alzaeem
21-10-2008, 09:57 AM
نحن والرئيس الأمريكي
صالح محمد الجاسر - كاتب سعودي 21/10/1429هـ
ثلاثة أسابيع ويتضح للعالم من هو الرئيس الأمريكي القادم للولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما أم جون ماكين، وإذا كان هذا أمراً معروفاً للجميع بسبب أن الانتخابات الأمريكية تتم في أول ثلاثاء من شهر كانون الثاني (نوفمبر), الذي يوافق الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، إلا أن من غير المفهوم هو قدرة كثير من الكتاب والمحللين العرب على تصور أن هذا التاريخ سيكون حداً فاصلاً لفترة حكم عاش خلالها العالم ثماني سنوات من الاضطراب والحروب والنكبات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتصورهم أن هذه النكبات ستزول بمجرد خروج جورج بوش الابن من البيت الأبيض في 20 كانون الثاني (يناير) من العام المقبل بعد أن يصبح خلال الفترة من انتخاب الرئيس المقبل وتسلمه الرئاسة رئيساً فاقد الصلاحيات.
هؤلاء المحللون الذين يرون أن المن والسلوى والازدهار سيكون بخروج جورج بوش من الرئاسة هم أنفسهم من هلل قبل ثماني سنوات بفوز جورج بوش الابن بالرئاسة على اعتباره ابن الرئيس جورج بوش الأب العارف بقضايا العرب ومشكلاتهم, فهل نسوا ما سطرته أقلامهم من قبل؟
ثم كيف يقيس هؤلاء المحللون الوضع في الولايات المتحدة بمسطرة قياسهم الأوضاع في العالم العربي؟ هل نسوا أن الولايات المتحدة تدار من قبل مؤسسات ولوبيات وأصحاب مصالح من أرباب المال والسياسة والبنوك وشركات النفط وتجار السلاح؟ وكل هؤلاء لهم دور مؤثر في تحديد سياسات أي رئيس يصل إلى البيت الأبيض.
إن من يمارس الإفراط في التفاؤل وتصور أن الرئيس القادم سيصبح متحرراً من أسر هذه اللوبيات ومن أسر اللوبيات الأخرى, خاصة اللوبي الداعم لإسرائيل, يمارس نوعاً من الحلم الذي لن يوصله إلى ما يأمله من وضع، فالولايات المتحدة لا ترتبط ببوش أو غيره في تحديد سياساتها بقدر ما ترتبط بعمل هذه اللوبيات، وإذا كان تاريخ بوش يكشف لنا مدى ما كان يتمتع به من جهل وتخبط تجاه معالجته الكثير من القضايا فهذا لا يعني أن من سيأتي بعده سيكون أفضل منه تجاه قضايا المنطقة العربية، بل ما الذي يمنع أن يسعى الرئيس القادم إلى أن يفتح جبهة أخرى تثري من خلالها مختلف الأطراف التي أوصلته إلى الرئاسة وتصاغ تحت أسماء رنانة مثل تحقيق العدالة أو الحرية أو حقوق الإنسان أو غيرها من الشعارات التي كانت الولايات المتحدة أول من خرقها؟
نتمنى من المحللين العرب عدم التسرع في الهجوم على بوش وسياساته وانتظار القادم وما يعلنه من سياسات وما يقوم به من خطوات، فالعاطفة في هذا الأمر لا تكفي للتحليل والتوقع
صالح محمد الجاسر - كاتب سعودي 21/10/1429هـ
ثلاثة أسابيع ويتضح للعالم من هو الرئيس الأمريكي القادم للولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما أم جون ماكين، وإذا كان هذا أمراً معروفاً للجميع بسبب أن الانتخابات الأمريكية تتم في أول ثلاثاء من شهر كانون الثاني (نوفمبر), الذي يوافق الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، إلا أن من غير المفهوم هو قدرة كثير من الكتاب والمحللين العرب على تصور أن هذا التاريخ سيكون حداً فاصلاً لفترة حكم عاش خلالها العالم ثماني سنوات من الاضطراب والحروب والنكبات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتصورهم أن هذه النكبات ستزول بمجرد خروج جورج بوش الابن من البيت الأبيض في 20 كانون الثاني (يناير) من العام المقبل بعد أن يصبح خلال الفترة من انتخاب الرئيس المقبل وتسلمه الرئاسة رئيساً فاقد الصلاحيات.
هؤلاء المحللون الذين يرون أن المن والسلوى والازدهار سيكون بخروج جورج بوش من الرئاسة هم أنفسهم من هلل قبل ثماني سنوات بفوز جورج بوش الابن بالرئاسة على اعتباره ابن الرئيس جورج بوش الأب العارف بقضايا العرب ومشكلاتهم, فهل نسوا ما سطرته أقلامهم من قبل؟
ثم كيف يقيس هؤلاء المحللون الوضع في الولايات المتحدة بمسطرة قياسهم الأوضاع في العالم العربي؟ هل نسوا أن الولايات المتحدة تدار من قبل مؤسسات ولوبيات وأصحاب مصالح من أرباب المال والسياسة والبنوك وشركات النفط وتجار السلاح؟ وكل هؤلاء لهم دور مؤثر في تحديد سياسات أي رئيس يصل إلى البيت الأبيض.
إن من يمارس الإفراط في التفاؤل وتصور أن الرئيس القادم سيصبح متحرراً من أسر هذه اللوبيات ومن أسر اللوبيات الأخرى, خاصة اللوبي الداعم لإسرائيل, يمارس نوعاً من الحلم الذي لن يوصله إلى ما يأمله من وضع، فالولايات المتحدة لا ترتبط ببوش أو غيره في تحديد سياساتها بقدر ما ترتبط بعمل هذه اللوبيات، وإذا كان تاريخ بوش يكشف لنا مدى ما كان يتمتع به من جهل وتخبط تجاه معالجته الكثير من القضايا فهذا لا يعني أن من سيأتي بعده سيكون أفضل منه تجاه قضايا المنطقة العربية، بل ما الذي يمنع أن يسعى الرئيس القادم إلى أن يفتح جبهة أخرى تثري من خلالها مختلف الأطراف التي أوصلته إلى الرئاسة وتصاغ تحت أسماء رنانة مثل تحقيق العدالة أو الحرية أو حقوق الإنسان أو غيرها من الشعارات التي كانت الولايات المتحدة أول من خرقها؟
نتمنى من المحللين العرب عدم التسرع في الهجوم على بوش وسياساته وانتظار القادم وما يعلنه من سياسات وما يقوم به من خطوات، فالعاطفة في هذا الأمر لا تكفي للتحليل والتوقع