المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجوهر - كلمه مهدده بالانقراض



الخفي
21-11-2008, 09:37 PM
نعيش اليوم في عصر طغى به المظهر على الجوهر. أصبح المظهر الخارجي المعيار الرئيسي

في تحديد مكانة الفرد في المجتمع. كمثل البطيخة الكبيرة, تعطيك انطباعاً أنها حلوة المذاق

ولكن لا لبّ فيها ولا طعم لها اللهم المظهر فقط. هذه المصيبة الكبيرة يعاني منها الكثير الا من

رحم ربي وهذا الوباء الاجتماعي يتفشى بشكل رهيب. قد تستغربون ولكن نجد هذه المظاهر في

مساجدنا فهنالك من يدخل الى المسجد في صلاة الجمعة وقد وصل متأخراً عمداً ورأسه مرفوع

كأنه سفير الباكستان في أمريكا فيتخطى الرقاب قدر المستطاع حتى يراه أكبر عدد من الناس

ويرون قميصه الفاخر الذي اشتراه لسهراته الهابطة ولم ينسى أن يضع مفتاح سيارته في جيب

بنطاله ولوجو سيارة المرسيديس متدلياً في الخارج ناهيك عن نظارات الشمس التي تتخفى

نظراته المتغطرسة من ورائها ولو سألته من هو آخر الأنبياء لقال لك آدم.

(( الفتيات ))

الملابس الضيقّة الفاضحة والشعر المنسدل والمكياج أبو 3.5 سنتيمتر والعطر الفواح الذي

يفتن حتى الصراصير الهرمة والصوت الرقيق المنساب كانسياب قطرات الندى فوق أغصان

الشجر. فتاة عصرنا وما أدراك ما فتاة عصرنا, تلك الفتاة التي تربّت على قناة الروتانا, تلك

الفتاة التي تربّت في بيت يقولون به (سوري) و (بليز) و (هاي), تلك الفتاة التي لو قلت لها

اقرأي سورة الفلق قالت لك (معلش أنا عندي حقوقي وحريتي) ولا تعرف غير هذه الجملة. الله

الله على المظهر ورحمك الله أيها الجوهر. من كل 10 فتيات تجد فتاة واحدة مرتبطة بقراءة

القرآن الكريم و 9 فتيات مرتبطات بالجوال. فتاة اليوم هي فتاة ستار أكاديمي التي تنتظر فارس

الأحلام ليقودها في حفلات جائزة الأوسكار, فتيات أحلام اليقظة, فتيات يحلّقن في الأوهام ولا

يدرين أن شباب اليوم طفرانين. هذه هي قصة فتيات المظهر, فتيات بلا توجيه بلا محتوى بلا

فهم صحيح للحياة. فتيات لا يوجد عندهن بُعد نظر وإن وُجد فهو يقتصر على لون الفستان -

(مين أحلى الوردي أم الابيض ؟ ) وفي النهاية تختار الشفّاف.

((( الشباب )))

أما شباب اليوم فكثير منهم مستوطنون في المقاهي وسجائرهم بأفواههم - انظروا الينا أصبحنا

رجالاً ولو حاولت أن تنصحهم ستنام تلك الليلة في المستشفى. شباب تنحصر حياتهم في السيارة

يقومون بغسلها وتلميعها يومياً ويشغلون الأغاني الأجنبية بصوت عالٍ انظروا الينا نحن شباب

(موديرن) نحن شباب مايكل جيكسون وشاكيرا. شباب يزورون الحلاق أسبوعياً لإحياء موضة

القزع. شباب يبحثون عن زوجة عصرية ويا ريت تكون شقراء بيضاء ناضجة ممشوقة القامة

ومفضّل لون العيون يكون أزرق فيتزوجها ويخرج معها الى السوق وكم تطيب أساريره عندما

ينظر الناس اليه, لكنهم لا ينظرون اليه بل ينظرون لزوجته وهل تدري الى ماذا ينظرون بالضبط

أيها الرخيص ؟ شباب اليوم لا يعرفون من هو أسامة بن زيد ولكنهم يعرفون من هو فريد

الأطرش, شباب خنع لا خير فيهم. تخيّل الآن لو تزوج هذا الشاب فتاة من الفقرة السابقة - الله

الله على النسل القادم.

((( الاعراس )))

سمعتُ أكثر من مرة عن شاب صالح أراد أن يتزوج من فتاة طيبّة ولكن أهله وأهلها من قطيع

المظاهر الخارجية ولا يريدون سماع كلمة (عرس إسلامي) فتجد الاب يقول لابنه: (هل أنت

مجنون ؟ ) (تريد أن تفضحني مع الناس ؟ ) وقد يكون الزواج مهدداً بالفسخ اذا أصرّ الشاب أو

الفتاة على العرس الاسلامي. وهذه الأعراس تقام على نغمات الأغاني الساقطة أو على أبيات

الشعر التي تمدح الأغنياء فقط ناهيك عن لحظة استقبال الزوار فاذا كان الزائر مُعرضاً عن ذكر

الله ولكن نقوده كثيرة سيلاقونه بالترحيب الشديد (هلا والله هلا والله حياك الله تفضل تفضل والله

نورت الحفل تفضل على وجبة العشاء هلا والله حيوه أطعموه أكرموه هلا والله … ) أما لو كان

تقياً متواضعاً سيلاقونه بفتور (وعليكم السلام تفضل). ويبدأ الحفل وتبدأ الفراقيع والألعاب

النارية بالتطاير وتقدّم وجبات الطعام باسراف ويُرمى نصفها للمزابل أكرمكم الله. باكراً, بعد ا

انتهاء الحفل يجلس الرجل مع زوجته وسيجارته بفمه فتقول الزوجة: ديون الحفل كبيرة

ووصلت الى 300 الف ريال فيهز الرجل رأسه ويجيب (لا يهم) (المهم أنه لم ننفضح أمام

الناس وكنا عند حسن ظن الجميع) فتقول الزوجة لزوجها (صدقت) (الحمد لله الذي وفقنا وستر علينا



(( منقول من مدونه رشيد ))