المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف يتأثر قطاع الاتصالات بالأزمة المالية العالمية



alzaeem
05-11-2008, 08:55 AM
05/11/2008

كيف يتأثر قطاع الاتصالات بالأزمة المالية العالمية

مع مرور الوقت تمتد تأثيرات الأزمة المالية في العالم على مختلف القطاعات لاسيما المالية والعقارية منها. ولم تسلم قطاعات اقتصادية أخرى من شظايا هذه القنبلة التي كشفت بعضاً من المستور. أما قطاع الاتصالات بشقيه التشغيلي والشركات المصنعة للموبايل، فقد تأثر بشكل غير مباشر بالأزمة، الا أن الوطأة كانت أكبر بالنسبة لشركات الموبايل، فيما الشركات المشغلة تستمر في تحقيق الأرباح من دون خسائر تذكر. ولكن هل سييبقى الوضع على حاله اذا ما تفاقمت الأزمة؟ بحسب ما نشرت وكالة رويترز أخيرا، بدأ خطر خسارة ملايين الدولارات يحوم حول شركات الموبايل، اضافة الى الشركات المشغلة، فشركة أر أي أم RIM المصنعة لهواتف البلاك بيري هي الشركة الأكثر تأثراً بالأزمة لأن وضعها المالي متعلق مباشرة ببورصة وول ستريت وبالتالي تعتبر مهددة بالخسارة بين يوم وآخر.
ومع خسارة العديد من الأشخاص في مجال الأعمال وظائفهم، سوف يخف الطلب على هواتف البلاك بيري وسيكون لذلك تأثير سلبي على أرباح الشركة. كما أن هذا الأمر أيضاً يهدد شركات أخرى مصنعة للهواتف الذكية مثل بالم ، أيتش بي، أيتش تي سي وغيرها.
وهذه الشركات تعاني أصلاً من صعوبة في رفع نسبة المبيعات في الولايات المتحدة واوروبا ، وبالتالي جاء موضوع الأزمة ليضاعف خطورة الوضع المتأزم أصلاً بسبب تدني الأوضاع الاقتصادية.
من جهتها، تقوم الشركات المشغلة للاتصالات في العالم بأخذ اجراءات احترازية عبر تعديل خططها التسويقية. فقد بدأت بعض الشركات بتقديم هواتف مجانية أو بسعر مخفض للعملاء لتشجيعهم على استخدام الشبكة. كما تقوم بعروض متنوعة وتقدم خدمات مختلفة بأسعار مخفضة ليس فقط في مجال المكالمات بل أيضاً الانترنت موبايل.
هذا، وباتت الشركات المشغلة تصب اهتمامها أكثر على فئة العملاء المستخدمة للانترنت عبر الموبايل. وفي هذا السياق أعلنت شركة غارتنر للدراسات والأبحاث أن العملاء الأكثر أهمية بالنسبة للشركات المشغلة في أميركا الشمالية هم مستخدمو الانترنت موبايل.
من جهة ثانية، تشير التوقعات إلى أن سوق الموبايل العالمي سيبقى قادراً على تحقيق الأرباح والنمو الذي قد يصل الى 10 في المائة هذا العام، وذلك بفضل تزايد الطلب على الهواتف الذكية في الهند والصين.
أما بالنسبة للأسواق الأكثر نضوجاً ، فمن المتوقع أن ينتهي عام 2008 مع نسبة بسيطة من النمو . وبحسب غارتنر، فقد انخفضت نسبة مبيعات الموبايل في اوروبا في النصف الأول من عام 2008 مقارنة بالفترة نفسها عام 2007

تنافس وسط الأزمة
على صعيد آخر، دعت المفوضية الأوروبية أكثر من مرة الى مزيد من التنافس في سوق الاتصالات الاوروبية والى مواصة الاصلاحات في القطاع، رافضة دعوات الشركات المشغلة الى فترات «توقف قانونية» بسبب الأزمة الاقتصادية.
وقالت المفوضة المكلفة بقطاع الاتصالات فيفيان ريدينغ في أحد اجتماعات الجمعية الاوروبية لمشغلي الاتصالات في ايطاليا: «لقد زارني بعضكم في الأسابيع الأخيرة وقالوا لي ان الوقت حان لتليين، أو حتى للتخلي عن نظام الاتصالات بسبب الأزمة المالية». لكنها تداركت في خطاب نقله مكتبها في بروكسل: «أعتقد بقوة أن النظام حول المنافسة له تأثير ايجابي على الاقتصاد ، وبالتالي فان أزمنة الصعوبات الاقتصادية ليست سبباً لتعليق العمل بمبادىء قواعد المنافسة».
وقد عرضت المفوضية الاوروبية في شهر نوفمبر 2007 سلة تشريعات تهدف الى مزيد من التنافس وتقديم الخدمات للعملاء في سوق الاتصالات ، وخصوصاً تحسين التنسيق بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مع «نظام جديد عالي التقنية».
لكنها وجدت صعوبة في الترويج لهذه الأفكار التي رفضتها بعض الدول الاعضاء والشركات المشغلة فيها.
وبحسب دراسة حديثة، فان تجزئة أسواق الاتصالات بين مختلف دول العالم تكلف الاقتصاد الاوروبي 20 مليار يورو سنوياً، كما قالت المفوضة التي لفتت الى أن خبراء المفوضية يعتبرون أن ذلك هو «التقدير الأدنى».

اتصالات الخليج بوضع مستقر
وفيما تتخبط اوروبا واميركا خاصة بالأزمة المالية، بدأت تأثيراتها تظهر في الخليج، لاسيما بالنسبة للمصارف والأسواق المالية. أما قطاع الاتصالات في الخليج فوضعه مستقر حتى الساعة، فيما أصدرت مؤخراً أبرز الشركات المشغلة في المنطقة نتائجها المالية للربع الثالث من العام. وقد جاءت النتائج بأغلبها جيدة، مما يشير الى عدم تأزم الوضع في قطاع الاتصالات في المنطقة.
فقد حققت شركة زين ارتفاعاً بنسبة 7 في المائة في الربح الصافي ، مع ازدياد نسبة العملاء وبلوغهم 56 مليونا في 22 دولة في العالم. فيما وصل الربح الصافي الى 327 مليون دولار وارتفعت الايرادات بنسبة 25 في المائة لتبلغ 1,89 مليار دولار.
أما شركة الاتصالات السعودية أس تي سي، فقد انخفضت أرباحها للربع الثالث من 2008 بنسبة 4 في المائة، حيث جاءت هذه النتيجة أقل من التوقعات. وقد بلغ صافي الأرباح 803,7 ملايين دولار والسبب عائد الى تكاليف التوسع. وقد تراجعت أرباح الشركة الفصلية بسبب توسيع الشركة لشبكتها لتغطي منطقة جغرافية أوسع . وبلغ صافي الأرباح 2,63 مليار دولار في الشهور التسعة المنتهية في 20 سبتمبر مقابل 2,39 مليار دولار قبل عام.
أما موبايلي السعودية فقد كسرت التوقعات وحققت ارتفاعاً بنسبة 73,3 في المائة في الربح الصافي للربع الثالث من العام حيث بلغ 143,7 مليون دولار.
وقالت الشركة انها حصدت 311 مليون ريال سعودي في الربع الثالث من 2007. فيما توقع المحللون أن تتراوح أرباح موبايلي خلال الربع الثالث من 2008 ما بين 380 مليونا و553.3 مليون ريال سعودي أي بمعدل 492,12 مليون ريال.
أما المشغل القطري كيوتل فقد حقق ارتفاعاً بنسبة 50 في المائة، اذا بلغ الربح الصافي للربع الثالث من2008 حوالي 170,4 مليون دولار. وكان من المتوقع أن ترتفع الأرباح 71 في المائة ( أي 706 ملايين ريال قطري) حسب ما أعلن تقرير بلومبرغ.
أما في الامارات العربية المتحدة، فإن أثر الأزمة على السوق يبدو كبيراً، حيث حققت شركة اتصالات ارتفاعاً بالأرباح الصافية بنسبة 19 في المائة اذ بلغ الربح الصافي 2,1 مليار درهم وذلك خلال الربع الثالث من عام 2008. فيما بلغ الربح الصافي للأشهر التسعة من العام 7,3 مليارات درهم. وقد وصل عدد مستخدمي الموبايل في الامارات الى أكثر من 7 ملايين مستخدم.
فيما المشغل الاماراتي الثاني ديو وصلت حصته السوقية الى 30 في المائة خلال 16 شهراً وهي الحصة التي سعت اليها الشركة منذ بداية التشغيل حسب ما أعلن عثمان سلطان الرئيس التنفيذي للشركة. وقد تخطى عدد عملاء ديو في الربع الثاني من العام 2,3 مليون.
من جهة ثانية، حقق المشغل البحريني باتلكو ارتفاعاً في عائداته السنوية بنسبة 15 في المائة. فيما بلغت الأرباح السنوية 191,8 مليون دولار. «ورغم تخفيض أسعار الخدمات والمنتجات و انتقال عدد من العملاء الى المشغل الثاني زين، وتدخلات الهيئة المنظمة، ما زالت باتلكو محافظة على مكانتها القيادية في السوق البحريني وقوتها في الشرق الأوسط»، هذا ما أعلنه الشيخ حمد بن عبدالله الخليفة العضو المنتدب للشركة.
واعلن بيتر كيريالوبولوس الرئيس التنفيذي للشركة أن البحرين ما زالت محافظة على نسبة النمو بسبب العمليات الخارجية وهي تشكل 36 في المائة من عائدات باتلكو. وقد وصل عدد مستخدمي باتلكو الى 4 ملايين مستخدم بمعدل نمو سنوي يصل الى 20 في المائة.