مغروور قطر
08-11-2008, 12:28 PM
الحالة النفسية تؤثر على قرارات المستثمرين في السوق المالي
تحقيق ــ نسرين عبدالله
أدت التداعيات التي شهدها السوق المالي الى تدهور الاوضاع المادية والنفسية للمستثمرين وإصابتهم بالاكتئاب والاحباط من جراء هذه الخسائر وضياع مدخراتهم.
وتنازل السوق عن حاجز الـ 6500 نقطة لأول مرة منذ ابريل 2007 نتيجة استمرار عمليات البيع المحمومة التي قامت بها المحافظ الاجنبية والوطنية على حد سواء وسط غياب شبه تام لطلبات الشراء.
وواصلت الاسهم خسائرها لتفقد نحو 30 مليار ريال في نهاية الاسبوع الماضي بعد ان تراجعت القيمة السوقية الى نسبة 40,9% لتصل الى 288 مليار ريال قطري مقابل 318 مليار ريال في الاسبوع قبل الماضي.
ووفقا لما قاله المحللون الماليون فقد تجاهل السوق القطري لثاني اسبوع على التوالي ارباح الشركات خلال الربع الثالث من العام الحالي، مشيرين الى ان المتعاملين القطريين تعودوا في الفترة الاخيرة على اتخاذ قراراتهم وفقا لما يحدث في الاسواق المجاورة وليس وفقا لمجريات الاحداث في الاقتصاد القطري وهو الامر الذي ادى الى خسارة الغالبية العظمى من الاسهم المتداولة الاكثر من 50% من قيمتها بعد ان وصلت اسعارها لأدنى مستوياتها.
ويقول سيد الصيفي الرئيس التنفيذي للشركة ان ضياع مدخرات المستثمرين أدت الى تزعزع ثقتهم بالبورصة مما اصابهم بالاحباط والاضطراب النفسي وتسبب لهم بالاكتئاب.
وقال: يجب على المستثمر توخي الحذر والصبر في عملية البيع او الشراء. وبين ان المستثمر ليس الخاسر الوحيد في هذه الازمة باعتبارها ازمة عالمية كانت اسرع من ان يتنبأ بها احد أو ان يحتاط لها قبل وقوعها.
وأوضح ان العديد من الدول اعلنت افلاس بنوكها وشركاتها الضخمة نتيجة لتدني اسعار الاسهم. ونوه بضرورة الاستفادة من هذه الازمة لعدم تكرارها في المستقبل.
ويقول: يجب على المستثمر ان يقوم بتنويع استثماراته والتوجه الى استثمارات جديدة والاحتفاظ بجزء من السيولة للاستفادة منها في مثل هذه الظروف.
ونوه بضرورة دراسة وضع السوق وأسعار الاسهم قبل اتمام عمليات المضاربة أو البيع أو الشراء من قبل المستثمر. وأشار الى ضرورة معرفة ادارة الخوف والطمع لدى المستثمر حيث يطمع المستثمرون للكسب وينتابهم الخوف من الخسارة لذلك يجب تأهيل المستثمرين تأهيلا سليما لتفادي هذه الازمة فيجب على ادارة السوق في الفترة الحالية فتح مراكز تدريب وتثقيف للمستثمرين ومراكز استشارية غير ربحية لتوعية المستثمر كيف يمكنه استثمار أمواله في البورصة.
ويؤكد ان الحالة النفسية للمستثمرين تنعكس بشكل كبير على البورصة وذلك نتيجة عزوف المستثمرين من ضخ السيولة اللازمة لاتمام عمليات البيع والشراء.
ويؤكد طه عبدالغني مدير شركة نماء للاستثمارات ان حالة الخوف والحذر الشديد والاضطراب التي أصابت المستثمرين أدت الى موجات بيع مكثفة والدخول السريع والخروج الاسرع من البورصة.
ويقول: أوضاع البورصة القطرية مطمئنة وأسعار الاسهم جيدة وتشجع المستثمرين على الاستثمار.
ونوه بضرورة تثقيف المستثمرين لمعرفة أوجه الاستثمار الناجح وتوفير الشفافية لهم.
ويشاركه الرأي حمد صمعان الهاجري حيث اعتبر البورصة القطرية احسن حالا من نظيراتها واعتبرها مطمئنة بشكل كبير ويقول: يوجد تداول وعمليات بيع وشراء ولقد تخطينا الازمة بشكل لافت.
