بو عبدالوهاب
03-12-2005, 01:31 PM
تهجير جماعي لأسر المقيمين بالدوحة
تحقيق: أحمد عبداللطيف
لا تزال حمي ارتفاع إيجارات المساكن تلقي بظلالها الكثيفة في الشارع القطري.. بعد أن دخلت الأزمة عامها الثاني علي التوالي بدون حل شاف لأوجاع المستأجرين. الإشارة المضيئة الوحيدة التي صدرت حتي الآن ما جاء في كلمة سمو أمير البلاد المفدي خلال افتتاح الفصل التشريعي الجديد لمجلس الشوري حين نبه إلي خطورة هذه الظاهرة التي تساهم في ارتفاع معدلات التضخم في الاقتصاد القطري الواعد.. وطالب سمو أمير البلاد المفدي في كلمته أعضاء مجلس الشوري ضرورة بحث هذه الظاهرة ووضع الحلول المناسبة لها.
واستجابة لما قاله سمو أمير البلاد المفدي تقدم أكثر من عشرين عضواً في مجلس الشوري بطلب لمناقشة ظاهرة ارتفاع الايجارات. وشهد المجلس مناقشات ساخنة بين مؤيد ومعارض وفي النهاية وافق المجلس علي إحالة الطلب المقدم من الأعضاء إلي لجنة الشؤون الداخلية والخارجية لدراسته وتقديم تقرير بشأنه للمجلس. وبالفعل عقدت اللجنة أولي جلساتها تمهيداً لإعداد التقرير المرتقب.
وحتي يصدر هذا التقرير وينتهي المجلس من مناقشته.. صدرت إشارة أخري من الدولة في صورة مقترح لإنشاء مدينة للجاليات يتولي القطاع الخاص تنفيذها.
ولكن وبعيداً عن الإشارات الإيجابية مازالت الأسر والعائلات تكتوي بنار الايجارات لدرجة أن الدولة شهدت مؤخراً حالات تهجير جماعي للأسر بعد أن عجز أولياء الأمور عن الوفاء بالالتزامات المتعددة ما بين إيجار سكن ومصاريف مدارس ودروس خصوصية ومصاريف إعاشة وخلافه.
يقول محمد عبده - موظف: كنت أسكن وأسرتي في فيلا إيجارها 5 آلاف ريال و لدي ثلاثة أولاد في المدارس ما بين الابتدائي والاعدادي وفجأة قام صاحب السكن برفعه من 5 آلاف إلي عشرة آلاف مرة واحدة الأمر الذي أربكنا جداً وحطم ميزانية الأسرة.. وللأسف خيرنا المالك ما بين الموافقة علي الايجار الجديد أو الإخلاء ومنحنا شهراً واحداً لاتخاذ القرار.
ويضيف: نحن الآن في موقف صعب جداً ولا أدري ماذا أفعل خاصة وأبنائي في المراحل الدراسية ولا أستطيع إخراجهم من المدارس وتسفيرهم للبلاد قبل انتهاء العام الدراسي ومنذ جاءنا الإعلان من المالك وأنا أبحث عن سكن مناسب ولكن دون جدوي.
ويقول سلطان الحميدي: منذ بدأت كارثة ارتفاع الايجارات لم أجد وسيلة سوي تسفير أبنائي إلي البلاد والبحث عن سكن عزاب ولكن المشكلة أنني لا أستطيع أن أعيش بمفردي فأنا لا أجيد حياة العزوبية والمشكلة الكبري أن نفسيتي تدهورت بشكل كبير منذ أن رحلت أسرتي وأصبحت غير قادر علي التركيز في عملي والآن أفكر جدياً في تقديم استقالتي والرحيل عن الدوحة وكل ذلك بسبب جشع كثير من الملاك وعدم النظر إلي ظروف المستأجرين.
ويطالب سلطان الجهات المسؤولة بالدولة سرعة التدخل لوضع حل لهذه المشكلة قبل أن يقوم جميع المقيمين بتهجير أسرهم من الدوحة.. ويتحول المجتمع إلي مجتمع عزابي وهذا لا يستقيم مع طبيعة الأمور.
