qdalwatan
26-10-2008, 07:58 PM
شغول: اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون
هل أشغال سبب كل الكوارث؟ .. ولماذا أصبحنا جميعا مراقبي طرق؟
في أقل من 4 سنوات حققت أشغال ما عجزت عنه غيرها في عشرات السنين
بنيتنا التحتية متهالكة وإعادة إنشائها وتطويرها يستلزم وقتا ليس بالقصير
لا أعفي أشغال مسؤولية تعثر مشاريعها .. لكننا جميعا نشاركها المسؤولية
علينا جميعا التحلي بالصبر وأن نقف خلف خطط الدولة في مشاريعها الطموحة
لا يعجبنا أن يركب جحا أو ابنه الحمار لوحدهما، أو معا، ولا حتى عدم ركوبهما له
لا تنظروا فقط إلى ما دون أقدامكم، وليمتد أفقكم للمستقبل القريب إن شاء الله
الزميل بـ الوطن عبدالدايم عبدالعزيز يسأل: هناك انتقادات حادة توجه إلى «أشغال» من المواطنين هل أنت مع هذه الانتقادات؟
والمذيع القدير عبدالعزيز محمد يجيب «أشغال» سببت لكل المواطنين مشكلة نفسية، أصبحنا لا نعرف إلى أين نسير، معظم الشوارع مغلقة، حفريات في كل مكان، أنا لا أعلم إلى متى تنفذ هذه المشاريع بطريقة «أشغال» السلحفائية، نرى في دول مشاريع تنفذ في فترة وجيزة بينما تظل مشاريعنا معلقة لسنوات طويلة رغم توفير كافة الإمكانات من أجهزة وأموال كثيرة بالمليارات ولكن يبدو ان «أشغال» تحتاج لمليارات الساعات لإنجاز مشاريعها في الدوحة.
ما سبق هو جزء من حوار أجراه الأول مع الأخير ونشر في الوطن والمواطن الاثنين الماضي في صفحة «الوجه الآخر» التي تصدر أسبوعيا، وتلقي الضوء على جوانب أخرى من الشخصيات المستضافة بعيدا عن مجال عملهم الذي نعرفهم من خلاله.
هل ترون ما يستدعي لحشر مثل هذا السؤال العرضي وغير المبرر في الموضوع؟ بالنسبة لي على الأقل، اعتبر هذا السؤال جزءا من الحرب النفسية التي تتعرض لها هيئة الأشغال العامة «أشغال» منا جميعاً، وبدعم - بقصد أو من غير قصد لا أدري - وسائل الإعلام وجهات ومؤسسات حكومية وخاصة مختلفة.
سبب الكوارث!
لا أستبعد أن يُرجع طالب فاشل في الثانوية العامة سبب إخفاقه الدراسي في نهاية موسم امتحانات الشهادة الثانوية إلى «أشغال»، فهذه المؤسسة الوليدة التي لم تطفئ بعد شمعتها الرابعة، وحققت خلالها من إنجازات ما عجزت غيرها عن تحقيقه في عشرات السنين، أصبحت هي الشماعة التي نرمي عليها «بلاوينا».
للأسف بعض الجهات تستغل وجود «أشغال» في وجه المدفع للتغطية على عيوبها وضعف أدائها، فالجميع يُرجع تأخر تنفيذ مشاريع البنية التحتية والطرق إلى هذه الهيئة رغم انها لا تُشكل سوى جزء من منظومة متكاملة معنية بإعادة إنشاء وتطوير البنية التحتية المتهالكة في الدولة.
مسكينة «أشغال» :weeping:تعمل ليل نهار من أجل إنجاز مشاريعها، لكنها في الوقت ذاته تواجه بسيل جارف من الانتقادات، وتتعرض إلى قصف جوي متكرر وهجوم بري وبحري لا مبرر له من الجميع. حتى الموظف الكسول وعديم الإنتاجية الذي اعتاد أن يتأخر في الوصول إلى مقر عمله قبل أن تظهر «أشغال» إلى الوجود أصلا، بات يتعذر اليوم بإغلاقات الطرق وتأخر مشاريع الهيئة.
