الوعب
18-10-2008, 03:41 AM
دبي - موفد القبس عدنان محرز:
تباينت الآراء والتوقعات حول اثر الازمة المالية العالمية على سوق العقار الخليجي، وجاءت الردود على سؤال «القبس» الذي طرح على عدد من الشخصيات العقارية المشاركة في معرض سيتي سكيب (دبي) الذي أقيم في الفترة من 6 الى 9 اكتوبر الجاري، جاءت متباينة بين متفائل وأقل تفاؤلا.
وقال رئيس مجلس ادارة شركة عزيزي العقارية د. محمود طاهري، والتي تتخذ من دبي مقرا لها، ان العالم اليوم عبارة عن سلسلة حلقاتها مرتبط بعضها ببعض، فإذا حدث امر ما في ابعد اصقاع العالم، فإنه لا بد وان يؤثر بباقي بقاع العالم المختلفة.
وأضاف انه لا يمكن اليوم تقسيم العالم ولا الدول والفصل بينها، مبينا ان منطقة الخليج العربي تعد مكانا آمنا للمستثمرين، وبخاصة في مجال الاستثمار العقاري، اذ يشعر الجميع بان الاستثمار العقاري في الخليج ذو فائدة كبيرة ومضمونة، خصوصا في دبي، لافتا الى ان عدد المستثمرين سيتضاعف عدة مرات بحلول عام 2015، وذلك يعود الى الدور الناجح للحكومة وحسن التخطيط الاداري، اضافة الى توافر البنى التحتية المختلفة، مما يعد عامل جذب للمستثمرين الذين يتطلعون الى عوائد وفيرة ومستدامة.
نسب المخاطر
وبين طاهري انه لا يمكن التنبؤ بنسب المخاطر في الاستثمار في منطقة الخليج، وذلك لخصوصية هذه المنطقة التي يتوافر فيها المال بشكل كبير، لافتا الى ان هذا الكم الكبير من رؤوس الاموال ترافقه ايضا نسبة كبيرة من المخاطر، مع الاشارة الى ان هذه المنطقة تظل مغرية للمستثمرين نظرا لرأس المال الريعي الناتج عن بيع النفط الذي يظل ايضا كافيا للاسهام في عمليات التنمية وتطوير المشاريع.
وحول عملية التمويل لهذه المشاريع الكبيرة أوضح طاهري ان هذا التمويل يتم من خلال رؤوس الاموال المخصصة لها، اضافة الى قيام الشركات الكبرى بتملك مساحات شاسعة من الاراضي، ثم القيام بتأهيلها، وبالتالي بيعها لمستثمرين آخرين بأرباح لا بأس بها، ومعلوم ان عدد المستثمرين كبير في دبي ونسب العوائد والازمات كبيرة ايضا.
ثقة كبيرة
من جانبها، اوضحت منال شاهين المديرة التنفيذية للمبيعات والتسويق في شركة النخيل العقارية ان لدى الشركة الكثير من الاستثمارات الخارجية والشركاء العالميين، وان كل ما يحصل في العالم يهم الشركة، لكنها عبرت عن تفاؤلها قائلة انهم في «النخيل» يدركون ماهية السوق العقارية وما يدور فيها، مشيرة الى ان الامور تسير الآن وفق ما هو مخطط لها، وان الناس لديهم ثقة كبيرة بسوق العقارات في دبي.
وحول مصادر التمويل للمشاريع الضخمة التي تزمع الشركة تنفيذها، اوضحت انها ستعتمد في تمويل المشاريع على حصيلة بيع الاراضي، اضافة الى ابرام شراكات مع بنوك ومؤسسات مالية لتوفير مصادر تمويل اخرى، الى جانب التمويل الذاتي، لافتة الى ان شركة النخيل لا تعتمد على الدعم الحكومي، وهي مستقلة رغم ملكية حكومة دبي لها.
اقتصاد متين
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة عجمان مارينا بالوكالة عبدالله الدهيم ان آثار الازمة العالمية خفيفة في منطقة الخليج، نظرا لمتانة الاقتصاد في دولة الامارات، وفي دبي بشكل خاص، حيث وصل اقتصاد هذه الامارة الى مرحلة قوية ومتنوعة تدعمها السياحة والتجارة والصناعة والمعارض وحركة المطار والميناء والبضائع.
