مغروور قطر
26-11-2005, 09:03 AM
أزمة امدادات الغاز الطبيعي تخنق الصناعات الكيماوية في الولايات المتحدة
تاريخ النشر: السبت 26 نوفمبر 2005, تمام الساعة 07:03 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة
واشنطن - أحمد محسن :
تمر الولايات المتحدة الآن بمرحلة من البحث الممتزج بالقلق العميق بسبب ما سماه حاكم ولاية نيومكسيكو ووزير الطاقة الاسبق بيل ريتشاردسون «أزمة الطاقة المؤجلة» ولا يرجع ذلك الى ارتفاع اسعار الطاقة في اللحظة الراهنة رغم ان هذا الارتفاع قرَّب المشكلة من الاذهان. ذلك ان النمو الاقتصادي لم يتوقف مع المستويات القياسية للاسعار، غير ان هذه المستويات طرحت السيناريوهات المحتملة خلال العقود المقبلة التي سيتزايد فيها الطلب بصورة مضطردة عن العرض.
وفي سباق هذا القلق تحول النقاش الى قطاع الغاز الطبيعي، وما اذا كان يمكن تعظيم النتائج المترتبة على استخدام الغاز من حيث كفاءة الطاقة المستخلصة ومن حيث زيادة العرض اذا ما انتبه العالم الى زيادة القطاعات التي تعتمد على الغاز.
وحول اقتصاديات قطاع الغاز الطبيعي دار الحوار التالي مع كريس دولان المسؤول من نشرة «فيرك جاز ماركت ريبورت» التي تصدر من ارلنجتون فيرجينيا على تخدم العاصمة واشنطن.
تنتشر في الولايات المتحدة الآن مخاوف متزايدة من حدوث ازمة في قطاع الغاز الطبيعي، هل هناك اساس علمى لهذه المخاوف؟
انها ليست مخاوف من احتمال حدوث ازمة في المستقبل، ولكنها مخاوف من تفاقم الازمة التي نعيشها في الحاضر، وينبغي على الكونجرس وعلى الحكومة التحرك بلا ابطاء لمواجهة موقف يهدد صناعاتنا الكيماوية والبتروكيماوية كما يهدد 6 من كل 10 عائلات امريكية تعتمد في تدفئة منازلها على الغاز الطبيعي، وتمتد الازمة الى ابعد من ذلك، فكما تعرفون أن الغاز الطبيعي يستخدم في صناعات وسيطة لا حصر لها، في السيارات والادوية والاتصالات والزراعة، وسيعني هذا المستوى المقلق من ارتفاع الاسعار والتهديد المتمثل بقفزها الى اعلى بدون توقف احداث هزة حقيقية في اقتصادنا في مجتمعنا.
وسوف اعطيك امثلة قليلة قد تساعد على تصور ما يحدث، فاحدى اكبر شركات صناعة اطارات السيارات وهي شركة «جوديبر» اعلنت انها ستخفض انتاجها بنسبة 30% لانها لا تجد المطاط الكافي، وهو مطاط يشتق من صناعة البتروكيماويات المعتمدة على الغاز الطبيعي، وشركات انتاج عبوات الماء البلاستيكية سواء كانت على زجاجات كبيرة وصغيرة لا تجد احتياجها من البلاستيك وشركات صناعة الوسائد وفراش غرف النوم لا تجد البولي يوريتيان الذي تستخدمه لانتاج مصنوعاتها وانتاج الاسمدة الزراعية تراجع على مدار العامين الماضيين، فهناك اكثر من 96% من صناعاتنا لها علاقة او اخرى بمنتجات كيماوية وبتروكيماوية يدخل الغاز الطبيعي في انتاجها.
بل ودعني اضيف ان ارتفاع اسعار الغاز الطبيعي ادى الى زيادة نسبة البطالة، فحين يغلق مصنع للسماد ابوابه او حين تسرح شركة «جوديبر» 23 ألف عامل خلال سنتين فان ذلك يوضح لك التأثير الاجتماعي المباشر لارتفاع اسعار الغاز الطبيعي، وفي قطاع المنتجات الكيماوية وحدها اغلق 100 مصنع ابوابه وضاعت نحو 117 ألف وظيفة، ومن بين 120 مصنعاً كيماوياً جديداً بدأ تشييدها في كل انحاء العالم خلال 2005 هناك مصنع واحد فقط في الولايات المتحدة.
هل ارتفعت الاسعار الى هذا الحد؟
بالتأكيد فلو كنت اشتريت مليون وحدة حرارية العام الماضي في اكتوبر فقد كنت ستدفع 5.8 دولار اما الآن فانك ستدفع 5.12 دولار اي لدينا هنا زيادة 68% في عام واحد، ومنذ نهاية اكتوبر ومنذ نهاية الاسبوع الأول من نوفمبر، اي خلال اسبوع واحد، ارتفع السعر بنسبة 3.4% في قفزة واحدة بسبب توقعات زيادة الطلب مع حلول الشتاء، ويعطيك هذا فكرة عن حجم الازمة في هذا القطاع.
