تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عقيدة الولاء والبراء في الأسلام



اسعاف
23-10-2008, 11:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الولاء والبراء
عبدالملك القاسم



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
فإن الولاء والبراء ركن من أركان العقيدة ، وشرط من شروط الإيمان ، تغافل عنه كثير من الناس وأهمله البعض فاختلطت الأمور وكثر المفرطون .
ومعنى الولاء : هو حُب الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ونصرتهم .
والبراء : هو بُغض من خالف الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ، من الكافرين والمشركين والمنافقين والمبتدعين والفساق .
فكل مؤمن موحد ملتزم للأوامر والنواهي الشرعية ، تجب محبته وموالاته ونصرته . وكل من كان خلاف ذلك وجب التقرب إلى الله تعالى ببغضه ومعاداته وجهاده بالقلب واللسان بحسب القدرة والإمكان ، قال تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) .

والولاء والبراء أوثق عرى الإيمان وهو من أعمال القلوب لكن تظهر مقتضياته على اللسان والجوارح ، قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : ( م أحب لله وأبغض لله ، وأعطى لله ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان ) [ أخرجه أبو داود ] .

ومنزلة عقيدة الولاء والبراء من الشرع عظيمة ومنها :
أولاً : أنها جزء من معنى الشهادة ، وهي قول : ( لا إله ) من ( لا إله إلا الله ) فإن معناها البراء من كل ما يُعبد من دون الله .
ثانيًا : أنها شرط في الإيمان ، كما قال تعالى : ( ترى كثيرًا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه اتخذوهم أولياء ولكن كثيرًا منهم فاسقون ) .
ثالثًا : أن هذه العقيدة أوثق عرى الإيمان ، لما روى أحمد في مسنده عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ) .
يقول الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب - رحمهم الله - : ( فهل يتم الدين أو يُقام عَلَم الجهاد أو علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بالحب في الله والبغض في الله ، والمعاداة في الله ، والموالاة في الله ، ولو كان الناس متفقين على طريقة واحدة ، ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء ، لم يكن فرقانًا بين الحق والباطل ، ولا بين المؤمنين والكفار ، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ) .
رابعًا : أنها سبب لتذوق حلاوة الإيمان ولذة اليقين ، لما جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( ثلاث من وجدهن وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ) [ متفق عليه ] .
خامسًا : أنها الصلة التي يقوم على أساسها المجتمع المسلم ( إنما المؤمنون إخوة ) .
سادسًا : أنه بتحقيق هذه العقيدة تنال ولاية الله ، لما روى ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : ( من أحب في الله وأبغض في الله ، ووالى في الله وعادى في الله ، فإنما تنال ولاية الله بذلك ) .
سابعًا : أن عدم تحقيق هذه العقيدة قد يدخل في الكفر ، قال تعالى : ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) .
ثامنًا : أن كثرة ورودها في الكتاب والسنة يدل على أهميتها .
يقول الشيخ حمد بن عتيق - رحمه الله - : ( فأما معاداة الكفار والمشركين فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك ، وأكد إيجابه ، وحرم موالاتهم وشدد فيها ، حتى أنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا لله ، ولا يبغض إلا لله ، ولا يواد إلا لله ، ولا يُعادي إلا لله ، وأن يحب ما أحبه الله ، ويبغض ما أبغضه الله ) .
ومن صور موالاة الكفار أمور شتى ، منها :
1- التشبه بهم في اللباس والكلام .
2- الإقامة في بلادهم ، وعدم الانتقال منها إلا بلاد المسلمين لأجل الفرار بالدين .
3- السفر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفس .
4- اتخاذهم بطانة ومستشارين .
5- التأريخ بتاريخهم خصوصًا التاريخ الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كالتاريخ الميلادي .
6- التسمي بأسمائهم .
7- مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها أو تهنئتهم بمناسبتها أو حضور إقامتها .
8- مدحهم والإشادة بما هم عليه من المدنية والحضارة ، والإعجاب بأخلاقهم ومهاراتهم دون النظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد .
9- الاستغفار لهم والترحم عليهم .
قال أبو الوفاء بن عقيل : ( إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان ، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك ، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة ، عاش بان الراوندي والمعري - عليمها لعائن الله - ينظمون وينثرون كفرًا ، وعاشوا سنين ، وعُظمت قبورهم ، واشتُريت تصانيفهم ، وهذا يدل على برودة الدين في القلب ) .
وعلى المسلم أن يحذر من أصحاب البدع والأهواء الذين امتلأت بهم الأرض ، ولْيتجنَّب الكفار وما يبثون من شبه وشهوات ، وليعتصم بحبل الله المتين وسنة نبيه الكريم . وعلى المسلم أن يفطِن إلى الفرق بين حسن التعامل والإحسان إلى أهل الذمة وبين بُغضهم وعدم محبتهم . ويتعيَّن علينا أن نبرهم بكل أمر لا يكون ظاهره يدل على مودات القلوب ، ولا تعظيم شعائر الكفر . ومن برهم لتُقبل دعوتنا : الرفق بضعيفهم ، وإطعام جائعهم ، وكسوة عاريهم ، ولين القول لهم على سبيل اللطف معهم والرحمة لا على سبيل الخوف والذلة ، والدعاء لهم بالهداية ، وينبغي أن نستحضر في قلوبنا ما جُبلوا عليه من بغضنا ، وتكذيب نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - .
اللهم وفقنا للعمل بكتابك وسنة نبيك - صلى الله عليه وسلم - والسير على هداهما ، وحب الله ورسوله والمؤمنين وموالاتهم وبغض الكفار والمشركين ومعاداتهم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

( الفهد )
23-10-2008, 11:03 AM
يعطيك العافية

http://www.qatarshares.com/vb/showthread.php?t=85370&highlight=%C7%E1%E6%E1%C7%C1+%E6%C7%E1%C8%D1%C7%C1

اسعاف
23-10-2008, 11:09 AM
نماذج مضيئة في تحقيق عقيدة الولاء والبراء

خالد بن عبد المحسن التويجري



لقد حقق سلف هذه الأمة وعلماؤها العاملون عقيدة الولاء والبراء في حياتهم، فكانوا موالين لأهل الإيمان، محبين لهم، ناصرين لهم، وأيضاً أعلنوا بوضوح براءتهم من أهل الكفر، وعدواتهم وبغضهم لهم. وسأعرض لبعض النماذج والأمثلة المشرقة من حياتهم؛ لعلنا نحذو حذوهم ونقتدي بهم.