ويقول محمد حجازي ان الارقام اللحظية للبورصة تؤثر سلبا على نفسية المستثمرين بشكل كبير لأنهم يعتبرون البورصة وسيلة للربح السريع ويستبعدون الخسارة التي يمكن ان يقعوا فيها.
وبين: يجب على المستثمر اعتماد قواعد اساسية لتفادي الازمات في المستقبل فيتوجب على المستثمر عدم استثماره للسيولة كاملة في وعاء استثماري واحد فيجب التنويع في الاستثمارات في عدة قطاعات.
وكما أوضح توجد مبادئ اساسية للمضاربة مثل احترام قانون وقف الخسارة والتعامل معها بشكل مدروس وتحديد نسبة الخسارة حتى لا تتكرر على المدى الطويل.
ونوه بضرورة توفير دورات تثقيفية للمستثمرين لتفادي الخسارة المتكررة لمعرفة طرق التعامل مع الاسهم المعروضة سواء بالبيع أو الشراء.
ويقول احد المستثمرين ان صغار المستثمرين هم السبب في هذه الازمة لدخولهم بأعداد كبيرة في البورصة القطرية. واضاف: ان العديد من المستثمرين ليست لديهم خبرة بالبورصة على الاطلاق، مشيرا الى انه عندما بدأت الاسهم في التراجع خرجوا بأعداد كبيرة جدا مما تسبب في هذا الانهيار.
وذكر آخر انه عندما تهتز ثقة المستثمرين في السوق ومدى مقدرته على النهوض على المدى القريب يؤدي الى عزوف المستثمرين عن الشراء أو الخروج من السوق.
وأكد ان الخسائر المتكررة التي تكبدها بعد استثمار مدخراته في البورصة اصابته بالاحباط وعدم مقدرته على تعويض هذه الخسارة اصبح يؤرقه بشكل كبير.
وتقول الدكتورة بتول خليفة ان الضغط النفسي الذي يتعرض له المستثمر في البورصة يولد لديه حالة من الأرق والتعب وعدم المقدرة على النوم والشعور بالاوجاع المستمرة واحساسه المستمر بأنها نهاية العالم.
وتشير الى ان المستثمر الذي يخسر كل مدخراته في البورصة تتولد لديه رغبة قوية في الانتحار لعدم مقدرته على ايجاد حل لهذه الخسارة وبعض المستثمرين قد يتصرفون تصرفات غير مسؤولة وكل ذلك يدل على الانهيار الداخلي لدى المستثمر.
وتؤكد ان النظرة المادية للمستثمرين تؤدي الى مخاطر وخيمة والأمر قد لا يتوقف عند هذا الحد حيث تنتج مشاكل اسرية ومشاكل في العمل. ونوهت بأنه يجب ان تتوافر لدى المستثمر ثقافة التعامل مع البورصة.
ويقول الدكتور طاهر شلتوت ان الاحباط وارد لكل البشر وهو ينشأ اذا ما احتدت الازمات او الصراعات لدى الانسان. ويضيف: ان الحالة النفسية للانسان تسوء حينما لا يوافق الواقع تصوره عن المستقبل بمعنى الذين يدخلون في مشاريع معينة كالاستثمار في البورصة أو العقارات أو غيرها.
ويقول: يقف المستثمر على واقع السوق ومتطلباته كلما كان سقف توقعاته للمكسب أو الخسارة حقيقيا بعيدا عن الوهم والخيال بينما الذين يدخلون في مجالات لا يعلمون عنها شيئا غالبا تكون توقعاتهم دون مراعاة للسوق الفعلي وهنا تتشكل الازمة او يحتدم الصراع حينما تعصف العواصف في هذا السوق وكما اتضح في الايام السابقة.
ويقول: لقد اصيب العديد من غير المتدربين من المستثمرين بقلق وخوف وفزع شديد تؤدي بهم الى درجات متفاوتة من الاحباط النفسي حيث يكتشف البعض منهم انهم فقدوا كل ما كانوا يملكون من مدخرات بل الاسوأ هو فقدان ما كانوا يحلمون به وفقدان الحلم قد يؤدي الى دخول المستثمر في حالات من الاكتئاب النفسي لذلك من المتوقع ان الذين خسروا لم يكونوا على دراية بضوابط هذه اللعبة مما يؤدي الى الاحباط الذي يؤدي الى انتحار بعض منهم أو الدخول في الازمات النفسية والصحية الحادة.
