مغروور قطر
29-11-2005, 04:33 AM
أبوظبي تستثمر 100 مليار دولار خلال 7 سنوات لتنويع مصادرها الاقتصادية
يشير قصر الإمارات الفاخر في أبوظبي إلى أن عدوى دبي انتقلت إليها، فهو من فئة سبع نجوم، على غرار فندق برج العرب في دبي. وبدأت أبوظبي أكبر وأغنى الإمارات السبع في الدولة أولى خطواتها على طريق المغامرة بفعل ارتفاع عائدات البترول بعد ارتفاع أسعاره القياسي.
وتخلت الإمارة تقريباً عن السياسة التقليدية والحذر الاقتصادي السابق، وفق ما ذكرته صحيفة فاينانشيال تايمز، التي ذكرت أن اهتمام أبوظبي بالعلامات الإنشائية والعقارية البارزة لا يخفي رغبة في تنويع الموارد والمصادر الاقتصادية وتخفيف الاعتماد على البترول في الاقتصاد الوطني والاستعداد لجولة مقبلة من انخفاض أسعاره.
ونقلت الصحيفة قول الشيخ خلدون خليفة بن مبارك رئيس شركة مبادلة، التي تتولى الاستثمارات لصالح حكومة أبوظبي، إن الفترة الحالية فريدة وإن الطريق التي بدأتها أبوظبي وما سيحدث مستقبلا سيكون ظاهرة بالفعل.
وتنتج أبوظبي وتستحوذ أيضا على 95% من بترول دولة الإمارات، ويبلغ عدد سكانها 105 ملايين نسمة، نصفهم فقط من المواطنين، وتبلغ احتياطيات أبوظبي من البترول نحو 9 ــ 10% من الاحتياطي العالمي المؤكد ومن الغاز 5% من الاحتياطي العالمي.
غير أنه في السنوات الماضية غطت أخبار نهضة دبي الاقتصادية والعقارية على أخبار أبوظبي، حيث تبذل الأولى جهوداً مضنية لترسيخ مكانتها كمركز لإعادة التصدير ومركز مالي وسياحي إقليمي، بهدف تعويض الافتقار إلى المصادر البترولية.
خطة مستقلة
ونقلت الصحيفة عن أحد رجال الأعمال قوله في الوقت الذي كان يسطع فيه نجم دبي، لم يكن أحد يعظم ما يحدث في أبوظبي وذلك أحد الأسباب التي جعلت أبوظبي تبدأ رحلتها وخطتها الخاصة بداية بإنشاء شركة الاتحاد للطيران وبناء توسعة لمطارها الدولي، هي في الواقع إنشاء مطار جديد.
وتسيطر الحكومة في أبوظبي على الاقتصاد، مثلها مثل دبي، غير أن كلا منهما لديه قطاع خاص قوي وثري أيضا، فلا تتضح كثيراً الخطوط الفاصلة بين القطاعين العام والخاص.
وغالبية السكان من الوافدين، لذلك ليس هناك احتمالات قلاقل سياسية، ويفسر ذلك تراجع دولة الإمارات من الليبرالية السياسية مقارنة بدول المنطقة.
وتستثمر أبوظبي عائداتها البترولية منذ السبعينات من خلال قناة واحدة هي هيئة أبوظبي للاستثمار التي تقدر أصولها بنحو 250 مليار دولار، تقوم بالاستثمار في الأوراق المالية في أنحاء العالم.
والهدف من إنشاء شركة مبادلة هو الاستثمار المباشر في الشركات والمشرعات في الخارج فضلا عن تطوير مشروعات في الداخل بالتعاون مع شركات أجنبية، واشترت مبادلة مؤخراً 5% من أسهم شركة فيراري، التي تقوم بالمعاونة أيضا في تطوير مشروع حديقة ترفيهية في أبوظبي.
وقال الشيخ مبارك سوف يرى الجميع نشاطا متزايدا في أبوظبي مستقبلا وستأخذ الإمارة حصصا في شركات يمكن ان تضيف قيمة طويلة المدى إليها.