فمن صور تحقيقهم للولاء والبراء:

1 ـ إظهار البراءة من المشركين، ومحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين حتى عند الشدائد والمحن. وأبرز مثال على ذلك قصة زيد بن الدَثِّنة - رضي الله عنه - الذي اشتراه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه أمية بن خلف، فخرجوا بزيد إلى (التنعيم)، حيث اجتمع رهط من قريش فيهم أبو سفيان بن حرب، فقال له أبو سفيان حين قُدِّم ليقتل: أنشدك الله يا زيد: أتحب محمداً عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه وأنك في أهلك؟ فقال زيد: والله ما أحب أن محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه؛ وأني جالس في أهلي. فقال أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد محمداً. ثم قتلوا زيداً - رضي الله عنه -(1). فانظر إلى ولاء زيد - رضي الله عنه - الصادق للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فهو لا يحب أن يصيب النبي - صلى الله عليه وسلم - شوكة؛ فضلاً عن أن يصيبه ما هو أعظم من ذلك!



وها هو أبو الفرج الجوزي يروي لنا قصة الشهيد أبي بكر النابلسي فيقول: أقام (جوهر) القائد لأبي تميم صاحبِ مصر أبا بكر النابلسي فقال له: بلغنا أنك قلت: إذا كان مع الرجل عشرة أسهم وجب أن يرمي في الروم سهماً وفينا تسعة؟ قال: ما قلت هذا؛ بل قلت: إذا كان معه عشرة أسهم؛ وجب أن يرميكم بتسعة وأن يرمي العاشر فيكم أيضاً؛ فإنكم غيرتم الملة، وقتلتم الصالحين، وادعيتم نور الإلهية. فضربه، ثم أمر يهودياً فسلخه، فكان يذكر الله ويقرأ قوله - تعالى -: {كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا}. ويصبر حتى بلغ الصدر فطعنه، ثم حُشي تبناً، وصُلِب. وقد حكى ابن السعساع المصري أنه رأى في النوم أبا بكر النابلسي بعدما صلب، وهو في أحسن هيئة، فقال: ما فعل الله بك؟ فقال:

حباني مالكي بدوام عزٍ وواعدني بقرب الانتصار وقرّبني وأدناني إليه وقال: أنعِمْ بعيشٍ في جواري(2)

فتأمل شدة بغض أبي بكر النابلسي - رحمه الله - لأعداء الدين، وبراءته منهم، وإنكاره علهم، وكيف لم يخَفْ في الله لومة لائم؟!

وانظر إلى طريقة أهل الكفر والنفاق في التنكيل بعلماء الإسلام ومحاربتهم! وذلك لما يحملونه في صدورهم الخَربة من بغض المؤمنين وعداوتهم. وهذا ما تواطأت عليه قلوب جميع أعداء الملة، فهم؛ وإن اختلفوا فيما بينهم؛ إلا أنهم يجتمعون في شدة عدواتهم للمسلمين.



2 ـ البراءة من أهل الكفر والمشركين وإن كانوا من الأقربين: وذلك تحقيقاً لقوله - تعالى -: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ...} [المجادلة: 22].قيل إنها نزلت في أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، حيث سب أبو قحافة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فصكه أبو بكر - رضي الله عنه - صكة فسقط منها على وجهه، ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك، فقال ـ - عليه الصلاة والسلام - ـ: «أوَ فعلته؟! لا تعد إليه» فقال: «والذي بعثك بالحق نبياً، لو كان السيف مني قريباً لقتلته». وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: «نزلت في أبي عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - قتل أبـاه عبد الله بن الجراح يوم أحد، [وقيل: يوم بدر]، وكان الجراح يتصدى لأبي عبيدة، وأبو عبيدة يحيد عنه، فلما أكثر؛ قصد إليه أبو عبيدة، فقتله»، وقيل في سبب نزول الآية غيـر ذلـك. بل يصل الأمرُ أحياناً بأولئك الصادقين إلى الرغبة في التمكين من قتل أقربائهم من الكفار؛ ليُرُوا اللهَ منهم خيراً بذلك، وابتغاءً لمرضاته.



فها هو النبـي - صلى الله عليه وسلم - عندما استشار الصحابة - رضي الله عنهم - في أسرى بدر، فقال: «ما ترى يا بن الخطاب؟ » قـال عمـر - رضي الله عنه -: قلت: والله ما أرى ما رأى أبو بكر؛ ولكن أرى أن تُمكِّنني من فلان [قريب لعمر] فأضرب عنقه، وتُمكِّن علياً من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان [أخيه] فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين»(1).



وقد روي «أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال لسيعد ابن العاص - رضي الله عنه - إني أراك كأنك في نفسك شيء! أراك تظن أني قتلت أباك؟ إني لو قتلته لم أعتذر إليك من قتله، ولكني قتلت خالي العاص بن هشام بن المغيرة، فأما أبوك فإني مررت به وهو يبحث بحث الثور بروقه(2)؛ فحدت عنه، وقصد له ابن عمه علي فقتله. فقال سعيد بن العاص - رضي الله عنه -: «لو قتلته لكنت على حق وكان على الباطل» فأعجبه قوله»(3).



3 ـ ثبات المؤمن على عقيدته مع شدة إغراءات أهل الباطل بضمه إليهم: فقد يبذل الحاقدون على المسلمــين إغراءاتهــم وما بوسعهم في سبيل تخلي المسلمين عن دينهم، ويسلكون في ذلك وسائل مختلفة للوصـول إلـى هـذا الهـدف. وفـي قصـة عبد الله بن حذافة السهمي - رضي الله عنه - ما يدل على ذلك: فإنه قد أُسِر في أحد المعارك مع الروم، فعرض عليه ملك الروم أن يتنصَّر، فرفض، ثم قال له: إن فعلتَ شاطرتُك مُلْكي، وقاسمتك سلطاني، فقال عبد الله: لو أعطيتني جميع ما تملـك وجمــيع ما تملكه العرب على أن أرجع عن ديني طرفة عين؛ ما فعلت ذلك، ثم هدده الملك بالقتل، وصَلَبَه ورماه قريباً من رجليه وقريباً من يديه، وهو يعرض عليه مفارقة دينه، فأبى، فقال له: هل لك أن تقبِّل رأسي وأخلي عنك؟ فقال عبد الله له: وعن جميع أسارى المسلمين أيضاً؟ قال نعم: فقبَّل رأسه، فأمر الملك بإطلاق سراحه وسراح جميع المسلمين المأسورين لديهم، وقدِم بالأسرى على عمر - رضي الله عنه - فأخبره خبره، فقال عمر: حق على كل مسلم أن يُقبِّل رأس ابن حذافة؛ وأنا أبدأ، فقبَّل رأسه(4).



إنها عزة المسلم الحق، وثباته عند الشدائد، وعدم تنازله عن دينه؛ حتى لو أدى ذلك إلى موته. وتأمل حب عبد الله - رضي الله عنه - لأسرى المسلمين واهتمامه لهم! فإنه لم يغفل عنهم في تلك الظروف الحرجة؛ بل حرص على فكاك أسرهم.



والمؤمن مطالب ومأمور بولائه لدينه ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - وللمؤمنين؛ وإنْ هَجَرَه المؤمنون لسبب من الأسباب المشروعة لذلك. وهذا يذكرنا بما حدث لكعب بن مالك - رضي الله عنه - الذي هجره المسلمون حتى في رد السلام..، فابتلي في هذا الوقت العصيب بإغراء عظيم من قبل أحد الملوك في ذلك الوقت، فرفـض ذلــك الإغـراء وثبــت - رضي الله عنه -. يقول حاكياً ما حدث: «... فبينما أنا أمشي في سوق المدينة؛ إذا نبطي من أنباط أهل الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول: من يدلني على كعب بن مالك؟ فطفق الناس يشيرون له، حتى إذا جاءني؛ دفع إليِّ كتاباً من ملك غسان، فإذا فيه: «أما بعد: فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك، ولـم يجعـلك الله بـدار هـوان ولا مضيعة، فالحقْ بنا نواسِك! » فقلت لما قرأتها: وهذا من البلاء. فتممت بها التنور فسجرته بها... »(5)، فـرفض - رضي الله عنه - هذا الود الظاهر في وقت هو فيه أحوج ما يكون إلى من يواسيه ويواليه؛ لكن لِـما قام في قلبه من عظم الولاء لله ولرسوله، والبراءة من أعداء الدين؛ رفض هذه الدعوة التي كشفت له بصيرته ما وراءها، فرفضها وعدَّها بلاءً آخر فكانت عقباه الخير. فكيف أخي المسلم بمن يتنازل عن ثوابت دينه ومعتقده؛ خوفاً من أعداء الدين، أو حباً في مال أو رئاسة في هذه الدنيا الزائلة؟!



4 ـ دور الخلفاء والسلاطين في موالاة المؤمنين ونصرتهم، والبراءة من المشركين ومحاربتهم: وشواهد التاريخ على هذا كثيرة، من ذلك ما يروى من أنه عندما أسر الرومُ أحد المسلمين قال له ملك الروم: ماذا يريد خليفتكم من الإغارة علينا؟ أما تكفيكم بلادكم؟ فأخبره الجندي المسلم أنهم يهدفون إلى نشر الإسلام، وإقامة العدل بين الناس الذي افتقده الناس؛ بسبب بعدهم عن الحق، فغضب عند ذلك البطريرك الذي كان جالساً قرب الملك، وقام من مجلسه وصفع الجندي على وجهه صفعة مؤلمة، وأمر به إلى السجن، ثم بعد ذلك جرى تبادل الأسرى بين المسلمين والروم، وعاد الجندي المسلم إلى أهله، واستدعاه الخليفة وأكرمه، وسمع خبره، ثم أمر بتوجيه بعثة من الجنود تنكَّروا على شكل صيادين حتى وصلوا إلى القسطنطينية، فدخلوها، واحتالوا على البطريرك؛ فقبضوا عليه، وجاؤوا به مكبلاً إلـى أن أُدخل على مجلس الخليفة معاوية - رضي الله عنه -، وكان الجندي الذي أُسِر بجانب الخليفة، فقال له معاوية - رضي الله عنه -: أهذا هو؟ فقال: نعم يا أمير المؤمنين، فقال له: دونك فاقتص منه! فقال الجندي: بل عفوت عنه يا أمير المؤمنين. فقال معاوية - رضي الله عنه - للبطريرك: اذهب إلى مَلِكِك، وقل له: إن أمير المؤمنين يقيم العدل ويقتص من الجاني حتى من مملكتك(6)؛ فرضي الله عن معاوية بن أبي سفيان الذي ضرب بتلك الحادثة أروع الأمثلة في مدافعة الحاكم المسلم عن حقوق المسلمين أفراداً وجماعات.



وروي أن أحد الجنود المسلمين وقع أسيراً في حوزة الرومان، وأنهم حملوه إلى إمبراطورهم الذي حاول أن يُكْرِهَه على ترك إسلامه، فرفض الأسير المسلم، فأمر الإمبراطور أن تُفقأ عيناه..، وسمع عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - بذلك، فكتب إلى ملك الروم يقول: «أما بعد: فقد بلغني ما صنعت بالأسير المسلم، وإني أقسم بالله لئن لم ترسله إليَّ من فورك لأبعثنَّ إليك من الجند؛ ما يكون أولهم عندك وآخرهم عندي». وعندما وصل الخطاب تراجع ملك الروم أمام هذه العزيمة، وأمر بإعادة الأسير المسلم إلى أهله وقومه(1).



ومن ذلك أيضاً ما اشتهر عن المعتصم في نصرته لتلك المرأة التي صاحت بأعلى صوتها: (وامعتصماه!)؛ حيث كانت ضمن الأسرى عند الروم، فنقل بعضُ الحاضرين هذه الصيحة إلى المعتصم فنهض مردداً: لبيكِ لبيكِ! يا أختاه، وأمر بالنفير العام، واستدعى القضاة والشهود، وأشهدهم على وصيته: أن ماله إذا استُشهد في هذه المعركة يقسّم إلى ثلاثة أقسام: ثُلثه صدقة، وثُلثه لأولاده، وثُلثه لمواليه. وسار بنفسه ومن معه من المسلمين، فحاصر عموريَّة حتى فتحها بعد حصار شديد، وثأر المعتصم من أعداء الله، واسترد كرامة المسلمين، وتبيَّن كيف تكون غضبة الحاكم المسلم إذا انتُهكت حرمات الله(2).



