المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ألا ترون أنه الذي يحصل هو خير للأمة الأسلامية



سوق واقف
13-11-2008, 02:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الأعزاء ألا ترون أن الحاصل هو خير للأمة الإسلامية بعد الغلاء الفاحش الذي حصل في السنوات الخمس الماضية ... أنا واحد من الخسرانيين ولكن أقول وجهة نظر أنا أرى أنه خير للأمة كلها بأن يرجع كل شيء كما كان ...

وربي يوفق الجميع إن شاء الله ....

خــطــافــ
13-11-2008, 02:56 PM
يعطيك العافيه

الخفي
13-11-2008, 03:11 PM
نعم ياسوق واقف خير وقد تكون عقوبه للهوامير بتلاعبهم بالمساكين الفقراء

ANONYMOUS
13-11-2008, 03:35 PM
الحمد لله على كل حال

بس ترى للحين مانزل شي..

الفقارى خسروا اكثر..

الطائي
13-11-2008, 05:00 PM
انشهد انه خـــــــــــــــــــــــــــــــــير

لأن أغلب الناس ماحصلوا خير من الارتفاعات الفاحشه


ويعطيك العافيه

naklan
13-11-2008, 11:50 PM
يختلف وضع العقار عن الاسهم تستطيع ان لا تشتري الاسهم ولاكن لا تسطيع ان تصبر عن المواد الغذائيه اوالسكن لانها من متطلبات الحياه الشي الوحيد الي بينزل العقار قليلا هو الطمع في بيعه من بعض المستثمرين لشرا الاسهم الي اصبحت في خبر كان وسيزيد نسبه المعروض في السوق مما سيجعل الاسعار اهدى قليلاً من قبل

mubarak2000
14-11-2008, 03:52 AM
على فكرة الازمة اثرت علينا اكثر من الامريكان , الفرق انة عندهم كل شي على السطح , احنا مازلنا نقرى الدعاية في الجرايد انة الازمة مااثرت علينا.

عنيــــد
14-11-2008, 05:26 AM
للاسف لما ارتفع البترول و كثرت السيوله ما استفاد منها الا هوامير البلد و الفقارى لهم الله ..

خلنا نرجع للوضع الاول احسن بالف مره للجميع ..

moon_night
14-11-2008, 07:56 AM
زين انا شريت بغالي شسوي الحين

بويوسف
14-11-2008, 11:00 AM
ياليت اخوي سوق واقف تشرح لنا اسباب ان الركود الاقتصادي والازمة خير للأمة الاسلامية؟

سوق واقف
14-11-2008, 03:21 PM
ياليت اخوي سوق واقف تشرح لنا اسباب ان الركود الاقتصادي والازمة خير للأمة الاسلامية؟

إن شاء الله أخوي بقولك ليش خير ...

أخوي الغالي في السنوات الخمس الماضية صارت أزمة غريبة في كل العالم وليس بقطر ولكن أزمة عالمية وطفرة عالمية وأسعار عالمية غريبة جدااا يعني كل شيء صار غالي لدرجة أن سندويش الفلافل صار 4 ريال وصحن الحمص في بيروت 10 ريال هل هذا يعقل ...حجم الخبز صار صغير وكل أربع حبات ريال واحد وبعض المخابز ثلاث حبات ...ماذا تسمى هذه الظاهرة ...
أخي بويوسف حليب الأطفال الرضع من 15 ريال الى 30 ريال يعني دبل ...والحليب روح الجمعيات مسوين عروض ومحد يشتري راح يخيس الحليب عندهم من كثرتها في مخازنهم وخايفين تاريخ الصلاحية تنتهي ....للأسف للأسف كثير من العوائل الفقيرة تضررت من الظفرة وذلك بسبب غلاء المعيشة وليس المقيم لا حتى القطريين متضررين والله ... يعني شقة كانت قبل 1000 ريال صارت 10000 الاف ريال ...البيوت أصبحت بالملايين وكل شيء أصبح بأسعار خيالية ... الأسر تفككت ... العوايل تضررت ... الفقراء ينامون بلا ملبس مثل الناس أو حليب لأطفالهم ... مرة كانوا منزلين موضوع في المنتدى أنه في شخص ما عنده حتى حق
علبة حليب حق أطفاله ...هنا سأتكلم وأقول نعم الأزمة الحاصلة هو خير من من الله سبحانه وتعالى على الأمةالإسلامية ...
الأسباب:_
1- تراجع الإسعار في كثير من المواد الإستهلاكية
2- تراجع الإسعار الأراضي
3- تراجع الإسعار في مواد التموين بعدما أمتلئت مخازن الجشعين من المواد وبيعها في سوق سوداء ..
والكثير والكثير
هل تتذكر موضوع البيض في قطر وعدم تواجد البيض حتى المحلات كانوا يخشون البيض عشان يرفعون الأسعار كرتون البيض وصل 50 ريال هل هذا يعقل ...
شوف الإسعار الحين شوف العروض في الجمعيات ... متوهقين الحين مخازنهم مليانه ومب عارفين يتصرفون فيها ...
والله أنه لخير لنا جميعا ...
ولكن عندما أقول نزول فالكل يتذمر ويزعل ويسب ويقول كلام غريب كأني أسبه ماأعرف ليش ..
كيف تنام وجارك جائع .... كيف تنام وجارك يموت من برد قارس ..كيف تنام وجارك يعيش في بيت يوجد فيه عشرة عوائل متكدسين مع بعض وذلك لعدم توافر سكن من شدة الغلاء ..
وجزاهم الله خير بروة صحيح الشقق ليست بالمستوى المناسب وشروط التأجير تعجيزية وغير صحيحة ..الي يقرأ الشروط يقول سجن وليس شقة ....
ولكن جزاهم الله خير لتوفير السكن للناس المتضررة ... نعم الأزمة خير للأمة الإسلامية بعد الغلاء الفاحش الذي حصل ...
الكل كان فرحان يوم الطفرة وللأسف كنت أقعد مع شباب في مجالسهم الي يدخل المجلس يقول اليوم طردت الي ساكنين في بيتي غصب وبأجره بمبلغ وقدره شوف من ايش فرحان سبحان الله فرحان لأنه ظلم الناس ... لماذا لا نكون واقعيين مع أنفسنا ونحب الخير لبعضنا البعض ..
هذه بعض الأسباب واذا كنت حاب أكمل راح أكمل اخوي بويوسف لأني قلبي مليان...

عنيــــد
14-11-2008, 03:25 PM
ازيد على كلام اخوي سوق واقف ..

انه مع هالغلاء الفاحش الا انه ذوي الدخل المحدود ما حصلوا زيادات مجزيه يواجهون فيها التضخم ..

يعني اللي ما استثمر في البورصه و العقار في بداية الطفره ولا ما ياكل عيش

سوق واقف
14-11-2008, 03:31 PM
ازيد على كلام اخوي سوق واقف ..