ويقول أيضاً إن الكثير من المقيمين الذين قاموا بترحيل عائلاتهم يعيشون حالات نفسية سيئة تنعكس بشكل خطير علي العمل.. وتقلل من جودته وإذا كانت الدولة راغبة في الحصول علي نتائج أفضل فعليها حل هذه المشكلة التي تحمل آثاراً اقتصادية واجتماعية سلبية جداً.
ويقول شاكر الهادي: أعمل في إحدي شركات القطاع الخاص براتب لا يتجاوز 4 آلاف ريال وكنت أسكن في شقة من ثلاث غرف بإيجار 1800 ريال ولدي أسرة مكونة من أربعة أفراد زوجتي وثلاثة أبناء في مراحل التعليم المختلفة. وكان الراتب يكفي بالكاد ولا نستطيع توفير شيء منه. ورغم ذلك كنا قانعين وراضين بحياتنا.. وفجأة هبت علينا رياح وأعاصير ارتفاع الإيجارات وطالبنا المالك برفع الإيجار إلي خمسة آلاف ريال وإلا علينا مغادرة السكن! حاولنا معه وشرحنا له ظروفنا العائلية والمادية ولكنه صم أذنه وقال إنه العرض والطلب ولم تفلح محاولاتنا في عودته إلي الرشد واستعمال الرأفة.
ويضيف شاكر: لم أجد حلاً لهذه المشكلة خاصة وأبنائي في مراحل الدراسة ولا يمكن إخراجهم من المدارس وضياع مستقبلهم في نفس الوقت الذي واجهت زميل لي في العمل نفس المشكلة فلم نجد حل سوي استئجار شقة من 4 غرف وقمنا بتقسيمها إلي شقتين كل واحدة غرفتين باستخدام الستائر.
ويقول أيضاً: المشكلة التي ظهرت بعد شهر واحد من هذا السكن المشترك هي اشتراك أبنائي وأبناء زميلي وزوجاتنا في الحمامات المشتركة والمشكلة الأكبر أن لدي بنت في المرحلة الثانوية وهو أيضاً لديه أولاد في نفس سنها وهنا تكمن الخطورة ولكن ماذا نفعل وأين نذهب
وتقول السيدة نادية- مدرسة في إحدي المدارس الخاصة: منذ اندلاع حرب ارتفاع إيجار المساكن في الدوحة.. لاحظت مؤخراً انخفاض المستوي التعليمي لعدد كبير من الطلاب والطالبات في المدرسة فقمت باستدعاء أولياء أمورهم لبحث هذه المشكلة وكانت المفاجأة أن مشكلة السكن كانت السبب المباشر لهذا التراجع في المستوي العلمي.. حيث أكد لي عدد كبير من أولياء الأمور أنهم تركوا السكن الذي كانوا يستقرون فيه وذهبوا مع أبنائهم للعيش لدي أقارب لهم أو في مساكن مشتركة مع آخرين مما أثر بالسلب علي نفسياتهم وبالتالي علي مستواهم التعليمي.
وتضيف السيدة نادية: لقد حكي لي أولياء الأمور قصصاً وحكايات مأساوية حول معاناتهم من هذه المشكلة لدرجة أن أولياء الأمور أنفسهم تراجع مستواهم في العمل وأصبحوا غير قادرين علي التركيز في العمل والكل ينتظر بفارغ الصبر انتهاء الموسم الدراسي حتي يقوموا بتهجير عائلاتهم خارج الدوحة والعودة لبلادهم تاركين وراءهم ذكريات أليمة عن معاناتهم في الدوحة بسبب كارثة ارتفاع الإيجارات التي مازالت تبحث عن حل يعيد البسمة لآلاف الأسر.