5 ـ دور علماء الأمة في بيان الولاء والبراء، والحث على تحقيقها وذلك عبر: الفتيا، الرسالة، التصانيف، والردود.

يُروى أنه نشأ خلاف كبير بين الأخوين: سلطان الشام الملكُ الصالحُ إسماعيل، وسلطان مصر الملك الصالح نجم الدين أيوب، وكان من نتيجته أن استعان الملك إسماعيل بالصليبيين أعداء الإسلام، وتحالف معهم على قتال أخيه نجم الدين، وأعطاهم مقابل ذلك مدينة صيدا، وكذلك قلعة (صفد) وغيرها؛ بل سمح للصليبيين أن يدخلوا دمشق، ويشتروا منها السلاح وآلات الحرب، وما يريدون! فأثار هذا الصنيعُ المنكر استياءَ علماء الإسلام، فقام سلطانُ العلماء العزُّ بن عبد السلام وأنكر على السلطان فعلَه ذلك، وأفتى المسلمين بتحريم بيع النصارى السلاح. فسُجن بسبب ذلك(3). هذا في الفتيا. وشواهد ذلك كثيرة، حفظها لنا التاريخ، وحفظ لنا أيضاً تلك الرسائل التي خطَّها علماء السُّنة اقتداءً بنبيهم - صلى الله عليه وسلم - في مراسلاته للملوك ورؤوس الكفر، كما مر معنا.



فقد أرسل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - رسالةً إلى ملك قبرص (سرجوان) يخاطبه في شأن أسرى المسلمين، فمما ورد في كلامه - رحمه الله - بعد دعوته للإسلام: «... ومن العجب أن يأسِر النصارى قوماً غدراً أو بغير غدر، ولم يقاتلوهم...، وكلما كثرت الأسرى عندكم كان أعظم لغضب الله وغضب عباده المسلمين؛ فكيف يمكن السكوت على أسرى المسلمين في قبرص؟!

فما يُؤمِّنُ الملكَ أن هؤلاء الأسرى المظلومين ببلدته ينتقم لهم ربُّ العباد والبلاد كما ينتقم لغيرهم؟ وما يُؤمِّنُه أن تأخذ المسلمين حميةٌ إسلاميةٌ؛ فينالون منها ما نالوا من غيرها؟... »(4).



وهذه الرسالة من شيخ الإسلام للملك النصراني تبين شدة ولائه - رحمه الله - وحبه للمسلمين، والسعي في تخليص أسراهم من الكافرين)، وفيها بيان لعزِّة المؤمن بقوة إنكاره وشدته على أهل الباطل، وفيها أيضاً بيان لأهمية دور العلماء في الذود عن الحق وأهله أينما كانوا.



كذلك فإن أهل العلم حرصوا على التصنيف والتأليف في هذا الموضوع المهم في حياة المسلمين. فمن ذلك: ما قاله الشيخ عبد الله بن سليمان بن حميد - رحمه الله - في رسالته (الهدية الثمينة في ما يحفظ به المرءُ دينَه)؛ إذ قال - رحمه الله -: «لـمَّا رأيت ما عمّ وطمّ من انقلاب الأكثرين عن دين الإسلام، وموالاتهم لعبدة الأوثان وأعداء الشريعة من: النصارى، والملحدين، والرافضة، حملتني العزة الدينية والشفقة الإنسانية أن أجمع بعض آيات قرآنية وأحاديث نبوية ومن كلام علماء السُّنة المقتدى بهم، نبذةً يسيرةً في بيان تحريم مخالطة المشركين ووجوب البعد عنهم، وحكم التولي والموالاة والسفر إلى بلادهم، وما يجب على من اضطُّر إلى العمل مع الشركات الأجنبية؛ لتكون تذكرة للمؤمنين وحجة على المعاندين، وسميتها: (الهدية الثمينة في ما يحفظ به المرء دينه)»(5).



وأختم هذه النماذج المباركة بإضاءة من حياة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - الذي كان ينبِّه بين وقت وآخر، في دروسه ومحاضراته وفي ردوده، على وجوب موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين. ومن ذلك ردّه على ما جاء في أحد الصحف، وهو خبر يتعلق بإقامة صلاة الجمعة في مسجد قرطبة، وذُكر فيه: إن الاحتفال بذلك يعد تأكيداً لعلاقات الأخوة والمحبة بين أبناء الديانتين: الإسلام والمسيحية، فقال - رحمه الله - في رده عليهم: «... ونظراً إلى ما في هذا الكلام من مصادمةِ الأدلةِ الشرعية الدالة على أنه: لا أخوةَ ولا محبة بين المسلمين والكافرين؛ وإنما ذلك بين المسلمين أنفسهم، وأنه لا اتحاد بين الدينين الإسلامي والنصراني؛ لأن دين الإسلام هو الحق الذي يجب على جميع أهل الأرض المكلفين اتباعُهُ، أما النصرانية فكفرٌ وضلال بنص القرآن الكريم».



ومن ذلك قوله - رحمه الله -: «... فقد نشرت بعض الصحف المحلية تصريحاً لبعض الناس قال فيه ما نصه: «إننا لا نَكِنُّ العداء لليهود واليهودية، وإننا نحترم جميع الأديان السماوية»، ولما كان هذا الكلامُ في شأن اليهود واليهوديةِ؛ يخالف صريحَ الكتاب العزيز والسُّنة المطهرة، ويخالف العقيدةُ الإسلامية، وهو صريح يُخشى أن يغتر به بعض الناس؛ رأيت التنبيه على ما جاء به من الخطأ نصحاً لله ولعباده، فقد دلَّ الكتابُ والسُّنة وإجماع المسلمين على أنه: يجب على المسلمين أن ىُعادوا الكافرين من اليهود والنصارى وسائر المشركين، وأن يحذروا مودتَهم واتخاذهم أولياء(6)» ا. هـ.



