المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صلاة من لم يخشع



هلاقطر
15-11-2008, 09:30 PM
فصل في صلاة من لم يخشع

فإن قيل : فما تقولون في صلاة من عدم الخشوع في صلاته هل يعتد بها ام لا ؟
قيل : أما الاعتداد بها في الثواب فلا يعتد له بما عَقَل فيه و خشع فيه لربه .
قال ابن عباس رضي اللع عنهما : (ليس لك من صلاتك إلا ما عَقَلت منها ).
و في (السنن و المسند ) مرفوعاً {إن العبد ليصلي الصلاة و لم يكتب له إلا نصفها أو ثلثها أو ربعها – حى بلغ عشرها }
و قد علق الله فلاح المصلين بالخشوع في صلاتهم فدل على أن من لم يخشع فليس من أهل الفلاح و لو اعْتُدَ له بها ثواباً لكان من المفلحين .
و أما الاعتداد بها في أحكام الدنيا و سقوطالقضاء فإن غلب عليها الخشوع و تعقلها اعتد بها إجماعاً و كانت السنن و الأذكار عقيبها جوابر و مكملات لنقصها و إن غلب عليه عدم الخشوع فيها و عدم عقلها فقد اختلف الفقهاء في وجوب إعادتها فأوجبها أبو عبدالله بن حامد من أصحاب أحمد و أبو حامد الغزالي في إحيائه لا في وسيطه وبسيطه .
و احتجوا بأنها صلاة لا يثُاب عليها ولم يضمن له فيها الفلاح فلم تبرأ ذمته منها و لم يسقط القضاء عنه كصلاة المرائي .
قالوا : وللأَن الخشوع و العقل روح الصلاة و مقصودها و لُبُها فكيف يعتد بلاة فقدت روحها و لبها و بقيت صورتها و ظاهرها ؟
قالوا : ولو ترك العبد واجباً من واجباتها عمداً لأبطلها تركه و غايته : أن يكون بعضاً من أبعاضها بمنزلة فوات عضو من أعضاء العبد المعتق في الكفارة فكيف إذا عدمت روحها و لبها و مقصودها ؟ و صارت بمنزلة العبد الميت فإذا لم يعتد بلعبد المقطوع اليد يعتقه تقرباً إلى الله تعالى في كفارة واجبه فكيف يعتد بالعبد الميت !
وبهذا قال بعض السلف : الصلاة كجارية تهدى إلى ملك من الملوك فما الظن بمن يهدى إليه جارية شلاء ا عوراء او عمياء او مقطوعة اليد و الرجل او مريضة اوزمنة او قبيحة حتى يهدي جارية ميته بلا روح فهكذا اصلاة التي يهديها العبد و يتقرب بها الى ربه تعالى ؟ والله طيب لا يقبل الا طيباً وليس من العمل الطيب صلاة لا روح فيها كما أنه ليس من العتق الطيب عتق عبد لا روح فيه .
قالوا : و تعطيل القلب عن عبودية الحضور و الخشوع تعطيل لملك الأعضاء عن عبوديته و عزل له عنها فماذا تغني طاعة الرعية وعبوديتها و قد عزل ملكها و تعطل ؟
قالوا : و الاعضاء تابعة للقلب تصلح بصلاحه و تفسد بفساده فإذالم يكن قائماً بعبوديته فلاعضاء أولى أن يعتد بعبوديتها و اذا فسدت عبوديته بالغفله و الوسواس – فأنى تصح عبودية رعيته و جنده و مادتهم منه و عن أمره يصدرون و به يأتمرون .
قالوا : و في الترمذي و غيره مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم :(إن الله لا يستجيب الدعاء من قلبٍ غافل ) و هذا إما خاص بدعاء العبادة و إما عام له و لدعاء المسأله وإما خاص بدعاء المسألة الذي هو حق العبد فهو تنبيه على أنه لا يقبل دعاء العبادة الذي هو خالص حقه من قلب غافل .
و قالوا ولان عبودية من غلبت عليه الغفلة و السهو في الغالب لا تكون مصاحبة للاخلاص فإن الاخلاص قصد المعبود وحده بالتعبد و الغافل لا قصد له فلا عبودية له .
قالوا : وقد ال الله تعالى : { فويلٌ للمصلينَ(4) الذين هم عن صلاتهم ساهون (5)}الماعون- و ليس السهو عنها تركها و إلا لم يكونوا مصلين و إنما هو السهو عن واجبها : (عن ) الوقت كما قال ابن مسعود و غيره و إما (عن) الحضور و الخشوع و الصواب : أنه يعم النوعين فإنه سبحانه أثبت لهم صلاة ووصفهم بالسهو عنها فهو السهو عن وقتها الواجب أو (عن) إخلاصها و حضورها الواجب و لذلك و صفهم بالرياء و لو كان السهو سهو ترك لما كان هناك رياء .
قالوا : و لقد قدرنا أنه السهو عن واجب الوقت فقط فهو تنبيه على التوعد بالويل على سهو الاخلاص و الحضور بطريق الأولى لوجوه:
أحدها : أن الوقت يسقط في حال العذر و ينتقل إلى بدله و الاخلاص لا يسقط بحال و لا بدل له .
الثاني : أن واجب الوقت يسقط لتكميل مصلحة الحضور فيجوز الجمع بين صلاتين للشغل المانع من فعل إحداهما في وقتها بلا قلب و لا حضور كالمسافر و المريض و ذي الشغل الذي يحتاج معه إلى الجمع كما نص عليه أحمد و غيره.
هذا اللجزء الاخير من مقالة الداعية امنيه محمد نبيل ثبتها الله

عاشق الشهادة
15-11-2008, 10:03 PM
جزاًكم الله كل خير .