المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قطر ليست بحاجة إلى استثمارات خارجية.. والسيولة لم تتأثر



مغروور قطر
29-10-2008, 02:40 AM
قطر ليست بحاجة إلى استثمارات خارجية.. والسيولة لم تتأثر
د. إبراهيم عويس أستاذ الاقتصاد بجامعة جورج تاون يكشف سيناريو الأزمة المالية ل الراية الاقتصادية :

تقليل إنتاج أوبك ليس كافياً لبطء العجلة الصناعية بالعالم
عبء الأزمة على قطر سيكون أقل بكثير مما ترتشف منه الدول الأخرى
التأثير على الغاز الطبيعي أقل حدة لعقوده طويلة الأجل
الأصابع التي احترقت عام 29 تاريخها معروف ولا يريد العالم مواجهتها مرة أخرى
من الممكن أن تشهد الفترة القادمة كساداً أقل عمقاً وأكثر طولاً من كساد عام 29
أسعار العقارات ستنخفض.. والأزمة ستؤثر على المشاريع العملاقة التي لم تبدأ بعد
الكساد سيحد من ارتفاع التضخم.. وانكماش العملة له عواقبه على العمالة الخارجية
الرأسمالية تتماشى مع الشرائع الدينية وطبيعة البشر والكفالة الاجتماعية
7 تريليونات دولار عوائد طفرة النفط لعام واحد قطرة في وعاء التمويل
فشل النموذج الأمريكي وراءه عدم وجود رقابة لكبح جماح الجشع بالأسواق 1000 إجابة على سؤال لماذا قطر مؤلف حديث يوضح المزايا ويجذب الاستثمار
خوفي أن تؤدي الأزمة المالية في مصر إلى البطالة.. وسوريا ولبنان الأقل تأثراً
ناديت منذ 74 بربط الدولار بسلة عملات.. وبداية الأزمة ليست نهاية الرأسمالية
أجرى الحوار: عبداللاه محمد : كشف د. إبراهيم عويس أستاذ الاقتصاد بكلية الشؤون الدولية قطر- جامعة جورج تاون السيناريو القادم للأزمة المالية ولفت إلى أنها تيار جارف وليست هناك دولة بمنأى عنها وأن عبء الأزمة على قطر سيكون أقل بكثير مما ترتشف منه الدول الأخرى وأكد استاذ الاقتصاد أن قطر ليست بحاجة إلى استثمارات خارجية وأن الأموال الموجودة بها تكفي للاستثمارات المطلوبة لافتاً في الوقت ذاته إلى أن السيولة لم تتأثر.
وقال د. عويس في حواره الشامل ل الراية الاقتصادية : إن الفترة القادمة ستشهد كساداً أقل عمقاً وأكثر طولاً من كساد عام 29 وأن التأثير على الغاز الطبيعي سيكون أقل حدة لعقوده طويلة الأجل مشيراً في الوقت ذاته إلى أن تقليل إنتاج أوبك ليس كافياً لبطء العجلة الصناعية في العالم.
وأشار أستاذ الاقتصاد إلى أن الأزمة ستؤثر على المشاريع العملاقة التي لم تبدأ بعد وستخفض أسعار العقارات والمواد الغذائية.
ولفت إلى أن الرأسمالية تتماشى مع الشرائع الدينية وطبيعة البشر والكفالة الاجتماعية نافياً أن تكون بداية الأزمة نهاية الرأسمالية.
وقال د. عويس إن ما يحدث بمنطقة الخليج جزء من ارتباط نفسي والآخر خسارة حقيقية.
وأن فشل النموذج الأمريكي وراءه عدم وجود رقابة لكبح جماح الجشع بالسوق مشيراً إلى أن 7 تريليونات دولار عوائد طفرة النفط لعام واحد قطرة في وعاء التمويل العالمي.
يقول د. إبراهيم عويس استاذ الاقتصاد بكلية الشؤون الدولية قطر- جامعة جورجتاون إن طول الأزمة المالية وعمقها لا يمكن أن يتحدد إلا بناء على تغيرات ظروف مختلفة واستجابة القطاع الخاص والعام والحكومات والهيئات الدولية في التعاون الكامل في هذا الموضوع.
ورأى د. عويس أن الأصابع التي احترقت عام 29 إنما تاريخها معروف وصورها معروفة وتقاريرها معروفة وبالتالي أن تلك الأصابع لا يريد العالم أن يواجهها مرة أخرى فمن هنا نجد اجتماعات رؤساء الدول المختلفة في الصين وأوروبا والولايات المتحدة من جميع الهيئات ومن المملكن أن تشهد هذه الفترة كساداً أقل عمقاً وأكثر طولاً من فترة الكساد العظيم الذي حدث بعد عام 29م.
وأشار أستاذ الاقتصاد إلى أن تأثير الأزمة يأتي أولاً من انخفاض أسعار البترول وربما أسعار الغاز الطبيعي بالرغم من أن أوبك قررت أن تخفض الانتاج 1.5 مليون برميل يومياً لافتاً إلى أن ذلك لم يكن كافياً لأن بطء العجلة الصناعية في العالم سيؤدي إلى قلة الطلب على النفط والغاز الطبيعي، ومن هنا لابد أن تنخفض تلك الأسعار.