نعم.. تـلك أفعال لا أقوال، وحقائق لا أوهام، وتلك نتفٌ يسيرة من سِيَر أقوام، نحسبهم ـ والله حسيبهم ـ رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فهلاَّ اتبعنا أثرهم، واقتدينا بهم في هذا الزمان الذي وهنت فيه الأمة، وضعفت شوكتها، وهانت على بنيها قبل أعدائها! وما أصابها ما أصابها إلا من ضعف تحقيق هذا الأصل العظيم: الولاء لله ورسوله والمؤمنين، والبراءة من الكفار والمشركين وأعداء الدين.

--------------------------------------

*معيد في كلية الملك عبد العزيز.



(1) انظر: السيرة النبوية لابن هشام (153/4).

(2) سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي (184/16 ـ 150).



(1) أخرجه مسلم في كتاب الجهاد والسير، باب (الإمداد بالملائكة في غزوة بدر)، ح (1763)، (1383/2).

(2) الروق: أي القرن، لسان العرب (131/10).

(3) البداية والنهاية، لابن كثير (290/3).

(4) انظر: سير أعلام النبلاء (14/2).

(5) انظر: صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب حديث كعب بن مالك، ح (4418)، وفتح الباري (113/8).

(6) الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية للشيخ محامس الجلعود (311/1).



(1) المصدر السابق (325/1). (2) البداية والنهاية لابن كثير (252/14).

(3) الموالاة والمعاداة (121/1).

(4) مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام (601/28 ـ 630). الرسالة القبرصية.

(5) الدرر السنية (463/15) وما بعدها. (6) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ عبد العزيز بن باز (173/2) وما بعدها

سيزن
23-10-2008, 07:20 PM
موضوع مهم جداً

جزاك الله خير اخوي اسعاف .

naklan
23-10-2008, 09:25 PM
جزاك الله خير اخي اسعاف

اسامه
24-10-2008, 02:42 AM
بارك الله فيك أخى الكريم
وجعل الله كل ما تبذل من جهد فى ميزان حسناتك



يقول الشيخ ابو بصير - حفظه الله

اعلم - يا عبد الله.. يا مسلم - أنه لا شيء من الإسلام
يغيظ ملل الكفر والنفاق.. ويقلقهم.. ويحملهم على
النقمة.. كعقيدة الولاء والبراء في الإسلام.. وعقيدة الجهاد في سبيل الله!
لا شيء يخيفهم من دين المسلمين.. كما تخيفهم عقيدة
الولاء والبراء.. والجهاد في سبيل الله!
فأيما إسلام يتخلى عن عقيدة الولاء والبراء.. وعقيدة الجهاد
في سبيل الله.. فهو إسلام مرضي عنه من قبل ملل الكفر.
وهو إسلام متحضر.. متحرر.. يمكن التعايش معه وبكل سرور وسهولة!


وأيما طائفة أو جماعة.. تتخلى عن عقيدة الولاء والبراء
في الإسلام.. والجهاد في سبيل الله.. وتستثني من خطابها
ومنهاجها عقيدتي الولاء والبراء.. والجهاد في سبيل الله
فهي جماعة تحظى بالقرب والقبول ، وبكل العطايا والامتيازات..
والحريات.. لا توجد معها أدنى مشكلة!
أظهر من شعائر الإسلام ما تشاء.. فلا حرج عليك في شيء
من ذلك.. ولك كامل الحق والحرية.. لكن إياك ثم إياك أن
تتكلم أو تحيي في الأمة عقيدة الولاء والبراء
في الإسلام.. وعقيدة الجهاد في سبيل الله!

لك كامل الحق في أن تصلي وأنت على سفنهم الحربية
وأن تلبس العمامة الإسلامية.وأن ترخي لحيتك لو شئت
وأن تصوم رمضان.وهم على كامل الاستعداد أن يحضروا
لك الطعام المعد على الطريقة الإسلامية.لكن بشرط
أن تعطيهم الولاء.وتتخلى عن عقيدة الجهاد في سبيل الله!
لك كامل الحق والحرية.أن تصلي وأنت على سفنهم الحربية
شريطة أن لا تقول لهم.لا.عندما تطلق سفنهم الصواريخ
العابرة للقارات لتقتل شيوخ ونساء وأطفال المسلمين
وتهدم على الآمنين منهم منازلهم!
يقدمون لك الطعام المذبوح على الطريقة الإسلامية.والمغلف بعبارة ذبح حلال
شريطة أن لا تقول لهم .لا. عندما يذبحون أخاك المسلم!

إلى كل من يريد أن يتجنس بجنسيات القوم.. يشترطون
عليه شرطاً واحداً.. وله بعد ذلك منهم ما يشاء إن وافقهم عليه
وأعطاهم إياه.. ألا وهو شرط أن يدخل في موالاتهم
ونصرتهم - بلا أدنى تحفظ - ويتخلى عن عقيدة
الولاء والبراء في الإسلام.. وله بعد ذلك كامل الحقوق!!
الإسلام المتحضر.. المتفتح.. المعتدل.. الأمريكي.. يعنون به
الإسلام الذي يتخلى عن عقيدَتي الولاء
والبراء.. والجهاد في سبيل الله!!
يسمعون منك كل شيء إلا حديث الولاء والبراء
والجهاد في سبيل الله لا يمكن أن يسمعوه!

لو تأملت حملات الكيد والتحريف.والتشويه التي تعرض
لها الإسلام عبر تاريخه كله..من قبل ملل الكفر والنفاق
لن تجد شيئاً من الدين تعرض لتلك الحملات البغيضة
كما تعرضت له عقيدة الولاء والبراء في
الإسلام..وعقيدة الجهاد في سبيل الله..؟!
عندما يتكلمون عن ضرورة تعديل ومراقبة مناهج
الدراسة التي تدرس لأبناء المسلمين
يستهدفون بذلك تحديداً عقيدتي الولاء والبراء.. والجهاد
في سبيل الله.. وكل ما له صلة بهاتين العقيدتين
لتبقى الأمة بلا عقيدة..ولا ولاء ولا براء!

