تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : متداولون سعوديون: "تجميل المؤشر" يضللنا ويشوش على قراراتنا



مغروور قطر
17-11-2008, 02:02 PM
السماري: المؤشر يشوّه بالأحمر أكثر مما يجمّل بالأخضر
متداولون سعوديون: "تجميل المؤشر" يضللنا ويشوش على قراراتنا


عناصر السيناريو
العبرة في الإغلاق
التشويش مهمة الصنّاع
حيلة مكشوفة






الرياض-نضال حمادية

شن متداولون سعوديون هجوما لاذعا على استمرار ما سموه عمليات تجميل المؤشر، معتبرين أنها تساهم في إعطاء إشارات متناقضة تضلل المتعاملين وتشوش على صحة قراراتهم الاستثمارية، ومشيرين بأصابع الاتهام إلى أحد الأسهم القيادية في القطاع البنكي، الذي يستخدم منذ فترة طويلة في قلب موازين السوق قبل الإغلاق، وفق قولهم.

وشهدت تداولات أمس الأحد 16-11-2008 تقلبات لافتة أفقدت المؤشر حوالي160 نقطة، قبل أن يعوضها لاحقا، ويضيف إليها 66 نقطة في أقل من نصف ساعة من الإقفال، ليستقر عند مستوى 5146.


عناصر السيناريو


المؤشر اتخذ في مرات كثيرة شكل الحرف الإنجليزي v، حيث كان يصعد في دقائق معدودة من قاعه اليومي ليقفل مرتفعا أو قريبا من حدود افتتاحه، وذلك بفعل صفقات نظامية من حيث الشكل لكن في مضمونها علامة استفهام ملحّة
أمجد البدرة

وفي تعليقه على الموضوع قال الكاتب الاقتصادي أمجد البدرة للأسواق.نت: إنه إذا صحت فرضية عمليات الترقيع فإنها لن تطول، حسبما يشهد بذلك سجل المؤشر السعودي، وما تداولات الأربعاء الماضي منا ببعيد عندما أُجبر المؤشر على الاخضرار بـ19 نقطة، انقلبت بعد يومين (السبت) إلى سقوط مدوٍّ بأكثر من 400 نقطة.

ورأى البدرة أنه لا يكفي الإقرار بوجود عمليات تجميل للمؤشر، بل لا بد من ذكر بقية عناصر السيناريو، وأولهم الأشخاص أو الجهات المستفيدة من مثل هذه العمليات، والذين وصفهم بأنهم ينظرون للمؤشر على أنه تحدٍّ شخصي، ولذا يستخدمون كل علاقاتهم في السيطرة عليه.

وفي تلميح أقرب للتصريح، قال: إن كسر نقطة 5 آلاف وظهور الرقم 4 (4 آلاف) على شاشة الإغلاق بعد طول غياب، شكّل لمن هم في موقع المسؤولية عن السوق إحراجا بالغا، استدعى تدخلا عاجلا على ما يبدو.

وأبان البدرة من واقع مراقبته للسوق أن المؤشر اتخذ في مرات كثيرة شكل الحرف الإنجليزي v، حيث كان يصعد في دقائق معدودة من قاعه اليومي ليقفل مرتفعا أو قريبا من حدود افتتاحه، وذلك بفعل صفقات هي من حيث الشكل نظامية، لكن في مضمونها علامة استفهام ملحّة، كون هذه الصفقات تتم باستخدام أسهم محددة لا يمكن التحكم بها من قبل متداولين عاديين.

وذكّر البدرة بمصطلح الفارس الملثم الذي ظهر قبل سنتين للتعبير عن وجود يد خفية باستطاعتها تحويل مسار السوق ولو قبل دقائق، مستدركا: هذا الفارس لم يعد ملثما وآثاره تدل عليه، لكن كشف الهوية الحقيقية لمن يبيع ويشتري في اللحظات الأخيرة هو الإجراء الوحيد الذي يزودنا بالدليل المادي.


العبرة في الإغلاق

وخلافا لهذه النظرة أكد خبير أسواق المال عبد الرحمن السماري أن العبرة دائما في الإغلاق، وليست بما يحدث في بداية التداولات، فما حدث من انقلاب في أداء المؤشر أمس ليس سوى سلوك طبيعي للنشاط التجميعي، عطفا على تدني الأسعار وخضوع السوق لقوى بيع مفتعلة، على حد تعبيره.

وتابع: الاعتقاد الأقرب للواقع أن المؤشر يشوّه بالأحمر من أجل التجميع أكثر مما يجمّل بالأخضر من أجل التصريف، مستدلا على قوله بوجود تباين بين حركة عمق السوق وحركة المؤشر، حيث تستخدم "سابك" وبعض مكونات القطاع المصرفي في إنزال المؤشر، بينما نجد شراء حقيقيا في بقية الشركات.

وبرهن على أن قوى الشراء لها تأثير أكبر من أي شركة قيادية بالرجوع إلى أداء سهم "سابك" الذي كان يقارب 70 ريالا عندما كان المؤشر يحوم حول 5200 نقطة، وعندما صعد مجددا ثم عاد إلى نفس النقطة كان سعر "سابك" في بحر 55 ريالا.

وتحفظ السماري على من يقولون بأن السوق ترتد بفعل سهم واحد في القطاع البنكي، قائلا: السوق لا يختصرها سهم واحد وما حدث بالأمس انتصار لقوى الشراء الحقيقي وليس ارتدادا وهميا، حيث ارتدت السوق بكامل أطيافها نتيجة انحسار قوى البيع القسرية التي شهدناها في الأسبوعين الماضيين، بافتعال من صناديق البنوك.

فهذه الصناديق -والكلام للسماري- قامت بتسييل محافظ كثير من العملاء، وكأنها تستبق تعويض خسائرها على حساب هؤلاء، ولو كان ذلك على أشلاء تجريدهم من أسهمهم وسيولتهم في نفس الوقت.


التشويش مهمة الصنّاع


نزول المؤشر تحت مستوى 5 آلاف نقطة كان إجحافا بحق السوق، وفيه تغييب غير منطقي لرغبات الشراء التي بقيت مكبوتة بفعل التأثير السلبي لأسهم القياديات
عبد الرحمن السماري

وركز على أن القاع منطقة وليس نقطة، منبها إلى أن الارتداد الحقيقي لا يعني ألا تفتح التداولات بعده على نزول، فالمؤشر يتحرك في دائرة القاع منذ ثلاثة أسابيع، لكنه متماسك حولها، بفضل زخم السيولة التي زاد متوسطها في أكتوبر الماضي عن شهري سبتمبر وأغسطس.

وبخصوص ما ترسله تقلبات السوق في الجلسة الواحدة من إشارات متناقضة قد تضر بصغار المتداولين ممن يبنون قرارهم على لون المؤشر، رد السماري بأن هذه الشريحة ستبقى وقود السوق ما دامت مشغولة بالمظاهر عن آليات التعامل السائدة، ومنها أن أي محفظة كبرى تهدف إلى جمع مزيد من الأسهم لا بد أن تلجأ للضغط على السوق، كما أن إعطاء رسائل متعارضة هو من صلب مهمات الصنّاع (صناع السوق) ومقصد أساسي لهم، لتحصيل ما يسعون إليه بأسهل الطرق وأقل الأثمان.

وشدد على أن السوق تتماسك الآن عند قاعها لأجل التجميع، كما سبق لها أن تماسكت عند قمتها لأجل التصريف، لكن فترة التجميع قد تطول هذه المرة بحكم "الحصار المزدوج" المفروض على كبار الملاك.

فمن جهة، هناك لائحة كبار الملاك التي ترصد بشكل يومي أي تغير يطرأ على نسب التملك، ومن جهة ثانية هناك القرار الخاص باستبعاد أي ملكية تزيد عن 10% من حساب الأسهم المتداولة، وفقا لقواعد المؤشر الحر المطبق منذ أبريل الفائت.

وختم السماري حديثه لـ"الأسواق نت" بالقول: إن نزول المؤشر تحت مستوى 5 آلاف نقطة كان إجحافا بحق السوق، وفيه تغييب غير منطقي لرغبات الشراء التي بقيت مكبوتة بفعل التأثير السلبي لأسهم القياديات، رغم بلوغ بعض الأسعار حدا "يسيل له لعاب الطفران"، حسب تعبيره.


حيلة مكشوفة

ورغم أن مؤشر الأحد أغلق على لون التفاؤل في عُرف الأسواق، فإن كثيرا من المتداولين لم يخفوا استياءهم وانتقادهم للطريقة التي جرى بها "تلوين" المؤشر أو تجميله.

عبد الرحمن الحربي أحد هؤلاء الذين حكموا جازمين بأن انتعاش المؤشر ما هو إلا "حيلة مكشوفة من سهم معروف"، خبرها المتداولون عشرات المرات حتى لم تعد تنطلي على أحد، مطالبا هيئة السوق بمزيد من "الحزم والمساءلة" تجاه مضارب السهم لإيقافه عن ارتكاب مثل هذه الممارسات.

طرحٌ تقاطعت رؤية المتداول عصام أحمد معه، معتبرا أن الشراء في أي وقت وأي سعر تصرف قانوني لا غبار عليه، لكن الشراء "النزيه" لا يتم بهذا الشكل والتوقيت والتكرار الذي بات "علامة مسجلة" من علامات السوق السعودية.

ووجه وليد الخثعمي انتقاده لمن يبررون التلاعب بالمؤشر تحت عناوين مختلفة، تارة بحجة أن التقلبات والمفاجآت هي ديدن أسواق المال، وأخرى بذريعة أن المرء حر في ماله، متسائلا عما إذا كان هذا المنطق يخدم سوقا ناشئة ما تزال تتعثر في خطواتها كلما أرادت النهوض، ناهيك عن متداولين أثخنتهم الخسائر الناجمة عن التدليس بالمؤشر والتحكم بإغلاقه.

واختار إبراهيم المقحم أن يقدم وجهة نظره مباشرة ودون رتوش، قائلا: ليت عمليات التجميل توقفت عند المؤشر.. معظم ما في سوقنا يخضع للمكياج، ولنا في تقييم علاوات الإصدار وإعلانات الشركات وتسريب المعلومات وغيرها، أمثلة لا تنقضي.