The Edge
26-03-2005, 11:32 PM
وطنكَ الحقيقي ليسَ هنا .. فافهمْ إن كنتَ ذا فهمٍ ..!
مهما ادعيتَ أنكَ مواطنٌ في هذا البلدِ أو ذاكَ ،
متجذرٌ في تربتهِ ، محبٌ له ، عاملٌ من أجله ، مضحٍ في سبيله !!
غير أن الحقيقةَ الضخمة تقولُ لك بملءِ الفم إن كنتَ تسمع وتعي :
وطنكَ أيها الحبيب ليس هنا ..فارحل بسلام .. !
وطنكَ الحقيقي والأصلي ليسَ على هذه الأرض ..!
أنت على هذه الأرض أشبه ما تكونُ بضيفٍ مر بقومٍ ، فقالَ عندهم ( من القيلولة ) ساعة من نهار ،
ثم ودعهم ومضى في طريق رحلته إلى وطنه الذي ينتظره ، وينتظره فيه أهله ..!!
أو بعبارة أخرى ، وربما أوضح :
هذه الدنيا كلها ، بما فيها ومن فيها ، أشبه ما تكونُ بصالةِ مطارٍ كبيرٍ ،
والناسُ يغادرونها بتتابعٍ على مدار الساعةِ ،
في كل ساعة يخرج من هذه الصالة قومٌ ، ليمضوا إلى وطنهم الذي ينتظرهم !!
ثم يخرج الفوج الآخر ، وهكذا يتتابع الناسُ في الخروجِ من هذه الصالة ،
فالجلوس في الصالة مجرد مرورٍ بها ، لا إقامة فيها ..فافهم !!
فوطنك الحقيقي هو المكان الذي سوفَ تستقرُ فيها في خاتمة الرحلة ..
إما جنة عرضها السماوات والأرض _ نسأل الله الكريم أن يجعلنا برحمته من أهلها _
وإما ..... وإما النار ... وما أصعب النار ..!! _ نعوذ بالله أن نكون من أهلها _
فإن كنت عاقلا ، مكتمل العقل _ كما تدّعي وتزعم وتقسم على ذلك !! _
فاعرف كيف تعود إلى وطنك الحقيقي سالما معافى ، وزادك معك ...!!
قال تعالى :
) يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )(89) سورة الشعراء
فلا المالُ _ مهما تكدس بين يديك _ سيغني عنك شيئا عند الله ..!!
ولا البنونَ مهما كثروا من حولك سيغنون عنك شيئا ..!!
ولا الجاه والصولة والصولجان ، والهيل والهيلمان سينفعك منها شيء عند الله !!
شيء واحد فحسب أن أحسنتَ الاهتمام به والرعاية له ،
نفعك وأعلى شأنك عند ربك يوم العرض الأكبر ..
ذلك الشيء هو : ...... هو : قلبك .. !!
) إلا من أتى الله بقلب سليم( ..
سليم .. في اعتقاده ...
سليم في عبادته ...
سليم في معاملاته ..
اجعل اهتمامك يتمحورُ في هذه القضية أكثرَ من كل شيء سواها ..
كم من إنسانٍ يصلي ، ولكن قلبه لا يكونُ معه .. فكأنه ما صلى !!
فما بالك بالذين لا يعرفونَ الصلاة أصلا !! ويلاااااااااه ثم ويلاااه !!!
وكم من إنسانٍ ينفقُ بسخاء ، ولكن يشوبُ سخاءه ما يبطلُ به عمله كله !!
وكم من إنسانٍ يتصدى لتعليم الناس ، وهو بسوء طويته ينسفُ كل ما بناه !!
وكم من إنسانٍ يدعو إلى الله ، وهو في الحقيقة إنما يدعو إلى نفسه ..!!
وكم من إنسانٍ يجاهدُ في سبيل الله سبحانه ، ويكون من أوائل الذين تسعرُ بهم النيران يوم القيامة ..!!
وكم .. وكم ..وكم ...!!
كل هؤلاء وغيرهم مثلهم وأكثر منهم ...
إنما كان سر علتهم ... في هذا القلب ...!!
فاجعلْ جلَ عنايتك في : إصلاح هذه المضغة ، وصقلها ، وتزكيتها ،
وتعبئتها بالنور حتى تتوهج ، فإذا هو كوكبٌ دري يوقدُ من شجرةٍ مباركة ..