الإشكالية أن الكثير منا لا يستوعب أن البنية التحتية عندنا متهالكة جدا - هذا إن كانت هناك بنية تحتية أصلا - وأن إعادة إنشاء هذه البنية وتطويرها وتحسينها تستلزم وقتاً طويلاً، ولا تتم بين عشية وضحاها.
وليس من المنطق أن نقارن مدة تنفيذ مشاريع الطرق والصرف الصحي وغيرها من مشاريع البنية التحتية مع دول أخرى، بما فيها الدول المجاورة. ومن يقول إن مدة تنفيذ مشروع طريق مثلا في دول أخرى يتم إنجازه بسرعة «الصاروخ» بينما يتم عندنا بسرعة «السلحفاة» فهو مخطئ وغير عادل، فالظروف عندنا مغايرة كليا عن ظروف الآخرين.
على سبيل المثال، مشروع «تقاطع 22 فبراير وشارع الأمير» الممتد من جامع عمر بن الخطاب إلى ما كان يعرف بدوار السودان أو تقاطع «جوعان» حاليا، تبلغ مدة تنفيذه 24 شهرا، وكان من المفترض أن ينجز في الأول من يناير الماضي. ورغم أن طبيعة عمل المشروع تستدعي وقتا أطول بكثير، خاصة وأنه يتضمن إنشاء أربعة تقاطعات مختلفة بأنفاقها وجسورها المتعددة، منها تقاطع الريان الذي حل مكان دوار الجيدة ويُعد أكبر جسر في الدولة ويتكون من أربعة مستويات، إلا أن الهيئة اجتهدت لتقليل مدة التنفيذ دون أن تنجح بسبب الصعوبات التي واجهتها، مثل اكتشاف دحل كبير في مواقع العمل، إلى جانب اختلاف بعض خرائط البنية التحتية عما هو موجود تحت الأرض في الأماكن والمواقع التي يتم تنفيذ المشروع فيها. ومثل هذا المشروع يستغرق تنفيذه في دولة أخرى من ثلاث إلى أربع سنوات عموما.
وأنا هنا لا أعفي «أشغال» من مسؤولياتها تجاه تعثرها في إنجاز مشاريعها، لكنها ليست وحدها من يتحمل هذه المسؤولية، إنما تشاركها مؤسسات وجهات أخرى تخطيطية وتنفيذية على حد سواء.
غير انه ليس من المستحب الآن أن نلقي باللوم على أي جهة، إنما علينا جميعا توحيد صفوفنا وأن نقف جميعا خلف خطط الدولة التي لم تبخل أبدا على أبنائها الهادفة إلى تحسين وتطوير البنية التحتية في مختلف المناطق، خاصة في ظل توافر عائدات نفطية كبيرة تستدعي استغلالها الاستغلال الأمثل والاستفادة من التجارب السابقة عندما لم نستغل تلك العوائد بشكل سليم.
جحا والحمار وابنه
ذهب جحا وابنه يوما إلى إحدى القرى وأركب ابنه على الحمار فصادفه أحدهم فقال:اف من هذا الزمان، انظروا كيف يركب هذا الغلام، ويترك والده الشيخ الفاني يمشي على قدميه.
فقال الولد: أبي ألم أقل لك اركب أنت؟! فلا تعاندني. فركب جحا ونزل الغلام، فصادفهما جماعه فقالوا: أيليق بهذا الشيخ الذي قوي جسمه وعرك السنين أن يدع هذا الغلام الغض يمشي وهو يركب؟
فأخذ جحا ابنه من يده وأردفه وراءه، وعندما سارا قليلا صادفهما آخرون فقالوا: تأملوا يا ناس هذا الرجل.. كيف يركب هو وابنه على الحمار الضعيف؟
فغضب جحا ونزل هو وابنه وساقا الحمار يرمح أمامهما وهما يمشيان بذلك الحر الشديد، فصادفهما جماعة، فقالوا: الله الله من هذين اللذين يتركان الحمار يرمح وهما يمشيان في هذا الحر؟! فحمل جحا الحمار وسار به، فضحك الناس عليه، فقال جحا: يا هؤلاء من يسلم من ألسنة الخلق فلله دره.
