أبو عبدالله
23-11-2008, 08:27 PM
يا إلهي هل هذا نحن فعلا ؟ انهم يدفعوننا بالاتجاء الخاطيء
تاريخ النشر: السبت 22 ابريل 2006, تمام الساعة 12:17 مساءً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة
قرأت مقالا للكاتبة الاماراتية عائشة سلطان في صحيفة البيان بتاريخ 22 إبريل 2006 ، وقد مس المقال وترا خاصا بي فأطربني ، إذا اننا احيانا وبسبب خجلنا ندفن رؤوسنا في الرمال على مذهب النعامة آملين في تجاوز أزمة تعصف بنا ولكن هيهات !!
إن ظروفنا هي ذاتها وبعينها ظروف الامارات ، فنحن القطريون اقلية في الدولة ايضا بغض النظر عن النسبة هنا ، وما يعانيه اهلنا في الامارات هو ما نعانيه نحن في قطر ايضا ، فدعوني استهل مقالي هذا بم استهلت به مقالها ، فهي تقول : ( احيانا كثيرة يفكر الانسان بان الاستقالة هي الحل السحري لمشاكل العمل او ان التقاعد هو الطريق الاكثر امانا للخروج من معارك الوظيفة بأقل قدر ممكن من الخسائر ، فهل تبدو هذه الحلول منطقية ؟
..... ان تناقص نسب المواطنين بشكل مخيف لصالح تزايد اعداد الاجانب وسيطرتهم على مفاصل الحياة وقطاعات العمل العام والخاص ذلك لايبشر بخير ابدا ، انه على العكس ، نذير خطر ).. انتهى .
في بداية شبابي كنت اتساءل لماذا لايتوحد العالم الاسلامي ؟ وادفع بحديثي في هذا الاتجاه محاولا اقناع الاخرين بأن خلاصنا من ضعفنا وبؤسنا يكمن في قوتنا كأمة اسلامية واحدة .
كبرت ونضجت واتصور اني عقلت قليلا ايضا ، فتلاشى هذا الطموح وعلمت ان من الصعوبة بمكان جمع هذه الامة في دولة واحدة وتحت علم واحد .
حينها ضيقت دائرة الامل ونظرت للعرب على انهم اقرب للوحدة بحكم اللغة والعادات المشتركة كمخرج وحيد لنا من وضعنا المتأزم .
دفعت في هذا الاتجاه في نقاشي ومقالاتي وحواراتي مع اني لم اكن قوميا يوما ما ، ولكني نظرت للامر برمته على انه غطاء شرعي يجمع الامة الواحدة التي قطعها الاستعمار من قريب .
انفتحت منطقة الخليج وتوافدت اعداد هائلة من العرب وغيرهم اليها ، ووصل بعضهم الى مناصب سوقوا انفسهم بشكل جيد لاحتلال كراسيها، واصبحوا يركلوننا ركلا بحكم التنافس والشعور بالخطر مبعديننا عن مصادر رزقنا بكل مااوتوا من قوة ، حتى ا صبح احدنا يفكر جديا بالاستقالة والابتعاد مؤثرا الانسحاب بأقل خسائر ممكنة .
وجدت ان كل المبادئ والايدلوجيات تنتحر على باب الرزق ، ففي اشتداد القتال يعود الانسان الى تركيبته الاولى متعلقا بغريزة البقاء مفككا نفسه الى عوامل اولية بدون رتوش ومساحيق تجميل .
نعم ، لقد دفعونا دفعا لنصغر ، لنعود اقليميين وقبليين بعد ان كنا نحارب هذه الافكار من اساسها ، فأذا بها فجأة تلمع امامنا وتصبح اكثر اغراء وجمالا .
دعوني اعود الى نهاية مقال الكاتبة الاماراتية ، فقد كتبت التالي : ( فالبرغم من كل شيء علينا ان نصمد ، ان نحتمل وان نبقى ، انهم يسيطرون على 99 % من سوق العمل والوظيفة الخاصة ، ويسيطرون على الوظيفة العامة ، ونحن بالكاد نشكل 17 % من مجموع السكان ، وان انسحابنا التدريجي لايخدم لاخطط التنمية ولا المجتمع ولا المستقبل ، انه يدمر كل شيء ، وعلينا ان نتوقف عن تدمير انفسنا وبسرعة ) انتهى .
لنستبدل النسبة الاماراتية بالنسبة القطرية ، الا ينطبق هذا القول علينا ؟
ان نخبة شبابنا اصبحوا الان في منازلهم واستبدلوا بأجانب طارئين ليحلوا محلهم ، وغدا المال ووسائل الانتاج والتطوير والسلطة بيد آخرين ليستثمروا في آخرين ، انه وضع مقلوب منكوس غير مبرر.
ارجو ان يعذرني كل من يعرفني وكل من لايعرفني ، فأنا لست انا بعد ان تم تفكيكي لعواملي الاولية ، ولم يبق لي سوى غريزة البقاء كما هي الحال مع غيري .
