المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من خربشاتي اليابانية-المرأة اليابانية والخليجية



alfaqeer
02-11-2008, 08:48 PM
هذا المقال كُتب عن المرأة السعودية في الأصل فلا بأس أن يعمم على الخليجية أيضا.

هل جينات الإناث الأساسية التي خلقها الله تختلف عن بعضها باختلاف الدين والعرق واللغة والمكان؟

إن تجربة المرأة اليابانية في قيادة اليابان إلى مصاف العالم الأول خلال نصف قرن ظاهرة تستحق التوقف عندها, فالكل يعلم كيف دمر الحلفاء اليابان باستخدام القنابل الذرية , ولكن استسلام اليابان كان بداية الحرب الفعلية , حرب الاحتفاظ بالدين والقيم التي حاولت أمريكا مسخها من فكر الياباني ولم تستطع بالرغم من إعادة أعمار اليابان وفق معايير غربية.

الشعب الياباني ينطلق في بناء حياته على المعتقدات الدينية ويطبقها في حياته اليومية , وقد يستغرب البعض هذا الأمر , كما ينطلق شعور الياباني نحو التقدم من خلال تمسكه بهذه المعتقدات ,ويعتقد الياباني أن ترك الدين يُفني الأمة اليابانية , لأنه يعتقد أن اليابان أعظم بلاد الدنيا لأن الآلهة صنعتها قبل صنعها لبقية بلدان العالم, فهي تعد في معتقداتهم كالابن البكر للآلهة وهي ارض لها قداستها واحترامها, وعليه فوجب عليهم أن يجعلوا بلادهم أعظم بلاد الدنيا من خلال الولاء المقدس المفروض على كل ياباني التضحية بالنفس من أجل الوطن والإمبراطور وفق ما جاء في عقيدتهم الدينية.

لاشك أن هذه العقيدة بالنسبة لنا باطلة , ولكن مبدأ الاعتقاد القائم على الدين في النهوض ببلادهم هو مدار الحديث.

إن المجتمع الياباني مجتمع شرقي أو ذكوري بمعنى اصح, لا يقبل تقدم أو سبق للمرأة, وهذا ناشئ عن عقيدتهم في ديانتهم الشنتوية, فالشنتوية هي كلمة صينية تعني طريق الإله, والمرأة في هذه الديانة التي خرجت من رحم البوذية, و التي يدين بها جل اليابانيين الآن هي الركيزة الأساس في الأسرة، وعلى عاتقها تقوم أمور الأسرة، حتّى شراء المنـزل والمقتنيات، ومن تقاليدهم أنَّها تستلم مرتب زوجها وتعطيه مصروفه الخاص، ولكن ذلك لا يمنعها، وهي تحمل المؤهلات العلمية، من طاعة الزوج، والانحناء له وتنفيذ أوامره، فهو السيِّد المطاع. وللصبي دورٌ وامتيازاتٌ أكثر من الفتاة في مجتمع اليابان حتّى يومنا هذا، ومن أسباب ذلك ما في معتقداتهم الدينية التي تنص على أنَّ تقديس الآباء والأجداد، لا يمكن أن يقوم به إلاَّ الأبناء والأحفاد الذكور.

والمرأة اليابانية تميل للاستقالة من عملها بعد الزواج والإنجاب لتتفرغ لشؤون أسرتها، والرّجل يقدّس عمله ويقضي فيه أوقاتاً إضافية حتّى لو كان ذلك دون مقابل مادي، وهذا الأمر يكون محل رضا المرأة ويعزّز من تقديرها لزوجها، والزوجة التي يعود زوجها إلى المنـزل باكراً من عمله يصيبها الإحباط وخيبة الأمل، والمرأة اليابانية عندها الاستعداد لتحمل أمور كثيرة في بيت الزوجية وتفضل ذلك على الطلاق وترك منـزلها. وشريعة الشنتو لا تُعارض تعدّد الزوجات لا بل تقرّه، وإن كان غير معمول به عندهم هذه الأيام، وتسلّم المرأة اليابانية بالمجتمع ألذكوري، ومن ثمَّ يحقِّ للرّجل تعدّد الزوجات، بينما المرأة لزوجها فقط. ولكنَّ هذا لـم يمنع من احترام الحياة الزوجية أو إعطائها هالة وموقفاً سامياً، حيثُ طقوس الزواج في اليابان لا تزال تعتمد الطقوس الشنتوية المتوارثة، حيثُ يتمّ الزواج في أحد معابد الشنتو.