إرضاء الناس غاية لا تدرك فعلا، و«أشغال» تتعرض اليوم لنفس الموقف الذي تعرض له جحا وابنه عند تنفيذ مشاريعها.
لماذا لا تعملون 24 ساعة حتى تنجز مشاريعكم بسرعة؟ هذا السؤال يوجهه الكثيرون إلى «أشغال»، في الوقت الذي تنص فيه عقود الهيئة مع الشركات المنفذة لمشاريعها على ذلك. لكن هل يمكن العمل 24 ساعة في منطقة سكنية، ومشاريع الهيئة معظمها داخل مناطق مأهولة بالسكان.
عندما يبدأ مقاول «أشغال» العمل في الساعة السادسة صباحا، يشتكي السكان من الإزعاج ويطالبون بتوقف عمل الآليات والمعدات لأن الوقت مبكر،:omg: وخلال أوقات الظهيرة يحتج آخرون: كيف تعملون في وقت القيلولة؟، وفي الليل يصيحون: «سندرتونا» .. هل هذا وقت مناسب للعمل، نحن وأولادنا لا نستطيع النوم بسبب آلياتكم.:omg: لا أنسج احتجاجات الجمهور تلك من خيالي، إنما هو واقع يعيشه مهندسو «أشغال» والشركات والمتعاقدة معها. بل هناك عدد من القضايا والبلاغات التي سجلت في أقسام الشرطة ضد مقاولين لأنهم عملوا في ساعات متأخرة من الليل.
من جانب آخر، أطلع يوميا على شكاوى الجمهور، سواء في الصحف المحلية أو برنامج وطني الحبيب صباح الخير وحتى في المجالس والمنتديات والمدونات، من نقص أو غياب خدمات البنية التحتية من طرق وصرف صحي وغيرها في مناطق عديدة، وما ان تبدأ «أشغال» تنفيذ مشاريعها في تلك المناطق حتى تعلو الاحتجاجات من الأضرار والإزعاجات الناتجة عنها.
فلا يعجبنا أن يركب جحا الحمار وحده، ولا أن يركبه ابنه وحده، ولا أن يركباه الاثنان معاً، أو لا يركبانه ويسيران خلفه!
نداء شغول
كحال كرة القدم، كل واحد من الجمهور يعتبر نفسه مدربا للفريق، فيطالب بوضع تشكيل وخطة لعب وفقا لرؤيته الخاصة، ويحتج لعدم مشاركة لاعب معين، وكأنه لا يوجد هناك مدرب للفريق يعرف واجباته ومسؤولياته وهو المسؤول الأول والأخير عن قيادته.
«أشغال» تعاني المثل، كل مواطن ومقيم، بات مراقب طرق، لا يشغل همه في هذه الدنيا سوى مشاكل الطرق في قطر. كل يوم تطالع جريدة تقع عيناك على موضوع متعلق بالطرق أو بالبنية التحتية، وأقسام التحقيقات في جرائدنا ووسائل إعلامنا المختلفة لا تتحدث سوى عن مشاكل الطرق، حتى الصحفي الجديد الذي يبدأ عمله لأول مرة في الدولة ينشر تقريرا أو موضوعا عن الطرق، وكأن الجميع بات يشغل وظيفة «مراقب طرق»!
إن إنجاز مشاريع البنية التحتية في دولتنا يحتاج إلى وقت ليس بالقصير، صحيح إن هناك الكثير من الإزعاجات والمضايقات التي تصاحب تنفيذ هذه المشاريع، إلا أنها إزعاجات مؤقتة تستدعي منا أن نتحلى بالصبر وأن نقدر ما تنجزه الدولة لنا.
كم أتمنى، ليس من الجمهور فحسب، بل من صحافتنا أيضاً ألا تنظر فقط إلى ما دون أقدامها، وأن يمتد أفقها للمستقبل القريب، فحال إنجاز مشاريع البنية التحتية سوف ننعم بشبكة طرق وخدمات صرف صحي ومنشآت ومرافق في كل أنحاء الدولة:nice:.
حال لسان «شغول» الشخصية الاعتبارية لهيئة الأشغال العامة «أشغال» وهو يرى احتجاجات الجماهير ووسائل الإعلام على المشاريع التي يتم تنفيذها من أجلهم يقول «اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون».