أسباب الانتفاضة الاقتصادية
وتضافرت بضعة عوامل لتشجيع أبوظبي على استثمار مواردها المالية بقوة أولها الحاجة إلى توفير وظائف للمواطنين رغم قلة عددهم، إلا أن نموهم سريع، والسبب الثاني هو ظهور قيادة شابة عقب وفاة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الرئيس السابق للإمارات.
وتنوي أبوظبي استثمار أكثر من 100 مليار دولار خلال السنوات السبع المقبلة وستشارك الحكومة في حل الاستثمارات، لكنها تتوقع أيضا جذب استثمارات خاصة من الداخل والخارج.
ونقلت الصحيفة عن معالي الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التخطيط والاقتصاد بدولة الإمارات قولها إن الحكومة تدرس وسائل جديدة لتنويع مصادرها الاقتصادية لتسهيل دخول الشركات الأجنبية ووصولها إلى الأسواق المحلية، كما تعمل الوزارة على تحسين الشفافية في الحسابات، وهي القضية التي تقلق صندوق النقد الدولي حسب أحدث تقرير له.
البترول
سيظل البترول هو عماد الاقتصاد الرئيسي في أبوظبي التي تخطط لرفع الطاقة الإنتاجية منه من 2.5 مليون برميل حالياً إلى 4 ملايين برميل بحلول نهاية العقد الجاري كما تقوم الإمارة أيضاً بتطوير وتحسين صناعات البتروكيماويات والصلب والألمنيوم.
السياحة
تتكلف خطة توسيع مطار أبوظبي الدولي 5 مليارات دولار استعداداً للطفرة السياحية التي تتوقعها أبوظبي عقب إنشاء شركة الاتحاد للطيران.
ويتحدث مسؤولون عن إنشاء نحو 40 فندقاً جديداً في أبوظبي خلال السنوات القليلة المقبلة.
العقارات
في وقت سابق من العام الجاري حررت أبوظبي سوق العقارات وسمحت بوجود سوق حرة لأول مرة، فيما سبق كانت الحكومة تمنح الناس أراضي بقروض ميسرة لإنشاء مساكنهم عليها، لكن بيع الأراضي كان محدوداً. الآن أنشأت الحكومة شركتين وحصلتا على أراض لتطوير المشروعات عليها.
ونقلت الصحيفة عن أحمد علي الصايغ رئيس شركة الدار إحدى هاتين الشركتين إن الحكومة في الماضي لم تنفتح في مجال الاستثمار العقاري عن قصد، لأنها كانت تركز على البترول والغاز وهيئة أبوظبي للاستثمار.
وأشار إلى أن كلتا الشركتين لا تحتاج إلى تسويق، فلم يكن عليهما أن يفعلا أي شيء لأن الإمارة كانت ثرية جداً، والآن لا تزال أبوظبي ثرية، بل أكثر ثراء من ذي قبل، غير أن هناك قيادة جديدة، ولابد أن تكون السياسة فعالة، الآن تبني الشركات منازل أفضل وبتكلفة أقل.
التحديات
يقول محللون إن حكومة أبوظبي ستواجه تحديات إدارة التوسع بتؤدة وكفاءة وإيجاد قاعدة اقتصادية تتكامل مع ما حولها ولا تتنافس مع دبي، التي يثير فيها ارتفاع الأسعار قلقاً بين المحللين.
وقال مصرفي إن أبوظبي ليست انعكاساً لدبي التي لابد أن تبذل أقصى الجهود حتى تستمر، لكن الأموال في أبوظبي هائلة الحجم ولا يعوزك إلا حسن إدارتها.
كما أن تحقيق التوازن بين التحديث والحداثة من ناحية والالتزام بالتقاليد أمر صعب، ويقول سعيد مبارك الهاجري رئيس بنك أبوظبي التجاري إن القيادة تصارع بين النقيضين اللذين يتجه أحدهما إلى الحداثة المطلقة والآخر نحو الاحتفاظ بالتقاليد، ومحاولة الوصول إلى حل وسط.
