بن نايفه
09-11-2008, 11:30 AM
محاولة جديدة، سعت إليها هذه المرة قطر، من أجل إيقاف ما سمي بـ«القنوات الهابطة» وفي أحيان أخرى «الهدامة» وفي أحايين أخرى أسماء أشد وطأة، الوسيلة هنا كانت عبر إطلاق «منتدى الفضائيات والتحدي القيمي والأخلاقي الذي يواجه شباب الخليج»، الذي اختتم أعماله يوم الاثنين الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، حملة إعلامية خليجية تهدف للتصدى للقنوات الفضائية التي وصفها بـ«الهابطة».
الحملة الجديدة ضد القنوات الفضائية «الفاضحة» وجدت غطاء خليجيا شبه رسمي، بدخول الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي على خط تأييد هذه الحملة، كما اتفق على تقديم توصيات ومقترحات للحد من تدني هذه القنوات، إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي في قمتهم المقبلة الشهر المقبل في مسقط.
وبالرغم من أن المنتدى، وخلال جلساته الأربع ووسط حضور رسمي وإعلامي كبير قارب 300 شخصية منهم وزراء ومسؤولون كبار وأكاديمون وإعلاميون، لم يعرف المقصود بهذه القنوات الهابطة، إلا أن المسؤولين عن المنتدى، وبدعم من الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم أمير قطر، أخذوا على عاتقهم محاربة تلك القنوات عبر حملة إعلامية تستمر ثلاثة أشهر.
الحملة الإعلامية تهدف للتوعية بمخاطر بعض الفضائيات والبرامج والمواد الإعلامية والإعلانية، وتعنى بمخاطبة المسؤولين في القنوات الفضائية والجهات التربوية والتعليمية ومؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة. على أن تشكل لجنة تنفيذية تتبع الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي لمتابعة تنفيذ توصيات المنتدى والحملة الإعلامية على المستويين الوطني والخليجي.
وتقتضي آليات التنفيذ أيضاً تخصيص جائزة خليجية تحت مظلة الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي تمنح في مهرجان سنوي لأفضل قناة فضائية وأفضل عمل إعلامي هادف. ليتولى بالنهاية المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في قطر رفع توصيات منتدى الفضائيات إلى الأمانة العامة لدول مجلس التعاون كي ترفعها إلى القمة المقبلة لدول مجلس التعاون المزمع عقدها في سلطنة عمان. ولعل اللافت في المؤتمر أرقام أثيرت في ثناياه، أشارت إلى أن جيل الشباب في العالم العربي يشاهد التلفاز لفترة 28 ساعة أسبوعيا، وأن 54 % منهم يرى أنه يجب أن يعطى حرية اختيار ما يشاهده، وأن 51% منهم يقرأ الرسائل القصيرة التي تبث على القنوات الفضائية، بل ان 14% يتصلون بالبرامج التلفزيونية، فيما يبلغ متوسط انتظار المتصل حتى يبدأ في المشاركة نحو 16 دقيقة. وترافق مع هذه الدعوة لمحاربة القنوات الفضائية «الهابطة»، إصدار المنتدى «إعلان الدوحة»، والذي دعا إلى إنشاء مرصد إعلامي للبث السمعي البصري على مستوى دول مجلس التعاون، «بغية تنظيم محتوى البث الفضائي ومتابعة التزام الفضائيات بأخلاقيات المهنة من دون المساس بحرية الإعلام». كما أطلق إعلان الدوحة من جهة أخرى تخصيص جائزة خليجية تحت مظلة الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي تمنح في مهرجان سنوي لأفضل قناة فضائية وأفضل عمل إعلامي هادف. الشيخة موزة بنت ناصر المسند، التي حضرت الجلسة الختامية للمنتدى، دعت في كلمتها إلى تضافر الجهود العربية لمحو الأمية الإعلامية من خلال المدارس وورش العمل التدريبية، «خاصة أن الإعلام اليوم تجاوز البث التلفزيوني الرسمي والفضائي إلى المسارات الإلكترونية بسرعتها التقنية المذهلة، مما أحدث فجوة تكنولوجية وإعلامية كبيرة بين جيلين تستدعي تجسيرها». وقالت حرم أمير قطر «إن تحصين ووقاية ناشئتنا من تأثير البرامج والمواد المخلة بالحياء والمنافية للآداب والأخلاق العامة التي تبثها بعض القنوات الفضائية، هو قبل أن يكون مطلباً إعلامياً، أعتبره، أولاً وقبل كل شيء واجباً وطنياً ورهاناً يهم كافة أفراد المجتمع، كما لا يعقل أبداً وبلادنا العربية تمضي في خطط طموحة لتحديث التعليم والبحث العلمي أن يترك الحبل على غاربه لبعض القنوات الفضائية لتهدم ما يبنيه غيرها».