الغريب ان التجار الى الان لايفكرون الا في ملئ جيوبهم ظاربين بعرض الحائط بمصلحة الوطن ورغم صدور الفتاوي وتعليقات الصحف والشكاوي في الاذاعة لم يتغير شي لازال الطمع هو سيد الموقف0000
تحقيق: أحمد عبداللطيف
لا تزال حمي ارتفاع إيجارات المساكن تلقي بظلالها الكثيفة في الشارع القطري.. بعد أن دخلت الأزمة عامها الثاني علي التوالي بدون حل شاف لأوجاع المستأجرين. الإشارة المضيئة الوحيدة التي صدرت حتي الآن ما جاء في كلمة سمو أمير البلاد المفدي خلال افتتاح الفصل التشريعي الجديد لمجلس الشوري حين نبه إلي خطورة هذه الظاهرة التي تساهم في ارتفاع معدلات التضخم في الاقتصاد القطري الواعد.. وطالب سمو أمير البلاد المفدي في كلمته أعضاء مجلس الشوري ضرورة بحث هذه الظاهرة ووضع الحلول المناسبة لها.
واستجابة لما قاله سمو أمير البلاد المفدي تقدم أكثر من عشرين عضواً في مجلس الشوري بطلب لمناقشة ظاهرة ارتفاع الايجارات. وشهد المجلس مناقشات ساخنة بين مؤيد ومعارض وفي النهاية وافق المجلس علي إحالة الطلب المقدم من الأعضاء إلي لجنة الشؤون الداخلية والخارجية لدراسته وتقديم تقرير بشأنه للمجلس. وبالفعل عقدت اللجنة أولي جلساتها تمهيداً لإعداد التقرير المرتقب.
وحتي يصدر هذا التقرير وينتهي المجلس من مناقشته.. صدرت إشارة أخري من الدولة في صورة مقترح لإنشاء مدينة للجاليات يتولي القطاع الخاص تنفيذها.
ولكن وبعيداً عن الإشارات الإيجابية مازالت الأسر والعائلات تكتوي بنار الايجارات لدرجة أن الدولة شهدت مؤخراً حالات تهجير جماعي للأسر بعد أن عجز أولياء الأمور عن الوفاء بالالتزامات المتعددة ما بين إيجار سكن ومصاريف مدارس ودروس خصوصية ومصاريف إعاشة وخلافه.
يقول محمد عبده - موظف: كنت أسكن وأسرتي في فيلا إيجارها 5 آلاف ريال و لدي ثلاثة أولاد في المدارس ما بين الابتدائي والاعدادي وفجأة قام صاحب السكن برفعه من 5 آلاف إلي عشرة آلاف مرة واحدة الأمر الذي أربكنا جداً وحطم ميزانية الأسرة.. وللأسف خيرنا المالك ما بين الموافقة علي الايجار الجديد أو الإخلاء ومنحنا شهراً واحداً لاتخاذ القرار.
ويضيف: نحن الآن في موقف صعب جداً ولا أدري ماذا أفعل خاصة وأبنائي في المراحل الدراسية ولا أستطيع إخراجهم من المدارس وتسفيرهم للبلاد قبل انتهاء العام الدراسي ومنذ جاءنا الإعلان من المالك وأنا أبحث عن سكن مناسب ولكن دون جدوي.
ويقول سلطان الحميدي: منذ بدأت كارثة ارتفاع الايجارات لم أجد وسيلة سوي تسفير أبنائي إلي البلاد والبحث عن سكن عزاب ولكن المشكلة أنني لا أستطيع أن أعيش بمفردي فأنا لا أجيد حياة العزوبية والمشكلة الكبري أن نفسيتي تدهورت بشكل كبير منذ أن رحلت أسرتي وأصبحت غير قادر علي التركيز في عملي والآن أفكر جدياً في تقديم استقالتي والرحيل عن الدوحة وكل ذلك بسبب جشع كثير من الملاك وعدم النظر إلي ظروف المستأجرين.
ويطالب سلطان الجهات المسؤولة بالدولة سرعة التدخل لوضع حل لهذه المشكلة قبل أن يقوم جميع المقيمين بتهجير أسرهم من الدوحة.. ويتحول المجتمع إلي مجتمع عزابي وهذا لا يستقيم مع طبيعة الأمور.
