وجهه ، و كان فارع الطول واسع العينين ، و بعد سنين رآه أحد الحجاج الذين زاملوه يتكفف الناس على جسر بغداد فقال له : ألست الرجل الذي كنت تحج في سنة كذا و بين يديك العبيد و الخدم يوسعون لك الطريق ضرباً ؟
قال : بلى
قال : فما صيرك إلى ما أرى من الفقر و الذل ؟
قال : تكبرت في مكان يتواضع فيه العظماء فأذلني الله في مكان يتعالى فيه الأذلاء
حسرة
بينما كان أحد الصالحين يمشي ذات يوم من الأيام فوجد رجلاً يشوي لحماً في النار ، فبكى الرجل الصالح فقال له الشواء : ما يبكيك ؟ هل أنت محتاج للحم و لا تملك ثمنه ؟.
قال : لا ، و إنما أبكي على ابن آدم يُدخل الحيوان النار ميتاً ، و ابن آدم يدخلها حياً !
حسن التأسي
قال أحدهم : ما شكوت من الزمان و لا برمت بحكم السماء إلا عندما حفيت قدماي و لم أستطع شراء حذاء فدخلت جامع الكوفة و أنا ضيق الصدر فرأيت رجلاً بلا رجلين فحمدت الله و شكرت نعمته علي .
علامة للعناية
سأل رجل الجاحظ كتاباً بالوصية إلى رجل فكتب له في ورقة : " كتابي إليك مع من لا أعرفه ، و لا أوجب حقه ، فإن قضيت حاجته لم أمدحك ، و إن رددته لم أذمك "
فقرأها الرجل في الطريق ففوجئ بهذا الكلام فرجع إلى الجاحظ فقال له الجاحظ : كأنك قرأت ما في الورقة ؟
قال : نعم . قال الجاحظ : لا يضيرك فإنه علامة لي إذا أردت العناية بشخص !!!
فقال الرجل : قطع الله يديك و رجليك و لعنك .
فقال الجاحظ : ما هذا ؟.
قال : هذا علامة لي إذا أردت أن أشكر أحداً !!!
رد شهادته رغم زهده
قال أبو حاتم ابن أخي بكار بن قتيبة القاضي :
قدم على عمي رجل من البصرة له علم و زهادة و نسك ، فأكرمه و قربه و أدناه و ذكر أنه كان معه في المكتب
و مضت الأيام ، فجاء في شهادة و معه شاهدان من شهود مصر ، فما قبل عمي شهادته ، فقلت لعمي : هذا رجل زاهد و أنت تعرفه !!!
قال : يا ابن أخي ما رددت شهادته إلا أنا كنا صغاراً و كنا على مائدة عليها أرز و فيه حلوى ، فنقبت الأرز بإصبعي فقال : (( أخرقتها لتغرق أهلها )) ؟ ـ الكهف 71 ـ
فقلت له : أتهزأ بكتاب الله تعالى على الطعام ؟! ثم أمسكت عن كلامه مدة ....و ما أقدر على قبوله و أنا أذكر ذلك منه .
لا تتعرضوا للأمة
هدد المندوب الفرنسي في الجزائر أيام جهادها الشيخ عبد الحميد الجزائري بإغلاق المسجد إذا لم ينقطع عن التدريس فأجابه الشيخ : لا تستطيع .... قال : و كيف ؟.
قال : إذا كنت في عرس علّمت المحتفلين
و إذا كنت في مأتم وعظت المعزين
و إذا كنت في قطار علّمت المسافرين
و إن دخلت السجن أنرت الطريق للمسجونين
و إن قتلتموني التهبت مشاعر المواطنين
و خير لكم ألا تتعرضوا للأمة في دينها و لغتها
البلاء موكل بالمنطق
اجتمع الإمام الكسائي ( عالم القراءات المشهور ) و الإمام اليزيدي عند هارون الرشيد ( رحمهم الله جميعاً ) فحضرت صلاة المغرب فقدموا الكسائي فصلى بهم المغرب فارتج عليه ( أخطأ أو نسي في الحفظ ) في قراءة سورة ( قل يا أيّها الكافرون ) ـ الكافرون 1 ـ فلما سلم من الصلاة قال اليزيدي : ما هذا قارئ و إمام أهل الكوفة يخطأ و نسى و يرتج عليه في سورة الكافرون ؟!!
فحضرت صلاة العشاء فتقدم اليزيدي فصلى بهم فارتج عليه و أخطأ و نسي في سورة ( الفاتحة ) فلما سلم قال له الكسائي :
احفظ لسانك لا تقول فتبتلى
إن البلاء موكل بالمنطق
فضل الخشية من الله
قال القاسم بن محمد : كنا نسافر مع ابن المبارك ( رحمهم الله تعالى جميعاً ) فكثيراً ما كان يخطر ببالي فأقول في نفسي : بأي شيء فضل هذا الرجل علينا حتى اشتهر في الناس هذه الشهرة ؟! إن كان يصلي ، فإنا نصلي ، و إن كان يصوم فإنا لنصوم ، و إن كان يغزو فإنا نغزو ، و إن كان يحج فإننا لنحج ؟!!
قال القاسم :
فكنا في بعض مسيرنا في طريق الشام ليلة نتعشى في بيت إذ طفئ السراج فقام بعضنا فأخذ السراج و خرج يستصبح ، فمكث هنيهة ثم جاء بالسراج فنظرت إلى وجه " ابن المبارك " و لحيته قد ابتلت من الدموع !!!
