المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تداعيات الأزمة المالية وارتباطها ببورصة الدوحة



الوعب
21-10-2008, 05:29 AM
قال متعاملون في سوق الدوحة للأوراق المالية أن أسواق المال في العالم ترتبط ارتباطا وثيقا فيما بينها مشيرين إلى أن تضرر السوق المالي الأميركي ألقى بظلاله على بقية أسواق العالم أجمع، وأكد بعضهم أن المؤشرات تتحرك طردا وسط تداخل جوهري يجعل أي تراجع في البورصات العالمية يؤدي إلى خسائر كبيرة في الأســـــــــــــــــــــواق الأخرى.

وحول مدى تأثر المنطقة بذلك الترابط بين الأسواق قام «الوطن الاقتصادي» بجولة إلى مقصورة سوق الدوحة للأوراق المالية رصد خلالها آراء المتعاملين في السوق حول تداعيات ذلك الترابط وعما إذا كان للأزمة العالمية وتداعياتها أي ثقل على باقي الأسواق، فتحدث يوسف الملا عن العلاقة القوية التي تربط أسواق المال العالمية بالأسهم العربية ولاسيما في أسواق منطقة الخليج حيث تصل درجة التأثير إلى 95% ويقول: إذا نظرنا لتأثير تقلبات أسعار الأسهم في الأسواق العالمية على أسواق المنطقة في النكسة التي أصابت أسواق المال في العالم بالتزامن مع قضية الأزمة العالمية نجد كيف قادت هذه الأزمة الأسواق باتجاه التراجع بشكل قوي جدا، لافتا إلى أن مسألة الترابط هذه لا تفسر بصورة منطقية وعلمية لكنها موجودة بصورة واضحة ويجب العمل على تخفيفها. وقال يجب على الناس والمستثمرين تقليل متابعاتهم لحركة أسعار الأسهم في الأسواق العالمية والتوجه نحو الأوضاع المالية للشـــــــــركات المـــــــــــــدرجة.

وأرجع الملا أسبابا أخرى للضربة التي أصابت أسواق المال العالمية الأخيرة كانهيار بعض البنوك والشركات مما حرك عدم الثقة وعمليات البيع الكثيفة، الأمر الذي أودى بعدد كبير من الضحايا من المستثمرين الذين دفعوا ثمن هذه التقلبات بسبب الصدمات والانهيارات التي حدثت لأسواق المال.

وأثنى بدوره شاهين المريخي على آراء الملا بتمنيه أن يتعلم المستثمرون من صدمات الانهيار السابقة لأسواق المال مستشهدا في انخفاض أسعار الأسهم حول العالم عندما قررت الخزانة الفيدرالية بالولايات المتحدة خفض أسعار الفائدة بقيمة 75,0%، واصفا مثل ذلك القرار بأنه يحدث نوبة انهيار فجائي للبورصات، وقال: تتطابق أو تتماثل الانهيارات المالية، لكنها تشترك في بعض الخصائص، حيث يصبح الاستثمار على بعض الأسهم شائعا ومشهورا، ويبدأ الإقبال على شراء تلك الأسهم ويظل السعر يرتفع، ويلحق بعض الأشخاص ممن لا يدركون ماذا يشترون بالركب كي لا يفوتهم المكسب المتوقع بما يعرف بسياسة القطيع، وبمجرد انتشار خبر سيئ صغير يندفع حاملو الأسهم للبيع في وقت واحد ويبدأ الانهيار في سعر السهم.

وأضاف المريخي: تتزامن تلك الانهيارات عادة، وإن لم يكن دائما، مع دورة الأعمال في الاقتصاد، ويمكن أن نلخص تلك العملية بالتزلج على موجة شعور بالجشع يتبعها شعور بالنشاط والخفة، وأخيرا الخوف، حيث يصبح هناك نوع من الهوس الجماهيري الجماعي يسيطر على المستثمرين بالبورصة، ونجد عددا ضخما منهم تكون لديه رغبة في التمسك بالتوقع الخطأ لأسعار الأسهم التي يشترونها أو يمتلكونها حتى لو لمسوا الدليل على أن الأسهم مقيمة بأعلى من سعرها الحقيقي.