لا مانع عندهم من أن يجندوا أنفسهم في جيوش الكفر
التي تحارب الإسلام.. شرط أن يؤمنوا لهم الطعام
المعد على الطريقة الإسلامية.. والمذبوح بالحلال!!
يذبحون المسلمين بالحرام.. ليس مشكل.
المهم أن يكون طعامهم.. ذبح حلال!
يتهاونون بشأن الصلاة.. وجميع أركان وواجبات
الدين.. إلا الذبح الحلال.. لا يمكن أن يتهاونوا أو يفرطوا به!!
ولشدة تعلقهم بالذبح الحلال.. حمل كثير من الشركات
التي تصنع الطعام في بلاد الغرب.. أن يكتبوا على معلبات
الخضار !والأسماك.. مذبوح على الطريقة الشرعية.. ذبح حلال.. فتأمل!!

هذه النقمة المعلنة على الإرهاب.. زعموا!.. ما هي في
حقيقتها إلا نقمة على عقيدة الولاء والبراء.. وعقيدة الجهاد في سبيل الله!
لذلك تراهم يصرحون بكل وقاحة.. وعلى لسان كبيرهم
إما أن تكونوا معنا أو تكونوا علينا.. ولا يوجد خيار وسط
وإذا لم تكن معنا.فأنت الإرهابي.وأنت المستهدف
من حربنا هذه التي نخوضها ضد الإرهاب!!
لماذا كل ذلك.لماذا ينقمون منا ومن ديننا وعقيدتنا.. عقيدَتي
الولاء والبراء.والجهاد في سبيل الله.. وكأنه ليس من حقنا
أن نوالي من نشاء.ونعادي من نشاء وفق ما تمليه علينا عقيدتنا السمحاء..؟!!

لماذا من حق الجميع أن يجاهدوا ويقاتلوا.. ويجيشوا الجيوش
والعساكر.. انتصاراً لأهوائهم وأطماعهم ومخططاتهم.
وليس من حقنا كمسلمين الجهاد والقتال من أجل حماية حقوقنا
وثوابتنا.. وحرماتنا.. والكليات العامة التي جاء من أجلها ديننا الحنيف..؟!!
لماذا قتال غيرنا - وفي الباطل.. وفي سبيل الشيطان - يعد حقاً
وتحضراً.. وواجباً.بينما نحن مجرد التفكير بالجهاد للذود عن
الحقوق والحرمات المغتصبة يعد جريمة نكراء.وإرهاباً يجب أن يطارد ويحارب..؟!!

لماذا كل ذلك؟!!
: لتضعف المقاومة.ويموت في الأمة جهاز المناعة
فيسهل عليهم غزو البلاد والعباد وقبل ذلك غزو العقول والمبادئ والأفكار!
ليسهل عليهم التعايش بأمان مع الحق المعتدى عليه من دون منغصات أو أدنى اعتراضات!
حتى لا يقال لهم. لا.وهم يمارسون عملية الهدم والتخريب والإفساد في حق البلاد والعباد!
حتى لا يقال لهم.لا.وهم يذبحون في الأمة عقيدتها وأخلاقها وقيمها ويهدمون آخر حصنٍ من حصونها!
حتى لا يقال لهم لا.وهم يمارسون عملية النهب والسلب لخيرات الأمة.لتصب في بنوكهم وجيوبهم!
ولأن تغييب عقيدة الولاء والبراء في الإسلام.وعقيدة الجهاد في سبيل الله عن ساحة
الشعور والاعتقاد.وواقع الحياة.يضمن لهم العيش مع أموات لا
حراك لهم إلا فيما يشبع غرائزهم وشهواتهم.كالأنعام بل أضل!
أمة بلا ولاء ولا براء.ولا قوة ولا جهاد.سهلة المنال.والكبير والحقير يطمع بها.ويتجرأ عليها!

هل فكرة عملية السلام مع لصوص الصهاينة اليهود المعتدين
المحتلين للبلاد والعباد وفكرة التعايش معهم بأمان والرضى بالفتات
اليسير مما اغتصب نالت شيئاً من القبول عند الأمة.. إلا بعد تغييب
عقيدَتي الولاء والبراءوالجهاد في سبيل الله.. من ساحة
الشعور والوجدان بل والاعتقاد؟!
تأمل التاريخ كله تجد ما من خرق أصاب ويصيب الأمة إلا وتجده
من جهة التخلي عن عقيدة الولاء والبراء والجهاد في سبيل الله!
صدق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إذ يقول " إذا تبايعتم بالعينة
وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد
سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم "!

فكيف إذا ضموا إلى ترك الجهاد ترك عقيدة الولاء والبراء
فإنه يكون حينئذ ذل مركب ومضاعف يعلو بعضه بعضا
بل قل هو الكفروالنفاق والمروق من الدين!
وإلى هؤلاء الواهمين الذين يريدون أن يعيشوا الإسلام بعيداً
عن عقيدة الولاء والبراء كما جاء بها الإسلام ومن دون أن يعيشوا
عقيدة الجهاد في سبيل الله ويتحملوا شيئاً من تبعاته ثم يحسبون أنفسهم على
شيء أو أنهم يحسنون صنعاً نقول لهم وبكل وضوح مشفقين ومحذرين وناصحين
أنتم لستم على شيء وإن تسميتم زوراً بالمسلمين
وبأسماء إسلامية وانتسبتم لبلاد المسلمين!
لا ولاء ولا براء ولا جهاد في سبيل الله.فبم تدخلون الجنة؟!
راجعوا دينكم واقرأوا كتاب الله من جديد واسألوا الله تعالى الهداية والتوفيق!

