alfaqeer
16-11-2008, 11:59 AM
بادئ ذي بدء لا بد من التطرق ولو بشكل موجز إلى معنى مصطلح الليبرالية , فالليبرالية مصطلح لاتيني لا علاقة له بالعربية لا من قريب ولا من بعيد, فهي اسم لفعل يتحرر والمصطلح في معناه نتاج ثقافة غربية, ولم يُتفق على تعريفها بشكل دقيق منذ ظهور هذا المصطلح ولكن عُرّفت بالحرية الفردية المطلقة, وهذا التعريف يختلف مفهومه في الغرب لدى المتثاقفين من بني جلدتنا , فالغرب يقيّد هذا المفهوم في أحد تعريفاته عندما يضر بالآخرين ولا يحقق مصالح المجتمع , أما بالنسبة لبني يعرب , فالمفهوم يُختزل في الشهوة والنساء , فمتى برزت الشهوة وهم دائما كذلك , فلا ضابط يقيد الحرية الفردية كما هو الحال في الغرب.
إن الليبرالية تتناقض والديمقراطية, فالديمقراطية هي حكم الأغلبية, أما الليبرالية فلا تخضع لحكم الأغلبية إلا إذا وافق هواها وشهوتها, لأن الحرية الفردية المطلقة, تبيح للفرد فعل ما يشاء طالما انه لا يضر بالآخرين وفق اعتقاده بغض النظر عن حرمة أو عدم قانونية هذا الفعل, فإذا كان النظام يحرّم أو يمنع أمرا ما , فهو غير ملزم بذلك طالما أنه يعتقد أنه لا يضر بالآخرين, وإذا كانت الفتاة تريد التحرر من القيود بغض النظر عن ماهيتها , فلا يجوز لأيٍ كان منعها من ذلك, لأن الأمر منوط بحريتها المطلقة والحرية المطلقة من وجهة نظرهم حق مشروع ومكتسب , لذا هناك صراع في الغرب بين الفكر الديمقراطي والفكر الليبرالي, فالديمقراطيين يرون أن الفكر الليبرالي يلغي الديمقراطية طالما أنه لا يحترم القوانين التي وُضعت وقبِلَها جُل إن لم يكن كل الشعب, وفي المقابل الليبرالي يرى أن حكم الأغلبية يقيد حريته الشخصية التي هي مقدسة لديه ولا يجوز المساس بها. وهذا المفهوم ينسحب على ما يسمى زورا وبهتانا الطبقة المثقفة في البلاد العربية حيث أن السلوك الفردي إذا خالف الشرع أو النظام لا يُعد مخالفة تستحق العقاب لدى الفكر الليبرالي طالما انه لا يضر بالآخرين , ولا أعلم كيف تكوّن امرأة أو فتاة علاقات محرمة مع غير محرم ولا يعتبر إساءة أو ضرر للأبناء أو الزوج والأب والأخ.
بعد انتشار الصحوة الإسلامية في عقد الثمانينات في المنطقة, ومع انحسار الفكر العلماني لدى الكثير من الأنظمة العربية إن لم نقل سقوطه والمتمثل في مال لله لله, وما لقيصر لقيصر, رأى أنصاف المثقفين إن شئت إن لم نقل المتثاقفين , والذين خُدعوا بالليبرالية الغربية والتي لو طُبقت بعيدا عن شهوات بني يعرب لما لاقت الحرب التي تلاقيها, رأوا في أسلمه الليبرالية مدخلا لتحقيق شهواتهم ورغباتهم ومصالحهم الضيقة , فما كان من جهّالهم إلى أن ابتدعوا نمطية الليبرالية في تسيير شئون الحياة وعدم ارتباطها بالدين, وقد وقعوا في جهل تفكيرهم, ذلك أن الحياة لا يمكن أن تسير بشكل طبيعي دون العودة إلى مبادئ تضبطها, وقد يتعالم أحدهم بالقول أن الليبرالية هي المبادئ التي يجب على الإنسان اعتناقها لتسيير أمور حياته, فلو سلمنا جدلا بهذا المنطق بالرغم من أنه لا يوجد مبادئ متفق عليها لدى بني ليبرال , فلكلٍ دولته ومملكته الخاصة به كما أنه لا يوجد لديهم ضابط لإيقاع الحياة بما يحقق للإنسان السعادة والأمن والأمان, ذلك أن المبادئ الليبرالية لا تقوم على أسس ومبادئ واضحة المعالم, ولا يوجد إجماع ليبرالي على مبادئ معينة كي يُقتدى بها ومن يشذ عنها يعرض للمحاسبة كجزاء طبيعي, فنمطية التفكير لدى الفرد تختلف عن الآخر, وبالتالي سيكون الصدام حتمي وفق معتقد حريتي الشخصية, فما يناسب عمر قد لا يناسب زيد, وبالتالي تعم الفوضى في المجتمع , هذا فضلا عن أن هذه البدعة تتناقض والإسلام بل هي هدمٌ للإسلام, فالإسلام منهج حياة ومنظومة متكاملة , والإسلام يحفظ حقوق