المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أجمعوا على أن الأزمة ستحد من هيمنة امريكا على الاقتصاد والسياسة العالمية



اسعاف
02-11-2008, 05:47 AM
أجمعوا على أن الأزمة ستحد من هيمنة امريكا على الاقتصاد والسياسة العالمية
في ندوة نظمها مركز الجزيرة للدراسات

خبراء اقتصاديون رأوا أنها فرصة للعرب في حجز موقع مؤثر في السياسة والاقتصاد
زلوم: ما حدث مصيبة وضربة قاسية للرأسمالية
الببلاوي: الازمة سيكون لها آثار كبيرة على المستوى العالمي
الجهني: الرأسمالية بحاجة الى جراحات تجميلية والعرب بحاجة لدراسة مستقبلهم الاقتصادي

متابعة-إيمان نصار:

أجمع خبراء ومفكرون اقتصاديون أن الأزمة المالية التي تعصف هذه الأيام بالأسواق العالمية ستحد من الهيمنة الامريكية على الاقتصاد والسياسة العالمية وأن نظاما عالمياً جديدا يتميز بتعدد الأقطاب سيتشكل على المدى المتوسط، مؤكدين في الوقت ذاته على ان هذه الأزمة من شأنها أن تمثل فرصة تاريخية للعرب والمسلمين إذا أرادوا أن يكون لهم موقع مؤثر في السياسات والاقتصاد والعلاقات الدولية وذلك عن طريق المعرفة والاقتصاد.
جاء ذلك خلال ندوة أقامها مركز الجزيرة للدراسات تحت عنوان " الابعاد السياسية والاستراتيجية للأزمة المالية".
وأشار المشاركون في الندوة الى أن النظام الرأسمالي بشكل عام تعرض منذ نشأته الى تاريخنا هذا لأزمات على شكل دورات او ما يسمى بازدهار ثم يتبع ذلك ما يسمى بكساد، موضحين ان هذه الازمة هي أزمة نظام " النظام المالي المعلومالي مزج ما بين المال والمعلومات والانترنت والتكنولوجي.
ولفتوا الى أن النظام الرأسمالي تلقى بهذه الأزمة ضربة موجعة، لكنهم اختلفوا في كونه سيتعافى منها أو ستوجه له ضربة قاصمة، ورأوا أن الرأسمالية تحتاج الى ما أسموه العمليات الجراحية.

أزمة نظام معلومالي
عبد الحي زلوم المفكر والخبير الدولي أكد أن قيام الاقتصاد العالمي على العولمة من أهم ما يجعل الأزمة المالية الحالية خطيرة، ووصف ما وقع بأنه أزمة نظام "معلومالي" مزج الاقتصاد والمال بالمعلوميات، مضيفاً أن هذه الأزمة قد تكون ضربة قاضية للرأسمالية ينشأ عنها نظام مالي عالمي جديد على المدى البعيد، وأن على العرب أن يبحثوا لهم عن موطئ قدم وعن مركز مؤثر في هذا النظام الجديد.
وقال إن من بين أهم أسباب هذه الأزمة أن القوانين التي كانت تضبط الاقتصاد تم الابتعاد عنها، فنشأ نظام مالي مضارب تحول إلى "نظام اللانظام"، ونشأ انفلات اقتصادي وظهر "اقتصاد طفيلي" أصبح عبئا على الاقتصاد الحقيقي المنتج.
وقال " نحن الان لسنا في أزمة ولكننا في مصيبة" موضحاً أنه منذ فك الارتباط ما بين الدولار والذهب في العام 71 وقبل ذلك أي بعد الكساد الكبير في الثلاثينات ودراسات حرب وسلام تمت أثناء الحرب العالية الثانية خرج منها مؤسسات مالية وسياسية افرزت صندوق البنك الدولي والبنك الدولي والامم المتحدة كان الهدف منها ان تضع ضوابط على الاقتصاد للاسباب التي ادت الى الكساد الكبير والانفلات الذي حصل في العشرينات .
وأضاف انه ما بين الحرب الثانية والعام 71 كان هناك "نظام الصرف الثابت" كانت امريكا تقول بالاتفاق مع الدول الاخرى من يأتي ب 35 دولار يأخذ اونصة ذهب لذلك كان هناك هدوء وثبات في هذه الفترة، وفي سبتمبر من العام نفسه أعلن الرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون اعلن رسميا فك الارتباط بنظام الصرف الثابت ومنذ ذلك التاريخ بدأ عصر مالي واقتصادي جديد، أصبح هناك اقتصادين لا اقتصاد واحد.