شجرة الشريعة التي تستمدُ وقودها من زيتِ النبوة ..!!
وتذكر دوماً أنك تسير بقدميك نحو قبركَ !!
في كل يوم تخطو نحو تلك الحفرة خطوة ، خطوة على إثر خطوة ..!!
إنك لن تستطيعَ أن تتفادى الموتَ ، مهما احتطتَ لنفسكَ !!
مهما حاولت الإفلاتَ ، فلن تفلتَ ..!!
مهما بذلتَ من جهدٍ لتراوغَ ، فإنك ميتٌ لا محالة ..!!
لقد قيل لخير من وطأ بقدميهِ هذه الأرض ، محمد صلى الله عليه وسلم :
) إنكَ ميتٌ وإنهم ميتون)
...!!
ومن ثمّ فإنّ سهمَ الموتِ مندفعٌ إليكَ ، وإصابتكَ في مقتل لا مفر منها !!
اليوم أو غدٍ .. أو بعد غد ..أو حتى بعد أسبوع ..!!
بل أنتَ في قبضةِ الموت أصلاً ، منذ الآن ..!!
ليس سوى أنفاسٍ تترددُ في صدرك ويوشكُ أن تتوقف !!
فإذا أنت هناك !! وما أدراك ما هناك ..!!
إما روضةٌ من رياضِ الجنة ... وإما حفرة من حفر النار .. ولا ثالث لهما!!
يبقى عليكَ إذن أن تتهيأ بالعملِ الصالحِ ، وأنت تتلبس بروح الإخلاص لله ،
والحب له ، وحالة شكر خالصة لله في كل أنفاسك ، على ما أنعم بهِ عليكَ وأكرمك به ..!!
لعلَ الله أن يكتبَ لك خاتمةً حسنةً تطوى بها صحيفتك ،
فيتلألأ وجهكَ بالنور في لحظات الاحتضار ، والملائكة تزفُ روحكَ إلى وطنكَ الأصلي بعد غياب طويل !!
حيثُ تنتظركَ هناك مباهج وزينات ، وروائع ولذات لا تنقطع ،
مما لم تر عينٌ ، ولم تسمعْ أذنٌ ، ولم يخطر على قلب بشر ..!!
إنها قضيةٌ كررَ اللهُ سبحانه طرحها في كتابه الكريم ، لتعلقَ في قلوب المتدبرين لهذا القرآن ،
فإذا استقرتْ هذه الحقيقةُ الضخمةُ ، كان لها ما بعدها على حياة الإنسان وسلوكه !
= =
وهاك بعض الآيات الكريمة التي ساقها الله إلينا في محكم كتابه
لعل هذه القضية تستقر في قلوبنا ، وتكون في محل الصدارة في بؤرة الشعور لدينا :
( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ..
فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} (185) سورة آل عمران
{أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ..ا} (78) سورة النساء
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (35) سورة الأنبياء
{حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} (99) سورة المؤمنون
{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} (12) سورة يــس
{وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ} (19) سورة ق
والآيات كثيرة جدا في كتاب الله ، ثم جاءت أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لتؤكد وتقرر وتعيد وتكرر ..
إذا فقهت المسألة جيداً ، واستوعبت القضية حقاً :
فاعملْ في دنياك على أنك ضيفٌ نازلٌ على أهل هذه الدنيا !!
وعليكَ أن تتأدبَ بأدبِ الضيف .. المرتحل عن قريب من مكانه الذي هو فيه !
بل عليكَ أن تكونَ في كاملِ الشوق ، للعودةِ إلى وطنك الأم !!
حيث تنتظركَ الأفراح والليالي الملاح ، التي تنسيكَ شدائد هذه الرحلة !!
ألم تسمع قول الله سبحانه لأبيك آدم عليه السلام يوم أخرجه من ذلك الوطن ، فقال له :
( وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}
لكم في هذه الأرض مستقر إلى حين ، ثم تعودون إلى دياركم العامرة بالأنوار ..
بشرط ..هذا الشرط هو : أن تستقيموا على منهج الله سبحانه ..
فإن وفيتم بالشرط .. فأبشروا وبشروا ..!!
{قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى ..
فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (38) سورة البقرة
نسأل الله أن يرضى عنا وعنكم ، وأن يغفر لنا ولكم ، وأن يحسن خاتمنا وخاتمتكم .