ترجمة أشرف رفيق
يشير قصر الإمارات الفاخر في أبوظبي إلى أن عدوى دبي انتقلت إليها، فهو من فئة سبع نجوم، على غرار فندق برج العرب في دبي. وبدأت أبوظبي أكبر وأغنى الإمارات السبع في الدولة أولى خطواتها على طريق المغامرة بفعل ارتفاع عائدات البترول بعد ارتفاع أسعاره القياسي.
وتخلت الإمارة تقريباً عن السياسة التقليدية والحذر الاقتصادي السابق، وفق ما ذكرته صحيفة فاينانشيال تايمز، التي ذكرت أن اهتمام أبوظبي بالعلامات الإنشائية والعقارية البارزة لا يخفي رغبة في تنويع الموارد والمصادر الاقتصادية وتخفيف الاعتماد على البترول في الاقتصاد الوطني والاستعداد لجولة مقبلة من انخفاض أسعاره.
ونقلت الصحيفة قول الشيخ خلدون خليفة بن مبارك رئيس شركة مبادلة، التي تتولى الاستثمارات لصالح حكومة أبوظبي، إن الفترة الحالية فريدة وإن الطريق التي بدأتها أبوظبي وما سيحدث مستقبلا سيكون ظاهرة بالفعل.
وتنتج أبوظبي وتستحوذ أيضا على 95% من بترول دولة الإمارات، ويبلغ عدد سكانها 105 ملايين نسمة، نصفهم فقط من المواطنين، وتبلغ احتياطيات أبوظبي من البترول نحو 9 ــ 10% من الاحتياطي العالمي المؤكد ومن الغاز 5% من الاحتياطي العالمي.
غير أنه في السنوات الماضية غطت أخبار نهضة دبي الاقتصادية والعقارية على أخبار أبوظبي، حيث تبذل الأولى جهوداً مضنية لترسيخ مكانتها كمركز لإعادة التصدير ومركز مالي وسياحي إقليمي، بهدف تعويض الافتقار إلى المصادر البترولية.
خطة مستقلة
ونقلت الصحيفة عن أحد رجال الأعمال قوله في الوقت الذي كان يسطع فيه نجم دبي، لم يكن أحد يعظم ما يحدث في أبوظبي وذلك أحد الأسباب التي جعلت أبوظبي تبدأ رحلتها وخطتها الخاصة بداية بإنشاء شركة الاتحاد للطيران وبناء توسعة لمطارها الدولي، هي في الواقع إنشاء مطار جديد.
وتسيطر الحكومة في أبوظبي على الاقتصاد، مثلها مثل دبي، غير أن كلا منهما لديه قطاع خاص قوي وثري أيضا، فلا تتضح كثيراً الخطوط الفاصلة بين القطاعين العام والخاص.
وغالبية السكان من الوافدين، لذلك ليس هناك احتمالات قلاقل سياسية، ويفسر ذلك تراجع دولة الإمارات من الليبرالية السياسية مقارنة بدول المنطقة.
وتستثمر أبوظبي عائداتها البترولية منذ السبعينات من خلال قناة واحدة هي هيئة أبوظبي للاستثمار التي تقدر أصولها بنحو 250 مليار دولار، تقوم بالاستثمار في الأوراق المالية في أنحاء العالم.
والهدف من إنشاء شركة مبادلة هو الاستثمار المباشر في الشركات والمشرعات في الخارج فضلا عن تطوير مشروعات في الداخل بالتعاون مع شركات أجنبية، واشترت مبادلة مؤخراً 5% من أسهم شركة فيراري، التي تقوم بالمعاونة أيضا في تطوير مشروع حديقة ترفيهية في أبوظبي.
وقال الشيخ مبارك سوف يرى الجميع نشاطا متزايدا في أبوظبي مستقبلا وستأخذ الإمارة حصصا في شركات يمكن ان تضيف قيمة طويلة المدى إليها.
