طبشور
01-12-2008, 04:44 PM
قرأت في أحدى المنتديات مقال أعجبني وأتمنى أن تشاركوني في قراءته :
لم يخطر ببال أي مراقب أو محلل اقتصادي مع بداية حرب أمريكا على الإسلام أن يرى أمريكا تتسوَّل العالم بعد مرور سبع سنوات، بل كثير من الناس الآن لا يصدق هذه الحقيقة. ولم يقتصر التسول على أمريكا بل امتد ليصل لجميع حلفائها في حلف شمال الأطلنطي.
وحتى لا نتهم بالمغالاة في التحليل والخروج عن الموضوعية فسننقل مقتطفات بسيطة من مصادرهم أنفسهم ليقف الجميع على الحقيقة المجردة بنفسه.ونبدأ من بريطانيا: حيث سيبدأ جوردن براون اليوم السبت رحلته التسولية في دول الخليج بعد أن ترك له سلفه بلير جيش مهزم وخزينة مدينة.
وحسب صحيفة ذي تايمز: فقد يممت أوروبا وجهها شطر الشرق الأوسط والقارة الآسيوية طلبا للمساعدة في وقت تنذر فيه الأزمة المالية باجتياح المجر ودول أخرى تعاني من وطأة الضغوط على اقتصاداتها العَلِيلة.
وقد حث رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون كلا من دول الخليج الغنية بالنفط والصين التي تملك احتياطات مالية ضخمة على تقديم مساعدات بمئات المليارات من الدولارات لدول تصارع من أجل البقاء على قيد الحياة (للغرب), ونقلت الصحيفة عن براون قوله إنه سيثير الموضوع أثناء جولته في دول الخليج التي تبدأ اليوم السبت وتستغرق أربعة أيام حيث سيلتقي قادة كل من السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة, التي زادت عائداتها من النفط بعدة مليارات من الدولارات بسبب ارتفاع أسعاره.
في الوقت نفسه يطوف روبرت كيميت نائب وزير الخزانة الأميركي معظم الدول الخليجية لحثها على الاستثمار بالولايات المتحدة كما عقد اجتماعات مع صناديق الثروات السيادية وشركات الاستثمار والمؤسسات المالية الأخرى بالمنطقة، في إطار جهود لترويج الولايات المتحدة كوجهة للاستثمارات. يذكر أن هذه الصناديق السيادية والشركات قد خسرت أموالا طائلة في بورصات أمريكا مما جعلها تفقد الثقة تماما في السوق الأمريكية. ولكن الحقيقة المؤلمة تؤكد أن حكام العرب يُلدغون من نفس الجحر ألف مرة وهذا ما يرجح كفة عودة أموال فقراء الشعوب العربية المخزونة فيما يسمى الصناديق السيادية لتضيع هناك في بنوك أمريكا كما ضاعت من قبل.
ويؤكد ذلك؛ الأموال الضخمة التي حصل عليها اليوم بنك "باركليز" البريطاني من قطر وأبوظبي بعد أن قام خبراء البنك بجولة تسولية في دول الخليج حصل خلالها على دعم مالي قدره سبعة مليارات دولار زيادة على شراء أصول تقارب ثلاثة مليارات أخرى من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ودعم آخر يناهز أربعة مليارات دولار، زيادة على أصول شراء تناهز ثلاثة مليارات أخرى من صندوق الثروة السيادي القطري. كما ساهم الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بمبلغ 600 مليون دولار لإنقاذ البنك. وهم بذلك يكررون نفس التجربة الفاشلة للوليد بن طلال الذي خسرأكثر من17 مليار ريال سعودي في البنوك التي اشتراها في أمريكا وأفلست.
كما قام وزير خارجة ألمانيا بجولة للتسول في دول الخليج داعيا إلى دور خليجي لحل الأزمة المالية العالمية بحجة مساعدة الدولالنامية على تجاوز الصعوبات التي تواجهها جراء هذه الأزمة.