ما هو الحل إذن؟
يجب على الكونجرس ان يدرك ان اسعار الغاز الطبيعي من زاوية قيمتها الحرارية باتت اغلى من اسعار النفط، وان التشجيع الدائم للمستهلكين على زيادة طلبهم من الغاز الطبيعي للحفاظ على البنية ادى الى زيادة الطلب دون زيادة الامدادات، ويمكن البدء بارسال رسالة قوية الى السوق بان هناك اهتماما حقيقيا بزيادة الامدادات عن طريق رفع الحواجز القانونية التي تمنع الاستكشاف في الجرف القاري الخارجي المحيط بسواحل الولايات المتحدة.
ولدينا في خليج المكسيك احتياطي هائل من الغاز الطبيعي ولكن الحكومة تمنع استخراجه، فهناك حقول مائية ضخمة في شرق خليج المكسيك على بعد نحو 150 كيلو مترا من سواحل فلوريدا.
ويمكن ايضاً تقديم حوافز ضريبية لمستوردي الغاز الطبيعي المسال، ولكنني اعتقد ان الانتاج المحلي هو الذي سيؤدي الى حل المشكلة لاسيما وان لدينا كميات كبيرة مؤكدة من الغاز الطبيعي وكميات أكبر محتملة، وعلى من يعترضون بدعوى حماية البيئة من عمليات الاستخراج أن يقدموا لنا حلاً، اننا نحترم الاسماك والمخلوقات البحرية ونريد الحفاظ علىها، ولكننا لا نريد ان يفقد الامريكيون وظائفهم وان تغلق مصانع الكيماويات.
هل يمكن النظر في اقامة مشروعات مشتركة مع الدول المنتجة للغاز الطبيعي؟
يمكن النظر في اي شئ، وهذا ما يحدث بالفعل، ولكن بكم ستبيعنا هذه الدول منتجاتها؟ انهم سيحسبون دائماً سعر الغاز الطبيعي الذي يستخدمونه على اساس السعر العالمي في الاسواق، واذا كانت هناك ميزة سعرية فإنها ستكون هامشية، المهم في كل الاحوال زيادة الامدادات، والعنصر الحاسم في هذا المجال هو زيادة امداداتنا من انتاجنا المحلي، ونحن نستطيع ذلك لو خفض الكونجرس قليلاً العراقيل التي يضعها في هذا المجال.
تاريخ النشر: السبت 26 نوفمبر 2005, تمام الساعة 07:03 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة
واشنطن - أحمد محسن :
تمر الولايات المتحدة الآن بمرحلة من البحث الممتزج بالقلق العميق بسبب ما سماه حاكم ولاية نيومكسيكو ووزير الطاقة الاسبق بيل ريتشاردسون «أزمة الطاقة المؤجلة» ولا يرجع ذلك الى ارتفاع اسعار الطاقة في اللحظة الراهنة رغم ان هذا الارتفاع قرَّب المشكلة من الاذهان. ذلك ان النمو الاقتصادي لم يتوقف مع المستويات القياسية للاسعار، غير ان هذه المستويات طرحت السيناريوهات المحتملة خلال العقود المقبلة التي سيتزايد فيها الطلب بصورة مضطردة عن العرض.
وفي سباق هذا القلق تحول النقاش الى قطاع الغاز الطبيعي، وما اذا كان يمكن تعظيم النتائج المترتبة على استخدام الغاز من حيث كفاءة الطاقة المستخلصة ومن حيث زيادة العرض اذا ما انتبه العالم الى زيادة القطاعات التي تعتمد على الغاز.
وحول اقتصاديات قطاع الغاز الطبيعي دار الحوار التالي مع كريس دولان المسؤول من نشرة «فيرك جاز ماركت ريبورت» التي تصدر من ارلنجتون فيرجينيا على تخدم العاصمة واشنطن.
تنتشر في الولايات المتحدة الآن مخاوف متزايدة من حدوث ازمة في قطاع الغاز الطبيعي، هل هناك اساس علمى لهذه المخاوف؟
انها ليست مخاوف من احتمال حدوث ازمة في المستقبل، ولكنها مخاوف من تفاقم الازمة التي نعيشها في الحاضر، وينبغي على الكونجرس وعلى الحكومة التحرك بلا ابطاء لمواجهة موقف يهدد صناعاتنا الكيماوية والبتروكيماوية كما يهدد 6 من كل 10 عائلات امريكية تعتمد في تدفئة منازلها على الغاز الطبيعي، وتمتد الازمة الى ابعد من ذلك، فكما تعرفون أن الغاز الطبيعي يستخدم في صناعات وسيطة لا حصر لها، في السيارات والادوية والاتصالات والزراعة، وسيعني هذا المستوى المقلق من ارتفاع الاسعار والتهديد المتمثل بقفزها الى اعلى بدون توقف احداث هزة حقيقية في اقتصادنا في مجتمعنا.
