ahmed jasim
04-11-2008, 09:31 PM
هل على الدولة تعويض ديون المواطنين..!؟
تحمل المأساة المالية التي هزت العالم وغيرت مصير الملايين ونمط حياتهم حكمة لم تكن خفية أبدا ولكنها مرفوضة من قبل الآخرين ولا زالت.
انه الإقبال على الدين و القرض بدون أحساس بالذنب أو شعور بالخطأ. بل كأنه حق من الحقوق أو وسيلة شرعية للتعايش مع متطلبات الحياة..!!
قروض من البنك، شراء بالبطاقة ذات الدفع المقسط، حيازة منزل وسيارة وأثاث وملابس..الخ، بنقود لم تسدد و بذلك ترتفع المبالغ المقترضة أكثر بما تتراكم من فوائد. انه التعود على التمتع بلذة الشراء بالديون، كأن الشخص منهم يعيش في جيوب الآخرين، و للأسف دون استنكار الوضع أو كراهيته و الاشمئزاز منه..!!
و قد ثبت في عدة أحاديث أن روح المديون محبوسة بدينه حتى يقضى عنه، و قد امتنع النبي صلوات الله وسلامه عليه عن الصلاة على من كانت عليه ثلاثة دنانير أو ديناران.
هناك شقيقان.. زيد وعبيد يتلقيان نفس الراتب و يعيلان عائلتين متقاربتي العدد، ولكنك ترى بيت زيد فاخرا ويملك سيارتين فارهتين ويلبس أبناءه أغلى الملابس ولا يلبسونها أكثر من مرات معدودة لتصبح في نظرهم قديمة ولا داعي لها، ويتطلعون للجديد لدرجة أنهم ينسون أن لديهم ثيابا مشابهة في منزلهم، حيث أن عيونهم معلقة بالأسواق وأحدث ما تطرحه المحلات ومجلات الموضة والماركات. ومع أنهم يرتادون أفخم الأماكن إلا أن ذلك لا ينسيهم ولا يعوضهم عن السفر كل عام إلى أوروبا.
وبالطبع لا يكفي راتبه ولا زوجته المبذرة التي لا تفهم من الدنيا سوى الاستهلاك وإرضاء غرورها وأداء استعراضها أمام الآخرين، فيستدين فكل شيء يملكونه لم يسددوا ثمنه بعد. وجاءت البورصة لتصبح في نظرهم وسيلة الثراء السريع، يركبون أمواجها بالاستدانة والمغامرة والمقامرة، أيهما يصيب، فلا شعور بالقلق لإيمانهم بأنهم يتصرفون بطريقة سليمة و كأنها أسلوب الحياة نفسها..!!
بينما عبيد كان مسالما وزوجته زاهدة و مقتصدة، يأكلون على قدهم و يلبسون ما هو أنيق ولكنه بسيط واقتصادي، ويحافظون على أغراضهم وأدواتهم الثمينة والضرورية بحيث تعيش لديهم، ولا يحتاجون حتى لتصليحها لأنها لا تتلف. سافروا عدة مرات دون أن يحولوا سفرتهم للتبضع أو الخيلاء بل ذهبوا بستر وعادوا بهدوء لم يحدثوا جلبة هزت مدخراتهم أو أثرت على ميزانيتهم. يعيشون بطريقة مريحة وقد استطاعت الزوجة الحصيفة بوقت مبكر مساعدة زوجها على الادخار وفتح حساب لتعليم الأبناء وتزويجهم، دخلوا كل اكتتابات البورصة بمدخراتهم وببيع الأسهم السابقة دون اللجوء إلى الاستدانة، ومع أنه كان بإمكانهم ذلك لرفع المبالغ والحصول على المزيد من نسبة الأسهم المخصصة حسب المبالغ المدفوعة، إلا أنهم كانوا راضين بنصيبهم دون أن يدفعهم الطمع للرغبة بالمزيد، رغم أن الاكتتاب مضمون بل ان المبالغ الفائضة ستعاد وبإمكانهم إرجاعها للبنك، ولكنهم لكراهيتهم للدين بكل صوره لم يقدموا على المحاولة، ولم يلجأوا لشراء الأسهم للمضاربة فيها ولو نزل سعرها لأنهم يعلمون بأنهم ليسوا بهذه الخبرة ولا يريدون ما لا يفقهون..
