المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف الحال00000سؤال



امـ حمد
20-10-2008, 01:57 AM
الســـلام عليكـــم ورحمة الله وبـــركاته


تسأل بعض الناس : كيف حالك يا فلان ؟ فيجيبك

بنبرة حزينة تنم عن ألم موجع وضيق مفجع يقبض على

الصدر ويكتم الأنفاس ، فيقول : طفشان ، قلقان

زهقان ، يكاد أن يقتلني الملل ، وتذبحني السآمة ،

لم أتلذذ بحياتي ولم أذق طعم السعادة ، قد هدني القلق ،

وأزعجني الأرق ، وأشعر أني أعيش في شقاء وعناء ،

وينهال عليك بكلمات حزينة تنم عن حال بئيس وواقع

تعيس يعيشه ويعاني منه ، لو وزع على أهل الأرض

لكفاهم وأشقاهم .



وعندما ترى ألمه وندمه ، وتشعر بحسرته

وحزنه ، يلوح أما ناظريك قول الله تعالى :

" ومن أعرض عن ذكري فإن

له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ..الآية "



فتسأله : هل تحافظ على الصلوات ؟

وهل تحس بالخشوع فيها ؟ هل لسانك رطب من ذكر الله ؟

هل تقرأ القرآن وتكثر من الشكر والذكر ؟

هل تسمع الأغاني وتنظر إلى المسلسلات ؟

هل أصحابك أخيار أو أشرار ؟



ومن خلال إجابته تدرك أنه ضعيف الصلة بربه ،

منغمس في إثمه وذنبه ، قد أحرقت قلبه السيئات ،

وأظلمت بصدره الموبقات ، فمسه الله بشيء

من العذاب الأدنى لعله يتوب أو يؤوب ، ولكنه سادر في غيه ،

مفرط في أمر ربه ، مضيع لشرائع دينه .



فلا عجب أن يتألم ويتندم ويتحسر ويتعذب مع

أن دنياه في زيادة وعيشه في رخاء ، ولكن أبى الله إلا أن يذل

من عصاه ويعذب من خالف رسوله ومصطفاه .



وتسأل السؤال ذاته لغيره : كيف حالك يافلان ؟؟

فيبادرك بالحمد والثناء على الله تعالى ، قد رضي بالقضا ،

وحاول إرضاء مولاه فأرضاه الله ، فحياته طيبة ،

وعيشه سعيد ، فهو في راحة وسكينة ومسرة وطمأنينة ،

مستقر العيش دائم السرور ، ولو تأملت حاله لوجدته

ربما يعيش في شظف من العيش قليل ذات اليد ،

وعندما تراه قد طفح السرور على محياه تردد قول الله تعالى :

" من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو

مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون "



فالإيمان طريق الأمان ، والعبادة سبيل السعادة ،

وهذا ما نحتاجه في واقعنا المعاصر الذي تشتتت فيه النفوس وتشعبت

فيه القلوب ، ولم يبق لنا إلا أن نجعل الهموم هماً واحداً ،

وهو كيف نرضي الله عنا ليرضينا في حياتنا وبعد مماتنا

ويوم نشرنا وحشرنا ....وإلى الله مرد أمرنا !