صليب الراي
26-10-2008, 09:17 AM
ينقل أحد المخضرمين في سوق الأسهم السعودية، والذي عاصر مرحلة التداول عبر مكاتب الأسهم، إلى مرحلة التداول بواسطة الانترنت، أن أحد المتعاملين المدعين بمعرفة تحركات الأسهم، وأسرار الأسواق، وعلوم التحليل الأساسي والفني، كان يحضر يومياً إلى صالة التداول، وعند مشاهدته تحركات قوية على مستوى المؤشر، أو الشركات الكبيرة، فإن أول جملة ينطق بها في حالة ارتفاع السوق، قوله: أنا قايل لكم ان المؤشر سيرتفع، وعند الانخفاض قوله، أنا قلت لكم من شهر أن السوق سيهبط، وفي حالة الاستقرار يقول: "معلمكم من أول.. السوق نايم ما فيه حركة".
واستمر على هذا المنوال لسنوات حتى ضاق به المتعاملون ذرعاً، وذات يوم اقترح أحدهم أن يسموه من باب السخرية محلل "قايل لكم"، واتفقوا على ذلك وأصبحوا ينادونه بالاسم الجديد، وعند حضوره فإن أول سؤال يوجهونه إليه كيف حالك يا محلل "قايل لكم"، وش رأيك في السوق اليوم يا "قايل لكم".
وبعد عدة أيام ضاقت عليه صالة التداول بما رحبت، مع تزايد عبارات التهكم والسخرية ولم يعد يحضر إليهم، وتتبع أحدهم اخباره فوجده قد انتقل إلى إحدى صالات التداول المجاورة، لكنه ألغى جملة "قايل لكم" من مصطلحاته عندما يتحدث مع المتداولين الموجودين في الصالة الجديدة عليه خوفاً من سخرية جديدة تطلق عليه.
هذه القصة تذكرنا بحال الكثير من المحللين الذين يظهرون في هذه الأيام على مختلف الوسائل الإعلامية، ويمدحون أنفسهم، ويمجدونها بترديد مقولة حذرتكم وقلت لكم ان السوق سيتجه إلى... وقاعه إلى... أو السوق سيرتفع إلى.... ويتبجحون بمثل هذا الكلام، مع ان مجتمعنا يتفق على تشخيص من يمدح نفسه بالكذب، والحكمة تقول "مادح نفسه كذاب".
ما يريد الناس من المحللين في ظل الظروف الحالية ليست قلت لكم.. وقايل لكم.. لكنهم يريدون المحلل المنطقي الذي يساعدهم على اتخاذ القرار الاستثماري السليم، وفق علوم التحليل الأساسي، وبلغة الأرقام بعيداً عن العاطفة والإرجاف أو التطبيل، اضافة إلى مساعدتهم على تعلم ثقافة الأسهم للوصول إلى أهداف الأسواق، وما توفره من فرص للادخار والاستثمار.
خالد العويد من الاقتصادية السعودية
واستمر على هذا المنوال لسنوات حتى ضاق به المتعاملون ذرعاً، وذات يوم اقترح أحدهم أن يسموه من باب السخرية محلل "قايل لكم"، واتفقوا على ذلك وأصبحوا ينادونه بالاسم الجديد، وعند حضوره فإن أول سؤال يوجهونه إليه كيف حالك يا محلل "قايل لكم"، وش رأيك في السوق اليوم يا "قايل لكم".
وبعد عدة أيام ضاقت عليه صالة التداول بما رحبت، مع تزايد عبارات التهكم والسخرية ولم يعد يحضر إليهم، وتتبع أحدهم اخباره فوجده قد انتقل إلى إحدى صالات التداول المجاورة، لكنه ألغى جملة "قايل لكم" من مصطلحاته عندما يتحدث مع المتداولين الموجودين في الصالة الجديدة عليه خوفاً من سخرية جديدة تطلق عليه.
هذه القصة تذكرنا بحال الكثير من المحللين الذين يظهرون في هذه الأيام على مختلف الوسائل الإعلامية، ويمدحون أنفسهم، ويمجدونها بترديد مقولة حذرتكم وقلت لكم ان السوق سيتجه إلى... وقاعه إلى... أو السوق سيرتفع إلى.... ويتبجحون بمثل هذا الكلام، مع ان مجتمعنا يتفق على تشخيص من يمدح نفسه بالكذب، والحكمة تقول "مادح نفسه كذاب".
ما يريد الناس من المحللين في ظل الظروف الحالية ليست قلت لكم.. وقايل لكم.. لكنهم يريدون المحلل المنطقي الذي يساعدهم على اتخاذ القرار الاستثماري السليم، وفق علوم التحليل الأساسي، وبلغة الأرقام بعيداً عن العاطفة والإرجاف أو التطبيل، اضافة إلى مساعدتهم على تعلم ثقافة الأسهم للوصول إلى أهداف الأسواق، وما توفره من فرص للادخار والاستثمار.
خالد العويد من الاقتصادية السعودية