الآخرين وفق ضوابط معينة أجمعت عليها الأمة فيما الليبرالية تتعدى على حقوق الآخرين باسم حقوق الآخرين , والإسلام وضع أحكام ومبادئ واضحة المعالم قبلها المجتمع ويلجا إليها لتسيير شئون حياته فيما الليبرالية تركت للفرد تحديد مبدأه وفق عقليته وثقافته وعلمه, وكما أن هذه منظومة الإسلام محكمة من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم, ولا يمكن أن تكون قابلة للتغيير مع تغيير الزمان والمكان,نرى أن الليبرالية يُنّظِر لها أفراد قد لا يملكون الثقافة التي تؤهلهم فضلا عن اختلاف الرؤى لديهم بسبب انعدام الضوابط ولكن قد يتلمسون حاجة الإنسان للفطرة الطبيعية وهي الشهوة ويستميلونه من هذا الباب ويختزلون الحياة في الشهوة فقط باسم الحرية الفردية .
لا يوجد اختلاف بين الفكر الليبرالي والإسلام في تحقيق المقاصد للبشرية, فالكل ينشد تحقيق العدالة والمساواة والحرية "غير مطلقة في الإسلام" , ولكن الاختلاف في المرجعية لتحقيق هذه المقاصد, فالفكر الليبرالي يرى بأن المرجعية هي العقل وفق مبدأ " لا سلطان على العقل إلا العقل وحده " فيما يرى الإسلام أن المرجعية في تحقيق المقاصد هي مصادر التشريع الإسلامي , الكتاب والسنة.
إن تحقيق الحرية الفردية لا يمكن أن يكون إلا بالتوازي مع الجانب التشريعي والمتمثل في العقل لدى الفكر الليبرالي, فالعقل يشرع القوانين لحماية الحرية الفردية, وإذا انتفى احدهما, فلا يعد هناك ليبرالية , وحال تحقيقهما يُلغى الإسلام كمنهج حياة ومرجعية تضبطها.
لذا لا يمكن أسلمه الليبرالية طالما أن الجانب الحضاري متضاديْن , فإما الإسلام وحضارة الوحي أو الليبرالية وحضارة العقل, ولا يمكن جمعهما عمليا.
إن البعض من جهال الليبرالية والذين لا يفقهون من الليبرالية سوى اسمها مازالوا يصرون على أسلمه الليبرالية, فيرون أن الإسلام دين والليبرالية نمط حياة, ولا علاقة أو تضاد بينهما , ولا أعلم كيف يقول مسلم أنا ليبرالي مسلم وحرية الفكر لديه مطلقة, فالاسلام يقيد حرية الفكر والمعتقد والسلوك للمسلم بضولبط واضحة وبينة لا تتنافى مع العقل لأهل العقول, فكيف تؤمن بحرية مطلقة لا ضابط لها سوى العقل, ومن ثم تقول أنني مسلم؟ وماذا إذا تعارض محظور شرعي مع مباح عقلي؟ هل يقدم العقل على الشرع آم العكس ؟ أنا اعرف أنهم سيقولون لا تناقض بينهما , وإذا قلت لهم إن شرب الخمر حرام في الإسلام وقانون الدولة, سيقول ولكنني لا أضر احد بشربي للخمر, ما يعني ضرب الحكم الشرعي بعرض الحائط وتقديم الرغبة والشهوة التي يحددها العقل والمتمثلة في عدم إيذاء الآخرين بعيدا عن الأحكام الشرعية, فإذا لم نعد نعير الأحكام الشرعية أي اهتمام, فأين الصلة بين الليبرالية والإسلام؟ أم الليبراليون تحولوا إلى دروز دون علما منهم بالاعتقاد دون العمل؟
إن الليبرالية قد تؤدي إلى الخروج من الإسلام إذا اعتقد معتنقيها من المسلمين بأن الحرية المطلقة تشمل حرية الاعتقاد وتغيير الدين وهذا ليس ببعيد عنهم, فمنهم من قال بأن " يمكن إيجاد علاجا للموت ,وأنه إذا متنا لايجب على الآخرين الموت " (عثمان العمير ) , ومنظرهم الضال الجاهل الأكبر, قال" إن الله والشيطان وجهان لعملة واحدة " (تركي الحمد) , فإذا كان هذا اعتقادهم وفكرهم فأي زندقة بعد ذلك , وأي جرأة لهؤلاء الجهلة بربط الليبرالية النتنة بالإسلام المطهر؟ كما أن الانحلال الخلقي مآل لا مفر له لمعتنقي الليبرالية وهذا جلي في اطروحاتهم وتركيزهم على المرأة واختزال الحياة والتطور في تعرية المرأة فقط, ولكن أين هم من إصلاح الأنظمة الاقتصادية والسياسية وغيرها مما يُعد أولوية لدى الشعوب, وأين هم من الظلم والاستبداد الذي يمر به العرب والمسلمين وخاصة من أمريكا "مامتهم".
