المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منتدى الفضائيات والشباب .. مبادرة الشيخة موزة



pinky
02-11-2008, 06:46 PM
منتدى الفضائيات والشباب .. مبادرة الشيخة موزة لبنة أساسية في الرؤية الوطنية لتنمية المجتمع

المنتدى مكمل للمنتدى الإعلامي الخليجي الأول حول التلفزيون والطفل الذي عقد قبل سنوات
علينا أن نتطلع للمستقبل بنظرة ثاقبة تسعى لتشخيص الواقع وتوفير الاحتياجات ووضع آلية للتنفيذ
إطلاق فضائية لمناقشة قضايا الأسرة والشباب تسهم في تلبية رغبات واحتياجات المجتمع
يجب أن نزرع الثقة في نفوس أبنائنا وبناتنا ونمنحهم الفرصة للتعبير عن آرائهم وأفكارهم
نحذر من الفضائيات التي ليست لديها ضوابط في ممارسة الخطاب الديني الموجه للشباب
رسالتي للمنتدى: تفعيل التوصيات ومتابعتها وتنفيذها على أرض الواقع لخدمة الأجيال
ما من شك أن الفضائيات في وقتنا الحاضر أصبحت تشكل عصب الحياة في عصر العولمة والانفتاح الفضائي من خلال مئات القنوات التي يزداد عددها يوما بعد يوم، والتي تجاوزت في سياساتها كل الخطوط الحمراء، وغدت تؤثر سلبا على شبابنا بشكل كبير في ظل غياب ميثاق شرف إعلامي يسعى للبناء لا الهدم، مع غياب جانب التوعية والحث على مشاهدة ما هو مفيد من برامج جادة.
كما ساهمت أيضا في تغيير العديد من القيم والمبادئ واستطاعت أن تشكل العقول بالطريقة التي تريدها من خلال التأثير على ثقافة المجتمع والمساهمة في التهميش الواضح لفئة الشباب، وتغييب دورها الطبيعي عبر بث برامج ومسلسلات وأفلام وفيديو كليب تزرع السموم والانحرافات بعيدا عن الأهداف الأساسية التي رسمت لهذه الفضائيات.

- 1 –
البداية كانت في المنتدى الإعلامي الخليجي:
يلعب المجلس الأعلى لشؤون الأسرة دورا مهما في البناء والتنمية التي تشهدها الدولة في الوقت الراهن لكونه يتطلع من خلال رؤيته الى:
"خلق أسرة قطرية متماسكة مستقرة معتمدة على نفسها، وتفخر بثقافتها وهويتها العربية والإسلامية، وتعي حقوقها ومسؤولياتها، ويتمتع أفرادها بصحة عالية، وتساهم بفعالية في بناء مجتمع منتج ومنفتح على العالم وينعم بالاستقرار والرفاهية".
وتأسس المجلس برئاسة صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند سنة 1998 م بهدف النظر للمستقبل بنظرة ثاقبة تسعى الى تشخيص الواقع وتوفير الاحتياجات ووضع خطة تنفيذية بعد ذلك لخدمة المجتمع بالطريقة الصحيحة من خلال عدة مهام منها:
الارتقاء بالأسرة وتعزيز دور أفرادها في المقام الأول سعيا لتحسين مكانة هذه الأسرة ودراسة مشكلات انحراف الشباب والعمل على إيجاد الحلول لها بما يعود على الجميع بالفائدة مع احترام المواثيق الدولية التي نصت عليها في مجال العناية بشؤون الأسرة.
وفي سنة 2002 م عقد في الدوحة"المنتدى الإعلامي الخليجي" وبمبادرة ورعاية من صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند كانت البداية الحقيقية للتنبيه لقضية في غاية الأهمية وهي التلفزيون وتأثيره على الطفل.
واليوم نشهد المبادرة الثانية والمكملة للعب هذا الدور حول الفضائيات والشباب.. حيث يعقد هذا الحدث المهم بعنوان" منتدى الفضائيات والتحدي القيمي والأخلاقي الذي يواجه الشباب الخليجي" وتحت شعار" نحو فضاء إعلامي مسؤول" .. من خلال عدة محاور وورش عمل حول دور الإعلام في توجيه النشء والشباب لكون الإعلام شريكا أساسيا في عصر الانفتاح الإعلامي الذي تجاوز كل الحدود دون رقيب أو حسيب من أحد، وكذلك في ظل العولمة بايجابياتها وسلبياتها .. حيث نرى بأن الفضائيات أصبحت تلعب دورا خطيرا في التأثير على الشباب من خلال بث الأفكار الهدامة بجانب الثقافة الهشة التي تقدم لهم وهذا ما ساهم في ضياع الهوية.
يأتي هذا المنتدى بعد الرسالة الرسمية التي تقدمت بها صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند في ديسمبر الماضي الى قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي التي تضمنت الدعوة الى معالجة الآثار السلبية للفضائيات على النشء والشباب ومحاولة الوقاية منها مستقبلا من خلال الالتزام بمواثيق الشرف الإعلامية وعدم استغلال حرية الإعلام لتحقيق أغراض تجارية بعيدة كل البعد عن القانون والأخلاق والآداب العامة واستنزاف أموالهم بما لا يعود عليهم بالفائدة.