اللهم آمين ... اللهم آمين
بقلم : بو عبدالرحمن
مهما ادعيتَ أنكَ مواطنٌ في هذا البلدِ أو ذاكَ ،
متجذرٌ في تربتهِ ، محبٌ له ، عاملٌ من أجله ، مضحٍ في سبيله !!
غير أن الحقيقةَ الضخمة تقولُ لك بملءِ الفم إن كنتَ تسمع وتعي :
وطنكَ أيها الحبيب ليس هنا ..فارحل بسلام .. !
وطنكَ الحقيقي والأصلي ليسَ على هذه الأرض ..!
أنت على هذه الأرض أشبه ما تكونُ بضيفٍ مر بقومٍ ، فقالَ عندهم ( من القيلولة ) ساعة من نهار ،
ثم ودعهم ومضى في طريق رحلته إلى وطنه الذي ينتظره ، وينتظره فيه أهله ..!!
أو بعبارة أخرى ، وربما أوضح :
هذه الدنيا كلها ، بما فيها ومن فيها ، أشبه ما تكونُ بصالةِ مطارٍ كبيرٍ ،
والناسُ يغادرونها بتتابعٍ على مدار الساعةِ ،
في كل ساعة يخرج من هذه الصالة قومٌ ، ليمضوا إلى وطنهم الذي ينتظرهم !!
ثم يخرج الفوج الآخر ، وهكذا يتتابع الناسُ في الخروجِ من هذه الصالة ،
فالجلوس في الصالة مجرد مرورٍ بها ، لا إقامة فيها ..فافهم !!
فوطنك الحقيقي هو المكان الذي سوفَ تستقرُ فيها في خاتمة الرحلة ..
إما جنة عرضها السماوات والأرض _ نسأل الله الكريم أن يجعلنا برحمته من أهلها _
وإما ..... وإما النار ... وما أصعب النار ..!! _ نعوذ بالله أن نكون من أهلها _
فإن كنت عاقلا ، مكتمل العقل _ كما تدّعي وتزعم وتقسم على ذلك !! _
فاعرف كيف تعود إلى وطنك الحقيقي سالما معافى ، وزادك معك ...!!
قال تعالى :
) يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )(89) سورة الشعراء
فلا المالُ _ مهما تكدس بين يديك _ سيغني عنك شيئا عند الله ..!!
ولا البنونَ مهما كثروا من حولك سيغنون عنك شيئا ..!!
ولا الجاه والصولة والصولجان ، والهيل والهيلمان سينفعك منها شيء عند الله !!
شيء واحد فحسب أن أحسنتَ الاهتمام به والرعاية له ،
نفعك وأعلى شأنك عند ربك يوم العرض الأكبر ..
ذلك الشيء هو : ...... هو : قلبك .. !!
) إلا من أتى الله بقلب سليم( ..
سليم .. في اعتقاده ...
سليم في عبادته ...
سليم في معاملاته ..
اجعل اهتمامك يتمحورُ في هذه القضية أكثرَ من كل شيء سواها ..
كم من إنسانٍ يصلي ، ولكن قلبه لا يكونُ معه .. فكأنه ما صلى !!
فما بالك بالذين لا يعرفونَ الصلاة أصلا !! ويلاااااااااه ثم ويلاااه !!!
وكم من إنسانٍ ينفقُ بسخاء ، ولكن يشوبُ سخاءه ما يبطلُ به عمله كله !!
وكم من إنسانٍ يتصدى لتعليم الناس ، وهو بسوء طويته ينسفُ كل ما بناه !!
وكم من إنسانٍ يدعو إلى الله ، وهو في الحقيقة إنما يدعو إلى نفسه ..!!
وكم من إنسانٍ يجاهدُ في سبيل الله سبحانه ، ويكون من أوائل الذين تسعرُ بهم النيران يوم القيامة ..!!
وكم .. وكم ..وكم ...!!
كل هؤلاء وغيرهم مثلهم وأكثر منهم ...
إنما كان سر علتهم ... في هذا القلب ...!!
فاجعلْ جلَ عنايتك في : إصلاح هذه المضغة ، وصقلها ، وتزكيتها ،
وتعبئتها بالنور حتى تتوهج ، فإذا هو كوكبٌ دري يوقدُ من شجرةٍ مباركة ..
شجرة الشريعة التي تستمدُ وقودها من زيتِ النبوة ..!!