الاستفادة من التجارب

ويوضح خليفة الدوسري أسباب عدم تعلم المستثمرين من تجاربهم مع مرور السنين بالقول: في كل مرة تحدث فقاعة بالبورصة تظهر دائما عبارة «الأمر مختلف هذه المرة»، ويكون التفسير المعتاد لنوبات المضاربة محفوفة المخاطر بالبورصة أنها انعكاس لما يحدث من تغيرات بالاقتصاد، وهنا أود أن أستذكر ما حدث في هولندا في القرن السادس عشر عندما ساد آنذاك اعتقاد بأن الزنابق المستوردة من الإمبراطورية العثمانية ستكون جميلة جدا لدرجة أن سعرها سيعلو سعر الذهب، وكذلك فقاعة بحر الشمال في القرن السابع عشر التي كانت مدعومة بتوقعات عالية لربحية التجارة الجديدة عبر الأطلنطي، وفي بداية التسعينيات من القرن العشرين بدأ الهوس من اليابانيين وتزامن مع اشتعال فقاعة التجارة الإلكترونية وانتقال القوة للإنترنت، وهنا أؤكد ان الفقاعات المالية السابقة للانهيارات عادة ما تتضمن ابتكارات مالية مشكوك في نتيجتها، ففي بداية القرن السابع عشر تم تضليل المستثمرين بنموذج جديد لتمويل العجز الحكومي.

وحدد الدوسري الفرق بين الانهيارات السابقة وما حدث مؤخرا بالقول: إن هذه الكارثة تختلف اختلافا طفيفا، فهي ليست نتيجة فقاعة في أسعار الأسهم، ولكنها على الأرجح أزمة بنكية مقترنة ببداية تباطؤ اقتصادي، والبورصات بدأت تتأثر بهذين العاملين.

وقال: إن تجربة انهيار «وول ستريت» في عشرينيات القرن الماضي أوضحت كيف يمكن أن تؤثر السلطات المالية بشكل سيء في الأزمة، حين قام الاحتياطي الفيدرالي برفع سعر الفائدة لحماية قيمة الدولار والحفاظ على مستوى احتياطي الذهب، وجففت بهذا الفعل السيولة من السوق، وانهار النظام المالي وانتقلت العدوى على مستوى الاقتصاد ككل، وأغلقت العديد من الشركات وتم تسريح كم ضخم من العمال، وأصبح ثلث قوة العمل عاطلين وانكمش الاقتصاد الأميركي بنسبة 50%.

وأضاف: يجب على الحكومات أن تتعلم من تجاربها السابقة، كما ينبغي أن تكون البنوك المركزية أكثر فاعلية وسرعة في التعامل مع أزمات السيولة.

وحول ما إذا كان تخفيض سعر الفائدة يحل المشكلة قال الدوسري أن هناك مخاطرة بهذا التوجه، فتخفيض الفائدة في ثمانينيات القرن الماضي ببريطانيا ساهم بشكل ما في فقاعة الإسكان، والتي انفجرت في بداية التسعينيات، وقادت إلى فترة ركود، كما أن المخاطر من تخفيض الفائدة أصبحت أكثر سطوعا ووضوحا بعد فقاعة شركات الدوت كوم عام 2000، كما أن شبح تخفيض سعر الفائدة بالبنوك المركزية ببريطانيا والولايات المتحدة مازال يخيم على الأجواء الاقتصادية، فالائتمان الرخيص والمتوافر، هو الذي وضع بذور الأزمة الحالية.