انه مع هالغلاء الفاحش الا انه ذوي الدخل المحدود ما حصلوا زيادات مجزيه يواجهون فيها التضخم ..

يعني اللي ما استثمر في البورصه و العقار في بداية الطفره ولا ما ياكل عيش

إن شاء الله راح تعرف أسعار الإيجارات الجديدة مع بداية السنة بعد أنتهاء العقود راح تعرف النزول اشلون ...

بويوسف
14-11-2008, 03:46 PM
كمل وانه اخوك طلع اللي في قلبك .. ولي عودة باذن الله.. هلا فكرت ان الكساد قد تتبعه مجاعات وبطالة في معظم دول العالم كما حدث في القرن الماضي؟ لي عودة بعد سماع كامل حديثك :)

سوق واقف
14-11-2008, 03:57 PM
أخوانه في السعودية هذا ردهم ..............
__ _ _ _ _ _ _ _
رب ضارة نافعة" قد ينطبق هذا المثل العربي على حال السعوديين مع الأزمة المالية التي يشهدها العالم حالياً، التي وإن كلفتهم خسائر باهظة في سوق المال المحلية، إلا انها قد تساهم في تحسين الوضع المعيشي لهم عبر خفض نسبة التضخم نحو 15%.
ففي الوقت الذي تسببت فيه الأزمة المالية بانهيار سوق الأسهم وخسارة مؤشره ما يزيد عن 1400نقطة في أيام معدودة، يرى اقتصاديون انها قد تؤثر بشكل غير مباشر في تخفيض أسعار السلع الأساسية وايجارات العقارات.

وأشار هؤلاء إلى عدة عوامل يستندون فيها إلى ذلك منها انخفاض القوة الشرائية لدى الأمريكيين جراء الأزمة والذين يستهلكون 30% من الانتاج العالمي، ما قد يقلل من استهلاكهم ويوازن بين العرض والطلب على المنتجات وبالتالي تقل أسعارها، اضافة إلى تسبب هذه الأزمة في انهيار لأسعار النفط التي تسببت في زيادة نسبة التضخم المستورد، نتيجة غلاء أسعار الوقود وتكاليف النقل.

وقال الدكتور سالم باعجاجة استاذ الاقتصاد والمحاسبة في جامعة الطائف، ان الأزمة المالية التي تعيشها أسواق المال العالمية في وقتنا الحاضر، قد تعود بتأثيرات ايجابية على المستهلكين السعوديين ومن ذلك خفض معدلات التضخم نحو 15% مع مطلع عام

2009.وأوضح باعجاجة الذي كان يتحدث مع "الرياض" هاتفياً ان معدل التضخم الذي يبلغ بحسب آخر احصائية رسمية نحو 11%، مرشح لتسجيل انخفاض كبير مطلع العام المقبل، نتيجة انخفاض أسعار السلع الأساسية للمستهلك، وايجارات العقارات وأجور النقل وأسعار الوقود، وانتفاء ظاهرة التضخم المستورد متأثرة جميعها بالأزمة المالية العالمية.

وأضاف: أسعار السلع والخدمات في الأسواق المحلية ستنخفض في المستقبل القريب، وذلك لأن معظم هذه السلع مستوردة من أمريكا وأوروبا اللتين يعيش اقتصادهما أوضاعاً مأساوية، وبالتالي قد تبيع تلك الدول منتجاتها بأسعار أقل نتيجة بحثها عن السيولة النقدية، كما ان هذه الأزمة ستوفر السلع بكميات كبيرة ما يرفع حجم المعروض أمام الطلب وبالتالي تهبط الأسعار.

ولفت باعجاجة إلى ان المستهلك السعودي بدأ يلحظ الأثر الايجابي للأزمة المالية العالمية ومن ذلك ارتفاع قيمة التحويلات الخارجية بالدولار حيث تصل حالياً 3.78ريال للدولار الواحد، ما يدلل على ارتفاع قيمة الدولار أمام العملات الأخرى ومنها الريال.

وزاد: "رأينا كيف انخفضت أسعار الحديد هذه الأيام نتيجة توفر المعروض بكميات كبيرة بعد اجراءات الحكومة التي قضت بالحد من تصديره، وهذا ما قد تفعله الأزمة المالية بالكثير من السلع فستوفرها بكميات كبيرة ما يقلل قيمتها".

وأوضح استاذ الاقتصاد والمحاسبة في جامعة الطائف، ان أسعار النفط انهارت وسجلت انخفاضاً بلغ معدله 40% في شهر واحد، فبعد أن كانت 140دولاراً للبرميل أصبحت الآن 77دولاراً، الأمر الذي من شأنه خفض أسعار الوقود وتخفيض أجور النقل حول العالم وتكاليف مواد الخام، ما يعد عاملاً مؤثراً أيضاً في توفير السلع بأسعار مناسبة.

من جهتهم قال اقتصاديون خليجيون ان غالبية سكان دول الخليج يشكون منذ خمس سنوات تقريباً من غلاء كبير، وارتفاع في أسعار العقارات، وبما تلجم هذه الأزمة العالمية التضخم، وتدفع الاقتصاد الخليجي للسير بثبات بدلاً من القفزات الحالية.

ودعوا المسؤولين عن ادارة الاقتصاد في دول الخليج إلى اعتبار ما جرى في الغرب درساً، لابد من الاستفادة منه، وتفادي مسبباته، حتى لا يتكرر في دول المنطقة، مؤكدين ان دول الخليج قادرة على تجاوز الأزمة الحالية، بفضل الايرادات النفطية، وفوائض الموازين الحكومية التي تجاوزت 700مليار دولار خلال الأعوام الخمسة الماضية.

وأوضحوا أن الأزمة المالية العالمية ليست كلها شرا، وقد يكون لها تأثير ايجابي يتمثل في وضع الاقتصاد الخليجي على المسار الصحيح، بدلاً من القفزات الكبيرة التي يعيشها الأعوام الأخيرة، مبينين ان معدل النمو الاقتصادي في دول الخليج يتراوح حالياً ما بين 12و25%، وفي ظل الأوضاع الجديدة يمكن ان يتغير وضعه، وينمو بخطى ثابتة هادئة، تحميه من أي أزمات مستقبلية.

وأشاروا إلى ان التضخم تزايد بمعدلات كبيرة في الدول الخليجية نتيجة الطفرة الاقتصادية التي تشهدها منذ سنوات، وتقدر نسبة التضخم في هذه الدول بما يتراوح بين 10و14%، وقد تتسبب الأزمة العالمية في خفض نسبته إلى 5%، كما كانت عليه قبل خمس سنوات، معتبرين ان ذلك يصب في مصلحة المستهلك الذي سيجد انخفاضاً في أسعار السلع الاستهلاكية وأسعار الوقود، وتذاكر السفر بالطيران.