وكان لافتا حضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية افتتاح وختام جلسات المؤتمر ودعمه الكبير لتوجه المؤتمر، وما يمكن أن تساهم فيه الأمانة العامة للمجلس كمظلة رسمية لما خرج به المنتدى من توصيات ونتائج،وهو ما أكد عليه المسؤول الخليجي من ضرورة بلورة رؤية وإستراتيجية مشتركة حيال التعامل مع الفضائيات الهدامة لفكر الشباب، مشيرا الى إن قمة مسقط الخليجية ستستمع إلى تقرير عن قضية «الفضائيات الهدامة». ورأى العطية أن نتائج منتدى الفضائيات والتحدي القيمي والأخلاقي الذي يواجه الشباب الخليجي بالدوحة ستشكل أساسا لبلورة إستراتيجية خليجية واضحة تجاه الفضائيات الهدامة. غير أن قانونيين ومختصين مشاركين في المؤتمر تخوفوا من أن يتم استخدام تنقية القنوات الفضائيات، بتكميم الأفواه عبر تشديد الرقابة على الإعلام ككل.
«الشرق الأوسط» سألت الاستاذ الدكتور جاسم الشامسي أستاذ القانون المدني وعميد كلية القانون بجامعة الامارات، عن الموقف القانوني لمثل هذه المواقف ضد وسائل الإعلام من قنوات فضائية، فرأى أن «الأسلحة الموجودة لدى المعنيين بمثل هذه الحملات، لمواجهة القنوات الفضائية الفاضحة للأسف أسلحة محدودة وغير فعالة في نفس الوقت»، ويعتقد الدكتور الشامسي أن المشكلة في هذه الحالة يجب مواجهتها بإعلانات حكومية تبين مضار هذه البرامج التي لا تناسب الأطفال مثلا كما يتم بالنسبة للتحذير من التدخين.
ويفتح الشامسي بابا آخر يقترح من خلاله، وهو اقتراح يراه قانونيا 100% دون أية تبعات أخرى، وهو رصد هذه القنوات وتحديد أسوأ القنوات وأسوأ الممثلات وكذلك البرامج وإعلانها للمشاهد العربي «ونحن هنا فضحنا القنوات السيئة دون أي تكميم لحرية الإعلام».
كما يقترح أستاذ القانون المدني أن تتعاطى الدول داخلها ما يعرف بالضبطية القانونية «كما تفعل وزارات الثقافة بالنسبة لمنع الكتب أو الصحف، ونحن بهذه الضبطية القانونية نستطيع إيقاف أي تجاوزات تقوم بها هذه القنوات».
من جهته، يؤكد الاستاذ الدكتور وليد حسن خلف الحديثي استاذ وسائل الاتصال والاعلام الدولي في كلية الاعلام بجامعة صنعاء انه من الاهمية بمكان ايجاد آليات ضوابط للبث الفضائي في الوطن العربي، «حتى لا تصبح الرقابة وسيلة يستخدمها البعض استخداما خاطئا لتنحرف عن مسارها الحقيقي، فيتخذ منها السلطويون اداة قمع وكبح وتقييد لحرية الرأي والتعبير فيما يخدم مصالحهم وافكارهم ويعتبرها بعض القائمين على الوسائل الاعلامية اداة لتكميم افواههم ويحاولون محاربتها حتى يترك لهم «الحبل على الغارب» كما يقال بما يتناسب مع رغباتهم ونزواتهم واهوائهم، ليصبح الضحية - وبلا شك - الجمهور المتلقي الذي ما زال يبحث عن ضمانات كافية ليستقبل رسالته الاعلامية ذات القيم الجمالية المكتملة والواضحة الاهداف والرؤى والايجابية في مضمونها وعمقها وابعادها».