لذلك نجد ملل الكفر والزندقة والنفاق.قد حرصوا ولا يزالون جاهدين
على استبدال عقيدة الولاء والبراء في الإسلام بولاءات جاهلية نتنة ما
أنزل الله بها من سلطان، لا تزيد المسلمين إلا فرقة وضعفاً ووهناً على وهن
كعقد الولاء والبراء في الانتساب إلى القطر أو الوطن.أو إلى الجنس.أو إلى
القومية. أو القبيلة. أو الإنسانية. أو العلمانية. أو الطاغوت الحاكم
وغيرها الكثير الكثير من الروابط والوشائج الجاهلية المحدثة التي تصرف
المسلمين عن عقيدة الولاء والبراء كما جاء بها الإسلام.وكما يريدها الإسلام!
وقد نجحوا وللأسف إلى حد كبير في تحقيق مهمتهم هذه

ولله در الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله إذ يقول
فالله الله يا إخواني تمسكوا بأصل دينكم وأوله وآخره وأسه
ورأسه، شهادة أن لا إله إلا الله واعرفوا معناها وأحبوها وأحبوا
أهلها واجعلوهم إخوانكم ولو كانوا بعيدين واكفروا بالطواغيت
وعادوهم وابغضوهم، وابغضوا من أحبهم أو جادل عنهم أو لم يكفرهم
أو قال: ما علي منهم أو قال: ما كلفني الله بهم فقد كذب هذا على
الله وافترى فقد كلفه الله بهم وافترض عليه الكفر بهم والبراءة منهم ولو
كانوا إخوانهم وأولادهم، فالله الله، تمسكوا بذلك لعلكم تلقون ربكم
لا تشركون به شيئاً اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين .اللهم آمين

اسعاف
25-10-2008, 12:53 AM
بارك الله فيك أخى الكريم
وجعل الله كل ما تبذل من جهد فى ميزان حسناتك



يقول الشيخ ابو بصير - حفظه الله

اعلم - يا عبد الله.. يا مسلم - أنه لا شيء من الإسلام
يغيظ ملل الكفر والنفاق.. ويقلقهم.. ويحملهم على
النقمة.. كعقيدة الولاء والبراء في الإسلام.. وعقيدة الجهاد في سبيل الله!
لا شيء يخيفهم من دين المسلمين.. كما تخيفهم عقيدة
الولاء والبراء.. والجهاد في سبيل الله!
فأيما إسلام يتخلى عن عقيدة الولاء والبراء.. وعقيدة الجهاد
في سبيل الله.. فهو إسلام مرضي عنه من قبل ملل الكفر.
وهو إسلام متحضر.. متحرر.. يمكن التعايش معه وبكل سرور وسهولة!


وأيما طائفة أو جماعة.. تتخلى عن عقيدة الولاء والبراء
في الإسلام.. والجهاد في سبيل الله.. وتستثني من خطابها
ومنهاجها عقيدتي الولاء والبراء.. والجهاد في سبيل الله
فهي جماعة تحظى بالقرب والقبول ، وبكل العطايا والامتيازات..
والحريات.. لا توجد معها أدنى مشكلة!
أظهر من شعائر الإسلام ما تشاء.. فلا حرج عليك في شيء
من ذلك.. ولك كامل الحق والحرية.. لكن إياك ثم إياك أن
تتكلم أو تحيي في الأمة عقيدة الولاء والبراء
في الإسلام.. وعقيدة الجهاد في سبيل الله!

لك كامل الحق في أن تصلي وأنت على سفنهم الحربية
وأن تلبس العمامة الإسلامية.وأن ترخي لحيتك لو شئت
وأن تصوم رمضان.وهم على كامل الاستعداد أن يحضروا
لك الطعام المعد على الطريقة الإسلامية.لكن بشرط
أن تعطيهم الولاء.وتتخلى عن عقيدة الجهاد في سبيل الله!
لك كامل الحق والحرية.أن تصلي وأنت على سفنهم الحربية
شريطة أن لا تقول لهم.لا.عندما تطلق سفنهم الصواريخ
العابرة للقارات لتقتل شيوخ ونساء وأطفال المسلمين
وتهدم على الآمنين منهم منازلهم!
يقدمون لك الطعام المذبوح على الطريقة الإسلامية.والمغلف بعبارة ذبح حلال
شريطة أن لا تقول لهم .لا. عندما يذبحون أخاك المسلم!

إلى كل من يريد أن يتجنس بجنسيات القوم.. يشترطون
عليه شرطاً واحداً.. وله بعد ذلك منهم ما يشاء إن وافقهم عليه
وأعطاهم إياه.. ألا وهو شرط أن يدخل في موالاتهم
ونصرتهم - بلا أدنى تحفظ - ويتخلى عن عقيدة
الولاء والبراء في الإسلام.. وله بعد ذلك كامل الحقوق!!
الإسلام المتحضر.. المتفتح.. المعتدل.. الأمريكي.. يعنون به
الإسلام الذي يتخلى عن عقيدَتي الولاء
والبراء.. والجهاد في سبيل الله!!
يسمعون منك كل شيء إلا حديث الولاء والبراء
والجهاد في سبيل الله لا يمكن أن يسمعوه!

لو تأملت حملات الكيد والتحريف.والتشويه التي تعرض
لها الإسلام عبر تاريخه كله..من قبل ملل الكفر والنفاق
لن تجد شيئاً من الدين تعرض لتلك الحملات البغيضة
كما تعرضت له عقيدة الولاء والبراء في
الإسلام..وعقيدة الجهاد في سبيل الله..؟!
عندما يتكلمون عن ضرورة تعديل ومراقبة مناهج
الدراسة التي تدرس لأبناء المسلمين
يستهدفون بذلك تحديداً عقيدتي الولاء والبراء.. والجهاد
في سبيل الله.. وكل ما له صلة بهاتين العقيدتين
لتبقى الأمة بلا عقيدة..ولا ولاء ولا براء!

لا مانع عندهم من أن يجندوا أنفسهم في جيوش الكفر
التي تحارب الإسلام.. شرط أن يؤمنوا لهم الطعام
المعد على الطريقة الإسلامية.. والمذبوح بالحلال!!
يذبحون المسلمين بالحرام.. ليس مشكل.
المهم أن يكون طعامهم.. ذبح حلال!
يتهاونون بشأن الصلاة.. وجميع أركان وواجبات
الدين.. إلا الذبح الحلال.. لا يمكن أن يتهاونوا أو يفرطوا به!!
ولشدة تعلقهم بالذبح الحلال.. حمل كثير من الشركات
التي تصنع الطعام في بلاد الغرب.. أن يكتبوا على معلبات
الخضار !والأسماك.. مذبوح على الطريقة الشرعية.. ذبح حلال.. فتأمل!!