عبدالعزيز ال محمود
رئيس تحرير العرب حاليا
تاريخ النشر: السبت 22 ابريل 2006, تمام الساعة 12:17 مساءً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة
قرأت مقالا للكاتبة الاماراتية عائشة سلطان في صحيفة البيان بتاريخ 22 إبريل 2006 ، وقد مس المقال وترا خاصا بي فأطربني ، إذا اننا احيانا وبسبب خجلنا ندفن رؤوسنا في الرمال على مذهب النعامة آملين في تجاوز أزمة تعصف بنا ولكن هيهات !!
إن ظروفنا هي ذاتها وبعينها ظروف الامارات ، فنحن القطريون اقلية في الدولة ايضا بغض النظر عن النسبة هنا ، وما يعانيه اهلنا في الامارات هو ما نعانيه نحن في قطر ايضا ، فدعوني استهل مقالي هذا بم استهلت به مقالها ، فهي تقول : ( احيانا كثيرة يفكر الانسان بان الاستقالة هي الحل السحري لمشاكل العمل او ان التقاعد هو الطريق الاكثر امانا للخروج من معارك الوظيفة بأقل قدر ممكن من الخسائر ، فهل تبدو هذه الحلول منطقية ؟
..... ان تناقص نسب المواطنين بشكل مخيف لصالح تزايد اعداد الاجانب وسيطرتهم على مفاصل الحياة وقطاعات العمل العام والخاص ذلك لايبشر بخير ابدا ، انه على العكس ، نذير خطر ).. انتهى .
في بداية شبابي كنت اتساءل لماذا لايتوحد العالم الاسلامي ؟ وادفع بحديثي في هذا الاتجاه محاولا اقناع الاخرين بأن خلاصنا من ضعفنا وبؤسنا يكمن في قوتنا كأمة اسلامية واحدة .
كبرت ونضجت واتصور اني عقلت قليلا ايضا ، فتلاشى هذا الطموح وعلمت ان من الصعوبة بمكان جمع هذه الامة في دولة واحدة وتحت علم واحد .
حينها ضيقت دائرة الامل ونظرت للعرب على انهم اقرب للوحدة بحكم اللغة والعادات المشتركة كمخرج وحيد لنا من وضعنا المتأزم .
دفعت في هذا الاتجاه في نقاشي ومقالاتي وحواراتي مع اني لم اكن قوميا يوما ما ، ولكني نظرت للامر برمته على انه غطاء شرعي يجمع الامة الواحدة التي قطعها الاستعمار من قريب .
انفتحت منطقة الخليج وتوافدت اعداد هائلة من العرب وغيرهم اليها ، ووصل بعضهم الى مناصب سوقوا انفسهم بشكل جيد لاحتلال كراسيها، واصبحوا يركلوننا ركلا بحكم التنافس والشعور بالخطر مبعديننا عن مصادر رزقنا بكل مااوتوا من قوة ، حتى ا صبح احدنا يفكر جديا بالاستقالة والابتعاد مؤثرا الانسحاب بأقل خسائر ممكنة .
وجدت ان كل المبادئ والايدلوجيات تنتحر على باب الرزق ، ففي اشتداد القتال يعود الانسان الى تركيبته الاولى متعلقا بغريزة البقاء مفككا نفسه الى عوامل اولية بدون رتوش ومساحيق تجميل .
نعم ، لقد دفعونا دفعا لنصغر ، لنعود اقليميين وقبليين بعد ان كنا نحارب هذه الافكار من اساسها ، فأذا بها فجأة تلمع امامنا وتصبح اكثر اغراء وجمالا .
دعوني اعود الى نهاية مقال الكاتبة الاماراتية ، فقد كتبت التالي : ( فالبرغم من كل شيء علينا ان نصمد ، ان نحتمل وان نبقى ، انهم يسيطرون على 99 % من سوق العمل والوظيفة الخاصة ، ويسيطرون على الوظيفة العامة ، ونحن بالكاد نشكل 17 % من مجموع السكان ، وان انسحابنا التدريجي لايخدم لاخطط التنمية ولا المجتمع ولا المستقبل ، انه يدمر كل شيء ، وعلينا ان نتوقف عن تدمير انفسنا وبسرعة ) انتهى .
لنستبدل النسبة الاماراتية بالنسبة القطرية ، الا ينطبق هذا القول علينا ؟
ان نخبة شبابنا اصبحوا الان في منازلهم واستبدلوا بأجانب طارئين ليحلوا محلهم ، وغدا المال ووسائل الانتاج والتطوير والسلطة بيد آخرين ليستثمروا في آخرين ، انه وضع مقلوب منكوس غير مبرر.
ارجو ان يعذرني كل من يعرفني وكل من لايعرفني ، فأنا لست انا بعد ان تم تفكيكي لعواملي الاولية ، ولم يبق لي سوى غريزة البقاء كما هي الحال مع غيري .
عبدالعزيز ال محمود
رئيس تحرير العرب حاليا