تقليل إنتاج أوبك
وقال د. عويس إن تقليل الإنتاج عن طريق الأوبك من الممكن أن يساند قليلاً لكن الاتجاه العام سيصب في جانب الهبوط وأن الأسعار بالضرورة ستتذبذب لأنه عند انخفاض الأسعار نجد مضاربين يحاولون أن يشتروا ويخزنوا خصوصاً أن مسألة النفط تشتري في السوق الآجل والعاجل ومن هنا تزيد المضاربات وتؤدي إلى ارتفاع الأسعار نسبياً ولكن نواجه قلة الطلب بعد قليل وبالتالي ستنخفض مما سيؤدي إلى ذبذبات سنراها في المستقبل القريب وستتسم به أسواق النفط في العالم.
ولفت إلى أنه بالنسبة للغاز الطبيعي سيكون أقل حدة وانخفاضاً لأن العقود طويلة المدى ولسهولة التعاون الآن في الغاز الطبيعي اضافة إلى الارتباطات المختلفة للشركات العالمية.
ويرى استاذ الاقتصاد أن الكساد القادم سيكون له تأثير على حدة ارتفاع التضخم الذي شاهدناه عام 2005 ورب ضارة نافعة لأن التضخم له عواقب كثيرة ويؤدي إلى انكماش قيمة العملة فالريال الآن يشتري أقل بكثير مما كان يشتريه منذ أربع سنوات لافتاً إلى أن انكماش العملة له تأثيرات ليست على المواطن القطري ولكن على العمالة الخارجية لأن العمالة الخارجية تهتم بقيمة التحويلات إلى أسرهم فإذا وجدوا أن المتبقي لا يكفي فمن الممكن جداً ألا تقبل عروض العمل هنا.
وهذا يعتبر موضوعاً خطيراً لأن قطر قائمة على أساس العمالة القادمة من الخارج في البناء والتشييد في كل هذه المشروعات الكبيرة الضخمة التي شاهدناها على مدى السنوات القليلة الماضية.

انخفاض أسعار العقارات
وأضاف استاذ الاقتصاد أن أسعار العقارات والأراضي ستنخض وأن الاتجاه العام سيكون للانخفاض مع حدوث بعض التذبذبات لأن السوق القطري محدود وبالتالي لابد أن يتأثر قطاع العقار وأثمان الأراضي لافتاً إلى أنه على نفس الصعيد ربما تتأثر المشروعات العملاقة الكبيرة والتي لم تبدأ بعد مثل مشروعات اللؤلؤة والوعب والذي تقدر حجم تكلفته حوالي مليار ونصف المليار دولار إضافة إلى مشاريع تصنيع الغاز الطبيعي فمن الممكن أن تتأثر إلا إذا تولت الحكومة الاستمرار في تمويلها وبعد أن عدد الآثار السلبية للأزمة تفاءل استاذ الاقتصاد في حديثه عن قطر وأن العبء نفسه سيكون أقل بكثير من العبء الذي ترتشف منه الدول الأخرى.
وقال إن بعض المستثمرين هنا استثمروا في أوراق مالية خارجية مثل هذه الاستثمارات لابد أن تتأثر وتنخفض وهو مظهر من مظاهر الكساد القادم من أمريكا.