ولاشك أن المرأة الخليجية شأنها شأن أي امرأة في العالم , لها طموحات سواءً كانت علمية آو عملية , وهذا أمر لا يوجد من يجادل فيه, بل هو حق من حقوقها سواء الشرعية أو الاجتماعية, وقد فُسِّر هذا الحق على إطلاقه دون ضوابط تراعي الدين أو العرف تيمنا بالغرب والذي أدرك مثقفيه خطورة هذه الثقافة على المجتمعات الغربية على المدى البعيد.

تقول أنا رود : لأن تشتغل بناتنا في البيوت خوادم أو كالخوادم خير وأخف بلاء من اشتغالهن في المعامل حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين. إنه عار على بلاد الإنجليز جعل بنتها مثلاً للرذائل فما لنا لا نسعى وراء جعل البنت تعمل بما يوافق فطرتها الطبيعية.

ولكن ما لذي يعيق المرأة الخليجية أن تقود الرجل ليس على طريقتها ولمصالحها الشخصية ورغباتها ونزواتها, ولكن تقوده بما يجعل لهذه الأمة مكانة بين العالم كما هو الحال مع اليابانيات.

المرأة الخليجية مؤهلة لأن تقوم بهذا الدور ولا اعتقد أنها اقل كفاءة أو ذكاء من المرأة اليابانية, ولكن الفرق المرأة اليابانية لديها أهداف تتعلق بأمة كاملة وليس بشخصها أو بيتها فقط, فهي تدرك أن أمتها لا يمكن أن تسمو وتسيطر على هذا العالم وهي تغفل عن تربية النشء, وهذه الثقافة مصدرها معتقدها الديني وليس معتقدها الدنيوي.

تقول المؤلفة (ميري هوايت) -التي كتبت خلاصة دراستها التي استغرقت عشرين عاما- لأسرار تفوق المجتمع الياباني في كتابها "التربية والتحدي": (( يتفق اليابانيون والمراقبون على أن التقدم الياباني في العصر الميجي " اسم الفترة أو العهد الذي عاش به كينشن .. ويمتد هذا العصر من عام 1868 وحتى عام 1912 وسمي بهذا الاسم نسبة لإمبراطور اليابان ميجي " ، والمعجزة الاقتصادية التي حدثت بعد الحرب العالمية الثانية يرتبطان ارتباطاً وثيقاً بالتركيز على التربية)) ثم تبين من يقوم بها فتقول (( وتلعب المرأة اليابانية دور القائد في محيط البيت مستخدمةً رغبتها في التضحية وقدرتها على حسن الإدارة )) . وتقول : (( فالأمهات مكرِّسات أنفسهن تماماً لأطفالهن منذ بداية الحمل .. ويرين في إصرار أن مهمتهن الأساسية هي تنشئة أطفال ناجحين )) .

و يقول الدكتور وين دنيس : إن ذكاء الطفل ينمو وقدرته على الكلام تقوى إذا نشأ بين أبويه ولم يترك للمربيات والشغالات والمدرسات.
إذن الأمم تنطلق في بناءها من التنشئة والتربية, وإذا كانت المرأة اليابانية تقبل بالتعدد كما هو في الإسلام ولم يمنعها من تفضيل البقاء في بيتها ومع زوجها , (ولا يعتقد احد أنني أشجع على ذلك في ظل عقلية المرأة الخليجية التي وللأسف تنحى منحى خطير بعد الهجمة الثقافية الجديدة), ولكن من باب المقارنة وتقبل بترك الوظيفة بل أصبحت ثقافة الآن أن تتقاعد اليابانية من عملها حتى وان كانت طبيبة في سبيل التربية التي تؤمن أنها هي المدخل للسيطرة على العالم, وكل ذلك من خلال ومنطلق عقدي , فإذا كانت العقائد الوثنية مقدسة لدى أتباعها وتأتي عليهم بالنفع والخير لبلادهم ولأمتهم, أليس أولى بالمرأة الخليجية التي حباها الله بدين يحفظ حقوقها أكثر من الغير, أن تقود الأمة الخليجية من خلال العودة إلى الدين عملا وتطبيقا والكفر بكل ما يخالف ذلك؟

أنا اعرف أن الكثير من النساء لن يستوعبوا هذا الأمر , ليس لعدم ذكاء أو قدرة , ولكن لأن الثقافة المسيطرة عليهن هي حقوق المرأة وفق معايير منظمات حقوق الإنسان, اليابان وقعت على وثيقة حقوق الإنسان فلماذا نساؤهن لا يطالبن كما نحن نطالب من فرض على الزوج في صك الزواج بالتدريس والعمل كأحد شروط الموافقة والإخلال به يعني حق لطلب الخلع.