فقلت في نفسي : بهذه الخشية فُضل هذا الرجل علينا ، و لعله حين فقد السراج فصار إلى ظلمة ذكر القيامة
السعادة في الإيمان
غاضب رجل زوجته و قال لها متوعداً :
لأشقينك
فقالت في هدوء : لا تستطيع أن تشقيني
فقال لها : و كيف ذلك ؟
فقالت : لو كانت السعادة في مال لحرمتني منه أو حلي لمنعته عني ، و لكنها في شيء لا تملكه أنت و لا الناس إنني أجد سعادتي في إيماني و إيماني في قلبي و قلبي لا سلطان لأحد عليه غير ربي
أبو علقمة و الطبيب
دخل أبو علقمة النحوي على طبيب فقال له :
أمتع الله بك ، إني أكلت من لحوم هذه الجوازل ، فطسئت طسأة فأصابني وجع ما بين الوابلة إلى دأية العنق فلم يزل يربو و ينمى حتى خالط الخلب و الشراسيف فهل عندك دواء لي ؟!!
فقال الطبيب : نعم ، خذ خربقاً و شلفقاً و شربقاً فزهزقه و زقزقه و اغسله و اشربه !!!
قال أبو علقمة : ما فهمت ما قلت !!!
قال الطبيب : و لا أنا فهمت ما قلت !!!
من ورع الإمام أبي حنيفة
رحمه الله تعالى و رضي عنه
كان بين أبي حنيفة رحمه الله و بين رجل من البصرة شركة في تجارة فبعث إليه أبو حنيفة سبعين ثوباً ثميناً و كتب إليه " إن في واحد منها عيباً و هو ثوب كذا فإذا بعته فبين العيب "
فباعها الرجل بثلاثين ألف درهم و جاء بها إلى أبي حنيفة
فقال له أبو حنيفة : هل بينت العيب ؟
قال : نسيت .... فتصدق أبو حنيفة بجميع ثمنها و لم يأخذ شيئاً .
أنت الراكب و أنا الماشي
خرج إبراهيم بن أدهم إلى الحج ماشياً ...فرآه رجل على ناقته فقال له : إلى أين يا إبراهيم ؟ قال : أريد الحج . قال : أين الراحلة فإن الطريق طويلة ؟ فقال :لي مراكب كثيرة لا تراها ... قال : ما هي ؟
قال : إذا نزلت بي مصيبة ركبت مركب الصبر
و إذا نزلت بي نعمة ركبت مركب الشكر
و إذا نزل بي القضاء ركبت مركب الرضا
فقال له الرجل : سر على بركة الله فأنت الراكب و أنا الماشي
الرضا بمر القضاء
يحكى أن رجلاً من الصالحين مر على رجل ضربه الفالج و الدود يتناثر من جنبيه و هو أعمى و مقعد و هو يقول : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً من خلقه .
فتعجب الرجل ثم قال له : يا أخي مالذي عافاك الله منه لقد رأيت جميع الأمراض و قد تزاحمت عليك
فقال له : إليك عني ... فإنه عافاني إذ أطلق لي لساناً يوحده و قلباً يعرفه و في كل وقت يذكره
الرزاق و الأكال
خرج رجل للجهاد في سبيل الله ... و ترك زوجته و أولاده و إذا ببعض النسوة من ضعاف الإيمان يقلن للزوجة : أيتها الأم المسكينة من يقوم على عيالك و يرعى أولادك إذا قدر الله على زوجك الموت و كتب له الشهادة ؟
فما كان من هذه المرأة المؤمنة إلا أن صرخت فيهن في ثقة و إيمان قائلة : إني أعرف زوجي أكالاً و لم أعرفه رزاقاً فإذا مات الأكال بقي الرزاق
ابن آدم
اشتدت حاجة فقير إلى الدراهم فقصد أحد الأغنياء و قال له : أنا أحد أقاربك . فقال له : من أي جهة ؟ فقال : من جهة آدم . فأخرج الغني من جيبه درهماً . و قال له : اذهب إلى جميع أبناء العائلة ليعطيك كل واحد كما أعطيتك فتصبح غنياً .
بقدر علمي
سئل أحد العلماء و هو على المنبر عن مسألة فقال : الله أعلم لا أدري ، فقيل له : هذا المنبر لا يرقاه الجهلاء .
فقال : إنما علوت بقدر علمي و لو علوت بقدر جهلي لبلغت السماء
زقفيلم
جيء لأبي علقمة النحوي بغلام يخدمه فأراد يوماً البكور في حاجة له . فقال : يا غلام : أصفعت العتاريف ؟
فقال الغلام : زقفيلم .
فقال أبو علقمة : و ما زقفيلم ؟ فقال الغلام : و ما العتاريف . فقال : الديوك ... فسأله : و ما زقفيلم ؟ قال : لم تصح الديوك بعد !!!!
زاد الآخرة
وقف أبو الدرداء ذات يوم أمام الكعبة ثم قال لأصحابه : أليس إذا أراد أحدكم سفراً يستعد له بزاد ، قالوا : نعم . قال : فسفر الآخرة أبعد مما تسافرون فقالوا : دلنا على زاده .
قال : حجوا حجة لعظائم الأمور ، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لوحشة القبور ، و صوموا يوماً شديداً حره لطول يوم النشور .