الداعية الاسلامي الشيخ عائض القرني ركز في مداخلته أمام المنتدى على الفضائيات التي تعرض على جيل الشباب طوال فترة بثها لأطروحات تخالف منهج الإسلام كالسحر والشعوذة، والتي رأى أنها تستهدف البسطاء السذج الذين يصدقون الأوهام والأكاذيب. وعدد الدكتور القرني أضرار هذا النوع من البرامج التي تتمثل بالقدح في المعتقد وهوية الإيمان، وابتزاز أموال الناس، وإفساد عقول الشباب. وأضاف أن السحرة والمشعوذين يدعون علم الغيب، وأنهم لا ينفعون ولا يأتون بالخير للناس، كما يعرضون على الناس عقيدة السحر، ويذكرون زجر الطير والخط في الرمل والقراءة في الكف والفنجان، إضافة إلى تحضير الأرواح وغيرها من البدع التي تهدم المعتقد الصحيح.
وفيما أكد عبد الله بن ناصر الخليفة الأمين العام للمجلس الأعلى للأسرة في قطر، احترام المنتدى لحرية التعبير كحق مقدس كفله الدين الإسلامي وتضمنته المواثيق والاتفاقيات الدولية، أكد بالمقابل ضرورة احترام القيم والمبادئ الأخلاقية فيما تبثه الفضائيات، إضافة إلى عدم المساس بالهوية والتقاليد التي يتمسك بها المجتمع الخليجي والعربي.
ويقول آل خليفة ان التشريعات وحدها لا تكفي لمعالجة مخاطر ظاهرة الفضاء الإعلامي اللامسؤول، لا سيما وأن الحماية الحقيقية تكون بتحصين الشباب أخلاقيا وثقافيا ودينيا واجتماعيا واقتصاديا، الأمر الذي يتطلب تضافر جهود الأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني والجهات الحكومية المعنية.
من ناحية أخرى دعا المنتدى إلى وضع معايير وضوابط تتعلق بتسويق واستيراد وتصدير المواد الإعلامية بما يتفق مع القيم الأخلاقية والآداب العامة، إضافة إلى وضع آلية موحدة من قبل الجهات الحكومية المختصة في دول مجلس التعاون تلزم شركات الاتصالات بالضوابط التي تمنع استغلال الشباب اقتصاديا عبر الفضائيات.
الحملة الجديدة ضد القنوات الفضائية «الفاضحة» وجدت غطاء خليجيا شبه رسمي، بدخول الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي على خط تأييد هذه الحملة، كما اتفق على تقديم توصيات ومقترحات للحد من تدني هذه القنوات، إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي في قمتهم المقبلة الشهر المقبل في مسقط.
وبالرغم من أن المنتدى، وخلال جلساته الأربع ووسط حضور رسمي وإعلامي كبير قارب 300 شخصية منهم وزراء ومسؤولون كبار وأكاديمون وإعلاميون، لم يعرف المقصود بهذه القنوات الهابطة، إلا أن المسؤولين عن المنتدى، وبدعم من الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم أمير قطر، أخذوا على عاتقهم محاربة تلك القنوات عبر حملة إعلامية تستمر ثلاثة أشهر.
الحملة الإعلامية تهدف للتوعية بمخاطر بعض الفضائيات والبرامج والمواد الإعلامية والإعلانية، وتعنى بمخاطبة المسؤولين في القنوات الفضائية والجهات التربوية والتعليمية ومؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة. على أن تشكل لجنة تنفيذية تتبع الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي لمتابعة تنفيذ توصيات المنتدى والحملة الإعلامية على المستويين الوطني والخليجي.
