مغروور قطر
24-10-2008, 11:33 AM
تعكسان أداء إقتصادين أحدهما الأكبر عربيا والثاني الأكثر نموا
"صناعات" القطرية تنافس "سابك" السعودية في الأصول والأرباح
"صناعات" تقود و"سابك" تضغط
فك ارتباط
الضرورة
ضبط إيقاع السوق
الدوحة -علي الدوايمة
تمضي سوق الأسهم القطرية تجاه تسجيل فك ارتباط نفسي جمعها بنظيرتها السعودية، التي طالما مثلت تعرّجاتها مثار ترقب لمستثمري سبع بورصات خليجية، أمعنت العام الجاري في نهج تصحيح هبوطي مقتفية أثر نظيراتها العالمية.
وبدأ المراقبون في الدوحة يتلمسون تبلور شخصية مستقلة لسوقهم عن جارتها السعودية، رابطين ذلك بالأداء المالي المُختلف للشركتين الأكبر في السوقين، واللتان سجلتا نتائج متباينة حتى سبتمبر/أيلول، رغم ممارستهما ذات الأنشطة الصناعية.
وحسب هؤلاء، فقد فرض بزوغ نجم نتائج "صناعات" إلى نحو ثُلث نظيرتها السعودية "سابك" -التي سجلت نموا في أرباحها قارب 8%- عملية الفصل الوقتي بين أداء سوقين يعكس أحدهما أكبر اقتصاد خليجي والثاني أكثرها نموا.
وأكد المدير العام لشركة نماء للاستثمارات المالية طه عبد الغني لـ"الأسواق.نت" أن التباين في نتائج أعمال الشركتين، قلل من تبعية البورصة القطرية النفسية لتوجهات جارتها السعودية، وهو ما عكسته التعاملات الأخيرة.
"صناعات" تقود و"سابك" تضغط
وقادت شركة "صناعات" السوق القطرية إلى تحقيق ارتفاع تراكمي عقب إعلانها عن نمو صافي أرباحها 118%، فيما ساهم النمو المحدود لنظيرتها السعودية ومنافستها الإقليمية في فرض ضغوط على سوق بلادها بنسبة قاربت على 9% خلال الجلستين الأوليين من الأسبوع الماضي.
وتحمل كلتا الشركتين سمات متشابهة؛ إذ تملك شركة قطر للبترول 70% من أسهم "صناعات"، كما يستحوذ صندوق الاستثمارات العامة على ذات النسبة في الشركة السعودية، وتنتج كلتاهما الحديد والأسمدة والبتروكيماويات، وصادفت الأقدار أن ينسحبا من مشروع لمنجم حديد في موريتانيا بشكل متلاحق خلال العام الجاري.
ويقول ماليون ومراقبون في الدوحة إن المعطيات الأساسية التي منحتها "صناعات" لسوق بلادهم، قلصت من نظرتهم تجاه متغيرات السوق السعودية اليومية كما حدّت من التأثير النفسي للأخيرة على المستثمرين القطريين، غير أنهم أقروا بالتأثير الحتمي للمتغيرات الاقتصادية المرتقبة على الطلب العالمي لمنتجات شركة تمثل أرباحها قرابة ثُلث ما تسجله 43 شركة قطرية مساهمة.
وتسود المستثمرين في أسواق المال حال ترقب مشوب بالحذر الشديد لاستشراف مستقبل الاقتصاد العالمي، ومدى تأثير التباطؤ وربما الركود على مستوى الطلب، فيما بدا أن "أوبك" عجّلت من قمتها لتقليص المعروض من النفط، معوّلة في ذلك على إعادة التوازن للأسعار.
فك ارتباط
يرى المدير العام لشركة فنكورب للاستشارات المالية أسامة عبد العزيز أن فك الارتباط بين هاتين السوقين الخليجيتين بات أمرًا ضروريًّا، في ظل تباين تأثيرات نسب النمو الاقتصادي عليهما، فيما يأخذ صافي نمو أرباح شركات البلدين تجاه مزيدا من التباين.