أسباب الانتفاضة الاقتصادية
وتضافرت بضعة عوامل لتشجيع أبوظبي على استثمار مواردها المالية بقوة أولها الحاجة إلى توفير وظائف للمواطنين رغم قلة عددهم، إلا أن نموهم سريع، والسبب الثاني هو ظهور قيادة شابة عقب وفاة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الرئيس السابق للإمارات.
وتنوي أبوظبي استثمار أكثر من 100 مليار دولار خلال السنوات السبع المقبلة وستشارك الحكومة في حل الاستثمارات، لكنها تتوقع أيضا جذب استثمارات خاصة من الداخل والخارج.
ونقلت الصحيفة عن معالي الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التخطيط والاقتصاد بدولة الإمارات قولها إن الحكومة تدرس وسائل جديدة لتنويع مصادرها الاقتصادية لتسهيل دخول الشركات الأجنبية ووصولها إلى الأسواق المحلية، كما تعمل الوزارة على تحسين الشفافية في الحسابات، وهي القضية التي تقلق صندوق النقد الدولي حسب أحدث تقرير له.
البترول
سيظل البترول هو عماد الاقتصاد الرئيسي في أبوظبي التي تخطط لرفع الطاقة الإنتاجية منه من 2.5 مليون برميل حالياً إلى 4 ملايين برميل بحلول نهاية العقد الجاري كما تقوم الإمارة أيضاً بتطوير وتحسين صناعات البتروكيماويات والصلب والألمنيوم.
السياحة
تتكلف خطة توسيع مطار أبوظبي الدولي 5 مليارات دولار استعداداً للطفرة السياحية التي تتوقعها أبوظبي عقب إنشاء شركة الاتحاد للطيران.
ويتحدث مسؤولون عن إنشاء نحو 40 فندقاً جديداً في أبوظبي خلال السنوات القليلة المقبلة.
العقارات
في وقت سابق من العام الجاري حررت أبوظبي سوق العقارات وسمحت بوجود سوق حرة لأول مرة، فيما سبق كانت الحكومة تمنح الناس أراضي بقروض ميسرة لإنشاء مساكنهم عليها، لكن بيع الأراضي كان محدوداً. الآن أنشأت الحكومة شركتين وحصلتا على أراض لتطوير المشروعات عليها.
ونقلت الصحيفة عن أحمد علي الصايغ رئيس شركة الدار إحدى هاتين الشركتين إن الحكومة في الماضي لم تنفتح في مجال الاستثمار العقاري عن قصد، لأنها كانت تركز على البترول والغاز وهيئة أبوظبي للاستثمار.
وأشار إلى أن كلتا الشركتين لا تحتاج إلى تسويق، فلم يكن عليهما أن يفعلا أي شيء لأن الإمارة كانت ثرية جداً، والآن لا تزال أبوظبي ثرية، بل أكثر ثراء من ذي قبل، غير أن هناك قيادة جديدة، ولابد أن تكون السياسة فعالة، الآن تبني الشركات منازل أفضل وبتكلفة أقل.
التحديات
يقول محللون إن حكومة أبوظبي ستواجه تحديات إدارة التوسع بتؤدة وكفاءة وإيجاد قاعدة اقتصادية تتكامل مع ما حولها ولا تتنافس مع دبي، التي يثير فيها ارتفاع الأسعار قلقاً بين المحللين.
وقال مصرفي إن أبوظبي ليست انعكاساً لدبي التي لابد أن تبذل أقصى الجهود حتى تستمر، لكن الأموال في أبوظبي هائلة الحجم ولا يعوزك إلا حسن إدارتها.
كما أن تحقيق التوازن بين التحديث والحداثة من ناحية والالتزام بالتقاليد أمر صعب، ويقول سعيد مبارك الهاجري رئيس بنك أبوظبي التجاري إن القيادة تصارع بين النقيضين اللذين يتجه أحدهما إلى الحداثة المطلقة والآخر نحو الاحتفاظ بالتقاليد، ومحاولة الوصول إلى حل وسط.
ترجمة أشرف رفيق