مرة واحدة اضطر فيها عبيد للاستدانة من البنك و ذلك عندما وجدوا بيتا جميلا يستطيعون شراءه بدفع جزء من مدخراتهم و سلفية البنك، على أن يؤجروا بيتهم الحالي ويسددوا للبنك قرضه، ولم يرتاحوا لهذا الدين، وزاد تقشفهم و كلما تجمع لديهم مبلغ من المال سارعوا إلى البنك ليخففوا من قيمة القرض وفوائده، واستطاعوا بذلك السداد في عامين لما كان قد يدفعه آخرون في أربعة.
مرت السنوات وخسر زيد في البورصة وعصفت به الأزمة الحالية وأصبح على شفير اليأس، بينما تعرض أثمن ما لديه بيته وسياراته للبيع بعدما ازدادت الفوائد والديون أما ما عداهما من أدوات ومستلزمات التي كانت باهظة، فقد أصبحت لا تساوي أن يفرطوا فيها لئلا يغتالهم القهر على ما يعرض فيها من سعر.
في نفس الفترة الزمنية فان عبيد لم يتأثر بل للهول فان حياته أصبحت أفضل فلديه وزوجته وظيفتيهما وإيجار المنزل الآخر بينما أسهم بعض الاكتتابات تركوها ذخرا لأبنائهما للمستقبل فلا حاجة لهما لبيعها ، وخصوصا وان الأزمة المالية التي نكبت العالم تنبئ بكسر شبح الأسعار وهم لا يحتاجون لأكثر مما يعتاشون فالبساطة والقناعة هما منهاج حياتهم في السراء و الضراء.
الغريب ان الناس الذين على شاكلة زيد لا يهمهم مغبة ما يفعلون، لا يرون أسلوب حياتهم الجامح الذي لا يتقيد بقدر لحافك مد رجليك، وبأن المبذرين كانوا إخوان الشياطين، وأن المال نعمة تصرف في أوجهها متى ملكناها، وكيف إذا كانت مستدانة أصلا ومع ذلك تعامل بلا مسئولية ولا تقدير، ولا شعور بالتقصير والتطاول على ما لا يخصهم..؟
لأنهم في النهاية يجدون الشماعة التي يلقون بعبء سقوطهم المريع عليها، إنها الدولة..!! أليست مسؤولة عن مواطنيها الذين هم بالمناسبة عدة آلاف فقط تعد على الأصابع..!! هذه الدولة الغنية التي تتبرع هنا وهناك، أليس شعبها أحق بتبرعاتها وعطفها..؟؟
ولكن أي شعب..؟؟ المبذر، اللاهي، غير المقدر للنعمة، الذي لا يتورع إن ملك المزيد من المال أن يتمادى بالاستعراض والمباهاة والترفع عن الطبقات الأقل وإقامة الولائم و الأعراس الفاحشة، ويبتكر وسائل لم يسبقه أحد في ابتداعها للتميز والتفرد..؟؟
فقط لأنه قطري، إذن من حقه أن يلبس أحدث وأفضل وأغلى الملابس، ويركب أفخم سيارة ويسافر بالدرجة الأولى، و لا يحط رحاله في فندق خمسة نجوم الذي أصبح الآن شعبيا و لا يرقى لصفوة القوم..الخ المتطلبات..؟؟
أم ان الدولة فعلا غنية وشعبها أحق بإيرادها و لكن الشعب المقصود هو الذي يريد وطنا ذا بنية تحتية قوية ونظيفة ونقية غير مغشوشة، وطنا به مدارس ومستشفيات وشوارع تجعل حياة الناس أفضل وأرقى، وطنا ليس فيه بطالة ولا فقر ولا ظلم اجتماعي وفئات مطحونة لا يعلم بحالها ولا يأبه لها إلا ربها، وطنا يعتمد بصناعاته على ذاته ويشمخ بدعاماته الصناعية والزراعية والحيوانية واستثماراته اليانعة في إنتاج خامات غذائية و مستلزمات حيوية تسد النقص الداخلي وتحقق الاكتفاء المحلي في معظم الاحتياجات..؟؟
ان الفرق بين زيد وعبيد هو الفرق بين المواطن العالة العابث المتطلب والمواطن المسئول الناضج المتحمل لدوره. ويا للمفاجأة، إن المرتاح حقا ذو البال الهانئ والنفس المستقرة هو المسئول بينما الآخر الذي يبدو متمتعا بأطايب الدنيا يدفع الثمن الذي يقوده إلى الإفلاس ومن ثم الانهيار و الدمار.
الحل بأيدينا، بوعينا، بمدى فهمنا لوطنيتنا. لقد تقدمت مجموعة تمثل فئات من الشعب الكويتي بعريضة تظلمات لأمير بلادهم لرفع الديون عن كاهلهم. وطالبت بأن تتحمل الحكومة نفقات سدادها لأن الشعب الكويتي يستأهل لدفاعه عن بلاده وصبره أثناء الغزو العراقي، ويرتفع سؤال، هل للوطنية ثمن..؟؟ هل يدافع الإنسان عن بلده لقاء مقابل..؟؟
أليس من حق تراب أرضنا أن ندافع عنه بأرواحنا حتى ولو أنكرتنا بعدها سلطة البلاد..؟؟ الوطن ليس له علاقة بالمقابل أو حتى الاعتراف أو عدمه بما قدمت أيدينا. هل هم مرتزقة ينتظرون الأجر..؟؟
و لماذا يلجأون للديون..؟؟ هل لأن حكومتهم لم توفر التعليم والعلاج وأساسيات العيش..؟؟ أم أنها للبذخ والترف والتبذير..؟؟ هل يعني ذلك بأن الحكومات الخليجية الغنية مسؤولة عن خيلاء شعبها كله أو بعضه..؟؟
إن الناتج القومي للبلاد ثروة قومية من حق الأجيال القادمة الحصول على ريعها، ومن حق الأجيال الحالية التمتع بالعيش الكريم وضمان الحقوق والكرامة. ومن حق الوطن أن ينال الرعاية والتحضر والعمران، وقيام الدولة ذات البنية المستقرة العالية الجودة والتي تجد مكانها بين الدول المنتجة النامية بفخر.
أما زيد ومن على شاكلته، فقد حان الأوان لينضجوا، و يعلموا أولادهم المسئولية، ويطبقوا الحديث القائل: أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه ويكسروا حلقة الدَّين ويعتبرونها عادة مقيتة، فهو ذل في النهار وهم بالليل، ولكن.. إذا لم يشعروا بذلك، ولم يملكوا الحساسية والرهافة ليتبينوا المعاني والمغزى، فهذا سؤال محير لا جواب له..!!
تحمل المأساة المالية التي هزت العالم وغيرت مصير الملايين ونمط حياتهم حكمة لم تكن خفية أبدا ولكنها مرفوضة من قبل الآخرين ولا زالت.
انه الإقبال على الدين و القرض بدون أحساس بالذنب أو شعور بالخطأ. بل كأنه حق من الحقوق أو وسيلة شرعية للتعايش مع متطلبات الحياة..!!
قروض من البنك، شراء بالبطاقة ذات الدفع المقسط، حيازة منزل وسيارة وأثاث وملابس..الخ، بنقود لم تسدد و بذلك ترتفع المبالغ المقترضة أكثر بما تتراكم من فوائد. انه التعود على التمتع بلذة الشراء بالديون، كأن الشخص منهم يعيش في جيوب الآخرين، و للأسف دون استنكار الوضع أو كراهيته و الاشمئزاز منه..!!
و قد ثبت في عدة أحاديث أن روح المديون محبوسة بدينه حتى يقضى عنه، و قد امتنع النبي صلوات الله وسلامه عليه عن الصلاة على من كانت عليه ثلاثة دنانير أو ديناران.
هناك شقيقان.. زيد وعبيد يتلقيان نفس الراتب و يعيلان عائلتين متقاربتي العدد، ولكنك ترى بيت زيد فاخرا ويملك سيارتين فارهتين ويلبس أبناءه أغلى الملابس ولا يلبسونها أكثر من مرات معدودة لتصبح في نظرهم قديمة ولا داعي لها، ويتطلعون للجديد لدرجة أنهم ينسون أن لديهم ثيابا مشابهة في منزلهم، حيث أن عيونهم معلقة بالأسواق وأحدث ما تطرحه المحلات ومجلات الموضة والماركات. ومع أنهم يرتادون أفخم الأماكن إلا أن ذلك لا ينسيهم ولا يعوضهم عن السفر كل عام إلى أوروبا.