وحول أزمة أمريكا؛ فقد أكد السياسي المخضرم وزير الخارجية الألماني السابق هانز ديتريش غينتشر أن الولايات المتحدة فقدت مكانتها كقوة منفردة على الساحة الدولية، سواء في الاقتصاد أو السياسة، مؤكدا أن التعددية القطبية في العالم واقع لا يمكن تجاهله. بدليل أن آخر زيارة لبوش إلى الصين كانت بهدف إقناع الصينيين بعدم سحب أموالهم من المصارف الأميركية وليس لمتابعة الألعاب الأولمبية.
ومما يؤكد أن الأزمة الأميركية آخذة في التفاقم: ما كشفت عنه أحدث دراسة من انخفاض ثقة المستهلكين إلى أدنى معدلاتها على الإطلاق في وقت أعرب فيه الأميركيون عن تشاؤم متزايد بشأن غموض الأوضاع المالية وفقدانهم للوظائف كما انخفض الإنفاق الاستهلاكي لأدنى مستوى. ونشرت صحيفة واشنطن بوست مقتطفات من نتائج الدراسة التي أظهرت أسوأ تقييم لصحة الاقتصاد الأميركي منذ البدء في إجراء مثل هذه الدراسة.
وعلق كروغمان, الحاصل على جائزة نوبل هذا العام في الاقتصاد – على هذه الدراسات بقوله يبدو إذا أننا أمام بداية تغير كبير جدا في سلوك المستهلك, ولا يمكن لهذا التغير أن يحصل في وقت أسوأ من الوقت الحاضر. وعليه فإن استسلام المستهلك الأميركي يأتي في وقت سيء للغاية لكن لا فائدة في النياحة وشق الجيوب, فجهود الإنقاذ المالي التي تطبق حاليا, حتى لو نجحت, فإنها لن تجدي إلا في التخفيف من حدة المشكلة.
كما توقع عالم الرياضيات الأميركي جون كاستي أن تستمر الأزمة المالية الراهنة وتداعياتها لفترة أطول مما يتوقعه البعض، إذ قد تصل إلى عشر سنوات كاملة. وأكد أن الأزمة الراهنة دقت المسمار الأخير في نعش العولمة بنظامها الذي كان سائدا قبل الأزمة. وأضاف كاستي إنه في الفترة ما بين عامي 2010 و2018 ستنعدم الثقة تماما في الاحتياطي الاتحادي الأميركي الذي قد يتقلص إلى حده الأدنى، كما سينهار مؤشر داو جونز إلى أقل من 1000 نقطة. كما توقع أن يتفكك الاتحاد الأوروبي ليعود إلى كيانات سياسية مستقلة تبحث عن مصالحها فرادى.
وأكد كاستي أن "جذور الأزمة الراهنة وأسبابها أعمق وأعقد مما يعتقده البعض، خاصة أن نواة الأزمة هي الآن عدم الثقة بين الجميع: مؤسسات مالية أو صناعية، وحكومات ومستثمرين ومواطنين عاديين. وأضاف أن العالم الآن يعيش حالة حرب غير عادية على صعد مختلفة وتظهر آثارها تباعا، حتى وإن أصر البعض على عدم الربط بين الأحداث السياسية والاقتصادية وتداعياتها على العالم".
وهذه التطورات المتلاحقة تجعلنا نتوقع أن نرى أمريكا تعرض أساطيلها وأسلحتها النووية للبيع في مزادات عالمية لتنفق منها على شعبها؛ ولا غرابة أيضا أن يكون المشتري الوحيد لهذه الأسلحة هو تنظيم القاعد بقيادة الشيخ أسامة بن لادن، وهذا أشرف لأمريكا من سياسة التسول التي يمارسها دبلوماسيوها على مستوى العالم وأشرف لجنودها الذين يجوبون الأرض كالكلاب الضالة التي لا تجد ما تأكله فتعقر هذا أو تنبح على ذاك.
وخلاصة القول أن حرب الغرب على الإسلام أوصلته لحالة الإفلاس والتسول وتقبيل أحذية حكام العرب ليضخوا ثرواتهم في خزائن الغرب. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ }الأنفال36
فهل آن الأوان لحكام العرب أن يُقبِّلوا رأس الشيخ أسامة بن لادن الذي وضع الخطة لاستنزاف ثروات هذه الدول المتكبرة وآتت أكلها، بعد تأييد رب العالمين ونصرته للمجاهدين؟!