النظام الرأسمالي أكثر مكراً
من جهته قال مستشار صندوق النقد العربي في أبو ظبي الدكتور حازم الببلاوي بأن الازمة الحالية تختلف عن أي ازمة سابقة في انها ازمة في النظام المالي، مشيراً الى ان الاقتصاد الحقيقي هو الموارد التي تجمع الحاجات.
ورأى أن هذه الازمة سيكون لها آثار كبيرة على المستوى العالمي، وستستغرق وقتا طويلا قبل أن تتم معالجتها، لكنها ستؤدي كما قال إلى تحسين وضع الاقتصاد العالمي وستجعل النظام الرأسمالي "يستفيد من أخطائه".
وأشار إلى أن على الدول العربية أن تفكر على المدى المتوسط في تحويل فوائضها المالية إلى اقتصاد عيني وحقيقي في الأراضي العربية، وأن تستثمر وتباشر إصلاحات اقتصادية وسياسية.
وأكد الببلاوي أن النظام الرأسمالي "أكثر مكرا مما يتصوره الكثيرون"، وأن الاقتصاد الرأسمالي "ليس له أيدولوجية ولا كتاب مقدس، بل هو اقتصاد انتهازي قادر على التطور باستمرار".
وأوضح أن اقتصاد السوق يتعلم بالتجربة والخطأ وأن هذه الأزمة تأتي في سياق هذا المنهج، مشيرا إلى أن العالم مضطر لأن يساير أميركا وأن أكثر الدول التي ستتضرر من الأزمة هي الدول التي لها فائض كبير من العملة مثل الصين واليابان.


أمريكا فقدت قوتها الاقتصادية والعكسرية
ومن جهته أعرب رئيس مركز الخليج العربي للطاقة الدكتور عيد بن مسعود الجهني عن اعتقاده في أن الرأسمالية تحتاج الى جراحات تجميلية، داعياً في الوقت ذاته العرب الى النهوض صفاً واحداً مشيراً بذلك الى دول مجلس التعاون الخليجي وباقي الدول العربية، لافتاً الى ان العرب باستطاعتهم أن يشاركوا في صياغة نظام اقتصادي جديد وعلاقات دولية جديدة مبينة على السلم والعدل.
ودعا أيضاً الى ضرورة وضع الشعارات جانباً وان والعمل للمستقبل طبقاً لهيكل علمي اقتصادي، مؤكداً على أن امريكا اليوم ليس هي أمريكا قبل 8 سنوات عندما كان الرئيس جورج بوش يزأر كزئير الاسد يضرب هنا ويضرب هناك،وأكد أيضاً على أن الولايات المتحدة الامريكية ليس بقوتها الاقتصادية السابقة وليس بقوتها العسكرية.
واضاف على العرب أن يتعلموا الدروس من هذه الأزمة وألا يعودوا إلى الارتباط بالرأسمالية كما فعلوا في السابق، محذرا الدول العربية من أن تنطلق إلى استثمارات جديدة في الولايات المتحدة.
وقال إن "هذه فرصة كي يتدارس العرب مستقبلهم الاقتصادي ويكون لهم صوت في القمم العالمية والمؤتمرات الدولية، مشيرا إلى أنه منذ العام 1945 إلى اليوم لم يكن للعرب صوت في العلاقات الدولية رغم مواردهم الطبيعية وثرواتهم التي يعتمد عليها الاقتصاد العالمي.

فرصة لزحزحة هيمنة أمريكا
من جهته رأى الباحث بمركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية الدكتور محمد المصري أن هذه الأزمة فرصة تاريخية لزحزحة هيمنة الولايات المتحدة عن النظام الرأسمالي وعن قيادة السياسة الدولية، مؤكدا أن هناك انتقادا شديدا للنهج الاقتصادي الأميركي حتى من أقرب حلفاء واشنطن.
وأعرب عن رأيه في أن كسر هيمنة أميركا رهين بمدى قوة الدول الأخرى الصاعدة على المواجهة والمقاومة، وبقدرتها على استغلال هذه الأزمة المالية لخلق نظام اقتصادي جديد يصبح فيه توازن بين الأقطاب.
وأشار إلى أن النظام الرأسمالي ليس في أزمة، وأن أهم ما فيه هو قدرته على التكيف والإبداع، وأنه ما زالت لدى الولايات المتحدة كل الوسائل التي بإمكانها أن تساعدها على الخروج من الأزمة.