واعتبروا ان الأزمة المالية ستتسبب في خفض أسعار مواد البناء، ما يؤدي في النهاية لانخفاض أسعار العقارات التي تشهد تزايداً جنونياً في دول الخليج، منوهين إلى انه مع انخفاض سعر النفط تنخفض بالتبعية تكاليف النقل والبناء وأسعار السلع الاستهلاكية، وهو ما يصب في مصلحة المستهلك.

سوق واقف
14-11-2008, 04:02 PM
وقفات شرعية مع الأزمة المالية ...الشيخ محمد صالح المنجد
04 /11 /2008 م 04:36 مساء


مما لا يخفى على أحد أن الأزمة المالية اليوم تعصف بالعالم شرقاً وغرباً، فهي حدثٌ عظيم أقضَّ مضاجع السَّاسة وأصحاب القرار وأرباب الفكر والاقتصاد، وهي خطبٌ جسيم، له تعقيداته وتداعياته المتعددة،
يوضح ذلك الاضطراب الكبير الذي يعيشه الاقتصاديون والسياسيون، وكثرة الكتابات، وتباين التحليلات، فهم في أمر مريج، وقد أقبل بعضهم على بعض يتلاومون فيمن يتحمل مسؤولية ما حدث.

وهذه الأزمة تستوجب وقفاتٍ لبيان بعض الجوانب الشرعية المهمة المتعلقة بها:

1- الأزمة حقيقية: تهاوت فيها بنوك كبرى ومؤسسات مالية، وانحدرت فيها البورصات العالمية، وتبخرت تريليونات، وطارت مليارات من أسواق المال، وهوت دول في العالم إلى الحضيض، وملايين فقدوا أموالهم إما على هيئة أسهم، أو مدخرات أو استثمارات، وتآكلت من استثمارات الشعب الأمريكي في البورصات المالية بمقدار 4 تريليون دولار، وصارت هذه الأزمة أشبه بتسونامي يعصف باقتصاديات الكثير من الدول.

2- فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ: الاقتصاد والمال هما القاعدة الأساس للمجتمع الغربي، ولما ركنوا إليها وتركوا شريعة الله (فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ).

وها نحن نرى اليوم تدميراً كبيراً يُطبق عليهم، فأمسى البناء الاقتصادي الذي تفاخروا به وظنوا أنه يمنعهم ويحميهم سبباً لاضطرابهم وفساد أمرهم، فجاءهم البلاء من فوقهم ومن أسفل منهم، وكانوا يظنون نظامهم المالي محكماً ولكن جاءهم من جهته ما لم يكونوا يحتسبون (وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ)

3- قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ: كما أن للمصائب والكوارث أسباباً مادية معروفة، فإن لها أسباباً شرعية كذلك، ووجود الأسباب المادية لا يتنافى مع الأسباب الشرعية.

فالظلم والبغي والذنوب والمعاصي وأكل الحقوق كلها أسباب لنزول المصائب بالناس، على مستوى الأفراد والجماعات، بل على العالم كله أحياناً، كما نشهده في هذه الأزمة التي تنطوي على كوارث يتبع بعضها بعضاً، (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ)، (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ).

وفي الحديث الصحيح: (إذا ظهر الزنا والربا في قرية، فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله) أخرجه الطبراني في الكبير وصححه الألباني في صحيح الجامع (679).

فلم يكن ما نزل بالقوم آفة سماوية، وإنما بلاء أصابهم بذنوبهم وبما كسبت أيديهم.

4- الله يُمهل ولا يُهمل: فقد أمهلهم وهم يتعاملون بالربا، ويأكلونه أضعافًا مُضاعَفة، ويحاربونه - تعالى -على مر السنين، حتى أخذهم بالنقص والبوار، كما فعل مع فرعون وقومه من قبل: (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ).

وقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: (إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ، حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ)، ثُمَّ قَرَأَ: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) متفق عليه.

فلا يظنن ظانٌ أنَّ الله في عليائه وكبريائه وجبروته يترك هؤلاء يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق، ويكفرون به، ويقترفون كل كبيرة، ثم لا يُنزل بهم بطشه وعقوبته وعذابه.

5- مصير الباطل إلى ضعف واضمحلال: فمهما علا وارتفع فهناك يوم سينخفض فيه ولا بد، سنةٌ من سنن الله لا تتبدل ولا تتغير (حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يَرْتَفِعَ شَيْءٌ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ) البخاري(2872)

لقد تبوّأ الغربيون ذروة الاقتصاد عالمي، وقالوا: " من أشدّ منّا قوّة؟ فأنزلهم الله - تعالى -من صياصيهم وقلاعهم المالية، وقذف في قلوبهم الهلع والرعب، وأظهر زيف ادعاءاتهم.

6- انكسار منسأة العالم الغربي: لقد أكلت سوسة الربا والمحرمات المالية منسأة العالم الغربي، الذي كان يتظاهر أمام الناس بأنه قويٌ معتدل، بينما هو يستند على عصاً منخورة، فلما خر تبينت الجن والإنس والشرق والغرب أنَّ البناء خاو والأساس متهالك لايمكن إنقاذه وإعادته، وقد صرح وزير المالية الألماني "بير شتاينبروك" قائلا: "إن العالم لن يعود أبداً إلى ما كان عليه قبل الأزمة ".

7- حرب الله على أهل الربا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ...).

وهذه الحرب تتجلى اليوم بصورها المتنوعة: على الأعصاب والقلوب.. على البركة والرخاء.. على المال والقوة.. على السعادة والطمأنينة.

إنها حرب القلق والخوف.. الساحقة الماحقة من جراء النظام الربوي المقيت.. والمسعرة حتى الآن؛ تأكل الأخضر واليابس.

وهاهم اليوم يصابون بالاكتئاب والقلق والإحباط والانهيارات النفسية جراء الأزمة المالية، حتى قالت العالمة النفسية الأمريكية " نانسي موليتور": " لم أشهد يوماً طوال ممارستي هذه المهنة منذ عشرين عاماً، ما يشبه ذلك، إن مستوى القلق يحطم كلَّ الأرقام القياسية".

ووصل الأمر إلى حالات قتل وانتحار نتيجة ضغوط الأزمة.

8- (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا): والمحق حسي ومعنوي، فيذهب ببركة المال فلا ينتفع به صاحبه، أو يذهب بالمال كليةًَ كما سمعنا عن تبخر ترليوني دولار في خمسة أيام من أموال مصلحة التقاعد الأمريكية... وقد أدت الأزمة حتى الآن إلى اختفاء 16 بنكا من الساحة، من بينها بنك "إندي ماك" الذي يستحوذ على أصول بقيمة 32 مليار دولار، وودائع تصل إلى 19 مليار دولار.

بل طالتْ عملية الإفلاس سبعة بنوك كبرى في أوروبا.

ويتوقع بعض المحللين أن يتم إغلاق ما يقرب من 110 بنكا، تصل قيمة أصولها إلى حوالي 850 مليار دولار بحلول منتصف العام القادم.