تحقيق ــ نسرين عبدالله
أدت التداعيات التي شهدها السوق المالي الى تدهور الاوضاع المادية والنفسية للمستثمرين وإصابتهم بالاكتئاب والاحباط من جراء هذه الخسائر وضياع مدخراتهم.
وتنازل السوق عن حاجز الـ 6500 نقطة لأول مرة منذ ابريل 2007 نتيجة استمرار عمليات البيع المحمومة التي قامت بها المحافظ الاجنبية والوطنية على حد سواء وسط غياب شبه تام لطلبات الشراء.
وواصلت الاسهم خسائرها لتفقد نحو 30 مليار ريال في نهاية الاسبوع الماضي بعد ان تراجعت القيمة السوقية الى نسبة 40,9% لتصل الى 288 مليار ريال قطري مقابل 318 مليار ريال في الاسبوع قبل الماضي.
ووفقا لما قاله المحللون الماليون فقد تجاهل السوق القطري لثاني اسبوع على التوالي ارباح الشركات خلال الربع الثالث من العام الحالي، مشيرين الى ان المتعاملين القطريين تعودوا في الفترة الاخيرة على اتخاذ قراراتهم وفقا لما يحدث في الاسواق المجاورة وليس وفقا لمجريات الاحداث في الاقتصاد القطري وهو الامر الذي ادى الى خسارة الغالبية العظمى من الاسهم المتداولة الاكثر من 50% من قيمتها بعد ان وصلت اسعارها لأدنى مستوياتها.
ويقول سيد الصيفي الرئيس التنفيذي للشركة ان ضياع مدخرات المستثمرين أدت الى تزعزع ثقتهم بالبورصة مما اصابهم بالاحباط والاضطراب النفسي وتسبب لهم بالاكتئاب.
وقال: يجب على المستثمر توخي الحذر والصبر في عملية البيع او الشراء. وبين ان المستثمر ليس الخاسر الوحيد في هذه الازمة باعتبارها ازمة عالمية كانت اسرع من ان يتنبأ بها احد أو ان يحتاط لها قبل وقوعها.
وأوضح ان العديد من الدول اعلنت افلاس بنوكها وشركاتها الضخمة نتيجة لتدني اسعار الاسهم. ونوه بضرورة الاستفادة من هذه الازمة لعدم تكرارها في المستقبل.
ويقول: يجب على المستثمر ان يقوم بتنويع استثماراته والتوجه الى استثمارات جديدة والاحتفاظ بجزء من السيولة للاستفادة منها في مثل هذه الظروف.
ونوه بضرورة دراسة وضع السوق وأسعار الاسهم قبل اتمام عمليات المضاربة أو البيع أو الشراء من قبل المستثمر. وأشار الى ضرورة معرفة ادارة الخوف والطمع لدى المستثمر حيث يطمع المستثمرون للكسب وينتابهم الخوف من الخسارة لذلك يجب تأهيل المستثمرين تأهيلا سليما لتفادي هذه الازمة فيجب على ادارة السوق في الفترة الحالية فتح مراكز تدريب وتثقيف للمستثمرين ومراكز استشارية غير ربحية لتوعية المستثمر كيف يمكنه استثمار أمواله في البورصة.
ويؤكد ان الحالة النفسية للمستثمرين تنعكس بشكل كبير على البورصة وذلك نتيجة عزوف المستثمرين من ضخ السيولة اللازمة لاتمام عمليات البيع والشراء.
ويؤكد طه عبدالغني مدير شركة نماء للاستثمارات ان حالة الخوف والحذر الشديد والاضطراب التي أصابت المستثمرين أدت الى موجات بيع مكثفة والدخول السريع والخروج الاسرع من البورصة.
ويقول: أوضاع البورصة القطرية مطمئنة وأسعار الاسهم جيدة وتشجع المستثمرين على الاستثمار.
ونوه بضرورة تثقيف المستثمرين لمعرفة أوجه الاستثمار الناجح وتوفير الشفافية لهم.
ويشاركه الرأي حمد صمعان الهاجري حيث اعتبر البورصة القطرية احسن حالا من نظيراتها واعتبرها مطمئنة بشكل كبير ويقول: يوجد تداول وعمليات بيع وشراء ولقد تخطينا الازمة بشكل لافت.
