المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المستثمرون المغامرون يتاهبون للإنقضاض على الفرص الذهبية في الأزمة المالية



مغروور قطر
11-11-2008, 01:23 PM
صناديق جديدة وخطط استثمارية للاستفادة من التقييمات المتدنية
المستثمرون المغامرون يتاهبون للإنقضاض على الفرص الذهبية في الأزمة المالية


من يملك المال يفرض شروطه
الاستثمارات البديلة في المنطقة
صندوق المؤشرات المصري بانتظار الموافقة
الاستثمار في الديون المتعثرة
صفقات متنوعة






دبي - قطب العربي

تتهيأ بنوك الاستثمار وشركات الملكية الخاصة لاغتنام الفرص المتعددة التي أتاحتها الأزمة المالية العالمية نتيجة انخفاض تقييمات العديد من الأصول العقارية والتجارية والصناعية والمصرفية.. إلخ.

وسارعت بعض الهيئات الاستثمارية بالفعل بالإعلان عن خططها للاستفادة من الأزمة؛ حيث أعلنت المجموعة المالية "هيرميس" يوم الـ4 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري عن إنشاء صندوق باسم الأوضاع الخاصة، بقيمة تبلغ نحو 500 مليون دولار، للاستفادة من انخفاض قيمة الأسهم المقومة بأقل من قيمتها خلال الشهور الستة إلى التسعة المقبلة، كما تدرس هيرميس أيضا التوسع في شمال إفريقيا، وتجري بالفعل محادثات بشأن إقامة وجود لها في الجزائر والسودان وليبيا.


من يملك المال يفرض شروطه

وقال مدير قسم الدراسات الاستراتيجية في غلف كابيتال وعضو مجلس إدارة الجمعية الخليجية لرأس المال المغامر عماد غندور إن الأزمة المالية العالمية أوجدت العديد من الفرص للبنوك والشركات الاستثمارية في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط بصفة عامة بسبب حاجة العديد من الشركات للسيولة لمواكبة عملية النمو وإنهاء بعض المشاريع، مشيرا إلى أن معدلات النمو الاقتصادي في المنطقة ستظل الأعلى عالميا رغم الأزمة المالية.

وقال غندور لـ"الأسواق.نت" إن الشركات والبنوك الاستثمارية تركز نشاطها في المنطقة العربية بحكم ما يتوفر فيها من فرص، وبحكم ما يتوفر لهذه الشركات من مصادر تمويل خاصة، لكنه أوضح أيضا أن الشركات العائلية قد تجد فرصًا أفضل خارج المنطقة العربية لتدني تقييم بعض الأصول والمشروعات.

وأوضح غندور أن قطاعات البنى التحتية ستظل واعدة ومغرية، وأنه في ظل شح السيولة التمويلية في البنوك فإن شركات الملكية الخاصة ستصبح أحد مصادر التمويل، وأنها يمكن أن تحصل الآن على شروط أفضل لصفقاتها؛ حيث إن من يملك المال الآن يستطيع أن يفرض شروطه.

وقال غندور إن شركة "علف كابيتال" تركز أساسًا على الاستثمار في قطاعات الرعاية الصحية والتعليم في منطقة الخليج، مشيرا إلى أن شركته تشدد الآن في اقتناص الفرص الجيدة بسبب كثرة الفرص وتدني التقييمات في الأسواق، وموضحًا أيضا أن شركته لم تعتمد في استثماراتها على تمويلاتها الخاصة من خلال زيادة رأس المال ومن ثم تلجأ للبنوك في مراحل لاحقة.


الاستثمارات البديلة في المنطقة

ورغم أن شعاع كابيتال كانت من أكبر المتضررين من الأزمة المالية العالمية إلا أن هذا البنك الاستثماري يعتزم رعاية إطلاق صندوق جديد للاستثمارات البديلة في المنطقة، وذلك في الربع الثاني من 2009.

وقال مدير الصندوق الجديد وعضو لجنة الاستثمار في شعاع كابيتال هيئم عرابي إن هذا الصندوق الجديد سيكون مفتوحًا، وإن الاستثمار فيه سيبدأ من 100 ألف دولار.

وأوضح عرابي لـ"الأسواق.نت" أن الصندوق الجديد سيركز نشاطاته في الاستثمارات البديلة، وأسواق الأسهم في المنطقة فقط، كما أن التركيز سيكون على المردود وإدارة المخاطر، مشيرا إلى أن الصندوق سيستفيد من التسهيلات التي يقدمها بعض الوسطاء الماليين العالميين.

وشرح عرابي أن الاستثمارات البديلة هي الحصن الأفضل؛ حيث إن كل الصناديق في المنطقة تقريبا هي صناديق تقليدية، وقد حققت خسائر كبيرة، بينما كانت نسبة الخسائر لدى صناديق التحوط أقل بكثير، في حدود 8%، بل حقق 30% من هذه الصناديق أداءً إيجابيًّا وإن كان بنسب طفيفة في حدود 1-3%.


صندوق المؤشرات المصري بانتظار الموافقة

وأطلق بنك الاستثمار الإقليمي "بلتون فاينانشال" بالشراكة مع صندوق الإنماء الاقتصادي والاجتماعي الليبي، شركة "بلتون ليبيا المالية" للأسهم، بالعاصمة الليبية طرابلس.