وتقتضي آليات التنفيذ أيضاً تخصيص جائزة خليجية تحت مظلة الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي تمنح في مهرجان سنوي لأفضل قناة فضائية وأفضل عمل إعلامي هادف. ليتولى بالنهاية المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في قطر رفع توصيات منتدى الفضائيات إلى الأمانة العامة لدول مجلس التعاون كي ترفعها إلى القمة المقبلة لدول مجلس التعاون المزمع عقدها في سلطنة عمان. ولعل اللافت في المؤتمر أرقام أثيرت في ثناياه، أشارت إلى أن جيل الشباب في العالم العربي يشاهد التلفاز لفترة 28 ساعة أسبوعيا، وأن 54 % منهم يرى أنه يجب أن يعطى حرية اختيار ما يشاهده، وأن 51% منهم يقرأ الرسائل القصيرة التي تبث على القنوات الفضائية، بل ان 14% يتصلون بالبرامج التلفزيونية، فيما يبلغ متوسط انتظار المتصل حتى يبدأ في المشاركة نحو 16 دقيقة. وترافق مع هذه الدعوة لمحاربة القنوات الفضائية «الهابطة»، إصدار المنتدى «إعلان الدوحة»، والذي دعا إلى إنشاء مرصد إعلامي للبث السمعي البصري على مستوى دول مجلس التعاون، «بغية تنظيم محتوى البث الفضائي ومتابعة التزام الفضائيات بأخلاقيات المهنة من دون المساس بحرية الإعلام». كما أطلق إعلان الدوحة من جهة أخرى تخصيص جائزة خليجية تحت مظلة الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي تمنح في مهرجان سنوي لأفضل قناة فضائية وأفضل عمل إعلامي هادف. الشيخة موزة بنت ناصر المسند، التي حضرت الجلسة الختامية للمنتدى، دعت في كلمتها إلى تضافر الجهود العربية لمحو الأمية الإعلامية من خلال المدارس وورش العمل التدريبية، «خاصة أن الإعلام اليوم تجاوز البث التلفزيوني الرسمي والفضائي إلى المسارات الإلكترونية بسرعتها التقنية المذهلة، مما أحدث فجوة تكنولوجية وإعلامية كبيرة بين جيلين تستدعي تجسيرها». وقالت حرم أمير قطر «إن تحصين ووقاية ناشئتنا من تأثير البرامج والمواد المخلة بالحياء والمنافية للآداب والأخلاق العامة التي تبثها بعض القنوات الفضائية، هو قبل أن يكون مطلباً إعلامياً، أعتبره، أولاً وقبل كل شيء واجباً وطنياً ورهاناً يهم كافة أفراد المجتمع، كما لا يعقل أبداً وبلادنا العربية تمضي في خطط طموحة لتحديث التعليم والبحث العلمي أن يترك الحبل على غاربه لبعض القنوات الفضائية لتهدم ما يبنيه غيرها».
وكان لافتا حضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية افتتاح وختام جلسات المؤتمر ودعمه الكبير لتوجه المؤتمر، وما يمكن أن تساهم فيه الأمانة العامة للمجلس كمظلة رسمية لما خرج به المنتدى من توصيات ونتائج،وهو ما أكد عليه المسؤول الخليجي من ضرورة بلورة رؤية وإستراتيجية مشتركة حيال التعامل مع الفضائيات الهدامة لفكر الشباب، مشيرا الى إن قمة مسقط الخليجية ستستمع إلى تقرير عن قضية «الفضائيات الهدامة». ورأى العطية أن نتائج منتدى الفضائيات والتحدي القيمي والأخلاقي الذي يواجه الشباب الخليجي بالدوحة ستشكل أساسا لبلورة إستراتيجية خليجية واضحة تجاه الفضائيات الهدامة. غير أن قانونيين ومختصين مشاركين في المؤتمر تخوفوا من أن يتم استخدام تنقية القنوات الفضائيات، بتكميم الأفواه عبر تشديد الرقابة على الإعلام ككل.
«الشرق الأوسط» سألت الاستاذ الدكتور جاسم الشامسي أستاذ القانون المدني وعميد كلية القانون بجامعة الامارات، عن الموقف القانوني لمثل هذه المواقف ضد وسائل الإعلام من قنوات فضائية، فرأى أن «الأسلحة الموجودة لدى المعنيين بمثل هذه الحملات، لمواجهة القنوات الفضائية الفاضحة للأسف أسلحة محدودة وغير فعالة في نفس الوقت»، ويعتقد الدكتور الشامسي أن المشكلة في هذه الحالة يجب مواجهتها بإعلانات حكومية تبين مضار هذه البرامج التي لا تناسب الأطفال مثلا كما يتم بالنسبة للتحذير من التدخين.