ومنذ يونيو/حزيران الماضي لم تسجل أية شركة قطرية خسائر؛ إذ بلغ مجموع أرباحها حتى الشهر المذكور 15.6 مليار ريال بزيادة قدرها 63% (الدولار = 3.6 ريالات).
بيد أن عبد العزيز يؤكد لـ"الأسواق.نت" أن نتائج ومبيعات كلتا الشركتين القياديتين في قطر والسعودية ستتأثر نتيجة التباطؤ في الطلب العالمي، فيما تمتلك "سابك" استثمارات خارجية كبرى تزيد على تواجد الشركة القطرية التي تعتمد في جانب كبير من نشاطها على الاقتصاد المحلي سريع النمو، في إشارة منه إلى صناعة الحديد عبر شركتها التابعة "قطر ستيل".
وقال "بات المستثمرون في قطر يعزلون تأثر سوقهم بنظيرتها السعودية؛ إذ أضحت هذه العلاقة منقوصة وليست كاملة"، رغم إقراره بوجود مؤثرات مشتركة لا تزال تفرض إيقاعها.
وحققت "صناعات" ربحا صافيا حتى سبتمبر/أيلول بلغ 7.2 مليارات ريال قطري، فيما سجلت نظيرتها "سابك" ربحا قدره 21.7 مليار ريال سعودي (الدولار = 3.76 ريالات).
الضرورة
يرى مدير الدراسات في شركة دلالة القابضة بشار عيسى بأن زيادة نسب النمو الاقتصادي في قطر عن جاراتها الخليجية، يفرض ابتعاد سوقها عن التأثر الكامل بمتغيرات السوق السعودية.
وتصل نسبة النمو الاقتصادي في قطر نحو 14%، فيما يبلغ معدلها لدى الدول الخليجية الخمس الأخرى نحو 6%.
وقال "المقارنة بين عملاقي السوقين تميل لصالح الشركة السعودية من حيث الحجم والإنتاج، لكن "سابك" تمثل أحد خيارات المستثمرين الراغبين بتملك أسهم شركات عاملة في مجال البتروكيماويات، في وقت تمثل "صناعات" العمود الفقري لقطاعها في قطر والخيار الأول والوحيد في سوق الدوحة على ذات الصعيد".
وقدر عيسى نسبة تأثير "صناعات" في مؤشر السوق القطرية بنحو 14%، وقفزت إيرادات مبيعات "سابك" من 86 مليار ريال عام 2006 إلى 126 مليارا العام الماضي، في حين زادت لدى نظيرتها القطرية بذات العامين من 7.7 مليارات إلى 9.3 مليارات.
وأبدى عيسى في حديثه لـ"الأسواق.نت" تقديره للفرق الجوهري لحجم السوق المالية في كلا البلدين من حيث القيمة السوقية وتعداد الشركات المدرجة، مستدركا بالقول "يتميز كلاهما بوجود قائد للسوق من قطاع الصناعة، وهو ما يُعتبر ميزة بحد ذاتها، فيما تبرز أسهم عقارية في أسواق مجاورة وهو ما يعطيها الطابع الأقل استقرارا".
ضبط إيقاع السوق
ويرى عبد الغني أن ضبط إيقاع السوق القطرية -الأصغر من نظيرتها السعودية عبر الإجراءات الحكومية- يقلص من تداعيات التأثيرات المشابهة التي تتعرض لها البورصتان الأولى والخامسة من حيث قيمتهما السوقية على المستوى العربي.
وأجلت قطر اكتتاب عام لأسهم المشغل الثاني للهاتف الجوال "فودافون" الذي كان من المفترض أن يتم نهاية العام، كما أجلت موعد طرح خاص لأسهم زيادة رأسمال البنك التجاري -ثاني أكبر المصارف التقليدية في البلاد-، في سعيها لتعزيز السيولة المتوافرة في السوق الثانوية، فيما سحبت السوق الأولية السعودية مليارات الريالات عبر اكتتابات جديدة العام الجاري، كان أبرزها لصالح "معادن".
كما يعتقد عبد العزيز أن قلة عدد الشركات المدرجة في سوق الأسهم القطرية يعطيها ميزة سهولة التحكم عن نظيرتها السعودية.