700 مليار دولار
وفي رده على سؤال سبب تفاؤله بالنسبة لقطر والرئيس بوش متفائل بالنسبة لأمريكا فلماذا لم نشهد أي استقرار فعلي للأسواق العالمية وهل ضُخت ال 700 مليار دولار بالأسواق الأمريكية ألم تكن جميع التطمينات الحكومية الأوروبية والأمريكية، كفيلة بتطمين المستثمرين وأن ذلك لم يتبلور على أرض الواقع.. وأوضح أنه لو أنفقت ال 700 مليار دولار وهو مبلغ كبير إنما هذا لا يسد الثغرة الكبيرة التي حدثت في الشرخ الاقتصادي العالمي الذي بدأته الولايات المتحدة اضافة إلى أن ال 700 مليار لا تنفق مرة واحدة ف 250 ملياراً أولاً لمساندة السيولة في بعض الشركات المهمة التي ترتبط بحيوية الاقتصاد الأمريكي وهذا يأخذ فترة حتى يكون هناك تعريف وأولويات فالمسألة لا تحدث بين يوم وليلة مضيفاً أنه لو كانت هناك سياسة لهذا الموضوع وتدرج في الانفاق فمن المفروض أن تطمئن تلك الشركات حتى لو لم تحصل مباشرة الآن على المبالغ المطلوبة إضافة إلى أن طمأنة الرئيس بوش هي إحدى طرقه القائمة على عدم الإخلاص في قول الحقيقة.
وقال د. عويس إن النيويورك تايمز كشفت أن الرئيس بوش كذب 95 مرة.. فهذا شيء ليس بجديد على بوش لكنه من منطلق رئاسته للولايات المتحدة وهي رئاسة شرعية فلابد أن يطمئن الناس ولكن إذا كانت على غير أساس ستكون نتيجتها عكسية.

دول الخليج وطمأنة المستثمرين
وفي سياق رده على سؤال حول الخطوات سواء على مستوى الدول الخليجية التي لجأت إلى تعزيز السيولة والأوروبية والأمريكية، بضخ مبالغ كبيرة لطمأنة المستثمرين غير أن الأزمة تسير في نفق مظلم ولم تظهر بوادر انفراج الحل.. أكد أستاذ الاقتصاد أن هذه الاجراءات أقصى ما يمكن أن تقوم به الحكومات الخليجية، وكشافاً أن سبعة تريليونات دولار من عوائدة طفرة النفط لعام واحدة تعد قطرة في بحر وعاء التمويل العالمي لأننا نتكلم عن وعاء تمويل عالمي من الصين إلى اليابان ودول أوروبا وأمريكا الجنوبية مشيراً إلى أن الضغط على هذه المنطقة ومحاولة تسليط الأضواء عليها لها أسباب عميقة وطويلة منها أن الصهيونية تريد أن تلعب دوراً وتضغط على هذه البلاد لعوامل سياسية.

لماذا قطر؟
وأشار إلى أن المثل الإنجليزي القائل من الممكن أن تأخذ الحصان إلى النهر ولكن لا يمكن أن تجعل الحصان يشرب فالحكومات قامت بأخذ الحصان إلى النهر المهم الاستجابة من الفرد الطبيعي، فهو من خلال العولمة والمعلومات الضخمة جداً التي نراها تؤدي إلى جعل العالم مرآة أمامه فعندما يحدث انخفاض في بورصة نيويورك يحدث ذعر هنا سواء كان حقيقياً أو غير حقيقي وأن ما يحدث في الخليج جزء منه ارتباط نفسي وجزء آخر خسارة حقيقية تكمن في الاستثمارات الخارجية لافتاً إلى أن المضاربات أيضاً لعبت دوراً كبيراً في خسارة الأسواق كما بالسوق السعودي الذي لم يجر به أي استثمار خارجي لكنه تعرض للمضاربات أكثر بكثير مما تمليه القواعد الاقتصادية الحقيقية.
وحول استمرار الأزمة وعدم الجزم بنهايتها من قبل المختصين أكد أستاذ الاقتصاد أن الأمور لن تبدأ إلى الاتجاه للإصلاح الحقيقي قبل سنتين أو ثلاثة ولا يعتقد أن الأزمة ليست أشهراً بل هي لسنوات لأن الشرخ الذي حدث بالاقتصاد العالمي خطير وكبير.
وعن الاستثمارات والفرص المتاحة الداخلية بقطر وعوامل الجذب.. أشار إلى أن قطر تحاول جذب الاستثمارات.. لافتاً إلى مؤلف حديث حوالي 1000 إجابة على سؤال لماذا قطر؟ .. يوضح المزايا الموجودة في قطر لافتاً إلى ضرورة تعديل بعض القوانين لأن مسألة السوق الحر لا يمكن أن يجزأ فقطر تريد استثمارات كبيرة من الخارج تنهال عليها لابد من إعطاء نفس الحرية لصاحب رأس المال المستثمر من الخارج في قطر وهذا أمر يحتاج إلى وقت وتعريف كامل ماذا نريده من الاستثمار الخارجي مؤكداً أن الأموال الموجودة بقطر تكفي الاستثمارات المطلوبة فهي في الواقع ليست في حاجة إلى رأس مال خارجي مثل مصر على سبيل المثال أو الأردن أو غيرها فقطر تمتلك سيولة كبيرة جداً أما بالنسبة للسوق القطري الداخلي فهي ليست بحاجة إلى استثمارات خارجية.