وتابع انه يكفي ان نعلم ان عدد زوار دبي تجاوز 10 او 15 مليون زائر، ويتوقع ان يصل الى 170 مليوناً مع الانتهاء من توسعة المطار في دبي ومطار جبل علي، واوضح ان هذه الارقام تدل على ان المستقبل يكون جيدا وواعدا مع توافر قوة شرائية كبيرة.
الخليج منيع
وزاد ان الخليج العربي لديه مناعة ضد الازمات الاقتصادية لسنوات عديدة مقبلة، مردها الى الارباح الكبيرة ورؤوس الاموال الهائلة التي حصل عليها من ارتفاع اسعار النفط، وما لحقها من مشاريع تنموية واقتصادية متعددة، واضاف انه لم يكن احد يسمع قبل ثلاث سنوات مثلا عن مدن اقتصادية في السعودية، اما اليوم فيوجد العديد منها واكد ان دول الخليج قادرة على مواجهة هذه الازمة بسهولة.
وكشف انه في حال انخفاض اسعار العقارات فانها ستنخفض بسبب المضاربة والتنافس، مؤكداً ان العروض موجودة والشركات الكبيرة متواجدة في السوق وتعرف ماذا تريد وماذا تفعل.
وفيما اذا كان هناك مكتتبون ومستثمرون مع وجود هذا الكم من المشاريع والزخم العقاري، اوضح الدهيم انه يوجد الكثير منهم وان الطلب في تزايد، خصوصاً ان دبي اوجدت بيئة عالمية للمستثمرين الاجانب، مما وضعها في مصاف الدول والمدن العقارية الاولى في العالم مثل نيويورك، لندن، سنغافورة، وهذه الدول لها بصمة في المجال العقاري في العالم.
تأثر المضاربين
الى ذلك، اوضح الرئيس التنفيذي لشركة «سناسكو» العقارية السعودية محمد سليمان عزابة ان للازمة العالمية آثاراً كبيرة على دول المنطقة من الناحية الاقتصادية، اما على الجانب العقاري فانه يمكن تقسيم العمل العقاري الى عدة جوانب، منها الجانب الاستثماري والجانب المضاربي والاستخدامي، وعبر عن اعتقاده بان اكثر المتضررين او المتأثرين بالازمة العالمية هم من يعمل في جانب المضاربة لان الصورة الاستثمارية العامة ضبابية لم تتضح بعد، وبين ان الطلب على العقارات كبير جداً في المملكة العربية السعودية حيث هناك طلب على حوالي 2،5 مليون وحدة سكنية.
وتابع ان اثر الازمة العالمية سيكون ضعيفاً على الجانب العقاري وان المشاريع السكنية ستستمر لان هناك دعماً حكومياً وتمويلاً وافراً لهذا الغرض، وبين ان السوق العقارية السعودية سوق عميقة وان الاقتصاد السعودي متين.
تردد وعدم إقدام
قال رئيس مجلس ادارة شركة «فيرتشول مابانيت» الكندية ستيفن سكولوسكي ان معظم اقتصادات العالم ستتأثر بالازمة وبشكل متقارب، رافضاً ان يكون الاثر مختلفاً من مكان الى آخر، وموضحاً ان النظام البنكي العالمي اصبح متداخلاً، واذا كانت بعض الدول تأثرت تأثراً مباشراً وسريعاً فان الدول الاخرى ستتأثر بدورها ولو بدرجة اقل وابطأ.
وعبر عن اعتقاده ان المستثمرين سيعانون نقص التمويل والسيولة لعقاراتهم وابنيتهم، مما سينعكس سلباً على عملية الاستثمار والتنمية ويؤدي الى المزيد من التردد وعدم الاقدام على الاستثمار.
مقومات النمو
اخيراً يمكن القول ان مقومات النمو في السوق العقاري الخليجي ما زالت موجودة، ويعكس ذلك حجم المشاركة الكبيرة في معرض سيتي سكيب من قبل الشركات والمؤسسات العقارية، وما تردد من الغالبية بان حجم النمو مستمر في عدد السكان وبنسب اعلى مما يمكن ان يوفره قطاع العقار من بيوت ووحدات سكنية، وهذا مؤشر إلى ان السوق العقاري سيحافظ على قوته، وان وتيرة الاستثمار فيه ستزداد، والزمن كفيل بكشف صحة هذا التوقع من عدمه.