فمتى يصل وعي المرأة الخليجية إلى المساهمة الفعلية في بناء الأمة الخليجية التي أصبحت مثار للنكت بسبب عقلية الرجل والمرأة.

ملاحظة: أنا لا أدعو إلى كل زوجة أن تلزم بيتها بعد الزواج على الطريقة اليابانية, لأكن واقعي هذه المسألة تحتاج إلى تغيير ثقافة الرجل أيضا بما يساعد المرأة على الوصول إلى هذه الثقافة, ولكن اطلب من المرأة ما هو ممكن والمتمثل في عدم القبول في عمل يدعو إلى الاختلاط, أدعو المرأة إلى عدم المطالبة بما يؤدي إلى تفسخ وانحلال القيم والأخلاق الإسلامية دون تحديد, أدعو المرأة إلى عدم تبني ثقافة الغرب تحت حجج ساقها من يريد تدمير الإسلام سواءً كانوا من الداخل آو الخارج.

يقول بن غوريون، رئيس وزراء إسرائيل سابقاً: إن أخشى ما نخشاه أن يظهر في العالم العربي محمد جديد .المقصود العودة إلى ممارسة الدين وتطبيقه.

~ يقول المستشرق غاردنر: إن الحروب الصليبية لم تكن لإنقاذ القدس، إنها كانت لتدمير الإسلام.

يقول غلادستون رئيس وزراء بريطانيا سابقاً: ما دام هذا القرآن موجوداً، فلن تستطيع أوربا السيطرة على الشرق، ولن تكون هي نفسها في أمان. وليس المقصود وجود القرآن بذاته, بل بتطبيق تعاليمه.

~ يقول المستشرق الفرنسي كيمون في كتابه "باثولوجيا الإسلام": اعتقد أن من الواجب إبادة خُمس المسلمين، والحكم على الباقين بالأشغال الشاقة، وتدمير الكعبة، ووضع قبر محمد وجثته في متحف اللوفر.

وهناك طرفة لحادثة يتداولها الفرنسيون سخرية ممن يدعون إلى الحرب على الإسلام تقول: قامت فرنسا بانتقاء عشر فتيات مسلمات جزائريات, أدخلتهن المدارس الفرنسيه وألبستهن الثياب الفرنسيه, فأصبحنا كالفرنسيات تماما.وبعد أحد عشر عاما من الجهود هيأت لهن حفله تخرج رائعة,دعي إليها الوزراء والمفكرون.... ولما ابتدأت الحفله فوجيء الجميع بالفتيات الجزائريات يدخلن بلباسهن الإسلامي لجزائري.....فثارت ثائرة الصحف الفرنسيه وتســـاءلت ماذا فعلت فرنسا في الجزائر إذن بعد مرور مائه وثمانية وعشـــــــــرون عاما !!!!!!؟؟؟أجاب لا كوست وزير المستعمرات الفرنسي( ومــــــاذا أصنع إذا كان القرآن أقوي من فرنســـا ) فاعتبروا يا أولي الأبصار.

أخيرا قد أكون بالغت في ثقتي في المرأة الخليجية, ولكن أقول من كانت قادرة على قيادة الطائرة " تعمل في أسطول الوليد بن طلال خليجية متجنسه" واستيعاب تقنيتها المعقدة, ومن كانت قادر على دخول مجال الفضاء" طالبة ماجستير خليجية الأصل تعمل في ناسا كباحثة" واستيعاب تقنيتها الأكثر تعقيدا, فليس صعب عليها العودة إلى تطبيق وممارسة شعائر دينها كي تسمو بهذه الأمة إلا إذا كانت المرأة اليابانية ليست أنثى كنسائنا.

ملاحظة: ذكر الفتاتين لا يعني الفخر بهن بل توضيح لإمكانية المرأة الخليجية, وإلا عملهن شرعا حرام.

أبوعبدالرحمن