ويقول محمد حجازي ان الارقام اللحظية للبورصة تؤثر سلبا على نفسية المستثمرين بشكل كبير لأنهم يعتبرون البورصة وسيلة للربح السريع ويستبعدون الخسارة التي يمكن ان يقعوا فيها.
وبين: يجب على المستثمر اعتماد قواعد اساسية لتفادي الازمات في المستقبل فيتوجب على المستثمر عدم استثماره للسيولة كاملة في وعاء استثماري واحد فيجب التنويع في الاستثمارات في عدة قطاعات.
وكما أوضح توجد مبادئ اساسية للمضاربة مثل احترام قانون وقف الخسارة والتعامل معها بشكل مدروس وتحديد نسبة الخسارة حتى لا تتكرر على المدى الطويل.
ونوه بضرورة توفير دورات تثقيفية للمستثمرين لتفادي الخسارة المتكررة لمعرفة طرق التعامل مع الاسهم المعروضة سواء بالبيع أو الشراء.
ويقول احد المستثمرين ان صغار المستثمرين هم السبب في هذه الازمة لدخولهم بأعداد كبيرة في البورصة القطرية. واضاف: ان العديد من المستثمرين ليست لديهم خبرة بالبورصة على الاطلاق، مشيرا الى انه عندما بدأت الاسهم في التراجع خرجوا بأعداد كبيرة جدا مما تسبب في هذا الانهيار.
وذكر آخر انه عندما تهتز ثقة المستثمرين في السوق ومدى مقدرته على النهوض على المدى القريب يؤدي الى عزوف المستثمرين عن الشراء أو الخروج من السوق.
وأكد ان الخسائر المتكررة التي تكبدها بعد استثمار مدخراته في البورصة اصابته بالاحباط وعدم مقدرته على تعويض هذه الخسارة اصبح يؤرقه بشكل كبير.
وتقول الدكتورة بتول خليفة ان الضغط النفسي الذي يتعرض له المستثمر في البورصة يولد لديه حالة من الأرق والتعب وعدم المقدرة على النوم والشعور بالاوجاع المستمرة واحساسه المستمر بأنها نهاية العالم.
وتشير الى ان المستثمر الذي يخسر كل مدخراته في البورصة تتولد لديه رغبة قوية في الانتحار لعدم مقدرته على ايجاد حل لهذه الخسارة وبعض المستثمرين قد يتصرفون تصرفات غير مسؤولة وكل ذلك يدل على الانهيار الداخلي لدى المستثمر.
وتؤكد ان النظرة المادية للمستثمرين تؤدي الى مخاطر وخيمة والأمر قد لا يتوقف عند هذا الحد حيث تنتج مشاكل اسرية ومشاكل في العمل. ونوهت بأنه يجب ان تتوافر لدى المستثمر ثقافة التعامل مع البورصة.
ويقول الدكتور طاهر شلتوت ان الاحباط وارد لكل البشر وهو ينشأ اذا ما احتدت الازمات او الصراعات لدى الانسان. ويضيف: ان الحالة النفسية للانسان تسوء حينما لا يوافق الواقع تصوره عن المستقبل بمعنى الذين يدخلون في مشاريع معينة كالاستثمار في البورصة أو العقارات أو غيرها.
ويقول: يقف المستثمر على واقع السوق ومتطلباته كلما كان سقف توقعاته للمكسب أو الخسارة حقيقيا بعيدا عن الوهم والخيال بينما الذين يدخلون في مجالات لا يعلمون عنها شيئا غالبا تكون توقعاتهم دون مراعاة للسوق الفعلي وهنا تتشكل الازمة او يحتدم الصراع حينما تعصف العواصف في هذا السوق وكما اتضح في الايام السابقة.
ويقول: لقد اصيب العديد من غير المتدربين من المستثمرين بقلق وخوف وفزع شديد تؤدي بهم الى درجات متفاوتة من الاحباط النفسي حيث يكتشف البعض منهم انهم فقدوا كل ما كانوا يملكون من مدخرات بل الاسوأ هو فقدان ما كانوا يحلمون به وفقدان الحلم قد يؤدي الى دخول المستثمر في حالات من الاكتئاب النفسي لذلك من المتوقع ان الذين خسروا لم يكونوا على دراية بضوابط هذه اللعبة مما يؤدي الى الاحباط الذي يؤدي الى انتحار بعض منهم أو الدخول في الازمات النفسية والصحية الحادة.