.
تباينت الآراء والتوقعات حول اثر الازمة المالية العالمية على سوق العقار الخليجي، وجاءت الردود على سؤال «القبس» الذي طرح على عدد من الشخصيات العقارية المشاركة في معرض سيتي سكيب (دبي) الذي أقيم في الفترة من 6 الى 9 اكتوبر الجاري، جاءت متباينة بين متفائل وأقل تفاؤلا.
وقال رئيس مجلس ادارة شركة عزيزي العقارية د. محمود طاهري، والتي تتخذ من دبي مقرا لها، ان العالم اليوم عبارة عن سلسلة حلقاتها مرتبط بعضها ببعض، فإذا حدث امر ما في ابعد اصقاع العالم، فإنه لا بد وان يؤثر بباقي بقاع العالم المختلفة.
وأضاف انه لا يمكن اليوم تقسيم العالم ولا الدول والفصل بينها، مبينا ان منطقة الخليج العربي تعد مكانا آمنا للمستثمرين، وبخاصة في مجال الاستثمار العقاري، اذ يشعر الجميع بان الاستثمار العقاري في الخليج ذو فائدة كبيرة ومضمونة، خصوصا في دبي، لافتا الى ان عدد المستثمرين سيتضاعف عدة مرات بحلول عام 2015، وذلك يعود الى الدور الناجح للحكومة وحسن التخطيط الاداري، اضافة الى توافر البنى التحتية المختلفة، مما يعد عامل جذب للمستثمرين الذين يتطلعون الى عوائد وفيرة ومستدامة.
نسب المخاطر
وبين طاهري انه لا يمكن التنبؤ بنسب المخاطر في الاستثمار في منطقة الخليج، وذلك لخصوصية هذه المنطقة التي يتوافر فيها المال بشكل كبير، لافتا الى ان هذا الكم الكبير من رؤوس الاموال ترافقه ايضا نسبة كبيرة من المخاطر، مع الاشارة الى ان هذه المنطقة تظل مغرية للمستثمرين نظرا لرأس المال الريعي الناتج عن بيع النفط الذي يظل ايضا كافيا للاسهام في عمليات التنمية وتطوير المشاريع.
وحول عملية التمويل لهذه المشاريع الكبيرة أوضح طاهري ان هذا التمويل يتم من خلال رؤوس الاموال المخصصة لها، اضافة الى قيام الشركات الكبرى بتملك مساحات شاسعة من الاراضي، ثم القيام بتأهيلها، وبالتالي بيعها لمستثمرين آخرين بأرباح لا بأس بها، ومعلوم ان عدد المستثمرين كبير في دبي ونسب العوائد والازمات كبيرة ايضا.
ثقة كبيرة
من جانبها، اوضحت منال شاهين المديرة التنفيذية للمبيعات والتسويق في شركة النخيل العقارية ان لدى الشركة الكثير من الاستثمارات الخارجية والشركاء العالميين، وان كل ما يحصل في العالم يهم الشركة، لكنها عبرت عن تفاؤلها قائلة انهم في «النخيل» يدركون ماهية السوق العقارية وما يدور فيها، مشيرة الى ان الامور تسير الآن وفق ما هو مخطط لها، وان الناس لديهم ثقة كبيرة بسوق العقارات في دبي.
وحول مصادر التمويل للمشاريع الضخمة التي تزمع الشركة تنفيذها، اوضحت انها ستعتمد في تمويل المشاريع على حصيلة بيع الاراضي، اضافة الى ابرام شراكات مع بنوك ومؤسسات مالية لتوفير مصادر تمويل اخرى، الى جانب التمويل الذاتي، لافتة الى ان شركة النخيل لا تعتمد على الدعم الحكومي، وهي مستقلة رغم ملكية حكومة دبي لها.
اقتصاد متين
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة عجمان مارينا بالوكالة عبدالله الدهيم ان آثار الازمة العالمية خفيفة في منطقة الخليج، نظرا لمتانة الاقتصاد في دولة الامارات، وفي دبي بشكل خاص، حيث وصل اقتصاد هذه الامارة الى مرحلة قوية ومتنوعة تدعمها السياحة والتجارة والصناعة والمعارض وحركة المطار والميناء والبضائع.