كتبه
د. محمد حافظ
1/11/2008
لم يخطر ببال أي مراقب أو محلل اقتصادي مع بداية حرب أمريكا على الإسلام أن يرى أمريكا تتسوَّل العالم بعد مرور سبع سنوات، بل كثير من الناس الآن لا يصدق هذه الحقيقة. ولم يقتصر التسول على أمريكا بل امتد ليصل لجميع حلفائها في حلف شمال الأطلنطي.
وحتى لا نتهم بالمغالاة في التحليل والخروج عن الموضوعية فسننقل مقتطفات بسيطة من مصادرهم أنفسهم ليقف الجميع على الحقيقة المجردة بنفسه.ونبدأ من بريطانيا: حيث سيبدأ جوردن براون اليوم السبت رحلته التسولية في دول الخليج بعد أن ترك له سلفه بلير جيش مهزم وخزينة مدينة.
وحسب صحيفة ذي تايمز: فقد يممت أوروبا وجهها شطر الشرق الأوسط والقارة الآسيوية طلبا للمساعدة في وقت تنذر فيه الأزمة المالية باجتياح المجر ودول أخرى تعاني من وطأة الضغوط على اقتصاداتها العَلِيلة.
وقد حث رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون كلا من دول الخليج الغنية بالنفط والصين التي تملك احتياطات مالية ضخمة على تقديم مساعدات بمئات المليارات من الدولارات لدول تصارع من أجل البقاء على قيد الحياة (للغرب), ونقلت الصحيفة عن براون قوله إنه سيثير الموضوع أثناء جولته في دول الخليج التي تبدأ اليوم السبت وتستغرق أربعة أيام حيث سيلتقي قادة كل من السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة, التي زادت عائداتها من النفط بعدة مليارات من الدولارات بسبب ارتفاع أسعاره.
في الوقت نفسه يطوف روبرت كيميت نائب وزير الخزانة الأميركي معظم الدول الخليجية لحثها على الاستثمار بالولايات المتحدة كما عقد اجتماعات مع صناديق الثروات السيادية وشركات الاستثمار والمؤسسات المالية الأخرى بالمنطقة، في إطار جهود لترويج الولايات المتحدة كوجهة للاستثمارات. يذكر أن هذه الصناديق السيادية والشركات قد خسرت أموالا طائلة في بورصات أمريكا مما جعلها تفقد الثقة تماما في السوق الأمريكية. ولكن الحقيقة المؤلمة تؤكد أن حكام العرب يُلدغون من نفس الجحر ألف مرة وهذا ما يرجح كفة عودة أموال فقراء الشعوب العربية المخزونة فيما يسمى الصناديق السيادية لتضيع هناك في بنوك أمريكا كما ضاعت من قبل.
ويؤكد ذلك؛ الأموال الضخمة التي حصل عليها اليوم بنك "باركليز" البريطاني من قطر وأبوظبي بعد أن قام خبراء البنك بجولة تسولية في دول الخليج حصل خلالها على دعم مالي قدره سبعة مليارات دولار زيادة على شراء أصول تقارب ثلاثة مليارات أخرى من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ودعم آخر يناهز أربعة مليارات دولار، زيادة على أصول شراء تناهز ثلاثة مليارات أخرى من صندوق الثروة السيادي القطري. كما ساهم الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بمبلغ 600 مليون دولار لإنقاذ البنك. وهم بذلك يكررون نفس التجربة الفاشلة للوليد بن طلال الذي خسرأكثر من17 مليار ريال سعودي في البنوك التي اشتراها في أمريكا وأفلست.
كما قام وزير خارجة ألمانيا بجولة للتسول في دول الخليج داعيا إلى دور خليجي لحل الأزمة المالية العالمية بحجة مساعدة الدولالنامية على تجاوز الصعوبات التي تواجهها جراء هذه الأزمة.
وحول أزمة أمريكا؛ فقد أكد السياسي المخضرم وزير الخارجية الألماني السابق هانز ديتريش غينتشر أن الولايات المتحدة فقدت مكانتها كقوة منفردة على الساحة الدولية، سواء في الاقتصاد أو السياسة، مؤكدا أن التعددية القطبية في العالم واقع لا يمكن تجاهله. بدليل أن آخر زيارة لبوش إلى الصين كانت بهدف إقناع الصينيين بعدم سحب أموالهم من المصارف الأميركية وليس لمتابعة الألعاب الأولمبية.