هذه النقمة المعلنة على الإرهاب.. زعموا!.. ما هي في
حقيقتها إلا نقمة على عقيدة الولاء والبراء.. وعقيدة الجهاد في سبيل الله!
لذلك تراهم يصرحون بكل وقاحة.. وعلى لسان كبيرهم
إما أن تكونوا معنا أو تكونوا علينا.. ولا يوجد خيار وسط
وإذا لم تكن معنا.فأنت الإرهابي.وأنت المستهدف
من حربنا هذه التي نخوضها ضد الإرهاب!!
لماذا كل ذلك.لماذا ينقمون منا ومن ديننا وعقيدتنا.. عقيدَتي
الولاء والبراء.والجهاد في سبيل الله.. وكأنه ليس من حقنا
أن نوالي من نشاء.ونعادي من نشاء وفق ما تمليه علينا عقيدتنا السمحاء..؟!!

لماذا من حق الجميع أن يجاهدوا ويقاتلوا.. ويجيشوا الجيوش
والعساكر.. انتصاراً لأهوائهم وأطماعهم ومخططاتهم.
وليس من حقنا كمسلمين الجهاد والقتال من أجل حماية حقوقنا
وثوابتنا.. وحرماتنا.. والكليات العامة التي جاء من أجلها ديننا الحنيف..؟!!
لماذا قتال غيرنا - وفي الباطل.. وفي سبيل الشيطان - يعد حقاً
وتحضراً.. وواجباً.بينما نحن مجرد التفكير بالجهاد للذود عن
الحقوق والحرمات المغتصبة يعد جريمة نكراء.وإرهاباً يجب أن يطارد ويحارب..؟!!

لماذا كل ذلك؟!!
: لتضعف المقاومة.ويموت في الأمة جهاز المناعة
فيسهل عليهم غزو البلاد والعباد وقبل ذلك غزو العقول والمبادئ والأفكار!
ليسهل عليهم التعايش بأمان مع الحق المعتدى عليه من دون منغصات أو أدنى اعتراضات!
حتى لا يقال لهم. لا.وهم يمارسون عملية الهدم والتخريب والإفساد في حق البلاد والعباد!
حتى لا يقال لهم.لا.وهم يذبحون في الأمة عقيدتها وأخلاقها وقيمها ويهدمون آخر حصنٍ من حصونها!
حتى لا يقال لهم لا.وهم يمارسون عملية النهب والسلب لخيرات الأمة.لتصب في بنوكهم وجيوبهم!
ولأن تغييب عقيدة الولاء والبراء في الإسلام.وعقيدة الجهاد في سبيل الله عن ساحة
الشعور والاعتقاد.وواقع الحياة.يضمن لهم العيش مع أموات لا
حراك لهم إلا فيما يشبع غرائزهم وشهواتهم.كالأنعام بل أضل!
أمة بلا ولاء ولا براء.ولا قوة ولا جهاد.سهلة المنال.والكبير والحقير يطمع بها.ويتجرأ عليها!

هل فكرة عملية السلام مع لصوص الصهاينة اليهود المعتدين
المحتلين للبلاد والعباد وفكرة التعايش معهم بأمان والرضى بالفتات
اليسير مما اغتصب نالت شيئاً من القبول عند الأمة.. إلا بعد تغييب
عقيدَتي الولاء والبراءوالجهاد في سبيل الله.. من ساحة
الشعور والوجدان بل والاعتقاد؟!
تأمل التاريخ كله تجد ما من خرق أصاب ويصيب الأمة إلا وتجده
من جهة التخلي عن عقيدة الولاء والبراء والجهاد في سبيل الله!
صدق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إذ يقول " إذا تبايعتم بالعينة
وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد
سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم "!

فكيف إذا ضموا إلى ترك الجهاد ترك عقيدة الولاء والبراء
فإنه يكون حينئذ ذل مركب ومضاعف يعلو بعضه بعضا
بل قل هو الكفروالنفاق والمروق من الدين!
وإلى هؤلاء الواهمين الذين يريدون أن يعيشوا الإسلام بعيداً
عن عقيدة الولاء والبراء كما جاء بها الإسلام ومن دون أن يعيشوا
عقيدة الجهاد في سبيل الله ويتحملوا شيئاً من تبعاته ثم يحسبون أنفسهم على
شيء أو أنهم يحسنون صنعاً نقول لهم وبكل وضوح مشفقين ومحذرين وناصحين
أنتم لستم على شيء وإن تسميتم زوراً بالمسلمين
وبأسماء إسلامية وانتسبتم لبلاد المسلمين!
لا ولاء ولا براء ولا جهاد في سبيل الله.فبم تدخلون الجنة؟!
راجعوا دينكم واقرأوا كتاب الله من جديد واسألوا الله تعالى الهداية والتوفيق!

لذلك نجد ملل الكفر والزندقة والنفاق.قد حرصوا ولا يزالون جاهدين
على استبدال عقيدة الولاء والبراء في الإسلام بولاءات جاهلية نتنة ما
أنزل الله بها من سلطان، لا تزيد المسلمين إلا فرقة وضعفاً ووهناً على وهن
كعقد الولاء والبراء في الانتساب إلى القطر أو الوطن.أو إلى الجنس.أو إلى
القومية. أو القبيلة. أو الإنسانية. أو العلمانية. أو الطاغوت الحاكم
وغيرها الكثير الكثير من الروابط والوشائج الجاهلية المحدثة التي تصرف
المسلمين عن عقيدة الولاء والبراء كما جاء بها الإسلام.وكما يريدها الإسلام!
وقد نجحوا وللأسف إلى حد كبير في تحقيق مهمتهم هذه

ولله در الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله إذ يقول
فالله الله يا إخواني تمسكوا بأصل دينكم وأوله وآخره وأسه
ورأسه، شهادة أن لا إله إلا الله واعرفوا معناها وأحبوها وأحبوا
أهلها واجعلوهم إخوانكم ولو كانوا بعيدين واكفروا بالطواغيت
وعادوهم وابغضوهم، وابغضوا من أحبهم أو جادل عنهم أو لم يكفرهم
أو قال: ما علي منهم أو قال: ما كلفني الله بهم فقد كذب هذا على
الله وافترى فقد كلفه الله بهم وافترض عليه الكفر بهم والبراءة منهم ولو
كانوا إخوانهم وأولادهم، فالله الله، تمسكوا بذلك لعلكم تلقون ربكم
لا تشركون به شيئاً اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين .اللهم آمين


احسنت

فاكس727
26-10-2008, 01:39 AM
بارك الله فيك

اسعاف
26-10-2008, 06:00 AM
بارك الله فيك

وفيك اخي