المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ الدكتور سلمان العودة : فتش أوراق زوجتك << مقال جميل



الفريق أول ركن
15-11-2008, 09:33 AM
http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/authors/salman.jpg



غابت عنه لبعض شأنها، ووجد نفسه وحيدا في غرفة نومها، وهجمت عليه سانحة من الفضول، لِمَ لا أتصفح هذا الدفتر الملقي عرضاً بجانب السرير؟
تصفح فوجد رسوماً ضاحكة، وأخرى حزينة، وفهم شيئا وتحير في أشياء، وجد شعراً جميلاً، وغزلاً، وشوقاً إلى اللقاء! ترى هو المعني بذلك أم سواه؟
هل تُخفي في قلبها رجلاً آخر؟
هل جحدت عني شيئاً من تاريخ ما قبل التاريخ؟ هل ثَمَ تجارب أو مغامرات؟ هل جسدها معي وخيالها مع حبيب آخر؟
تذكر أبيات الشناوي:
لا تَكذبي، إني رأيتكما معا
ودعي البكاء فقد مللتُ الأدمعا
ما أقبح الدمعَ السخينَ إذا جرى
من عين كاذبةٍ فأنكر وادعى
إني رأيتُكما..
إني سمعتُكما..
عيناك في عينيه..
كفاك في كفيه..
ويداك ضارعتان ترتجفان من شوق إليه..
كوني كما قد شئت لكن لن تكوني
فلقد صنعتك من هواي ومن جنوني
ولقد برئت من الهوى ومن الجنونِ!
قام إلى هذه الأدراج ففتحها واحداً بعد الآخر، وأقبل على القصاصات والأوراق يقرؤها بِنَهَم، يبحث عن مشاعر مكتوبة، وأسرار مدفونة، وكنز قد يكون ثميناً، أو يكون أصبع ديناميت يفجّر هذه العلاقة المقدسة! وجد قصّة رمزية رائعة الوصف، محكمة السبك، لو نشرت لحفزت أقلام النقاد والأدباء على التناول والتحليل، وقف عندها طويلاً يبدو أن المرأة غير منسجمة في علاقتها معي!
ها هي تتحدث عن الحزن والأسى، ها هي الدموع تبلل الورق، مشاعر مكتومة، وألم ممض.. هاه.. إذن كل جهدي ذهب أدراج الرياح، وما ثَمّ تقدير ولا عرفان للتضحيات التي أقدمها!
يظن بعض الأزواج أن سلطانهم على الزوجة مطلق، وأنهم مسؤولون عن تفصيلات فكرها وقلبها وحياتها، ولا يفهمون في شأن العلاقة الزوجية إلا مبدأ واحداً، وهو مبدأ «القوامة».
والقوامة حق قرره القرآن الكريم (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا) [النساء/34].
والنص لا يعني المسؤولية المطلقة، فالقرآن الكريم ذاته حمّل المرأة مسؤوليتها المباشرة في أعظم الأمور، مسؤولية التكليف والديانة (أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) [آل عمران/195] (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)[الأحزاب/35].
وهي مسؤولة عن صلاتها, وصومها, وغسلها من الجنابة والحيض, وسائر أعمالها، وذمتها مستقلة مالياً، فهي تملك وتبيع, وتشتري وتتصدق، دون إذنه حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم لصحابياته: « تَصَدَّقْنَ وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ »! كما في البخاري ومسلم.
قل عن نفسك.. ماذا تخفى عن زوجتك؟ هل أنت كتاب مفتوح؟ هل فكرت؟ أو حاولت؟ أو غامرت؟ أو سافرت؟ أو.. أو.. الخ؟!
أليس الأصل في العلاقة هو «التكافؤ»؟
حتى إن من تمام التكافؤ أن لغة القرآن الكريم -وهي لغة العرب -سمّت الرجل زوجاً, وسمت المرأة زوجاً أيضاً, فهما زوجان. وهذا أقوى من لغة التأنيث التي جاء فيها قول الشاعر:
وإن الذي يسعى ليأخذ زوجتي...
كساع إلى أسد الشرى يستثيرها
فلماذا تبدو فضولياً مصراً على البحث عن أوراق منثورة هنا وهناك؟
أليس للبيوت أسرار؟ أم ترى أنه لا سرّ عنك؟
لطالما أخفت أمهات المؤمنين عن سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -ما تجري به طبيعة الحياة، حتى قال لإحداهن يوماًَ, وقد سألها فأخفت:
« لَتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ». كما في صحيح مسلم وغيره.
علاقة الزوجية ليست فوقية مطلقة، ولها مثل الذي عليها بالمعروف، واسمح يسمح لك، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ومن تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في عقر داره.
كُفّ بعد اليوم عن التلصص، وتوقف عن تقليب الأوراق، وتعامل مع شريكك على أساس الثقة والاحترام وحسن الظن، وخذ ما ظهر، ودع ما خفي، وإليك النصيحة الواقية من فتن الحياة الزوجية على لسان محمد صلى الله عليه وسلم « إِنَّكَ إِنِ اتَّبَعْتَ عَوْرَاتِ النَّاسِ أَفْسَدْتَهُمْ أَوْ كِدْتَ أَنْ تُفْسِدَهُمْ » رواه أبو داود وابن حبان. والله أعلم

دلة الرسلان
15-11-2008, 09:46 AM
مقاااااال جميل للدكتور العوده ولي ملاحظة على العنوان لأنة مخالف للموضوع وخاصة أن

هناك من يفهم الموضوع ويرد على اساس العنوان فقط .