- 2 –
محاور وأهداف المنتدى وأهميتها:
المنتدى فرصة كبيرة للنقاش والحوار الجاد للخروج ببيان أوإعلان لمحاربة الفضائيات التي لم تخدم المشاهد من خلال التطرق لعدة محاور .. منها:
- المحور الاجتماعي
- المحور التربوي
- المحور الاقتصادي
- المحور القانوني
وهذه المحاور المهمة ينبغي أن تنصب في النهاية لتغطية جميع الجوانب للحد بقدر الإمكان من الجوانب السلبية لهذه الفضائيات وبما لا يتناقض مع حرية وسائل الإعلام.
أما أهداف المنتدى- كما ذكرها سعادة السيد عبد الله بن ناصر آل خليفة الأمين العام للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة - فهي:
- وضع إستراتيجية إعلامية على مستوى دول الخليج لتوعية الشباب بمخاطر بعض الفضائيات دون المساس بحرية الإعلام
- التعاون الإعلامي من خلال توحيد الأنظمة والسياسات الإعلامية بين دول المجلس لدرء التأثير السلبي لبعض الفضائيات
- حماية الشباب وتوعيتهم بمخاطر القنوات الفضائية الهابطة وتأثيرها على منظومة القيم والثقافة والأخلاق وتثقيفهم بكيفية وآلية التصدي لها
- توعية أولياء الأمور بأهمية التوجيه والإشراف على النشء تجاه القنوات الهابطة والوسائط المتعددة المستخدمة فيها وتدريبهم على آليات الحماية وبرامجها
- مشاركة منظمات المجتمع المدني في التصدي للفضائيات غير الهادفة ومواجهة أثرها السلبي
- جعل الإعلام الهادف وبرامجه رافدا من روافد التنمية المستدامة
- التأكيد على الالتزام بمواثيق الشرف الإعلامية ومبادئ حرية الإعلام بما لا يخل بالقانون والآداب العامة والأخلاق.

- 3 –
المطلوب من بيان الدوحة للفضائيات:
المنتدى مطالب بالخروج بتوصيات مهمة تسهم في بناء النشء والشباب بالشكل السليم من خلال وضع آلية وإستراتيجية واضحة بهدف تسخير هذه الفضائيات لخدمة الأجيال والاستفادة من ايجابياتها بعيدا عن تسطيح الفكر أو تمييع الشباب سعيا لتفعيل دور الإشراف الأسري.
وكذلك توجيه رسالة لجميع المسؤولين عن تلك الفضائيات للالتزام بالجانب المهني والتمسك بمواثيق الشرف الإعلامية – كما أسلفنا سابقا - وتقديم برامج توعوية وهادفة للنشء والشباب بما يحفظ لنا هويتنا ولغتنا العربية وديننا الإسلامي الحنيف وتوفير حصانة إعلامية من خلال الفكر والسلوك بشكل خاص، والعمل على الارتقاء بجيل الشباب وإيجاد بدائل للإعلام السلبي سعيا للارتقاء بالفضائيات.
وبيان الدوحة أو توصيات المنتدى يجب أن تعالج هذه القضية من شتى الجوانب السلبية التي تجتاح مجتمعاتنا الخليجية بشكل خاص والعربية بشكل عام مثل:
- الاضطراب الاجتماعي وتشتيت الشباب فكريا وماديا
- الآثار الصحية
- ضعف الولاء للمجتمع
- عدم تعزيز الرقابة الذاتية لدى الشباب
- ضعف دور المدرسة والأسرة
- ضعف الروابط الأسرية وقيمها
- ضعف الوازع الديني
- زيادة الجرائم بأنواعها المختلفة
- مشاهدة أفلام العنف
- قلة الاهتمام بالتنشئة الاجتماعية
- الآثار النفسية للأطفال والمراهقين والشباب
- تأثير الإعلان على سلوك الشباب
- عدم تفاعل المؤسسات الحكومية والخاصة مع الشباب ومنها المؤسسات الإعلامية
- تأثير الفضائيات على المستوى الدراسي
- اتجاه الشباب لمشاهدة البرامج الترفيهية والمنوعة والرياضية والمسلسلات الأجنبية المثيرة للغرائز وأغلبها " استهلاكية تافهة " والبعد عن متابعة البرامج الثقافية والدينية والتعليمية الجادة
- عدم دعوة الشباب للملتقيات والمنتديات الإعلامية للحوار والنقاش
- عدم وجود فضائيات ومواقع الكترونية موجهة لخدمة النشء والشباب لتنوير عقول الشباب.
- مساهمة الفضائيات العربية بتقديم صورة الفتاة الغربية كأنموذج يجب أن تطبقه الفتاة العربية في كل شؤون الحياة وهي نظرية مرفوضة.
- عدم تعرض الفضائيات العربية لقضايا الشباب الرئيسية مثل " مشاكل البطالة والتوعية السياسية والتربوية والاقتصادية والأمور المتعلقة بالزواج والسكن " التي تعاني منها المجتمعات الخليجية والعربية وهذا ما سبب للشباب بعض الاضطرابات النفسية والاحباطات خلال الفترة القليلة الماضية من جراء الغلاء الفاحش لشراء العقارات والإيجارات، أو من خلال الارتفاع الجنوني للسلع والمواد التموينية .. وهذه كلها تؤثر على ميزانيات الأسر القطرية الشابة والمقيمة على هذه الأرض، وفئة الشباب هي الأكثر تضررا من ذلك الغلاء، ودور المؤسسات الإعلامية والفضائية بشكل خاص كان مغيبا - مع كل أسف - ولم يكن حاضرا في التفاعل مع هذه المشكلة التي تزداد سوء يوما بعد يوم في قطر ومنطقة الخليج.
- عدم الإكثار من عقد الندوات والمؤتمرات وورش العمل التي تهم النشء والشباب وغياب الحملات الإعلامية المتواصلة طوال السنة التي تستهدف هذه الفئة المهمة من بنية المجتمع الأساسية.
- عدم اتخاذ الإجراءات الصارمة ضد الفضائيات التي تسيء للنشء والشباب مثل حرمانها من الإعلانات التجارية التي تبثها بعض الجهات الحكومية وغير الحكومية ووضع بعض الشروط مقابل الإعلان فيها.
- عدم التحذير من الفضائيات التي ليست لديها ضوابط في ممارسة الخطاب الديني الموجه لشريحة الشباب وتقديم الدين بصورة إغواء لا إغراء وهنا يأتي دور العلماء.
- عدم وجود حملات إعلامية منظمة وتكون مدفوعة الثمن عبر الصحف والمواقع الالكترونية والفضائيات للتحذير من المخاطر والتحديات التي تواجه الشباب اليوم وخاصة ما يتعلق بالتأثيرات الخطيرة والمدمرة للسلوك والأخلاق، والمجلس الأعلى لشؤون الأسرة يستطيع فعل ذلك من خلال تكاتف جميع الجهود في الدولة من مؤسسات تربوية وتوعوية وأكاديمية ومالية وبمشاركة القطاعين الحكومي والخاص في نفس الوقت لأجل التوجيه والإرشاد بالشكل الصحيح الذي يقوم على المواكبة والانفتاح على العالم
- تفعيل توصيات المنتدى ومتابعتها وتنفيذها على أرض الواقع لكي لا تصبح مجرد حبر على ورق.