منقول من جريدة الوطن
هل أشغال سبب كل الكوارث؟ .. ولماذا أصبحنا جميعا مراقبي طرق؟
في أقل من 4 سنوات حققت أشغال ما عجزت عنه غيرها في عشرات السنين
بنيتنا التحتية متهالكة وإعادة إنشائها وتطويرها يستلزم وقتا ليس بالقصير
لا أعفي أشغال مسؤولية تعثر مشاريعها .. لكننا جميعا نشاركها المسؤولية
علينا جميعا التحلي بالصبر وأن نقف خلف خطط الدولة في مشاريعها الطموحة
لا يعجبنا أن يركب جحا أو ابنه الحمار لوحدهما، أو معا، ولا حتى عدم ركوبهما له
لا تنظروا فقط إلى ما دون أقدامكم، وليمتد أفقكم للمستقبل القريب إن شاء الله
الزميل بـ الوطن عبدالدايم عبدالعزيز يسأل: هناك انتقادات حادة توجه إلى «أشغال» من المواطنين هل أنت مع هذه الانتقادات؟
والمذيع القدير عبدالعزيز محمد يجيب «أشغال» سببت لكل المواطنين مشكلة نفسية، أصبحنا لا نعرف إلى أين نسير، معظم الشوارع مغلقة، حفريات في كل مكان، أنا لا أعلم إلى متى تنفذ هذه المشاريع بطريقة «أشغال» السلحفائية، نرى في دول مشاريع تنفذ في فترة وجيزة بينما تظل مشاريعنا معلقة لسنوات طويلة رغم توفير كافة الإمكانات من أجهزة وأموال كثيرة بالمليارات ولكن يبدو ان «أشغال» تحتاج لمليارات الساعات لإنجاز مشاريعها في الدوحة.
ما سبق هو جزء من حوار أجراه الأول مع الأخير ونشر في الوطن والمواطن الاثنين الماضي في صفحة «الوجه الآخر» التي تصدر أسبوعيا، وتلقي الضوء على جوانب أخرى من الشخصيات المستضافة بعيدا عن مجال عملهم الذي نعرفهم من خلاله.
هل ترون ما يستدعي لحشر مثل هذا السؤال العرضي وغير المبرر في الموضوع؟ بالنسبة لي على الأقل، اعتبر هذا السؤال جزءا من الحرب النفسية التي تتعرض لها هيئة الأشغال العامة «أشغال» منا جميعاً، وبدعم - بقصد أو من غير قصد لا أدري - وسائل الإعلام وجهات ومؤسسات حكومية وخاصة مختلفة.
سبب الكوارث!
لا أستبعد أن يُرجع طالب فاشل في الثانوية العامة سبب إخفاقه الدراسي في نهاية موسم امتحانات الشهادة الثانوية إلى «أشغال»، فهذه المؤسسة الوليدة التي لم تطفئ بعد شمعتها الرابعة، وحققت خلالها من إنجازات ما عجزت غيرها عن تحقيقه في عشرات السنين، أصبحت هي الشماعة التي نرمي عليها «بلاوينا».
للأسف بعض الجهات تستغل وجود «أشغال» في وجه المدفع للتغطية على عيوبها وضعف أدائها، فالجميع يُرجع تأخر تنفيذ مشاريع البنية التحتية والطرق إلى هذه الهيئة رغم انها لا تُشكل سوى جزء من منظومة متكاملة معنية بإعادة إنشاء وتطوير البنية التحتية المتهالكة في الدولة.
مسكينة «أشغال» :weeping:تعمل ليل نهار من أجل إنجاز مشاريعها، لكنها في الوقت ذاته تواجه بسيل جارف من الانتقادات، وتتعرض إلى قصف جوي متكرر وهجوم بري وبحري لا مبرر له من الجميع. حتى الموظف الكسول وعديم الإنتاجية الذي اعتاد أن يتأخر في الوصول إلى مقر عمله قبل أن تظهر «أشغال» إلى الوجود أصلا، بات يتعذر اليوم بإغلاقات الطرق وتأخر مشاريع الهيئة.
