المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ناسداك دبي تحضر لإطلاق الصناديق المتداولة أسهمها



مغروور قطر
29-11-2008, 02:51 PM
ناسداك دبي تحضر لإطلاق الصناديق المتداولة أسهمها
البيان 29/11/2008

تعكف بورصة «ناسداك دبي» على تحضير البنية التحتية المواتية لإطلاق (إي تي إف) أي الصناديق المتداولة لأسهمها في البورصة، وهو ما يمهد الطريق لأن تحقق دبي قصب السبق كأول مركز مالي على صعيد منطقة الشرق الأوسط التي يجري فيها تداول مثل هذا النوع من المنتجات، ويأتي التخطيط لإطلاق مثل هذا المنتج الاستثماري في ظل تنامي الحاجة إليه من جانب السوق ومدراء الأصول، فضلا عن تميز السوق هنا بأنه سوق صاعد ومتعطش لمثل هذه المنتجات الجديدة لتنويع المحافظ الاستثمارية.

وكشف أميت ساهي مدير أول عمليات الإدراج الجديدة أن بورصة ناسداك دبي باشرت العمل في التحضير للصناديق المدرجة أسهمها في البورصة، وذلك على نحو من شأنه أن يسهم في جلب مثل هذه الصناعة إلى المنطقة. وأستدرك ساهي قائلاً: نحن أنجزنا الكثير من العمل، حيث وضعنا قواعد الاستثمار، وبالتالي، صرنا قريبين من تقديم أول منتج استثماري بالمنطقة يرتكز على الصناديق المتداولة أسهمها في البورصات، وقد عرضنا هذه القواعد على مائدة النقاش العام للتعرف على وجهات النظر والأفكار، وبالتالي، نحن بصدد إطلاق هذا الصندوق للاعبين في السوق ومدراء الأصول. وأضاف بقوله: ستتمثل الخطوة التالية في وضع النموذج الصحيح لصانع أسواق هذا المنتج، حيث إن أدوار الصناع في غاية الأهمية والحيوية، ونحن نعمل مع شركات مثل شركة سيسكو هانا لجعل المناخ مواتياً لصناع السوق لكي ينجحوا هنا. وحث ساهي مدراء الأصول على إدراج مثل هذه الصناديق أولاً في بورصة ناسدك دبي أولاً قبل إدراجها في بورصات قائلاً: من منظور البورصة، فضلاً عن وجهة نظري الشخصية، يحتاج نجاح وازدهار مثل هذه الصناديق في بورصة ناسداك دبي إلى تصنيع الصناديق المحلية والإقليمية هنا.

توعية المستثمرين... وتابع حديثه بقوله: عندما يتم إدراج مثل هذه المنتجات في البورصة، يصبح من المسؤولية البورصة بوصفها القائم على التشغيل والتنظيم، أن تكون متأكدة بأن المستثمرين على فهم ودراية بهذه الإدراجات، ونحن بحاجة لأن نقوم بتوعية وتثقيف الشركات والسماسرة المحليين والأعضاء التجاريين بشأن أوجه فوائد هذا المنتج، حيث يتميز بالبساطة وانخفاض التكلفة، حيث إن المؤسسات الاستثمارية ومدراء الصناديق على دراية بكيفية استخدام مثل هذه المنتجات. ولأجل تحقيق هذا الهدف، نحن نعتزم تنظيم حلقات نقاشية تضم هؤلاء اللاعبين والتواصل المباشر معهم بهدف إطلاعهم على هذا المنتج الاستثماري وأنني على ثقة بأن مدراء الأصول مهتمون بتأسيس مثل هذه الصناديق هنا في بورصة ناسداك دبي، ورغم أن أزمة الائتمان العالمية، حولت الاهتمام إلى قضايا أخرى، إلا أن مدراء الأصول متمسكون بإدراج هذه المنتجات الاستثمارية في بورصة ناسداك دبي مدرج أسهمها في البورصة هنا، ولكن أزمة الائتمان العالمية حولت الاهتمام إلى أشياء أخرى ولكنهم مهتمون ومتمسكون بتأسيس هذه الصناديق هنا.

وعلى مدار السنوات الخمس الماضية خلصت الصناعة إلى تبني وجهة نظرة براغماتية، ومؤداها أنه رغم اتسام الصناديق المدرج أسهمها في البورصة بأنها منتجات في غاية البساطة، وتميز عملية إطلاقها بأنها تأتي في الوقت والمكان المناسبين، إلا أن تصنيع وابتكار مثل هذه المنتجات ينطوي على صعوبة بالغة.


خبرات متراكمة

وتحدث أميت ساهي عن رؤية البورصة في هذا الخصوص، مسلطاً الضوء على عدد من النقاط التالية:

أولاً: تمتلك بورصة ناسداك دبي الكثير من الخبرات التي تعتبر الأفضل على مستوى العالم، كما أتاح الترابط بين بورصتي دبي العالمية وناسداك إمكانية أكبر للنفاذ إلى خبرات ومعارف تتميز بالثراء والعمق.

