المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احياء القلوب



arcon
28-10-2008, 09:20 AM
يقول الله تعالى: (ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى) فالمطلوب من العبد أن يتصل بالله وأن يتمسك بالعروة الوثقى التي تربطه بالسماء،
فكلما ازداد ارتباط العبد بالأرض ضعفت صلته بالسماء وقد ذكرت جواذب الأرض في القرآن في قوله تعالى: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب). ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من أحب دنياه أضر بآخرته، ومن أحب آخرته أضر بدنياه فآثروا ما يبقى على ما يفنى). ان بداية سير القلب الى الله تبارك وتعالى تكون باليقظه لينتبه الغافل ويفيق السكران ويستيقظ الراقد فيستشعر الجميع حاجتهم الى الله والى النجاة من حسابه. يستطيع كل شخص أن يفتش عن نور الايمان في قلبه، فعن أبي مسعود قال: قلنا يا رسول الله قوله تعالى: (أفمن شرح صدره للاسلام فهو على نور من ربه) كيف انشرح الصدر ؟ قال: (اذا دخل النور القلب انشرح وانفتح) قلنا: يا رسول الله وما علامة ذلك ؟ قال: (الانابه الى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزوله) . ومن علامات حياة القلب ايضا عدم الخوف من أحد من المخلوقين لقوله تعالى: (فلا تخافوهم وخافون ان كنتم مؤمنين). فيجب ان تكون للعبد رغبه أكيده وعزيمه صادقه لتغيير حاله وصلاح قلبه وعودة الحياة اليه وهناك وسائل مهمه لاحياء القلوب وهي: شدة الخوف من الله، وتدبر القرآن، وقيام الليل . ان الخوف هو بداية الدعوات لسيرة الأنبياء والمرسلين، فقد بدأوا جميعا دعوتهم بتحذير قومهم من المآل الذي ينتظر قومهم، فهذا نوح عليه السلام (انا أرسلنا نوحا الى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم * قال يا قوم اني لكم نذير مبين). وهذا ابراهيم عليه السلام (وان من شيعته لابراهيم * اذ جاء ربه بقلب سليم * اذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون * أئفكا آلهة دون الله تريدون * فما ظنكم برب العالمين). ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا ان سلعة الله غاليه، ألا ان سلعة الله الجنة). وقال ذو النون: (الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف، فاذا زال عنهم الخوف ضلوا الطريق). ووقال تعالى في مدح أنبيائه عليهم السلام وأوليائه: (انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين) وقال تعالى: (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب).