المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تلوث مياه وسواحل الخليج ينذر بكارثة بحرية لا تحمد عقباها



pinky
16-11-2008, 05:26 PM
نحذر من آثارها الصحية والبيئية ..تلوث مياه وسواحل الخليج ينذر بكارثة بحرية لا تحمد عقباها "الحلقة الأولى "

بيئتنا البحرية أمانة في أعناقنا والدفاع عنها يعد واجبا قوميا تتحمله الحكومات والشعــوب
أين نحن من الإهمال والغفلة عما يحدث من تلوث بحري في منطقة الخليج العربي ؟
الحياة البحرية أصبحت تعاني من مشاكل مزمنة كالتلوث وبخاصة على السواحل
السفن الأجنبية التي تصول وتجول في مياه الخليج لا تهمها مصلحة منطقة الخليـــج
هذه السفن تقوم برمي المخلفات والنفايات والمواد السامة في عرض البحر وآثارها الصحية خطيــــرة
دولنا مطالبة اليوم بالانتباه لهذه الظاهرة استجابة لأمن الخليج ومعطيات الوضع البيئـــي
قد يكون عامل " تلوث البيئة " أحد عوامل انتشار مرض " السرطان " بكثرة في قطر
تقول د.نادية العوضي : " رغم أن البحار تغطي 70% من مساحة سطح الكرة الأرضية ، فإن الإنسان يتعامل مع هذه المساحات الشاسعة بكثير من الإساءة ، حتى أصبحت الحياة البحرية تعاني من مشاكل مزمنة كالتلوث ، والصيد الجائر ، وآثار تطوير السواحل ، لهذا خصصت الأمم المتحدة يوم الثامن من يونيو من كل عام ليكون يوم البحار العالمي ، حيث يتم فيه عرض المشاكل المختلفة التي تواجه البحار الآن ، وكيفية التصدي لها " .
من هذه المقدمة ندخل الى قضية " التلوث البحري في مياه الخليج " بسبب دخول القوات الأجنبية فيها وتواجد البارجات العسكرية التي جاءت تحت غطاء " الدفاع عن أرض الخليج " .. وليت الدفاع سيسبب الاستقرار لهذه المنطقة ، هذا بجانب السفن التجارية أيضا التي تقوم بنفس الدور في مياه الخليج .
إن الاهتمام بالبيئة البحرية في قطر بشكل خاص والخليج بشكل عام يحتم علينا وضع استراتيجية بعيدة المدى لحفظ المياه والسواحل من التلوث والأخطار التي قد تعصف بالمنطقة قريبا إذا لم نتحرك سعيا لمكافحة هذا التلوث .
-1-
فالسفن الأجنبية التي تصول في مياه الخليج لا تهمها مصلحة أبناء المنطقة بقدر ما تهمها مصالح حكوماتها .. فما تقوم به هذه السفن من رمي للمخلفات والنفايات والمواد السامة في عرض البحر سينعكس سلبا علينا في المستقبل من خلال الأوبئة والأمراض .
فنحن نستخدم البحر لعدة أغراض مثل السباحة وغيرها ، كما نأكل من خيراته الأسماك التي تدخل في بطوننا ... وأصحاب القرار في دول الخليج مطالبون اليوم بالانتباه لهذه الظاهرة القادمة دون استئذان من أحد .. التي ستنعكس سلبا علينا جميعا في المستقبل إذا لم ننتبه لها من الآن .
وهذا يجعلنا نتذكر أن خيرات البحر ثروة قومية ، يجب أن نحافظ عليها ، من خلال زيادة التوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة ، أو من خلال إصدار القوانين والتشريعات لأجل الحفاظ على سلامة مياه الخليج .
- 2-
تقول مانيا سويد :
بيئتنا البحرية أمانة في أعناقنا ومسؤولية حمايتها والدفاع عنها ضد أي انتهاكات أو تعد واجب قومي لا تتحمله الحكومات وحدها ، بل يتحمله كل إنسان محب لوطنه غيور على ثرواته ولديه الحد الأدنى من الوعي الحضاري ، وتكشف لنا الشواهد والحوادث والتجارب اليومية عن وقوع انتهاكات صارخة لحرمة بيئتنا الجميلة ، انتهاكات تهدد شفافية المياه وتعرض الكائنات الحية التي تعيش فيها أو حولها لخطر فادح ، هو في النهاية خطر ، وقعه علينا أكبر وعلى الثروات القومية أشد وأفدح ، ويعد التسرب النفطي من أخطر الظواهر التي تهدد سلامة البيئة البحرية وتعرض ثروات الخليج لمخاطر قد يتعذر درء مضارها إذا لم تكن هناك مواجهة حاسمة وإجراءات صارمة وحلول عملية فاعلة ، وقبل هذا وذاك وجود وقاية مدروسة همها الأوحد هو وقف مسلسل التسرب النفطي في مياه الخليج قبل أن تتفاقم المشكلة وتستعصي على الحل وتصبح مواجهتها جهدا ضائعا وثروة مهدرة .
وتضيف :
بهذه الطريقة يمكن تحقيق الفائدة المشتركة لجميع دول الخليج العربي في الحفاظ على خليجهم نظيفا خاليا من الملوثات عن طريق الاستفادة من الصلاحيات الواردة في معاهدة بروكسل مباشرة .
وفي الوقت نفسه لن يستحدث ما يمكن أن يوصف بأنه تعد على المياه الإقليمية للدول ، فالأمر إذا عهد به الى كيان مشترك ذي طابع تنفيذي فان قيامه بدوره في التصدي لأي تعد على مياه الخليج لن يخرج عن الفروض التالية :
الفرض الأول: أن يكون التعدي على البيئة البحرية قد وقع من سفينة خليجية في المياه الإقليمية للدول التي تحمل السفينة علمها في هذا الفرض تتولى الدولة الساحلية بنفسها التصدي لهذا التعدي .
الفرض الثاني: أن يكون التعدي على البيئة البحرية قد وقع من سفينة خليجية في المياه الإقليمية لدولة خليجية غير الدولة التي ترفع السفينة علمها، في هذا الفرض تباشر الدول الخليجية مجتمعة صلاحياتها في التصدي للسفينة المخالفة. ولن يثير هذا الفرض مشكلة التذرع بسيادة الدولة على بحرها الإقليمي، لأن هذه الدولة نفسها تشارك في المجموعة التي باشرت صلاحياتها في مياهها الإقليمية. فكأن الصلاحيات قد بوشرت من قبل الدولة نفسها ولكن من خلال المجموعة.
الفرض الثالث: أن يكون التعدي على البيئة البحرية قد وقع من سفينة خليجية في المياه الدولية في الخليج في هذا الفرض أيضا تباشر المجموعة المقترحة صلاحياتها في مواجهة السفينة المخالفة.
الفرض الرابع: أن يقع التعدي على البيئة البحرية من سفينة أجنبية في المياه الإقليمية لأي دولة من دول الخليج، في هذا الفرض تمارس المجموعة المقترحة صلاحياتها في مواجهة السفينة المخالفة.
وتقول أيضا : والحقيقة أن فاعلية تلك المجموعة التنفيذية في الحفاظ على البيئة البحرية الخليجية تنبع من فكرة الإيمان بأن فاعلية تلك المجموعة التنفيذية في الحفاظ على البيئة البحرية الخليجية تنبع من فكرة الإيمان بضرورة الإبقاء على الخليج نظيفا ، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال إسناد هذه المهمة لجهاز تنفيذي يتبع مجلس التعاون ولا يقتصر دوره على مجرد إصدار توصيات أو إبداء مشورات ونصائح وإنما يعمل جاهدا على التحرك الدائم لمراقبة مياه الخليج ليلا ونهارا ..للمزيد انظر : مانيا سويد ، المقالات والدراسات على الانترنت .
- 3-
ومن خلال هذا الجانب الهام والحساس :
" يؤكد مسئولون حكوميون وممثلون عن الجهات البيئية ومتخصصون من القطاعات الخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي على أهمية تعميق الوعي البيئي بين أفراد المجتمع وترسيخه بين كافة الشرائح بالجهود التي تبذلها القطاعات الخاصة وشبه الحكومية في دول التعاون في التوعية بمخاطر التلوث وبث الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة ، وأشار هؤلاء الى أنه نتيجة لتزايد التلوث الناتج عن الحروب والعمليات العسكرية التي شهدتها المنطقة العربية ومن ضمنها منطقة الخليج العربي فقد أصبح الاهتمام بالبيئة وحماستها بكافة الطرق والوسائل من الأمور الضرورية ، وقد تكون من أولويات الحكومات العربية التي تهدف لتحقيق التنمية الشاملة ، بحيث أصبح مفهوم الإدارة البيئية المتكاملة كمدخل لتحقيق التنمية المستدامة يتطلب إصدار القوانين والتشريعات اللازمة لتنظيم وحماية البيئة العربية ، وأشار المهتمون بشئون البيئة الى أن الطفرة النفطية والصناعية في العالم وفي الخليج خاصة أفرزت سلبيات كبيرة كان من بينها التلوث بأنواعه والضوضاء والضجيج كما ساهمت في إشعال الحروب التي كان من بين أهدافها الحفاظ على تدفق النفط للدول المستوردة " .. انظر : منتديات صمت الليالي على الانترنت .
- 4 -
وفي الختام نشير الى ضرورة أن تتبنى دول الخليج نظاما دقيقا ومتطورا لمراقبة تلك السفن في مياهها الإقليمية عن طريق استخدام الوسائل المتطورة مثل الأقمار الاصطناعية والطائرات.. بجانب أن تستخدم سلطاتها السيادية لإرغام تلك السفن التجارية والحربية على رفع معدلات السلامة والارتقاء بوسائل حماية البيئة البحرية خوفاً من ضعف هذه السفن من ناحية الصيانة .. وهذا ما تكفله الاتفاقات الدولية البحرية .. وهو حق مشروع لدول المنطقة .. كما أن وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة يجب أن تلعب دورا في التوجيه والتنوير لهذه القضية الخطيرة والهامة التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية .. والإنسان الخليجي يجب أن يلعب هذا الدور عبر وسائل الإعلام ..لأن بيئتنا البحرية أمانة في أعناقنا وهي مسئولية لجميع .
كما نشير أيضا الى ما تردد مؤخرا بأن عامل " تلوث البيئة " قد يكون أحد عوامل انتشار مرض " السرطان " بكثرة في قطر ، لتصبح قطر بذلك إحدى أكثر دول العالم انتشارا لهذا المرض مقارنة بعدد السكان

بقلم الدكتور ربـيـعــة بن صبـاح الكـواري

http://www.al-sharq.com/DisplayArticle.aspx?xf=2008,November,article_20081 116_3&id=columnist&sid=drrabiaaalkawari