بنت الحرمي
12-11-2008, 09:16 AM
زبائنه من رجال الفكر والأدب.. ويعتبر الأول من نوعه في الشرق الأوسط
تتعايش المتناقضات في شمال ـ شرقي محافظة جدة غرب السعودية جنباً إلى جنب. ولعل أفضلَ مثالٍ على ذلك المقهى الذي يجمع الترفيه والتسلية جنبا إلى جنب مع توفر الكتب الكثيرة فيها كمحفز للزبائن على القراءة. وإذا كان هذا المكان لا يزيد على مقهى من حيث التسمية، فإنه مختلف بمحتواه عن المقاهي الأخرى. فبمجرد دخولك إليه، تشعر كأنك تدخل مكتبة شخصية، وهو في حقيقة الأمر كذلك ولكن بشكل اكبر وأوسع، ويتوسط مركزا تجاريا. مع ذلك، فإنك حالما تخطو أول خطوة داخل أرضه تجد الكتب من جميع الجهات. وفجأة تجد أمامك كل أنواع المشروبات وموقع لأحد أمناء الصندوق يتلقى من الزبائن الحسابَ حال خروجهم. وليس ذلك فحسب، بل أن هدوء المكان واندماج الكل في القراءة الصامتة يوحي بعكس مسماه. ورغم ذلك تجد المأكولات والمشروبات على الطاولات. فزبائن المحل هم من فئة محددة من كبار رجال الفكر والأدب، إضافة إلي الباحثين عن المعرفة.
كل ذلك تجده في «البوك كافيه»، المشروع الذي وصف بأنه الاول في نوعه على مستوى الشرق الأوسط. فقد أعاد احمد الشيخ، احد أبناء محافظة خليص غرب السعودية والموظف الحكومي، الى الاذهان المقاهي الثقافية وأماكن تجمع الكتاب والصحافيين بشكل يومي، وذلك من خلال اقامته لهذا المشروع، فهو يتيح لزواره قراءة نحو 4000 قطعة نادرة من الكتب والمخطوطات والدوريات القديمة والحديثة والاستمتاع بذلك، مع تناول أحد اغلى انواع القهوة الأوربية. ويقول الشيخ: «تعلقي بالكتاب وحبي للقراءة كانا الدافع الاول لإقامة المشروع، إضافة الى ما شاهدته من انتشار للمقاهي بشكل كبير والمضايقات الكبيرة التي يجدها البعض في تلك المقاهي». وأضاف: «كما ان الحاجة ملحة لمثل هذا النوع من المشاريع لنشر الثقافة بين فئات المجتمع، وللعمل من أجل التعريف بالكتاب وتقريب الناس منه». وذكر ان «البوك كافيه» «يهدف إلى نشر الثقافة بالدرجة الأولى ويحتوي على نحو 4000 قطعة ما بين كتاب ودورية منوعة. ويمتاز بوجود الكتب والمخطوطات والمجلات القديمة والنادرة، والتي جمعتها على مدار 15 سنة من داخل المملكة وبعض المناطق الأخرى من خلال الزيارات، إضافة الى شرائي بعض المكتبات الخاصة لبعض المهتمين والباحثين من ورثتهم، وهي بمثابة كنوز لا يتم التخلي عنها». ومن بين «الكنوز» الثقافية الموجودة بالمقهى أعداد نادرة جداً من مخطوطات ومجلات تعود الى نحو ثمانين سنة، مثل مجلة «دراسات الخليج» الصادرة قبل ما يقرب من 75 سنة والأعداد التي تليها. كما تجد في المكتبة أيضا أعداد من مجلة «العربي» يصل عمرها إلى خمسين سنة. كما يمكنك العثور على مجلة «الموسيقى» التي صدرت عام 1935 في عهد الملك الراحل فؤاد، وبعض الكتب والنوادر المهمة؛ أبرزها فتاوى الخليلي التي صدرت عام 1284 وكتاب «السيرة الحلبية» الذي يعود إلى عام 129. كما ان هناك مقتنيات ونسخاً من كتب مهمة ونادرة جدا. ويحمل المشروع، رغم جانبه التجاري، جانبا ثقافيا مهما، وأصبح مكانا لتجمع كبار الصحافيين والكتاب لتبادل الآراء والافكار والاستمتاع بالقراءة وتصفح معظم المقتنيات الموجودة، إضافة إلى كونه مكانا جيدا للمذاكرة ولبعض طلاب الجامعات والمدارس. زوار المقهى من جميع الفئات. ووصل خبر المقهى إلى كل أرجاء الحي، واللافت في الأمر ان المقهى لا يشترط على زواره شرب او تناول الوجبات الخفيفة، بقدر ما يجبرهم على قراءة الكتب النادرة، وهو ما عبر عنه مالك المقهى بالقول: «أهدف من هذه الفكرة إلى نشر الثقافة بالدرجة الاولى وليس الجانب التجاري والمادي». وأكد هذا الشرط أحد زبائن المقهى، وهو رجل الأعمال الشريف محمد، أحد سكان الحي، الذي سأل ابنه ذات يوم أين كان؟ فقال له: «كنت أقرأ في المقهى، فسأله كيف تقرأ في المقهى؟» ثم سأله عن مكانه. ومنذ تعرفه إليه صار من الزبن الدائمين فيه. وأضاف الشريف «أنه المكان الذي ارتاح فيه من عناء العمل والتمتع بالهدوء. ففي هذا المكان تشعر وكأنك جالس في احد جنبات منزلك، ولكن من دون أيِّ ازعاج».