ثانياً: تظهر خبرات إدراج مثل هذه الصناديق في البورصات الأخرى، أن هذه المنتجات تحتاج إلى الكثير من المعارف المستقاة من المشاركين في السوق، وذلك رغم تميزها بالبساطة الشديدة، وهو ما يستدعي التعرف على وجهات نظر المصنعين لمثل هذه المنتجات، فضلاً عن إطلاق حملات توعية تستهدف إطلاع المستثمرين على أوجه فوائد استخدام الصناديق المتداول أسهمها في البورصة.

ثالثاً: تتطلع الكثير من بورصات دول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك تلك الموجودة في كل من سلطنة عمان والبحرين والمملكة العربية السعودية، إلى إطلاق الصناديق المدرج أسهمها في البورصات، ولكن بالمقدور الجزم بأن بورصة ناسداك دبي هي الوحيدة في الوقت الحالي التي تعمل على إطلاق مثل هذه الصناديق خلال المدى القصير.

رابعاً: يتعين التحرك على ثلاثة محاور فيما يتعلق بهذه المنتجات الجديدة، ويتعلق المحور بالبنية التحتية للسوق، وذلك من زاوية إجراء دراسات تختص بتحديد توقيت إطلاق مثل هذه الصناديق، وإعداد المنصة التي توفر لضمانات لهؤلاء الذين يرغبون في تأسيس مثل هذه الصناديق، بحكم أن هذه الصناديق تتضمن خصائص وملامح معينة فيما يتعلق بالصفقات النقدية.

ويختص المحور الثاني بنظام الإدراج الذي يحتاج إلى أن يكون محدداً بشكل واضح بخصوص الضمانات التي سيجري تقديمها إلى المشاركين في السوق، وهو ما يتطلب تأسيس آلية تضمن التناغم بين السوقين الأولى والثانوي، وذلك على نحو يردف أحدهما الآخر، ويتعلق المحور الثالث بتثقيف وتوعية المستثمرين، حيث يرتبط نجاح أي منتج في سوق المال بشعور المستثمرين بالارتياح بالتعامل معه، وبمجرد أن توافر مثل هذا الشعور، يصبح المنتج ناجحاً.

خامساً: تمتلك بورصة ناسداك دبي خبرات تراكمت منذ تأسيسها في أغسطس 2007، حيث قامت مؤسسات مالية عالمية على غرار دويتشه بنك وميريل لينش ومورغان ستانلي بإدراج ما مجموعة 20 منتجاً مهيكلاً في سوق «تراكس» وهو أول سوق في المنطقة للمنتجات الاستثمارية المهيكلة، وهذه المنتجات جري هيكلتها بشكل رائع ولكن المسألة التي كان المستثمرون يريدون معرفتها في الواقع هو معرفة كيفية وضع هذه المنتجات ضمن محافظهم الاستثمارية.

وقد شارك أميت ساهي في عملية تأسيس أول صندوق مدرج أسهمه في البورصة بالهند، والذي جري إدراجه في بورصة بومباي، وكان ذلك بمثابة مهمة قريبة إلى قلبه في ذلك الوقت، حيث يرتكز السوق الهندي على قاعدة ضخمة من المستثمرين الأفراد، وبالتالي، لم يكن من السهل إقناع هؤلاء المستثمرين بهذا المنتج، وقد تحقق هذا الهدف فقط في العام الماضي، حيث بدأ المستثمرون الأفراد في التعامل مع هذا الصندوق. وقفزت أعداد الصناديق المدرج أسهمها في البورصة إلى 75 صندوقاً.

ويتحدث أميت ساهي عن انتفاء وجود الصناديق المدرج أسهمها بأسواق المال الخليجية بقوله: عندما نتحدث عن صناديق جديدة يجري تداول أسهمها في البورصات فهي تعد بمثابة أدوات استثمارية، ولكن إذا ما نظرنا إلى الوضع في مجلس التعاون الخليجي، نجد أن هناك غياباً لمثل هذه الصناديق، كما ينتفي وجود أية مؤشرات أسهم تستند إليها مثل هذه الصناديق في إدارة عملياتها وصفقاتها.

وذلك على الرغم من وصول القيمة السوقية للأسهم المتداولة في البورصات الخليجية إلى مستوى التريليون دولار، وبالتالي، توجد ثمة حاجة في هذه الأسواق إلى الصناديق المتداول أسهمها في البورصات.


منتجات استثمارية

وتحفز الأزمة المالية الحالية على زيادة الحاجة إلى الصناديق المتداول أسهمها في البورصات، بحكم أنها تعتبر في المحك النهائي منتجات استثمارية أقل تقلباً، ولكن ازدهار هذه الصناديق يعتمد على مدى توافر مؤشرات أسهم تتمتع بالمصداقية والموثوقية، وتعد مؤشرات داو جونز وام اس سي اي وفوتسي من أكثر المؤشرات الأسهم مصداقية.