وتذكر دوماً أنك تسير بقدميك نحو قبركَ !!
في كل يوم تخطو نحو تلك الحفرة خطوة ، خطوة على إثر خطوة ..!!
إنك لن تستطيعَ أن تتفادى الموتَ ، مهما احتطتَ لنفسكَ !!
مهما حاولت الإفلاتَ ، فلن تفلتَ ..!!
مهما بذلتَ من جهدٍ لتراوغَ ، فإنك ميتٌ لا محالة ..!!
لقد قيل لخير من وطأ بقدميهِ هذه الأرض ، محمد صلى الله عليه وسلم :
) إنكَ ميتٌ وإنهم ميتون)
...!!
ومن ثمّ فإنّ سهمَ الموتِ مندفعٌ إليكَ ، وإصابتكَ في مقتل لا مفر منها !!
اليوم أو غدٍ .. أو بعد غد ..أو حتى بعد أسبوع ..!!
بل أنتَ في قبضةِ الموت أصلاً ، منذ الآن ..!!
ليس سوى أنفاسٍ تترددُ في صدرك ويوشكُ أن تتوقف !!
فإذا أنت هناك !! وما أدراك ما هناك ..!!
إما روضةٌ من رياضِ الجنة ... وإما حفرة من حفر النار .. ولا ثالث لهما!!
يبقى عليكَ إذن أن تتهيأ بالعملِ الصالحِ ، وأنت تتلبس بروح الإخلاص لله ،
والحب له ، وحالة شكر خالصة لله في كل أنفاسك ، على ما أنعم بهِ عليكَ وأكرمك به ..!!
لعلَ الله أن يكتبَ لك خاتمةً حسنةً تطوى بها صحيفتك ،
فيتلألأ وجهكَ بالنور في لحظات الاحتضار ، والملائكة تزفُ روحكَ إلى وطنكَ الأصلي بعد غياب طويل !!
حيثُ تنتظركَ هناك مباهج وزينات ، وروائع ولذات لا تنقطع ،
مما لم تر عينٌ ، ولم تسمعْ أذنٌ ، ولم يخطر على قلب بشر ..!!
إنها قضيةٌ كررَ اللهُ سبحانه طرحها في كتابه الكريم ، لتعلقَ في قلوب المتدبرين لهذا القرآن ،
فإذا استقرتْ هذه الحقيقةُ الضخمةُ ، كان لها ما بعدها على حياة الإنسان وسلوكه !
= =
وهاك بعض الآيات الكريمة التي ساقها الله إلينا في محكم كتابه
لعل هذه القضية تستقر في قلوبنا ، وتكون في محل الصدارة في بؤرة الشعور لدينا :
( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ..
فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} (185) سورة آل عمران
{أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ..ا} (78) سورة النساء
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (35) سورة الأنبياء
{حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} (99) سورة المؤمنون
{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} (12) سورة يــس
{وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ} (19) سورة ق
والآيات كثيرة جدا في كتاب الله ، ثم جاءت أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لتؤكد وتقرر وتعيد وتكرر ..
إذا فقهت المسألة جيداً ، واستوعبت القضية حقاً :
فاعملْ في دنياك على أنك ضيفٌ نازلٌ على أهل هذه الدنيا !!
وعليكَ أن تتأدبَ بأدبِ الضيف .. المرتحل عن قريب من مكانه الذي هو فيه !
بل عليكَ أن تكونَ في كاملِ الشوق ، للعودةِ إلى وطنك الأم !!
حيث تنتظركَ الأفراح والليالي الملاح ، التي تنسيكَ شدائد هذه الرحلة !!
ألم تسمع قول الله سبحانه لأبيك آدم عليه السلام يوم أخرجه من ذلك الوطن ، فقال له :
( وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}
لكم في هذه الأرض مستقر إلى حين ، ثم تعودون إلى دياركم العامرة بالأنوار ..
بشرط ..هذا الشرط هو : أن تستقيموا على منهج الله سبحانه ..
فإن وفيتم بالشرط .. فأبشروا وبشروا ..!!
{قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى ..
فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (38) سورة البقرة
نسأل الله أن يرضى عنا وعنكم ، وأن يغفر لنا ولكم ، وأن يحسن خاتمنا وخاتمتكم .
اللهم آمين ... اللهم آمين
بقلم : بو عبدالرحمن