9- المرابي يعاقب بنقيض قصده: (وما أَتْيتُم مِن رِباً لِيَرْبُوَ في أَمْوال النَّاسِ فَلاَ يَرْبُو عِنْد الله) وفي الحديث الصحيحَ: (مَا أَحَدٌ أَكْثَرَ مِنْ الرِّبَا إِلَّا كَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهِ إِلَى قِلَّةٍ) رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

وقد ظهر للناس من ذلك صور كثيرة، منها أن خسائر 10 أثرياء بريطانيين بلغت 40 مليار دولار،، كما أن أحد المرابين الكبار تناقصت ثروته خلال أربعة أشهر بمعدل 7 ملايين في كل ساعة، وفي روسيا بلغت خسائرُ رجال الأعمال نحو 230 بليون دولار، ويمثل هذا المبلغ نحو 62 % من مجموع ثروات الأثرياء الروس!! فكيف حسرة أمثال هؤلاء


10- تزاوج الربا والميسر نذير خراب ودمار: وكانت من نتيجة هذا التزاوج إعلان أكبر المصارف الأمريكية إفلاسها، كمصرف "ليمان براذرز"، ومصرف "أنتجرتي"، و"واشنطن ميوتشوال"، وانهيار أكبر شركة تأمين (AIG) التي دفعت (11) بليون دولار من التعويضات، وتكبدت أكبر خسائر في تاريخها الذي يمتد إلى تسعين عاما!!.

وأصبح ما بين (2-3) ملايين أمريكي يواجهون خطر فقدان منازلهم، بسبب عدم قدرتهم على دفع الأقساط الشهرية.

ومع هذه الآثار يطالبنا بعض من في قلبه مرضٌ بالتأمين على الأرصدة ضد مخاطر الإفلاس!!


11-جزاء الطمع: الطمع والجشع، والخداع، والتدليس في العقود، مع التغرير بالناس، واستغلال حاجتهم.. أسبابٌ لها تأثيرها الواضح في الأزمة، فقد توسعت بعض هذه البنوك في الإقراض لأكثر من (60) ضعف حجم رؤوس أموالها الحقيقية، طمعاً في الأرباح الكثيرة.

وقد علقت بعض صحفهم على هذه الأزمة بقولها: " لوموا الطمع".


12- مخاطر التعامل بالأرصدة الوهمية: فقد أظهرت الأزمة الفارق الكبير بين القطاع العيني من السلع والخدمات والمنتجات الحقيقية، وبين المشتقات المالية المعاصرة كالنقود الإلكترونية، والسندات المالية، والبطاقات الائتمانية على نقود وهمية.. والأرصدة الإلكترونية التي لا وجود لها إلا في ذاكرة الحواسيب... تكتسب قيمتها من ضمان البنوك لها، فإذا فقدت الثقة في هذه البنوك والمؤسسات زالت قيمتها.

فماذا يفعلون بعد أن تبخرت الأرقام الفلكية للمليارات والترليونات التي كانت تتراقص على شاشات البورصات.


13- الاقتصاد الحر والفشل: هذه الأزمة أكبر دليل على فشل نظرية الاقتصاد الحر، فترك الباب مفتوحا على مصراعيه؛ ليتصرّف الفرد كما يشاء، دون قيود وضوابط لتصرفاته الاقتصادية لتنمية المال، أدى إلى تضخّم رؤوس المال لدى فئة من المجتمع.. فعُدِم التوازن وظهرت الطبقية بآثارها المخالفة لقول الله - تعالى -: (كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأغْنِيَاءِ مِنْكُمْ).

ورغم الحرية المزعومة وجدنا في حلولهم للأزمة تدخل الدولة بسلطتها لتأميم المصارف والمؤسسات المالية، وضخ الأموال لشراء الأصول، وتغيير الأنظمة، وتقييد حريات الملاك، من أجل حماية المؤسسات الاقتصادية من الانهيار.


14- تهالك المبادئ الرأسمالية: فقد أبانت هذه الأزمة عن فشل النظام الرأسمالي وعجزه عن تحقيق الأمان المالي والتوازن والعدالة الاجتماعية والاقتصادية بين فئات المجتمع المختلفة.

ولطالما تباهى الغرب بنظامه المالي، وزعم أنه أكمل ما وصلت إليه البشرية حتى قال فوكو ياما: إن المجتمع الأمريكي هو ذروة كمال البشرية، وقمة نضج الإنسانية، وليس بعده شيء.

واليوم يعترف قادة الغرب بفشل نظامهم المالي حتى وصفوه بالبالي والمهترئ.

وحتى قال الرئيس الفرنسي ساركوزي: "إننا في حاجة إلى إعادة بناء النظام النقدي والمالي العالمي من جذوره".

وتداعوا إلى قمة تجمع قادة الدول الكبرى لوضع نظام عالمي مالي جديد قبل نهاية العام.


15- أين المغترون بالنظام الاقتصادي العالمي: الذين ظنوا أنهم يأوون إلى ركن شديد، وقالوا: النظام المالي العالمي محكم لا يتطرق إليه الخلل... ثم تبين أنهم يسيرون وراء سراب لا حقيقة له، وأنهم انخدعوا بمظاهر مزيّفة، لا تستحق الإشادة ولا التمجيد.

ولقد كان في تأخر السقوط حكمةٌ بالغةٌ من الابتلاءِ والإملاء للظالمين والمغترين بهم وكشف للمنافقين والمفتونين بمناهج غير المسلمين


16- ثم نُكسوا على رؤوسهم: فبعدما تجاوز العالم هول الصدمة الأولى للانهيار المالي خرج بعض المنافقين ومتعصبة الرأسمالية ليدافعوا عن نظامهم المالي البالي، زاعمين أن الخلل ليس فيه، وإنما في سوء تطبيقه ونقصان بعض القيود فيه، وأنه لا يحتاج إلى تغيير وإنما يحتاج بعض التعديلات فقط وهذه مكابرة لا يستفيد أصحابها من الأحداث والعبر، (وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ)، (وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ).


17- خطورة وضرر فصل الاقتصاد عن الإسلام: لطالما نادى المنافقون بضرورة الفصل بين الاقتصاد والدين، ولسان حالهم يقول كما قال قوم شعيب: (يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ).

ما للدين وسلوك الناس الشخصي وتصرفهم في أموالهم، وحياتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية وأسلوب الإنتاج، وطرق التوزيع؟

لقد أبانت هذه الأزمة أن الاقتصاد إذا ابتعد عن أحكام الشريعة وقواعدها تخبط في الظلمات، وأورث الكوارث والأزمات.