وقال مدير علاقات المستثمرين في البنك أسامة رشاد إن السوق الليبية سوق واعدة، وإن الشركة الجديدة ستقدم خدمات بنوك الاستثمار المتكاملة والتي تشمل تقديم خدمات السمسرة في الأوراق المالية والاستشارات المالية، وإعادة هيكلة الشركات المملوكة للدولة والترويج للاستثمار في السوق الليبية، فضلا عن تقديم المساعدة في طرح الشركات، وهو ما سيساهم في زيادة ربحية الشركات وتعظيم الدخل القومي في ليبيا.

وقال رشاد لـ"الأسواق.نت" إن "بلتون" في انتظار موافقة هيئة سوق المال على صندوق المؤشرات الذي سيتم إطلاقه بنهاية العام، وسيستثمر في كل مكونات مؤشر 30 كيسا للأسهم المصرية؛ حيث سيتم اعتبار وحدة الصندوق سهمًا، وسيتم تداوله في السوق تحت رمز (xt masr)، ما يعني توزيع المخاطر على 30 سهمًا، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الصندوق الجديد يتيح للمستثمر أن يبيع ويشتري السهم في لحظة دون انتظار لمواعيد استحقاق كما يحدث في الصناديق الأخرى، كما إن عمولة الإدارة في الصندوق الجديد ستكون الأقل بين الصناديق الأخرى.

وسيعقد "بلتون" مؤتمرًا يوم الـ30 من نوفمبر/تشرين الثاني لشرح آلية عمل الصندوق الجديد، وسيشارك في المؤتمر رئيس هيئة سوق المال، ورئيس البورصة المصرية، ورئيس شركة مصر للمقاصة، وشركات السمسرة، وإدارات الصناديق.


الاستثمار في الديون المتعثرة

وتعتزم شركة المركز المالي الكويتي التي تدير استثمارات بـ5 مليارات دولار إنشاء صندوق بقيمة تصل إلى 100 مليون دولار للاستثمار في الديون المتعثرة في صناعة الرهن العقاري بالولايات المتحدة، مع انخفاض أسعار بعض الديون إلى ما بين 40 و60 % من القيمة الاسمية، ومن المتوقع أن يبرم المركز صفقة الاستثمار الأولى للصندوق بنهاية مارس/آذار من العام المقبل.

ويسعى البنك التجاري الكويتي إلى التوسع في الشرق الأوسط وأسيا على أمل اقتناص أصول تراجعت أسعارها جراء الأزمة المالية العالمية، ويتطلع البنك إلى التوسع في الشرق الأوسط والخليج، ويجري محادثات مع شركة استثمار محلية لشراء حصة أغلبية في أحد البنوك العراقية، كما يدرس البنك أيضا فرصًا في دول أسيوية مثل الهند وقطاع البنوك الإسلامية في اندونيسيا ضمن سعيه لتنويع مصادر دخله بعيدًا عن الكويت.

ويتطلع البنك إلى فتح فروع في دول الخليج المجاورة -البحرين والإمارات العربية المتحدة وقطر-، ويبحث أيضا عن فرص في سوريا ومصر ولبنان، كما يسعى البنك إلى زيادة حصته في البنك الإسلامي السوري بنك الشام.


صفقات متنوعة

ويحاول بنك الاستثمار الأول -وهو بنك إسلامي جديد في البحرين- الاستفادة من توفر السيولة لديه، ويعمل حاليا على خمس صفقات للاستثمار الخاص (ثلاث صفقات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وصفقتين خارج هذه المنطقة)، تتراوح قيمة الصفقة الواحدة بين 50 مليون دولار ومليار دولار، ويتوقع أن تتصدر مصر المنطقة كسوق لمثل هذه الصفقات (الدولار = 0.375 دينار). .

وقالت شركة أبراج كابيتال للاستثمارات الخاصة ومقرها دبي إن عام 2009 يبدو واعدًا إذا اضطر البائعون إلى تعديل توقعاتهم.

وطرحت مجموعة التوفيق المالية صندوق البرق للاتصالات بهدف توفير منتجات استثمارية متميزة في مجال الاستثمار الإسلامي، كما طرحت صندوق الأصالة للأسهم الخليجية، في إطار خطة المجموعة الاستثمارية للعام الجاري والمتضمنة طرح عددٍ من الصناديق الاستثمارية في شتى القطاعات الاقتصادية الحيوية، مثل الطيران والطاقة والتنمية العقارية.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة عضو مجلس الإدارة المنتدب حسن العماري في تصريحات سابقة إن الفرصة تعتبر كبيرةً جدًّا في الوقت الراهن؛ حيث تتخبط الأسواق المالية، وأصبحت قيم الشركات الجيدة في مستويات متدنية من ناحية قيمتها السوقية، مقارنةً بقيمتها الدفترية أو لمكررات ربحيتها، والاستثمار فيها الآن يعتبر توقيتًا مناسبًا.

ولم يستبعد العماري إذا ما تفاقمت الاضطرابات المالية التي يشهدها العالم أن تتعرض بعض هذه الاستثمارات لضررٍ آن، وسيكون فرصة إيجابية في فترة الارتداد، وهي معادلة علمية مُقرَّة ومتعارف عليها، فالتدهور السريع يقابله اندفاع إيجابي مماثل في الحركة والارتفاع.