الإشكالية أن الكثير منا لا يستوعب أن البنية التحتية عندنا متهالكة جدا - هذا إن كانت هناك بنية تحتية أصلا - وأن إعادة إنشاء هذه البنية وتطويرها وتحسينها تستلزم وقتاً طويلاً، ولا تتم بين عشية وضحاها.
وليس من المنطق أن نقارن مدة تنفيذ مشاريع الطرق والصرف الصحي وغيرها من مشاريع البنية التحتية مع دول أخرى، بما فيها الدول المجاورة. ومن يقول إن مدة تنفيذ مشروع طريق مثلا في دول أخرى يتم إنجازه بسرعة «الصاروخ» بينما يتم عندنا بسرعة «السلحفاة» فهو مخطئ وغير عادل، فالظروف عندنا مغايرة كليا عن ظروف الآخرين.
على سبيل المثال، مشروع «تقاطع 22 فبراير وشارع الأمير» الممتد من جامع عمر بن الخطاب إلى ما كان يعرف بدوار السودان أو تقاطع «جوعان» حاليا، تبلغ مدة تنفيذه 24 شهرا، وكان من المفترض أن ينجز في الأول من يناير الماضي. ورغم أن طبيعة عمل المشروع تستدعي وقتا أطول بكثير، خاصة وأنه يتضمن إنشاء أربعة تقاطعات مختلفة بأنفاقها وجسورها المتعددة، منها تقاطع الريان الذي حل مكان دوار الجيدة ويُعد أكبر جسر في الدولة ويتكون من أربعة مستويات، إلا أن الهيئة اجتهدت لتقليل مدة التنفيذ دون أن تنجح بسبب الصعوبات التي واجهتها، مثل اكتشاف دحل كبير في مواقع العمل، إلى جانب اختلاف بعض خرائط البنية التحتية عما هو موجود تحت الأرض في الأماكن والمواقع التي يتم تنفيذ المشروع فيها. ومثل هذا المشروع يستغرق تنفيذه في دولة أخرى من ثلاث إلى أربع سنوات عموما.
وأنا هنا لا أعفي «أشغال» من مسؤولياتها تجاه تعثرها في إنجاز مشاريعها، لكنها ليست وحدها من يتحمل هذه المسؤولية، إنما تشاركها مؤسسات وجهات أخرى تخطيطية وتنفيذية على حد سواء.
غير انه ليس من المستحب الآن أن نلقي باللوم على أي جهة، إنما علينا جميعا توحيد صفوفنا وأن نقف جميعا خلف خطط الدولة التي لم تبخل أبدا على أبنائها الهادفة إلى تحسين وتطوير البنية التحتية في مختلف المناطق، خاصة في ظل توافر عائدات نفطية كبيرة تستدعي استغلالها الاستغلال الأمثل والاستفادة من التجارب السابقة عندما لم نستغل تلك العوائد بشكل سليم.
جحا والحمار وابنه
ذهب جحا وابنه يوما إلى إحدى القرى وأركب ابنه على الحمار فصادفه أحدهم فقال:اف من هذا الزمان، انظروا كيف يركب هذا الغلام، ويترك والده الشيخ الفاني يمشي على قدميه.
فقال الولد: أبي ألم أقل لك اركب أنت؟! فلا تعاندني. فركب جحا ونزل الغلام، فصادفهما جماعه فقالوا: أيليق بهذا الشيخ الذي قوي جسمه وعرك السنين أن يدع هذا الغلام الغض يمشي وهو يركب؟
فأخذ جحا ابنه من يده وأردفه وراءه، وعندما سارا قليلا صادفهما آخرون فقالوا: تأملوا يا ناس هذا الرجل.. كيف يركب هو وابنه على الحمار الضعيف؟
فغضب جحا ونزل هو وابنه وساقا الحمار يرمح أمامهما وهما يمشيان بذلك الحر الشديد، فصادفهما جماعة، فقالوا: الله الله من هذين اللذين يتركان الحمار يرمح وهما يمشيان في هذا الحر؟! فحمل جحا الحمار وسار به، فضحك الناس عليه، فقال جحا: يا هؤلاء من يسلم من ألسنة الخلق فلله دره.
إرضاء الناس غاية لا تدرك فعلا، و«أشغال» تتعرض اليوم لنفس الموقف الذي تعرض له جحا وابنه عند تنفيذ مشاريعها.