18- القواعد الشرعية المالية صِمَام أمان للاقتصاد: ولما تجاوز القوم هذه القواعد الشرعية في التعاملات المالية وتعدوا حدود الله وانتهكوا حرماته من خلال: الإقراض والاقتراض بالربا، وبيع الديون، والبيوع الوهمية، والبيع قبل القبض، وبيع ما لا يملك، وبيع الغرر والجهالة، والتعامل بالميسر والتأمين.. تسبب ذلك في نكبتهم وسقوط شركاتهم وبنوكهم.. وبلغ حجم المشتقات المالية المشؤومة الهالكة المهلكة في العالم أكثر من 600 تريليون دولار.


19- الأساس السليم يورث بناء سليما: (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).

فلا اقتصاد بلا نور الوحي، وليس كما ينادى المنافقون بأنه" لا اقتصاد بغير بنوك، ولا بنوك بغير ربا".


20-فرصة ذهبية للدعوة: ما حدث يعد فرصة عظيمة لأتباع النظام الاقتصادي الإسلامي ليبينوا أنه النظام الوحيد الناجح، والذي يحقق ما يحتاجه العالم.

ولقد بدأ الغربيون أنفسهم يدركون هذه الحقيقة، إذ دعت كبرى الصحف الاقتصادية في أوروبا لتطبيق الشريعة الإسلامية في المجال الاقتصادي للتخلص من براثن النظام الرأسمالي الذي يقف وراء الكارثة الاقتصادية التي تخيم على العالم.

حتى كتب أحدهم متسائلاً: "هل تأهلت وول ستريت لاعتناق مبادئ الشريعة الإسلامية؟ ".

وقالت "سواتي تانيجا" إحدى خبيرات المال في أوروبا: " إن الأزمة المالية بأمريكا تعطي فرصة ذهبية للاقتصاد الإسلامي المنافي للتعاملات الربوية".


21- تهيؤ الأنظمة السياسية والمالية لتقبل النظام الإسلامي: بعد أن كان محارباً من قبل، وقد صدر مؤخرا كتاب للباحثة الإيطالية "لووريتا نابليوني" بعنوان "اقتصاد ابن آوى" أشارت فيه إلى أهمية التمويل الإسلامي، وقالت: "المصارف الإسلامية يمكن أن تصبح البديل المناسب للبنوك الغربية ".

وبعض المصارف العربية بدأت تفكر جدياً بوقف عدد من التعاملات المصرفية ذات الثقافة الغربية الدخيلة كعمليات البيع على المكشوف، وبيع بالدين، والبيع متعدد الخيارات "options".

والمؤسف أنهم لم يفكروا بذلك إلا بعد أن اعتمده الغرب اتباعاً لهم حذو القذة بالقذة.


22- استثمار الأزمة في إيصال الحق للناس: إن من واجب الخبراء الماليين الإسلاميين أن يستخرجوا مفردات النظام المالي الإسلامي من القرآن والسنة ويقدموه للبشرية نظاماً مالياً كاملاً مستقلاً، لا تابعاً ولا ترقيعياً.

فليس النظام الإسلامي هو الخالي من الربا فقط، ولا المقتصر على أحكام دون أخرى، ولا المشتمل على منتجات غربية بطلاء الأسلمة، بل هو نظام كامل مستقل يحقق مقاصد الشريعة والعدل في التعاملات المالية كافة.

سوق واقف
14-11-2008, 04:02 PM
23- ظهور حكمة الله في التشريع: فقد استبان لكل من له قلب ونظر بعين اليقين أن الله - تعالى -لا يشرع شيئاً إلا وفيه مصلحة العباد، ولا يحرم شيئاً إلا وفيه ضررهم في الدنيا والآخرة.

وهذه الأزمة المالية قد أوضحت بجلاء أضرار الربا والمخالفات المالية، فسبحان من حرمها وغلّظ تحريمها!!

وليس مستغرباً أن يكتب رئيس تحرير مجلة "تشالينجز" قائلا: "لو حاول القائمون على مصارفنا احترام ما ورد في القرآن من تعاليم وأحكام وطبقوها، ما حل بنا ما حل من كوارث وأزمات".


24- الشفاء والعلاج لا يكون بما حرَّم الله: فالأموال المخصصة لإنقاذ المصارف وانتشال النظام المالي بزعمهم مصدرها الاستدانة الربوية، أو الظلم بزيادة الضرائب، أو طبع المزيد من العملة بغير رصيد المؤدي للتضخم، وقد ذكرت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية أن الحكومة الفرنسية ستقدم (10. 5) مليار يورو إلى 6 من المصارف بفائدة مقدارها 8% وهي قروض بالربا أيضاً من بنوك ودول أخرى.

ولسان حالهم يقول: وَداوِني بِالَّتي كانَت هِيَ الداءُ.


25- القوة المادية عند غير المؤمنين تغرُّهم وتُطغيهم: وتقودهم إلى الاستكبار في الأرض، واستعباد الآخرين، وتنسيهم قوة الله، وتجعلهم يكفرون به، ويجحدون بآياته.

وهذا هو المرض الخطير الذي أصاب قوم عاد، (فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً).

وكم من الأمم والأقوام المتجبرين في الماضي والحاضر يتصرفون بالمنطق ذاته، وسيهلكهم الله كما أهلك قومَ عاد!.

وكفار اليوم ليس لديهم حصانة من بطش الله: (أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ).


26- عاقبة الظلم والبغي والتكبر وخيمة: فالظالم والباغي والمتكبر في الأرض بغير الحق لا يسلم من سوء العقاب ولا يفلح (إنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ).

وهاهي أقوى دولة في العالم اليوم بحاجة إلى المساعدة وتريد الاقتراض بأي وسيلة، بعد أن أنفقت في حربها الظالمة على العراق أكثر من (700) مليار دولار باعتراف بعض ساستهم، وقدر بعض باحثيهم أن كلفة مغامراتهم العسكرية في العالم بلغت (3) تريليون دولار.

27- سنة الله مع الأمم الظالمة واحدة: (وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ)، (وَتِلْكَ القُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً)، (وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ)

وكلمة "قارعة" نكرة تفيد العموم، فتعم كل قارعة، فقد تكون مسموعة كالصواعق والعواصف، وقد تقرع القلوب بالرعب والذعر والهلع كالانهيارات والأزمات المالية.

إنه رعب صامت على الشاشات!!.

كتب أستاذ علم السياسة والاقتصاد البريطاني "جون غري" مقالا في صحيفة "ذي أوبزيرفر تحت عنوان "لحظة الانكسار في سقوط قوة أميركا" قال فيه: "إن حقبة الهيمنة الأميركية قد انتهت" وكذلك نادى الساسة الروس وغيرهم.


28- شؤمُ المعصية يعم: وهذا ظاهر في الأضرار التي لحقت بالاقتصاديات العالمية كافة، ويؤكده قول الأمين العام للأمم المتحدة: "الأزمة المالية تهدد معيشة مليارات الأشخاص عبر العالم".

وفي رسالة بعثت بها منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" إلى 34 ألف لجنة للأمن الغذائي في أنحاء العالم، تقول فيها: " إن انهيار أسواق المال في العالم سيتمخض عن مجاعة حقيقية تنال 36 بلدا في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية بحلول 2009"..