الأزمة على الصعيد الخليجي
وحول تأثير الأزمة على الصعيد الخليجي بانخفاض سعر النفط وانكماش العملة وهل يمكن أن يلقي بظلاله على السلع الأساسية والاستهلاكية بدولنا العربية بشكل عام والخليج بشكل خاص وكيف ستكون فرص العمل مع توقع الانكماش.. أشار د. عويس إلى أنه على الصعيد الخليجي هناك عامل مهم وهو عامل التكلفة بالنسبة للمواد الغذائية والأساسيات التي يريدها الشخص.. فالتكلفة موجودة وأنا لا أعتقد أنه سيكون انخفاضاً كبيراً في أسعار المواد الأساسية لافتاً أنه مع الوقت ستؤثر أما الوقت الحالي فليس هناك انخفاض ملموس لأنها حلقات متصلة بعضها ببعض تتوقف على مدى الفترة التي ستستمر فيها الأزمة فعلى المدى القصير لا يحدث انخفاض أما في المدى الطويل سيحدث لأنه سيتولد عنه تكدس للسلع فإما أن تباع بالسوق أو ترمى خصوصاً بالنسبة للمواد الغذائية فلابد أن يأتي الانخفاض إذا لم تكن هناك دخول كافية وقدرة على استيعاب ما يعرض بالأسواق.

ربط الدولار بسلة عملات
وفي رده على سؤال بخصوص زيادة حجم التأثير بالدول الخليجية عن العربية وهل ربط العملات بالدولار عامل أساسي في التسعير أو مع تسعير النفط أيضاً.. أضاف د. عويس إن ربط العملة بالدولار له أسباب سياسية عديدة بدأت منذ أن كان تسعيرة البترول بالدولار الأمريكي والذي قامت بعمله هي الشركات السبع الكبرى العالمية واستمر مضيفاً أن اقتصاديات دول الخليج صغيرة بالنسبة إلى اقتصاديات العالم فمن هنا إذا كانت العملة محلية محلية فقط فهذا أمر لا يمكن أن ترتبط بأية عملة أخرى.
ولفت إلى أنه نادى منذ عام 74 بالربط بسلة عملات ومنها أيضاً الذهب لأن قيمته تتذبذب من وقت إلى آخر اضافة إلى زيادة الطلب على الذهب عند حدوث الأزمات العالمية الاقتصادية.

بداية الأزمة ليست نهاية الرأسمالية
واستبعد استاذ الاقتصاد كون بداية الأزمة نهاية الرأسمالية لأنه نظام قائم على نظام الغريزة الإنسانية لكنه لابد أن يكون هناك تعديلات وهنا دور القانون الذي يلعب دوراً كبيراً في تقييد وكبح الاستغلال لابد من وجود قوانين للشفافية معتقداً أن الأزمة ستخلق منظمة جديدة غير منظمة النقد الدولي أو أن صندوق النقد الدولي سيكون فيه تعاون أكثر مع البنوك المركزية لافتاً إلى أن النظام الاشتراكي المحصن لا يتماشى مع غريزة الإنسان وأن الإسلام وضع قيوداً للتعامل بين الأفراد والدين المعاملة الإسلام بارك التجارة وحرية التملك واضافة إلى وجود عنصر مهم في الشريعة الإسلامية وهي المنفعة.. فمن الممكن جداً وجود تشريع قائم على هذا الأساس.. وأن كل من يتكلم عن نظام إسلامي مازالت هذه العملية تريد فحص ودراسة أكبر ووجود مؤسسات تقوم بهذا العمل مثلما بدأت المصارف الإسلامية.. فالمصارف الإسلامية لا يمكن أن تقوم على نظام إسلامي كامل فهي تتعامل مع البنوك الأخرى فمن هنا لابد أن نعرف قدرة تلك المصارف وهل هي قادرة على تنفيذ القواعد الأساسية التي قام بها الدين الإسلامي الحنيف.
وحول رده على سؤال بخصوص أن النمو الذي حدث بالمصارف الخليجية والعربية والذي رافق التطور الاقتصادي في خلق نوع من الحصانة وأن استثمارات المصارف التي تحمل نسبة قليلة من المخاطر لعبت دوراً كبيراً في طمأنة المودعين.
أكد استاذ الاقتصاد أنه لاشك في هذا الأمر لافتاً إلى أن الإنسان كان يدخر أمواله بالبيت وهو ما يسمى في الاقتصاد بالاكتناز وهو لا يتماشى مع الإسلام لأنه يمنع المجتمع من الاستفادة من المال ومن هنا جاءت المنظمات المالية وهي الإيداع في البنوك لافتاً إلى أن المودع لابد أن يكون عنده نوع من الطمأنينة وأن هذه الأموال لن تتبخر.
ومن هنا طمأنة الحكومات للإيداع مهمة جداً وبدأ ذلك في الولايات المتحدة في مؤسسة FTIC وهي تضمن الودائع لكل فرد في أمريكا بحد أقصى 100 ألف دولار بعد الأزمة زادت إلى 250 ألف دولار لافتاً إلى أن تدخل الحكومات هو ما يخلق الحصانة.