ومما يؤكد أن الأزمة الأميركية آخذة في التفاقم: ما كشفت عنه أحدث دراسة من انخفاض ثقة المستهلكين إلى أدنى معدلاتها على الإطلاق في وقت أعرب فيه الأميركيون عن تشاؤم متزايد بشأن غموض الأوضاع المالية وفقدانهم للوظائف كما انخفض الإنفاق الاستهلاكي لأدنى مستوى. ونشرت صحيفة واشنطن بوست مقتطفات من نتائج الدراسة التي أظهرت أسوأ تقييم لصحة الاقتصاد الأميركي منذ البدء في إجراء مثل هذه الدراسة.
وعلق كروغمان, الحاصل على جائزة نوبل هذا العام في الاقتصاد – على هذه الدراسات بقوله يبدو إذا أننا أمام بداية تغير كبير جدا في سلوك المستهلك, ولا يمكن لهذا التغير أن يحصل في وقت أسوأ من الوقت الحاضر. وعليه فإن استسلام المستهلك الأميركي يأتي في وقت سيء للغاية لكن لا فائدة في النياحة وشق الجيوب, فجهود الإنقاذ المالي التي تطبق حاليا, حتى لو نجحت, فإنها لن تجدي إلا في التخفيف من حدة المشكلة.
كما توقع عالم الرياضيات الأميركي جون كاستي أن تستمر الأزمة المالية الراهنة وتداعياتها لفترة أطول مما يتوقعه البعض، إذ قد تصل إلى عشر سنوات كاملة. وأكد أن الأزمة الراهنة دقت المسمار الأخير في نعش العولمة بنظامها الذي كان سائدا قبل الأزمة. وأضاف كاستي إنه في الفترة ما بين عامي 2010 و2018 ستنعدم الثقة تماما في الاحتياطي الاتحادي الأميركي الذي قد يتقلص إلى حده الأدنى، كما سينهار مؤشر داو جونز إلى أقل من 1000 نقطة. كما توقع أن يتفكك الاتحاد الأوروبي ليعود إلى كيانات سياسية مستقلة تبحث عن مصالحها فرادى.
وأكد كاستي أن "جذور الأزمة الراهنة وأسبابها أعمق وأعقد مما يعتقده البعض، خاصة أن نواة الأزمة هي الآن عدم الثقة بين الجميع: مؤسسات مالية أو صناعية، وحكومات ومستثمرين ومواطنين عاديين. وأضاف أن العالم الآن يعيش حالة حرب غير عادية على صعد مختلفة وتظهر آثارها تباعا، حتى وإن أصر البعض على عدم الربط بين الأحداث السياسية والاقتصادية وتداعياتها على العالم".
وهذه التطورات المتلاحقة تجعلنا نتوقع أن نرى أمريكا تعرض أساطيلها وأسلحتها النووية للبيع في مزادات عالمية لتنفق منها على شعبها؛ ولا غرابة أيضا أن يكون المشتري الوحيد لهذه الأسلحة هو تنظيم القاعد بقيادة الشيخ أسامة بن لادن، وهذا أشرف لأمريكا من سياسة التسول التي يمارسها دبلوماسيوها على مستوى العالم وأشرف لجنودها الذين يجوبون الأرض كالكلاب الضالة التي لا تجد ما تأكله فتعقر هذا أو تنبح على ذاك.
وخلاصة القول أن حرب الغرب على الإسلام أوصلته لحالة الإفلاس والتسول وتقبيل أحذية حكام العرب ليضخوا ثرواتهم في خزائن الغرب. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ }الأنفال36
فهل آن الأوان لحكام العرب أن يُقبِّلوا رأس الشيخ أسامة بن لادن الذي وضع الخطة لاستنزاف ثروات هذه الدول المتكبرة وآتت أكلها، بعد تأييد رب العالمين ونصرته للمجاهدين؟!
كتبه
د. محمد حافظ
1/11/2008