ليمان براذرز

من جانبه قال سلطان المطوع إن التمعن في أحداث وتحركات سوق الولايات الأميركية المتحدة المالية الأخيرة، وأثرها ونتائجها المتوقعة للأسواق الخليجية والعربية بصورة عامة، يكشف مدى تأثر هذه الأسواق حيث ألقت تفاعلات الأزمة الأخيرة بظلالها على الساحة الاقتصادية العالمية العربية، مثيرة العديد من التساؤلات عن مصير الاستثمارات العربية خاصة الخليجية منها، والتي كانت ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بهذه الأزمة، الأمر الذي يؤكد تأثر أسواق المنطقة بما يجري في المناطق الأخرى من العالم وذلك بسبب قوة معامل الارتباط بين مؤشرات الأسواق الأميركية مع الأسواق العالمية والعربية الأخرى.

وقال: الكل تابع بدايات الهبوط الحاد الذي حدث في السوق الأميركية، وما تلا ذلك في باقي أسواق المال في العالم.

الارتباط نفسي

فيما يرى محمد العمادي أنه لا يوجد ارتباط فعلي بين البورصات الأميركية والعربية، وإن وجد فقد يكون الارتباط نفــــــــــــــــسيا، حيث لا يوجد ارتباط فعــــــــــــــــلي أو ارتباط وثيق بين البورصات العالمية والبورصات الخليجـــــــــية على سبيل المثال، والسبب الرئيسي في ذلك ان البورصات الخليجية ما زالت مغلقة على مستوى نطاق الخليج.

أما هادي الأحبابي فقال أنه قد تكون هناك بعض البنوك الخليجية لها استثمارات في عدد من دول العالم كشرق آسيا وجنوب شرق آسيا وهونغ كونغ والصين وغير ذلك من الدول، وتمتلك أغلبها صناديق ضمن محافظ استراتيجية، وأسهم غالبيتها تعتبر قيادية، وأسهم لها تاريخ ليس بالأمس القريب وإنما فعلا هي أسهم تاريخية ولها سمعتها العالمية، وهي شركات متعددة الجنسيات وشركات عالمية ونطاقها يجوب العالم بأكمله، كما أن بعض البنوك والشركات الاستثمارية لها استثمارات عن طريق صناديق، وهذا ما يؤكد وجود علاقة وثيقة بين أسواق العالم.

بلبلة مالية

وقال أحمد الخوار إن الأسواق الخليجية سجلت انهيارا شبه كامل حيث اندفع المستثمرون للبيع والتخلص مما بحوزتهم من الأسهم لأسباب عديدة، أبرزها الهلع الذي ساد المنطقة على خلفية إفلاس مصرف «ليمان براذرز» وتراجع النفط، والقلق حيال مستقبل أوضاع الاقتصاد العالمي، مضيفا إنه وبرغم عدم وجود ارتباط مباشر مع الأسواق العالمية، إلا أن ما يحدث هو من سمات حالة البلبلة المالية التي تصيب النظام الاستثماري العالمي ككل، كما أن هناك عملية تسييل كاملة مبالغ فيها، وهناك أمور نفسية في الأسواق بتأثير خروج المستــــــــــــــــــــــــثمرين الأجانب.

وعن احتمال أن يمتد التراجع إلى قطاعات أخرى في الأسواق الخليجية قال الخوار إنه رغم أن الترابط محدود بين الأسواق العربية والعالمية، باعتبار أن أسواق المنطقة ناشئة وفيها نمو كبير وفائض في الميزانية وشركاتها رابحة، غير أن التأثير ليس معدوماً، حيث نلاحظ تزايد تكاليف الاقتصاد، حيث خسرت مؤشرات المنطقة العربية نسبا كبيرة من قيمتها، لتغلق متراجعة وسط تراجع شامل لكافة البورصات التي وقعت تحت ضغط بيع عام وخروج جماعي للمستثمرين نتيجة الشعور بالهلع.

nasreen
21-10-2008, 11:02 AM
شكرا على الموضوع الحلو والمتابعة :victory: