المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دروس يجب أن نعيَها



محمد لشيب
06-11-2008, 10:56 AM
عبدالعزيز آل محمود - صحيفةالعرب (http://alarab.com.qa/details.php?docId=61934&issueNo=318&secId=16)
2008-11-05
http://alarab.com.qa/admin/dalil/images/_A.JPG
تابع العالم الانتخابات الأميركية، واحتفل معها فرحا بفوز أوباما. لقد وجدت عدة رسائل في هاتفي تهنئني بفوز الرئيس الجديد، وكأن الأمر يعنيني في شيء، ولكنها فرحة التغيير التي عصفت بالعالم من شرقه إلى غربه.
يجب أن نعترف بعظمة أميركا، هذه الأمة التي استطاعت أن تجسد بدستورها وأنظمتها وتشريعاتها البوتقة التي تذوب فيها الأعراق والأديان، وتتعايش بأفضل طريقة ممكنة، بحيث لا يطغى الكل على البعض، ولا البعض على الكل.
لم تجذبني القنوات الفضائية العربية التي تنافست في استقطاب الكثير من المتحدثين الذين يقولون القليل بكثير الكلام، فقررت أن أتابع هذه الانتخابات من القنوات الأميركية التي حصلت على أفضل المواقع لتصوير مقاطعها، وعلى أفضل المحللين لاستشراف القادم من الأيام والقرارات، فكانت مناظر جميلة بثتها هذه الفضائيات حين احتضن الأسود الأبيض، وانهالت دموع الفرح على تلك الوجوه المختلفة، ورقص الناس بمختلف أشكالهم في الشوارع ملوحين بأعلام دولتهم التي أحبوها وأحبوا فيها فرصها وأحلامها وعظمتها.
هاتفني صديق صباح أمس، متندراً بانتخابات الدول العربية التي ما زالت بصماً على الورق، وتزويراً في الصناديق، و»ضحكاً على الذقون»، وذكرني بالانتخابات البرلمانية التي حصلت في دولة عربية ذهب ضحيتها الكثير من البشر، واحتل «الزعران» مداخل اللجان الانتخابية، ونقلت بعض الفضائيات تزويراً على الهواء مباشرة من قبل القائمين على هذه الانتخابات، وأصبح الأمر برمته نكتة يتندر بها الناس وسارت بها الركبان إلى أقاصي الأرض.
مذيعة عربية في إحدى قنواتنا استغربت من عدم وجود تزوير في الانتخابات الأميركية، وأبدت ملاحظتها على الشاشة، ولم تجد من يرد عليها من المراسلين الذين كانوا معها على الخط -مع كثرتهم- لأنهم اعتقدوا أنها تمزح، أو لأنهم لم يستمعوا لما تقوله أصلاً، ولكنها الثقافة التي جئنا منها، والتي جعلتنا لا نثق في أية انتخابات نراها نزيهة أمامنا.
إن ما حدث في الولايات المتحدة يجب أن يفتح عيوننا على ذاتنا، لنرى وضعنا بطريقة أفضل مما كنا نراه سابقا، وأن ننتقد الذات، ونرى طريق التغيير ونقبل به، حتى لا نجد أنفسنا وقد تجاوزنا الزمن بعد أن جمدنا في مقاعدنا فرحين بما لدينا.
لدينا من العيوب الكثير، فمع سير العالم إلى الأمام شرعنا ننظر للخلف، فظهرت لدينا القبلية بكل عنصريتها، وقسمنا أنفسنا إلى قبائل وأفخاذ وعشائر، كل فرح بما لديه، وبقيت معنا أمراض الجاهلية نورثها أبناءنا ولأبنائهم من بعدهم، في دائرة جهنمية لا نهاية لها من التمييز الطبقي غير المعقول وغير المقبول، ثم أطلت علينا المذهبية البغيضة بكل المصائب التي تختفي تحتها، وتقاتل السنة والشيعة في العراق، ورخص الدم العربي المسلم تحت دعاوى بغيضة، وبكينا على قتلانا وجرحانا في المستشفيات حين انتزعت منهم ملابسهم ولم يبق سوى ذلك الدم القاني الذي يتشابه حين خروجه من الجسد، بكينا ولم يكن يعنينا أن الجريح سني أو شيعي أو مسيحي، بكينا لأن هذه الأشلاء لضحايا مجزرة بغيضة يديرها من يستمتع بها، ويريد أن يرانا شيعاً وأحزاباً متقاتلين مختلفين.
مع مسير الزمن وتعاقبه يتعلم الناس من أخطائهم، وتتراكم معرفتهم، وتتزاحم الخبرة في عقولهم، فيكونون أكثر حكمة وأقل خبالا، ولكننا في عالمنا العربي لا نستفيد من أخطائنا ولا تتراكم معارفنا، ولا تظهر خبرتنا سوى في أجهزتنا الأمنية، ويرانا الناس أكثر خبالا في تالينا من أولنا، فنحن لا نسير باتجاه التكامل، فحدودنا أصبحت أكثر قسوة علينا، واقتصادنا ارتبط بالخارج أكثر من الداخل، ولا نكاد نتحدث مع بعضنا حتى يطل علينا الشيطان بشرّه فما أسرع أن نتحول من الصداقة إلى العداوة، نتخاصم لأننا نريد أن نتخاصم، فإذا فعلنا ذلك انسحب هذا على المعاملات والأعلام والقرابات وأجهزة الحاسوب في المطارات، وفي تكشيرة الشرطي على الحدود، وصولا إلى تعطيل المواد الغذائية، وتحريك السكين في لحم الناس وقوتهم وتجارتهم.
كلما نظرت إلى فرح الآخرين حزنت لحزننا، فهل كثير علينا أن نرى انتخابات نزيهة؟ وهل كثير علينا أن يحترم بعضنا بعضا؟ وهل كثير علينا أن نقول لعصبية القبيلة: (دعوها فإنها منتنة)؟ وهل كثير علينا أن نلعن الطائفية؟ وهل كثير علينا أن نفتح أذرعنا مرحبين بالقادمين إلينا؟ وهل كثير علينا أن نكون أمة يحترمها الآخرون؟
نبارك لأوباما فوزه التاريخي، فهو أول رئيس أسود للولايات المتحدة الأميركية، متمنين له من كل قلوبنا أن يغير ما بدأه سلفه، ففرح الناس به مرده إلى الرغبة في التغيير، هذا التغيير الذي دفع الناس في عالمنا العربي إلى السهر أمام أجهزة التلفاز متحفزين بانتظار فوزه، ففوزه ليس فوزاً أميركياً، بل فوز للعالم إن قام بما هو متوقع منه.
ce@alarab.com.qa

قطريه ماركه
06-11-2008, 11:02 AM
الله يعطيننا خيره .. ويكفيننا شره ....

فراغ
07-11-2008, 02:48 AM
لا تتفائل خيرآ في أوباما أخي عبدالعزيز المحمود
فسوف يهذبون أخلاقه اليهود مثلما فعلوا فيما قبله
أما حديثك عن علمنا فلقد نطقت بما ينطق به كل فرد فيه
جزاك الله خيرآ على هذه المقاله الخالدة أنها والله ما تصدر ألا من نبيل