اختيااااااار موفق اخي الكريم :)

!الشايمه!
15-11-2008, 10:14 AM
موضوع مميز فعلاً.....
الكثيرين يفكرون ان الزوج يجب ان يعلم كل شئ عن حياة زوجته قبل الزواج
ونفس الشئ للزوجة......بصراحة ماوراء الماضي الا الشك...وتعب القلب
المفروض الزوج والزوجة....ينهون اي شئ يكون في الماضي....مع الحرص على
عدم ذكره......لماذا فتح ابواب الجحيم على حياتهم الجديده.

مقدار من الخصوصية مطلوب بين كل زوجين.......ليس كل شئ يقال....حتى لا تفتح
ابواب للشيطان.....وبنفس الوقت لا مبرر لاخفاء امور.....كشفها افضل من اخفائها
للزوج او للزوجة اذا فيه شئ مهم لحياتهم.

تحية

أثر الفراشة
15-11-2008, 12:46 PM
سامحك الله يا الدكتور سلمان .. تتحدث عن أمور موجعة ثم تصمت ..
لا أدري .. لن أقول شيئاً هنا .. ربما لأنني سأقول "أشياء كثيرة" .. أعانكم الله ..

النبش في الأدراج والسيارات والمكتبات والجوالات إلخ إلخ ..
تتم من الطرفين وليس من "الرجل" فقط ..
والغيرة والغضب والهجر والحزن والصدمة .. قد تحدث من الطرفين أيضاً ..

وكما أنادي دائماً .. لابد من البحث في جذور المشكلة ..
نحن في كل زمان ومكان .. نجد العلاج السريع "للعَرَض" ونترك "أصل" المرض !
وفي حالنا هنا جملة جميلة من شيخ فاضل "لا تفتش أوراق زوجتك" تعتبر علاجاً سريعاً وفعّالاً !!

بينما في نظري الأجدى / هو فهم أسباب وجود مثل هذه الأوراق سواء لدى المرأة أو الرجل ..
لماذا لا يكون الزوج في أوراق الزوجة .. في حقيبة يدها .. أو في مرآتها ؟
لماذا لا تكون الزوجة في درج سيارة الزوج .. في جواله .. في مكتبه .. أو في شاشة حاسوبه ؟
لماذا هناك فصل بين "الزواج" و "الحب" ؟
الأسباب واضحة في نظري ..

لكل طرف من الأزواج "عالم" يخصه وحده .. هناك فقدان "للشراكة والاندماج" ..
والتي هي أصلا التفسير اللائق لمعنى كلمة "زواج" !
فقدنا "وضع الأشياء في مكانها الصحيح وتسميتها بأسمائها الصحيحة" .. وضاع كل شيء له قيمة !

الله المستعان !


.

um abdulla
15-11-2008, 01:19 PM
اشكرك يا الفريق اول
على نقلك للشيخ د سلمان العودة .
الشيخ من العلماء المعتبرين وصاحب فكر وثقافة ومن اهل الاعتدال والاستنارة ان شاء الله . قد سمعته مرة يقول انه يتلقى المئات من رسائل الشباب من الجنسين ويخصص لها وقتا للرد . قال مرة انه استلم رسالة طويلة من فتاة ليس عندها من وسيلة الا الجوال فارسلت اليه الرسالة منجمة على سبع او عشر مسجات متتابعة .
الله يجزي الشيخ خيرا على تفهمه ونصحه وحدبه على النساء بالذات الم يوص الرسول صلى الله عليه وسلم خيرا بهن !!

بنQATARت
15-11-2008, 03:49 PM
فقال الرسول عليه الصلاة و السلام (((إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم )))، (رواه احمد)،
وقال: (((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهـلي)))، (رواه بن ماجة)،

وقال: (((أكمل المؤمنين أيماناً، وأقربهم مني مجلساً، ألطفهم بأهـله)))، (رواه الترمذي)،
وقال: (((استوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم، إن لكم عليهن حقا، ولهن عليكم حقا))) ، (رواه الترمذي).

فالعاقل من يوازن بين هذه النصوص، ولا يتعامل مع الدين بما تشتهيه نفسه، وقد حسم النبي عليه الصلاة والسلام، في الحديث الأخير القضية بقوله: (((إن لكم عليهن حقا، ولهن عليكم حقا)))، فالأفضلية ليس لها علاقة بالذكورة والأنوثة، وإنما هي بالتقوى والتقرب إلى الله ، والا فهي المساواة في الحقوق والواجبات، وأما من يجعل من زوجته كأنها "رقيق" فان حسابه عند الله عسير.