ومع المطالبات الحثيثة من سكان الحي بتعميم الفكرة وفتح المجال للعائلات لحضور المكان، كشف صاحب المقهى، الشيخ، عن فكرة تدرس الآن، وهي في طور التنفيذ. وتتمثل في تخصيص بعض أيام الأسبوع للعائلات لتعم الفائدة كل أفراد العائلة. يجدر ذكره أن المقهى اصبح مكانا لتجمع اهل الفكر والأدب وبعض رؤساء ومديري ومسؤولي الصحف المحلية. ولقيَّ إشادة الكثير من الكتاب المعروفين. ولعل أبرزهم سمير عطا الله بزاويته في «الشرق الأوسط» في مقال بعنوان «خير جليس.. مع فنجان قهوة»، وقال فيه تمنيت، ذات يوم، أن أنشئ مكتبة مثلها في بيروت. يتكفل الرأسمال صديقي محمد العبيكان أو أحد إخوته ـ وإخوتي ـ وأتكفل أنا نقل مكان عملي من البيت إلى مقهى «إصدارات». بلا نراجيل.
فكرة جداً قيمة ورائعه ،،اتمنى ان تنفذ في قطر سواء من افراد او مؤوسسات مثل المجلس الوطني للثقافة واعتقد انه مشروع قيم ع الاقل افضل من تلك المشاريع التي بائت بالفشل لسبب او لاخر:)
تتعايش المتناقضات في شمال ـ شرقي محافظة جدة غرب السعودية جنباً إلى جنب. ولعل أفضلَ مثالٍ على ذلك المقهى الذي يجمع الترفيه والتسلية جنبا إلى جنب مع توفر الكتب الكثيرة فيها كمحفز للزبائن على القراءة. وإذا كان هذا المكان لا يزيد على مقهى من حيث التسمية، فإنه مختلف بمحتواه عن المقاهي الأخرى. فبمجرد دخولك إليه، تشعر كأنك تدخل مكتبة شخصية، وهو في حقيقة الأمر كذلك ولكن بشكل اكبر وأوسع، ويتوسط مركزا تجاريا. مع ذلك، فإنك حالما تخطو أول خطوة داخل أرضه تجد الكتب من جميع الجهات. وفجأة تجد أمامك كل أنواع المشروبات وموقع لأحد أمناء الصندوق يتلقى من الزبائن الحسابَ حال خروجهم. وليس ذلك فحسب، بل أن هدوء المكان واندماج الكل في القراءة الصامتة يوحي بعكس مسماه. ورغم ذلك تجد المأكولات والمشروبات على الطاولات. فزبائن المحل هم من فئة محددة من كبار رجال الفكر والأدب، إضافة إلي الباحثين عن المعرفة.