- 4 –
أمنية نتمنى تحقيقها:
المجلس الأعلى لشؤون الأسرة مطالب دائما بتنفيذ السياسة المرسومة للمجلس بما يخدم المجتمع القطري بشكل عام والأسرة بشكل خاص من خلال النهوض بالأسرة والسير في طريق التنمية الشاملة التي تتبعها دولة قطر في الوقت الراهن، وتشجيع المبادرات الوطنية باستمرار ووضع الخطط واقتراح البرامج التنموية والعمل على تعزيز دور المؤسسات الثقافية والبيئية والإعلامية والصحية والتربوية والاقتصادية والاجتماعية ومحاولة الارتقاء بالأسرة بما يحقق التنمية المستدامة وعدم الغفلة عن رسم السياسات الإستراتيجية الوطنية قصيرة وبعيدة المدى واقتراح التشريعات الجديدة المتعلقة بالشباب بشكل خاص.
ما نتمناه دائما في مثل هذه المنتديات هو تفعل توصيات المنتدى ومتابعتها وتنفيذها على أرض الواقع لخدمة المجتمع ولكيلا تصبح مجرد حبر على ورق، كما نتمنى أيضا العمل على إطلاق قناة فضائية يديرها الأكاديميون والمثقفون والمختصون بشؤون الاجتماع والإعلام والتربية وعلم النفس والقانون لمناقشة قضايا الأسرة والشباب وهو ما يسهم في تلبية رغبات واحتياجات المجتمع من خلال العمل على زرع الثقة في نفوس أبنائنا وبناتنا ومنحهم الفرصة للتعبير عن آرائهم وأفكارهم وإشراكهم في جميع المناسبات الإعلامية.
وهنا لا بد لهذه الفضائيات من مراجعة النفس وإعادة النظر في ما تبث من برامج ومسلسلات وأفلام أصبحت عواقبها وخيمة على جميع شرائح المجتمع ومنها النشء والشباب.. وهي قضية تستحق الحوار والنقاش في مثل هذا المنتدى المتميز في أهدافه ومحاوره.
إذا لابد من إصلاح الخلل .. فلنبدأ؟؟ .

مقالة د.ربيعة الكواري

http://www.al-sharq.com/DisplayArticle.aspx?xf=2008,November,article_20081 102_1&id=columnist&sid=drrabiaaalkawari