وبالطبع لا يكفي راتبه ولا زوجته المبذرة التي لا تفهم من الدنيا سوى الاستهلاك وإرضاء غرورها وأداء استعراضها أمام الآخرين، فيستدين فكل شيء يملكونه لم يسددوا ثمنه بعد. وجاءت البورصة لتصبح في نظرهم وسيلة الثراء السريع، يركبون أمواجها بالاستدانة والمغامرة والمقامرة، أيهما يصيب، فلا شعور بالقلق لإيمانهم بأنهم يتصرفون بطريقة سليمة و كأنها أسلوب الحياة نفسها..!!
بينما عبيد كان مسالما وزوجته زاهدة و مقتصدة، يأكلون على قدهم و يلبسون ما هو أنيق ولكنه بسيط واقتصادي، ويحافظون على أغراضهم وأدواتهم الثمينة والضرورية بحيث تعيش لديهم، ولا يحتاجون حتى لتصليحها لأنها لا تتلف. سافروا عدة مرات دون أن يحولوا سفرتهم للتبضع أو الخيلاء بل ذهبوا بستر وعادوا بهدوء لم يحدثوا جلبة هزت مدخراتهم أو أثرت على ميزانيتهم. يعيشون بطريقة مريحة وقد استطاعت الزوجة الحصيفة بوقت مبكر مساعدة زوجها على الادخار وفتح حساب لتعليم الأبناء وتزويجهم، دخلوا كل اكتتابات البورصة بمدخراتهم وببيع الأسهم السابقة دون اللجوء إلى الاستدانة، ومع أنه كان بإمكانهم ذلك لرفع المبالغ والحصول على المزيد من نسبة الأسهم المخصصة حسب المبالغ المدفوعة، إلا أنهم كانوا راضين بنصيبهم دون أن يدفعهم الطمع للرغبة بالمزيد، رغم أن الاكتتاب مضمون بل ان المبالغ الفائضة ستعاد وبإمكانهم إرجاعها للبنك، ولكنهم لكراهيتهم للدين بكل صوره لم يقدموا على المحاولة، ولم يلجأوا لشراء الأسهم للمضاربة فيها ولو نزل سعرها لأنهم يعلمون بأنهم ليسوا بهذه الخبرة ولا يريدون ما لا يفقهون..
مرة واحدة اضطر فيها عبيد للاستدانة من البنك و ذلك عندما وجدوا بيتا جميلا يستطيعون شراءه بدفع جزء من مدخراتهم و سلفية البنك، على أن يؤجروا بيتهم الحالي ويسددوا للبنك قرضه، ولم يرتاحوا لهذا الدين، وزاد تقشفهم و كلما تجمع لديهم مبلغ من المال سارعوا إلى البنك ليخففوا من قيمة القرض وفوائده، واستطاعوا بذلك السداد في عامين لما كان قد يدفعه آخرون في أربعة.
مرت السنوات وخسر زيد في البورصة وعصفت به الأزمة الحالية وأصبح على شفير اليأس، بينما تعرض أثمن ما لديه بيته وسياراته للبيع بعدما ازدادت الفوائد والديون أما ما عداهما من أدوات ومستلزمات التي كانت باهظة، فقد أصبحت لا تساوي أن يفرطوا فيها لئلا يغتالهم القهر على ما يعرض فيها من سعر.
في نفس الفترة الزمنية فان عبيد لم يتأثر بل للهول فان حياته أصبحت أفضل فلديه وزوجته وظيفتيهما وإيجار المنزل الآخر بينما أسهم بعض الاكتتابات تركوها ذخرا لأبنائهما للمستقبل فلا حاجة لهما لبيعها ، وخصوصا وان الأزمة المالية التي نكبت العالم تنبئ بكسر شبح الأسعار وهم لا يحتاجون لأكثر مما يعتاشون فالبساطة والقناعة هما منهاج حياتهم في السراء و الضراء.