لماذا لا تعملون 24 ساعة حتى تنجز مشاريعكم بسرعة؟ هذا السؤال يوجهه الكثيرون إلى «أشغال»، في الوقت الذي تنص فيه عقود الهيئة مع الشركات المنفذة لمشاريعها على ذلك. لكن هل يمكن العمل 24 ساعة في منطقة سكنية، ومشاريع الهيئة معظمها داخل مناطق مأهولة بالسكان.
عندما يبدأ مقاول «أشغال» العمل في الساعة السادسة صباحا، يشتكي السكان من الإزعاج ويطالبون بتوقف عمل الآليات والمعدات لأن الوقت مبكر،:omg: وخلال أوقات الظهيرة يحتج آخرون: كيف تعملون في وقت القيلولة؟، وفي الليل يصيحون: «سندرتونا» .. هل هذا وقت مناسب للعمل، نحن وأولادنا لا نستطيع النوم بسبب آلياتكم.:omg: لا أنسج احتجاجات الجمهور تلك من خيالي، إنما هو واقع يعيشه مهندسو «أشغال» والشركات والمتعاقدة معها. بل هناك عدد من القضايا والبلاغات التي سجلت في أقسام الشرطة ضد مقاولين لأنهم عملوا في ساعات متأخرة من الليل.
من جانب آخر، أطلع يوميا على شكاوى الجمهور، سواء في الصحف المحلية أو برنامج وطني الحبيب صباح الخير وحتى في المجالس والمنتديات والمدونات، من نقص أو غياب خدمات البنية التحتية من طرق وصرف صحي وغيرها في مناطق عديدة، وما ان تبدأ «أشغال» تنفيذ مشاريعها في تلك المناطق حتى تعلو الاحتجاجات من الأضرار والإزعاجات الناتجة عنها.
فلا يعجبنا أن يركب جحا الحمار وحده، ولا أن يركبه ابنه وحده، ولا أن يركباه الاثنان معاً، أو لا يركبانه ويسيران خلفه!
نداء شغول
كحال كرة القدم، كل واحد من الجمهور يعتبر نفسه مدربا للفريق، فيطالب بوضع تشكيل وخطة لعب وفقا لرؤيته الخاصة، ويحتج لعدم مشاركة لاعب معين، وكأنه لا يوجد هناك مدرب للفريق يعرف واجباته ومسؤولياته وهو المسؤول الأول والأخير عن قيادته.
«أشغال» تعاني المثل، كل مواطن ومقيم، بات مراقب طرق، لا يشغل همه في هذه الدنيا سوى مشاكل الطرق في قطر. كل يوم تطالع جريدة تقع عيناك على موضوع متعلق بالطرق أو بالبنية التحتية، وأقسام التحقيقات في جرائدنا ووسائل إعلامنا المختلفة لا تتحدث سوى عن مشاكل الطرق، حتى الصحفي الجديد الذي يبدأ عمله لأول مرة في الدولة ينشر تقريرا أو موضوعا عن الطرق، وكأن الجميع بات يشغل وظيفة «مراقب طرق»!
إن إنجاز مشاريع البنية التحتية في دولتنا يحتاج إلى وقت ليس بالقصير، صحيح إن هناك الكثير من الإزعاجات والمضايقات التي تصاحب تنفيذ هذه المشاريع، إلا أنها إزعاجات مؤقتة تستدعي منا أن نتحلى بالصبر وأن نقدر ما تنجزه الدولة لنا.
كم أتمنى، ليس من الجمهور فحسب، بل من صحافتنا أيضاً ألا تنظر فقط إلى ما دون أقدامها، وأن يمتد أفقها للمستقبل القريب، فحال إنجاز مشاريع البنية التحتية سوف ننعم بشبكة طرق وخدمات صرف صحي ومنشآت ومرافق في كل أنحاء الدولة:nice:.
حال لسان «شغول» الشخصية الاعتبارية لهيئة الأشغال العامة «أشغال» وهو يرى احتجاجات الجماهير ووسائل الإعلام على المشاريع التي يتم تنفيذها من أجلهم يقول «اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون».
منقول من جريدة الوطن