"صناعات" القطرية تنافس "سابك" السعودية في الأصول والأرباح
"صناعات" تقود و"سابك" تضغط
فك ارتباط
الضرورة
ضبط إيقاع السوق
الدوحة -علي الدوايمة
تمضي سوق الأسهم القطرية تجاه تسجيل فك ارتباط نفسي جمعها بنظيرتها السعودية، التي طالما مثلت تعرّجاتها مثار ترقب لمستثمري سبع بورصات خليجية، أمعنت العام الجاري في نهج تصحيح هبوطي مقتفية أثر نظيراتها العالمية.
وبدأ المراقبون في الدوحة يتلمسون تبلور شخصية مستقلة لسوقهم عن جارتها السعودية، رابطين ذلك بالأداء المالي المُختلف للشركتين الأكبر في السوقين، واللتان سجلتا نتائج متباينة حتى سبتمبر/أيلول، رغم ممارستهما ذات الأنشطة الصناعية.
وحسب هؤلاء، فقد فرض بزوغ نجم نتائج "صناعات" إلى نحو ثُلث نظيرتها السعودية "سابك" -التي سجلت نموا في أرباحها قارب 8%- عملية الفصل الوقتي بين أداء سوقين يعكس أحدهما أكبر اقتصاد خليجي والثاني أكثرها نموا.
وأكد المدير العام لشركة نماء للاستثمارات المالية طه عبد الغني لـ"الأسواق.نت" أن التباين في نتائج أعمال الشركتين، قلل من تبعية البورصة القطرية النفسية لتوجهات جارتها السعودية، وهو ما عكسته التعاملات الأخيرة.
"صناعات" تقود و"سابك" تضغط
وقادت شركة "صناعات" السوق القطرية إلى تحقيق ارتفاع تراكمي عقب إعلانها عن نمو صافي أرباحها 118%، فيما ساهم النمو المحدود لنظيرتها السعودية ومنافستها الإقليمية في فرض ضغوط على سوق بلادها بنسبة قاربت على 9% خلال الجلستين الأوليين من الأسبوع الماضي.
وتحمل كلتا الشركتين سمات متشابهة؛ إذ تملك شركة قطر للبترول 70% من أسهم "صناعات"، كما يستحوذ صندوق الاستثمارات العامة على ذات النسبة في الشركة السعودية، وتنتج كلتاهما الحديد والأسمدة والبتروكيماويات، وصادفت الأقدار أن ينسحبا من مشروع لمنجم حديد في موريتانيا بشكل متلاحق خلال العام الجاري.
ويقول ماليون ومراقبون في الدوحة إن المعطيات الأساسية التي منحتها "صناعات" لسوق بلادهم، قلصت من نظرتهم تجاه متغيرات السوق السعودية اليومية كما حدّت من التأثير النفسي للأخيرة على المستثمرين القطريين، غير أنهم أقروا بالتأثير الحتمي للمتغيرات الاقتصادية المرتقبة على الطلب العالمي لمنتجات شركة تمثل أرباحها قرابة ثُلث ما تسجله 43 شركة قطرية مساهمة.
وتسود المستثمرين في أسواق المال حال ترقب مشوب بالحذر الشديد لاستشراف مستقبل الاقتصاد العالمي، ومدى تأثير التباطؤ وربما الركود على مستوى الطلب، فيما بدا أن "أوبك" عجّلت من قمتها لتقليص المعروض من النفط، معوّلة في ذلك على إعادة التوازن للأسعار.
فك ارتباط
يرى المدير العام لشركة فنكورب للاستشارات المالية أسامة عبد العزيز أن فك الارتباط بين هاتين السوقين الخليجيتين بات أمرًا ضروريًّا، في ظل تباين تأثيرات نسب النمو الاقتصادي عليهما، فيما يأخذ صافي نمو أرباح شركات البلدين تجاه مزيدا من التباين.