وقد بلغت خسائر البورصات العالمية قرابة (3) تريليون دولار، وتبخرت (155) مليار دولار من بورصات الخليج في أسبوع.

وحذر رئيس منظمة العمل الدولية من فقدان حوالي 20 مليون شخص وظائفهم بحلول نهاية العام القادم على خلفية الأزمة.

وصدق الله إذ يقول: (واتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).

وكان من حكمة الله في ذلك تبغيض أصحاب مركز الزلزال المالي في قلوب أهل الأرض كافة باعتبارهم المسؤولين عن هذه الكارثة.


29- لله الحكمة البالغة: في قضاءه وقدره، فتقديره - سبحانه - مبني على حكمته، وعدله، ذلك تقدير العزيز العليم.

ولا يخرج شيء في الكون عن مقتضى حكمته، فهو الحكيم الخبير.

ومن حكمته - سبحانه - جعل المصائب والكوارث سبباً للاتعاظ والتذكر والرجوع إليه، (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)، وقال: (لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).

فمن الناس من يرجع إلى الله بسبب هذه الأزمة، وكثير حقَّ عليه العذاب، لا يتوب ولا يؤوب: (فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).


30- الملك الحقيقي لله: وقد استخلف الناس في هذا المال، فما شاء أبقاه وما شاء أخذه، يغني من يشاء ويفقر من يشاء، ويعطي من يشاء ويمنع من شاء، وفي هذه الأزمة درس للمغترين والمغرورين السائرين على قول قارون: (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي)، الذين نسوا أن الله قادر على أخذهم وأخذ أموالهم وثرواتهم فجأة.


31- الإنسان هلوع جزوع: أبانت هذه الأزمة عن مدى الهلع والجزع الذي أصاب الناس كما قال - تعالى -: (إِنَّ الإنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا، وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا، إِلا الْمُصَلِّينَ).

فإذا أصابه المكروه جزِع، ويئس، وقنط (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نزعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ).

وقد نتج عن هذه الأزمة: حالات انتحار وقتل.. سكتات قلبية ودماغية.. جلطات وأمراض مزمنة.. وانهيارات عصبية وأزمات نفسية.. وانتهت بعض الدراسات إلى أن 57% من المتعاملين بالبورصة يصابون بالأمراض "النفس جسدية"، وفي تصريح لمنظمة الصحة العالمية: " الأزمة المالية ستزيد الاضطرابات العقلية في العالم".

أما المؤمن فحاله مختلفة تماما: (عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) مسلم(2999).


32- شدة تعلُّق الإنسان بالمال: وقد كانت هذه الأزمة مثالا واضحا للحقيقة التي ذكرها الله بقوله: (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا) أي: حباً كثيرًا شديداً.

وقوله: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ).

وكان من تأثير هذا الأمر أن أقدم بعض من خسر ماله على الانتحار، لأن المال كان كل شيء في حياته، فلما فقده لم يعد عنده للاستمرار في الحياة دافع، فأقدم على الانتحار بعد أن صار عبدا للدينار والدرهم والدولار، وهذا من نتائج تعلُّق القلب بغير الله.


33- ضعف التوكل على الله في أمر الرزق والمعاش، لقد كشفت هذه الأزمة عن مدى القلق الشديد على المستقبل، نتيجة للخوف من عدم القدرة على توفير الاحتياجات الأساسية، والتخلُّص من تبعات الديون.

ولو آمن الناس بقوله - تعالى -: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا)، وبقوله: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) لرزقهم رزقاً حسناً سهلاً ميسوراً مضموناً كما يرزق الطير.


34- في ذهاب أموال الجبابرة عبرة تذكِّر بموقف الفريقين من الطاغية قارون: وذلك لما خرج على الناس بأبهى زينته: (قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ).

وكذلك يقول المغترون في كل زمان، وأما أهل العلم والإيمان فيقولون: (وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ).

فلما خسف الله به الأرض، كانت النتيجة: (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ).


35- تقلب حال الدنيا وزوالها: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ).

فالدنيا ظل زائل، نعيمها يبور، وزخرفها زور (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ).

(وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)، (وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ) أي: محل الإقامة ومنزل السكون والاستقرار.

والدنيا خضرة حلوة، تغر أهلها، ولما ظن الكفار أن أموالها دائمة لهم بعدما نجحوا في التجارات والصناعات وتقدموا في الآلات والمخترعات، أتاهم أمر الله بغتة كما قال - عز وجل -: (حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).

وقال - سبحانه -: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ، كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ).

36- قصور البشر في التحليل وتوقع الأزمات: فقد كانت بعض دراسات استشراف المستقبل عند الغرب تبشر باستمرار الازدهار وتحسن أوضاع الأسواق، بل إن أحد مراكز الاستشراف تنبأ بأن عام 2009 سيكون عام ازدهار اقتصادي.

وتوقع بنك "مورجان ستانلي" الأمريكي أن يبلغ سعر برميل النفط 150 دولار، وقالوا: انتهى عصر النفط الرخيص، وتوقع آخرون بلوغه 200دولار للبرميل.

ومع تقدم العلوم الرياضية، والنظريات الاحتمالية، واختراع الحواسيب التي تقوم بالتحليل وحساب نتائج المعادلات الصعبة، ظن بعض الغربيين أن ذلك كاف في الحكم على المستقبل ومعرفته بدقة، فاتكأوا كثيرا على نتائج أبحاثهم، فكانت هذه الأزمة مخيبة لتوقعاتهم ودراساتهم، صادمة ودافعة لهم للاعتراف بقصورهم وعجزهم واعترافهم بأنهم سيعيدون حساباتهم ويعدِّلون توقعاتهم. وصدق الله القائل: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)، (يعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ).

على أن بعض عقلائهم قد حذروا من هذه الانهيارات وأسبابها، ولكن لم تلق تحذيراتهم آذانا مصغية، إلا بعد فوات الأوان، وبعد أن لم يعد الإنقاذ بالإمكان.

وختاماً: نسأل الله - تعالى -أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، ويعز الإسلام والمسلمين، ويذل المنافقين والكافرين، ويعوض من أصيب من المسلمين خيراً، ويعظم لهم أجراً، ويوفقنا جميعا لما يحب ويرضى.

وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ.



الشيخ محمد صالح المنجد
المختار الاسلامي

سوق واقف
14-11-2008, 04:08 PM
منقووووول ....
_ _ _ _

بقلم: إسماعيل حامد





سنن وقوانين

يدرك المسلم أن ما يجري في زمانه من وقائع وأحداث لا تنفصل عن سنن الله الكونية في الأمم والشعوب، وهي سنن وقوانين لا تتغيَّر ولا تتبدل، ومن هذه السنن قوله تعالى:﴿إِنَّ اللهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ﴾ (يونس: من الآية 81)، وقوله تعالى: ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا﴾ (الإسراء: 16)، وقوله تعالى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾ (الحج: 48)، وقوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ﴾ (هود 117)، وقوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾ (الأنعام: 123)، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته"، وقول الله تعالى: ﴿وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ (آل عمران: من الآية 140).