ويقول أيضاً إن الكثير من المقيمين الذين قاموا بترحيل عائلاتهم يعيشون حالات نفسية سيئة تنعكس بشكل خطير علي العمل.. وتقلل من جودته وإذا كانت الدولة راغبة في الحصول علي نتائج أفضل فعليها حل هذه المشكلة التي تحمل آثاراً اقتصادية واجتماعية سلبية جداً.
ويقول شاكر الهادي: أعمل في إحدي شركات القطاع الخاص براتب لا يتجاوز 4 آلاف ريال وكنت أسكن في شقة من ثلاث غرف بإيجار 1800 ريال ولدي أسرة مكونة من أربعة أفراد زوجتي وثلاثة أبناء في مراحل التعليم المختلفة. وكان الراتب يكفي بالكاد ولا نستطيع توفير شيء منه. ورغم ذلك كنا قانعين وراضين بحياتنا.. وفجأة هبت علينا رياح وأعاصير ارتفاع الإيجارات وطالبنا المالك برفع الإيجار إلي خمسة آلاف ريال وإلا علينا مغادرة السكن! حاولنا معه وشرحنا له ظروفنا العائلية والمادية ولكنه صم أذنه وقال إنه العرض والطلب ولم تفلح محاولاتنا في عودته إلي الرشد واستعمال الرأفة.
ويضيف شاكر: لم أجد حلاً لهذه المشكلة خاصة وأبنائي في مراحل الدراسة ولا يمكن إخراجهم من المدارس وضياع مستقبلهم في نفس الوقت الذي واجهت زميل لي في العمل نفس المشكلة فلم نجد حل سوي استئجار شقة من 4 غرف وقمنا بتقسيمها إلي شقتين كل واحدة غرفتين باستخدام الستائر.
ويقول أيضاً: المشكلة التي ظهرت بعد شهر واحد من هذا السكن المشترك هي اشتراك أبنائي وأبناء زميلي وزوجاتنا في الحمامات المشتركة والمشكلة الأكبر أن لدي بنت في المرحلة الثانوية وهو أيضاً لديه أولاد في نفس سنها وهنا تكمن الخطورة ولكن ماذا نفعل وأين نذهب
وتقول السيدة نادية- مدرسة في إحدي المدارس الخاصة: منذ اندلاع حرب ارتفاع إيجار المساكن في الدوحة.. لاحظت مؤخراً انخفاض المستوي التعليمي لعدد كبير من الطلاب والطالبات في المدرسة فقمت باستدعاء أولياء أمورهم لبحث هذه المشكلة وكانت المفاجأة أن مشكلة السكن كانت السبب المباشر لهذا التراجع في المستوي العلمي.. حيث أكد لي عدد كبير من أولياء الأمور أنهم تركوا السكن الذي كانوا يستقرون فيه وذهبوا مع أبنائهم للعيش لدي أقارب لهم أو في مساكن مشتركة مع آخرين مما أثر بالسلب علي نفسياتهم وبالتالي علي مستواهم التعليمي.
وتضيف السيدة نادية: لقد حكي لي أولياء الأمور قصصاً وحكايات مأساوية حول معاناتهم من هذه المشكلة لدرجة أن أولياء الأمور أنفسهم تراجع مستواهم في العمل وأصبحوا غير قادرين علي التركيز في العمل والكل ينتظر بفارغ الصبر انتهاء الموسم الدراسي حتي يقوموا بتهجير عائلاتهم خارج الدوحة والعودة لبلادهم تاركين وراءهم ذكريات أليمة عن معاناتهم في الدوحة بسبب كارثة ارتفاع الإيجارات التي مازالت تبحث عن حل يعيد البسمة لآلاف الأسر.
الغريب ان التجار الى الان لايفكرون الا في ملئ جيوبهم ظاربين بعرض الحائط بمصلحة الوطن ورغم صدور الفتاوي وتعليقات الصحف والشكاوي في الاذاعة لم يتغير شي لازال الطمع هو سيد الموقف0000