يقول لي أحدهم إذا حررنا المرأة من الكبت سنقود العالم , وإذا كان هذا معتقدهم في المرأة , فأي فلاح نرتجيه والرسول صلى الله عليه وسلم يقول " لم يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" ولا يفهم من ذلك التقليل من شأن المرأة, ولكن الاعتقاد بأن سلخ المرأة من دينها وتقديمها كعلبة ليل وبأساليب شتى سيقودنا إلى السيطرة على العالم, فهذا هو الفكر الصهيوني بعينه والذي يرى بأن المرأة هي المفتاح للسيطرة على العالم, وما تشريعه لقوانين تخرج المرأة عن طبيعتها وفطرتها التي فطرها الله عليها, إلا لتحقيق تلك ألأهداف .
من المؤسف أن البعض من الفتيات او الشباب ممن أجادوا كتابة خاطرة او قصيدة خطأً او مُدحوا من أجل حاجة في نفس يعقوب اعتقدوا أن الفكر الليبرالي هو المدخل الى الثقافة والتطور والتحضر. وهم يجهلون أبجديات الليبرالية والإسلام, ويدعون الليبرالية الإسلامية. وباتوا كالغراب الذي أراد أن يقلد مشية الحمامة فأضاع مشيته ولم يستطع التقليد, قاتل الله الجهل.
أخيرا هل ننشد الرقي والسمو والتطور والحضارة , ونحن نضرب الأخلاق والقيم والمبادئ الشرعية عرض الحائط ؟
فكما قيل : انما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
أبوعبدالرحمن
إن الليبرالية تتناقض والديمقراطية, فالديمقراطية هي حكم الأغلبية, أما الليبرالية فلا تخضع لحكم الأغلبية إلا إذا وافق هواها وشهوتها, لأن الحرية الفردية المطلقة, تبيح للفرد فعل ما يشاء طالما انه لا يضر بالآخرين وفق اعتقاده بغض النظر عن حرمة أو عدم قانونية هذا الفعل, فإذا كان النظام يحرّم أو يمنع أمرا ما , فهو غير ملزم بذلك طالما أنه يعتقد أنه لا يضر بالآخرين, وإذا كانت الفتاة تريد التحرر من القيود بغض النظر عن ماهيتها , فلا يجوز لأيٍ كان منعها من ذلك, لأن الأمر منوط بحريتها المطلقة والحرية المطلقة من وجهة نظرهم حق مشروع ومكتسب , لذا هناك صراع في الغرب بين الفكر الديمقراطي والفكر الليبرالي, فالديمقراطيين يرون أن الفكر الليبرالي يلغي الديمقراطية طالما أنه لا يحترم القوانين التي وُضعت وقبِلَها جُل إن لم يكن كل الشعب, وفي المقابل الليبرالي يرى أن حكم الأغلبية يقيد حريته الشخصية التي هي مقدسة لديه ولا يجوز المساس بها. وهذا المفهوم ينسحب على ما يسمى زورا وبهتانا الطبقة المثقفة في البلاد العربية حيث أن السلوك الفردي إذا خالف الشرع أو النظام لا يُعد مخالفة تستحق العقاب لدى الفكر الليبرالي طالما انه لا يضر بالآخرين , ولا أعلم كيف تكوّن امرأة أو فتاة علاقات محرمة مع غير محرم ولا يعتبر إساءة أو ضرر للأبناء أو الزوج والأب والأخ.