وسوف اعطيك امثلة قليلة قد تساعد على تصور ما يحدث، فاحدى اكبر شركات صناعة اطارات السيارات وهي شركة «جوديبر» اعلنت انها ستخفض انتاجها بنسبة 30% لانها لا تجد المطاط الكافي، وهو مطاط يشتق من صناعة البتروكيماويات المعتمدة على الغاز الطبيعي، وشركات انتاج عبوات الماء البلاستيكية سواء كانت على زجاجات كبيرة وصغيرة لا تجد احتياجها من البلاستيك وشركات صناعة الوسائد وفراش غرف النوم لا تجد البولي يوريتيان الذي تستخدمه لانتاج مصنوعاتها وانتاج الاسمدة الزراعية تراجع على مدار العامين الماضيين، فهناك اكثر من 96% من صناعاتنا لها علاقة او اخرى بمنتجات كيماوية وبتروكيماوية يدخل الغاز الطبيعي في انتاجها.
بل ودعني اضيف ان ارتفاع اسعار الغاز الطبيعي ادى الى زيادة نسبة البطالة، فحين يغلق مصنع للسماد ابوابه او حين تسرح شركة «جوديبر» 23 ألف عامل خلال سنتين فان ذلك يوضح لك التأثير الاجتماعي المباشر لارتفاع اسعار الغاز الطبيعي، وفي قطاع المنتجات الكيماوية وحدها اغلق 100 مصنع ابوابه وضاعت نحو 117 ألف وظيفة، ومن بين 120 مصنعاً كيماوياً جديداً بدأ تشييدها في كل انحاء العالم خلال 2005 هناك مصنع واحد فقط في الولايات المتحدة.
هل ارتفعت الاسعار الى هذا الحد؟
بالتأكيد فلو كنت اشتريت مليون وحدة حرارية العام الماضي في اكتوبر فقد كنت ستدفع 5.8 دولار اما الآن فانك ستدفع 5.12 دولار اي لدينا هنا زيادة 68% في عام واحد، ومنذ نهاية اكتوبر ومنذ نهاية الاسبوع الأول من نوفمبر، اي خلال اسبوع واحد، ارتفع السعر بنسبة 3.4% في قفزة واحدة بسبب توقعات زيادة الطلب مع حلول الشتاء، ويعطيك هذا فكرة عن حجم الازمة في هذا القطاع.
ما هو الحل إذن؟
يجب على الكونجرس ان يدرك ان اسعار الغاز الطبيعي من زاوية قيمتها الحرارية باتت اغلى من اسعار النفط، وان التشجيع الدائم للمستهلكين على زيادة طلبهم من الغاز الطبيعي للحفاظ على البنية ادى الى زيادة الطلب دون زيادة الامدادات، ويمكن البدء بارسال رسالة قوية الى السوق بان هناك اهتماما حقيقيا بزيادة الامدادات عن طريق رفع الحواجز القانونية التي تمنع الاستكشاف في الجرف القاري الخارجي المحيط بسواحل الولايات المتحدة.
ولدينا في خليج المكسيك احتياطي هائل من الغاز الطبيعي ولكن الحكومة تمنع استخراجه، فهناك حقول مائية ضخمة في شرق خليج المكسيك على بعد نحو 150 كيلو مترا من سواحل فلوريدا.
ويمكن ايضاً تقديم حوافز ضريبية لمستوردي الغاز الطبيعي المسال، ولكنني اعتقد ان الانتاج المحلي هو الذي سيؤدي الى حل المشكلة لاسيما وان لدينا كميات كبيرة مؤكدة من الغاز الطبيعي وكميات أكبر محتملة، وعلى من يعترضون بدعوى حماية البيئة من عمليات الاستخراج أن يقدموا لنا حلاً، اننا نحترم الاسماك والمخلوقات البحرية ونريد الحفاظ علىها، ولكننا لا نريد ان يفقد الامريكيون وظائفهم وان تغلق مصانع الكيماويات.
هل يمكن النظر في اقامة مشروعات مشتركة مع الدول المنتجة للغاز الطبيعي؟
يمكن النظر في اي شئ، وهذا ما يحدث بالفعل، ولكن بكم ستبيعنا هذه الدول منتجاتها؟ انهم سيحسبون دائماً سعر الغاز الطبيعي الذي يستخدمونه على اساس السعر العالمي في الاسواق، واذا كانت هناك ميزة سعرية فإنها ستكون هامشية، المهم في كل الاحوال زيادة الامدادات، والعنصر الحاسم في هذا المجال هو زيادة امداداتنا من انتاجنا المحلي، ونحن نستطيع ذلك لو خفض الكونجرس قليلاً العراقيل التي يضعها في هذا المجال.