ومنذ يونيو/حزيران الماضي لم تسجل أية شركة قطرية خسائر؛ إذ بلغ مجموع أرباحها حتى الشهر المذكور 15.6 مليار ريال بزيادة قدرها 63% (الدولار = 3.6 ريالات).
بيد أن عبد العزيز يؤكد لـ"الأسواق.نت" أن نتائج ومبيعات كلتا الشركتين القياديتين في قطر والسعودية ستتأثر نتيجة التباطؤ في الطلب العالمي، فيما تمتلك "سابك" استثمارات خارجية كبرى تزيد على تواجد الشركة القطرية التي تعتمد في جانب كبير من نشاطها على الاقتصاد المحلي سريع النمو، في إشارة منه إلى صناعة الحديد عبر شركتها التابعة "قطر ستيل".
وقال "بات المستثمرون في قطر يعزلون تأثر سوقهم بنظيرتها السعودية؛ إذ أضحت هذه العلاقة منقوصة وليست كاملة"، رغم إقراره بوجود مؤثرات مشتركة لا تزال تفرض إيقاعها.
وحققت "صناعات" ربحا صافيا حتى سبتمبر/أيلول بلغ 7.2 مليارات ريال قطري، فيما سجلت نظيرتها "سابك" ربحا قدره 21.7 مليار ريال سعودي (الدولار = 3.76 ريالات).
الضرورة
يرى مدير الدراسات في شركة دلالة القابضة بشار عيسى بأن زيادة نسب النمو الاقتصادي في قطر عن جاراتها الخليجية، يفرض ابتعاد سوقها عن التأثر الكامل بمتغيرات السوق السعودية.
وتصل نسبة النمو الاقتصادي في قطر نحو 14%، فيما يبلغ معدلها لدى الدول الخليجية الخمس الأخرى نحو 6%.
وقال "المقارنة بين عملاقي السوقين تميل لصالح الشركة السعودية من حيث الحجم والإنتاج، لكن "سابك" تمثل أحد خيارات المستثمرين الراغبين بتملك أسهم شركات عاملة في مجال البتروكيماويات، في وقت تمثل "صناعات" العمود الفقري لقطاعها في قطر والخيار الأول والوحيد في سوق الدوحة على ذات الصعيد".
وقدر عيسى نسبة تأثير "صناعات" في مؤشر السوق القطرية بنحو 14%، وقفزت إيرادات مبيعات "سابك" من 86 مليار ريال عام 2006 إلى 126 مليارا العام الماضي، في حين زادت لدى نظيرتها القطرية بذات العامين من 7.7 مليارات إلى 9.3 مليارات.
وأبدى عيسى في حديثه لـ"الأسواق.نت" تقديره للفرق الجوهري لحجم السوق المالية في كلا البلدين من حيث القيمة السوقية وتعداد الشركات المدرجة، مستدركا بالقول "يتميز كلاهما بوجود قائد للسوق من قطاع الصناعة، وهو ما يُعتبر ميزة بحد ذاتها، فيما تبرز أسهم عقارية في أسواق مجاورة وهو ما يعطيها الطابع الأقل استقرارا".
ضبط إيقاع السوق
ويرى عبد الغني أن ضبط إيقاع السوق القطرية -الأصغر من نظيرتها السعودية عبر الإجراءات الحكومية- يقلص من تداعيات التأثيرات المشابهة التي تتعرض لها البورصتان الأولى والخامسة من حيث قيمتهما السوقية على المستوى العربي.
وأجلت قطر اكتتاب عام لأسهم المشغل الثاني للهاتف الجوال "فودافون" الذي كان من المفترض أن يتم نهاية العام، كما أجلت موعد طرح خاص لأسهم زيادة رأسمال البنك التجاري -ثاني أكبر المصارف التقليدية في البلاد-، في سعيها لتعزيز السيولة المتوافرة في السوق الثانوية، فيما سحبت السوق الأولية السعودية مليارات الريالات عبر اكتتابات جديدة العام الجاري، كان أبرزها لصالح "معادن".
كما يعتقد عبد العزيز أن قلة عدد الشركات المدرجة في سوق الأسهم القطرية يعطيها ميزة سهولة التحكم عن نظيرتها السعودية.