وتابع انه يكفي ان نعلم ان عدد زوار دبي تجاوز 10 او 15 مليون زائر، ويتوقع ان يصل الى 170 مليوناً مع الانتهاء من توسعة المطار في دبي ومطار جبل علي، واوضح ان هذه الارقام تدل على ان المستقبل يكون جيدا وواعدا مع توافر قوة شرائية كبيرة.
الخليج منيع
وزاد ان الخليج العربي لديه مناعة ضد الازمات الاقتصادية لسنوات عديدة مقبلة، مردها الى الارباح الكبيرة ورؤوس الاموال الهائلة التي حصل عليها من ارتفاع اسعار النفط، وما لحقها من مشاريع تنموية واقتصادية متعددة، واضاف انه لم يكن احد يسمع قبل ثلاث سنوات مثلا عن مدن اقتصادية في السعودية، اما اليوم فيوجد العديد منها واكد ان دول الخليج قادرة على مواجهة هذه الازمة بسهولة.
وكشف انه في حال انخفاض اسعار العقارات فانها ستنخفض بسبب المضاربة والتنافس، مؤكداً ان العروض موجودة والشركات الكبيرة متواجدة في السوق وتعرف ماذا تريد وماذا تفعل.
وفيما اذا كان هناك مكتتبون ومستثمرون مع وجود هذا الكم من المشاريع والزخم العقاري، اوضح الدهيم انه يوجد الكثير منهم وان الطلب في تزايد، خصوصاً ان دبي اوجدت بيئة عالمية للمستثمرين الاجانب، مما وضعها في مصاف الدول والمدن العقارية الاولى في العالم مثل نيويورك، لندن، سنغافورة، وهذه الدول لها بصمة في المجال العقاري في العالم.
تأثر المضاربين
الى ذلك، اوضح الرئيس التنفيذي لشركة «سناسكو» العقارية السعودية محمد سليمان عزابة ان للازمة العالمية آثاراً كبيرة على دول المنطقة من الناحية الاقتصادية، اما على الجانب العقاري فانه يمكن تقسيم العمل العقاري الى عدة جوانب، منها الجانب الاستثماري والجانب المضاربي والاستخدامي، وعبر عن اعتقاده بان اكثر المتضررين او المتأثرين بالازمة العالمية هم من يعمل في جانب المضاربة لان الصورة الاستثمارية العامة ضبابية لم تتضح بعد، وبين ان الطلب على العقارات كبير جداً في المملكة العربية السعودية حيث هناك طلب على حوالي 2،5 مليون وحدة سكنية.
وتابع ان اثر الازمة العالمية سيكون ضعيفاً على الجانب العقاري وان المشاريع السكنية ستستمر لان هناك دعماً حكومياً وتمويلاً وافراً لهذا الغرض، وبين ان السوق العقارية السعودية سوق عميقة وان الاقتصاد السعودي متين.
تردد وعدم إقدام
قال رئيس مجلس ادارة شركة «فيرتشول مابانيت» الكندية ستيفن سكولوسكي ان معظم اقتصادات العالم ستتأثر بالازمة وبشكل متقارب، رافضاً ان يكون الاثر مختلفاً من مكان الى آخر، وموضحاً ان النظام البنكي العالمي اصبح متداخلاً، واذا كانت بعض الدول تأثرت تأثراً مباشراً وسريعاً فان الدول الاخرى ستتأثر بدورها ولو بدرجة اقل وابطأ.
وعبر عن اعتقاده ان المستثمرين سيعانون نقص التمويل والسيولة لعقاراتهم وابنيتهم، مما سينعكس سلباً على عملية الاستثمار والتنمية ويؤدي الى المزيد من التردد وعدم الاقدام على الاستثمار.
مقومات النمو
اخيراً يمكن القول ان مقومات النمو في السوق العقاري الخليجي ما زالت موجودة، ويعكس ذلك حجم المشاركة الكبيرة في معرض سيتي سكيب من قبل الشركات والمؤسسات العقارية، وما تردد من الغالبية بان حجم النمو مستمر في عدد السكان وبنسب اعلى مما يمكن ان يوفره قطاع العقار من بيوت ووحدات سكنية، وهذا مؤشر إلى ان السوق العقاري سيحافظ على قوته، وان وتيرة الاستثمار فيه ستزداد، والزمن كفيل بكشف صحة هذا التوقع من عدمه.
.