وقد أدرجت بورصة ناسداك دبي مجموعة من مشتقات الأسهم وتتضمن هذه الأدوات التي صممتها البورصة عقود آجلة على أساس مؤشر للأسهم يتضمن أسهم 20 شركة مدرجة في ناسداك دبي وسوق دبي المالي وسوق أبوظبي للأوراق المالية، ويحمل المؤشر اسم «اف تي اس اي ناسداك دبي».

ويعلق هنا ساهي بقوله: لقد باشرنا العمل بهذا المؤشر، وأنه ربما يمثل أفضل قاعدة لإدراج مثل هذه الصناديق محلياً، وبالتالي، فبمجرد وجود عقود آجلة وصناديق متداول أسهمها في البورصة جنباً إلى جنب في السوق ذاته، فهذا في حد ذاته يعد كافياً لتوليد السيولة وتنويع المنتجات على نحو يستقطب اهتمام المستثمرين من مختلف أنحاء العالم.

وتحدث جون كيوغ مدير لجنة الإدارة الأوروبية ساسكوينهاتا انترناشيونال سكيوريتيز عن أهمية صناع السوق لمثل هذه الصناديق بقوله: إن شركة ساسكوينهاتا انترناشيونال سكيوريتيز تعتبر واحدة من أكبر صناع سوق الصناديق المتداولة في البورصة، وفي أي عمليات شراء لأسهم صناديق المتداول أسهمها في البورصة، أو أي منتج يجري طرحه في السوق، فليس من المقدور أن يتم العثور على المشترين أو الأشخاص المناسبين بشكل فوري، ومن ثم، فإن صناع السوق يملأون في الحقيقة مثل هذه الفجوة، بأن يوفروا السيولة، وهو ما يسمح للبائعين العثور على المشترين فورياً عن طريق عرض أسعار هذه الأسهم بشكل منتظم ومتواصل.

وأضاف بقوله: نموذج أعمالنا يرتكز على تقديم أسعار متنوعة لمختلف البورصات، ونحن حصلنا مؤخراً على ترخيص من بورصة (دبي ناسداك) بأن نعمل صانع سوق المشتقات، كما اننا أعضاء في بورصات مختلفة، ونحن نفعل ذلك، كما أننا نقدم أسعار أسهم شركات الاتصالات، وكما سبق الإشارة فإن الكثير من السيولة المرتبطة بالصناديق التي يجري تداول أسهمها في البورصة، تكون مدفوعة بالسوق الضمنية.

وتابع حديثه بقوله: من ناحية سوق صناديق الأسهم المدرجة في البورصة، نجد أنه سوق مثير بدرجة كبيرة، وقد بلغ متوسط القيمة التداول اليومي على أسهم الصناديق المتداول أسهمها على مستوى حوالي 60 مليار دولار، ونحن نقدرها هذا العام بنحو 130 مليار دولار، ومن ثم هناك قصة نمو ضخمة، وقد نمت هذه الأصول في أوروبا بنسبة 13% خلال هذا العام.

ورغم تراجع أسعار الأسهم في البورصات الأوروبية بنسبة 30%، وهو ما يعكس تحول المستثمرين إلى هذه الصناديق نظرا لما تتمتع به من شفافية هو ما أنعكس في صورة نمو، فضلاً عن اشتمالها على أصول متنوعة فهي تغطي مختلف فئات الأصول، ورغم أنها تركز على الأسهم ولكن جري التحول إلى السندات الحكومية والسلع، فهو سوق مثير للاهتمام.

ومن جانبه قال، روبرت بردويل آيشيرز الشرق الأوسط باركليز جلوبال إنفستورز إن هناك أصول محل إدارة من الصناديق يبلغ قيمتها 645 مليار دولار، ويصل عدد صناديق إلى 5000 صندوق ومن واقع خبرتي بمنطقة الخليج، لا يوجد في الوقت الحالي إدراج للصناديق المدرج أسهمها.

وذلك على الرغم من استخدام هذا المنتج من قبل المستثمرين الشركات العائلية ومدراء الأصول، وهم يوظفون هذا المنتج بطرق مختلفة، وما هو مثير للاهتمام أنه مع إدراج الصناديق المتداول أسهمها في البورصة، ربما يجري فتح نافذة للمستثمرين الأفراد الذين يشكلون قاعدة التداول في الأسواق الخليجية، وانه من المثير كذلك أنه في الأسواق المتقدمة كسوق وول استريت ولندن نجد أن التداول على أسهم الصناديق غير منحصر على المؤسسات الاستثمارية ولكن يشتمل كذلك على المستثمرين الأفراد.

واستدرك بقوله: إن الصناديق المدرج أسهمها في البورصة ليست منتجات مهيكلة وليس أدوات دين بالنسبة للبنوك، وان أحد الأشياء التي يجب على البورصة أن تراعيها في برامجها التثقيفية والتعليمية ان تجعل المستثمرين على دراية بأن الصناديق المتداولة في البورصة هي صناديق وليست منتجات مهيكلة وليست أدوات دين.