بعد انتشار الصحوة الإسلامية في عقد الثمانينات في المنطقة, ومع انحسار الفكر العلماني لدى الكثير من الأنظمة العربية إن لم نقل سقوطه والمتمثل في مال لله لله, وما لقيصر لقيصر, رأى أنصاف المثقفين إن شئت إن لم نقل المتثاقفين , والذين خُدعوا بالليبرالية الغربية والتي لو طُبقت بعيدا عن شهوات بني يعرب لما لاقت الحرب التي تلاقيها, رأوا في أسلمه الليبرالية مدخلا لتحقيق شهواتهم ورغباتهم ومصالحهم الضيقة , فما كان من جهّالهم إلى أن ابتدعوا نمطية الليبرالية في تسيير شئون الحياة وعدم ارتباطها بالدين, وقد وقعوا في جهل تفكيرهم, ذلك أن الحياة لا يمكن أن تسير بشكل طبيعي دون العودة إلى مبادئ تضبطها, وقد يتعالم أحدهم بالقول أن الليبرالية هي المبادئ التي يجب على الإنسان اعتناقها لتسيير أمور حياته, فلو سلمنا جدلا بهذا المنطق بالرغم من أنه لا يوجد مبادئ متفق عليها لدى بني ليبرال , فلكلٍ دولته ومملكته الخاصة به كما أنه لا يوجد لديهم ضابط لإيقاع الحياة بما يحقق للإنسان السعادة والأمن والأمان, ذلك أن المبادئ الليبرالية لا تقوم على أسس ومبادئ واضحة المعالم, ولا يوجد إجماع ليبرالي على مبادئ معينة كي يُقتدى بها ومن يشذ عنها يعرض للمحاسبة كجزاء طبيعي, فنمطية التفكير لدى الفرد تختلف عن الآخر, وبالتالي سيكون الصدام حتمي وفق معتقد حريتي الشخصية, فما يناسب عمر قد لا يناسب زيد, وبالتالي تعم الفوضى في المجتمع , هذا فضلا عن أن هذه البدعة تتناقض والإسلام بل هي هدمٌ للإسلام, فالإسلام منهج حياة ومنظومة متكاملة , والإسلام يحفظ حقوق الآخرين وفق ضوابط معينة أجمعت عليها الأمة فيما الليبرالية تتعدى على حقوق الآخرين باسم حقوق الآخرين , والإسلام وضع أحكام ومبادئ واضحة المعالم قبلها المجتمع ويلجا إليها لتسيير شئون حياته فيما الليبرالية تركت للفرد تحديد مبدأه وفق عقليته وثقافته وعلمه, وكما أن هذه منظومة الإسلام محكمة من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم, ولا يمكن أن تكون قابلة للتغيير مع تغيير الزمان والمكان,نرى أن الليبرالية يُنّظِر لها أفراد قد لا يملكون الثقافة التي تؤهلهم فضلا عن اختلاف الرؤى لديهم بسبب انعدام الضوابط ولكن قد يتلمسون حاجة الإنسان للفطرة الطبيعية وهي الشهوة ويستميلونه من هذا الباب ويختزلون الحياة في الشهوة فقط باسم الحرية الفردية .
لا يوجد اختلاف بين الفكر الليبرالي والإسلام في تحقيق المقاصد للبشرية, فالكل ينشد تحقيق العدالة والمساواة والحرية "غير مطلقة في الإسلام" , ولكن الاختلاف في المرجعية لتحقيق هذه المقاصد, فالفكر الليبرالي يرى بأن المرجعية هي العقل وفق مبدأ " لا سلطان على العقل إلا العقل وحده " فيما يرى الإسلام أن المرجعية في تحقيق المقاصد هي مصادر التشريع الإسلامي , الكتاب والسنة.
إن تحقيق الحرية الفردية لا يمكن أن يكون إلا بالتوازي مع الجانب التشريعي والمتمثل في العقل لدى الفكر الليبرالي, فالعقل يشرع القوانين لحماية الحرية الفردية, وإذا انتفى احدهما, فلا يعد هناك ليبرالية , وحال تحقيقهما يُلغى الإسلام كمنهج حياة ومرجعية تضبطها.