الغريب ان الناس الذين على شاكلة زيد لا يهمهم مغبة ما يفعلون، لا يرون أسلوب حياتهم الجامح الذي لا يتقيد بقدر لحافك مد رجليك، وبأن المبذرين كانوا إخوان الشياطين، وأن المال نعمة تصرف في أوجهها متى ملكناها، وكيف إذا كانت مستدانة أصلا ومع ذلك تعامل بلا مسئولية ولا تقدير، ولا شعور بالتقصير والتطاول على ما لا يخصهم..؟
لأنهم في النهاية يجدون الشماعة التي يلقون بعبء سقوطهم المريع عليها، إنها الدولة..!! أليست مسؤولة عن مواطنيها الذين هم بالمناسبة عدة آلاف فقط تعد على الأصابع..!! هذه الدولة الغنية التي تتبرع هنا وهناك، أليس شعبها أحق بتبرعاتها وعطفها..؟؟
ولكن أي شعب..؟؟ المبذر، اللاهي، غير المقدر للنعمة، الذي لا يتورع إن ملك المزيد من المال أن يتمادى بالاستعراض والمباهاة والترفع عن الطبقات الأقل وإقامة الولائم و الأعراس الفاحشة، ويبتكر وسائل لم يسبقه أحد في ابتداعها للتميز والتفرد..؟؟
فقط لأنه قطري، إذن من حقه أن يلبس أحدث وأفضل وأغلى الملابس، ويركب أفخم سيارة ويسافر بالدرجة الأولى، و لا يحط رحاله في فندق خمسة نجوم الذي أصبح الآن شعبيا و لا يرقى لصفوة القوم..الخ المتطلبات..؟؟
أم ان الدولة فعلا غنية وشعبها أحق بإيرادها و لكن الشعب المقصود هو الذي يريد وطنا ذا بنية تحتية قوية ونظيفة ونقية غير مغشوشة، وطنا به مدارس ومستشفيات وشوارع تجعل حياة الناس أفضل وأرقى، وطنا ليس فيه بطالة ولا فقر ولا ظلم اجتماعي وفئات مطحونة لا يعلم بحالها ولا يأبه لها إلا ربها، وطنا يعتمد بصناعاته على ذاته ويشمخ بدعاماته الصناعية والزراعية والحيوانية واستثماراته اليانعة في إنتاج خامات غذائية و مستلزمات حيوية تسد النقص الداخلي وتحقق الاكتفاء المحلي في معظم الاحتياجات..؟؟
ان الفرق بين زيد وعبيد هو الفرق بين المواطن العالة العابث المتطلب والمواطن المسئول الناضج المتحمل لدوره. ويا للمفاجأة، إن المرتاح حقا ذو البال الهانئ والنفس المستقرة هو المسئول بينما الآخر الذي يبدو متمتعا بأطايب الدنيا يدفع الثمن الذي يقوده إلى الإفلاس ومن ثم الانهيار و الدمار.
الحل بأيدينا، بوعينا، بمدى فهمنا لوطنيتنا. لقد تقدمت مجموعة تمثل فئات من الشعب الكويتي بعريضة تظلمات لأمير بلادهم لرفع الديون عن كاهلهم. وطالبت بأن تتحمل الحكومة نفقات سدادها لأن الشعب الكويتي يستأهل لدفاعه عن بلاده وصبره أثناء الغزو العراقي، ويرتفع سؤال، هل للوطنية ثمن..؟؟ هل يدافع الإنسان عن بلده لقاء مقابل..؟؟
أليس من حق تراب أرضنا أن ندافع عنه بأرواحنا حتى ولو أنكرتنا بعدها سلطة البلاد..؟؟ الوطن ليس له علاقة بالمقابل أو حتى الاعتراف أو عدمه بما قدمت أيدينا. هل هم مرتزقة ينتظرون الأجر..؟؟
و لماذا يلجأون للديون..؟؟ هل لأن حكومتهم لم توفر التعليم والعلاج وأساسيات العيش..؟؟ أم أنها للبذخ والترف والتبذير..؟؟ هل يعني ذلك بأن الحكومات الخليجية الغنية مسؤولة عن خيلاء شعبها كله أو بعضه..؟؟
إن الناتج القومي للبلاد ثروة قومية من حق الأجيال القادمة الحصول على ريعها، ومن حق الأجيال الحالية التمتع بالعيش الكريم وضمان الحقوق والكرامة. ومن حق الوطن أن ينال الرعاية والتحضر والعمران، وقيام الدولة ذات البنية المستقرة العالية الجودة والتي تجد مكانها بين الدول المنتجة النامية بفخر.
أما زيد ومن على شاكلته، فقد حان الأوان لينضجوا، و يعلموا أولادهم المسئولية، ويطبقوا الحديث القائل: أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه ويكسروا حلقة الدَّين ويعتبرونها عادة مقيتة، فهو ذل في النهار وهم بالليل، ولكن.. إذا لم يشعروا بذلك، ولم يملكوا الحساسية والرهافة ليتبينوا المعاني والمغزى، فهذا سؤال محير لا جواب له..!!