كل ذلك تجده في «البوك كافيه»، المشروع الذي وصف بأنه الاول في نوعه على مستوى الشرق الأوسط. فقد أعاد احمد الشيخ، احد أبناء محافظة خليص غرب السعودية والموظف الحكومي، الى الاذهان المقاهي الثقافية وأماكن تجمع الكتاب والصحافيين بشكل يومي، وذلك من خلال اقامته لهذا المشروع، فهو يتيح لزواره قراءة نحو 4000 قطعة نادرة من الكتب والمخطوطات والدوريات القديمة والحديثة والاستمتاع بذلك، مع تناول أحد اغلى انواع القهوة الأوربية. ويقول الشيخ: «تعلقي بالكتاب وحبي للقراءة كانا الدافع الاول لإقامة المشروع، إضافة الى ما شاهدته من انتشار للمقاهي بشكل كبير والمضايقات الكبيرة التي يجدها البعض في تلك المقاهي». وأضاف: «كما ان الحاجة ملحة لمثل هذا النوع من المشاريع لنشر الثقافة بين فئات المجتمع، وللعمل من أجل التعريف بالكتاب وتقريب الناس منه». وذكر ان «البوك كافيه» «يهدف إلى نشر الثقافة بالدرجة الأولى ويحتوي على نحو 4000 قطعة ما بين كتاب ودورية منوعة. ويمتاز بوجود الكتب والمخطوطات والمجلات القديمة والنادرة، والتي جمعتها على مدار 15 سنة من داخل المملكة وبعض المناطق الأخرى من خلال الزيارات، إضافة الى شرائي بعض المكتبات الخاصة لبعض المهتمين والباحثين من ورثتهم، وهي بمثابة كنوز لا يتم التخلي عنها». ومن بين «الكنوز» الثقافية الموجودة بالمقهى أعداد نادرة جداً من مخطوطات ومجلات تعود الى نحو ثمانين سنة، مثل مجلة «دراسات الخليج» الصادرة قبل ما يقرب من 75 سنة والأعداد التي تليها. كما تجد في المكتبة أيضا أعداد من مجلة «العربي» يصل عمرها إلى خمسين سنة. كما يمكنك العثور على مجلة «الموسيقى» التي صدرت عام 1935 في عهد الملك الراحل فؤاد، وبعض الكتب والنوادر المهمة؛ أبرزها فتاوى الخليلي التي صدرت عام 1284 وكتاب «السيرة الحلبية» الذي يعود إلى عام 129. كما ان هناك مقتنيات ونسخاً من كتب مهمة ونادرة جدا. ويحمل المشروع، رغم جانبه التجاري، جانبا ثقافيا مهما، وأصبح مكانا لتجمع كبار الصحافيين والكتاب لتبادل الآراء والافكار والاستمتاع بالقراءة وتصفح معظم المقتنيات الموجودة، إضافة إلى كونه مكانا جيدا للمذاكرة ولبعض طلاب الجامعات والمدارس. زوار المقهى من جميع الفئات. ووصل خبر المقهى إلى كل أرجاء الحي، واللافت في الأمر ان المقهى لا يشترط على زواره شرب او تناول الوجبات الخفيفة، بقدر ما يجبرهم على قراءة الكتب النادرة، وهو ما عبر عنه مالك المقهى بالقول: «أهدف من هذه الفكرة إلى نشر الثقافة بالدرجة الاولى وليس الجانب التجاري والمادي». وأكد هذا الشرط أحد زبائن المقهى، وهو رجل الأعمال الشريف محمد، أحد سكان الحي، الذي سأل ابنه ذات يوم أين كان؟ فقال له: «كنت أقرأ في المقهى، فسأله كيف تقرأ في المقهى؟» ثم سأله عن مكانه. ومنذ تعرفه إليه صار من الزبن الدائمين فيه. وأضاف الشريف «أنه المكان الذي ارتاح فيه من عناء العمل والتمتع بالهدوء. ففي هذا المكان تشعر وكأنك جالس في احد جنبات منزلك، ولكن من دون أيِّ ازعاج».
ومع المطالبات الحثيثة من سكان الحي بتعميم الفكرة وفتح المجال للعائلات لحضور المكان، كشف صاحب المقهى، الشيخ، عن فكرة تدرس الآن، وهي في طور التنفيذ. وتتمثل في تخصيص بعض أيام الأسبوع للعائلات لتعم الفائدة كل أفراد العائلة. يجدر ذكره أن المقهى اصبح مكانا لتجمع اهل الفكر والأدب وبعض رؤساء ومديري ومسؤولي الصحف المحلية. ولقيَّ إشادة الكثير من الكتاب المعروفين. ولعل أبرزهم سمير عطا الله بزاويته في «الشرق الأوسط» في مقال بعنوان «خير جليس.. مع فنجان قهوة»، وقال فيه تمنيت، ذات يوم، أن أنشئ مكتبة مثلها في بيروت. يتكفل الرأسمال صديقي محمد العبيكان أو أحد إخوته ـ وإخوتي ـ وأتكفل أنا نقل مكان عملي من البيت إلى مقهى «إصدارات». بلا نراجيل.
فكرة جداً قيمة ورائعه ،،اتمنى ان تنفذ في قطر سواء من افراد او مؤوسسات مثل المجلس الوطني للثقافة واعتقد انه مشروع قيم ع الاقل افضل من تلك المشاريع التي بائت بالفشل لسبب او لاخر:)