ويفتح الشامسي بابا آخر يقترح من خلاله، وهو اقتراح يراه قانونيا 100% دون أية تبعات أخرى، وهو رصد هذه القنوات وتحديد أسوأ القنوات وأسوأ الممثلات وكذلك البرامج وإعلانها للمشاهد العربي «ونحن هنا فضحنا القنوات السيئة دون أي تكميم لحرية الإعلام».
كما يقترح أستاذ القانون المدني أن تتعاطى الدول داخلها ما يعرف بالضبطية القانونية «كما تفعل وزارات الثقافة بالنسبة لمنع الكتب أو الصحف، ونحن بهذه الضبطية القانونية نستطيع إيقاف أي تجاوزات تقوم بها هذه القنوات».
من جهته، يؤكد الاستاذ الدكتور وليد حسن خلف الحديثي استاذ وسائل الاتصال والاعلام الدولي في كلية الاعلام بجامعة صنعاء انه من الاهمية بمكان ايجاد آليات ضوابط للبث الفضائي في الوطن العربي، «حتى لا تصبح الرقابة وسيلة يستخدمها البعض استخداما خاطئا لتنحرف عن مسارها الحقيقي، فيتخذ منها السلطويون اداة قمع وكبح وتقييد لحرية الرأي والتعبير فيما يخدم مصالحهم وافكارهم ويعتبرها بعض القائمين على الوسائل الاعلامية اداة لتكميم افواههم ويحاولون محاربتها حتى يترك لهم «الحبل على الغارب» كما يقال بما يتناسب مع رغباتهم ونزواتهم واهوائهم، ليصبح الضحية - وبلا شك - الجمهور المتلقي الذي ما زال يبحث عن ضمانات كافية ليستقبل رسالته الاعلامية ذات القيم الجمالية المكتملة والواضحة الاهداف والرؤى والايجابية في مضمونها وعمقها وابعادها».
الداعية الاسلامي الشيخ عائض القرني ركز في مداخلته أمام المنتدى على الفضائيات التي تعرض على جيل الشباب طوال فترة بثها لأطروحات تخالف منهج الإسلام كالسحر والشعوذة، والتي رأى أنها تستهدف البسطاء السذج الذين يصدقون الأوهام والأكاذيب. وعدد الدكتور القرني أضرار هذا النوع من البرامج التي تتمثل بالقدح في المعتقد وهوية الإيمان، وابتزاز أموال الناس، وإفساد عقول الشباب. وأضاف أن السحرة والمشعوذين يدعون علم الغيب، وأنهم لا ينفعون ولا يأتون بالخير للناس، كما يعرضون على الناس عقيدة السحر، ويذكرون زجر الطير والخط في الرمل والقراءة في الكف والفنجان، إضافة إلى تحضير الأرواح وغيرها من البدع التي تهدم المعتقد الصحيح.
وفيما أكد عبد الله بن ناصر الخليفة الأمين العام للمجلس الأعلى للأسرة في قطر، احترام المنتدى لحرية التعبير كحق مقدس كفله الدين الإسلامي وتضمنته المواثيق والاتفاقيات الدولية، أكد بالمقابل ضرورة احترام القيم والمبادئ الأخلاقية فيما تبثه الفضائيات، إضافة إلى عدم المساس بالهوية والتقاليد التي يتمسك بها المجتمع الخليجي والعربي.
ويقول آل خليفة ان التشريعات وحدها لا تكفي لمعالجة مخاطر ظاهرة الفضاء الإعلامي اللامسؤول، لا سيما وأن الحماية الحقيقية تكون بتحصين الشباب أخلاقيا وثقافيا ودينيا واجتماعيا واقتصاديا، الأمر الذي يتطلب تضافر جهود الأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني والجهات الحكومية المعنية.
من ناحية أخرى دعا المنتدى إلى وضع معايير وضوابط تتعلق بتسويق واستيراد وتصدير المواد الإعلامية بما يتفق مع القيم الأخلاقية والآداب العامة، إضافة إلى وضع آلية موحدة من قبل الجهات الحكومية المختصة في دول مجلس التعاون تلزم شركات الاتصالات بالضوابط التي تمنع استغلال الشباب اقتصاديا عبر الفضائيات.