.

تيار جارف
وعلى الصعيد العربي أوضح استاذ الاقتصاد بكلية قطر للشؤون الدولية أنه ليس هناك دولة بمنأى عن الأزمة المالية فهي تيار جارف ويؤثر على كل بلد حسب النظام الداخلي فيه مشيراً إلى أن لبنان وسوريا عندهما قوانين لا تسمح للبنوك أن تستثمر بحصة معينة وهو ما أمن هذه البلاد من المخاطر التي تعرضت لها دول أخرى اضافة إلى أن المقرض اللبناني والسوري يتبع فعلاً تقاليد الإقراض الحقيقية وهي أن يكون هناك أصول تكفي لتغطية تلك القروض وهو أمر لم يحدث في الخارج.
وحول تأثر عوائد النفط سلباً بالأزمة أوضح أن الجزء المستثمر بالسوق الخارجي سيتأثر.
وعن السيناريو القادم للأزمة المالية أشار إلى أنها تتلخص في البطالة ولها تأثيرات خطيرة جداً على المجتمع من حيث قلة الدخول والانفاق فالإنفاق الاستهلاكي يمثل جزءاً كبيراً من الدخل القومي للبلاد فمن هنا كلمة البطالة أهم وأخطر ما يحدث الفترة القادمة وما خفي كان أعظم.
وحول أزمة السيولة بدول الخليج أكد أنه لا أزمة ولا تأثيراً للسيولة بدول الخليج.

سيناريو الأزمة وفترة الكساد
وأشار استاذ الاقتصاد أن سيناريو الأزمة على الصعيد العربي يتوقف على فترة الكساد فإذا كانت سنتين فمن الممكن أن تمتص في هذه المنطقة ويبدأ الانتعاش أما إذا زادت كما حدث عام 29 فهي ستؤثر تأثيراً سلبياً.. مؤكداً أن السبب الأساسي الحقيقي للأزمة هو الإنفاق غير الرشيد على حرب غير مشروعة وهي حرب العراق فهذا الانفاق الضخم الذي قامت به الولايات المتحدة والذي يكلف دافعي الضرائب 371 ألف دولار كل دقيقة فأخذ من وعاء الإقراض العالمي وسيتأثر بالطبع التمويل العقاري وتمويل السيارات وبطاقات الائتمان كل هذه العوامل متشابكة إضافة إلى البطء الاقتصادي الذي حدث في الولايات المتحدة بالذات جعلت عدداً من المؤسسات والأفراد غير قادرين على القيام بالتزاماتهم المقترضة ولم يستطيعوا السداد ومن هنا زادت المخاطر فكان لابد من الانهيار.
وعن تأثير الأزمة على العمالة بالخليج أكد د. عويس أنه سيكون هناك تأثير إذا حدث بطء في المشاريع الضخمة الكبيرة حيث سيكون الطلب أقل على العمالة الخارجية وهذا له تأثير أكبر من دول الخليج على البلاد التي تصدر العمالة للمنطقة حيث تعتبر أنها أهم مصادر الحصول على العملة الصعبة.. فأحد مصادر العملة الصعبة في مصر عائدات العمالة الخارجية وقناة السويس وتصدير النفط والسياحة ثم كان أهم مصدر للحصول على العملات الصعبة تصدير القطن الذي أصبح ف