لذا لا يمكن أسلمه الليبرالية طالما أن الجانب الحضاري متضاديْن , فإما الإسلام وحضارة الوحي أو الليبرالية وحضارة العقل, ولا يمكن جمعهما عمليا.
إن البعض من جهال الليبرالية والذين لا يفقهون من الليبرالية سوى اسمها مازالوا يصرون على أسلمه الليبرالية, فيرون أن الإسلام دين والليبرالية نمط حياة, ولا علاقة أو تضاد بينهما , ولا أعلم كيف يقول مسلم أنا ليبرالي مسلم وحرية الفكر لديه مطلقة, فالاسلام يقيد حرية الفكر والمعتقد والسلوك للمسلم بضولبط واضحة وبينة لا تتنافى مع العقل لأهل العقول, فكيف تؤمن بحرية مطلقة لا ضابط لها سوى العقل, ومن ثم تقول أنني مسلم؟ وماذا إذا تعارض محظور شرعي مع مباح عقلي؟ هل يقدم العقل على الشرع آم العكس ؟ أنا اعرف أنهم سيقولون لا تناقض بينهما , وإذا قلت لهم إن شرب الخمر حرام في الإسلام وقانون الدولة, سيقول ولكنني لا أضر احد بشربي للخمر, ما يعني ضرب الحكم الشرعي بعرض الحائط وتقديم الرغبة والشهوة التي يحددها العقل والمتمثلة في عدم إيذاء الآخرين بعيدا عن الأحكام الشرعية, فإذا لم نعد نعير الأحكام الشرعية أي اهتمام, فأين الصلة بين الليبرالية والإسلام؟ أم الليبراليون تحولوا إلى دروز دون علما منهم بالاعتقاد دون العمل؟
إن الليبرالية قد تؤدي إلى الخروج من الإسلام إذا اعتقد معتنقيها من المسلمين بأن الحرية المطلقة تشمل حرية الاعتقاد وتغيير الدين وهذا ليس ببعيد عنهم, فمنهم من قال بأن " يمكن إيجاد علاجا للموت ,وأنه إذا متنا لايجب على الآخرين الموت " (عثمان العمير ) , ومنظرهم الضال الجاهل الأكبر, قال" إن الله والشيطان وجهان لعملة واحدة " (تركي الحمد) , فإذا كان هذا اعتقادهم وفكرهم فأي زندقة بعد ذلك , وأي جرأة لهؤلاء الجهلة بربط الليبرالية النتنة بالإسلام المطهر؟ كما أن الانحلال الخلقي مآل لا مفر له لمعتنقي الليبرالية وهذا جلي في اطروحاتهم وتركيزهم على المرأة واختزال الحياة والتطور في تعرية المرأة فقط, ولكن أين هم من إصلاح الأنظمة الاقتصادية والسياسية وغيرها مما يُعد أولوية لدى الشعوب, وأين هم من الظلم والاستبداد الذي يمر به العرب والمسلمين وخاصة من أمريكا "مامتهم".
يقول لي أحدهم إذا حررنا المرأة من الكبت سنقود العالم , وإذا كان هذا معتقدهم في المرأة , فأي فلاح نرتجيه والرسول صلى الله عليه وسلم يقول " لم يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" ولا يفهم من ذلك التقليل من شأن المرأة, ولكن الاعتقاد بأن سلخ المرأة من دينها وتقديمها كعلبة ليل وبأساليب شتى سيقودنا إلى السيطرة على العالم, فهذا هو الفكر الصهيوني بعينه والذي يرى بأن المرأة هي المفتاح للسيطرة على العالم, وما تشريعه لقوانين تخرج المرأة عن طبيعتها وفطرتها التي فطرها الله عليها, إلا لتحقيق تلك ألأهداف .
من المؤسف أن البعض من الفتيات او الشباب ممن أجادوا كتابة خاطرة او قصيدة خطأً او مُدحوا من أجل حاجة في نفس يعقوب اعتقدوا أن الفكر الليبرالي هو المدخل الى الثقافة والتطور والتحضر. وهم يجهلون أبجديات الليبرالية والإسلام, ويدعون الليبرالية الإسلامية. وباتوا كالغراب الذي أراد أن يقلد مشية الحمامة فأضاع مشيته ولم يستطع التقليد, قاتل الله الجهل.
أخيرا هل ننشد الرقي والسمو والتطور والحضارة , ونحن نضرب الأخلاق والقيم والمبادئ الشرعية عرض الحائط ؟
فكما قيل : انما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
أبوعبدالرحمن