هذه بعض السنن الإلهية التي توضِّح لنا أن طغيان الظالم مهما تمادى فلا بد له من قوة أعلى منه تقهر ظلمه وجبروته وطغيانه المادي.



ظهَر الفساد

لقد بيَّن سبحانه وتعالى أن ظهور الفساد وانتشاره في الأرض مرتبط بفعل الناس ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ (الروم: 41)، ومن أشد وأكبر صور الفساد اليوم تفشِّي الربا في كافة المعاملات المالية والاقتصادية والتجارية، ووصول الرأسمالية العالمية إلى قمة طغيانها، حتى أسماها المحللون بالرأسمالية الطاغية، وبالغت في سياستها الاحتكارية، حتى وصلت إلى مرحلة الافتراس للفقراء في العالم.



ومن صور طغيانهم وفسادهم حصارهم للحركات الإسلامية عامةً والإخوان خاصةً، ومصادرتهم لأموال وشركات الإخوان في مصر والعالم، وإعلانهم الحرب على عالمنا الإسلامي، ونشرهم الدمار في بلادنا بأفغانستان والعراق والصومال في حروبٍ ظالمة أضفَوا عليها مسحةَ القداسة "مَن لم يكن معنا فهو ضدنا"، وسعيهم جاهدين إلى تهديد عالمنا الإسلامي باسم الحرب على الإرهاب.



هذه بعض صور الفساد والطغيان الذي مارسته قوى الشر المتغطرسة ممثلةً في أمريكا ومنظومتها العالمية، وما كان ربك نسيًّا، وما كان للسنن الإلهية أن تتوقف.



نتيجة طبيعية

من السنن الإلهية أن يجعل الله أعمال الظالمين وأموالهم التي أنفقوها في حربهم على الإسلام في كل مكان حسرةً وندامةً وهزيمةً وخسرانًا لقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ﴾ (الأنفال: 36)، ومن السنن الإلهية أن يذيق الله الطغاة والمفسدين بعض ما عملوا في الدنيا قبل عذاب الآخرة ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾: (السجدة: 41)، وهي نتيجة طبيعية أن يعاقب الله من يحاصر المرابطين والمجاهدين في شتى بقاع الأرض، وخاصةً في أرض الرباط فلسطين، والمسلم يدرك من ناحيةٍ أخرى أن مجمل الأزمة الراهنة يرتكز على قضية جوهرية، ألا وهي استحلال الربا وقيام حياة الناس عليه، ولقد قالها الحق تبارك وتعالى للذين وقعوا في الربا ممارسة وفعلاً ولم يتجنبوه: ﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللهِ﴾ (البقرة: من الآية 279).


ولقد جاءت الأزمة الحالية لتمثِّل لنا صورةً من صور الحرب من الله على كل متكبر جبار، وجاءت النتيجة ﴿فَأَتَاهُمْ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا...... فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ﴾ (الحشر: 2) على غير ما توقَّع الناس وعلى غير ما توقَّع المسلمون أنفسهم، ﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21).

معطيات الأزمة

إن هذه الأزمة تكشف لنا عن بعض الحقائق والمعطيات الجديدة التي بدأت تظهر على الساحات (المحلية والإقليمية والعالمية)، والتي لا بد وأن نتعامل معها من منطلق فقه الواقع، وهي مؤشر لعدة حقائق ومعطيات وأفكار جديدة، ومن ذلك:

- حدوث شرخ عميق في النظام الرأسمالي ووقوع اختلال في الموازين في القريب العاجل لن يفلت منها أي تشكيل اجتماعي أو سياسي أو اقتصادي في العالم، وإن كان بنسب مختلفة، وسيعاد ترتيب القوى العالمية.



- سقوط الحلم الأمريكي الذي كان يتم الترويج له في العالم؛ فلم تعد أمريكا القوة العظمى على الإطلاق، خاصةً وهي تبدو أقرب إلى أن تلفظ أنفاسها، وستفكِّر في كيفية المحافظة على وحدة ولاياتها بدلاً من خوض الحروب وممارسة الغطرسة الدولية، وما تقوم به أمريكا من التدخل لحل الأزمة ما هو إلا تأخير للانفجار، وهو بمثابة إعطاء حقنة دم لرجل ينزف بغزارة، وها نحن ننتظر تحقق قوله تعالى قوله تعالى ﴿فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا﴾ (النمل: من الآية 52).



- أصبحت الحاجة ملحَّة إلى نظام اقتصادي عالمي جديد أكثر أمنًا، وقد صرَّح بذلك الرئيس الروسي والقمة الرباعية الأوروبية (فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، بريطانيا).



- 40% من الدخل الأمريكي من النشاط الورقي؛ مما يعني أن الخسارة ستكون فادحة عليها وعلى الدول الأوروبية التي سارت على نهجها، والدول العربية التي ربطت اقتصادها بالدولار الأمريكي والبنوك والمصارف الأمريكية.



- الصين اشترت 60% من أذونات الخزانة الأمريكية؛ مما يعني إمكانية تأثرها بتلك الأزمة، في حين أن الهند ستكون من أقل الدول تأثرًا بالأزمة.



في وسط هذا الإعصار، ومع هذه المعطيات الجديدة، يجب أن يحضرنا السؤال: أين نحن في هذا الحدث؟ وماذا نحن فاعلون؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟



طموحات وتوصيات:

1- أن نحقِّق في أنفسنا توعية كاملة بالأزمة وتداعياتها، وإعادة قراءة الأزمة قراءةً تربويةً، ونشر تلك التوعية وسط مجتمعاتنا.



2- أن نلزم أنفسنا بعدم التعامل مع المنظومة الربوية وأي شكل من أشكالها، وعدم الدخول أو التورط في أي تعامل ربوي مهما كانت الظروف، وكذلك إقناع كل من حولنا بذلك الأمر.



3- أن نعتز بديننا وبمنهجنا القرآني، وأنه هو الحل الأصوب والأقوى والأجدى والأنفع.



4- أن نلتف حول قيادتنا ودعوتنا التي رفعت شعار الإسلام هو الحل، وأن نزداد قناعةً بجدوى هذا الشعار، وأنه يجب أن نعلنه ونعتز به، كي نرى عودة الإسلام قويًّا منتفشًا.



5- أن نوقن بأن البديل لهذه الأنظمة الفاشلة هو عودة الخلافة الإسلامية لتنشر الخير والعدل والسعادة في ربوع الدنيا كي تتنفس البشرية هواء الإسلام النقي الذي لا تشوبه شائبة.



6- أن نجاهر بالإعلان والتوعية بالمشروع الإسلامي، وإقامة الندوات والمؤتمرات لها وبيان مقومات النظام الاقتصادي في الإسلام، والإجابة عن الأسئلة المثارة عن المنهج الإسلامي في التعاملات المالية والاقتصادية، والتحرك بها في كافة الأوساط المجتمعية والدعوية، سواء في الواقع أو على الإنترنت، وإظهار مزايا هذا النظام وفوائده المتعددة.



7- أن نستغل الآثار والانعكاسات التي ستتولد نتيجةً لهذه الأزمة المدمِّرة في بيان فشل الأنظمة المادية التي صنعها البشر وعدم قدرتها على تحقيق الخير والعدالة والرفاهية للإنسان.



8- أن نتذكر جميعًا ما قاله ابن خلدون في مقدمته بأن الحضارات محكومة بسنن كونية، وأن أية حضارة تبدأ ثم تزدهر ثم تخمد وتموت ولا يبقى منها إلا رسمها فقط، وهذا هو القادم بإذن الله؛ فقد رأينا بأعيننا سقوط المنظومة الاشتراكية، وها نحن على أعتاب رؤية انهيار المنظومة الرأسمالية.



ختامًا..

إن يد القدرة الإلهية التي جعلت بداية حكم النظام العالمي الجديد "بوش الابن" بكارثة 11 سبتمبر، ها هي تجعل أيضًا نهاية حكمه بكارثة الكوارث؛ بإعصار الأزمة المالية العالمية والتي تُنبئ بسقوط وانهيار الرأسمالية الأصولية العالمية، ولا يجب أن نغفل أن ما تم خلال الفترة السابقة من مصادرةٍ لأموال الإخوان بالداخل والخارج وحصار إخواننا في غزة (بعد تولي حكومة حماس) ما كانت إلا سببًا جوهريًّا في الأزمة، وما كانت الأزمة الحالية إلا استجابةً من الله للكثير من دعوات المظلومين الذين كانوا يرددون ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ﴾ (يونس: من الآية 88) فكانت استجابة الله لدعوات المقهورين والمظلومين والمحاصرين من منطلق قوله تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ (غافر: من الآية 51).

ابوعبدالعزيز
14-11-2008, 04:50 PM
الله يخلف عليك يا سوق واقف ، ويمدك بالصحة والعافية انشاءالله .

تحياتي .

سوق واقف
15-11-2008, 01:03 AM
الله يخلف عليك يا سوق واقف ، ويمدك بالصحة والعافية انشاءالله .

تحياتي .

الله يعافيك يالغالي شوف مشاهدات الموضوع لأني جبت أدلة من القرآن والسنة محد رد على الموضوع لو بدون أدلة جان كلوني بثيابي

سوق واقف
15-11-2008, 01:39 AM
أخوي الخبير أنتظر ردك
اخوي الزعفراني وينك أختفيت أنتظر إجابات منك

بويوسف
15-11-2008, 01:40 AM
الله يعافيك يالغالي شوف مشاهدات الموضوع لأني جبت أدلة من القرآن والسنة محد رد على الموضوع لو بدون أدلة جان كلوني بثيابي

الله يهداك اخوي .. احنا نتناقش محد بياكلك انه مسئول :) وخير الكلام كلام الله عزوجل ثم كلام سيد الخلق .. من بعدهم مافي اي كلام ثاني.. لكن مايمنع ان نتكلم عن جوانب ثانية .. احنا مانختلف يا اخوي ان سبحانه له حكمة في اللي يصير .. لكننا نتكلم في اثار الازمة سواء ايجابية او سلبية ..

رحال
15-11-2008, 02:07 AM
كل يغني على ليلاه ، والله المستعان !!!

سوق واقف
15-11-2008, 11:33 AM
كل يغني على ليلاه ، والله المستعان !!!

محد يغني رجاء عندك رد عدل رد
أنا حطيت أدلة من القرآن والسنة وانت تقول نغني سبحان الله يا أخي أحنا نتكلم عن واقع نتكلم عن حكم الله في الكون ...

ابوسعود
15-11-2008, 11:41 AM
الحمدلله على كل حال نعم هو خير

سوق واقف جمعت التجاره والحكم

مشاءالله عليك

تسلم اخووووووووووي

سوق واقف
15-11-2008, 12:14 PM
هذا دليل من المنتدى

http://qatarshares.com/vb/showthread.php?p=3381762#post3381762

محمد11
15-11-2008, 12:49 PM
اخوي سوق واقف اي شير للامه هذي خيره للمؤمن ..
هذا بلاء من رب العالمين ... والبلاء هذي خيره

مافي شي يصير الا هو مكتوب وخيره للانسان

والحمدالله رب العالمين

سوق واقف
15-11-2008, 12:55 PM
اخوي سوق واقف اي شير للامه هذي خيره للمؤمن ..
هذا بلاء من رب العالمين ... والبلاء هذي خيره

مافي شي يصير الا هو مكتوب وخيره للانسان

والحمدالله رب العالمين

صدقت اخوي محمد
هذي خيره

سوق واقف
16-11-2008, 06:10 PM
ما شاء الله المشاهدات كثيرة والردود قليله

غناتي1
16-11-2008, 09:12 PM
ان شاء الله يكون كلامك انت بشرى خير 00 وصدق تنزل الاسعار

بعد ما تبهدلوا الناس وصار القوي ياكل الضعيف بكل برود

بوحارب
16-11-2008, 09:36 PM
الله يجيب اللي فيه الخير أن شاء الله

بارك الله فيك بوواقف ^ ــ ^

alzaeem
17-11-2008, 01:04 PM
لا يصح اللا الصحيح

sh50
17-11-2008, 10:35 PM
سيحان الله

لا تكرهوا شيئا ربما يكون خيرا لكم0

راعي النيسان
18-11-2008, 05:17 PM
ياخوي بعد كلام الله ورسوله مافيه كلام بس بصراحة انته كده :nice:

PathFinder
18-11-2008, 07:18 PM
الأزمة عبارة عن عملية تحول في الاقتصاد من الغرب الى الشرق, نسأل الله ان نستفيد من هذه الأزمة وأن لا نبقى متفرجين بينما الامم الأخرى تتبادل مسك زمام الأمور, وشكرا لصاحب الموضوع "سوق واقف"

سوق واقف
25-11-2008, 09:25 PM
الأزمة عبارة عن عملية تحول في الاقتصاد من الغرب الى الشرق, نسأل الله ان نستفيد من هذه الأزمة وأن لا نبقى متفرجين بينما الامم الأخرى تتبادل مسك زمام الأمور, وشكرا لصاحب الموضوع "سوق واقف"

لا شكر على واجب أخي العزيز نعم كلامك صحيح ولكن هل تعتقد أنه توجد أيادي خبيثة سبب الأزمة .. يعني اليهــود هم السبب .. قلد سمعت أن اليهود سحبوا 40 مليار قبل حدوث الأزمة من البنك الذي أفلس ..:secret: